القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (576) نصوص الميرزا التي يقرر فيها أنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لم يشترط النبوة للمسيح الموعود، وأنّ القادم لن يكون نبيًّا، بل فقط واحد من الأمة.

التنقل السريع

     





    مقال (576) نصوص الميرزا التي يقرر فيها أنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لم يشترط النبوة للمسيح الموعود، وأنّ القادم لن يكون نبيًّا، بل فقط واحد من الأمة([1]).

    هذا المقال مما جاء في كتابي (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية) الجزء الثالث.

    https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/05/576.html

    النص الأول:

    يقول الميرزا: "إن طُرِح هنا اعتراض: أنه يجب أن يكون مثيل المسيح الناصري أيضًا نبيّا؛ لأن المسيح([2]) كان نبيًّا. فالجواب الأول على هذا الاعتراض هو أن سيدنا ومولانا - صلى الله عليه وسلم - لم يشترِط نبوة المسيح الآتي، بل قال صراحة([3]) إنه سيكون مسلمًا وملتزمًا بشريعة القرآن الكريم مثل بقية المسلمين، ولن يفعل شيئا أكثر من ذلك لإظهار إسلامه وكونه إمامَ المسلمين"([4]).

    النص الثاني:

    يقول الميرزا: "وإذا قلتم: أين وُصِفَ عيسى - عليه السلام - كشخصٍ من الأمة؟ قلتُ: اقرأوا في صحيح البخاريّ حديثا جاء فيه: "إمامكم منكم"([5]). لا شك في أن الخطاب في "منكم" موجَّه إلى جميع أفراد الأمة الذين سيأتون منذ زمن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى نهاية الزمن. ولكن من الواضح تماما أنه إذا كان المراد به أفراد الأمة فقط، وقد بشِّر أبناؤها أن ابن مريم الآتي سيكون "منكم" وسيولد فيكم؛ فمعنى ذلك، بتعبير آخر، أن ابن مريم الآتي لن يكون نبيّا، بل أحد من الأمة فقط"([6]).

     

    التعليق على النصين السابقين:

    أولًا: كان الميرزا في زمن كتاب (توضيح المرام) وكتاب (إزالة الأوهام) أي سنة 1891م لا يدعي النبوة، وإنما فقط المُحَدَّثية، وأنّ المُحَدَّث نبيّ بالقوة وليس بالفعل، وكان يريد نفي أن يكون سيدنا عيسى النبيّ عليه السلام هو القادم، فكان لا بد أن ينفي بشكل مطلق أن يكون القادم نبيًّا، بل حينما حاوره أحد علماء المسلمين الهنود في أمر نبوته في سنة 1892م أقر الميرزا بأنه ليس إلا مُحَدَّثًا، بل وطلب من محاوره ومن الناس شطب كل ما ورد في كتبه وقتها كلمة "نبيّ"([7])، كما أنّ الميرزا من أجل نفي نبوة المسيح القادم أنكر صحة حديث صحيح مسلم([8]) الذي ذَكَرَ فيه سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم نبوة سيدنا عيسى عليه السلام أربع مرات، وأنه نازل آخر الزمان ليقتل الدجال، وقول الميرزا إنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لم يشترط نبوة المسيح الآتي قاله بناء على حديث البخاريّ "وإمامكم منكم"([9])، حيث لم يذكر فيه سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم نبوة سيدنا عيسى عليه السلام للعلم اليقيني بها، أما قول الميرزا إنّ المسيح الموعود القادم هو المقصود بالإمام للمسلمين، فهو من تدليس الميرزا على غير العارفين باللغة العربية، حيث "الواو" في قول سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم "وإمامكم منكم" هي (واو الحال))[10](.

