القائمة الرئيسية

الصفحات

كتيب "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" واثبات بطلان فهم الميرزا غلام للحديث.






كتيب "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ"

واثبات بطلان فهم الميرزا غلام للحديث الصحيح :"كَيْفَ أَنْتُمْ إذا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" كما في البخاري.

هذا الكتيب هو فصل من فصول كتابي (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية) الجزء الاول

رابط تحميل الكتيب من موقع ميديا فاير:

https://www.mediafire.com/file/fqxiihyi16n6o2e/وَإِمَامُكُمْ+مِنْكُمْ.pdf/file


من أساسيات ديانة الطائفة الأحمدية القاديانية تغيير وتبديل المفاهيم مثل مفهوم "النبيّ" -أي معناه- من مفهوم قديم إلى مفهوم جديد، بحسب رأي الميرزا غلام، والذي تغيرت بناءً عليه عقيدة الميرزا من عدم اعتبار نفسه نبيًّا فعليًا، حيث كان يعتبر نفسه مُحَدَّثا فقط، فالمُحَدَّث – من وجهة نظر الميرزا - نبيّ جزئي، والنبوة في المُحَدَّث بالقوة وليست بالفعل، ثم بناءً على تعريف جديد للنبيّ قرر الميرزا أنه نبيّ بالفعل، ونفى عن نفسه أنْ يكون مُحَدَّث إطلاقًا، بل والأدهى من ذلك أنّ الميرزا ألغى عقيدته السابقة أنّ المُحَدَّث يعرف الغيبَ اليقيني من الله تعالى، وكان الميرزا على هذه العقيدة من أول كتبه في سنة 1880 إلى أنْ ألغاها([1]) في سنة 1901م، وسيأتي بيان موضوع المُحَدّثِية تفصيلًا في فصل تالي.

والآن نتابع المفهوم القديم والجديد للنبوة حسب فهم الميرزا، وسنبدأ بالتعريف القديم:

يقول ( جلال الدين شمس) في كلامه عن الميرزا غلام([2]):"حين كان يعتبر نفسه([3]) نبيًّا - بمعنى المُحَدَّثيةَ- فإنّما كان يفعل ذلك نظرًا إلى تعريف معين لكلمة النبيّ والرسول كان حينها رائجًا بين المسلمين إذ يقول:" لمّا كان معنى النبيّ والرسول في مصطلح الإسلام، إنما يطلق على الذين يأتون بشريعة كاملة([4]) وينسخون بعض أحكام الشريعة السابقة([5]) أو لا يعدون من أمة نبيّ سابق([6]) بل يكونون([7]) لى صلة مباشرة مع الله دون الاستفاضة من نبيّ([8]) فعليكم أن تحذروا ولا تستنبطوا هذا المعنى بحقي أنا([9]) فهذا ما كان يعتبره "نبوة تامة"([10]) أو نبوة مستقلة"، ولمّا لم يكن([11]) نبيًّا ولا رسولًا من منطلق هذا التعريف قام بتأويل معنى "النبيّ"؛ فاعتبر نفسه مُحَدَّثا([12]).

وقبل الانتقال إلى بقية كلام "جلال الدين شمس" أعلق بعض التعليقات:

قول الميرزا " لمّا كان معنى النبيّ والرسول في مصطلح الإسلام"، وتأكيد هذا المعنى من خلال كلام "جلال الدين شمس" أن التعريف القديم للنبيّ أنّه كان رائجًا بين المسلمين، قول مردود عليهما، لأنّ الميرزا قبل كتابة كتاب (البراهين الأحمدية ) 1880م، وأثنائه وبعد ذلك أيضًا كان يدّعي أنّ الله تعالى قد وهبه جملة من العطاءات – ذكرتُها من قبل في الباب الأول الفصل الثالث من هذا الجزء - مثل أنّ الله تعالى هو معلمه الوحيد، وأنّ الله تعالى أصلحه تمام الإصلاح وأنّه ممن طَهَرَهم الله فأصبح الميرزا من المُطهرين، وأنّ الله سماه المهدي وآدم لأنّ الله تعالى هو معلمه الوحيد وهاديه، كل هذا يمنع الادعاء من الميرزا ومن علماء الأحمدية القول بأنّه لم يكن يعرف مفهوم النبيّ الذي كان رائجًا بين المسلمين، وإنّما قال الميرزا ذلك حتى يرتد على ادعائه أنّه مُحَدَّث فقط، وليس بنبيّ أصلي من خلال فرضية يقررها هو، والحقيقة كما سنبيّن أنّ المفهومين القديم والجديد يشكلان إشكالية عند الميرزا غلام؛ حيث أنّ الميرزا قد أقر بعدم نبوة سَيِّدنا الخَضِر عليه السلام، بينما الخضر من خلال التعريف القديم والجديد يجب أن يكون نبيًّا كما سنرى.

والآن نحدد ما قاله الميرزا في نقاط لنعرف تحديدًا التعريف الذي يدّعيه الميرزا للنبيّ أو الرسول كما يقول الميرزا:

النبيّ أو الرسول التشريعي يأتي بشريعة كاملة.

النبيّ أو الرسول التشريعي قد ينسخ بعض أحكام الشريعة السابقة.

النبيّ أو الرسول المستقل لا يتبع نبيّ سابق أو ليس من أمة نبيّ سابق، بل يكون على صلة مباشرة مع الله من غير الاستفاضة من نبيّ سابق.

فمن خلال التعريف القديم يجب أن يكون الخَضِر عليه السلام نبيًّا لأنه يعلم الغيب اليقيني كما صرح الميرزا بذلك كثيرًا، فكان يستحق الخَضِر أنْ يكون نبيًّا مستقلًا لأنّه لا علاقة له بالتشريع، كما أنه لا علاقة له بالأنبياء السابقين، والإشكالية أنّ الميرزا يرى أنّ الخَضِر عليه السلام ليس بنبيّ ولا رسول وإنّما هو من الأولياء المُحَدَّثين ([13]).

الميرزا يقر بأنه ليس من هؤلاء الأنبياء التشريعيين أو المستقلين بل من أمة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ويستفيض من فيضه، ويحذّرِ من استنباط أنّه من هؤلاء الأنبياء التشريعيين أو المستقلين.

وقبل أن نكمل كلام جلال الدين شمس وبيانه للتعريف الجديد للنبيّ الذي يتبناه الميرزا أذكر المبادئ التي بناءً عليها يعتبر الميرزا النبيّ نبيًّا تشريعيًا، وهل تنطبق هذه المبادئ على الميرزا أم لا؟ وهل سَيِّدنا عيسى عليه السلام نبيّ تشريعي أم لا؟ الميرزا ينفي أنْ يكون سَيِّدنا عيسى عليه السلام نبيًّا تشريعيًا لأسباب عديدة، منها محاولة إثبات المماثلة والمشابهة بينه وبين سيدنا عيسى عليه السلام، بينما في الحقيقة ومن خلال الآيات القرآنية، ونصوص الإنجيل كما سنرى، ومن خلال تعريف الميرزا للشريعة والنبيّ التشريعي، وما يلزم من أسس ليكون النبيّ نبيًّا تشريعيًّا سنجد أنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام نبيّا تشريعيا.

أما من خلال النصوص القرآنية فيقول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}([14])، وسنرى أنّ الميرزا يعتبر البيان العلمي والتعليمي هو من الشريعة ولا تقتصر الشريعة على أحكام الحرام والحلال والأوامر والنواهي، فيقول الله سبحانه وتعالى بخصوص سَيِّدنا عيسى عليه السلام: { وَرَسُولًا إلى بَنِي إسرائيل أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }([15]).

وهنا نرى بوضوح أنّ الله تعالى يثبتُ لسَيِّدنا عيسى عليه السلام تغيير بعض أحكام الشريعة السابقة، وهذا أيضًا – كما سنرى من كلام الميرزا – من أساسيات النبيّ التشريعي، فليس المجيء بشريعة كاملة أساسا حتميًا ليكون النبيّ نبيّا تشريعيًا، بل تغيير بعض الشرائع يجعل النبيّ نبيّا تشريعيًا.

وفي (إنجيل متى)([16]):"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأنبياء. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ."، فالإكمال – كما سنرى من كلام الميرزا – أيضًا من أساسيات النبيّ التشريعي، بل الميرزا يعتبر مجرد الاجتهاد بعد إكمال الشريعة الإسلامية من التشريع.

وفي (إنجيل يوحنا)([17]):"وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ"، فهنا نَسَخَ يسوع المسيح حكم الرجم للزانية كما في العهد القديم عند اليهود، ومعلوم أنّ النسخ للأحكام هو من تغيير الشريعة.

والآن مع نصوص من كلام الميرزا لبيان معنى الشريعة والنبيّ التشريعي، وسنجد أنّ الميرزا يخالف نفسه، حيث يقول إنه نبيّ ورسول صاحب شريعة في كتاب (الأربعين) 1900، ومع ذلك في كل كتبه ينفي أنْ يأتي بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم نبيّ تشريعي، وأنه ليس بنبيّ تشريعي، وكل هذا من الاختلاف والتناقض في كلام الميرزا الذي يثبتُ أنه دجال وكذاب.

في معرض كلام الميرزا لإثبات أنّ المتقول على الله تعالى – سواء كان نبيّا تشريعيا أو غير تشريعي - لا بد من أن يُهلكه الله سبحانه وتعالى، قال الميرزا غلام([18]):"وإن قلتم إنّ النبيّ المشّرع فقط يَهلك ولا يَهلك كلُّ مفترٍ، فهذا القول لا يدعمه الدليل لأنّ الله سبحانه وتعالى لم يذكر هذا الشرط ولم يخصص الآية بالنبيّ المشرّع كما يُزعم"([19]).

ويقول الميرزا غلام:"وثانيا يجب أن تعرفوا ما هي الشريعة؟ فَمَنْ بيّن بعض الأوامر ونهى عن بعض الأمور بتلقي الوحي من الله وسَنّ لأمته قانونا فهو صاحب شريعة، فبهذا التعريف أيضًا تمت الحجة على معارضينا؛ لأنّ الوحي النازل عليّ يتضمن الأوامر والنواهي أيضًا".

إذن، الميرزا يقر بأنه صاحب شريعة، وهنا لنا سؤال: ما هي الحُجة التي تمت على معارضي الميرزا؟ هي أنهم يقولون – بحسب ادعاء الميرزا – أنّ المتقول على الله بشرع هو من يُهلكه الله سبحانه وتعالى، فيدّعي الميرزا أنّه أيضًا صاحب شرع بحسب المفهوم الذي قاله، إذَنْ، الميرزا يقر أنّه رسول من الله سبحانه وتعالى بشرع، ومع ذلك لم يُهلكه الله سبحانه وتعالى وبالتالي – بحسب فهمه – هو نبيّ ورسول بحق من الله سبحانه وتعالى لأنّ الله سبحانه وتعالى لم يُهلكه طوال أكثر من 23 سنة، ثم سوف يأتي الميرزا بأمثلة من الأوامر والنواهي ليبيّن ويؤكد بها أنّه نبيّ بشرع.

