مقال (577) مخالفة الميرزا لكل أصول الاستدلال التي أقرها هو بنفسه ليثبت إمكانية أن يكون لربه يلاش العاج أبناء استعاريين.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2025/06/577.html?m=1
محاولات الميرزا غلام لاصلاح الفساد العقدي فيما يتلقاه من ربه يلاش العاج جعلته يخالف كل الأصول التي أقرها في كتبه من قبل، بل خالف الميرزا أدنى الأصول المنطقية التي يعرفها أي عاقل.
فقد تلقى الميرزا الهامات كثيرة من ربه يلاش العاج مثل " انت مني بمنزلة اولادي "، و" أنت مني بمنزلة ولدي"، و في شرح وحيا له بقوله عن نفسه "وصار بمنزلة الأولاد له سبحانه وتعالى"، كما يقرر في نصوص كثيرة انه الابن الاستعاري لله كما ان سيدنا عيسى بن مريم الابن الاستعاري لله.
فبجانب مخالفة كل ذلك للعقيدة الاسلامية، فلا ابن لله تعالى سواء بالحقيقة او بالاستعارة، واجازة القول بالبنوة الاستعارية يفتح باب فساد عقائدي لا نهاية له، فيستطيع البعض ان يقول أنه أخ الله الاستعاري، او تقول مختلة أنها ابنة الله الاستعارية.
حاول الميرزا اثبات ضلاله بايات من القرآن مثل :
1- يقول الله تعالى في سورة الفتح : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}، اليد الحقيقية التي فوق ايدي من يتكلم عنهم الله تعالى هي يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد اعتبر الميرزا ان قول الله تعالى "يد الله فوق ايديهم"،يعني يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي يد الله الاستعارية.
2- ويقول الله تعالى : {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}. سورة الزمر.
حيث اعتبر الميرزا ان كلمة عبادي في الاية تعني العباد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- يقول الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا (200)} سورة البقرة.
فقد جعل الميرزا قول الله تعالى "كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ" هو تشبيه للآباء بالله تعالى.
ولا يخفى في كل الايات السابقة الخلل العقائدي، والخلل في الاستدلال، والتلبيس على السذج، وبعون الله تعالى سوف أخصص مقالات للرد على ما قاله الميرزا في الايات السابقة.
ولكن اليوم أثبت الخلل في عقل الميرزا ومن تبعه فيما جاء في كتابه حقيقة الوحي بخصوص الاية {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) سورة المائدة.
يقول الميرزا في صفحة 70 : "كذلك أورد الله تعالى قول اليهود في القرآن حكاية عنهم حيث جاء قولهم: "نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحبَّاؤُهُ " و لم يستنكر الله تعالى استخدامهم كلمة أبناء و لم يقل لهم مثلا ما هذا القول الذي تتفوهون به بل قال : إذا كنتم أحباء الله فلم يعذبكم؟ ولم يُعد ذكر كلمة أبناء. فتبين من ذلك أن أحباء الله كانوا يُذكرون في كتب اليهود بكلمة أبناء أيضا" انتهى النقل.
من المعلوم أنه اذا كانت هناك مجموعة من البشر متفاوتون في الدرجات، ولكن يوجد فيهم جميعهم عامل مشترك، فان نفي الصفة المشتركة في اقلهم درجة هو نفي للصفة المشتركة لأعلى درجة فيهم، فاذا قلت على أقل درجة في الاطباء وهو الممارس العام انه لا يكذب، بالضرورة كل من كان أعلى منه درجة فهو لا يكذب ايضا.
فينما نفى الله تعالى صفة المحبة من الله تعالى لليهود، فقد نفي ايضا وجود الابناء ايضا، فالابناء اولى بالمحبة من ابيهم من غيرهم ولو كانوا من أحبائه.
ثم يؤكد الله تعالى في الاية نفيه للبنوة لله تعالى بقوله {بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ}، فقد نفى الله تعالى هنا البنوة ايضا، وبين لليهود انهم لا يزيدون عن خلقى شيئا.
والامر الاخر وهو استدلال الميرزا باستخدام اهل الكتاب للتعبير ابناء الله للمؤمنين لا يصح للاساب التالية:
1- الميرزا يقر بتحريف كتب اهل الكتاب.
2- يقرر الميرزا أن القرآن حكم على كتب اهل الكتاب، وانه مصدق لما فيها ، وهذا يعني ان المسألة التي في كتب اهل الكتاب التي لا يوجد لها نص في القرآن فهي محرفة ، ولا يصدقها القرآن، فأين في القرآن الايات قطعية الدلالة اي الصريحة التي تثبت البنوة لله تعالى سواء بالحقيقة او بالاستعارة!!!
3- يدعي الميرزا غلام أنه على عقيدة أهل السنة والجماعة، وانه لا يخالف عقيدة اجماعية لهم، وان القرون الثلاثة الأولى هي افضل القرون كما اثبت ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأين في أقوال من سبق ذكرهم من قال بعقيدة البنوة لله الاستعارية.
يا اتباع الميرزا غلام استقيموا يرحمكم الله.
د.ابراهيم بدوي
21/6/2025
مقالات ذات صلة بالموضوع:
مقال (323) الميرزا جاء ليكحلها فأعماها في شرحه لوحيه " انت مني بمنزلة أولادي"
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/10/323.html
مقال (324) وحي الميرزا " أنت مني بمنزلة أولادي" و علاقة ذلك بالمجاز و الاستعارة.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/10/324.html
مقال (325) تعلق الميرزا بالآية "يد الله فوق أيديهم " في شرحه لوحيه الكفري " أنت مني بمنزلة أولادي "
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/10/325.html?m=1
مقال (378) ما معنى أن القرآن حكم على كتب أهل الكتاب كما يدعي الميرزا ؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2020/06/378.html
@followers
تعليقات
إرسال تعليق