كيف يتسنى للميرزا القول بان روح العابد المفعمة بالحب لله بسبب حبها و تعلقها بالله كانها تولد روحا من جديد و وصفها بعلاقة البنوة لله , و تتولد من هذين الروحين الروح القدس الذي هو بمثابة الابن لكليهما اي لكلا الروحين روح الله و روح العابد المفعم بالحب لله و هذا هو الثالوث المقدس الذي هو للمسيح كما هو للميرزا !!!!
مقام البنوة لله للميرزا و للمسيح الناصري سيدنا عيسى عليه السلام
في كتاب "توضيح المرام"/1891 م ص_0071 و 0073
يقول الميرزا غلام : :" إذا طُرح سؤال: ما هي تلك الصفة والقوة الروحانية التي تشكِّل قاسما مشتركا بيني وبين المسيح ابن مريم؟ "
و يقول :
"أما إذا طُرح هنا سؤال: إذا كانت هذه المرتبة مسَلَّم بها لي وللمسيح الناصري ...."
و يقول أيضا :"ليس في غير محله القولُ على سبيل الاستعارة، عن الحب الذي بلغَ هذا المبلغ، إن الروح المفعمة بحب الله تعالى تتسبب، بمشيئة الله (، في ولادة جديدة لروح الإنسان المليئة بالحب للمخلوق. ولهذا السبب تكون لهذه الروح المفعمة بالحب علاقة البنوة على سبيل الاستعارة مع روح الله التي تنفخ المحبة. ولأن روح القدس تتولد في قلب الإنسان نتيجة التقائهما؛ فيمكن القول بأنها بمنـزلة الابن لكليهما، وهذا هو الثالوث المقدس الذي لا بد منه في هذه الدرجة من الحب، وقد اتخذته الطبائع الخبيثة شركًا، واعتبروا مجرد ذرةٍ هالكة الذات، باطلة الحقيقة؛ شريكا لله الأعلى واجبِ الوجود. "
و يقول أيضا :
" إن الأنبياء السابقين الذين بشروا بمجيئ النبيّ عليه الصلاة و السلام قد فعلوا ذلك بناء على هذه العلامة, و اشاروا إلى هذه المرتبة.فكما يمكن – على سبيل الإستعارة – اطلاق مقام البنوة على مرتبتي أنا و مرتبة المسيح عليه السلام, كذلك أن مرتبة النبيّ عليه الصلاة و السلام هي من العلو و الرفعة بحيث أن الأنبياء السابقين قد ذكروا – على سبيل الإستعارة – ظهور صاحب هذه المرتبة على أنه ظهور الله, و عدوا مجيئه مجيئ الله."
"
المثال الذي اتى به الميرزا الهندي لاثبات أنه من الممكن أن يطلق عليه مقام البنوة لله كما اطلق على عيسى عليه السلام مقام البنوة مثال غير مطابق للادعاء للاسباب الآتية :
1- الإنجيل بحسب اعتقاد الميرزا الهندي محرف و مبدل و بالتالي لا يصح الاستدلال بما فيه و بخاصة إذا كانت المسألة فيها مخالفة لشرع الله تعالى و هو مقام البنوة لله سبحانه و تعالى , فالقول بالبنوة لله سواء بالاستعارة أو الحقيقة مرفوض تماما .
2- لو قبلنا على سبيل التنزل بصحة الرواية التي في الإنجيل فإن فيها ما يناقض عقيدة المسلمين و عقيدة الميرزا الهندي و هي أن عيسى عليه السلام قد قتله اليهود , فمثال الكرامين اثبت قتل ابن صاحب البستان أي الكرم و الذي يمثل الله تعالى كما يزعم الميرزا الهندي , و بالتالي لا يصح الاستدلال به للمخالفة و قد انكر الله تعالى قتل أو صلب عيسى عليه السلام .
3- لا يصح التمثيل بمثل فيه ما يناقض العقيدة الاسلامية و هو البنوة لله , حتى لو صح التمثيل لتقريب المسائل .
