مقال (191) القاعدة الثانية التي
أقرها الميرزا غلام : منع تخصيص العام أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و
السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
فقد بدأت في كتابة مقالات مختصة
بالقواعد و الأصول التي أقر بها الميرزا غلام أحمد نبيّ الطائفة الاحمدية
القاديانية – و ليس بالضرورة هو من أنشأ هذه القواعد و لكنه أقر بها - و هي في غالبها متوافقة مع القواعد و
الأصول العامة سواء الشرعية أو المنطقية , و كانت القاعدة الأولى التي كتبتها هي نص
كلام الميرزا غلام أحمد في كيفية التفرقة بين الحقيقة و المجاز و مختصرها أن
المجيء بالقرينة وجوبي في حالة القول بالمجاز.
و الآن مع القاعدة الثانية، و هي أن
تخصيص العام أو الاستثناء منه من غير دليل قطعي و برهان ساطع خيانة شنيعة و
استخفاف، و أن فاعل هذه الأمور متعصب مجنون
و أن مثل هذا التعريف لا ينكره صبي غبي و هذا التعريف من كلام الميرزا غلام أحمد .
لو ثبتت صحة هذه القاعدة , فماذا هو
مردودها بالنسبة للقاديانيين الأحمديين ؟
القاديانيون الأحمديون يقولون أن الآية " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " (40) سورة الأحزاب، تعني أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو أفضل الأنبياء جميعا و أكملهم بلا استثناء و أنه جاء بما لم يجيء به أي أحد من العالمين على الإطلاق و يخترعون قاعدة لتأكيد كلامهم هذا بأنه إذا جاءت كلمة " خاتم " و بعدها جمع العقلاء على سبيل المدح فلا تعني كلمة " خاتم" إلا الأفضل .
و لمّا أتينا لهم من كلام الميرزا غلام أحمد نبيهم بجملة كثيرة من كتبه المنشورة بموقعهم ما يثبت إستخدام التعبير " خاتم " و بعده جمع للعقلاء و على سبيل المدح أيضا كان المعنى لكلمة "خاتم" هو " الأخير " , بل أتينا لهم من كلامه – كما سنرى لاحقا – بشرح الميرزا غلام أحمد للآية المشار إليها أنها عنت إنقطاع النبوة و أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فسر الآية بأنه لا نبيّ بعده .
فماذا قال الاحمديون ؟
قالوا : نعم معناها أيضا آخر و لكن آخر الأنبياء التشريعيين فقط و ليس كل الأنبياء , و بالتالي يصح أن يأتي بعده صلى الله عليه و سلم أنبياء إلى يوم القيامة و لكن غير تشريعيين .
القاديانيون الأحمديون يقولون أن الآية " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " (40) سورة الأحزاب، تعني أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو أفضل الأنبياء جميعا و أكملهم بلا استثناء و أنه جاء بما لم يجيء به أي أحد من العالمين على الإطلاق و يخترعون قاعدة لتأكيد كلامهم هذا بأنه إذا جاءت كلمة " خاتم " و بعدها جمع العقلاء على سبيل المدح فلا تعني كلمة " خاتم" إلا الأفضل .
و لمّا أتينا لهم من كلام الميرزا غلام أحمد نبيهم بجملة كثيرة من كتبه المنشورة بموقعهم ما يثبت إستخدام التعبير " خاتم " و بعده جمع للعقلاء و على سبيل المدح أيضا كان المعنى لكلمة "خاتم" هو " الأخير " , بل أتينا لهم من كلامه – كما سنرى لاحقا – بشرح الميرزا غلام أحمد للآية المشار إليها أنها عنت إنقطاع النبوة و أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فسر الآية بأنه لا نبيّ بعده .
فماذا قال الاحمديون ؟
قالوا : نعم معناها أيضا آخر و لكن آخر الأنبياء التشريعيين فقط و ليس كل الأنبياء , و بالتالي يصح أن يأتي بعده صلى الله عليه و سلم أنبياء إلى يوم القيامة و لكن غير تشريعيين .
