القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (200) هل يوجد اسم مدعي النبوة الميرزا غلام في القرآن الكريم؟




مقال (200) هل يوجد اسم مدعي النبوة الميرزا غلام في القرآن الكريم؟

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/12/200_2.html

الرد على الادعاء أنّ الاسم (أحمد) الوارد في الآية (6).من سورة الصف يقصد به الميرزا غلام.

وهذه هي الآية الكريمة {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}

اولا : اسم الميرزا غلام مدعي النبوة ليس أحمد، بل اسمه غلام أحمد غلام مرتضى، وكلمة (غلام) معناها خادم أو عبد، كما في الكثير من الأسماء مثل عبد المطلب وعبد النبيّ وعبد الرسول وعبد الحسين، وليس المقصود بكلمة عبد في هذه الاسماء العبودية لله تعالى، بل المقصود بالعبد أي الخادم المملوك، أي أن معنى اسم الميرزا غلام أحمد أي خادم أحمد، ولا يُعقل أن يسمى عبد الرسول بالرسول، ولا عبد المطلب بالمطلب، ولا عبد النبيّ بالنبيّ، كما أنّ الميرزا غلام نفسه قال إنّ تسميته بأحمد هي تسمية له في السماء وهي تسمية مجازية، وأنّ الاسم الحقيقي المقصود في بشارة سيدنا عيسى عليه السلام هو سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، كما في كتابه (التحفة الجولوروية) 1900 صفحة 209 حيث يقول الميرزا :"كما تشير إلى ذلك آية {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد}،وإنما معنى هذه الآية أنه عندما سيُبعث المهدي المعهود [إبراهيم بدوي:يقصد الميرزا نفسه]  الذي يسمى في السماء مجازا أحمد، عندئذ سيظهر التجلي الجمالي لذلك النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم - الذي هو مصداق هذا الاسم على الوجه الحقيقي- مجازا في صورة أحمد" انتهى النقل، والتسمية بأحمد في السماء ليست إلا إدعاء محض من الميرزا غلام ولا يوجد عليه أي دليل، فيستطيع أي دجال أن يقول إنّ الله سبحانه وتعالى قد سماه في السماء أحمد، والميرزا غلام في كل كتبه ومنشوراته كان توقيعه باسمه فيها (غلام أحمد القادياني) وليس أحمد القادياني.

ثانيا: في الكثير من المواضع في كتب الميرزا غلام ذكر سيدنا مُحَمَّدا صلى الله عليه وسلم باسم أحمد، ومنها ما جاء في كتابه (البراهين الأحمدية) 1880م الجزء الأولى صفحة 23 حيث قال الميرزا في بيان أوصاف الأنبياء وفضلهم:"لم تكن في الدنيا أمة لم يأتها نذير. أولهم آدم وآخرهم أحمد، فمبارك من استطاع أن يرى الأخير. إنّ الأنبيّاء كلهم يملكون فطرة منيرة ولكن أحمد صلى الله عليه وسلم أكثرهم نورا" انتهى النقل.

ثالثا: الميرزا غلام يصرح وبشكل متكرر في الكثير من كتبه بأنّ الرسول الذي بَشّر به سيدنا عيسى عليه السلام باسم (أحمد) كما جاء في القرآن الكريم هو سيدنا مُحَمَّد باسمه (أحمد) صلى الله عليه وسلم، كما سنرى أن الخليفة الأول نور الدين الحكيم يقر بنفس الحقيقة وهذه أمثلة:

·   في كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 42 يقول الميرزا غلام:" قد وردت في القرآن الكريم شهادةُ المسيح التالية: {ومُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد} (1)، أيْ أبشِّركم برسول اسمه "أحمد" وسيأتي بعد موتي. فإن لم يكن المسيح قد خلا من هذا العالَم المادي إلى الآن فذلك يستلزم أن نبيّنا الأكرم - صلى الله عليه وسلم - أيضًا لم يشرِّف هذا العالم بمجيئه إلى الآن، لأن النص يقول بكلمات صريحة إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سيأتي إلى هذا العالم المادي بعد أن يغادره المسيح - عليه السلام -، فالرحيل قد ذُكر في هذه الآية مقابل المجيء، ولا بد أن يكون المجيء والرحيل على المنوال نفسه؛ بمعنى أن يرحل أحد إلى ذلك العالم ويأتي منه آخر" انتهى النقل.

