مقال (038) مدعي النبوة الميرزا غلام القادياني يقر بعدم نبوة الخضر لعدم ذكر ذلك في القرآن.
فأين
ذكرت نبوة الميرزا غلام القادياني في القرآن ؟؟
باختصار , الميرزا القادياني مدعي النبوة و أتباعه
أعضاء الجماعة الأحمدية يطلبون من المخالفين لهم
من المسلمين أن يأتوا بأقوى أنواع الأدلة للإستدلال على دعواهم مثل حياة المسيح عليه السلام في السماء و عدم موته.
و كما أن الميرزا يدعي أنه لا يقبل ما يعارض القرآن و لو كان
أمرا عقليا أو من أقوال الناس أو الأحاديث غير المتواترة أو الضعيفة (كما سيتضح ).
و كما أنه أيضا يعارض تفسير القرآن بالرأي و يعتبره
خطأ و إن صح (كما سيتضح).
فأنا أطالبهم كلهم من أولهم إلى آخرهم أن يأتوا بدليل واحد فقط على نبوة
الميرزا من نفس مستوى الأدلة التي يطلبونها من مخالفيهم و هو الدليل القطعي الثبوت و القطعي الدلالة من القرآن و السنة .
و إذا لم يأتوا بمثل هذا الدليل قطعي الثبوت و
الدلالة على نبوة الميرزا , فمن ادعى بعد ذلك نبوة الميرزا فلا حجة له و ينطبق
عليه الحكم بالكفر كما أعلنت ذلك المجامع الإسلامية العالمية المختلفة.
(و أحب أن أوضح أن هذا المقال ليس لمناقشة موضوع
سيدنا عيسى عليه الصلاة و السلام أهو حي أو ميت , و إنما عنيت فيه بيان طرق
الإستدلال التي يطلبها الميرزا من مخالفيه).
و الآن, ما هو رأي الميرزا غلام في رجل أوحى الله إليه بالعلم
اللدني بمعرفة بعض الغيب و اتبعه نبي من أولي العزم ليتعلم منه العلم الرباني؟
و طبعا هذه إقرار من الله سبحانه و تعالى بمستوى العلم لدي هذا الرجل و
علومه الغيبية و إقرار من الأنبياء ( سيدنا محمد وموسى ) عليهما الصلاة و السلام .
هذا الرجل هو سيدنا الخضر عليه السلام .
و الآن فلنرى رأي الميرزا غلام في حق الخضر.
يقول الميرزا في كتاب "البراهين الأحمدية " الأجزاء من
1 الى 4 صفحة رقم (479) :
1.
الخضر آتاه الله سبحانه و تعالى العلم القطعي
اليقيني (يقصد اللدني).
2.الخضر ليس رسولا لأنه لم يكن بين ظهراني أمة تابعة له لأنه كان في الفلوات و الشواطئ و لم يذكره الله على أنه نبي أو رسول .
3.
لولا هذا العلم ما عمل أعمالا خلاف الشريعة في الظاهر.
4.
العلم في القرآن يطلق على القطعي و اليقيني .
5.
لو العلم الذي كان عند الخضر ظني فقط لما جاز له
القيام بالأعمال المنكرة و المعارضة للشرع صراحة اعتمادا على مجرد الظن ,
بل لكانت من الكبائر باتفاق جميع الأنبياء.
و هنا لنا ملاحظات و استفسارات على كلام الميرزا :
· هل لو كان الخضر
تابعا لموسى عليه الصلاة و السلام مع هذه المواصفات مثل علم الغيب اليقيني، فهل يكون نبيا رسولا ؟
و ما الدليل على من قال: يكون نبيا بهذه المواصفات بالاضافة الى إتباعه
لموسى عليه
الصلاة و السلام ؟؟
· من كلام الميرزا
, الخضر ليس نبيا لأن الله سبحانه و تعالى لم يذكره نبيا أو رسولا، أي لم يقر الله سبحانه و تعالى له بالنبوة في القرآن و لم يذكره
أيضا أنه نبي في الكتب السابقة .