ويكمل الميرزا في الصفحة 112 ويقول:"فمثلًا الإلهام:"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم" يضم الأمر والنهي معا"، إذَنْ، الميرزا يقر أنّه – لو أنّ الشريعة هي الأوامر والنواهي - صاحب شريعة منذ 23 سنة ولم يهلكه الله سبحانه وتعالى، وهذا يثبت صحة نبوته كما يدّعي.

ويعلق الميرزا في الحاشية على كلامه السابق وهو قوله "لأنّ الوحي النازل عليّ يتضمن الأوامر والنواهي أيضا"، فيقول:"لمّا كان تعليمي يضم الأمر والنهي أيضًا وتجديدًا للأوامر المهمة للشريعة فلهذا قد سمَّى الله تعليمي والوحي النازل عليّ بالفُلك أي السفينة. فهناك نص الإلهام الإلهي:"واصنع الفلك بأعيننا ووحينا، إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم"، فانظروا كيف سمَّى الله سبحانه وتعالى تعليمي والوحي النازل عليّ وبيعتي سفينة نوح ووصفها مدار النجاة للناس كافة، فليبصر من كانت له عينان، وليسمع من كان له أذنان. منه".

واضح أنّ الميرزا يقصد أنّ في وحيه الشمولية المطلوبة للنجاة باحتواء وحيه على الأوامر والنواهي والمواعظ وكل ما يلزم للنجاة كما سفينة نوح. ويكمل الميرزا([20]):" وإن قلتم إن المراد من الشريعة الأحكام الجديدة فهو باطل؛ إذ يقول الله سبحانه وتعالى: {إنْ هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى}([21])، أي أنّ التعليم القُرآني موجود في التوراة أيضًا “ملحوظة: سورة الأعلى ليس أي أحكام أي أمور الحلال والحرام، ولكن فيها مواعظ وأوامر بالتسبيح والتذكير بالآخرة، مما يدل على أنّ الميرزا يقصد من الشريعة هنا ليس فقط الأحكام والأمر والنهي، بل أيضًا العظات والتسبيح وذِكر الله سبحانه وتعالى والآخرة، ومن الواضح أنّ وحي الميرزا من ربه يلاش العاج يحتوي على الكثير من المواعظ والأوامر والنواهي كما قرر هو سابقا، وهذا يؤكد احتواء وحي الميرزا على أمور تشريعية - كما قرر هو - فقد أنكر أن يكون المقصود بالشريعة الأحكام الجديدة، وكونه أعاد ذكر الأوامر والنواهي والعظات التي في القُرآن الكريم فهذا يعني أنّه نبيّ تشريعي بمقياسه هو بنفسه.

ويكمل الميرزا([22]):" وإن قلتم إنّ المراد من الشريعة أن يتضمن الوحي الأمر والنهي باستيفاء فهو أيضًا باطل؛ لأنّ أحكام الشريعة لو كانت مذكورة في التوراة أو القُرآن باستيفاء لما كان هناك مجال للاجتهاد".

إذَنْ، الميرزا يدّعي أنّ أحكام الشريعة في القُرآن الكريم لم تنزل باستيفاء، واعتبر الاجتهاد هو من مكملات الشريعة، ونحن نعلم أنّ الاستيفاء هو كمال الأخذ أي الأخذ التام؛ أقول استوفيت من فلان مالي أي أخذته كاملا بلا نقصان، فلا يبقى لمن له الحق شيئا إلا وأخذه، وهذا بالتأكيد طعنة في إكمال الدين الوارد في الآية {اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دين}، فمَنْ الذي سيأتي لاستيفاء الأحكام؟ طبعا الميرزا، وأعيد أنّ الميرزا يقصد أنّ الاجتهاد في الأحكام الشرعية هو ما يعتبره تشريع، وبالتالي لو اجتهد هو في أي من الأمور التي بها أوامر ونواهي فهو نبيّ تشريعي كما قرر هو.

ويكمل الميرزا([23]):"باختصار كل هذه الأفكار سخيفة وناجمة عن قصور الفهم. فنحن نؤمن أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم خاتم النبيّين، وأنّ القُرآن الكريم خاتم الكتب الإلهية، ومع ذلك لم يحرّم الله على نفسه إنزال الاحكام على مبعوث آخر تجديدا، بأنْ لا تكذبوا ولا تُدلوا بشهادة مزورة، ولا تزنوا ولا تقتلوا. والبديهي أنّ بيان مثل هذه الاحكام بيان الشريعة، وهو من مهمات المسيح الموعود أيضًا. فها قد صار دليلكم هباء منثورا بأنّه لو افترى على الله أحد بأنّه سبحانه وتعالى أرسله بشريعة فلا يمكن أن يعيش 23 عاما. فاعلموا أن كل هذه الأقوال سخيفة ومخجلة"

والآن ألخص أقوال الميرزا في النص الأخير صفحة 113:

الأفكار السخيفة الناجمة عن قصور الفهم كما يدّعي الميرزا هي كالتالي:"النبيّ المشّرع فقط يَهلك ولا يَهلك كلُّ مفترٍ"، " إن المراد من الشريعة الأحكام الجديدة فهو باطل"، "المراد من الشريعة أن يتضمن الوحي الأمر والنهي باستيفاء".

فالميرزا يرى أن القول: إنّ النبيّ المشرع فقط يهلك فهو قول سخيف، وأنّ المراد من الشريعة الأحكام الجديدة فقط قول سخيف، وأن المراد من الشريعة أن يتضمن الوحي الأمر والنهي باستيفاء قول سخيف.

نفهم من كلام الميرزا أنّ من يدّعي تلقي الوحي من الله تعالى بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فعلامة صدقه أنّه يعيش بعد ادعائه النبوّة والرسالة لمدة 23 سنة على الأقل.

أحكام الشريعة لم تذكر في القُرآن باستيفاء، وأنه من الممكن يأتي من يستوفيها بالاجتهاد.لم يُحرّم الله على نفسه إنزال الأحكام على مبعوث آخر تجديدًا.

المواعظ والدعوة إلى التسبيح والتذكير بالآخرة من الشريعة، وكُتب الميرزا مليئة بها وبالتالي هو نبيّ صاحب شريعة.

والآن نكمل مقدمة "جلال الدين شمس" في كتاب (إزالة الأوهام)، يقول:" ثم حين سُمِّي بالرسول والنبيّ في الإلهامات وبكثرة، ووجهت الإلهامات المتتالية أنظاره إلى المفهوم الحقيقي للنبيّ، عندها تبين له أنّ الشروط المذكورة في التعريف المذكور آنفاً ليست شروطًا محتومة لكون أحد نبيًّا، فيقول:"لم يتم التأمل جيدًا في المعنى الحقيقي للنبيّ. إنّ المراد من النبيّ هو الذي يتلقى الأنباء من الله تعالى بالوحي، ويتشرف بالمكالمة والمخاطبة الإلهية، وليس ضروريًا له أن يأتي بشريعة. كذلك ليس ضروريًا أيضًا أن يكون تابعًا لرسول مشرع فلا مانع في اعتبار فرد من الأمة نبيًّا على هذا النحو".

" لقد اصطلح الله تعالى إطلاق اسم النبوّة على كثرة المكالمات والمخاطبات، أي المكالمات المحتوية على كثير من أخبار الغيب. ولمّا كانت هذه الشروط كلها متحققة تمامًا في شخصه بدأ- وبتفهيم من الله تعالى - بإطلاق كلمة النبيّ والرسول على نفسه بدلًا من أن يستنبط من النبيّ معنى المُحَدَّث، فأعلن:"إذا كان متلقي الأنباء الغيبية من الله تعالى لا يسمى نبيّا، فأخبِروني بأي اسم يمكن تسميته؟ وإذا قلتم: يجب أن يسمى مُحَدَّثا، قلت: لم يذكر أي معجم أن معنى التحديث هو الإظهار على الغيب".

التعليق:

أولًا: هل معرفة مفهوم النبيّ يحتاج من النبيّ للتأمل؟ أم إنه من العلم الضروري للأنبياء أنْ يعرف النبيّ مَنْ النبيّ ومَنْ غير النبيّ؟

ثانيا: هل يصح لمن أعطاه الله تعالى جملةً من العطاءات العلمية والنفسية – كما بينتُ سابقًا – ألا يعرف مفهوم النبيّ؟ ولا يستطيع التفرقة بين مفهوم النبيّ ومفهوم المُحَدَّث لمدة تزيد عن 23 سنة بداية من سنة 1878م - حيث تم الإصلاح التام والكامل والتطهير للميرزا من ربه يلاش العاج - إلى سنة 1901م حيث صرح الميرزا بالمفهوم الجديد للنبيّ، وأنكر علم الغيب للمُحَدَّث؟

ثالثا: هذا التعريف الجديد ينطبق تمام الانطباق على مفهوم المُحَدَّثية كما بيّنه وصرح به الميرزا كثيرًا في كتبه من قبل سنة 1901م، فالمُحَدَّث من خلال كلام الميرزا يعلم الغيب اليقيني من الله تعالى، ويكلمه ويخاطبه الله تعالى، وقد ضَرَبَ الميرزا للمُحَدَّثين أمثلة كثيرة مثل سَيِّدنا الخَضِر عليه السلام، وحواريّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام، ومريم أم سَيِّدنا عيسى عليها السلام، وأيضًا أم سَيِّدنا موسى عليه السلام، ولذلك أكرر أنّ قصة سَيِّدنا الخَضِر عليه السلام تشكل إشكالية كبيرة للميرزا والأحمديين، لأنه من خلال التعريف الجديد والقديم يجب الإقرار بنبوة الخَضِر عليه السلام، بينما الميرزا - كما بينتُ في الحاشية – ينفي تمامًا نبوة ورسالة الخَضِر عليه السلام، ويعتبره وليًّا مُحَدَّثا، وإن قال الأحمديون إنما أنكر نبوة الخَضِر بسبب أنّ الله تعالى لم يذكره نبيًّا في الكتب المقدسة، قلتُ وهل كريشنا وغيره ممن يعتبرهم الميرزا أنبياءً لله تعالى قد جاء ذكرهم في القرآن الكريم على أنهم أنبياء؟

رابعا: ولا ننسى أنّ الميرزا كان يستدل على علم المُحَدَّث الغيبي اليقيني من قراءة شاذة جاءت في صحيح البخاري، يقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى، وكتاب (إزالة الأوهام) 1891م، وكتاب (حمامة البشرى) 1894م، وكتاب (مناظرة لدهيانة ودلهي) 1891 :" قد جاء في قراءة ابن عباس:"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ولا مُحَدَّث إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته". فبحسب هذه القراءة التي نقلها الإمام البخاري أيضًا، يَثْبُتُ على وجه القطع واليقين إلهام المُحَدَّث الذي لا يبقى فيه دخل للشيطان" كتاب (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى.

