مقال (382) الأدلة التاريخية.
هل الأدلة التاريخية و التي هي عبارة عن قصص و حكايات يرويها الناس
بالمشافهة أو مكتوبة و لكن لا يقوم عليها أي دليل نقلي أو عقلي أو مادي , هل هي أدلة
معتبرة يصح الإستناد إليها في أمور العقيدة التي أصلا لا تثبت إلا بالأدلة القطعية؟
يجيبنا الميرزا :
في كتاب"سر الخلافة"/1894 م ص_40
يقول الميرزا:
"هذا هو الأصل الصحيح , و الحق الصريح , و لكن العامة لا يحققون في أمركأولي الابصار , بل يقبلون القصص بغض الأبصار , ثم يزيد أحد منهم شيئا على الأصل المنقول , و يتلقاه الآخر بالقبول , و يزيد عليه شيئا اخر من عند نفسه , ثم يسمعه ثالث بشدة حرصه فيؤمن به و يلحق به من حواشي أخرى , و هلم جرا , حتى تستتر
الحقيقة الأولى, و تظهر حقيقة جديدة تخالف الحق الاجلى , و كذلك هلك الناس من خيانات الراوين .و كم من حقيقة تسترت و واقعات اختفت و قصص بدلت و اخبار غيرت و حرفت و كم من مفتريات نسجت و أمور زيدت و نقصت , و لا تعلم نفس ما كانت واقعة اولا ثم ما صُرت و جُعلت "إنتهى النقل.
و الميرزا غلام في كتابه البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة الأولى و غيره من الكتب أنكر مثل هذه الحكايات و القصص كدليل معتبر , و لكنه كعادته حسب الأمثلة " لكل حادث حديث " و " لكل مقام مقال " نراه يستدل على أمر في منتهى الخطورة - من وجهة نظره - و هو موت سيدنا عيسى عليه السلام و دفنه في كشمير و الذي يثبت به بطلان عقيدة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء و أنه عقيدة شركية و سخيفة يستدل بالأدلة التاريخية من قصص أهل كشمير - كما يدعي أيضا بلا دليل حتى في هذه - على موت و دفن سيدنا عيسى عليه السلام هناك .
يقول الميرزا في كتاب كتاب "البراهين الأحمدية"/ من 1880
الى 1884 ج 1-4 ص_66 :
" و هنا يجب الإنتباه أيضا إلى أن قصدي من الدليل [ إبراهيم بدوي : يقصد الأدلة على صدق القرآن الكريم و الرسالة المحمدية ] هو الدليل العقلي الذي يقدمه العقلاء عادة لإثبات مبتغاهم و لا أقصد منه حكاية أو قصة" إنتهى النقل.
و في كتاب "البراهين الأحمدية"/ من 1880 الى 1884 ج 1-4 ص_67
يقول الميرزا عن الكتب التي لا تستطيع إثبات صدقها و صدق مبادئها :
" و الذي يتبع كتبا كهذه فهو كائن لا علاقة له مع العقل و الإجتهاد و النظر و الفكر , بل يعتمد على القصص و الحكايات المحضة و لا يصل إلى حقائق الأمور و كنهها , و يعطل قوة التدبر و التفكير تماما ...". إنتهى النقل.
بينما نجده في كتاب التحفة الجولوروية /1902 - كما في الصورة صفحة
76 - يعترف بأن أدلته كانت تاريخية و طبعا هذا واضح أيضا من كتابه
" المسيح الناصري في الهند " حيث أراد إثبات موت و دفن سيدنا عيسى عليه
السلام هناك بأدلة تاريخية محضة .
يقول في التحفة :
" ويتبين من الأدلة التاريخية التي عثرنا عليها أنه وصل إلى البنجاب عن طريق نصيبين مرورا ببشاور " انتهى النقل.
د.ابراهيم بدوي
26/6/2020
تعليقات
إرسال تعليق