القائمة الرئيسية

الصفحات




مقال ( 159 ( لماذا لم يصبح ابو بكر نبيا ؟

 في كتاب"سر الخلافة"/1894 م  ص_50 و 51  
يقول الميرزا غلام أحمد الهندي القادياني في معرض الإفاضة من سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و علاقة ذلك بالصدّيق :" كان رضي الله عنه عارفا تامَّ المعرفة، 
رحيم الفطرة،
كان يعيش في زيّ الانكسار والغربة،
كان كثير العفو والشفقة والرحمة،
كان يُعرف بنور الجبهة.
كان
شديد التعلق بالمصطفى،
التصقت روحه بروح خير الورى
،
وغشيه من النور ما غشّى مقتداه محبوب المولى
،
اختفى تحت شعشعان نور الرسول وفيوضه العظمى.

وكان
ممتازًا من سائر الناس في فهم القرآن وفي محبة سيد الرسل وفخر نوع الإنسان.
لما تجلى له النشأة الأخروية
والأسرار الإلهية،
فَض التعلقات الدنيوية،
نبَذ العُلق الجسمانية،

وانصبغ بصبغ المحبوب
،
ترك كل مُراد للواحد المطلوب،
تجردت نفسه عن كدورات الجسد،
تلونت بلون الحق الأحد،
غابت في مرضاة ربّ العالمين.
إذا
تمكن الحبُّ الصادق الإلهي من جميع عروق نفسه،
جذر قلبه وذرات وجوده، وظهرت أنواره في أفعاله وأقواله وقيامه وقعوده،
سُمّي صدّيقًا
وأُعطي علمًا غضا طريّا وعميقا، من حضرة خير الواهبين. فكان الصدق له ملكة مستقرة وعادة طبعية، وبدت فيه آثاره وأنواره في كل قول وفعل، وحركة وسكون،وحواس وأنفاس،
أُدخل في المنعمين عليهم
من رب السماوات والأرضين.
وإنه كان
نُسخة إجمالية من كتاب النبوة،
كان إمام أرباب الفضل والفتوة،

من بقية طين النبيين.
ولا تحسب قولنا هذا نوعًا من المبالغة ولا من قبيل المسامحة والتجوز،
لا من فور عين المحبة،

بل هو الحقيقة التي ظهرت عليَّ من حضرة العزة
.
كان مشربه رضي الله عنه  التوكل على رب الأرباب،
قلة الالتفات إلى الأسباب،
وكان
كظلٍ لرسولنا وسيدنا صلى الله عليه و سلم  في جميع الآداب، وكانت له مناسبة أزلية بحضرة خير البرية، ولذلك حصل له من الفيض في الساعة الواحدة ما لم يحصل للآخرين في الأزمنة المتطاولة والأقطار المتباعدة. واعلم أن الفيوض لا تتوجه إلى أحد إلا بالمناسبات "
و يكمل الميرزا الهندي 
 وأما الصدّيق فقد خُلق متوجّها إلى مبدأ الفيضان،
مقبِلا على رسول الرحمن،
فلذلك
كان أحق الناس بحلول صفات النبوة،
أولى بأن يكون خليفة لحضرة خير البرية
،
ويتحد مع متبوعه ويوافقه بأتم الوفاق
،
يكون له
مظهرًا في جميع الأخلاق
السير والعادة وترك تعلقات الأنفس والآفاق،
لا يطرأ عليه الانفكاك بالسيوف والأسنة،

ويكون مستقرا على تلك الحالة
ولا يزعجه شيء من المصائب والتخويفات واللوم واللعنة،
يكون الداخل في جوهر روحه صدقا وصفاء وثباتا واتقاء
،
لو ارتد العالم كلّه لا يُباليهم ولا يتأخر بل يقدم قدمه كل حين.
ولأجل ذلك قَفَّى الله ذِكر الصدّيقين بعد النبيين،
و قال: " فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ".
و في ذلك إشارات إلى الصدّيق وتفضيله على الآخرين، فإن النبي صلى الله عليه و سلم  ما سمى أحدًا من الصحابة صدّيقًا إلا إياه، ليُظهر مقامه ورَيّاه، فانظر كالمتدبرين.
وفي الآية إشارة عظيمة إلى مراتب الكمال وأهلها لقوم سالكين.
وإنا إذا تدبرنا هذه الآية، وبلّغنا الفكر إلى النهاية،
فانكشف أن
هذه الآية أكبر شواهد كمالات الصدّيق،
وفيها سرّ عميق ينكشف على كل من يتمايل على التحقيق.
فإن أبا بكر سُمّي صدّيقًا على لسان الرسول المقبول،

والفرقان أَلْحقَ الصدّيقين بالأنبياء
كما لا يخفى على ذوي العقول،
ولا نجد إطلاق هذا اللقب والخطاب على أحد من الأصحاب،
فثبت فضيلة الصدّيق الأمين،
فإن
اسمه ذُكر بعد النبيين. " انتهى النقل
  
رجل به هذه الصفات فهل لا يكون نبيا ظليا و بروزيا بمقياس الميرزا ؟؟؟
لماذا لم يجعل النبيّ  صلى الله عليه و سلم ابا بكر نبيا ظليا بروزيا و بخاصة أن النبوة التابعة مستمرة الى يوم القيامة كما يقول عالم الاحمدية د.ايمن عودة في حلقته التاسعة ؟
و لماذا لم يجعل أيضا  المحدَّث سيدنا عمر ابن الخطاب نبيا تابعا ؟ بل نفى صلى الله عليه و سلم  عنه النبوة , فهل نفى عنه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  النبوة الحقيقية ؟ أم نفى عنه و هو محدََّث النبوة التابعة ؟
من احق بالنبوة ؟ أسيادنا الصحابة الكرام ؟ أم الميرزا الهندي من سرق مال والده ؟
من أحق بالنبوة ؟ الصحابة الكرام ؟ أم من وصف نفسه بأنه اللاحق بالصحابة ؟
فهل يكون اللاحق بالصحابة نبيا ؟ و الصحابة أنفسهم لا يكونون انبياء ؟
و حسبنا الله و نعم الوكيل
د.إبراهيم بدوي
22/5/2017






تعليقات

التنقل السريع