خامسا: يلجأ الميرزا إلى المعاجم والقواميس ليثبتَ عدم علم المُحَدَّث للغيب، ويترك قراءة ابن عباس، وما ألهمه به ربه يلاش بخصوص علم المُحَدَّث في كتبه الإلهامية مثل البراهين ومرآة كمالات الإسلام وغيرهما.

والآن نكمل كلام جلال الدين شمس حيث يقول([24]):"ولما كان المسيح الموعود قد حاز نعمة النبوّة وهذه المرتبة الروحانية لكونه من أمة النبيّ وبفضل اتباعه النبيّ الكامل، فقد سمي نبيًّا من أمته. ولو تأملنا في الموضوع بعمق لوجدنا أنّ هذا ما ادعاه المسيح الموعود منذ أول يوم إذ قال في كتاب (إزالة الأوهام):"صحيح أيضًا أنّ النبيّ الآتي قد ذُكر كنبيّ، ولكنه إلى جانب ذلك ذُكر كفرد من أفراد الأمة أيضًا. لذا فقد سماني الله تعالى في - البراهين الأحمدية - فردًا من الأمة ونبيًّا أيضًا "، وحين قال:"هناك تفاوت بين مفهوم الرسول ومفهوم فرد من الأمة." زاده توضيحًا فقال:"إن صاحب النبوّة التامة لا يمكن أن يكون من الأمة مطلقًا والذي يسمى رسول الله بوجه أكمل، من المستحيل تمامًا أن يكون مطيعًا كاملًا لنبيّ آخر أو فردًا من أمته بحسب نصوص القرآن الكريم والأحاديث وحين قال:"إن كون نبيّنًا خاتم النبيّين يمنع مجيء نبيّ آخر" شرح كلامه بالقول:"أما النبيّ الذي يستمد النور من مشكاة نبوة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، ونبوته ليست نبوة تامة، بل يدّعى بتعبير آخر مُحَدَّثا، فهو يخرج من نطاق هذا التحديد لأنه داخل في ظل خاتم المرسلين باتباعه وفنائه في الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يدخل الجزء في الكل. ولكن المسيح ابن مريم نزل عليه الإنجيل - الأمر الذي يجعل نزول جبريل ضروريًا فلا يمكن أن يكون فردًا من الأمة بحال من الأحوال، لأنه سيكون محتمًا عليه اتباع الوحي الذي سينـزل عليه بين فينة وأخرى كما هو جدير بالرسل فلو اتبع هذا الوحي والكتاب الجديد الذي سينـزل عليه، فلن يعد فردًا من الأمة كذلك كلما قال عليه السلام بأنّ الله تعالى قد وعد أنه لن يرسل رسولًا بعد النبيّ، صرح أيضًا بأنه إذا سلّمنا بنزول المسيح ابن مريم، لأدى ذلك إلى نسخ القرآن، فقال:"ولكن الله تعالى لن يسمح بذلة وهوان هذه الأمة، ولن يسمح مطلقًا بالإساءة والإهانة لنبيّه الحبيب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم بأن يرسل رسولا يصحبه جبريل لا محالة، ليستأصل الإسلام نهائيا، مع أنه قد وعد بعدم إرسال أي رسول بعد النبيّ".

وقد وضح الأمر نفسه بعد بضع صفحات في الكتاب نفسه. فيتبين بالتوفيق بين كِلَا المقتبسين من خلال ما قاله بنفسه في كتابه (إزالة خطأ) حيث يقول:"حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي، فمعناه أنني لست حامل شرع مستقل، كما أنني لست بنبيّ مستقل، ولكن، حيث أنني قد تلقيت علم الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى - مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلًا اسمه - فإنني رسول ونبيّ، ولكن بدون أي شرع جديد. ولم أنكر أبدًا كوني نبيًّا من هذا المنطلق، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولًا بنفس هذا المعنى. لذلك لا أنكر الآن أيضًا كوني نبيًّا ورسولًا بهذا المفهوم" وباختصار، فقد أعلن حضرته كونه فردًا من الأمة ونبيًّا أيضًا منذ البداية، غير أنه كان في البداية يستنبط من كلمة النبيّ معنى المُحَدَّث نظرًا إلى مفهوم "النبيّ "و"الرسول" المعروف والشائع بين المسلمين. ولكن عندما كُشفت له حقيقة كافة أقسام النبوة، بدأ - وبحسب مشيئة الله- يطلق على نفسه كلمة النبيّ والرسول بدلًا من استنباط معنى المُحَدَّث من "النبيّ". فيقول:" كم هو جهل وخروج عن الحق والصدق القولُ بأنني ادعيت النبوّة يا قليلي الفهم؛ ليس المراد من نبوتي أنني ادعيت النبوّة مقابل النبيّ - والعياذ بالله - أو جئت بشريعة جديدة إنما المراد من نبوتي هو كثرةُ المكالمة والمخاطبة الإلهية التي حظيت بها بفضل اتباعي لنبيّنا، وأنتم أيضًا تعترفون بإمكانية المكالمة والمخاطبة الإلهية. فالنـزاع ليس إلا نزاعًا لفظيًا فقط. أي أن ما تسمونه المكالمة والمخاطبة، فأنا أطلق على كثرتها - وبأمر الله([25]) نبوةً، ولكلٍّ أن يصطلح([26]). وأقول حلفًا بالله الذي نفسي بيده إنه هو الذي بعثني، وهو الذي سماني نبيًّا " فقد حاز المسيح الموعود اسم "نبيّ" من الله تعالى لكونه أحدًا من أمة النبيّ وببركة اتباعه الكامل، وذلك حتى يتبيّن أن مكانة النبيّ أعلى وأرفع كثيرًا من مكانة الأنبياء الآخرين. يقول المسيح الموعود:"إن الأنبياء الذين نالوا النبوّة في الأزمنة الخالية، ما كانوا يُعتَبَرُون أمة نبيّ خلا، وإن كانوا مناصرين لدينه ومؤمنين بصدقه. أما النبيّ فقد أُعطي هذا الشرف الخاص بأنه خاتم الأنبياء؛ بمعنى أنه قد تمت عليه كمالات النبوّة كلها. وثانيا، أنه لن يأتي بعده نبيّ مشرع، ولن يكون نبيّ خارج أمته بل كلّ من ينال شرف المكالمة الإلهية، فإنما يناله بفضله وبواسطته، فيسمى فردًا من الأمة وليس نبيًّا مستقلًا فالذين يوقنون بسَيِّدنا ومولانا مُحَمَّد المصطفى صاحب الشرف المذكور آنفًا، ويؤمنون بدرجته العليا، بحيث يستطيع الإنسان أن ينال - ببركة اتباعه الكامل للنبيّ - أعلى درجات الروحانية، حتى درجة النبوّة بحسب مقتضى الحاجة، هم الذين سيرثون العزة والافتخار في الدنيا. اللهم صلّ على مُحَمَّد وعلى آل مُحَمَّد وبارك وسلِّم".

 

التعليق على الكلام الأخير لعالم الأحمدية جلال الدين شمس:

أولا: الميرزا يبنّي مسألة أنّ المبعوث القادم بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يجب أنْ يكون من الأمة الإسلامية من يوم مولده، أي مولود من أب وأم مسلمَيْن على مغالطة، حيث يعتبر الميرزا أنّ التعبير "إمامكم منكم" في الحديث:"كَيْفَ أَنْتُمْ إذا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ"([27]) في البخاري أنّه يدل على أنّ المسيح الموعود القادم هو نفسه الإمام الذي من الأمة الإسلامية وقتها، وهذا طبعًا من الكذب، لأنّ التعبير "وإمامكم منكم" هو عطف حال لأنه جاء بعد واو الحال (وإمامكم منكم)، ويدل على بيان حال المسلمين أثناء وقبل وقوع الفعل وهو نزول سَيِّدنا عيسى عليه السلام، والحال وقتها أنّ لهم إمام، بمعنى أنّ نزول ابن مريم عليه السلام يسبقه في الوجود وقتها إمام المسلمين. وهو المهدي، وهذا لا يتعارض مع حديث صحيح مسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم "وأمَّكم منكم"، وهذا نص الحديث:" كيفَ أنتُمْ إذا نَزَلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ فأمَّكُمْ مِنكُمْ؟ فَقُلتُ لاِبْنِ أبِي ذِئْبٍ: إنَّ الأوْزاعِيَّ، حَدَّثَنا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن نافِعٍ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، وإمامُكُمْ مِنكُم قالَ ابنُ أبِي ذِئْبٍ: تَدْرِي ما أمَّكُمْ مِنكُمْ؟ قُلتُ: تُخْبِرُنِي، قالَ: فأمَّكُمْ بكِتابِ رَبِّكُمْ تَبارَكَ وتَعالَى، وسُنَّةِ نبيّكُمْ صلى الله عليه وسلم"([28])، لأنّ الإمامة والخلافة والحكومة عند الميرزا نوعان ويتواجدان في نفس الوقت ولا تعارض بينهما فلكل منهما وظيفته، إمامة أو خلافة أو سلطنة ظاهرية حاكمة سلطوية وتكون في قريش حصرًا بإقرار الميرزا غلام، وإمامة أو خلافة روحانية سماوية وهي غير محصورة في قريش، فلا مانع من تواجد الإمامين في نفس الوقت كما سيتضح؛ إمامٌ منْ قريش وهو المهدي عليه السلام، وإمامة روحانية لسَيِّدنا عيسى عليه السلام. والنصوص التالية منْ كلام الميرزا تبيّن اعتقاده الجازم بتواجد إمامين أو خليفتين في نفس الوقت، وأنّ كل هذا من الشريعة الإسلامية:

يشرح الميرزا وحيه([29]):"أردت أن استخلف فخلقت آدم، إني جاعل في الأرض" أي أردت أن أجعل من عندي خليفة، قوله "إني جاعل في الأرض" كلمة مختصرة معناها أني سأقيمه، والمراد من الخليفة هنا شخص يكون واسطة بين الله وبين الخلق لإرشادهم وهدايتهم.، ولا تراد هنا الخلافة الظاهرية التي تطلق على السلطنة والحكومة، وليس مسلمًا بها من الله تعالى في شريعة الإسلام لأحد غير قريش".

واضح تمامًا اعتقاد الميرزا بوجود خلافة ظاهرية يطلق عليها السلطنة أو الحكومة ولا تكون إلا في قريش بحسب الشريعة الإسلامية وهذا بإقراره.