    ثانيا: إنّ رغبة الميرزا في نفي مجيء نبيّ الله سيدنا عيسى عليه السلام اضطره إلى القول بأنّ الحديث([11]) فيه نفي وإنكار نبوة المسيح القادم، بالرغم من أنّ الحديث لا ذكر فيه لإنكار نبوة المسيح القادم، فَذِكْرُ المرءِ باسمه من دون صفته لا يعني إنكار هذه الصفة، وكما يقول الميرزا في القاعدة المحببة لديه ولدى أتباعه في إثبات أي شيء يريدونه حتى من غير وجوده القطعي، فيقول الميرزا: "عدم العلم بالشيء لا يستلزم عدم وجوده"([12])، وبالتالي فإذا كان عدم العلم بالشيء أو عدم ذكره لا يستلزم عدم وجوده، فما بالنا وقد ذكر سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى أنّ سيدنا عيسى عليه السلام الآتي آخر الزمان هو نبيّ الله ويوحى إليه، كما أنّه صلى الله عليه وسلم ذكر أيضًا أوصاف وملامح سيدنا عيسى عليه السلام للصحابة رضي الله عنهم كما رآه صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج، أنه عليه السلام أبيض أحمر([13]) وغير ذلك من الصفات والملامح، وقال لهم أن يعرفوا سيدنا عيسى عليه السلام بهذه الملامح، وهي التي لا تنطبق على الميرزا، وعمومًا بالنسبة لإنكار الميرزا لنبوة المسيح القادم وأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لم يشترط له النبوة، وأنه فقط واحد من المسلمين، فلقد أعمى الله تعالى الميرزا حتى يقول بهذا الرأي ليثبت على نفسه بنفسه أنه فقط فرد من الأمة وليس بنبيّ، فالتحديد بكلمة "فقط" تنفي كليًا نبوة الميرزا؛ أي تنفي أي شيء له علاقة بالنبوة وإنما هو فرد من الأمة فقط.

    ثالثًا: العبارة "لن يكون نبيّا، بل أحد من الأمة فقط" تفيد أنّ هذا الإمام من الأمة ولا يكون نبيًّا إطلاقًا، وبالتالي فالعبارة تنفي النبوة التابعة أي الظلية والبروزية، فالنبوة المستقلة([14]) منفية أصلًا بكونه فردًا من الأمة المُحَمَّدية.

    رابعًا: يدلس الميرزا على السذج فيقرر أنّ كلمة "منكم" في الحديث تعني المسلمين المولودين مسلمين من الأصل، فهل كل المسلمين لا بد أن يكونوا مولودين مسلمين!!!

    خامسًا: مرّ على نشر هذه النصوص أي في سنة 1891م تسع سنوات من بعد بداية بعثة الميرزا المُدعاة في مارس سنة 1882م، ومرت ثلاثة عشر سنة من سنة 1878م([15]) حيث ادعى الميرزا أنّ ربه يلاش أصلحه تمام الإصلاح وطهّره تطهيرًا، فكيف نقبل بعد كل ذلك ارتداد الميرزا عن قوله "سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لم يشترط النبوة للمسيح الموعود، وإنّه سيكون مسلمًا وملتزمًا بشريعة القرآن الكريم مثل بقية المسلمين، ولن يفعل شيئا أكثر من ذلك لإظهار إسلامه وكونه إمامَ المسلمين"، كما قال أيضًا "ابن مريم الآتي لن يكون نبيّا، بل أحد من الأمة فقط"، فَتَغَيُّرُ معرفة حال ودرجة الميرزا لنفسه من مُحَدَّث إلى نبيّ ورسول كما يدعي، لا يعطيه الحق في تغيير الدلالات التي قالها من قبلُ للنص القرآني والأحاديث الشريفة، لأنّ التغير الذي حدث له وانتقاله من مُحَدَّث إلى نبيّ كان من جهة الاصطلاح فقط، ولم يكن التغير في طبيعته النبوية والعلمية والروحانية.

    سادسا: بالفعل لم يذكر أو يلمح سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بأي نبوة للإمام الذي هو من المسلمين كما في حديث البخاريّ "وإمامكم منكم"، بل هو واحد من المسلمين وإمام لهم، ولن يكون أكثر من ذلك، ولكن الميرزا أراد خلط شخصية إمام المسلمين وقت نزول سيدنا عيسى عليه السلام وجعله هو نفسه المسيح الموعود، فأدى ذلك إلى إقرارات من الميرزا تمنعه من ادعاء النبوة، فحينما نستدل بنصوص من كلام الميرزا وبخاصة النصين محل النقاش، إنما ذلك لإقامة الحجة على الميرزا وعلى الأحمديين.



