مقال (543) هل واقعة سيدنا عمر بن الخطاب حينما قال "يا سارية الجبل" يصح أن تعتبر من الكشوف؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/11/543.html
خلاصة الأحاديث التي وردت فيها قصة سارية والجبل:
1. علم الغيب وطرقه
من مسائل العقيدة، والعقيدة الإسلامية لا تؤخذ إلا من الأدلة القطعية، أي آيات القرآن
الكريم قطعية الدلالة، أو أحاديث سيدنا مُحَمّد صلى الله عليه وسلم المتصلة
الصحيحة المرفوعة قطعية الدلالة، وسنجد في الأحاديث التي جاء فيها قصة سيدنا عمر
بن الخطاب وسارية والجبل أنها لم تكن من أحاديث سيدنا مُحَمّد صلى الله عليه وسلم بالكلية،
كما لم أجد لهذه القصة أي ذكر في الكتب المُسَلّم والمُعْتَرف والمَوْثُوق بها عند
الميرزا غلام وأتباعه.
2. سنجد في بعض
الأحاديث أنّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يرَ سارية أو الجبل وقت الصلاة
والخطبة، وإنّما كانت مشاهدة سارية والجبل رؤيا منامية لسيدنا عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، بل يثبت من الأحاديث أنه قال "وقع في خَلَدي أنَّ
المشركين هزموا إخوانَنا فركبوا أكتافَهم وأنهم يمرُّون بجبل فإن عدلوا إليه
قاتلوا من وجدوا وقد ظفَروا وإن جازوا هلَكوا فخرج منِّي ما تزعُمُ أنك سمعتَه"، وهذا ينافي خصائص الكشوف التي نص
عليها الميرزا غلام، فلم يرى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيئًا، ولم يوجه
نداءً مباشرًا لسارية، وإنما كما رأينا وقع في خلده، وخرج منه ما سمعه الناس، بل
قال رضي الله عنه لتأكيد ذلك " إنَّ للهِ جنودًا، ولعلَّ بعضَها أنْ
يُبَلِّغَهم".
3. كما سنجد اختلافًا
كبيرًا بين الأحاديث فيما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمرة "يا
سارية الجبل"، ومرة "يا ساريةُ بنَ حصنٍ الجبلَ الجبلَ من استرعَى
الذئبَ ظلَم".
4. وأخيرا كما يقول
الميرزا غلام بخصوص
تعارض النصوص في مسألة محددة "إذا تعارضا تساقطا"([1])،
فلا بد من اعتبار كل ما جاء من نصوص في مسألة الكشف كما في واقعة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسارية
والجبل لا قيمة علمية لها، وبالتالي لا يصح أن ينبني عليه فكر صحيح أو عقيدة
اسلامية.
وهذه هي الأحاديث، وقد وضعتها في الحاشية([2])
د.ابراهيم بدوي
4/11/2024
.
[1] في كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 225 يقول الميرزا غلام:" على
أية حال ما دام هذا قد ورد عن الدجال في بعض الأحاديث فكيف يمكن الثقة بالأحاديث
الأخرى التي تتعارض معها؟ أما لو حكم العلماء بأنها موضوعة، وشطبوها من صحيحي
البخاري ومسلم وغيرهما من الصحاح، لكان لادعائهم شيء من الأهمية، وإلا فلا بد أن
يُعتبر كلا النوعين من الأحاديث ساقطا عن مرتبة الثقة عملا بالمبدأ: إذا تعارضا تساقطا.".
[2] الأحاديث:
1-
عن عمرَ أنه قالَ في خطبتِه يومَ
الجمعةِ : يا
ساريةَ الجبلَ الجبلَ. فالتفتَ الناسُ بعضُهم لبعضٍ فلم يفهموا مرادَه، فلما
قضى الصلاةَ، قال له عليٌّ : ما هذا الذي قلتَه ؟ قال : وسمعتُه ؟ قال : نعم
وكلُّ أهلِ المسجدِ، قالَ : وقعَ في خلدي أن المشركين هزموا
إخوانَنا وركبوا أكتافَهم وهم يمرون بجبلٍ فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا وظفروا
وإن جازوا هلكوا فخرجَ مني هذا الكلامُ. فجاءَ البشيرُ بعد شهرٍ
فذكرَ أنهم سمعوا في ذلك اليومِ وتلك الساعةِ حين جاوزوا الجبلَ صوتًا يشبهُ صوتَ
عمرَ، قالَ : فعدلْنا إليه ففتحَ اللهُ".