ينقل الميرزا كلامًا للشيخ "صدِّيق حسن خان" لإثبات أنّ المسيح الموعود يجب أن يكون من الأمة الإسلامية وليس من بني إسرائيل ، لأنّ الخلافة الظاهرية لا تكون إلا في قريش، يقول الميرزا غلام([30]):"ويقول([31]) في الصفحة 427: سيكون مجدِّد عصره([32]) ويُعَدُّ من مجدِّدي هذه الأمة، ولكن لنْ يكون أمير المؤمنين؛ لأنّ الخليفة يجب أن يكون من قريش، وأنّى للمسيح أن يسلب حقهم؟ لذا لنْ يؤدي قط مهام الخلافة؛ مثل الجدال والقتال والسياسة، بل سيأتي تابعًا لخليفة الوقت، وكالرعايا"

يقول الميرزا غلام([33]):"إنّني لأستغرب لماذا لا يفكر المشايخ في كلمة "يضع الحرب" ولماذا لا يقرأون الحديث القائل:"الأئمة من قريش"؟ فما دامت السلطنة الظاهرية والخلافة والإمامة لا تجوز لأحد غير قريش كيف يمكن أن يكون المسيح الموعود الذي ليس من قريش خليفةً ظاهريا؟ والقول بأنّه سيبايع المهدي ويكون تابعًا له وسيرفع السيف مثل العبيد بأمر منه إنما هي أقوال غريبة وسخيفة للغاية، يا مساكين، هداكم الله، أن خلافة المسيح الموعود خلافة روحانية ولا علاقة لها بحكومات الدنيا إذ قد أُعطي حكومة سماوية."

المقصود من كلام الميرزا أنّ المسيح الموعود لا يصح له القتال لأنه ليس الخليفة الحاكم ولا الحكومة ولا السلطان الظاهري لأنه ليس من قريش، كما أنّ الميرزا لا يقبل مسألة مبايعة المسيح الموعود لأحد.

يقول الميرزا([34]):"فمع أنّه صحيح تمامًا أني لا أحسب السلطان العثماني خليفة بحسب الشروط الإسلامية لأنه ليس من قريش بينما من الضروري للخلفاء أن يكونوا من قريش، ولكن قولي هذا لا يعارض تعليم الإسلام بل يطابق الحديث "الأئمة من قريش" تماما".

في شهر مارس سنة 1908أي قبل موت الميرزا بشهرين فقط يقول الميرزا غلام([35]):"الأصل أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لتسيير نظام العام حكومتين إحداهما ظاهرية؛ والأخرى باطنية. ولقد وهب لنبينا صلى الله عليه وسلم كلتيهما. فكانت معاقبة الأشرار والأنذال واللصوص وقطاع الطرق على شرورهم وفتنهم مهمة وضرورية لإقامة الأمن في البلد.....كانت جميع حروب المسلمين مع الكفار دفاعية إذ لم يبدأها المسلمون قط، فانظروا إلى قطاع الطرق على المناطق المتاخمة الذين يشنون الهجوم كل يوم على أموال الشعب وحياتهم ويثيرون الفساد، فهل على الحكومة ألا تحرك ساكنا ولا تتصرف لمعاقبتهم والقضاء عليهم؟ تدبروا قليلا وتفكروا".

واضح تطبيق الميرزا للحديث "الأئمة من قريش" حيث أنكر إمامة وخلافة الخليفة العثماني التركي لأنه – بحسب قول الميرزا – ليس من قريش، ويؤكد أصالة هذا الاعتقاد لأنه يطابق الحديث الشريف والشروط الإسلامية، والجمع بين الحديثين الصحيحين السابقين في البخاري ومسلم آخذين في الاعتبار أنّ الواو في وإمامكم منكم هي واو الحال، وإقرارات الميرزا يكون كالتالي:

1- الأئمة من قريش.

2- للأمة الإسلامية إمامان: حكومي سلطوي والآخر روحي، ويرى الميرزا أنّ الخليفة العثماني المسلم في زمن الميرزا لم يكن يستحق الخلافة لأنه ليس من قريش، وأنّ الحكومة الإنجليزية استحقت أنْ تكون لها الحكم والسلطة لأنها وفرت الأمن للمسلمين في الهند وهذا ما لم يفعله السلطان العثماني، وأنّ الميرزا هو الخليفة الروحاني للأمة.

3- سَيِّدنا عيسى عليه السلام من بني إسرائيل وليس من قريش كما يدّعي الميرزا غلام.

4- أنّ حرف "الواو" في الحديث "وإمامكم منكم" هو واو الحال، وفي حال اعتبار الواو في التعبير "وإمامكم منكم" واو الحال، فإنّ بداية زمن ما يأتي بعد الواو يكون سابقًا لبداية زمن ما قبل الواو ثم يستمر ما جاء بعد الواو في وجود ما جاء قبلها، أي أن بداية وجود الإمامة في المسلمين وأنّ هذا الإمام من المسلمين حصرًا سابق لنزول سيدنا عيسى عليه السلام ومستمر معه، وهذه نصوص من الخليفة الأحمدي الثاني والأول تبين الفرق بين الزمن قبل واو الحال والزمن بعد واو الحال.

النص الأول: في كتاب (التفسير الكبير) الأحمدي تأليف بشير الدين محمود ابن الميرزا غلام، وهو الخليفة الأحمدي الثاني والملقب بالمصلح الموعود في تفسيره لسورة الحجر يقول:" {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ}([36] والواو في {ولها} واو الحال، قال القاضي منذر: هذه الواو تفيد أنّ المذكور بعدها في اللفظ هو مقدَّم في الزمن...(راجِع البحر المحيط)" معنى النص السابق أنّ زمن وجود الكتاب المعلوم في القرية كما في الآية الكريمة كان يسبق في الوجود زمن الإهلاك، إذَنْ زمن ما يأتي بعد واو الحال يكون سابقًا على الزمن ما قبل واو الحال – كما رأينا في التفسير الكبير.

النص الثاني: في تفسير الخليفة الأحمدي الأول نور الدين (حقائق الفرقان)([37]) في تفسيره للآية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}([38]) يقول:" المراد من العبادة هو الحب الكامل، والتعظيم الكامل، والتذلل الكامل من قِبل الإنسان، العبادة هي تلك التي يُعلّمها الله تعالى بواسطة رسوله. أما ما سواها فلا أهمية لها قط. الواو في "وإياك نستعين" يفيد الحال، والمعنى أننا نستطيع أن نعبدك حين توفّقنا أنت. الواو يفيد الحال، أي نعبدك في حال الاستعانة بك لأنه لا يمكن نوال التوفيق للعبادة أيضًا بدون فضل منك" يقصد نور الدين أنّ الاستعانة بتوفيق الله تعالى للعبادة يسبق العبادة نفسها، ونظل نعبد الله تعالى حق العبادة باستمرار وجود توفيق الله تعالى لنا، وهذا يؤكد أن بداية زمن ما بعد واو الحال يسبق زمن ما قبل واو الحال ثم يستمران معا. إذَنْ معنى الجملة "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" أنّ زمن الإمام الذي هو من المسلمين ومن قريش بالتحديد يسبق زمن نزول سَيِّدنا عيسى عليه السلام، ويستمر تواجد الإمام في نفس زمن سيدنا عيسى عليه السلام لفترة من الزمن.

والآن نأتي لإثبات عدم تعارض حديث البخاري الذي فيه "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" مع حديث صحيح مسلم الذي فيه "فأمَّكُمْ مِنكُمْ"([39])؟

1- رأينا في كلام الميرزا استدلاله بحديث "الأئمة من قريش"([40]) ولا مانع طالما صح الحديث، وأنّ في الأمة الإسلامية يجب أن يكون هناك إمامان، إمام حكومي سُلطوي وإمام روحي، فالمقصود بــ "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ " هو الإمام السلطوي الحكومي القاهر الذي يجب أنّ يكون من قريش، وهذه الإمامة ليست لابن مريم سيدنا عيسى عليه السلام لأنه ليس من قريش، وإنما لإمام المسلمين الذي هو من قريش بل من آل البيت، وذلك من قبل نزول سَيِّدنا عيسى عليه السلام.

2- بعد نزول سَيِّدنا عيسى عليه السلام وقد سبقه وجود إمام المسلمين زمنًا حسب ما ورد في التفسير الكبير الأحمدي، سيحاول إمام المسلمين السلطوي القريشي أنّ يجعل سَيِّدنا عيسى عليه السلام إمامًا للناس في الصلاة، فيرفض سَيِّدنا عيسى عليه السلام ذلك، ويقول إنّ هذا تكرمة هذه الأمة أي إمامة الصلاة التابعة للإمامة السلطوية الحاكمة لا تكون إلا في الأمة وهذا ما قرره سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أنّ الإمامة في قريش.

3- وإذا كانت الإمامة السلطوية في قريش فهذا لا يعني تنازل سَيِّدنا عيسى عليه السلام عن الإمامة الروحية، فهي له لأنه نبيّ ورسول من أولي العزم.

4- وهنا يأتي حديث صحيح مسلم "فأمَّكُمْ مِنكُمْ" ومعناه "فأمَّكُمْ بكِتابِ رَبِّكُمْ تَبارَكَ وتَعالَى، وسُنَّةِ نبيّكُمْ صلى الله عليه وسلم " أي أنّ الإمامة الروحية ستكون لسَيِّدنا عيسى عليه السلام وأنه سيؤم المسلمين روحانيًا بكتاب الله وسنة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

5- يفسر ويشرح الميرزا وحي يلاش له([41]):"تبّت يدا أبي لهب وتبّ" (1) (إحدى يديه التي أمسك بها ورقةَ التكفير والثانية التي ختم بها أو كتب بها فتوى التكفير) يقول الميرزا في الحاشية:" (1) يتضح من هذا الكلام الإلهي أن الذين يُكفِّرون ويُكذّبون هم قوم هالكون، فلا يستحقون أن يُصلِّي وراءهم أحد أبناء جماعتي، فهل يمكن لحيٍّ أن يُصلِّي خلف ميت، فتذكروا أنّ الله - سبحانه وتعالى - أخبرني أنّه حرام عليكم قطعًا أنّ تُصلّوا خلف أي مكفِّر أو مكذب أو متردد، بل يجب أنْ يؤمّكم أحدٌ منكم، وإلى هذا يشير جانب من حديثِ البخاري "إمامكم منكم" أي عندما سينزل المسيح فسيكون لزامًا عليكم أن تتركوا نهائيًا سائرَ الفِرق التي تدَّعي الإسلام، وسيكون إمامكم منكم، فعليكم أن تعملوا بذلك، فهل تُريدون أن تقوم عليكم حجةُ الله وتَحبط أعمالُكم وأنتم لا تشعرون، فالذي يقبلني بصدق القلب فهو يُطيعني أيضًا بإخلاص، ويعتبرني حَكَمًا في كل أمر ويطلب مني الحكم في كل نزاع. أما الذي لا يقبلني بصدق القلب فسترون فيه نخوة وأنانية؛ فاعلموا أنّه ليس مني لأنه لا ينظر إلى أقوالي التي تلقيتُها من الله بعظمة فلا تعظيمَ له في السماء".

