مقال (455) هل الأحمديون يرون المسلمين كفّارا ؟ الجزء الأول
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/10/blog-post.html
الجماعة الأحمدية القاديانية جماعة
تكفيرية ,الجزء الأول :
أتباع الجماعة الأحمدية القاديانية
يؤمنون برجل يدَّعي النبوة من قرية قاديان في الهند و اسمه " غلام أحمد
القادياني" و لقبه " الميرزا " و هو لقب عائلته ، و قد مات في 26
مايو سنة 1908م , و الجماعة الأحمدية القاديانية جماعة تكفيرية بامتياز, و
سَأسْرُدُ في السطور التالية بعون الله تعالى الأدلة على التكفير من كتبهم
المنشورة في الموقع الرسمي لهم.
يتباكى الأحمديون القاديانيون
كثيرا جدًا أن علماء و فقهاء المسلمين و كافة المجامع المسلمة يكفِّرونهم ظلما و
عدوانا وبلا أي دليل معتبر، فإنهم يدَّعون
- أي
الأحمديون - أنهم يؤمنون بالله عز و جل و رسوله صلى الله عليه وسلم و
يقيمون كافة الشعائر الإسلامية فهم من أهل القبلة.
و لكن بالإطلاع على كتبهم المنشورة
في موقعهم الرسمي سواء كتب نبيّهم الميرزا غلام القادياني المؤسس الأول
للأحمدية أو كتب المؤسس الثاني بشيرالدين محمود - إبن الميرزا غلام وهو
الخليفة الأحمدي الثاني وهو من يلقبونه بالمصلح الموعود - فنجد نصوصا كثيرة لتكفير
الأحمديين للمسلمين, بل لكل من لا يؤمن بالميرزا غلام القادياني نبيّا و رسولا ، و
ليس هذا فقط بل بشير الدين محمود الخليفة الثاني يرى أنه من لم يبايع و ينضم
للجماعة الأحمدية القاديانية فهو كافر أيضا بعدم المبايعة حتى لو كان يصدِّق
الميرزا غلام في دعواه.
و سأسرد في هذا الجزء الأول بعض
أدلة التكفير كما وردت في كتب الميرزا غلام .
1- في كتاب " التذكرة "[1] الصفحة 662 ينقل أتباع الميرزا
قولَه في شهر آذار مارس 1906 م ( مرفق صورة ):
في آذار 1906
يقول الميرزا غلام القادياني :
" لقد كشف الله عليّ أن كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو
مؤاخَذ عند الله تعالى. (رسالة إلى الدكتور عبد الحكيم، المنشورة في "الذكر
الحكيم" للدكتور عبد الحكيم، عدد 4، ص 24، و"الفضل"، مجلد 22، ص
85، يوم 15/ 1/1935، ص 8) انتهى النقل.
و هذا النص هو أحد النصوص التي
يستند إليها الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود على تكفير غير المبايعين.
و طبعا في عقيدة الميرزا غلام فإن
الرؤيا و الكشوف هي من وحي ربه له .
2- و النص التالي من كتاب "حقيقة الوحي"[2] يصرِّح فيه الميرزا غلام
القادياني بكفر من لا يؤمن به نبيا و
رسولا , كفر مخرج من الملة.
في الصفحة 165 يقول الميرزا غلام
القادياني :
" والكفر نوعان،
الأول: أن ينكر أحدٌ الإسلام ولا يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كرسول من عند
الله.
والنوع الثاني من الكفر هو ألا يؤمن بالمسيح الموعود مثلا، وأن يكذِّب - رغم إتمام
الحجة [3]- الذي أكد الله ورسوله على
تصديقه، مع ورود التأكيد نفسه في كتب الأنبياء السابقين أيضا.
فإنه كافر بسبب إنكاره أمر الله وأمر الرسول.
ولو تأملنا جيدا لرأينا أن كلا النوعين من الكفر يدخل في نوع واحد في الحقيقة لأن
الذي لا يقبل أمر الله والرسول بعد المعرفة جيدا فإنه بحسب نصوص القرآن والحديث
الصريحة لا يؤمن بالله ولا بالرسول.
وأي شك في أن الذي تمت عليه الحجة عند الله بالكفر من النوع الأول أو
الثاني، جدير بالمؤاخذة يوم القيامة.