المحدث:ابن الملقن: المصدر:الإعلام بفوائد عمدة الأحكام،
الصفحة أو الرقم،1/144،
خلاصة حكم المحدث:إسناده كل رواته ثقات.
2-
أَنَّ عُمرَ بينَما هُوَ يَخطُبُ يومَ
الجُمُعَةِ إذ قال يا سارِيَةَ بنَ زُنَيمٍ الجبَلَ الجبَلَ
فلجَأَ المسلِمونَ إلى جَبَلٍ هناكَ فلمْ يقدِرْ العدُوُّ عليهِمْ إلا من جهَةٍ
واحدَةٍ فأَظفَرَهُمُ اللَّهُ بِهمْ وفَتَحوا البَلَدَ وغَنِموا شيئًا كثيرًا
فكان مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ سَفَطٌ مِنْ جَوهَرٍ فاستوهَبَهُ سارِيَةُ منَ
المسلِمينَ لِعُمرَ فلَمَّا وصل إليهِ مع الأَخْماسِ قَدِمَ الرَّسولُ بالخُمُسِ
فوجَدَ عُمرَ قائِمًا في يَدِهِ عَصًا وَهُوَ يُطعِمُ المسلمينَ سِماطَهُمْ فلمَّا
رآهُ عُمَرُ قال لَه اجلِسْ ولم يَعرِفْهُ فجلَسَ الرَّجُلُ فأَكَل معَ النَّاسِ
فلمَّا فَرَغوا انطَلَقَ عُمرُ إلى مَنزِلِهِ واتَّبَعهُ
الرَّجُلُ فاستأْذَنَ فأَذِنَ له وإذا هُوَ
قد وُضِعَ لهُ خُبزٌ وزَيتٌ ومِلْحٌ فقال ادنُ فَكُلْ قال فَجَلسْتُ فجعَلَ يقولُ
لامرَأَتِه أَلا تَخرُجِينَ يا هَذِهِ فتأْكُلينَ فقالتْ إِنِّي أَسمَعُ حِسَّ
رَجُلٍ عندَكَ فقالَ أَجَلْ فَقالتْ لوْ أَرَدتَّ أنْ أَبرُزَ للرِّجالِ اشتَريتَ
لِي غَيرَ هذِه الكِسْوَةِ فقال أَوَما تَرضَيْنَ أن يُقالَ أمُّ كلثومٍ بنتُ
عَلِيٍّ وامْرَأةُ عُمرَ فقالَتْ ما أَقَلَّ غَنَاءَ ذَلِكَ عَنِّي ثمَّ قال
للرَّجُلِ ادنُ فَكُلْ فلوْ كانَتْ راضِيَةً لكان أَطْيَبَ مِمَّا تَرى فَأكَلا
فلمَّا فَرَغا قال أنا رَسولُ سارِيَةَ بنِ زُنَيمٍ يا أميرَ المؤمِنينَ فقال مَرْحَبًا
وأهْلا ثمَّ أدناه حتى مَسَّتْ رُكبَتُهُ
رُكْبَتَهُ ثمَّ سألهُ عنِ المسلمِينَ ثمَّ سألهُ عن سَارِيَةَ بنِ زُنَيمٍ
فأخبَرهُ ثمَّ ذكر له شَأنَ السَّفَطِ مِنَ الجوْهَرِ فأبى أنْ يَقْبَلَهُ وأمر
بِرَدِّهِ إلى الجنْدِ وقد سأل أهلُ المدينَةِ رَسولَ سارِيَةَ عنِ الفتْحِ
فأخبَرَهُمْ فَسألوهُ هل سَمِعوا صَوتًا يومَ الوَقْعَةِ قال نَعَمْ سمِعنا
قائِلًا يقولُ يا
سارِيَةَ الجبَلَ وقد كِدْنَا نَهْلِكُ فلَجَأْنا إِليهِ فَفتَح اللَّهُ
علَينا.
الراوي:شيوخ سيف، المحدث:ابن كثير، المصدر:البداية
والنهاية، الصفحة أو الرقم 7/134
، خلاصة حكم المحدث
له طرق يشد بعضها بعضا.