    ([1]) هذا لا يعني أنني أعتقد بأنّ المسيح القادم بإذن الله تعالى ليس بنبيّ، بل ذكرتُ هذا فقط لأقيم الحجة على الميرزا والأحمديين أنّ الميرزا كان لا يعتقد بنبوة المسيح الموعود، ثم ارتد على اعتقاده هذا فأثبت لنفسه النبوة.

    ([2]) أي سيدنا عيسى عليه السلام.

    ([3]) يقصد الميرزا الحديث: "كيفَ أنتم إذا نزلَ ابنُ مَريمَ فِيكُمْ وإِمامُكمْ مِنكُمْ" حديث صحيح، أخرجه البخاريّ.

    ([4]) كتاب (توضيح المرام) 1891م صفحة 68.

    ([5]) يقصد الميرزا الحديث "كيفَ أنتم إذا نزلَ ابنُ مَريمَ فِيكُمْ وإِمامُكمْ مِنكُمْ" حديث صحيح، أخرجه البخاريّ.

    ([6]) كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 263.

    ([7]) هذا هو إعلان الميرزا كاملًا بشطب كلمة (نبيّ) من كلامه واستبدالها بكلمة (مُحَدَّث) سنة 1892م.

    مجلد الإعلامات الأول، إعلان رقم (81): بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، تجري مناظرة في لاهور بين الشيخ عبد الحكيم والسَيِّد مرزا غلام أحمد القادياني منذ بضعة أيام بموضوع إعلان النبوة الوارد في كتب ميرزا المحترم، وكان الشيخ المحترم يكتب اليوم بيانه الثالث ردًّا على بيانات مرزا المحترم السابقة. وفي أثناء الكتابة حُكم في الموضوع بناء على بيان مرزا المحترم التالي: المرقوم في 3/2/1892 م الموافق لـ 3 رجب 1309 هـ التوقيع: بركت علي المحامي في المحكمة العليا بالبنجاب. التوقيع: محيي الدين المعروف بـ صوفي التوقيع: رحيم بخش. التوقيع: فضل دين. التوقيع: رحيم الله التوقيع: أبو يوسف مبارك علي. التوقيع: حبيب الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله خاتم النبيّين. أما بعد فأقول لجميع المسلمين بأن كل الكلمات التي وردت في كتبي "فتح الإسلام" و"توضيح المرام" و"إزالة الأوهام" مثل: المُحَدَّث أو نبيّ من وجه أو أن المُحَدَّثية نبوة جزئية أو المُحَدَّثية نبوة ناقصة، كل هذه الكلمات ليس محمولة على معناها الحقيقي، بل ذُكرت من حيث معانيها اللغوية بكل بساطة. وإلا حاشا لله، فأنا لا أدّعي النبوة الحقيقية قط. بل كما قلت في الصفحة 137 من إزالة الأوهام إني أؤمن بأن سَيِّدنا ومولانا مُحَمَّد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم النبيّين. فأريد أن أوضح على الإخوة المسلمين جميعا أنهم إذا كانوا ساخطين من هذه الكلمات أو تشق على قلوبهم فليعتبروها مبدَّلة قليلا وليعتبروا أن كلمة "المُحَدَّث" من عندي لأني لا أريد الفُرقة بين المسلمين بحال من الأحوال. إن الله جلّ شأنه أعلم بنيتي منذ البداية وقد بيّن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معناها بالمكلَّم. بأنني لم أقصد من كلمة "نبيّ" نبوة حقيقية قط، بل المراد هو المُحَدَّثية فقط. فقال عن المُحَدَّثين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أنبياء فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ (صحيح البخاريّ، كتاب المناقب، مناقب عمر بن الخطاب)، فلا مانع عندي من بيان هذه الكلمة بأسلوب آخر مراعاة لقلب إخوتي المسلمين. والأسلوب الآخر هو أن يستبدلوا بكلمة "نبيّ" كلمة "المُحَدَّث" في كل مكان، وأن يعتبروا كلمة "نبيّ" مشطوبة. إنني عازم على تأليف كتيب منفصل قريبا وسأشرح فيه بالتفصيل كل هذه الشبهات التي تنشأ في قلوب الذين يقرأون كتبي ويعتبرون بعض عباراتي منافية لمعتقدات أهل السنة والجماعة. فسأؤلّف قريبا كتيبا بإذن الله لأشرح بالتفصيل بأنها تطابق معتقدات أهل السنة والجماعة وسأزيل الشبهات كلها، الراقم: العبد المتواضع ميرزا غلام أحمد القادياني مؤلف توضيح المرام وإزالة الأوهام، 3/2/1892 م (مطبعة مُحَمَّدي، لاهور).