أما الذي لم تتم عليه الحجة عند الله وهو مكذِّب ومنكر فمع أن الشريعة (التي
تُطلَق أحكامها على الأعمال الظاهرية) قد سمّته كافرا، وندعوه نحن أيضا كافرا
اتِّباعا للشريعة، إلا أنه مع ذلك لن يكون معرَّضا للمؤاخذة عند الله حسب مضمون
الآية: " لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا
وُسْعَهَا"، ولكننا لسنا مخوّلين لنحكم
بنجاته وإنما أمره على الله ولا دخل لنا في ذلك.
وكما قلت آنفا إن الله تعالى وحده يعلم مَن الذي لم تتم عليه الحجة بعد عنده عز و
جل رغم وجود الأدلة العقلية[4]
والنقلية [5] والتعليم الجميل والآيات السماوية
[6]. " [7]
و نكمل كلام الميرزا حيث
يقول:
" لا يجوز لنا أن نجزمَ أن الحجة لم
تتم على شخص ما لأننا لا نعرف ما يكِنُّه باطنه.
ولما كانت إرادة كل نبيّ
دائما أن يتم حجته على الناس بتقديم الأدلة والآيات من كل نوع، وأيدهم الله تعالى
أيضا في ذلك دائما [8] , فالذي يقول إن الحجة لم تتم عليه فإنه بنفسه مسؤول عن إنكاره.
وإن مسؤولية إثبات هذا الأمر تقع على عاتقه هو، وعليه أن يجيب كيف لم تتم الحجة
عليه رغم وجود الأدلة العقلية والنقلية والتعليم الجميل والآيات السماوية ورغم
توافر الهداية من كل نوع.
إنه لمن قبيل النقاش العقيم والهراء البحتِ القولُ إن الذي لم تتم عليه الحجة
سيحظى بالنجاة في حالة الإنكار أيضا بعد
إطلاعه على الإسلام.
بل الحق أن كلاما مثله يمثِّل إساءة
إلى الله تعالى القادر والقدير
الذي أرسل رسوله.
إضافة إلى أن ذلك يستلزم الإخلاف في وعده تعالى إذ لم
يقدر على إتمام الحجة على المكذبين رغم وعده بذلك؛ فكذَّبوا رسوله ومع ذلك نالوا
النجاة. "[9] انتهى النقل
و الذي يؤكد على التطبيق العملي لموضوع
تكفير الأحمديين للمسلمين أن الأحمديين لا يُصَلُّون خلف المسلمين , ولا
يُزَوِّجُون بناتَهم للمسلمين ، ولا يصلون الجنازة على موتى المسلمين ولا
يشاركونهم ذبائحهم (مرفق صور من كتبهم إثباتا لم قلتُ ).
و الأغلبية الساحقة من الأحمديين
القادياينيين لا يعلمون بمثل هذه النصوص لأنهم لا يقرأون في كتب الميرزا غلام
القادياني و إنما يأخذون دينهم مما ينشره
كهنة هذه الطائفة ، و يخدعونهم بأن شعار الأحمدية " الحب للجميع و لا كره لأحد " ، وبالتالي فالأحمديون
السذج يشعرون بالغبن و الظلم أن المجامع الإسلامية حكمت بكفر هذه الطائفة الأحمدية
بينما الميرزا غلام نبيّهم و ابنه بشير الدين محمود هما من قررا وأعلنا كفر كل من
لا يؤمن بالميرزا نبيّا و رسولا.
انتهى الجزء الأول و بإذن الله تعالى في الجزء الثاني أسرد نصوص التكفير من كتب
بشير الدين محمود.
والله المستعان
د.إبراهيم بدوي
4/4/2021
[1] كتاب التذكرة هو من جمع اتباع الميرزا غلام
القادياني بعد موته , جيث جمعوا فيه ما
يدعيه الميرزا غلام القادياني من الهامات
و وحي و رؤى و كشوف .
[2] كتاب " حقيقة الوحي " تأليف الميرزا غلام القادياني سنة 1905 م ,
و المنشور في سنة 1907م .