إقرار الميرزا غلام بأنّ بشارة سيدنا عيسى عليه السلام باسم أحمد هي كلمات صريحة تعني بمعنى آخر انها نص قطعي الدلالة، والايات القرآنية قطعية الثبوت، إذَنْ الاسم أحمد لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم هو نص قطعي الثبوت والدلالة، وما خلاف ذلك سواء بالتخمين أو بالاجتهاد أو بالقياس فهي تفسيرات بالرأي في وجود التفسير الصريح، وهو ما يرفضه الميرزا غلام كأصل من أصول الاستدلال، فحينما يفسر -كما سنرى- بشير الدين محمود باجتهاده أنّ الاسم أحمد في البشارة هو يخص النبيّ الظلي أي الميرزا غلام أي أنه هو المصداق الأول لهذه النبوءة، فهذا من التفسير بالرأي مخالفا اجماع الأمة، كلام الميرزا غلام كما رأينا، وتفسير نور الدين الحكيم كما سنرى.

·  في كتاب (البراهين الأحمدية) 1884م صفحة 502 يقول الميرزا:" وكان المسيح - عليه السلام - يعرف جيدًا أنّ الله تعالى سوف يقضي عن قريب على هذا التعليم المؤقت وسيُنزِّل في الدنيا كتابًا كاملًا يدعو العالم كله إلى البرِّ الحقيقي ويفتح على عباد الله باب الحق والحكمة. لذا اضطر للقول ما مفاده: هناك أمور كثيرة جديرة بتعليمكم ولكنكم لا تستطيعون احتمالها حاليًا ولكن هناك مَن سيأتي من بعدي وسيكشف عليكم الأمور كلها ويوصل علم الدين إلى مرتبة الكمال. فوصل المسيح - عليه السلام - إلى السماء تاركا الإنجيل الناقص ناقصا، وبقي الكتاب الناقص نفسه في أيدي الناس إلى مدة طويلة حتى أنزل الله القرآن الكريم بحسب نبوءة النبيّ المعصوم - عليه السلام..." انتهى النقل.

· في كتاب (الملفوظات) المجلد 2 صفحة 62 بتاريخ 28/12/1900م، يقول الميرزا غلام:"كما سمي نبيّنا صلى الله عليه وسلم باسم آخر، وهو(أحمد) . وقد أنبأ المسيح عليه السلام  بهذا الاسم قائلا: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد (الصف: 7). وكانت هذه إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم سيَحمِد الله حمدًا كثيرا...والحق أن هذا الاسم نبوءة بأنه سيرث من الله أفضالاً كثيرة وعظيمة. ومن الأسرار الكامنة في أسمائه المباركة أن اسميه مُحَمَّد وأحمد يشيران إلى كمالين مختلفين من كمالاته صلى الله عليه وسلم فاسم مُحَمَّد يقتضي الجلال والكبرياء، لأن معنى مُحَمَّد الذي حُمِّد كثيرا، والذي متصبغ بصبغة المحبوبية، لأن المحبوب يُحمَد، فهذا الاسم يقتضي الجلال. أما اسم أحمد ففيه صبغة المحبّ العاشق، لأن المحب العاشق يحمد محبوبه ومعشوقه. فكما أن اسم مُحَمَّد يقتضي بسبب محبوبيته الجلال والكبرياء، فإن اسم أحمد يقتضي بسبب حبه وعشقه المحبوبه الفقر والانكسار والتواضع. والسر في ذلك أن حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم  مقسومة إلى قسمين: أحدهما حياته المكية التي امتدت إلى 13 سنة، والآخر حياته المدنية التي امتدت إلى 10 أعوام. وكانت حياته المكية تجليا لاسم أحمد، إذ كان يقضي فيها ليله ونهاره في البكاء والابتهال والدعاء والاستعانة بالله تعالى...فكانت حياته في مكة حياة تضرع وانكسار، وكانت تجليا لاسمه "أحمد"انتهى النقل.

النص السابق - كما سنرى- فيه الرد على كلام الميرزا غلام في النص الذي في كتابه (إعجاز المسيح) 1901م صفحة 62 الذي قال فيه إنّ بشارة سيدنا عيسى عليه السلام كانت تخص المسيح الموعود أي الميرزا نفسه، وقبل أن نأتي بكلام الميرزا غلام في كتابه (إعجاز المسيح)، نأتي بالآيات التي سوف يتكلم عليها الميرزا غلام.