    وقد جاء ذكر هذا الإعلان الذي جاء فيه شطب نبوة الميرزا في كتاب مطبوع ومنشور في الموقع الرسميّ للأحمديين وهو كتاب (حقيقة النبوة) تأليف بشير الدين محمود صفحة 288 بالنص التالي: "الدليل الثامن عشر: والآن أقدّم دليلا قويا يثبت بواسطته كوضح النهار أنه يمكن أن يأتي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيّ فعلًا يكون من حيث درجته من الأنبياء وليس من المُحَدَّثين وأن المسيح الموعود نبيّ من هذا النوع. يقول المسيح الموعود عليه السلام عن المُحَدَّثية في إعلان بتاريخ 3/2/1892م: "ليس المراد من كلمة نبيّ نبوة حقيقية قط، بل المراد هو المُحَدَّثية فقط، وقد عنى النبيّ المكلَّم. فقال عن المحدثين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النبيّ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أنبياء فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ. (صحيح البخاريّ، كتاب المناقب، مناقب عمر بن الخطاب) فلا مانع عندي من بيان هذه الكلمة بأسلوب آخر مراعاة لإخوتي المسلمين. والأسلوب الآخر هو أن يستبدلوا كلمة "نبي" بكلمة "محدث" في كل مكان، وأن يعدوا كلمة "نبي" مشطوبة." (إعلان بتاريخ (3/2/1892م ...".

    ([8]) في كتاب (إزالة الأوهام) 1891 صفحة 185 يقول الميرزا": صحيح أن حديث نزوله عند المنارة شرقيّ دمشق وارد في "صحيح مسلم"، ولكن ذلك لا يثبت إجماع الأمة، بل يتعذر الإثبات أيضًا أن الإمام"مسلم" كان يعتقد في الحقيقة أن المراد من دمشق هو مدينة دمشق المعروفة حقيقة، ولو فرضنا ذلك جدلا لمَا ثبت منه إلا رأي شخص واحد فقط. ولكن لما كان من المستحيل أن يسلم رأي أنبياء الله الأطهار أيضًا من الخطأ في الاجتهاد بصدد الأنباء، فأنّى لرأي الإمام" مسلم" أن يعتبر معصوما من الخطأ؟

    وفي صفحة 186 يقول الميرزا "الإمام البخاريّ الذي هو ناقد بصير في فن الحديث؛ لم يعتبر جميع تلك الروايات مما يعتد به. ولا مجال للظن أن تلك الروايات المبنية على الغث والسمين لم تصل الإمام البخاريّ الذي كان يقوم بجهد جهيد بهذا الصدد. بل الأصح والأقرب إلى الفهم هو أن الإمام البخاريّ لم يعتد بها؛ إذ وجدها تعارض ظاهريا حديث: "إمامكم منكم"، ولما كان هذا الحديث بالغا من الصحة الغاية، فلم ينقل في صحيحه الروايات التي كانت تعارضه من حيث المضمون، معتبرا إياها ساقطة عن مرتبة الثقة".

    وفي صفحة 223 يقول الميرزا: "هذا الحديث أورده الإمام مسلم في صحيحه، ولكن قد تركه رئيس المحدَّثين الإمام مُحَمَّد بن إسماعيل البخاريّ معتبرا إياه ضعيفًا".

    وفي صفحة 233 يقول الميرزا: "فزبدة الكلام أن الحديث عن "دمشق" الذي أورده الإمام مسلم يسقط من مرتبة الثقة على محك الأحاديث الأخرى الواردة في الكتاب نفسه، ويتبين بجلاء تام أن الراوي "النواس بن سمعان" قد أخطأ في بيانه. فكان من واجب الإمام مسلم أن يزيل بقلمه التعارض الحاصل بين الأحاديث التي ذكرها في صحيحه، ولكنه لم يتطرق إلى التعارض قط. وهذا يثبت أنه كان يعد حديث مُحَمَّد بن المنكدر قطعيا ويقينيا وواضحا وصريحا، ويعد حديث "النواس بن سمعان" من قبيل الاستعارات والمجاز، ففوض حقيقته إلى الله".

