الجزء الاول ( قول الحكيم الترمذي )
مناقشة اقوال العلماء الذين جاء الاحمديون باقوالهم عن الخاتمية في كتاب (خاتم النبيين .. المفهوم الحقيقي)
كتاب (خاتم النبيين .. المفهوم الحقيقي) للخليفة
القادياني الرابع للجماعة الاحمدية القاديانية الذين يؤمنون بمجيئ نبي هندي اسمه
الميرزا غلام بعد رسول الله عليه الصلاة و السلام .
في الكتاب يحاول الكاتب باستماتة ان يخرج معنى
لفظ " خاتم النبيين " في سورة الاحزاب من معناها أنه آخر الانبياء الى
معنى غير مراد أي أنه المقصود أفضل و أكمل الانبياء و بالتالي يكون مقبولا أن يأتي
نبي بعد سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام .
و ان شاء الله سوف اناقش اقوال العلماء - الذين
جاء المؤلف بأقوالهم ليستدل على دعواه الباطلة – في مجموعة من المقالات التي تبين
خطأ الاستدلال بهذه الاقوال.
و هذا هو القول الاول من أقوال العلماء :
في الصفحة رقم 12 من الكتاب ينقل كلام الشيخ ابو
عبد الله الحكيم الترمذي.
يقول ابو عبد الله الحكيم الترمذي" و معناه
عندنا [ابراهيم بدوي: أي خاتمية النبوة ] أن النبوة تمت بأجمعها لمحمد عليه الصلاة و السلام فجعل قلبه لكمال
النبوة وعاء عليها ثم ختم [ابراهيم بدوي :يقصد ختم أي اغلاق وعاء النبوة]) "
ثم يعلق مؤلف الكتاب الخليفة الأحمدي الرابع على كلام الترمذي و
يقول :
" رغم ان معرفة الحكيم الترمذي بختم النبوة
عميقة جدا و لكنه مع ذلك يقول في النهاية "ثم ختم" مما قد يفهم منه خطأ
أن فيوض النبي عليه الصلاة و السلام المتعلقة بختم النبوة مقتصرة عليه فحسب و لم
تعد هناك إمكانية اتساع نطاقها الى الاخرين".
يقصد المؤلف من ( فيوض النبوة) انه من الممكن ان يصبح غيره من بعده نبيا من فيض
بركات النبوة .
و أقول أنا العبد الفقير : لقد أقر الحكيم
الترمذي بكمال النبوة و تمامها لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في قوله ان
النبوة تمت (و تمام الشيئ انهاؤه) بأجمعها أي التي بشرع و التي بدون شرع ثم قال منبها "ثم ختم" أي أغلق عليه
الوعاء , وعاء النبوة فلا يخرج منه أحد ممن شهد له سيدنا محمد عليه الصلاة و
السلام بنبوته و لا يدخل فيه أحد بعده .
و في صفحة رقم
21 من الكتاب يقول المؤلف ان الميرزا (نبيهم ) يقول " لا
يمكن ان يكون نبي لم يتلقى الفيض من النبي مباشرة و من المعروف لدى الجميع أن
المسيح الناصري [ابراهيم بدوي: يقصد سيدنا
عيسى بن مريم صاحب الانجيل ] لم يقتبس من
بركات النبي مباشرة و لا يمكن له ذلك ايضا".
و يكمل المؤلف و يقول " فالسؤال الذي يفرض
نفسه هنا هو أنه عندما يأتي المسيح الناصري عليه الصلاة و السلام يكون قد درس
التوراة و الانجيل سابقا لا القرآن و لا الاحاديث فهل يتخذ أحدا من الناس أستاذا
له أو يتتلمذ على أحد من المشايخ لدراسة القرآن و الاحاديث ".
و أقول : لقد نسي الميرزا و المؤلف الهندي ايضا أن الميرزا قال أن المسيح ينزل بعلومه من السماء و لا يعلمه و لا يأخذ شيئا من الارض.
كما في ( كتاب التبليغ - صفحة ( 26) )
يقول الميرزا " يا حسرة عليهم ! ألا يعلمون
أن المسيح ينزل من السماء بجميع علومه , و لا يأخذ شيئا من الارض , ما لهم لا
يشعرون؟ ألا يعلمون أن الذين يرسلون من لدن ربهم لا يحتاجون الى بيعة أحد , و هم
من ربهم يتعلمون , و كل علم منه يأخذون .. به يبصرون و به يسمعون , و به ينطقون.
يسكن فيهم روح الله , فهم بروحه يتكلمون , و به ينورون كل من سلم نظم فطرته , و به
يفيضون . و به يطلعون على كنوز العلم و يقيمون حجة الله على كل من لج بإنكار الحق
و جحوده , و من الله ينصرون . يودع الله صدورهم معارف القرآن و يظهرهم على نوادر
وقائع الزمان , و يعطيهم شيئا ما لا يعطى غيرهم , و هم من غيرهم يميزون . و يهب
لهم ملكا لا ينبغي لأحد من بعدهم , و هم بعناياته يخصصون.".