يقول الله تعالى :{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح.

يقول الميرزا في كتابه (إعجاز المسيح) 1901م صفحة 62:"ثم لما كان كُمَّلُ أُمّتِه عليه السلام من أجزائه الروحانية وكالجوارح للحقيقة النبوية، أراد الله لإبقاء آثار هذا النبيّ المعصوم، أن يوّرثهم هذين الاسمين كما جعلهم ورثاء العلوم، فأدخل الصحابةَ تحت ظلّ اسمِ محمدٍ الذي هو مظهر الجلال، وأدخلَ المسيحَ الموعود تحت اسمِ أحمدَ الذي هو مظهر الجمال [إبراهيم بدوي: كما سنرى من الآيات التي يتكلم عليها الميرزا غلام من سورة الفتح أنّ الموصوفين في الإنجيل {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} " هم أنفسهم الموصوفين في التوراة {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}، فقد قال الله سبحانه وتعالى { ومثلهم في الانجيل}، والضمير "هم" في التعبير {مثلهم} عائد على الصحابة الذين هم مع سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كما في الآية "والذين معه" أي مع سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، ولم يأتي ذكر الآخرين في الآيات من سورة الفتح اطلاقا]. وما وجد هؤلاء هذه الدولة إلا بالظِلّيّة، فإذنْ ما ثَمَّ شريكٌ على الحقيقة [إبراهيم بدوي: هنا الميرزا غلام يقر بأنّ الاسم (أحمد) له ليس على الحقيقة، وإنّما بالظلية أي بالمجاز، كما بيّن وشرح نبوته بالظلية أي بالمجاز وليست بالحقيقة]. وكان غرض الله مِن تقسيم هذين الاسمين، أن يفرّق بين الأمّة ويجعلهم فريقين، فجعل فريقًا منهم كمثل موسى مظهر الجلال، وهم صحابة النبي الذين تصدَّوا أنفسهم للقتال [إبراهيم بدوي: وكأن صحابة سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لم يكن فيهم إلا القوة والقتال، ولم يظهروا أي لم يتغلبوا على مخالفيهم بالأدلة، وإنما بقوة السلاح فقط]، وجعل فريقًا منهم كمثل عيسى مظهر الجمال، وجعل قلوبَهم ليّنةً وأودعَ السلمَ صدورَهم وأقامهم على أحسن الخصال، وهو المسيح الموعود والذين اتّبعوه من النساء والرجال، فتمّ ما قال موسى، وما فاهَ بكلامٍ عيسى وتمّ وعدُ الربّ الفعّال. فإن موسى أخبرَ عن صحبٍ كانوا مظهرَ اسمِ محمدٍ نبيِّنا المختار، وصوّرَ جلالَ الله القهّار بقوله: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}، وإن عيسى أخبر عن {آخَرِيْنَ مِنْهُمْ} وعن إمام تلك الأبرار، أعني المسيحَ الذي هو مظهرُ أحمدَ الراحمِ الستّار، ومنبعُ جمال الله الرحيم الغفّار، بقوله: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} الذي هو مُعجِبُ الكُفّار (1)([1]). وكل منهما أخبر بصفاتٍ تُناسب صفاتِه الذاتية، واختار جماعةً تُشابهُ أخلاقُهم أخلاقَه المرضية، فأشار موسى بقوله: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} إلى صحابةٍ أدركوا صحبةَ نبيّنا المختار، وأَرَوا شدّةً وغلظةً في المضمار، وأظهروا جلال الله بالسيف البتّار، وصاروا ظِلَّ اسمِ محمد رسول الله القهّار، عليه صلوات الله وأهل السماء وأهل الأرض من الأبرار والأخيار. وأشار عيسى بقوله: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} (2)([2]) إلى قومٍ {آخَرِيْنَ مِنْهُمْ} وإمامِهم المسيح، بل ذكَر اسمَه أحمدَ بالتصريح [إبراهيم بدوي:كما قلت سابقا لا يوجد اي علاقة أو ذكر ارتباط ما قاله سيدنا عيسى عليه السلام في الانجيل كما في سورة الفتح بما يدعيه الميرزا غلام كما في سورة الجمعة في التعبير {وآخرين}]، وأشار بهذا المثل الذي جاء في القرآن المجيد إلى أن المسيح الموعود لا يظهر إلا كنباتٍ ليّنٍ لا كالشيء الغليظ الشديد. ثم من عجائب القرآن الكريم أنه ذكر اسمَ أحمد حكايةً عن عيسى، وذكَر اسمَ محمد حكايةً عن موسى ، ليعلم القارئ أن النبي الجلالي أعني موسى، اختار اسمًا يشابهُ شأنَه، أعني محمدًا الذي هو اسم الجلال[إبراهيم بدوي: غير صحيح، فقول الله سبحانه وتعالى {مُحَمَّد رسول الله} كما في سورة الفتح كان قبل الكلام عن الصحابة ووصفهم في التوراة والانجيل بعد ذلك]، وكذلك اختار عيسى اسمَ أحمد الذي هو اسم الجمال بما كان نبيًّا جماليًّا، وما أُعطِيَ له شيء من القهر والقتال. فحاصل الكلام أن كُلاًّ منهما أشار إلى مثيله التامّ [إبراهيم بدوي: لا علاقة بالمثلية هنا، بل من خلال كلام الميرزا غلام كما جاء نص سابق في كتاب (الملفوظات) المجلد 2 صفحة 62، فانّ سيدنا مُحَمَّدا صلى الله عليه وسلم عاش حياة السلم وعدم القتال في مكة اي بتعبير الميرزا غلام الجمال، فلماذا القفز إلى الادعاء بالمثيل في الرقة والوداعة إلى المثيل التام والآخرين، وقد مرّ سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بمثل ما يقول الميرزا غلام بالجمال في مكة؟]، فاحفَظْ هذه النكتة فإنها تنجيك من الأوهام، وتكشف عن ساقَي الجلالِ والجمال، وتُرِي الحقيقة بعد رفع الفِدام. وإذا قبِلتَ هذا فدخلتَ في حفظ الله وكِلائه مِن كل دجّال، ونجوتَ من كل ضلال" انتهى النقل

