الفقير إلى الله إبراهيم أحمد علي
بدوي، من جمهورية مصر العربية بمدينة الإسكندرية، وأعمل استشاري طب وجراحة المسالك
البولية، وعمري الآن 65 عامًا، وذكري لقصتي مع الأحمدية القاديانية موجه في الأساس
للأحمديين أتباع الميرزا مدعي النبوة، ولا أتباهى بما أرويه من رؤى ومبشرات على
أحد، ولكن حتى يعلم الأحمديون أنني لست ضالًا مضلًا كما يتصورون، ولا إمامي هو
إبليس.
وقبل
أن أتكلم على الرؤى المنامية التي رأيتُها، فيجب ألا يُفهم من كلامي أنني أعتبرُها
دليلًا يُستند إليه في أمر شرعي يخصني أو حتى يخص غيري، فالرؤى بالنسبة لغير
الأنبياء لا تخرج عن كونها إمّا مبشرات كما قال سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه
وسلم يراها الرجل الصالح أو ترى له، أو أنها رؤى من الشيطان ليفسد بها الشيطان حال
من رآها، أو أنها نتيجة ما يمر بنا من أحداث في أثناء حياتنا اليومية فنتأثر بها
وتنعكس في رؤانا، ولكن بالنسبة للأنبياء فإنّ الرؤى من الوحي من الله تعالى لهم،
ويتم تعامل الأنبياء معها بحسب ما تحتوي من أحداث أو أوامر للتنفيذ العاجل أو
الآجل، أو فيها نبوءات سوف تقع سواء كانت هذه الرؤى حقيقية لا تأويل فيها، أي ليس
فيها من الاستعارات شيء مثل رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يحاول أنّ يذبح
ابنه إسماعيل فهي رؤيا حقيقية وتحققت كما رآها تمامًا، أو أنّ الرؤيا تحتوي على
استعارات مثل أن يرى النبيّ بعض الناس في صورة بقر أو كواكب أو غير ذلك، فهي تخضع
للتأويل، ولا يعرف تأويلها إلا النبيّ نفسه سواء في وقتها أو لاحقًا.
كما
أنّه من الضروري أن يعرف الأحمديون أنّ الاعتماد على الرؤى في إيمانهم بالميرزا
نبيًّا لا يصح لأنّه بنفس الطريقة لا يؤمن آخرون بالميرزا نبيًّا بسبب الرؤى
المنامية، حيث قد ورد في كتب الميرزا أنّ البعض رآه شيطانًا فلم يؤمنوا به، فقال
الميرزا إنّ الرؤيا المنامية تكون بحسب الحالة النفسية للمستخير([1])،
وبالتالي هي طريقة لا ترقى حتى لأنْ تكون دليلًا ظنيًا على صدق مدعي النبوة، ويؤيد
كلامي هذا ما قاله الميرزا في كتابه (الديانة الآرية) 1895 صفحة 99 بالحاشية و106
فقد وضع الميرزا أصولًا للحوار والمناظرات بينه وبين النصارى والهندوس وغيرهم من
المعارضين له– كما سنرى في الباب الثالث في أصول الحوار الأصل الأول- وطالب
الميرزا المعارضين له بالالتزام بها، وأنه سيلتزم بها هو أيضًا، وكان من هذه
الأصول ألا يعترض أحد على مسألة عند الخصم وتوجد نفس المسألة في كتب المعترض،
وبالقياس على هذا الأصل فإنّ ما يعتبره أحد الخصوم دليلًا له، وهو نفسه دليل الخصم
المقابل فلا يعتد بهذا الدليل أو الاعتراض، كما أنّ الميرزا نفسه - كما سترون في
بقية هذا الجزء - قد رفض في سنواته الأخيرة مبدأ الاستخارة في أمره، وكان من قبل
يطلبها من الناس.