· و كيف يذكر الله سبحانه و تعالى
في كتابه أحدا أنه نبي أو رسول ؟؟
· هل يذكره الله سبحانه و تعالى باسمه كما ذكر اسم سيدنا محمد عليه الصلاة و
السلام بالإسم أم بصفة
لا تكون إلا له فلا يزاحمه أحد في هذه الصفة على الإطلاق ؟؟
· و اذا طبقنا
كلام الميرزا أولا على من أقر الميرزا غلام لهم بالنبوة مثل بوذا و غيره . هل عنده ما يؤكد
علمهم القطعي اليقيني ؟؟
و هل ذكرهم
الله
سبحانه و تعالى على أنهم
أنبياء ؟؟
· ثم نتوجه إلى
الميرزا نفسه، ما الذي يثبت أن علمه قطعي يقيني ؟
الله سبحانه و تعالى ذكر علم الخضر كما أقر الميرزا,
فأين ذُكِرَ علم الميرزا اليقيني ؟
وهل كل من أدعى العلم اليقيني نصدقه ؟؟ أين
الأدلة ؟؟
و اذا كان
الميرزا ( على زعمه ) يعلم الغيب يقينيا من خلال الوحي ( الذي لا يعرف بعضه أو لا يفهمه أو لا يعرف ترتيب كلماته أو بلغة أجنبية لا يعرفها ، كما أثبت
ذلك في مقالات عديدة في المدونة خاصتي ) فإن الخضر أيضا يعلم الغيب يقينيا و ليس
ظنيا كما قال الميرزا فكيف يكون الميرزا نبيا و الخضر لا يكون نبيا كما أقر
الميرزا ؟؟؟
الميرزا
أقر في كتابه (حقيقة الوحي صفحة رقم (3 و4 و5 و6 و ما يليهم) أن من الكفار و الزناة و الأولياء من يعرف
الغيب اليقيني سواء كان الوحي و الإلهام من الله أو من الشيطان , فلماذا لا يكون الميرزا واحدا منهم ؟؟
أرجو الإطلاع على المقال الخاص بوحي الشيطان بالحق حسب رأي الميرزا على الرابط التالي
· كلام الميرزا غلام أحمد
القادياني بحتمية ذكر اسم النبي في كتب الأنبياء يؤكده فهمه لآية
الميثاق التالية :
و هذا نص الآية " وَإِذْ
أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ
وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ
وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي
قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ" آل عمران آية (81)
و خلاصة ما في هذه الآية أن النبي الذي يطلب الله
من البعض تصديقه و الإيمان به و نصرته لا بد من أن يكون مذكورا في الكتب السماوية لدى هؤلاء البعض و قد ذكر
بها يقينيا .
و الشرح الكامل لهذه الآية و أنها تثبت خاتمية
النبوة لحضرة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام سواء التشريعية أو غيرها بالمقال بالمدونة و رابطه :
و الآن نعود إلى الأدلة القطعية الثبوت و الدلالة
المطلوبة من الميرزا لإثبات نبوته .
قطعي
الثبوت أي لا خلاف على ثبوت الكلام لقائله .
مثل القرآن لا خلاف بيننا نحن المسلمون أن القرآن
هو كلام الله فوصفناه أي القرآن أنه قطعي الثبوت أي ثابت بشكل قطعي أنه كلام الله
تعالى .
أما
بالنسبة للأحاديث الواردة في كتب الحديث مثل البخاري و غيره .
فهذه الأحاديث إما متواترة أو آحاد .
و الأحاديث قطعية الثبوت هي الاحاديث المتواترة فقط و
ليست الآحاد .
و وصفها بأنها متواترة معناه : الأحاديث التي
رواها جمع من الرواة لا يقل عن أربعة في أقل تقدير عن جمع من الرواة بنفس القدر أو
أكثر في كل طبقة من طبقات الرواة بحيث يستحيل معها التواطؤ على الكذب في الرواية .
أما معنى قطعي الدلالة أي الذي لا خلاف على معناه
و ما يدل عليه .
مثل " محمد رسول الله " فلا خلاف على
المعنى المقصود .
و أيضا " لم يلد و لم يولد" فلا خلاف
على معناها .
و يقول
الله تعالى " الم" و تقرأ ألف لام ميم , ما معناها؟ لا أحد يعرف على وجه
القطعية ، بل كل ما قيل فيها اجتهادات، فيقال أنها أي "الم" قطعية الثبوت لأنها من القرءان الكريم و ظنية الدلالة أي ظنية المعنى .