الغريب أنّ الميرزا غلام الذي يقول في النص السابق " وإمامِهم المسيح، بل ذكَر اسمَه أحمدَ بالتصريح" أي أنّ الآيات تذكر أنّ الاسم (أحمد) هو للمسيح الموعود أي للميرزا غلام بالتصريح، بينما الميرزا غلام هو بنفسه من قال إنّ صاحب الاسم (أحمد) في بشارة سيدنا عيسى عليه السلام هي لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم هو من سيأتي بعد سيدنا عيسى عليه السلام بالتصريح أيضًا، وهذا هو النص كما ذكرتُه من قبل "في كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م صفحة 42 يقول الميرزا غلام:" قد وردت في القرآن الكريم شهادةُ المسيح التالية: {ومُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد} (1)، أيْ أبشِّركم برسول اسمه "أحمد" وسيأتي بعد موتي. فإن لم يكن المسيح قد خلا من هذا العالَم المادي إلى الآن فذلك يستلزم أن نبيّنا الأكرم - صلى الله عليه وسلم - أيضًا لم يشرِّف هذا العالم بمجيئه إلى الآن، لأن النص يقول بكلمات صريحة إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سيأتي إلى هذا العالم المادي بعد أن يغادره المسيح - عليه السلام -، فالرحيل قد ذُكر في هذه الآية مقابل المجيء، ولا بد أن يكون المجيء والرحيل على المنوال نفسه؛ بمعنى أن يرحل أحد إلى ذلك العالم ويأتي منه آخر" انتهى النقل.

وعلى العموم هذا هو حال الدجالين الكذابين، يقول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرآن وَلَوكَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرًا} سورة النساء (82)، أي أن وجود الاختلاف والتناقض في أي كتاب يدّعي صاحبه أنه من الله تعالى أو في كلامه وحي من الله، فإنه يثبت يقينًا أنّ هذا الرجل مدعي على الله تعالى بالكذب، وهذا أيضًا رأي الميرزا غلام فقد قال في كتابه (قول الحق) 1895م في صفحة 35:"أمّا الآن فالموضوع الذي بدأناه آنفًا هو أنه لماذا يوجد هذا الاختلاف والتناقض في أشعار باوا المحترم، وكيف نقرر أن بعض هذه الأشعار المتناقضة من نظمه وبعضها الآخر من الآخرينوفي صفحة 36 يقول الميرزا غلام: " فمن البَيِّن الجلي أنه لا يمكن أن يصدر من قلب واحد أمران متناقضان، لأنّ الإنسان في هذه الحالة إما يكون مجنونًا وإما منافقًاوفي صفحة 36 يقول الميرزا غلام: "لكن من البديهي أنّ كلام الصادق والعاقل ونقي القلب يخلو من التناقض، إلا أنه إذا كان هناك غبي ومجنون أو منافق يؤيد بدافع التملق فلا شك أنّ كلامه يتناقض"، ويقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء الخامس 1905-1908 صفحة 277 والمنشور في سنة 1908 بعد موت الميرزا غلام أن الكاذب هو من يكون في كلامه تناقض: "هنا يجب أن يتنبّه الذين يعُدّون أناسًا مثله مشايخ وأمناء ويستعدون للعمل بما يقولون إلى أن هذه هي حالة أمانتهم. والمعلوم أن كلام الكاذب يكون مبنيًا على التناقض حتمًا "