لقد كانت لي بداية حقيقية مع الأحمدية
وكان هناك قبلها إشارات تحضيرية من الله تعالى لي، فالبداية الحقيقية لعلاقتي
بالأحمدية القاديانية كانت في سنة 2010 تقريبًا، وكنت في بلدية أم الرزم بدولة
ليبيا الحبيبة.
والبداية التحضيرية كانت بعد الثانوية
العامة مباشرة، حيث التحقت بكلية طب الأزهر، ولأنني لم أكن أزهريًا أصلًا أي لم
أكن خريج الثانوية الأزهرية، فكان لا بد من أن ألتحق بسنة دراسية إضافية تسمى
(السنة التأهيلية) وذلك لدراسة بعض العلوم الشرعية الأساسية على يد علماء الأزهر
الشريف مثل: العقيدة والحديث والتفسير والقرآن والفقه والسيرة والنحو والصرف، وغير
ذلك من العلوم الشرعية واللغوية، وسيظهر فيما بعد كم كانت هذه العلوم مهمة جدًا
وأساسية لخوض غمار معركتي مع الأحمدية القاديانية.
وكانت هناك مكتبات في شارع الأزهر وعلى
الرصيف أيضًا، ولفت نظري كتيب عن الأقانيم النصرانية ولم أكن اُعرف عنها أي شيء من
قبل، اشتريت هذا الكتيب، وبدأت بدراسة النصرانية من خلال كتب علماء المسلمين وبعض
النصارى القساوسة، وكان من ضمن المسلمين المهندس أحمد عبد الوهاب، والأستاذ محمد
مجدي مرجان (كان شماسًا وأسلم)، وأيضًا الكتاب المرجعيّ الكبير في هذا الشأن وهو
كتاب (إظهار الحق) للشيخ رحمت الله الهندي.
انتقلت بعد ذلك إلى كلية طب
الإسكندرية، وكانت لي حوارات مع النصارى في المدينة الجامعية وكانوا يحضرون لي أحد
الشماسين للحوار معي.
وفي أثناء سنوات الكلية في سنة 1980
كنت مريدًا لأحد كبار الأولياء حضرة الشيخ الشريف محمد أحمد رضوان، وكنتُ ملتزمًا
بالتسبيح والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا جدًا فرأيت في ليلة أنّ
الكرة الأرضية تتفجر وألسِنة النار تخرج منها وكأنها قيامة الأرض، وكنتُ في مركبة
تشبه الصاروخ الكبير كأنه حافلة متوجة إلى السماء ومعي بعض الناس، وكنتُ أنظر من
خلال النافذة إلى الكرة الأرضية المتفجرة الملتهبة ويوجد في الأفق رقم ضخم في
السماء وهو الرقم 14، ثم وقفنا صفوفًا في قاعة كبيرة للتحضير لدخول الجنة، لم يكن
عندي شك وأنا واقف في الصف أني لست من أهل الجنة ولكن بعض الإجراءات فقط قبل دخول
الجنة، ولم أدخل الجنة في هذه الرؤيا.
وعندما استيقظت ظللتُ حائرًا؛ ما هي
دلالة الرقم 14؟ ولم أعرف وقتها، ولكن بعد سنوات عرفت - على سبيل التخمين - في سنة
2015 كما سأحكي لكم لاحقًا.
لم أنقطع عن القراءة في الكتب التي
تدافع عن الإسلام وبخاصة في مواجهة النصرانية، وفي سنة 1995 تقريبًا رأيت الرؤيا
الخاصة بخاتم النبوة ولم تكن لي أي علاقة بخاتمية النبوة، ولا أعرف شيئًا عن
الأحمدية القاديانية.