نلاحظ هنا أنّ الميرزا فَصَلَ بين الإمامة الروحانية والتي هي له باعتباره المسيح الموعود وللخلفاء الأحمديين من بعده، وبين إمامة الصلاة، ولا يوجد رابط بينهما إلا أنّ إمام الصلاة على ملة الإمام الروحاني، بينما كل كلام الميرزا السابق في تفسيره لحديث البخاري "وإمامكم منكم"([42])

 جعل الميرزا النازل وهو المسيح الموعود هو نفسه الإمام الحاكم وهو إمام الصلاة.

والخلاصة:

إذا اتفقنا على صحة حديث "الأئمة من قريش"، وأنّ في الأمة الإسلامية يجب أن يكون هناك إمامان، إمام حكومي سلطوي وإمام روحي – وهذا اعتقاد الميرزا – فالمقصود بــ "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" هو الإمام السلطوي الحكومي القاهر الذي يجب أنّ يكون من قريش، وهذه الإمامة ليست لابن مريم لأنه ليس من قريش، وإنما للمهدي إمام المسلمين الذي هو من قريش بل من آل البيت، أي قبل نزول سَيِّدنا عيسى عليه السلام.

بعد نزول سَيِّدنا عيسى عليه السلام وقد سبقه وجود المهدي زمنًا، وكان المهدي إمامًا للمسلمين، سيحاول المهدي أنّ يجعل سَيِّدنا عيسى عليه السلام إمامًا للناس في الصلاة، فيرفض سَيِّدنا عيسى عليه السلام ذلك، ويقول إنّ هذا تكرمة هذه الأمة أي إمامة الصلاة التابعة للإمامة السلطوية الحاكمة لا تكون إلا في الأمة وهذا ما قرره سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أنّ الإمامة في قريش.

وإذا كانت الإمامة السلطوية في قريش فهذا لا يعني تنازل سَيِّدنا عيسى عليه السلام عن الإمامة الروحية، فهي له لأنه نبيّ ورسول من أولي العزم.

وهنا يأتي حديث مسلم "فأمَّكُمْ مِنكُمْ" ومعناه "فأمَّكُمْ بكِتابِ رَبِّكُمْ تَبارَكَ وتَعالَى، وسُنَّةِ نبيّكُمْ صلى الله عليه وسلم" أي أنّ الإمامة الروحية ستكون لسَيِّدنا عيسى عليه السلام وأنه سيؤم المسلمين روحانيًا بكتاب الله وسنة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.


 

انتهيت من التعليق الأول على ما قاله عالم الأحمدية جلال الدين شمس والآن أذهب إلى التعليق الثاني:

ثانيا: بهذه المقاييس التي قررها الميرزا تعريفًا للنبيّ، فإنّ سَيِّدنا الخَضِر عليه السلام يجب أنْ يكون نبيًّا ولكن الميرزا ينكر أن يكون الخَضِر نبيّا، فالخَضِر علمه من الله تعالى والعلم من الله تعالى لا يكون إلا لَدُنْيًّا وأقر الميرزا بذلك، ولم يأتي بشريعة ولم يكن أبدًا تابعًا لرسول بل كان في الفلوات والشواطئ، فلماذا لا تنطبق عليه القاعدة أو تعريف النبيّ السابق الخاص بالميرزا، وبمقياس الميرزا، لماذا لا يُعتبر الحواريون أنبياء فقد كلمهم الله تعالى وخاطبهم، ولماذا لا يعتبر كل الأولياء أنبياء فهم مُحَدَّثون ومُكَلَّمون، ولماذا لا يعتبر سَيِّدنا عمر بن الخطاب نبيّ بالرغم من أن سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أنكر ونفى نبوته؟ بينما أثبت له المُحَدَّثية.

ثالثا:

لو افترضنا أن المبعوث القادم الروحاني لا بد أن يكون من الأمة الإسلامية، فهذا أيضًا ينطبق على سَيِّدنا عيسى عليه السلام، لأنه وكافة الأنبياء من أمة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وهكذا قال الميرزا كما سنرى

يدّعي الميرزا أنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام من بني إسرائيل ، وهو نبيّ إلى بني إسرائيل فقط فلا يصح أنْ يكون إماما للمسلمين، وطبعا هذا كذب وتدليس على الناس، فسَيِّدنا سَيِّدنا عيسى عليه السلام مسلم مثل كافة الأنبياء، ولا يعني أنه أو أي أحد من بني إسرائيل أو من غيرهم ألا يكون مسلما إلا بالولادة من أبوين مسلمين.

 

وهذه أقوال الميرزا تثبت أنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام من أمة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

اختصارًا يقول الميرزا غلام:"من المعلوم أن المسيح بن مريم أيضًا صار أحد أفراد الأمة "، ويقول:"يثبت من القُرآن الكريم أن كل نبيّ عموما يدخل في أمة النبيّ صلى الله عليه وسلم كما يقول تعالى:” لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ". فبذلك صار جميع الأنبياء من أمته، فما معنى اعتبار عيسى عليه السلام من أمته بوجه خاص؟ وما خصوصيته؟" ويقول:"يتبين من هذه الآية بنص صريح أن جميع الأنبياء بمن فيهم المسيح كانوا مأمورين بالإيمان بالنبيّ ".

 

والآن أعرض الثلاثة نصوص كاملة من كلام الميرزا غلام:

يقول الميرزا غلام([43]) :"الآية التاسعة والعشرون (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). أي ما أعطاكم الرسول من العلم والمعرفة فخذوه واتركوا ما نهاكم عنه. والآن نتوجه إلى ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد. فأَصغوا أولا إلى حديث ورد في المشكاة برواية أبي هريرة رضي الله عنه وهو: قال رسول الله مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم:"أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إلى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلِكَ" رواه الترمذي وابن ماجه، ومن المعلوم أنّ المسيح ابن مريم أيضًا صار أحد أفراد الأمة، فكيف يمكن إذَنْ أن يكون هناك هذا الفرق الهائل في الأعمار؛ إذ يصل بقية أفراد الأمة إلى الستين بالكاد، أما المسيح فقد مضت عليه نحو ألفَي سنة ومع ذلك لا يكاد يموت، بل يقال أنّه سيعود إلى الدنيا ويمكث فيها أربعين عاما أو خمسة وأربعين؟!".

هنا يقر الميرزا بأنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام من أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث يقول الميرزا "من المعلوم أن المسيح ابن مريم أيضًا صار أحد أفراد الأمة"

 يقول الميرزا([44]):"وهناك دليل آخر أيضًا على ذلك وهو أنّه قد جاء في سورة آل عمران: (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النبيّين لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا ([1]. يتبين من هذه الآية بنص صريح أن جميع الأنبياء بمن فيهم المسيح كانوا مأمورين بالإيمان بالنبيّ وأقروا بأنهم آمنوا به. وإذا قرأنا الآية: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) مع الآية المذكورة من قبل واستنبطنا من "الذنب" جريمةً، والعياذ بالله، لكان عيسى عليه السلام أيضًا مجرما بحسب هذه الآية لأنّه أيضًا من المؤمنين الذين آمنوا بالنبيّ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بحسب الآية لذا سيُعدّ مذنبا لا محالة".

 يقول الميرزا([45]):"إنهم يشددون جهلًا منهم على جانب وينسون جانبا آخر. يقولون إنّ عيسى سينـزل وسيصبح فردًا من الأمة. والفرق بين قولهم وقول الله هو أنهم يجعلون عيسى فردًا من الأمة، والله يجعل فردًا من الأمة عيسى، ولكن هذا الفرق ليس مما لا يمكن تعديل خطئه. ما دام الله قادرا على أن يجعل فردا من الأمة عيسى وبذلك يمكن أن تظهر عظمة هذه الأمة على بني إسرائيل ، فما الحاجة ليُنـزَّل عيسى بن مريم من السماء على عكس وعد الله تعالى؟ (القائل بأن الذي يرحل من الدنيا لا يعود إليها ثانية) كان عيسى عليه السلام الخليفة الأخير في بني إسرائيل ، وكان المراد من اعتبار فرد من الأمة عيسى أنّه أيضًا سيكون الخليفة الأخير لهذه الأمة، وأن يهود هذه الأمة سيهاجمونه ولن يقبلوه. ولكن ما الحكمة في اعتبار نبيّ فرد من هذه الأمة؟ يثبت من القُرآن الكريم أن كل نبيّ عموما يدخل في أمة النبيّ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كما يقول تعالى:"لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ". فبذلك صار جميع الأنبياء من أمته، فما معنى اعتبار عيسى عليه السلام من أمته بوجه خاص؟ وما خصوصيته؟ هل كان قد انحرف عن إيمانه السابق، إذ آمن مع بقية الأنبياء، حتى عوقب- والعياذ بالله- بأن يُنـزَل على الأرض ويُكرَه على تجديد إيمانه، بينما كان في الإيمان السابق كفاية للأنبياء الآخرين؟ ألا تبعث مثل هذه الأفكار السخيفة على السخرية بالإسلام؟

إذَنْ ثبت من كلام الميرزا إيمانه بأنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام من أمة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وبالتالي تسقط كل استدلالاته المبنية على أنّ سَيِّدنا عيسى عليه السلام ليس من أمة نبيّنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.