3-
أنَّ عُمرَ وجَّهَ جيشًا ورَأَّسَ عليهِمْ
رَجلًا يقالُ لهُ سارِيةُ قال فبينما عُمَرُ يخطُبُ فجعَلَ ينادي يا سارِيَ
الجبلَ يا سارِيَ الجبلَ ثلاثًا ثمَّ قَدِمَ رسولُ الجيشِ فسأَلهُ عُمرُ
فقال يا أميرَ المؤمنينَ هُزِمنا فبينما نحنُ كذلِكَ إذ سَمِعنا مُنادِيًا
يا
سارِيةَ الجبَلَ ثلاثًا فأسندنَا ظُهورَنا بالجبَلِ فهزَمَهُمُ اللَّهُ قال فقيل
لِعُمَرَ إنَّكَ كُنتَ تَصيحُ بِذلِكَ
الراوي:عبدالله بن عمر، المحدث:ابن كثير، المصدر:البداية
والنهاية
، الصفحة أو
الرقم7/135 ،
خلاصة حكم المحدث:إسناده جيد حسن.
التخريج:أخرجه أبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (526)،
والبيهقي في ((الاعتقاد)) (ص314)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (20/24)
باختلاف يسير.
4- أنَّ ساريةَ بنَ زُنَيْمٍ قصدَ فَسَا ودَارَابْجِرْدَ،
فاجتمَعَ له جُموعٌ مِنَ الفُرسِ والأَكْرادِ عظيمةٌ، ودهَمَ المسلمينَ منهم أمرٌ
عظيمٌ وجمعٌ كثيرٌ، فرأى عُمَرُ في تلك اللَّيلةِ فيما يرى النَّائِمُ
معركتَهم وعَدَدَهم في وقتٍ مِنَ النَّهارِ، وأنَّهم في صحراءَ، وهناك جبلٌ إنْ أَسنَدوا
إليه لم يُؤتَوْا إلَّا من وجهٍ واحدٍ، فنادى مِنَ الغَدِ:
الصَّلاةُ جامِعةٌ، حتَّى إذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رأى أنَّهم اجتَمَعوا فيها،
خرجَ إلى النَّاسِ وصعِدَ المِنبرَ، فخطَبَ النَّاسَ وأخبَرَهم بصِفةِ ما رأى،
ثمَّ قال: يا
ساريةُ، الجبلَ الجبلَ، ثمَّ أقبَلَ عليهم، وقال: إنَّ للهِ
جنودًا، ولعلَّ بعضَها أنْ يُبَلِّغَهم، قال: ففَعَلوا ما قال عُمَرُ، فنصَرَهمُ
اللهُ على عَدوِّهم وفتَحوا البلدَ.
الراوي:شيوخ سيف، المحدث:ابن كثير، المصدر:البداية
والنهاية
، الصفحة أو
الرقم7/134 ،
خلاصة حكم المحدث له طرق يشد بعضها بعض.
5-
عن ابنِ عمرَ قال وجَّهَ عمرُ جيشًا ورأَّسَ عليهم رجلًا يُدعى ساريةَ فبينا
عمرُ يخطبُ جعل يُنادي يا
ساريةُ الجبلَ ثلاثًا ثم قدم رسولُ الجيشِ فسألَه عمرُ فقال يا أميرَ
المؤمنين هُزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتًا يُنادي يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا فأسندنا ظهْرَنا إلى الجبلِ فهزمَهُمُ اللهُ تعالَى
قال قيل لعمرَ إنك كنتَ تصيحُ بذلك
الراوي:عبدالله بن عمر، المحدث:ابن حجر العسقلاني،
المصدر:الإصابة في تمييز الصحابة، الصفحة أو الرقم2/3 ، خلاصة حكم المحدث:إسناده حسن.
التخريج:أخرجه الآجري في ((الشريعة)) (1363)، واللالكائي
في ((شرح أصول الاعتقاد)) (2537)، والبيهقي في ((الاعتقاد)) (ص: 314) باختلاف
يسير.
6- وجَّهَ عُمَرُ جَيشًا, وولَّى عليهِمْ رجُلًا
يُدعَى سارِيةَ و فَبَينا عُمرُ يَخطُبُ جَعلَ يُنادي يا سارِيَةُ الجبَلَ ثلاثًا ثُمَّ قدِمَ رسولُ الجيشِ فسألَهُ عُمرُ, فقال يا أميرَ
المؤمنينَ هُزِمنا فبينا نَحنُ كذلِكَ إذ سمِعنا صوتًا ينادي يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا, فأسنَدنا ظَهرَنا إلى الجبَلِ فهزَمَهُم اللَّهُ, قال
فقيلَ لعُمَرَ إنَّكَ كنتَ تَصيحُ هكَذا
الراوي:عبدالله بن عمر، المحدث:العجلوني، المصدر:كشف
الخفاء، الصفحة أو الرقم 2/515 ، خلاصة حكم المحدث:إسناده حسن.