رأيتُ نفسي واقفًا مع بعض زملائي أطباء
المسالك البولية مع مدير المستشفى (مستشفى جمال عبد الناصر) التي أعمل بها وقتها
وكان هو نفسه رئيس قسم المسالك البولية، وهو الدكتور السيد المتولي،
فأعطاني خاتمًا، وقال لي خذ هذا (خاتم النبوة)، فسألتُه هل هذا فعلًا
خاتم النبوة؟ فقال لي نعم، ولكن سنأخذه منك مرة أخرى، قلت له "حاضر"،
وأخذتُ الخاتم ووضعته في إصبعي، واستيقظتُ ولا أعلمُ ما هي مناسبة هذه الرؤيا،
ولكن في سنة 2018 تذكرت هذه الرؤيا وفهمت منها أنّ المدير المسؤول عن تحديد المهام
وذلك من خلال دلالة الاسم "السيد" فهو الرئيس المسؤول، ودلالة بقية
الاسم "المتولي"، فهذا يدل على أنّ من وضعني في مواجهة الأحمدية
القاديانية هو الذي سيتولى أمري، وهو (السيد المتولي) للأمر أي الله سبحانه
وتعالى، وتأكدتُ في سنة 2018 أنني مأمور بمواجهة الأحمدية القاديانية في موضوع
خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وأنه تم التحضير لذلك من خلال دراسة مقارنة
الأديان فرع النصرانية، لأنها ستكون المدخل لدراسة الأحمدية القاديانية كما سيظهر
لاحقًا.
وقبل أن أذكر الرؤى الخاصة بالأحمدية
القاديانية أروي لكم أحد اختيارات الله تعالى لي - من خلال الاستجابة لصلاة
الاستخارة، وذلك للتحضير للكلام عن دعاء الاستخارة بخصوص استمرار العمل في نقد
الأحمدية القاديانية كما حدث في أواخر سنة 2014.
بعد تخرجي في كلية طب الإسكندرية سنة
1984 كان من الممكن أن يطلُب الطبيبُ العمل في الجيش ضابطًا وطبيبًا في نفس الوقت
فيستحق راتب مضاعف ومميزات كثيرة جدًا، فجاءني أحد الزملاء وأخبرني بهذه الفرصة
وأحضر لي الأوراق اللازمة للتقدم معه لهذه الوظيفة في الجيش، فطلبتُ منه إمهالي
ليلة لصلاة الاستخارة وكنت أعرف وقتها أنّ صلاة الاستخارة إمّا أن تكون مبشرة
فأتقدم للوظيفة، أو تكون منذرة فلا أتقدم للوظيفة هذه، وصليتُ صلاة الاستخارة
ركعتين ودعوت الدعاء المسنون، فإذا بي أرى نفسي في الرؤيا عارٍ تمامًا وواقفًا
أمام جمع كبير من الناس، واستيقظتُ وقلتُ مستغرباً: ما هذه الرؤيا العجيبة؟ هل هذا
معقول؟ بل هذا أضغاث أحلام، وفي الليلة التالية أعدتُ الصلاة والدعاء، فإذا بي في
الرؤيا مرة أخرى أقف أمام جمع آخر من الناس وأنا عار تمًاما أيضًا، يا ربي ما هذا؟
نفس الرؤيا تتكرر ولكن بشكل مختلف، ولم يحدث لي من قبل هذا أبدًا، وكررت الصلاة
والدعاء في الليلة الثالثة، وللعجب الشديد تكررت نفس الرؤيا مرة ثالثة واقفًا أمام
جمع كبير من الناس وأنا عار تمامًا، فأيقنتُ أنّ هذا رسالة تحذيرية من ربي لي،
فقررتُ عدم التقدم اًبدًا لهذه الوظيفة واعتبرت هذه الرؤى بمثابة إنذار لي.
وأما ما قلته في نفسي أنّ الله اختار
لي ما يناسب قدراتي، فقد عرفت قدراتي الشخصية بالتعامل مع الناس في الأعمال
الإدارية بعد سنوات طوال، فقد عرفتُ أنني لا أجيد القيادة التي تتطلب القدرة على
الإصرار على القرارات الصحيحة حتى مع إهمال مشاعر الناس، وهذه متطلبات القيادة في
الأمور العامة في كثير من الأحيان، فلو قبلت هذه الوظيفة لفشلت حتمًا، وسيكون فشلي
علنيًا بشكل واضح.