قلنا لهم ما تقولونه هو تخصيص و إستثناء
و هو لا يصح إلا بدليل قطعي لا يكون إلا ممن يسلم له في المسألة - أي التخصيص أو الاستثناء
من العام - و هو الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه و سلم بنص قطعي الثبوت و
الدلالة .
وعلى العموم هذه جملة من كلام
الميرزا غلام أحمد في إثبات القاعدة المشار اليها " قاعدة منع التخصيص للعام أو
الإستثناء منه إلا بدليل قطعي الثبوت و الدلالة " , وقلنا " قطعي الثبوت
والدلالة لأن الظن لا يغني من الحق شيئا كما قال الله تعالى و كما قال الميرزا
غلام أحمد , فكيف يكفي الدليل الظني أو القول بالرأي من غير دليل أصلا للتخصيص أو الإستثناء و كما نعلم أن الظن لا
يغني من الحق شيئا ؟
و الآن نأتي إلى تفصيل الإدلة
المثبتة للقاعدة من كلام الميرزا غلام أحمد :
1- في كتاب"التبليغ"/1893 م ص_0054
يقول الميرزا غلام أحمد الهندي القادياني:
"و ما يغرنهم ما جاء في أحاديث نبينا عليه الصلاة و السلام لفظ دمشق, فإن له مفهوما عاما , و هو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون .
فمنها إسم البلدة , و منها إسم سيد قوم من نسل كنعان , و منها ناقة و جمل , و منها رجل سريع العمل باليدين, و منها معان أخرى.فما الحق الخاص للمعنى الذي يصرون عليه و عن غيره يعرضون؟"انتهى النقل.
يقول الميرزا غلام أحمد الهندي القادياني:
"و ما يغرنهم ما جاء في أحاديث نبينا عليه الصلاة و السلام لفظ دمشق, فإن له مفهوما عاما , و هو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون .
فمنها إسم البلدة , و منها إسم سيد قوم من نسل كنعان , و منها ناقة و جمل , و منها رجل سريع العمل باليدين, و منها معان أخرى.فما الحق الخاص للمعنى الذي يصرون عليه و عن غيره يعرضون؟"انتهى النقل.
هنا
اعتبر الميرزا غلام أحمد أن اللفظ " دمشق " لفظ عام أي له
معان كثيرة , و يتساءل
مستنكرا عن السبب الذي جعل المسلمين يخصصون التعبير " دمشق " للبلدة
من غير أن يأتي المخصصون بدليل قطعي على التخصيص , و لماذا الإصرار منهم على ذلك ؟
و أنه ليس من حقهم هذا من دون الإتيان بالدليل القطعي أو البرهان الساطع .
2- في
كتاب " اتمام الحجة " / 1893 م
ص_0060
سنجد
في النص التالي أن الميرزا الهندي يمنع الإستثناء من العموم من غير أدلة و أن هذا التعريف لا ينكره صبي غبي و لا يقول
به إلا متعصب مجنون.
و أنه إذا
كان الموت يشمل كل جيل سيدنا عيسى عليه السلام , فلماذا إستثناء سيدنا عيسى عليه
السلام من هذا الجيل ؟ و أنه لا بد من الاتيان بدليل قطعي لإستثنائه من جيله .
إذن الميرزا
غلام أحمد هنا أيضا يؤكد القاعدة أنه لا استثناء إلا بدليل قطعي
يقول
الميرزا الهندي :
و نذكر
النص من غير التعليقات كما يلي :
" و أنت تعلم أن حمل الإثبات ليس علينا بل على الذي ادعى الحياة و يقول إن عيسى ما مات و ليس من الميتين.
فإن حقيقة الإدعاء اختيار طرق الإستثناء بغير أدلة دالة على هذه الآراء , أعني إدخال أشياء كثيرة في حكم واحد ثم إخراج شيئ منه بغير وجه الإخراج و سبب شاهد , و هذا تعريف لا ينكره صبي غبي , إلا الذي كان من تعصبه كالمجنونين." انتهى النقل
" و أنت تعلم أن حمل الإثبات ليس علينا بل على الذي ادعى الحياة و يقول إن عيسى ما مات و ليس من الميتين.