و بالتالي
كل آيات القرءان الكريم قطعية الثبوت و
منها ما هو قطعي الدلالة و ما هو ظني الدلالة.
و الأحاديث
المتواترة قطعية الثبوت و منها ما هو قطعي الدلالة و منها ما هو ظني الدلالة.
و الأحاديث
كل ما هو ليس متواترا فيسمى أحاديث آحاد و هي طالما ليست متواترة فهي ظنية الثبوت ومن حيث الدلالة فمنها ما هو قطعي
الدلالة و ما هو ظني الدلالة.
هذا باختصار و بتصرف لتوضيح و تبسيط معنى قطعي
الثبوت و قطعي الدلالة.
و نبدأ في بيان أقوال الميرزا في بيان الادلة و
مستوياتها و ما يؤخذ به و ما لا يؤخذ به :
1. يقول الميرزا
لبيان تقسيم مستوى الأدلة في كتابه إتمام الحجة صفحة رقم 60 و 61
:
إن ادلة
إثبات الإدعاء ( أي الأدلة المطلوبة لإثبات صحة أي إدعاء ) عند الحنفيين (يقصد السادة الأحناف) أربعة أنواع هم :
· الاول:قطعي الثبوت و قطعي الدلالة و ليس فيها شيئ من الضعف و الكلالة
مثل الآيات القرءانية الصريحة [ أي قطعية الدلالة] و الأحاديث المتواترة الصحيحة بشرط كونها مستغنية عن
تأويلات المتأولين و منزهة عن تعارض و تناقض يوجب الضعف عند المحققين.
· الثاني:قطعي الثبوت ظني الدلالة , كالآيات (فهي قطعية الثبوت و قد تكون ظنية
الدلالة) و الأحاديث المؤولة (أي ظنية الدلالة) مع تحقق الصحة و
الأصالة (يقصد الصحة و الأصالة للأحاديث و طبعا يقصد قطعية الثبوت بالقول مع
تحقق الصحة و الاصالة).
· ثالثا:ظني الثبوت قطعي الدلالة كالأخبار (أي الأحاديث) الآحاد (أي
غير المتواترة) الصريحة (أي صريحة الدلالة)مع قلة القوة و شيئ من
الكلالة.
· رابعا: ظني الثبوت و الدلالة كالأخبار الآحاد المحتملة المعاني و المشتبهة.
و يكمل
الميرزا قائلا :
" لا يخفى أن الدليل القاطع القوي هو النوع الأول من الدلائل
و لا يمكن من دونه اطمينان السائل .فإن الظن لا يغني من الحق شيئا و لا سبيل له
إلى يقين أصلا".انتهى كلام الميرزا.
هذا هو المستوى أي مستوى النوع الأول الذي
يطلبه الميرزا من مخالفيه لإثبات حياة المسيح و عدم موته.
2. و في موضع آخر
من كتابه إتمام الحجة صفحة رقم 65 يقول
الميرزا لأحد مخالفيه و مؤكدا كلامه السابق :
" أتؤمن بحياة المسيح كالجهول الوقيح , و تحسبه
كأنه استثني من الأموات و ما أقمت عليه دليلا من البينات و المحكمات ( يقصد
القرآن ) و لا من الأحاديث المتواترة من خير الكائنات , فكذبت في دعوى الإثبات
و باعدت عن أصول الفقه يا
أخا الترهات . أيها
الجهول العجول , المخطئ المعذول , قف و فكر برزانة الحصاة, ما أوردت دليلا
على دعوى الحياة , و ما اتبعت إلا الظنيات بل الوهميات . و نتيجة الإشكال لا يزيد
على المقدمات, فإذا كانت المقدمتان ظنيتان فالنتيجة ظنية ,
كما لا يخفى على ذوي العينين ." انتهى كلام الميرزا.
و هذا
معناه أن أي دليل غير النوع الأول و هو القطعي الثبوت و الدلالة على نبوة
الميرزا فلن يقبل من الميرزا و أتباعه و
يكون كما قال الميرزا جهول وقيح مخطئ معزول أخو الترهات متبع الظنيات بل للوهميات
(فهذه بضاعتكم ردت عليكم).
( طبعا ليس موضوعنا الآن أخلاق
الميرزا , لذلك لن أعلق الآن).
3. إنكار الميرزا
للأخذ بأقوال الناس و عدم قبول قول الله و سيد الكائنات و أن غير القرءان لا يوصل
إلى اليقين و الإذعان.