هل أذكر هذه الرؤى للتباهي؟
لا طبعًا، إنما أذكرها حتى يرى
الأحمديون القاديانيون الذين يرون أنّ الرؤى المبشرة أو المنذرة لهم وحدهم فقط،
وأنهم يسبحون في عالم الروحانيات وحدهم بسبب إيمانهم بالميرزا مدعي النبوة، فيرون
أنفسهم أنهم هم المسلمون المؤمنون حقًا وغيرهم غارقون في الضلال والكفر فلا صلة
لهم بالله.
قبل سنة (2010) كنت أعمل في بلدية (أم الرزم) الليبية وكنت حريصًا على
استمرار التعلم الديني وأعمال الحاسوب، ونقل ما عندي من علوم مهما كانت قليلة
للناس من حولي، فبدأت في المزيد من التعلم، وتعليم من حولي علوم الكمبيوتر مثل (windows) و(word) و(excel)
، والانترنت ومستويات متقدمة من اللغة الإنجليزية، وكان من أقوم بتعليمهم من بلاد
عديدة مثل ليبيا والعراق والسودان ومصر، وكان لي مع الأخ إدريس عبد الحميد القِري
والأستاذ علي خليفة دروس خاصة - يومان أسبوعيًا - نتدارس معًا التفسير ومصطلح
الحديث، لأهميتهما في أي دراسة دينية، وكان هذا من التحضير الرباني لي لخوض غمار
نقد الأحمدية القاديانية، وعندما عدتُ إلى مصر في إجازة سنوية، أعطاني قريب لي -
وكان يعرف دراستي للنصرانية - إسطوانة مدمجة بها اعتراضات وشبهات نصرانية كثيرة
للرد عليها، فبدأتُ مع الأخ (إدريس القِري) دراسة ما في الإسطوانة والرد عليها،
وكان الأخ إدريس مهتما جدًا باللغة العربية فأوكلتُ إليه الرد على الشبهات الخاصة
باللغة العربية، وقمنا فعلًا بعمل تسجيلات صوتية للتجهيز لنشرها، وذات يوم جاء
الأستاذ (علي خليفة) مدرس اللغة الإنجليزية يسألني عن قناة فضائية غريبة، حيث
الناس فيها عرب وهنود، يتكلمون في الدين، ولا يعرف هو هل هم شيعة أم ماذا؟
فتابعت هذه القناة الفضائية من خلال
أحد البرامج، فوجدتهم ومعهم الكثير من الإخوة والمشايخ العرب من خلال الاتصالات
الهاتفية يقهرون النصارى والقساوسة، فأعجبتُ بهذا البرنامج وبخاصة أنه متوافق في
نقاط كثيرة مع دراستي السابقة للنصرانية وقد تبيّن لي بعد ذلك أنّ هؤلاء المساعدين
المشايخ والإخوة - عن طريق الاتصال الهاتفي - لم يكونوا أحمديين، ولم يعرفوا عن
موضوع نبوة الميرزا شيئًا، وعندما عرفوا حقيقة القناة تركوا التواصل مع الأحمديين،
ولكن للأسف وقعتُ في أكبر خطأ في حياتي؛ فقد نصحتُ أحد الأصدقاء بمتابعة هذا
البرنامج وأنه سيجد ما يحتاجه من معلومات للرد على شبهات النصارى فيه، ولم أكن
أعلم أنه برنامج لجذب الناس السذج دينيًا ولغويًا المقهورين نفسيًا من النصارى، ثم
يبثون في القناة الأحمدية بعد ذلك التفسيرات العقلانية - كما يتوهمون - للقرآن