يقول الميرزا في كتاب خطبة الهامية صفحة رقم 67 أن
الله علمه من لدنه.
و أقول : فلماذا ينكر على عيسى ان الله ايضا
يعلمه من لدنه و لا يحتاج لتعليم المشايخ .
و يقول الميرزا في كتاب التبليغ صفحة رقم 11 " و علمني من لدنه علوم الهدى"
يقول الميرزا في كتاب تحفة بغداد صفحة رقم 40 " اني مؤمن موحد أتبع رسولي و سيدي
عليه الصلاة و السلام و جعلني الله وارثا لعلومه"
و أقول : فلماذا ايضا سيدنا عيسى لا يرث علوم
سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام من غير تعليم المشايخ؟؟
و يقول الميرزا في كتاب اتمام الحجة عن الاولياء
صفحة رقم 74 " .. و يعلمون من أشياء
لا يعلمها عقل العلماء و يعطون من علم لا يعطى مثله أحد من العقلاء ...".
و أقول : فهل ما اعطاه الله سبحانه و تعالى
للاولياء و منهم طبعا الميرزا الهندي بحسب ادعائه فهل محروم منه سيدنا عيسى عندما يأتي آخر الزمان؟ .
تقولون أو يقول الميرزا غلام أحمد أن
الفيوض النبوية مستمرة إلى يوم القيامة و هذا بخلاف سائر الأنبياء .
و أقول : و طبعا هي تنال كل من أسلم و آمن و صدق
بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
فما المانع أن تنال الفيوض النبوية سيدنا المسيح عليه السلام و هو مسلم و نبي و رسول من قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هو مسلم و نبي و رسول بعد نزوله من السماء.أم
ترون أنه غير مسلم ؟
و هل سيدنا عيسى لم يكن يعرف سيدنا محمد صلى الله
عليه و سلم ؟؟؟
ألم يكن
يعرفه بكل صفاته ؟؟
و أخبر
بها الحواريين حتى قال الله سبحانه و تعالى " الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ
الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا
مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة/146] "
أليس هذا
بكاف حتى تغمره الفيوض النبوية؟!!
و إذا صح حديث الاسراج و المعراج و قد صلى سيدنا
محمد صلى الله عليه و سلم بالأنبياء
جميعهم و بالتأكيد منهم سيدنا عيسى فهل هذا لا يكفي لمن صلى به سيدنا محمد صلى
الله عليه و سلم أن تشمله الفيوض النبوية
؟؟ فهل صلى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
بالميرزا غلام أحمد؟؟؟ .
و إذا كان لم يتلقى سيدنا عيسى الفيض مباشرة من
النبي فكيف تلقى الميرزا غلام أحمد الفيض مباشرة من سيدنا محمد صلى الله عليه و
سلم ؟؟
فسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و أخيه سيدنا عيسى إنما نالوا الفيوض الربانية
من ربهم و ليس كما قال الميرزا غلام أحمد
المسمى نبي على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة كما قال هو بنفسه عن
نفسه .
"وسُمّيتُ نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة "
أما إشكالية من سوف يعلم سيدنا عيسى فالنبي
الرسول عيسى بن مريم كلمة الله و روح منه
و واحد من أولي العزم من الرسل ابن البتول الشريفة فسوف يأخذ درس خصوصي .هل تعرف
ممن؟
من الله سبحانه و تعالى حيث يقول "
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
[البقرة/282]" .
فما رأي الميرزا غلام القادياني ؟ هل عيسى من التقاة أم
لا ؟؟؟
إستحوا واتقوا الله أن تقولوا استفهاما انكاريا , من يعلم عيسى صلى الله عليه
و سلم ؟
و تستخفون و تقولون هل يعلمه شيخ ؟
و هل وجود سيدنا عيسى عليه السلام في السماء يعني أنه في الصحراء و هو منقطع عن
العلم و عن القرآن ما أدرى الميرزا غلام أحمد بذلك؟
و تسألون هل عيسى ينزل و ينال النبوة ؟؟
لقد نال النبوة و نال الرسالة قبل أن يولد الميرزا الهندي و
أسلافه من الهنود بآلاف السنيين.
و الله اعلى و أعلم
و الى لقاء إن شاء الله تعالى مع أقوال أخرى للعلماء الذين يستدلون بها
في دعواهم الباطلة.
د.ابراهيم بدوي
(تلميذ المهندس فؤاد العطار)
استشاري المسالك البولية
ibrahimbadawy2014.blogspot.com
19/09/2014
تعليقات
إرسال تعليق