التخريج:أخرجه أبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (526)،
والبيهقي في ((الاعتقاد)) (ص314)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (20/24) باختلاف
يسير.
7-
أنَّ عمرَ وجَّهَ جيشًا ورأَّسَ عليهم رجلًا
يقال له : ( ساريةُ )، قال : فبينما عمرُ يخطبُ، فجعل يُنادي : يا ساريةُ الجبلَ، يا ساريةُ الجبلَ ( ثلاثًا )، ثم قدم رسولُ الجيشِ فسألَه عمرُ ؟ فقال : يا أميرَ
المؤمنين ! هُزِمْنَا، فبينما نحنُ كذلك إذ سمعنا مناديًا : يا ساريةُ الجبلَ ( ثلاثًا )، فأسنَدْنا ظُهورنا بالجبلِ، فهزمَهُمُ اللهُ.
قال : فقيل لعمرَ : إنك كنتَ تصيحُ بذلكَ
الراوي:عبدالله بن عمر، المحدث:الألباني، المصدر:الآيات
البينات، الصفحة أو الرقم
93 ،
خلاصة حكم المحدث:إسناده جيد حسن.
التخريج:أخرجه أبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (526)،
والبيهقي في ((الاعتقاد)) (ص314)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (20/24) باختلاف
يسير
8-
يا ساريةُ
الجبلُ، يا ساريةُ
الجبلُ
الراوي:عمر بن الخطاب، المحدث:الألباني، المصدر:السلسلة
الصحيحة، الصفحة أو الرقم 1110 ،
خلاصة حكم المحدث:إسناده جيد حسن.
9-
فجعل يُنادي يا ساريةُ الجبلَ يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا ثم قدِم رسولُ الجيشِ فسأله عمرُ فقال : يا أميرَ
المؤمنين هُزِمْنا فبينما نحن كذلك إذ سمعْنا مناديًا يا ساريةُ الجبلَ ثلاثًا فأسندْنا ظهورَنا بالجبلِ فهزمَهم اللهُ قال : فقيل
لعمرَ : إنك كنت تصيحُ بذلك
المحدث:الألباني، المصدر:السلسلة الصحيحة، الصفحة أو
الرقم 3/101
، خلاصة حكم المحدث:إسناده جيد حسن.
10-
عنِ ابنِ عمرَ عن أبيه أنه كان يخطبُ
يومَ الجمُعةِ على مِنبرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فعرض له في
خُطبتِه أنه قال : يا ساريةُ بنَ حصنٍ الجبلَ الجبلَ من استرعَى الذئبَ ظلَم
فتلفَّت الناسُ بعضُهم إلى بعضٍ فقال عليٌّ : صدق واللهِ لَيخرُجنَّ مما قال :
فلما فرغ من صلاتِه قال له عليٌّ : ما شيءٌ سنح لك في خطبتِك ؟ قال : وما هو ؟
قال : قولُكَ يا
ساريةُ الجبلَ
الجبلَ من استرعى الذئبَ ظلَم قال : وهل
كان ذلك منِّي قال : نعم وجميعُ أهلِ المسجدِ قد سمعوه قال : إنه وقع
في خَلَدي أنَّ المشركين هزموا إخوانَنا فركبوا أكتافَهم وأنهم يمرُّون
بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا وقد ظفَروا وإن جازوا هلَكوا فخرج منِّي ما
تزعُمُ أنك سمعتَه قال : فجاء البشيرُ بالفتحِ بعد شهرٍ فذكر أنه سمع في
ذلك اليوم في تلك الساعةِ حين جاوزوا الجبلَ صوتًا يشبِه صوتَ عمرَ يقول : يا
ساريةُ بنَ حصنٍ الجبلَ الجبلَ قال : فعدَلْنا إليه ففتح اللهُ علينا.
الراوي:عبدالله بن عمر، المحدث:الألباني، المصدر:السلسلة
الصحيحة، الصفحة أو الرقم3/102 ، خلاصة حكم
المحدث:سنده واه جدا
.
تعليقات
إرسال تعليق