فإن حقيقة الإدعاء اختيار طرق الإستثناء بغير أدلة دالة على هذه الآراء , أعني إدخال أشياء كثيرة في حكم واحد ثم إخراج شيئ منه بغير وجه الإخراج و سبب شاهد , و هذا تعريف لا ينكره صبي غبي , إلا الذي كان من تعصبه كالمجنونين." انتهى النقل
و نعلق
على النص السابق بالتالي :
يقول الميرزا غلام أحمد " و أنت تعلم أن حمل الاثبات [إبراهيم بدوي : أي إثبات حياة سيدنا عيسى عليه السلام إلى الآن ] ليس علينا بل على الذي ادعى الحياة و يقول إن عيسى ما مات و ليس من الميتين.
فإن حقيقة الإدعاء [ إبراهيم بدوي : يقصد الميرزا أن الإدعاء - كما هو مذكور في السطور التي قبل هذا التعريف و هو الإدعاء بحياة عيسى إلى الآن مخالفا لضرورة موته كبقية الخلق في جيله - الأصل فيه و حقيقته هي أن تأتي مخالفا مستثنيا لما عليه الأصل العام ] اختيار طرق الإستثناء بغير أدلة دالة على هذه الاراء , أعني ادخال اشياء كثيرة في حكم واحد [ إبراهيم بدوي : أي موت جميع الخلق في جيل سيدنا عيسى عليه السلام وقتها ] ثم إخراج شيئ منه [ إبراهيم بدوي : يقصد عيسى بالإدعاء أنه حي بخلاف باقي الجيل الذي كان فيه ] بغير وجه الإخراج و سبب شاهد , و هذا تعريف لا ينكره صبي غبي , إلا الذي كان من تعصبه كالمجنونين. " انتهى النقل .
يقول الميرزا غلام أحمد " و أنت تعلم أن حمل الاثبات [إبراهيم بدوي : أي إثبات حياة سيدنا عيسى عليه السلام إلى الآن ] ليس علينا بل على الذي ادعى الحياة و يقول إن عيسى ما مات و ليس من الميتين.
فإن حقيقة الإدعاء [ إبراهيم بدوي : يقصد الميرزا أن الإدعاء - كما هو مذكور في السطور التي قبل هذا التعريف و هو الإدعاء بحياة عيسى إلى الآن مخالفا لضرورة موته كبقية الخلق في جيله - الأصل فيه و حقيقته هي أن تأتي مخالفا مستثنيا لما عليه الأصل العام ] اختيار طرق الإستثناء بغير أدلة دالة على هذه الاراء , أعني ادخال اشياء كثيرة في حكم واحد [ إبراهيم بدوي : أي موت جميع الخلق في جيل سيدنا عيسى عليه السلام وقتها ] ثم إخراج شيئ منه [ إبراهيم بدوي : يقصد عيسى بالإدعاء أنه حي بخلاف باقي الجيل الذي كان فيه ] بغير وجه الإخراج و سبب شاهد , و هذا تعريف لا ينكره صبي غبي , إلا الذي كان من تعصبه كالمجنونين. " انتهى النقل .
3-
في كتاب الإستفتاء ص_0057 :
يقول الميرزا " ثم اعلموا أن حق اللفظ الموضوع لمعنى , أن يوجد المعنى الموضوع له في جُمْعِ أفراده من غير تخصيص و تعيين , و لكنكم تخصصون عيسى في المعنى الموضوع للتوفي عندكم , و تقولون لا شريك له في ذلك المعنى في العالمين , كأن هذا المعنى تولد عند تولد ابن مريم , و ما كان وجوده قبله و لا يكون بعده إلى يوم الدين "انتهى النقل
أعيد كتابة النص مع التوضيح باللون الأسود بين الأقواس [ هكذا ]:
يقول الميرزا في النص الاحمر :
" ثم اعلموا أن حق اللفظ [ يقصد التوفي] الموضوع لمعنى [يقصد معنى الموت] , أن يوجد المعنى [ الموت] الموضوع له [ لفظ التوفي] في جُمْعِ أفراده [ أظنه يقصد في كل من يقع عليه لفظ التوفي ] من غير تخصيص و تعيين [ أظنه يقصد من يقول بأن التوفي هو الاخذ التام او الاجر الكامل لفلان و نختار الموت لغيره و هكذا و مع العلم الميرزا نفسه هو من قال بذلك في كتابه الالهامي " البراهين الاحمدية " الاجزاء 1-4 الاولى و كان وقتها نبيا يوحى اليه كما يدعي هو ومن تبعه ] , و لكنكم تخصصون عيسى في المعنى الموضوع للتوفي عندكم [يقصد أي آخذُكَ من بين من أراد صلبك و قتلك و مستوفيك أجرك و أنه لا وجود لمعنى الموت في لفظ التوفي لعيسى في هذه الأية " إني متوفيك"], و تقولون لا شريك له في ذلك المعنى في العالمين , كأن هذا المعنى تولد عند تولد ابن مريم , و ما كان وجوده قبله و لا يكون بعده إلى يوم الدين " انتهى النقل.