    ([9]) "كيفَ أنتم إذا نزلَ ابنُ مَريمَ فِيكُمْ وإِمامُكمْ مِنكُمْ" حديث صحيح، أخرجه البخاريّ.

    ([10]) حرف "الواو" في الحديث "وإمامكم منكم" هو (واو الحال)، وزمن ما يأتي بعد الواو يكون سابقًا لبداية زمن ما قبل الواو، ثم يستمر ما جاء بعد الواو في وجود ما جاء قبلها، أي أن بداية وجود الإمامة في المسلمين وأنّ هذا الإمام من المسلمين حصرًا سابق لنزول سيدنا عيسى عليه السلام ومستمر معه، وهذه نصوص من الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود، والأول الحكيم نور الدين، تبين الفرق بين الزمن قبل (واو الحال) والزمن بعد (واو الحال).

    النص الأول: في (التفسير الكبير) الأحمدي تأليف بشير الدين محمود، وهو الخليفة الأحمدي الثاني والملقب بالمصلح الموعود في تفسيره لسورة الحِجْر يقول: "وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ سورة الحجر (4)، والواو في {ولها} واو الحال، قال القاضي منذر: هذه الواو تفيد أنّ المذكور بعدها في اللفظ هو مقدَّم في الزمن...(راجِع البحر المحيط)".

    إذَنْ معنى النص السابق أنّ زمن وجود الكتاب المعلوم في القرية كما في الآية الكريمة، كان يسبق في الوجود زمن الإهلاك، إذَنْ زمن ما يأتي بعد (واو الحال) يكون سابقًا على الزمن ما قبل (واو الحال) – كما رأينا في التفسير الكبير، أي أنّ زمن إمام المسلمين كما في حديث البخاريّ "وإمامكم منكم"، سابق على زمن ابن مريم النازل في المسلمين في وجود إمام المسلمين، وهذا يؤكد أنّ هناك شخصين، إمام المسلمين وسيدنا عيسى عليه السلام، وأنهما ليسا شخص واحد.

    النص الثاني: في تفسير (حقائق الفرقان) للخليفة الأحمدي الأول (نور الدين)، في تفسيره للآية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} سورة الفاتحة (5)، يقول: "المراد من العبادة هو الحب الكامل، والتعظيم الكامل، والتذلل الكامل من قِبل الإنسان، العبادة هي تلك التي يُعلّمها الله تعالى بواسطة رسوله. أما ما سواها فلا أهمية لها قط. الواو في "وإياك نستعين" يفيد الحال، والمعنى أننا نستطيع أن نعبدك حين توفّقنا أنت. و(الواو يفيد الحال)، أي نعبدك في حال الاستعانة بك لأنه لا يمكن نوال التوفيق للعبادة أيضًا بدون فضل منك".

    يقصد (نور الدين) أنّ الاستعانة بتوفيق الله تعالى للعبادة تسبق العبادة نفسها، ونظل نعبد الله تعالى حق العبادة باستمرار وجود توفيق الله تعالى لنا، وهذا يؤكد أن بداية زمن ما بعد (واو الحال) يسبق زمن ما قبل (واو الحال) ثم يستمران معًا. إذَنْ معنى الجملة "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" أنّ زمن الإمام الذي هو من المسلمين ومن قريش بالتحديد، يسبق زمن نزول سَيِّدنا عيسى عليه السلام، ويستمر تواجد الإمام في نفس زمن سيدنا عيسى عليه السلام لفترة من الزمن.

    ([11]) يقصد الميرزا الحديث "كيفَ أنتم إذا نزلَ ابنُ مَريمَ فِيكُمْ وإِمامُكمْ مِنكُمْ" أخرجه البخاريّ.

    ([12]) كتاب (البراهين الأحمدية) 1880 إلى 1884 ج 1 - 4 صفحة 60.