والسنة وكأنهم ينقذون المسلمين من مستنقع الجهل والخزعبلات، ثم بعد ذلك يقولون لهم
إنّ هذه الأفكار العقلانية من عند الميرزا مجدد القرن، ثم خطوة خطوة هذا المجدد هو
المسيح الموعود والمهدي المسعود لأنّ سيدنا عيسى عليه السلام توفاه الله أي مات،
ثم بعد ذلك الميرزانبيّ مجازي، ثم نبيّ حقيقي، وأنّ خاتم النبيّين معناها لغويًا
أفضل النبيّين وأكملهم فلا مانع من أن يأتي بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه
وسلم نبيّ أقل منه في الأفضلية والكمال، وبالتالي ممكن لأي أحد أن يكون نبيًا، فقد
فتحوا باب النبوة إلى يوم القيامة، فكان من هؤلاء الأنبياء وأهمهم هو الميرزا،
وفعلًا سقط قريبي في براثن الأحمدية القاديانية وكنت أنا السبب للأسف، وشعرتُ
بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي، لإنقاذ قريبي وأمثاله من الذين تم خداعهم
من خلال هذه القناة، فبدأتُ بالقراءة بشكل عشوائي في بعض كتب الميرزا المنشورة
وكانت قليلة جدًا وقتها، وأيضًا كتب المشايخ الذين واجهوا القاديانية مثل الشيخ
(إحسان إلهي ظهير) ، ومتابعة ما يكتبه الإخوة في النت بهذا الخصوص.
أعطيتُ قريبي نسخة من كتاب الشيخ
(إحسان إلهي ظهير) ولم أجد منه أي تأثر، وكنت أعتبر مثل هذا الكتاب مرجعًا مهمًا
لي، ولكن عندما كنت أناقش الأحمديين أنّ لهم كتاب غير القرآن منزل من عند الله
يسمى (الكتاب المبين)، وأنهم يحجون إلى قاديان بدلًا من مكة كما هو مذكور في كتب
المشايخ الشائعة، فيواجهني الأحمديون بأنّه يجب عليّ إثبات هذه الادّعاءات من
كتبهم، فإذا بي لا أجدُ أثرًا لهذه الادّعاءات وأصبتُ بخيبة من أغلب الكتب التي
تنتقد الأحمدية. وباستمرار القراءة في كتب الأحمديين والمقالات المنشورة في النت
وجدتُ رجلًا أوجع الأحمديين بشدة من خلال قراءاته في كتبهم واستعانته بإخوة نشطاء
من باكستان وغيرها وهو الأخ المهندس (فؤاد العطار)، فتواصلتُ معه عن طريق البريد
الالكتروني للمساعدة والإجابة على بعض التساؤلات وأعطاني لاحقًا رابط موقع مخصص
لمقالاته، فبدأتُ بدراسة تفصيلية لكل ما في الموقع من أعمال المهندس (فؤاد
العطار)، ولكن لمّا وجدت قريبي رأسه كأنها الصخر تراخيتُ وكانت قراءاتي بعد ذلك
قليلة من غير تسجيل للنقاط المهمة.
حتى جاءت سنة الحسم سنة 2014، ففي
أواخر هذه السنة جاءني قريبي بسؤال عن مسألة ليست لها أي علاقة بالأحمدية،
فانزعجتُ جدًا؛ هل استقر الأمر عنده في الإيمان بنبوة الميرزا لدرجة أنه يسأل عن
تفسيرات لآيات أخرى في القرآن وليست متعلقة بالأحمدية؟ فكان قراري أنه لا بد من
معاودة القراءة الكثيفة لمقاومة الأحمدية القاديانية.