يقول الميرزا " ثم اعلموا أن حق اللفظ الموضوع لمعنى , أن يوجد المعنى الموضوع له في جُمْعِ أفراده من غير تخصيص و تعيين , و لكنكم تخصصون عيسى في المعنى الموضوع للتوفي عندكم , و تقولون لا شريك له في ذلك المعنى في العالمين , كأن هذا المعنى تولد عند تولد ابن مريم , و ما كان وجوده قبله و لا يكون بعده إلى يوم الدين "انتهى النقل
أعيد كتابة النص مع التوضيح باللون الأسود بين الأقواس [ هكذا ]:
يقول الميرزا في النص الاحمر :
" ثم اعلموا أن حق اللفظ [ يقصد التوفي] الموضوع لمعنى [يقصد معنى الموت] , أن يوجد المعنى [ الموت] الموضوع له [ لفظ التوفي] في جُمْعِ أفراده [ أظنه يقصد في كل من يقع عليه لفظ التوفي ] من غير تخصيص و تعيين [ أظنه يقصد من يقول بأن التوفي هو الاخذ التام او الاجر الكامل لفلان و نختار الموت لغيره و هكذا و مع العلم الميرزا نفسه هو من قال بذلك في كتابه الالهامي " البراهين الاحمدية " الاجزاء 1-4 الاولى و كان وقتها نبيا يوحى اليه كما يدعي هو ومن تبعه ] , و لكنكم تخصصون عيسى في المعنى الموضوع للتوفي عندكم [يقصد أي آخذُكَ من بين من أراد صلبك و قتلك و مستوفيك أجرك و أنه لا وجود لمعنى الموت في لفظ التوفي لعيسى في هذه الأية " إني متوفيك"], و تقولون لا شريك له في ذلك المعنى في العالمين , كأن هذا المعنى تولد عند تولد ابن مريم , و ما كان وجوده قبله و لا يكون بعده إلى يوم الدين " انتهى النقل.
و بنفس
القاعدة التي أرساها الميرزا , فإن الكلمة " النبيين " في قول
الله تعالى "وخاتم النبيين " هي جمع لكلمة نبيّ و التي هي لكل من استحق أن يقال له نبيّ بلا إستثناء .
و من أراد
إستثناء من كلمة " النبيين " النبوة
الظلية المجازية أو المستقلة – بحسب تقسيم الأحمديين للنبوات – فلا بد له من دليل
قطعي الثبوت و الدلالة و لا يصح بالظني الإستثناء كما بينا .