فهرس الجزء الاول

مقدمة      4

تنبيهات لا بد منها       6

كتب الميرزا التي نشرتها الطائفة الأحمدية القاديانية:   8

الموضوعات في هذا الجزء الأول:  12

قصتي مع الأحمدية القاديانية 18

الباب الأول       26

الفصل الأول: التعريف بالجماعة الأحمدية القاديانية     26

الجماعة الأحمدية القاديانية جماعة تكفيرية انفصالية    28

أولًا: بعض نصوص تكفير الميرزا للمسلمين كما وردت في كتب الميرزا  30

ثانيًا بعض نصوص التكفير من كُتُب الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود   39

ثالثا نصوص التكفير من كلام الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين.    48

رابعا: تصريح وتأكيد الجماعة الأحمدية القاديانية على تكفير غير الأحمديين.     49

خامسا: النصوص من كلام الميرزا تبيّن قصده بأهل النار     51

أدلة اعتبار الطائفة الأحمدية جماعة انفصالية     55

وهذه هي الخلاصة في نقاط سريعة، وتجدون النصوص بكاملها في الحاشية():   55

2- الطائفة الأحمدية القاديانية أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى  61

والآن لماذا من الضروري جدًا مقاومة الطائفة الأحمدية القاديانية!!  62

أولا: هم يتبعون رجلًا ادعى النبوّة والرسالة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.      62

وهذه بعض النصوص من كتب الميرزا التي تثبت الادّعاء بالنبوة والرسالة:       62

ثانيا: إفسادهم لعقيدة المسلمين بادّعاء بنوة الميرزا الاستعارية لله.   66

ثالثا: استباحة الإساءة للأنبياء والمرسلين وبخاصة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم  68

رابعًا: فتح باب النبوّة إلى يوم القيامة       69

النصوص التي ورد فيها من كلام الميرزا استمرار النبوة إلى يوم القيامة:  69

خامسًا:    70

سادسًا: لا يحبون الخير لغير الأحمديين القاديانيين      70

الفصل الثاني     75

مَنْ هو الميرزا غلام القادياني مؤسس الطائفة الأحمدية القاديانية     75

الفصل الثالث    81

العطاءات الربانية اليلاشية للميرزا غلام   81

الأمر الأول: أهمية معرفة متى بدأ وحي النبوة والرسالة التي ادّعاها الميرزا غلام؟     82

أقوال علماء الأحمدية لتحديد بداية وحي النبوّة تأكيدًا لكلام الميرزا غلام    87

الأمر الثاني: قبل ذكر العطاءات الشخصية للميرزا نبين أهمية كتاب (البراهين الأحمدية):     89

مختصرًا لهذه العطاءات اليلاشية للميرزا  94

أولًا: ادعاؤه أنه هو الحَكُم العَدل     95

ثانيا: ادعاؤه أنَّ الله تعالى قد أصلحه تمام وكمال الإصلاح وكان في سنة 1878م        99

النصوص التي تثبت إقرار الميرزا بخصوص اقتباسه من كتب الأدباء الآخرين: 104

ثالثًا: ادعاؤه أنه من المطهرين وأنّ الرحمن علمه القرآن.     106

رابعًا: ادعاؤه أن ربه سماه آدم والمهدي   110

خامسًا: ادعاؤه العصمة        112

النصوص التي تثبت اعتقاد الميرزا بعصمته، ونصوص يصرح فيها الميرزا بعدم عصمته.        113

1- كتاب (مرآة كمالات الإسلام) وما ادعاه من مجموعة عطاءات فيه       117

2-: ما ادعاه من مجموعة عطاءات في كتاب (الأربعين)       122

3- ما ادعاه من عطاءات في كتاب (ترياق القلوب)()   123

4- ما ادعاه من عطاءات في كتاب (الهدى والتبصرة لمن يرى)      126

الباب الثاني      131

المبادئ والأساسيات العقائدية والفكرية للطائفة الأحمدية القاديانية    131

الفصل الأول: النبوة    131

1- الأساس الأول: اعتقادهم بنبوة ورسالة الميرزا غلام، واستمرار النبوة إلى يوم القيامة.        131

النقطة الأولى: النصوص التي يقر فيها بأنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم هو آخر النبيين من غير تخصيص الآخرية للأنبياء التشريعيين:     137

النقطة الثانية: النصوص التي تثبتُ أنّه ينكر أنْ تكون نبوته نبوة حقيقية، ويصر على مدى سنين كتاباته المنشورة في الموقع الرسمي للأحمديين أن نبوته نبوة غير حقيقية وهي استعارية مجازية اصطلاحية. 139

النقطة الثالثة: النصوص التي تثبت اعتقاد الميرزا أنه النبيّ الوحيد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه اللبنة الأخيرة في عمارة الأنبياء، وهذا يكسر تفاسيرهم الخاطئة لآيات تدل على استمرار النبوة:        143

أولا: تفسير الميرزا للآية {مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النبيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا        145

ثانيا: وصف الميرزا لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بأنه النبيّ الأخير بالنسبة لكافة أنواع النبوات سواء تشريعية أو مستقلة؟   145

ثالثا - تفسَّير الميرزا للتعبير "خاتم النبيّين" لغويًا من الفعل خَتَمَ بمعنى انقطاع الوحي أي أنّ سَيِّدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم صاحب الوحي الأخير.       147

رابعا: استخدام الميرزاكلمة "خاتم" وبعدها جمع العقلاء وفي مقام المدح في غير آية سورة الأحزاب بمعنى الأخير.  148

خامسا: النصوص من كلام الميرزا التي تبين أنّ كلمة "خاتم" وكان بعدها جمع للعقلاء وفي مقام المدح وكان معنى خاتم الأخير. 150

2- الأساس الثاني: الاعتقاد بعقائد لا يمنعها القرآن الكريم مثل نبوة الميرزا غلام.        152

3-. الأساس الثالث: الاعتقاد بموت سَيِّدنا عيسى عليه السلام، وأنّ الله تعالى أخفى عن المسلمين عقيدة موت سَيِّدنا عيسى عليه السلام لمدة تزيد على 1300 سنة        157

4- الأساس الرابع: ادعاء الميرزا بأنه ظل وبروز لسَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ومثيل سَيِّدنا عيسى عليه السلام 159

5- الأساس الخامس: تعريف الميرزا للنبيّ والنبوة التشريعية. 164

6- الأساس السادس: الاعتقاد بالبنوة الاستعارية لله سواء للميرزا غلام أو لسَيِّدنا عيسى عليه السلام 181

الفصل الثاني: أدلة الميرزا لإثبات نبوته   183

1/5/2024       183

7- الأساس السابع: ادعاء سوء فهم الأنبياء للوحي من الله تعالى وبخاصة النبوءات المستقبلية        183

النصوص من الميرزا تبيّن عقيدته أنّ عدم فهم مدعي النبوة للكلام الذي يدّعي أنّه من الله تعالى إنما يدل هذا على أنه كذاب      185

أولا: النصوص التي تبيّن رأي الميرزا في الحال التي يجب أنّ يكون عليها المصلحون والباحثون. بخصوص فهم الوحي والإلهام ولغته، فما بالنا بحال الأنبياء والمرسلين.        194

ثانيا: النصوص من كلام الميرزا بخصوص ما يجب أن يكون عليه مستوى ما يقوله أهل الله تعالى المصلحون للناس:  199

8-الأساس الثامن: التنبؤات الغيبية المطاطية      203

9- الأساس التاسع: نَسَبُ وعائلة الميرزا   207

10- الأساس العاشر: التأويل الباطني للنصوص القُرآنية والأحاديث 210

11- الأساس الحادي عشر: التأويل الباطني لنبوءات سابقة لتناسب الميرزا غلام 211

12- الأساس الثاني عشر: اعتبار بعض العقائد في كتب أهل الكتاب صحيحة، واستغلالها لإثبات أفكار وعقائد قاديانية أنها صحيحة، وسيتم إن شاء الله تعالى الرد تفصيلًا على فساد الاستدلال من كتب اليهود والنصارى المحرفة بإقرار الميرزا لاحقًا.     215

13- الأساس الثالث عشر: فصاحة الميرزا الإعجازية في اللغة العربية     222

بعض النصوص مِن كلام الميرزا ينكر فيها الوحي للأنبياء بلغات لا يفهمونها:    234

14- الأساس الرابع عشر: مفهوم الإهانة عند الميرزا وابنه محمود، حيث أن من أدلة صدق الميرزا أن ربه قد وعده بأنه سيهين من يهينه من المعارضين.  235

15- الأساس الخامس عشر: الادعاء أنّ الزيادة العددية لهم تعني صحة عقيدتهم وأنهم على الحق.        238

16- الأساس السادس عشر: استحقاق العالم للعذاب لأنّهم لم يؤمنوا بالميرزا نبيًا. 239

17 - الأساس السابع عشر: الاعتداد بالأفكار والأقوال المتأخرة والارتداد عما كان يعتقده الميرزا سابقًا. 242

الارتداد الأول:  243

الارتداد الثاني:  243

الارتداد الثالث:  243

الارتداد الرابع:  244

وهذه جملة من النصوص من كتب الميرزا تبين بوضوح عقيدة الميرزا في النبوّة والمُحَدَّثية:        245

الارتداد الخامس:       254

الارتداد السادس:        255

الارتداد السابع: 256

الارتداد الثامن:  267

الارتداد التاسع: 268

الارتداد العاشر: 273

الارتداد الحادي عشر: 274

18-الأساس الثامن عشر: إنكار معجزات الأنبياء الحسية، وبخاصة إنكار إمكانية إحياء بعض الموتى قبل يوم القيامة، كما أنّ إنكار معجزات الأنبياء جعل من الأحمدية غطاءً دينيًّا يختبئ تحته كل كاره للدين وللأنبياء الأطهار.       279

النصوص المثبتة من كلام الميرزا لاعتقاده بإمكانية إحياء الموتى في الحياة الدنيا:       283

19- الأساس التاسع عشر: إنكار نزول الملائكة من السماء.   287

20- الأساس العشرون: إسقاط فريضة جهاد الحكومة الانجليزية.    291

أوّلا: علاقة الميرزا بملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة الانجيلية وتودده لها بشكل مهين.     292

ثانيا: إقرار الميرزا بأنه وعائلته من غرس الانجليز.   295

ثالثا: علاقة الميرزا بالحكومة الإنجليزية ومنعه لجهاد المحتل بالرغم من حرص الحكومة الإنجليزية على تنصير المسلمين.      296

رابعا: دعم الميرزا للحكومة الإنجليزية لاحتلال دولة (ترانسفال).   299

خامسا: علاقة الميرزا بالقساوسة.   301

سادسا: لماذا كان الميرزا يهاجم القساوسة ويعتبرهم الدجال؟  303

20- الأساس الواحد والعشرون: الاعتقاد بتغير الإرادة الإلهية وتغير الصِبْغَة مما سمح للميرزا بالنصب على الناس وعدم الالتزام بالتعهدات.       304

22- الأساس الثاني والعشرون: الاعتقاد بجواز النسخ في عقيدة الميرزا غلام.    306

الباب الثالث      309

أصول الاستدلال التي أقر بها الميرزا غلام       309

الأصل الأول: وهو أهم أصل من أصول الاستدلال عند الميرزا غلام.      310

الكتب المُسَلَّم بها التي ذكرها الميرزا غلام: القرآن الكريم، ثم صحيح البخاري، ثم صحيح مُسْلِم، ثم صحيح الترمذي وابن ماجة والموطأ والنسائي وأبو داوود والدارقطني.     310

بعض الأصول الأخرى والأساسية التي تتعلق بتوصيف الأدلة من القرآن الكريم والأحاديث:        311