إِذَنْ التناقض والاختلاف في النصوص المتعددة لكاتب واحد يعني أنه مجنون أو منافق أو كذاب، وإما أنّ هناك من حرَّف الكلام إما بالإضافة أو بالحذف أو بالتغيير.

وهذا نص كلام الميرزا في من يستحق أن يوصف بالدجال كما في كتابه ( نور الحق) 1894م صفحة 48 في معرض وصف الميرزا للقساوسة بالدجال والبرهنة على دعواه من نصوص الإنجيل يختم كلامه بالقول "فالظالم هو الذي يحل محل المحرّفين، ويبدل العبارات كالخائنين ويجترئ على الزيادة في موضع التقليل، والتقليل في موضع الزيادة كيفا وكما،  أو  ينقل الكلمات من معنى إلى معنى ظلما وزورا من غير وجود قرينة صارفة إليه، ثم يأخذ الناس إلى مفترياته كالخادعين وما معنى الدجل والدجالة إلا هذا، فيفكر من كان من المفكرين ." انتهى النقل

· في كتاب (الملفوظات) المجلد 2 صفحة 91 بتاريخ 22/1/1901م، يقول الميرزا:" واسم رسول الله ﷺ "أحمد" قد ذكره المسيح عليه السلام حيث قال:{يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد} (الصف: 7). وقوله "من بعدي" يبين أن ذلك النبيّ سيأتي من بعده بلا فصل، أي لن يكون بينهما نبيّ. ولكن موسى عليه السلام  لم يتكلم هكذا، بل قال: {مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ... الآية} (الفتح:30). وهذه إشارة إلى الفترة المدنية من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان معه كثير من المؤمنين الذين حاربوا الكفار. فموسى عليه السلام  ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسم مُحَمَّد، لأن موسى نفسه بعث بحلة الجلال، أما عيسى عليه السلام  فذكر للنبيّ صلى الله عليه وسلم اسم أحمد، لأن عيسى نفسه بعث بحلة الجمال. ولأن جماعتي ذات صبغة جمالية، فكان اسمها الأحمدية" انتهى النقل.

·  وفي تفسير (حقائق الفرقان) يقول الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين في تفسيره لبعض الآيات من سورة الصف موضحًا الارتباط اللازم بين بشارة سيدنا عيسى عليه السلام في القرآن الكريم بسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وبالبشارات التي بشرت بسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم في الأناجيل: "{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَاتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}، لقد سجل يوحنا هذه البشارة في إنجيله. فقد جاء فيه: فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ * وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. (إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 14: 15 - 16)، يقول القرآن الكريم بأن المسيح بشّر "بأحمد" وهذه البشارة قرأها النبيّ العربي على النصارى، ولم يجد أحد فرصة الإنكار. ثم عندما انتشر الخبر بسبب القرآن الكريم قال القساوسة أن هذه البشارة لا توجد في الإنجيل... (فصل الخطاب، الجزء الثاني، الطبعة الثانية: ص 74 - 77)" انتهى النقل.