وبدأت بالقراءة الكثيفة التفصيلية
الممنهجة واستخراج وجمع ما في كتب الميرزا من نقاط وموضوعات ومقارنتها بما جاء في
كتبه الأخرى وترتيب كل ذلك في ملف واحد جامع لكل هذا وأسميته "ملف
النجفة" بسبب رؤيا في ذلك، سأرويها لاحقًا بإذن الله تعالى، واعتكفتُ ولم
يصبح لي إلا عملي كطبيب صباحًا وبقية اليوم للدراسة والكتابة ونشر المقالات، فلقد
اعتبرتُ أواخر سنة (2014م) كما في الرؤيا الأولى هي نشأة جديدة لي قد تساعدني على
دخول الجنة، فهي بداية لمولد جديد لإنسان قد تحدد هدفه من حياته وهو مقاومة
الأحمدية القاديانية إلى آخر نفس لي بإذن الله تعالى في هذه الدنيا سواء تاب قريبي
أو لم يتب، فشعرت وكأنّ الله قد دفعني إلى هذا الموضع دفعًا، ولأنني لست متخصصًا
في العلوم الشرعية، وحتى لا أتسبب في إضلال آخرين بنشر نتائج دراساتي توجهت إلى
الله بدعاء الاستخارة، فإذا بشرني الله تعالى فسوف أكمل الطريق، أو ينذرني فأتوقف
عن النشر العام، فإذا بالبشارات تنهال علي ومن ضمنها أني تشرفت بالرؤيا الثانية
والثالثة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مبشرًا إياي برحمات ثلاث أنزلها الله
تعالى علي، وللعلم فقد كانت الرؤيا الأولى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد
عودتي من أداء فريضة الحج في سنة(2004م).
فتوجهت إلى ربي بالدعاء المتكرر أن
يرسل الله تعالى لي مبشرات أني على الطريق الصحيح ولم يكن في ذهني إطلاقا رؤيا
إعطائي خاتم النبوة في سنة (1995)، وكانت هذه الرؤى بالترتيب التالي:
الرؤيا الأولى: في المرة الأولى رأيت في
المنام زميلًا لي في العمل نصراني، وقد أسلم، وأني كنت مشاركًا له في إسلامه (في
الرؤيا)، لأني كنت أتناقش معه كثيرًا في الحقيقة في الإسلام والنصرانية، فشعرت أنّ
هذه الرؤيا مبشرة لي وهذه كانت الرؤيا الأولى، ولاحظوا دلالات الاسم والدين، اسم
زميلي هو رأفت نصيف وهو نصراني، وهذا يشير إلى النصر فيما أقوم به بإذن الله
تعالى، كما يشير إلى الرأفة والإنصاف وهما مطلوبان في التعامل مع الأحمديين.
الرؤيا الثانية: بعد الرؤيا الأولى بفترة
سألت ربي مرة أخرى أن يشير علي، هل أستمر في أبحاثي والتمهيد للنشر أم لا، فإذا بي
أرى في المنام امرأة تصرخ في الشارع وتبكي ولما سألت ما بها، قالوا لي لقد أسلم
ابنها النصراني، فاستيقظت وتعجبت، هي رؤيا مبشرة ولكن كيف يتكرر نفس الموضوع، وهو
الدخول في الإسلام من النصارى، هي بالتأكيد رؤيا مبشرة واستمررت في الأبحاث
والدراسة لكتب الميرزا، ولاحظوا مرة أخرى تكرار النصارى في الرؤيا، وهذا يشير إلى
ما سوف ألقاه من نصر في أبحاثي هذه بإذن الله تعالى.
الرؤيا الثالثة: وكنت في ضيق من أمري ومن
كثرة المجهود الذي أبذله، وهل يكون له مردود نافع للناس أم لا؟ فرأيت نفسي في
المنام وقد احتضنني سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ولكن لم أرى وجهه الكريم
لكون مستواه في الرؤيا أعلى من مستواي فكان مستوى رأسي عند صدره الكريم صلى الله
عليه وسلم، ولكنني كنت واثقًا أنّ الذي يحتضنني هو سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله
عليه وسلم، فاستيقظت واستبشرت.
الرؤيا الرابعة: بعد حوالي شهر أو أكثر،
ذهبت ألح على الله تعالى أن يبين لي حالي، فأنا قلق فقد تفرغت لهذا العمل وأسأل
الله تعالى التأييد، فإذا بي للمرة الثالثة أرى نصرانيًا يقف على خشبة مسرح ويعلن
إسلامه أمام المحطات الفضائية واستيقظت مبهورًا، يا ربي هذه أيضًا بشارة لي بأني
على خير وأنّ عملي هذا سيؤدي إلى دخول البعض الإسلام، اللهم حققه.