    ([13]) يقصد بالتعبير "أبيض أحمر" أن بياضه صحي يرمي إلى الاحمرار، وليس بالبياض المرضيّ مثل من يعانون من أمراض جلدية تتسبب في اللون الأبيض شديد البياض للجلد مثل مرض البهاق.

    ([14]) النبوة المستقلة في العقيدة الأحمدية يقصد بها النبوة غير التشريعية.

    ([15]) كتاب (ترياق القلوب) 1899-1902، صفحة 237، يقول الميرزا: "ومن جملة تلك الآيات، رؤيا رأيتها حين كنت في غورداسبور قبل 25 عاما تقريبا، ووجدتني فيها جالسا على سرير، وعلى يساري يجلس المولوي المرحوم عبد الله الغزنوي الذي يسكن أولاده في أمرتسر حاليا. وفي هذه الأثناء أُلقي الله في بالي أن أُزيحَ المولوي المذكور عن السرير، فتوجّهت إليه تاركا مكاني، أي أردتُ الجلوس حيث كان جالسا هو على الجانب الأيسر من السرير. فترك المكان وجلس عند مؤخرة السرير تاركا مكانا يقدَّر ببضعة أصابع. فألقِي في بالي مرة أخرى أن أزيحه من هذا المكان أيضًا، فملتُ نحوه فتحرك مرة أخرى بقدر بضعة أصابع. ثم أُلقي في قلبي أن أزيحه أكثر إلى مؤخرة السرير فتحرك أكثر. باختصار، ظللت أتحرك إليه وظل هو يتحرك إلى مؤخرة السرير حتى اضطر إلى النزول عنه، وجلس على الأرض وكانت ترابا فقط دون أن يكون عليها حصير أو ما شابهه. وفي هذه الأثناء جاء ثلاثة ملائكة من السماء، كان اسم أحدهم (خيراتِيٌّ) فجلسوا معه على الأرض وبقيتُ أنا جالسا على السرير. عندها قلت للملائكة وللمولوي عبد الله: تعالوا سأدعو الله تعالى فأمِّنوا. ثم دعوتُ ما نصه: (ربِّ اذهِبْ عني الرجس وطهِّرني تطهيرا)، فطارت الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظتُ. ووجدت على إثر الاستيقاظ أن قوة عليا جذبتني من الحياة الأرضية إلى الأعلى. وفي تلك الليلة الواحدة أصلحني الله تعالى بالتمام والكمال، وحدث في نفسي تغيُّرٌ لا يحدث بيد الإنسان أو إرادته. ثم حدث تماما كما كنت فسّرت جلوس المولوي عبد الله على الأرض ثم صعوده إلى السماء. فقد مات بعد ذلك سريعا وصار جسمه في التراب وروحه في السماء".

    كما ذُكِرَت نفس الرؤيا في كتاب (التذكرة) صفحة 29 قائلًا: " في سنة 1878 أي قبْل نحو 25 عامًا رأيتُ في الرؤيا وأنا في (غورداسبور) أني جالس على سرير، والمولوي عبد الله الغزنوي جالس على يسار السرير نفسه، فخطر ببالي أن أُنزِله عن السرير، فبدأت أدفعه شيئا فشيئا حتى نزل وجلس على الأرض. وفيما أنا في ذلك ظهر من السماء ثلاثة ملائكة أحدهم اسمه (خَيْرائتي)، وجلس الثلاثة على الأرض مثل المولوي عبد الله، أما أنا فظللت جالسًا على السرير. عندها قلت لهم جميعا: سأقوم بالدعاء فقولوا: آمين. ثم دعوتُ: (رَبِّ أَذْهِبْ عني الرجس، وطهِّرْني تطهيرًا). فأمّن الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله، ثم طار الملائكة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظت. وبمجرد أن استيقظت أيقنت أن وفاة المولوي عبد الله قريبة، وأنه قد أرِيد لي في السماء فضل خاص. ثم ظللت أشعر على الدوام أن جذبًا سماويا خاصا يعمل بداخلي، إلى أن بدأ نزول الوحي الإلهي عليّ. إنها هي تلك الليلة التي أصلحني الله تعالى فيها بالتمام والكمال، وحدث في نفسي انقلاب يستحيل أن يحدث بيد الإنسان أو إرادته".


    أنت الان في اول موضوع

    تعليقات