·       في كتاب (شبهات وردود)([3]) الأحمدي جاء علماء الأحمدية برأي الخليفة الثاني بشير الدين محمود في بشارة سيدنا عيسى عليه السلام في القرآن الكريم بخصوص سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم حيث يقولون:"...أما الخليفة الثاني رضي الله عنه  فيقول تحت عنون:"عقيدتي عن نبوءة" اسمه أحمد": "إن عقيدتي حول هذه النبوءة إنها نبؤة ذات شقين: نبوءة عن الظل ونبوءة عن الأصل.. أما النبوءة المتعلقة بالظل فهي عن المسيح الموعود عليه السلام، وبينما النبوءة الأصلية هي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم"، غير أن هذه النبوءة تخبر عن الظل بصراحة [إبراهيم بدوي:أين هذه الصراحة وقد خالف بكلامه كلام الميرزا غلام وكلام الخليفة الأول استاذ بشير الدين محمود كما يعترف بشير الدين محمود بنفسه كثيرًا؟]، والخبر عن الظل يستلزم النبوءة عن الأصل حتما [إبراهيم بدوي: جعل بشير الدين محمود الظل هو الذي يستلزم الأصل!!!]، لأن وجود النبيّ الظلي يقتضي وجود النبيّ الأصلي [إبراهيم بدوي: ومن قال لك إنّ سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم له أنبياء ظليين؟]، لذا فيستمد من هذه الآية خبر عن ظل يستفيض بفيوض النبيّ الذي هو الأصل. وبما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم  ليس نبيّا ظليا، بل هو الأصل، فلم يأخذ الفيض من غيره، بل الآخرون هم من يأخذون منه الفيض؛ والقول أن النبيّ كان يأخذ الفيوض من الآخرين يعتبر إهانة له، وبناء على ذلك وعلى أدلة أخرى، فإنني أعتقد، أن المصداق الأول لهذه النبوءة هو المسيح الموعود عليه السلام الذي هو ظل للنبيّ صلى الله عليه وسلم  ومثيل للمسيح الناصري عليه السلام، بيد أني أرى أن هذه نبوءة لم يحدد أي نبيّ  معناها من خلال الإلهام، فاعتقادي عن هذه النبوءة لا يزيد عن كونه بحثا اجتهاديا([4])، فلو فسر أحد هذه النبوءة بغير هذا المعنى فيمكن أن نقول له بأنه مخطئ، ولن نقول أنه خارج عن الأحمدية أو أنه مذنب. إذَنْ، هذه ليست قضية نعطيها أهمية بالغة من ناحية دينية" (آئينه صداقت (مرآة الصدق)؛ مجلد 6 من انوار  العلوم، ص 111 ).

ويكمل علماء الأحمدية كلامهم في كتاب (شبهات وردود) بقولهم:"أما العبارة المشار إليها للخليفة الثاني في كتابه (أنوار الخلافة) فقد وردت ضمن موضوع طويل يثبت فيه حضرته أن "أحمد" ليس اسما ذاتيا لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، بل هو اسم صفاتي له، أما المسيح الموعود فإن "أحمد" هو اسمه الذاتي. وفي كتابه (مرآة الصدق) الذي اقتبسنا منه آنفا، يبين اعتقاده حول تفسير هذه النبوءة" انتهى النقل.

التعليق:

اولا:يكفينا إقرار بشير الدين محمود قوله " النبوءة الأصلية هي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم"، ولا نقبل رأيه الاجتهادي من غير دليل، وقد خالف إجماع الأمة، ورأي الميرزا ورأي الخليفة الأول الأحمدي نور الدين الحكيم.

ثانيا: النبوة من العقيدة، والعقائد لا تثبت بالاجتهاد.

ثالثا: الميرزا اسمه غلام أحمد وليس أحمد.

·   رأي علماء الأحمدية من خلال كتاب (شبهات وردود)، كما جاء في مقدمة الإجابة على موضوع اسم الرسول في بشارة سيدنا عيسى عليه السلام، يقولون:"هناك من الآيات ما تحمل أكثر من معنى في الوقت نفسه، وهذه إحداها. فهي تنطبق على سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وعلى المسيح الموعود عليه السلام، فقول الله تعالى على لسان عيسى بن مريم {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحمد} هي نبوءة عن بعثة نبيّ بعد المسيح الناصري عليه السلام، والمقصود بـ (أحمد) فيها هو نبيّنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، لأن هذا هو اسمه الصفاتي. كما أنه يمكن تفسير المقصود ب "أحمد" أنه سيدنا المسيح الموعود لأن هذا هو اسمه الذاتي، ثم إنه ظل لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم" انتهى النقل

التعليق: قبلنا إقراركم بأنّ المقصود هو سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، ولا نقبل رأيكم أنّ الميرزا نبيّكم اسمه أحمد لأن اسمه الحقيقي كما نص هو بنفسه "غلام أحمد" وليس أحمد كما بينت في السابق، كما أنّ التفسير المتعدد للآيات لابد من أن تحتمله اللغة أو نص قطعي وليس ظني للقول بتعدد التفاسير.