الرؤيا الخامسة: وكانت في نفس الليلة
السابقة وقد رأيت أني أشرح دروسًا للغة عربية لفتاة صغيرة وهي جارتنا النصرانية
(لم أفعل هذا في الحقيقة، هذا في الرؤيا فقط)، وكنت استشهد على ما أقول في اللغة
العربية بالآيات القرآنية، فتعجبت الفتاة النصرانية وأعجِبت الفتاة بالقرآن وبالإسلام
واستيقظت مبهورًا، ما هذا؟ هل أشك بعد كل هذا أنني على الطريق الصحيح؟ وأنّ ما
أفعله يفيد ديني وإسلامي، وأنّ النصر سيكون حليفي؟
الرؤيا السادسة: وأيضاً كانت في نفس
الليلة السابقة، رأيت الحبيب سَيِّدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم في كهف صغير
ودخلت بجانبه وكان مستلقيًا، فقال لي ماذا تريد؟ قلت له أريد الاستماع إلى تسبيحك،
فاعتدل بعض الشيء ليُسمعني تسبيحه، ولكنني أكملت كلامي وقلت ومن أجل أن تنزل علي
رحمة من الله تعالى (أقصد أثناء التسبيح)، فأجابني بما لم أكن أتصوره ولم أكن أحلم
به، قال لي سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم: لقد أنزل الله تعالى عليك ثلاث
رحمات، واستيقظت ويالها من رؤيا، يالها من رؤيا، يالها من رؤيا، فهل بعد كل هذا
أكون ضالًا يا أتباع الميرزا؟
حينما قصصت الرؤيا على أولادي وكنت
أوَّلتها أنّ الرحمات الثلاث هن أولادي، فكان لابني أحمد تأويل آخر وهو أنّ
الرحمات الثلاث هن ما يبقى للإنسان بعد موته؛ الولد الصالح يدعو له، والصدقة
الجارية، وعلم ينتفع به، ورأيت أنّ تأويله صحيحًا والحمد لله، وكنت رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم قبل ذلك في سنة 2004 بعد عودتي مباشرة من أداء فريضة الحج مع
زوجتي الفاضلة.
الرؤيا السابعة: بعد الرؤيا السادسة بشهر
تقريبا رأيت نفسي وإذا بضبع وحشي سمين شكله قذر يريد إيذائي وكنت أدافع عن نفسي
بقدمي وليس في يدي شيء أدافع به عن نفسي، والضبع لمّا رأى أني لا أملك شيئا أدفعه
به حاول معاودة الهجوم بشكل أعنف، وإذا بيدي بها عصًا من ورق مقوى أدفعه بها
ويتراجع وأضربه بها ويتراجع ومن كثرة ضربي له اقتطعت جزءا منه، ودخل وكره هاربًا
مني، وإذا بقطة تخرج من وكره مندفعة هاربة وكأنها كانت محبوسة في الوكر، واستيقظت
واستبشرت بهذه الرؤيا، فسوف إن شاء الله تعالى أقتطع جزءًا لا بأس به من
القاديانيين ويعودون إلى الإسلام بإذن الله سبحانه وتعالى سواء في حياتي أو بعد
موتي .
في أواخر سنة 2014 أو في أوائل سنة
2015 تواصل معي فضيلة الشيخ أمجد سقلاوي، وطلب مني أن أراجع له كتابًا ألفه في نقد
الأحمدية القاديانية، وكنت أعرف أنه يريد من ذلك حتى أطلع على ما علمه الله له
وكتب بعضه فجزاه الله خيرا، فلقد استفدت منه كثيرا، ونصحني بالاطلاع على أهم كتاب
معاصر في نقد الأحمدية القاديانية وهو كتاب (الأصول الذهبية في نقد الأحمدية
القاديانية) تأليف فضيلة الشيخ العلامة الباكستاني منظور أحمد شنيوتي وقد كان
والحمد لله.
