مقال (578) الهلوسات الميرزائية و محاولات تأويلها بما لا يتعارض مع الفكر الاحمدي بمنع الجهاد ضد الحكومة الانجليزية.
إن التوصيف الرسمي لأتباع الميرزا غلام هو "الأحمديون"، وذلك لارتباطهم – كما يدعي الميرزا غلام – باسم "أحمد" الذي هو اسم سيدنا مُحَمّد صلى الله عليه وسلم، وأن الاسم "محمد" يدل على الجلال، أي القوة المادية الفتالية، بينما الاسم "أحمد" يدل على الجمال أي القوة الروحانية، وكان الجلال اي استخدام القوة ضروريا في زمن سيدنا مُحَمّد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم للدفاع عن الإسلام، بينما في زمن الميرزا غلام فلا حاجة للقوة المادية، ولكن يكفي القوة الروحانية باستخدام الأدلة والبراهين، والايات السماوية.
ولكن فجأة جاءت إحدى الهلاوس الميرزائية: "وإن قدم المحمديين وَقَعَتْ على المنارة العليا"، بدلا من الأحمديين.
ففي كتاب الاربعين 1900م و التحفة الجولوروية 1902م شرح الميرزا هذه الهلوسة وبخاصة كلمة المحمديين، ويظهر من كلامه أن كلمة المحمديين تخص من يعتقدون بانتصار الامة الاسلامية بالقوة أي بالجلال، كما يفهم من الاسم محمد، بينما في كتاب البراهين الجزء 5 سنة 1905 يقرر الميرزا أن المحمديين هم المسلمون من جماعته.
ولو كان المحمديون في الهلوسة السابقة هم المسلمون من جماعة الميرزا فكان يجب أن يصف أتباعه بالمحمديين، وليس بالأحمديين، لأن ربه يلاش العاج هو من أوحى إليه بهذه التسمية، ولكن هذا يتعارض مع هدف الميرزا غلام وهو الغاء الجهاد ضد الحكومة الإنجليزية.
وامتد تأثير هذه الهلوسة الى مدعي النبوة الافريقي عبد الرحمن كوناتي، والذي كان احمديا من قبل، ولكنه لا ينكر أن الميرزا هو المهدي، وانما ينكر ان يكون الميرزا هو المسيح الموعود النبي، وان كوناتي هو المسيح الموعود النبي.
وفي الاخير، كل ما بني على خطأ فلن يكون الا خطأ.
د.ابراهيم بدوي
2/7/2025
تعليقات
إرسال تعليق