و يضيف الميرزا أنه من فسر القرءان برأيه و أصاب فقد اخطأ.
4. و في كتاب حقيقة
الوحي صفحة 47 يقول الميرزا في الهامش:
" أعلموا أنه لا يثبت بآية قطعية
الدلالة أو حديث صحيح مرفوع متصل أن عيسى قد رفع في الحقيقة إلى السماء حيا بجسده
المادي . و الذي لم يثبت رفعه , فالأمل في عودته أمل فارغ .
عليكم أن تثبتوا أولا صعود عيسى عليه السلام الى السماء بآية قطعية الدلالة
أو حديث صحيح متصل مرفوع , و إلا فالعداوة بغير دليل عمل بعيد عن التقوى".انتهى النقل
و هنا نذكر على سبيل التوضيح أن الحديث المرفوع يقصد به أن قائله هو سيدنا
محمد عليه الصلاة و السلام أو فعل فعله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام كما في نص
المتن أو إقرار أقره سيدنا محمد عليه
الصلاة و السلام بما في نص المتن ( و
المتن هو الكلام الذي يقوله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام أو الصحابي).
5. في كتاب حقيقة
الوحي صفحة 118 يقول الميرزا لمخالفيه:
" و ما دام الله جل شأنه قد أناط
النجاة باتباع النبي عليه الصلاة و السلام فمن عدم الإيمان الإعراض عن هذه الآيات
قطعية الدلالة , و السعي الى المتشابهات . و لا يخوض في المتشابهات إلا الذين
أصيبت قلوبهم بمرض النفاق"
6. و يقول الميرزا
في [كتاب حمامة البشرى صفحة 45 ] عن مخالفيه "... و ينبذون صحف الله (يقصد
القرءان الكريم ) وراء ظهورهم و يكبون على حديث ضعيف و لو يعارض القرآن و ما كانوا من
المنتهين.".
7. و يقول الميرزا
في كتاب تحفة بغداد صفحة 34 " و لا نقبل كل ما يعارض الفرقان و يخالف بيناته
و محكماته و قصصه و لو كان
امرا عقليا , أو كان من الآثار التي سماها أهل الحديث حديثا أو كان من
أقوال الصحابة أو التابعين لأن القرءان
الكريم كتاب قد ثبت تواتره لفظا لفظا و هو وحي متلو قطعي يقيني ... و القرآن مخصوص
بالقطعية التامة ...و أما غيره من الكتب و الآثار فلا يبلغ هذا المقام , و من آثر
غيره عليه فقد آثر الشك على اليقين " .
8. و أيضا في كتاب
تحفة بغداد صفحة 36 يقول الميرزا " و
لا يرضى مسلم أن يترك القرآن اليقيني القطعي بحديث واحد لا يبلغ إلى مرتبة اليقين
. و لو فعلنا كذلك و آثرنا الآحاد على كتاب الله لفسد الدين , و بطلت الملة و رفع
الأمان و تزلزل الإيمان ...".
انتهى النقل من كلام الميرزا من خلال عدد قليل من كتبه.
و مع العلم أن الميرزا في حالة الإستدلال على نبوته , كان يستدل بأقوال
الناس و أقوال من كتب أهل الكتاب المحرفة و من كلام جداته لإثبات نسبه لفاطمة و
يستدل بالأحاديث الضعيفة غير الصريحة بل المؤولة أي ظنية الدلالة و يستدل أيضا من
آيات القرآن ظنية الدلالة .
أي هو أول من خالف منهجه في الإستدلال .
يكيل الميرزا ليس بمكيالين بل بمكاييل عديدة .
و أعيد الطلب على أتباعه أن يأتوا بدليل واحد قطعي الثبوت و الدلالة على
نبوة الميرزا نبيهم الذي وصف نفسه بأنه نبي على سبيل الإصطلاح و أنه نبي مجازي و أنه نبي غير حقيقي و نبوته ناقصة ( كل هذا الأوصاف قال بها الميرزا بنفسه على نفسه في كتبه
).
و لا حول و لا قوة الا بالله
د.ابراهيم بدوي ( تلميذ المهندس فؤاد العطار)
25/10/2014
ibrahimbadawy2014.blogspot.com
تعليقات
إرسال تعليق