بعد ذلك بدأت مع الإخوة في خطة تجميع العاملين في نقد الأحمدية في مجموعة واحدة نتعاون فيما اتفقنا عليه وهو نقد الأحمدية القاديانية، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه من ميول سياسية ومذهبية وفرق مختلفة، وكونا معًا مجموعة (المرابطون)، ثم أنشأت مدونتي الشخصية بمعرفة ابني محمد، وقد أفادتني كثيرًا جدًا، وكان من ضمن النفع أنّ المدونات تظهر كثافة البلاد التي يطلع أهلها على المقالات في المدونة، فظهر لي جليًا النقص الشديد في الزيارات من الدول الأفريقية والأسيوية، فبدأت بتكوين مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي لمن يعرفون العربية من الإخوة الأفارقة الراغبين في دراسة نقد القاديانية وتكوين كوادر منهم، وفعلا والحمد لله أصبح لدينا كوادر أفريقية وأسيوية ممتازة تستطيع بعون الله تعالى مواجهة الأحمديين في أي مكان وعلى أي مستوى منهم.
وأكتفي بهذا
القدر من قصتي مع الأحمدية والرؤى المتعلقة بحالي مع الأحمدية القاديانية.
[1] كتاب
(ضرورة الإمام) 1899م تأليف الميرزا غلام صفحة 20 يقول الميرزا غلام: "فليتضح
في هذا المقام أنّ الإلهام الشيطاني أيضا حقيقة، ويتلقاه بعض السالكين
الناقصين، وكذا هناك حديث النفس؛ الذي يسمّى بأضغاث الأحلام، ومن أنكره فإنه
يخالف القرآن الكريم، فإنّ وحي الشيطان ثابت بالنص القرآني؛ ومفاده أنّ هناك
احتمال نزول وحي الشيطان على الإنسان ما لم تكتمل تزكية نفسه، ويمكن أن يندرج
ذلك تحت منطوق آية: {عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيم} (1)، ولكن الأطهار يُنبّهون
فورَ حدوث الوسوسة الشيطانية"
ويقول أيضا في صفحة 26 في نفس الكتاب: "يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني - رضي الله عنه -: ذات مرة نزل عليّ وحي شيطاني، فقال لي الشيطان: يا عبد القادر، قُبِلتْ جميع عباداتك وقد حلّلتُ لك ما حرّمتُ على غيرك، وأعفيتُك من الصلاة أيضًا، فافعلْ ما تشاء. فقلت له: اخسأ أيها الشيطان! كيف يحلّ لي ما لم يكن حلالًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فغاب الشيطان من أمام أنظاري مع عرشه الذهبي، فلو نزل الوحي الشيطاني على العارف بالله والولي الفريد- مثل الشيخ عبد القادر- فكيف يمكن إذًا أن ينجو منه عامة الناس الذين لم تكتمل بعد مسيرة سلوكهم؟ وأنّى لمثل هؤلاء الناس تلك العيون النورانية حتى يتعرفوا على الوحي الشيطاني كما تعرّف عليه الشيخ عبد القادر والسيد المسيح - عليه السلام -؟ يجدر بالذكر هنا أنّ الكهنة - الذين كانوا موجودين بكثرة في الجزيرة العربية قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يتلقون الوحي الشيطاني بكثرة، فكانوا في بعض الأحيان يتنبأون بناء على مثل هذه الإلهامات، والعجيب في الأمر أنّ بعض نبوءاتهم كانت تتحقق أيضًا، وكتبُ التاريخ الإسلامي مليئة بمثل هذه القصص. فمن أنكر الوحي الشيطاني فقد أنكر تعاليم الأنبياء برمتها، وأنكر سلسلة النبوة كلها"
تعليقات
إرسال تعليق