1- التفسير بالرأي:     319

2- الحديث الصحيح:   321

3- الحديث المتصل:    324

4- الحديث المرفوع:   325

5- الحديث المتواتر:    326

الأصل الثاني: بثبوت الرسالة يثبت كل كلام الرسول، فما هي إثباتات نبوة ورسالة الميرزا القادياني؟    330

الأصل الثالث: رفض الاستخارة لإثبات نبوة الميرزا غلام.   332

الأصل الرابع: لا يصح الادعاء بلا دليل ثم الإتيان بكلام هراء بناء على الادعاء نفسه. 335

الأصل الخامس: نوعيات ومستويات الأدلة كما يراها الميرزا غلام  339

خلاصة ما سبق من إقرارات من كلام الميرزا غلام:   344

الأصل السادس: إذا تطرق الاحتمال إلى الدليل سقط الاستدلال به.  346

الأصل السابع: الأدلة القطعية هي البَيِّنات التي أرسل الله تعالى بها الأنبياء لإثبات صدقهم.        347

الميرزا نفسه يقرر ضرورة المجيء بالأدلة القطعية على صدق المرسلين قبل أي شيء.        350

الأصل الثامن: استخدام الألفاظ الحاكمة مثل "الحدود" و"الشهادة" و"التصريح" يثبت دجل الميرزا.      355

الأصل التاسع: من الذي يملك التفسير الصحيح للإلهام أي النبوءات؟ هل الملهم نفسه أم غيره!!        357

الأصل العاشر: أولوية تفسير النصوص القُرآنية والحديثية بالظاهر، ولا يحال إلى غير ذلك الا بقرينة قوية صارفة.       361

الأصل الحادي عشر: إنكار إخراج ألفاظ القُرآن والحديث الاصطلاحية إلى معانيها اللغوية أو الاجتهادية، واعتبار المصطلحات الصوفية المبتكرة والمخترعة مصطلحات خاطئة.        368

الأصل الثاني عشر: منع تخصيص العام أو الاستثناء منه إلا بدليل قطعي  386

الأصل الثالث عشر:"القَسَمُ يدل على أنّ الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه ولا استثناء.        392

الأصل الرابع عشر: الدليل المركب من أجزاء لا يمكن الاستدلال به إلا بوجود الأجزاء جميعها معا.   400

الأصل الخامس الاستدلال: حتمية ذكر اسم مدَّعي النبوّة في القُرآن وإلا كان كاذبا        403

الأصل السادس عشر: تحريف التوراة والإنجيل، والقرآن حكم عليهما، أي لا يقبل أي نص فيهما لم يُذكر في القرآن الكريم.        407

نصوص إثبات التحريف كما جاء في كتب الميرزا المنشورة في الموقع الرسمي: 408

نصوص الميرزا التي تبين معنى أن يكون القُرآن حكمٌ على كتب أهل الكتاب؟    413

الأصل السابع عشر من أصول الاستدلال: تعريف القدر المبرم والقدر المشروط.        427

الأصل الثامن عشر: المواصفات الحتمية للنبوءات الغيبية للرسل والأنبياء 432

الفترة من 1880م إلى ما قبل نشر كتاب (إزالة خطأ) في شهر 11/1901:      434

االنصوص التي عاود الميرزا مرة أخرى الإقرار فيها بأنّ للمُحَدَّث إلهام بنبوءات مستقبلية:        446

الباب الرابع      451

لماذا يصر الأحمديون أتباع الطائفة الأحمدية القاديانية على الباطل مع ظهور الحق بوضوح!!!        451

إبراء الطائفة الأحمدية من بعض ما نسب إليها   457

1- هل الغلام القادياني ادعى الألوهية؟     458

2-  هل مات الغلام القادياني في بيت الخلاء؟     458

3-- هل ادعى الغلام القادياني أنه تلقى كتابًا جديدًا غير القرآن الكريم؟.     458

4-هل يوجد عند الطائفة الأحمدية كتابًا مقدسًا يسمى الكتاب المبين؟.        458

5-هل تبيح الطائفة الأحمدية المخدرات والخمور؟.      459

6-هل تصلي الطائفة الأحمدية باتجاه قاديان بلد الغلام القادياني؟.    459

7-هل تحج الطائفة الأحمدية لقاديان؟.      459

8-هل الطائفة الأحمدية تشكل خطرًا على الأمن في المجتمعات؟.    459

"الدولة الإلهية السماوية" وهي من الأخطاء الشائعة بخصوص الأحمدية القاديانية 460

مرض الميرزا بالهستيريا     463

كلمات مكررة في الكتب الأحمدية باللغة الأردية والفارسية والهندية ومعناها باللغة العربية كما ورد في مقدمة كتاب (التذكرة) وكتاب (سر الحقيقة):       472

الفهرس   475

كتب الميرزا المنشورة في الموقع الرسمي 482

كتب كتبها الميرزا باللغة العربية كما يدعي       482

كتب كتبها الميرزا باللغة الأردية وتم ترجمتها    482

 

 



[1] أي ألغى الميرزا عقيدة علم المُحَدَّث للغيب اليقيني من الله تعالى.

[2] مقدمة كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة حرف (ط) وما بعدها.

[3] يقصد الميرزا غلام.

[4] أي النبيّ التشريعي.

[5] أيضًا يسمى نبيّ تشريعي عند الأحمديين.

[6] أي النبيّ المستقل في المفهوم الأحمدي.

[7] أي النبيّ المستقل.

[8] أي النبيّ التشريعي.

[9] أي أنّ الميرزا يرى نفسه مُحَدَّثا، والمُحَدَّث فيه جزء من كمالات النبوّة وبالتالي فهو يصطلح لنفسه اسم النبوّة الظلية.

[10] أي التشريعية في المفهوم الأحمدي.

[11] يقصد الميرزا غلام.

[12] يقصد جلال الدين شمس أنّ رب الميرزا كان يسميه نبيًّا ورسولًا في كتبه مثل "البراهين الأحمدية" ولكن الميرزا قام بتأويل النبوّة والرسالة بالمُحَدَّثية.

[13] ي الحقيقة لا بد من ذكر اسم أي نبيّ في القرآن الكريم أو في السنة الصحيحة حتى نقر بنبوته، وهذا هو كان رأي الميرزا، ولكنّ الله تعالى يمكر بالميرزا حيث يدعه يقر بالمبدأ السابق الصحيح، ثم يجعله يذكر أسماء البعض على أنهم أنبياء بالرغم من أنه هو بنفسه قد أنكر نبوتهم قبل ذلك والسبب كما قال هو أنّ الله تعالى لم يذكرهم في القرآن الكريم على أنهم أنبياء أو رسل؛ مثل الخَضِر عليه السلام، فقد أنكر الميرزا نبوته ورسالته في الكثير من النصوص كما سنرى، ثم نجده يقرر أن الخضر نبيّ في الكثير أيضا من النصوص التي نشرها الأحمديون مؤخرًا مثل كتاب (الملفوظات).

وعدم علم الميرزا بحقيقة نبوته، هل هو نبيّ أم هو مُحَدّث – كما يدعون لمدة 19 سنة من سنة 1882 حتى سنة 1901م، وهذا شيء مستنكر وغير مقبول- لا يغير من الحقيقة العلمية التي ذكرها الميرزا كثيرًا كما سنرى أنه لم تُذكر في القرآن الكريم نبوة أو رسالة الخضر، فهل بعد معرفة الميرزا بحقيقة نبوته وأنه ليس مُحَدّثا وإنما هو نبيّ؛ فهل وجد الآن في القرآن أنّ الخضر نبيّ؟

وهذه هي النصوص التي يقر فيها الميرزا بمُحَدّثَية الخَضِر وعلمه للغيب اليقيني من الله تعالى وعدم نبوته عليه السلام:

يقول الميرزا في كتاب (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى صفحة (479):" فبناء على ذلك العلم القطعي واليقيني [يقصد الميرزا العلوم الغيبية التي عرفها الله تعالى له] قام الخَضِر أمام موسى بأعمال كانت تبدو خلاف الشريعة في الظاهر. فقد خرق السفينة، وقتل غلاما بريئا، وتحمل عناء عمل غير ضروري دون أجر. والمعلوم أن "الخضر" لم يكن رسولا، وإلا لكان بين ظهرانَيْ أمته وليس في الفلوات أو شواطئ البحار، ولم يذكره الله تعالى أيضًا كنبيّ أو رسول. ولكنه - سبحانه وتعالى - عدّ ما كان يُطلَع عليه من أخبارٍ قاطعا ويقينا، لأنّ العلم في مصطلح القرآن الكريم ما هو قطعي ويقيني. والمعلوم أنه لو كانت عند الخَضِر كمٌّ من الظنيات فقط، لما جاز له أن يقوم بالأعمال المنكَرة والمعارضة للشرع صراحةً اعتمادًا على مجرد الظن، بل لكانت من الكبائر باتفاق جميع الأنبياء".

ويقول الميرزا في نفس الكتاب صفحة 605:"... فما دام الله تعالى يعُدّ صحابة نبيّه الأكرم أفضل وأعلى من جميع الأمم السابقة في جميع الكمالات، ومن ناحية أخرى يبيّن حالة الكمَّل من الأمم الأخرى كغيض من فيض ويقول إنّ مريم الصديقة، أم عيسى عليه السلام، وكذلك أمّ موسى عليه السلام، وحواريي المسيح - عليه السلام - والخَضِر كانوا ملهَمين من الله وكانوا يُطلَعون على أسرار غيبية بوحي الإعلام مع أنه لم يكن أحد منهم نبيّا. فلا بد من التدبر ماذا يُستنبَط من ذلك، ألا يثبت منه أنه يجب أن يكون الأتباع الكمَّل من الأمة المُحَمَّدية ملهَمين ومُحَدَّثين بوجه أَوْلى من هؤلاء القوم إذ أنهم خير الأمم بحسب تصريح القرآن الكريم؟ لماذا لا تتدبرون القرآن ولماذا تخطئون في التفكير؟ ألا تعرفون أنه ثابت من الصحيحين أن النبيّ – صلى الله عليه وسلم - قد بشَّر هذه الأمة أنه سيكون فيها مُحَدَّثون كالأمم السابقة؟ والمُحَدَّثون هم الذين يحظون بمكالمات الله ومخاطباته. وتعلمون أيضًا أنه قد جاء في قراءة ابن عباس:"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ولا مُحَدَّث إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته". فبحسب هذه القراءة التي نقلها الإمام البخاري أيضا، يثبت على وجه القطع واليقين إلهام المُحَدَّث الذي لا يبقى فيه دخل للشيطان. والمعلوم أنه إذا كان إلهام الخَضِر وأم موسى مجموعة من الشكوك والشبهات فقط وما كان يقينيا وقطعيا، فكيف جاز أن يوقِع شخصا بريئا في خطر أو يوصله إلى الهلاك، أو يقوم بأيّ عمل آخر لا يجوز شرعا وعقلا. لا شك أن علمه كان يتّسم باليقين، لذلك وجب عليه ذلك العمل وجازت له الأمور التي لا تجوز للآخرين قط." انتهى النقل

