القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (161) الإظهار و الإطلاع و الإنباء بالغيب من الله للرسل .



مقال (161) الإظهار و الإطلاع و الإنباء بالغيب من الله للرسل .

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد و من والاه .
و بعد
فإن العمود الفقري للميرزا و الأحمديين الذي يبنون عليه دينهم هو الإدعاء بأن السادة الأنبياء الكرام صلى الله عليهم و سلم قد فهموا بعض وحي النبوءات الغيبية من ربهم بغير الفهم الصحيح و أن الله تعالى قد أعلم الأنبياء بعض الغيب و أنه لا بد أن يكون فيه خفاء حتى يتفرد الله تعالى بالغيب و أن الله صاحب العلم اللدني الكلي .
و كان لهذا الإدعاء الفاسد الكفري هدفان هما :

1- أنه يعطي الرخصة للميرزا الهندي أن يفسر الأنباء و النبوءات التي قالها الأنبياء بالتفسير الذي يراه هو يخدم أهدافه من إثبات الإدعاء أنه المسيح الموعود النبيّ الرسول و أنه المهدي المنتظر.
2- أن هذا الفكر الكفري الشاذ يرخّص له و لأتباعه قبول الأخطاء المتكررة منه في فهم و تفسير وحي ربه يلاش العاجي له و التي أقر بها مرارا و تكرار .
و طبعا الميرزا يستدل بالآية الكريمة التالية لإثبات نبوته :

" عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا " (27) سورة الجن.
و يقول الميرزا أن الآية تقول أن الغيب لا يعلمه الا الله تعالى و أنه لا يعطي الغيب الا للرسل و هذا صحيح , و لكن الميرزا غلام أحمد و أتباعه من بعده أضافوا للآية معنى لا تقول به الآية و هو أن الآية الكريمة تعني الغيب الكثير و ليس القليل , لأن القليل للأنبياء ناقصي النبوة أي الأنبياء المجازيين مثل المحدثَّين كما يقولون هم .
و لكن الحقيقة أن الآية ليس فيها أي شيئ يدل على الإكثار من الغيب من الله تعالى كشرط لإعتبار من يعطيه الله تعالى الغيب من الرسل ,كما أن الميرزا يقول بأنه يعلم من الله الغيب الكثير و الكثير جدا بالالاف لذلك فهو نبيّ و رسول .
المهم,
الذي أريد أن أقوله في هذا المقال أن الله تعالى قال في وصفه لِمَا يُعْلِمُه من الغيب للرسل بالإظهار و الإطلاع , و ليس بالعلم الذي فيه خفاء كما يدعي الميرزا غلام و إتباعه .
فحينما يوحي الله تعالى بغيب للرسل فإنما يكون من جملة أهدافه اثبات أن هذا الرسول النبيّ منه سبحانه و تعالى حيث لا يعلم الغيب إلا الله تعالى , فكيف يُقبل عقلا أن يُعطِي الله تعالى الإثبات للنبي على نبوته و فيه خفاء لا يعلمه النبيّ عليه السلام مما يؤدي إلى نقص العلم بثبوتية أن هذا النبيّ من عند الله تعالى ؟
فهل معنى الإظهار و الإطلاع غير معرفة حقيقة الأمر بكل وضوح ؟
و لنرى الآيات التي جاء فيها التعبيران " الإظهار" و " الإطلاع " في القرآن الكريم.
1.    يقول الله تعالى :

"وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ 
إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) سورة الأنعام
فهل الفواحش التي وصفها الله تعالى بالظهور , هل فيها خفاء ؟
هل الله تعالى يصف شيئا 
و يأمرنا بعدم الإقتراب منه إلا و بلغَ الغاية في الظهور و الوضوح ؟

2.    يقول الله تعالى :

" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) سورة الأعراف 
كما سبق

3.    يقول الله تعالى :

" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) سورة التوبة 
فهل إظهار الله تعالى لدينه على الدين كله يكون في خفاء ؟

4.    يقول الله تعالى :

" لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) سورة التوبة 
فهل حينما جاء أمر الله تعالى و ظهر , هل كان فيه خفاء ؟

5.    يقول الله تعالى :

" وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" 31) سورة النور 
فكيف يبدين شيئا يقول الله تعالى فيه " إلا ما ظهر منها " و يكون فيه خفاء ؟

6.    يقول الله تعالى :

" وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) سورة الروم 
و حين تظهرون , فما معنى تظهرون ؟ 
هل إذا علت الشمس و كانت في كبد السماء , فهل فيها خفاء ؟

7.    يقول الله تعالى :

" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) سورة الروم 
فهل ظهور الفساء الذي يتكلم الله تعالى عنه فيه خفاء ؟

8.    يقول الله تعالى :

" وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) سورة التحريم 
فهل إظهار الله تعالى لمَا كان سرا و عرفّه للنبيّ , فهل بعد إظهاره له صلى الله عليه و سلم يكون فيه إخفاء ؟ 
أم إعلام واضح يا أولي الألباب ؟

9.    يقول الله تعالى :

" وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) سورة الكهف 
فهل في طلوع الشمس أي إخفاء لها عن الأنظار ؟ هل قصد الله بطلوع الشمس أن فيها خفاء ؟ 
و الله تعالى جعل الطلوع للشمس في مقابل الغروب الذي فيه الظلمة و عدم الوضوح , فهل تفهمون ؟

10. يقول الله تعالى :

" مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) سورة آل عمران 
هنا يتضح الفرق بين علم الغيب للرسل الأنبياء وبين غيرهم , 
سمى الله تعالى علم الغيب الذي يعرفه للرسل الأنبياء بالاطلاع و الاظهارعلى الغيب , 
و ما عدى الرسل الأنبياء بغير الإطلاع و الظهور من الله تعالى , أي معرفة غير الرسل الأنبياء للغيب هي معرفة فيها ظن و شك , و لا يكون علم الغيب اليقيني التحقق و اليقيني العلم به الا للرسل الأنبياء .

11. يقول الله تعالى :

" أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) سورة مريم 
انظروا ما يقول الله تعالى :
" أَطَّلَعَ الْغَيْبَ
سمى الله تعالى طريقة علم غيب الله تعالى الذي يعطيه للرسل الأنبياء بالإطلاع .

12. يقول الله تعالى :

" قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) سورة الصافات 
الرؤية في الآخرة اليقينية سماها هنا الله تعالى بالإطلاع , مما يفيد يقينية العلم بمقتضاها .


و بالتالي فإن العلم الغيبيّ من الله تعالى للرسل لا يكون الا يقينيا و قطعيا واجب التحقق بظاهر الألفاظ التي قالها النبيّ الرسول صلى الله عليه و سلم .
و بالتالي لا يكون على المرء إلا التأكد من أمرين هما
1-   قطعية ثبوت نص النبوءة لمن قالها   .
2-   قطعية دلالة للنص .
فلا دليل على أن الأنبياء الكرام قد أخطأوا الفهم للوحي من ربهم إلا بإعتبار هذين الشرطين , و من قال بأن الأنبياء أخطأوا في فهم الوحي من ربهم من غير أن يأتي بدليل قطعي الثبوت و الدلالة على قوله فهو بلا شك كافر بالله تعالى .
و الله اعلى و اعلم
د.ابراهيم بدوي

‏26‏/05‏/2017‏ 08:39:32 ص

مقال (290) هدم الأصل الأول لدى الميرزا و اأتباعه لإثبات نبوة نبيهم الدجال الهندي.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/03/290.html



مقال (201) مخالفة وحي و نبوءات مدعي النبوة الميرزا لما أقره بنفسه من مواصفات حتمية للنبوءات الغيبية للرسل http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/12/201_6.html




مقالات في تفنيد الإدعاء بسوء فهم الأنبياء للوحي من ربهم

مقال 05: تفنيد الإدعاء بسوء فهم الأنبياء للوحي من ربهم ج 1 ( سيدنا محمد و الحديبية )


مقال 06: تفنيد الإدعاء بسوء فهم الأنبياء للوحي من ربهم ج 2 ( سيدنا محمد و ابن صياد )


مقال 07 : تفنيد الإدعاء بسوء فهم الأنبياء للوحي من ربهم ج 3 ( سيدنا ابراهيم)


مقال 08: تفنيد الإدعاء بسوء فهم الأنبياء للوحي من ربهم ج 4( سيدنا نوح)


مقال (151) سيدنا موسى عليه السلام و ادعاء سوء فهم النبوءة عن الدخول للارض المقدسة  .

مقال (149) هل اخطأ سيدنا محمد في فهم الرؤيا كما في حديث "فَذَهَبَ وَهَلِى إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ" ؟

مقال (154) الخرقة الحريرية و إثبات كذب الميرزا الهندي في الإدعاء بخطأ سيدنا محمد في فهم الرؤيا

مقال (157) حديث "أطولكن يداً " و تفنيد كلام الميرزا الهندي بخطأ النبيّ صلى الله عليه و سلم و الصحابة في فهم النبوءة .


تعليقات

التنقل السريع