4- حتى لو صح عند النصارى على سبيل الاستعارة البنوة لله , فهذا مرفوض تماما عندنا لغلق أي نافذة للشرك .
5- الميرزا الهندي برواية هذه القصة الإنجيلية يقر بمقام البنوة لله بالشكل الاستعاري , فهل يصح أيضاً بالشكل الاستعاري إدعاء الزوجة لله ؟؟
6- قد يعترض جهال القاديانية بايراد نص للحديث القدسي القائل فيه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم رواية عن الله تعالى " الفقراء عيالي" و هنا يجب التفرق بين الابناء و العيال , فالعيال هم من يعولهم الإنسان و لا يشترط لهم البنوة , فالفعل هو عال يعول و اسم الفاعل عائل , فكلنا عيال على الله تعالى و لا يصح القول كلنا ابناء الله تعالى بأي شكل .
7- واضح أن هذا المبدأ و المعتقد من اصول الاعتقاد عند الميرزا الهندي حيث ورد في وحيه من ربه يلاش العاج الوحي " انت مني بمنزلة اولادي " و هو وحي متكرر كما في التذكرة النسخة العربية الصفحات ص_0405 و ص_0430 و ص_0433
8- و هذا هو النص الذي في إنجيل متى :21: 33 اسمعوا مثلا اخر كان انسان رب بيت غرس كرما و احاطه بسياج و حفر فيه معصرة و بنى برجا و سلمه الى كرامين و سافر
21: 34 و لما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره
21: 35 فاخذ الكرامون عبيده و جلدوا بعضا و قتلوا بعضا و رجموا بعضا
21: 36 ثم ارسل ايضا عبيدا اخرين اكثر من الاولين ففعلوا بهم كذلك
21: 37 فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني
21: 38 و اما الكرامون فلما راوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله و ناخذ ميراثه
21: 39 فاخذوه و اخرجوه خارج الكرم و قتلوه
21: 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل باولئك الكرامين
21: 41 قالوا له اولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديا و يسلم الكرم الى كرامين اخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها
21: 42 قال لهم يسوع اما قراتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية من قبل الرب كان هذا و هو عجيب في اعيننا
21: 43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لامة تعمل اثماره
21: 44 و من سقط على هذا الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه
21: 45 و لما سمع رؤساء الكهنة و الفريسيون امثاله عرفوا أنه تكلم عليهم
21: 46 و اذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبي
22: 1 و جعل يسوع يكلمهم ايضا بامثال قائلا
22: 2 يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه
22: 3 و ارسل عبيده ليدعوا المدعوين الى العرس فلم يريدوا ان ياتوا
22: 4 فارسل ايضا عبيدا اخرين قائلا قولوا للمدعوين هوذا غذائي اعددته ثيراني و مسمناتي قد ذبحت و كل شيء معد تعالوا الى العرس
22: 5 و لكنهم تهاونوا و مضوا واحد الى حقله و اخر الى تجارته
22: 6 و الباقون امسكوا عبيده و شتموهم و قتلوهم
22: 7 فلما سمع الملك غضب و ارسل جنوده و اهلك اولئك القاتلين و احرق مدينتهم
22: 8 ثم قال لعبيده اما العرس فمستعد و اما المدعوون فلم يكونوا مستحقين
22: 9 فاذهبوا الى مفارق الطرق و كل من وجدتموه فادعوه الى العرس
22: 10 فخرج اولئك العبيد الى الطرق و جمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا و صالحين فامتلا العرس من المتكئين
22: 11 فلما دخل الملك لينظر المتكئين راى هناك انسانا لم يكن لابسا لباس العرس
22: 12 فقال له يا صاحب كيف دخلت الى هنا و ليس عليك لباس العرس فسكت
22: 13 حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه و يديه و خذوه و اطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
22: 14 لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون
22: 15 حينئذ ذهب الفريسيون و تشاوروا لكي يصطادوه بكلمة
و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
د.ابراهيم بدوي
21/3/2017
تعليقات
إرسال تعليق