[3] هنا الميرزا غلام القادياني يصرح بضرورة إتمام الحجة على منكر نبوته حتى
يستحق الوصف بالكفر , و هذا القول يعارضه
ابنه بشير الدين محمود الخليفة الأحمدي الثاني و الملقب بالمصلح الموعود و هو
يعتبر المؤسس الثاني للجماعة الأحمدية القاديانية , حيث - كما سنرى في الجزء
الثاني - أن بشير الدين محمود يصف بالكفر ليس فقط من لم يؤمن بالميرزا نبيا و
رسولا , بل حتى من يصدق الميرزا غلام القادياني في دعواه و لم يبايع , بل يرى كفر
من لم يعلم بوجود و بعثة الميرزا غلام القادياني نبيا و رسولا .
[4] يقصد الميرزا غلام القادياني بالأدلة العقلية
إحتياج العصر والزمن إلى بعثة نبيّ .
[5] يقصد الميرزا غلام القادياني
بالأدلة النقلية ؛ الأدلة في الكتب السابقة مثل القرآن و الحديث و كتب الأنبياء من
قبل ذلك على أنه هو بالفعل المسيح الموعود و أنه نبيّ و رسول.
[6] يقصد الميرزا غلام القادياني
بالآيات السماوية الآيات الخارقة للعادة و هي ما يطلق عليها المعجزات , و بالنسبة
لحاله يقصد الميرزا غلام القادياني
النبوءات الغيبية المستقبلية و أيضا وقوع الخسوفين في رمضان في زمن الميرزا
غلام القادياني .
[7] هنا يقرّ الميرزا بأن الأدلة
المطلوبة لإثبات نبوة الأنبياء لا بد من أن تكون على ثلاثة أصناف :
عقلية و نقلية و سماوية ، و يقصد بالسماوية
أي المعجزات الخارقة مثل تحقق النبوءات الغيبية ، و هذا ما نطالب به
أتباع الميرزا غلام لإثبات نبوته و ليس كما يدَّعون جهلا و حُمقا أنه لا حاجة لهم
للأدلة، و أنَّ المدعي للنبوة فإن كان كاذبا فعليه كذبه و أما هم فلا شيء
عليهم.
[8] هنا أيضا
يقرر الميرزا غلام أن إرادة النبيّ هي إتمام الحجة على الناس بالأدلة و الآيات من
كل نوع و ليس من بعض الأنواع ليثبت للناس أنه بحق من عند الله تعالى , و أن الله
تعالى يؤيده دائما في ذلك , و لكننا لا نجد من أتباعه إلا تقديم الأوهام و الظنيات
, أو يقررون عدم الإحتياج للأدلة من أي نوع و قد يكتفون برؤى منامية !!!.
[9] هنا الميرزا غلام القادياني
يقرر أن القول بالنجاة يوم القيامة لمنكر صدقه بالرغم من عدم إتمام الحجة عليه هو
هراء و أن مناقشة مَنْ يقول بذلك هي من قبيل النقاش العقيم , ثم يقرر أيضا أن من
يقول بهذا القول فهو يسيء إلى الله القادر القدير الذي أرسل رسوله, و أن هذا القول
أيضا يعتبر وصف لله تعالى بإخلاف الوعد لأنه – بحسب رأي الميرزا– قد وعد بإتمام
الحجة على المكذبين و لم يستطع ذلك , و هنا يجب إلزام الميرزا غلام القادياني و
الأحمديين بأن تكون حجتهم لإثبات نبوة الميرزا غلام القادياني تامة, و لا تكون الحجة
تامة إلا إذا كانت قطعية الثبوت و الدلالة , فإتمام الشيء إيصاله إلى كماله و
منتهاه و أعلى درجة له , كما يقول الله تعالى " الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " (3) سورة المائدة , فالنعمة التي تمت لا
يستطيع أحد الزيادة عليها , فالأدلة النقلية لا تُقبل إلا إذا كانت قطعية الثبوت و
الدلالة , و الأدلة السماوية أي الآيات الإعجازية كذلك لا بد أن تكون واضحة ظاهرة
خارقة دقيقة لا خفاء فيها, ولا إخلاف لميقات قرره الله فيها , و إلا فكيف تكون تامة
و بها نقص مثل عدم الوضوح !!!؟
فالميرزا بسبب عدم فهمه للنبوءات الغيبية التي يتوهم أنها من الله تعالى , و تحققت
على عكس ما فهمه و توقعه, قد خالف رأيه بحتمية أن تكون الحجج النبويّة تامة.
تعليقات
إرسال تعليق