و
بالرغم من كل ذلك نورد جملة من كلام الميرزا منع فيها الإستثناء من كلمة " النبيين
" لأي أحد :
يقول الميرزا في كتاب "حمامة البشرى"/1893 ص_49
و هذا هو النص بالكامل كما جاء :
" و أمّا ذكر نزول عيسى بن مريم فما كان لمؤمن أن يحمل هذا الإسم المذكور في الأحاديث على ظاهر معناه , لأنه يخالف قول الله سبحانه و تعالى :
" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" (40) سورة الأحزاب . ألا تعلم أن الرب الرحيم المتفضل سمى نبينا عليه الصلاة و السلام خاتم الأنبياء بغير إستثناء , و فسره نبينا في قوله لا نبيّ بعدي ببيان واضح للطالبين ؟ و لو جوزنا ظهور نبيّ بعد نبينا عليه الصلاة و السلام لجوزنا انفتاح باب وحي النبوة بعد تغليقها , و هذا خلف كما لا يخفى على المسلمين .و كيف يجيئ نبيّ بعد رسولنا عليه الصلاة و السلام و قد انقطع الوحي بعد وفاته و ختم الله به النبيين ؟ أنعتقد بأنّ عيسى الذي أنزل عليه الإنجيل هو خاتم الأنبياء , لا رسولنا عليه الصلاة و السلام ؟ " انتهى النقل
يقول الميرزا في كتاب "حمامة البشرى"/1893 ص_49
و هذا هو النص بالكامل كما جاء :
" و أمّا ذكر نزول عيسى بن مريم فما كان لمؤمن أن يحمل هذا الإسم المذكور في الأحاديث على ظاهر معناه , لأنه يخالف قول الله سبحانه و تعالى :
" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" (40) سورة الأحزاب . ألا تعلم أن الرب الرحيم المتفضل سمى نبينا عليه الصلاة و السلام خاتم الأنبياء بغير إستثناء , و فسره نبينا في قوله لا نبيّ بعدي ببيان واضح للطالبين ؟ و لو جوزنا ظهور نبيّ بعد نبينا عليه الصلاة و السلام لجوزنا انفتاح باب وحي النبوة بعد تغليقها , و هذا خلف كما لا يخفى على المسلمين .و كيف يجيئ نبيّ بعد رسولنا عليه الصلاة و السلام و قد انقطع الوحي بعد وفاته و ختم الله به النبيين ؟ أنعتقد بأنّ عيسى الذي أنزل عليه الإنجيل هو خاتم الأنبياء , لا رسولنا عليه الصلاة و السلام ؟ " انتهى النقل
إذن
الميرزا يقر بأن " خاتم النبيين " هو تعبير يفيد انقطاع النبوة و
الوحي بعد وفاة رسولنا عليه الصلاة و السلام و أنه لا نبي بعده , فكيف يأتي لنا الأحمديون
و يقولون أن النبوة الظلية البروزية لم تنقطع ؟
و بالرغم من أنهم الآن يقولون أن
نبوة الميرزا حقيقية و إنما قول الميرزا بأن نبوته مجازية إنما يقصد أنها نبوة
حقيقية نسبيا بالنسبة لنبوة رسولنا عليه الصلاة و السلام.
و على
كل الأحوال لم يأتي الأحمديون بأي دليل يثبت الإستثناء من العموم كما بينا .
و
أخيرا فإن التعبير " خاتم النبيين " يعني انقطاع النبوة و الوحي بعده صلى
الله عليه و سلم فلا نبي داخل في النبيين
لم يذكره الله تعالى من قبل , و لا نبي يبعث بعده صلى
الله عليه و سلم , و أما سيدنا عيسى عليه
السلام فهو نبيّ مبعوث قبل سيدنا محمد صلى
الله عليه و سلم و مجيئه بعد سيدنا محمد
صلى الله عليه و سلم لا يكسر خاتمية
النبوة له لأنه مبعوث
من قبله و ليس من بعد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
و الله
أعلى و أعلم
د.ابراهيم
بدوي
24/09/2017
و هذا رابط المقال الاول :
مقال ( 195 ) تطبيقات على القاعدة الثانية التي أقر بها الميرزا
غلام إتفاقا مع علاماء النقل و العقل و هي منع تخصيص العام أو الإستثناء منه إلا
بدليل قطعي
و هذا رابط المقال الاول :
مقال 068 من روائع الميرزا الهندي مدعي النبوة الحقيقة و المجاز
http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2016/06/068.html
مقال (192) القاعدة الثالثة من كلام الميرزا :
قاعدة القَسَم و الحلف , نَصُّها و مدلولاتها http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/10/192.html
مقال (193) تطبيق بعض قواعد الميرزا الأولى على
الحديث :" وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أن يَنْزِلَ فِيكُمُ
ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً... " . http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/10/193
رابط صفحة الفيس د إبراهيم بدوي
رابط مدونة د.ابراهيم بدوي
قناة يوتيوب د ابراهيم بدوي
حساب د ابراهيم بدوي على تويتر
تعليقات
إرسال تعليق