وفي كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 191:" إن الذي خرق السفينة وقتل الولد البريء – كما ورد في القرآن الكريم – كان ملهما فقط، ولم يكن نبيّا"، وفي النص التالي نجد الميرزا يضع الخَضِر عليه السلام في مصاف الأولياء مع أم موسى عليه السلام ومريم والحواريين وكلهم ينسبهم الميرزا إلى الأولياء المُحَدَّثين. يقول الميرزا في كتابه (إزالة الاَوهام) 1891م صفحة 686:" أما الأنبياء والمُحَدَّثون؛ فالطريق الطبيعي لهم لنيل هذه المرتبة في معظم الحالات هو أنه عندما يريد الله تعالى أن ينزل على أحد منهم كلامه، يُلقي عليه نوعا من الوجد والغَشْي الروحاني دون توسط أسباب مادية. عندها يفنى وجود هذا الإنسان نهائيا، ويخوض عميقا بجذب خاص من الله دون أن يكون له أي خيار في ذلك. وعندما يستفيق، يجد في ذاكرته كلامًا حلوًا لذيذا، وهو الوحي الإلهي. الكلام الذي ينزل على أحباء الله تعالى والمقدسين ليس أمرا موهومًا أو مبنًيا على أفكار خيالية محضة يمكن لنفس الإنسان أن تخلقه من عندها، بل هو في الواقع والحقيقة كلام ذات لا يُدرَك، فيشكل هذا الكلام نفسه في نظر العارفين الدليل الأمثل والأعلى على وجوده. إن القرآن الكريم والأحاديث النبوية تكفي للمسلم دليلا على سنّة الله في إنزال كلامه على عباده. إن كلام الله تعالى مع أنبيائه وإنزاله كلامَه على أوليائه؛ مثل وحيه إلى أم موسى، وتشريفه - سبحانه وتعالى - الخَضِر - عليه السلام - بكلامه، وكلامه مع مريم الصديقة بواسطة الملاك إنما هو من الأمثلة الكثيرة الموجودة في القرآن الكريم بحيث لا حاجة للخوض في تفاصيلها.".

وأما النص التالي من كتاب (نزول المسيح) 1902 فهو عندي أهم نص في موضوع الخَضِر عليه السلام وإثبات اقرار الميرزا بأن الخَضِر عليه السلام ليس بنبيّ، وهذا الكتاب كتبه الميرزا في اب/اغسطس سنة 1902م وتم نشره في سنة 1909م أي بعد موت الميرزا بسنة تقريبا، والأهمية تقع في أنّ تاريخ كتابة نصوص الكتاب بعد نشر كتابه (إزالة خطأ) سنة 1901م حيث جاء فيه أنه ليس للمُحَدَّث علم غيبيّ. يقول الميرزا في كتاب ( نزول المسيح ) صفحة 83:" كذلك إن "الخَضِر" الذي لم يكن نبيّا قد أُعطِي من لدنه - سبحانه وتعالى - علمًا، هل كان إلهامه أيضًا ظنيا لا يقينيا؟ فلماذا إذَنْ قتل غلاما بغير وجه حق؟ وإذا لم يكن إلهام الصحابة - رضي الله عنهم - أيضًا بوجوب غسل النبيّ – صلى الله عليه وسلم - يقينيًا وقطعيًا فلماذا عملوا به؟ فإذا كان أحد ينكر بسبب عمَهِهِ الوحي النازل عليّ - وكان مُسْلِما وليس ملحدا خفيةً - فيجب أن يكون جزءًا من إيمانه أنّ المكالمة والمخاطبة الإلهية ممكنة على وجه القطع واليقين".

كتاب (الملفوظات) المجلد 2 صفحة 25 بتاريخ 11/1900مـ "ولو قال قائل: لماذا قام الخضر بأعمال فيها مظنة مخالفة الشرع؛ فالجواب أن الخضر لم يكن صاحب شرع، وإنما كان وليا، أما الأنبياء فعليهم القيام بالأمرين لذلك فهم مأمورون بفعل الخيرات سرا وعلانية أيضا".

كتاب (الملفوظات) المجلد 3 صفحة 129 بتاريخ 8/1902مـ :"فبسبب كون أبيهما صالحا وتقيًا جعل الله تعالى الخضر ونبيا عظيما مثل موسى يعملان كأجيرين ليقيما جدارها".

كتاب (الملفوظات) المجلد 5 صفحة 45 بتاريخ 4/1903مـ :" فكانت أم موسى عليه السلام أيضًا مشرفة بكلام الله، كما كان حواريو عيسى القليل أيضًا حائزين على هذه النعمة، كان الخضر أيضًا يتلقى الإلهام، فهل الإسلام قد تردّى وانحط في نظر الله لدرجة أن سبقت أتباعه نساءٌ بني إسرائيل".

والآن مع النصوص التي يقر فيها الميرزا بنبوة الخضر ويبدو أن تراجع الميرزا عن اعتبار الخضر نبيا إلى وصفه بالنبيّ إنما باعتبار الاصطلاح اللغوي وليس بالاصطلاح الشرعي:

كتاب (الملفوظات) المجلد 3 صفحة 59 بتاريخ 4/1902مـ :" لقد أمر موسى والخضر عليهما السلام أن يقيما جدارا لغلامين يتيمين لأن أباهما كان صالحا. وقد اهتم الله بصلاحه حتى جعل النبيّين يخدمانه كأجيرين" انتهى النقل

كتاب (الملفوظات) المجلد 4 صفحة 320 بتاريخ 3/1903مـ :" قد ذكر القرآن الكريم جدارًا ليتيمين يريد أن ينقضٌ وكان تحته كنز لهما وما كانا بلغا الحلم بعد، وكان هناك خطرٌ أن الجدار إذا انقضٌ سوف ينكشف الكنز ويأخذه الناس، ولن يجد هذان الغلامان شيئا. كلّف الله تعالى نبيين بخدمة إقامة الجدار ليجد الغلامان كنزهما عندما يكبران".

كتاب (الملفوظات) المجلد 10 صفحة 137 بتاريخ 3/1908مـ :" فلمًا كان {أبوهما صالحًا} (الكهف: 83) لذا قد أمر الله تعالى نبيّين ببناء جدار لحفظ المال المكتسب بالصلاح والتقوى".

وسأذكر في مواضع أخرى من هذا الجزء من كتاب (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية) نصوصًا من كلام الميرزا تبيّن ضرورة ذكر اسم الانبياء في القرآن الكريم حتى نقر بنبوتهم، لدرجة أن الميرزا يقرر أنه لولا ذكر اسم سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام ما حق لنا اعتبارهما نبيّين من عند الله تعالى.

[14] سورة الزخرف (63).

[15] سورة آل عمران (50).

[16] الإصحاح 5، العدد 17.

[17] الإصحاح 8، العدد 7.

[18] في كتابه (الأربعين) 1900م صفحة 111.

[19] هنا الميرزا يقر بضرورة ذكر الشرط لتخصيص العموم، وكذلك يجب ذكر شرط التخصيص نصًا في الآية إذا أريد القول بالتخصيص لأي قول ظاهره العموم، ونفس المبدأ الذي يقره الميرزا، يجب تطبيقه على آية "خاتم النبيّين" إذ أنّ كلمة "النبيّين" عامة وتشمل جميع الأنبياء، ولا يصح التخصيص في كلام الله سبحانه وتعالى إلا بدليل قطعي، فالدليل الظني لا يُثبت به التخصيص أو الاستثناء من كلام الله سبحانه وتعالى أو حديث رسوله صلى الله عليه وسلم، فمنْ يقول إنّ الخاتمية للأنبياء التشريعيين فقط، فقد خصص من غير مخصص أو ادعى استثناء بدون دليل.

[20] في كتابه (الأربعين) 1900 م صفحة 112.

[21] سورة الأعلى (18-19).

[22] كتاب (الأربعين) 1900م صفحة الصفحة 112.

[23] كتاب (الأربعين) 1900م صفحة 113.

[24] مقدمة كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة حرف (ظ).

[25] يقصد الميرزا من التعبير "وبأمر من الله" أنّ ربه يلاش العاج قد سماه وخاطبه بوصف النبيّ في وحيه له.

[26] بعون الله تعالى في هذا الجزء الأول في باب أصول الاستدلال سيتم مناقشة اعتبار المصطلحات الصوفية غير الشرعية القرآنية مثل النبوة الاصطلاحية والبروزية والظلية مصطلحات خاظئة.

[27] حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.

[28] خلاصة حكم المحدث :حديث صحيح.

[29] كتاب (البراهين الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى صفحة 569.

[30] كتاب (إزالة الاَوهام) لسنة 1891 الصفحة 437.

[31] يقصد الشيخ صدِّيق حسن خان.

[32] أي سَيِّدنا عيسى عليه السلام.

[33] كتاب (مرآة كمالات الإسلام) لسنة 1892 الصفحة 149.

[34] كتاب (كشف الغطاء) 1898 الصفحة 51.

[35] كتاب (الملفوظات) المجلد 10 صفحة 129.

[36] سورة الحجر (4).

[37] تفسير (حقائق الفرقان) هو من جمع الأحمديين لما تناثر من تفسيرات من تأليف الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين لكثير من آيات القرآن الكريم، وهذه التفاسير ما زالت باللغة الأردية، ومنشورة في الموقع الرسمي للأحمديين.

[38] سورة الفاتحة (5).

[39] خلاصة حكم المحدث :حديث صحيح.

[40] "الأئمةُ من قريشٍ، ولهم عليكم حقٌّ، ولكم مثلُ ذلك، ما إن استُرحِموا رحِموا، وإن استُحكِموا عدَلوا، وإن عاهدوا وفُوا، فمن لم يفعلْ ذلك منهم فعليه لعنةُ اللهِ، والملائكةِ، والناسِ، أجمعِينَ، لا يُقبَلُ منه صرفٌ، ولا عدلٌ".الراوي أنس بن مالك، المحدث :الألباني، المصدر :صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم 2758 ، خلاصة حكم المحدث صحيح، التخريج: أخرجه أحمد (12329)، والنسائي في ((السنن الكبرى))، 5942) باختلاف يسير.

[41] كتاب (التحفة الغولروية) 1900م والمنشور في 1902 صفحة 34.

[42] حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم.

[43] كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 464.

[44] كتاب (عصمة الأنبياء) 1902م صفحة 106

[45] كتاب (البراهين الأحمدية) الجزء الخامس 1905-1908 صفحة 300.








كتيب "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" واثبات بطلان فهم الميرزا غلام للحديث.

تعليقات

التنقل السريع