·       والآن مع أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم تثبت تفرده باسم "أحمد" بين الأنبيّاء، ولا يشاركه أحد من الأنبيّاء فيه :

في مسند أحمد :763 - حدثنا عبد الرحمن حدثنا زهير عن عبد الله، يعني ابن مُحَمَّد بن عقيل: عن مُحَمَّد بن علي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبيّاء"، فقلنا: يارسول الله، ما هو؟ قال: "نُصرْتُ بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسُميت أحمد، وجُعل التراب لي طهورا، وجُعلت أمتى خيرَ الأمم".

وللعلم فإنّ الميرزا غلام والأحمديون يستدلون بالأحاديث في مسند أحمد كثيرًا

والآن وقد اتضح بجلاء أنّ النبيّ الرسول المقصود من بشارة سيدنا عيسى عليه السلام هو سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بدون أدنى شك، وذلك من خلال الأحاديث الشريفة الصحيحة، ومن كلام الميرزا غلام، ومن كلام خليفة الميرزا الأول نور الدين، ومن خلال كلام الخليفة الثاني بشير الدين محمود حيث قال " وبينما النبوءة الأصلية هي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم"، ومن خلال مقدمة إجابة الإعتراض كما في كتاب (شبهات وردود)، فإذا كان رأي بشير الدين محمود الخليفة الثاني أنه يرى إنطباق البشرى على الميرزا في المقام الأول، إلا أنه عاد وقال أنه محض اجتهاد منه ،وأنه لا يوجد بهذا الإعتقاد والإجتهاد أي إلهام أو وحى من أي نبيّ – كما قال هو – ومعلوم أن الإجتهاد هو من الأدلة الظنية وليس من الأدلة القطعية، وهذا الإقرار بالإجتهاد الذي يحتمل الصحة والخطأ - في العموم - فإننا لا نقبله لأنه بغير دليل على الإطلاق وهو مجرد رأي فاسد وتفاسير باطنية لكلام الله.



[1] يقولون في حاشية الكتاب : (1) (الكافر: الزارع. (المنجد) - (اللجنة).

[2]  يقول الميرزا غلام في الحاشية :"اعلمْ يا طالبَ العرفان، أنه ما جاء في كتاب الله الفرقان أن الصحابة كانوا رحماء على أهل البغي والعدوان، وأما رُحْمُ بعضِهم على بعضٍ فلا يُخرِجهم من الجلالية، بل تزيد قوةَ الجلال كونَهم في صورة الوحدة، فإنهم كشخص واحدٍ عند الله، وكالجوارح لحضرة الرسالة. ولا يختلج في قلبٍ أنّ مَثل الزرع مشترَكٌ في التوراة والإنجيل، فإن هذا المَثل قد خُصّ بكتاب عيسى في التنزيل، ثم لا نجده في التوراة ونجده في الإنجيل بالتفصيل. ومن المعلوم أن القرّاء الكبار يقفون على قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ فيِ التَّوْرَاةِ} ولا يُلحِقون به هذا المَثل عند قراءة هذه الآيات، بل يخصّونه بالإنجيل يقينًا من غير الشبهات، ولأجل ذلك كُتِبَ الوقفُ الجائز عليه في جميع المصاحف المتداولة، وإنْ كنتَ في شك فانظرْ إليها لزيادة المعرفة. منه" انتهى النقل

[3]  الصور من كتاب (شبهات وردود):

[4]  ما هو رأي الميرزا غلام في إعمال العقل في الأمور الدينية الدقيقة بدون الوحي القطعي من الله، وطبعا الأدلة النقلية أي الآيات من القرآن الكريم التي يُثْبت بها نبوة مدعٍ للنبوة لا بد أن تكون قطعية الثبوت والدلالة ولا يقبل إطلاقا الادلة الظنية والقياس:

في كتاب (التبليغ)1892 م صفحة 14 يقول الميرزا:"و اعلموا أن الإسلام ديني، وعلى التوحيد يقيني، وما ضل قلبي وما غوى . ومن ترك القرآن واتبع قياسا ... فهو كرجل افترس افتراسا .. ووقع في الوهاد المهلكة وهلك وفنى ..." انتهى النقل.

المقصود من ترك القرآن هو ترك صريح القرآن، وصريح القرآن الكريم كما بينا في السابق أن المقصود بالبشارة هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

وفي كتاب (الاستفتاء) 1907 م  صفحة 67 يقول الميرزا غلام:"و أن يتبعون إلا ظنا، وما نرى في أيديهم حجة بها يتمسكون والتمسك بالأقوال الظنية تجاه النصوص التي هي قطعية الدلالة، خيانة وخروج عن طريق التقوى . فويل للذين لا ينتهون"  انتهى النقل.

ويقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 صفحة 190:"إن الاطمئنان الحقيقي الذي يجب أن يكون مبنيا على اليقين المحكم لا يتأتى نتيجة الافكار القياسية فقط . بل أن اقصى ما يمكن أن تبلغ إليه الافكار القياسية من التقدم هو مبلغ الظن الغالب، وذلك أن لم يَمِل القياس أيضًا إلى الإنكار . فباختصار، أن الأوجه العقلية غير جديرة بالاطمئنان نهائيا وبعيدة عن حد العرفان كل البعد . وحدها الاقصى هو التخمينات الظاهرية التي لا تنال بها الروح الانشراح والعرفان الحقيقي، ولا تتسنى لها الطهارة من الشوائب الداخلية" انتهى النقل.

ويقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 صفحة 199:"... هناك فرق هائل بين "يجب أن يكون" وبين مصداق:"موجود بالفعل "، ان مفهوم "يجب أن يكون" لا يوصل إلى اليقين الجازم الذي يوصل إليه "موجود فعلا "، بل يبقى فيه عرق من الشك . والذي يقول عن أمر ما بأنه "يجب أن يكون"  على وجه التقدير والقياس، إنما يتلخص قوله في أنه لا بد من وجوده حسب تقديره هو، غير أنه لا يعرف على وجه اليقين هل هو موجود فعلا أن لا" انتهى النقل

ويقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 صفحة 200:"أن ثبوت ضرورة الشيئ أمرٌ وثبوت وجود ذلك الشيئ فعلا أمر آخر ؛ فالذي يرى معرفة الله تعالى مقصورة على رؤية المخلوقات فقط، ليس في يده دليل للإقرار بأنّ الله تعالى موجود فعلا . بل علمه يقتصر على الإجتهاد فقط بأنه : " يجب أن يكون"، وذلك أيضًا في حال عدم جنوحه إلى الالحاد . لذا فان الذين تقيدوا – من الحكماء المتقدمين – بالادلة القياسية، وقعوا في اخطاء كثيرة ...." انتهى النقل.

ويقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 صفحة 203، فيما يتعلق بإثبات وجود الله وأن الله تعالى هو من أنزل الكتب السماوية وآخرها القرآن الكريم:"و يجدر بالانتباه أيضًا إلى أن كل من يتمسك بالقياس وحده ففيه عرق الحاد، ثم يظهر هذا العرق للعيان في الملحد بعد ينتفخ أكثر من ذي قبل، ولكنه يبقى خافيا عن الاخرين " انتهى النقل

ويقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 صفحة 209 في معرض بيان أن العقل بدون الإلهام من الله تعالى مهلك لصاحبه: " ... ومن المعلوم أنه ما دام علم المرء مشتَبهًا فيه وظنيا وأدنى وأحط من مرتبة اليقين، فلا يأمن العثار والخطأ، كما لا يسلم الاعمى من أن يضل الطريق "انتهى النقل

ويقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 صفحة 336:""لن تصل اليقين عن طريق القياس، لأن أساسه الشك والريب، ولا يمكن أن تصبح صاحب الأسرار وأن ذبت في التفكير والتدبر، لو زهقت مئتا روح من جسدك، لا يمكن أن يزول الشك والظن، إن علاج القلب هو كلام الله، ولا يمكن أن تسكر دون أن تشرب كأس الله، إن سبيله مسدود أمام الأغيار، وأبواب السماء كلها مغلقة في وجه الاخرين، لم يزُل جهل أحد في الليلة الليلاء ما لم يشعل مصباح من الغيب يجب إجتناب كل نوع من الكبر في هذا المجال، ولكنك تعتز بالعقل والقياس، أي غباء هذا، انك تفرح بهذا الطريق ولا تفكر في الله في وقت من الأوقات" انتهى النقل.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع