القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (056) الميرزا غلام القادياني وتهافت الإستدلال






مقال (056) الميرزا غلام القادياني وتهافت الإستدلال.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2016/02/056-01.html

المكاييل المتعددة للميرزا في الإستدلال.

مدعي النبوّة الميرزا صدَّع رؤوسنا بأنَّ كلام الله تعالى والأحاديث النبوية والرؤى والكشوف مليئة بالاستعارات والمجازات, وأن الاستعارات والمجازات من أصل البلاغة وأنه لا بد من إعتبار البلاغة والإستعارات في كل ما سبق.

ثم عتب, بل واستنكر على بعض العلماء المسلمين لمّا قالوا – كما يدَّعي هو - إنّ نزول عيسى عليه السلام كما جاء في الأحاديث على ظاهره, بينما قتل الخنزير وكسر الصليب بالاستعارة, وكان وجهة نظر الميرزا غلام أحمد القادياني أنَّه لا يصح في الحديث الواحد أن يقال بالظاهر في بعضه, و في بعضه الآخر بالمجاز. وكان ذلك في كتاب"إزالة أوهام"/1890 ص_0138
يقول الميرزا غلام أحمد  القادياني:
"
والأمر الآخر الجدير بالإنتباه هو أنَّ المشايخ مصرون على أنَّه يجب حَمل الحديث عن نزول ابن مريم على ظاهره, ولكن حين نسأل العقلاء منهم عن معنى الحديث الذي جاء فيه أن ابن مريم سيكسر الصليب بعد نزوله, ويقتل الخنزير, فنجدهم يحملون كلمة "ابن مريم" على حرفيتها بالنسبة للنزول, أمّا بالنسبة لكسر الصليب وقتل الخنزير, فيوافقوننا الرأي بصوت خافت ويعتبرونهما مجازا وإستعارة. 
فإن تصرفهم هذا يدينهم, وعليهم تتم الحجة, لأنهم يستنبطون من كلمتين من بين الكلمات الثلاثة – أي نزول ابن مريم, وكسره الصليب, وقتله الخنزير – معنى آخر على سبيل الإستعارة؛ فلماذا لا يراد من الكلمة الثالثة, أي نزول المسيح, شخص آخر على سبيل الإستعارة؟"
واضح في كل استدلالات الميرزا القادياني القول بالإستعارة والمجاز وبخاصة في الرؤى, وذلك ليتسنَّى له أن يقول ما يشاء في النص فيخرجه إلى المعنى الذي يريده هو.

ولكنّنا نجدُ الميرزا في حديث رؤيا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسيدنا عيسى عليه السلام والدجَّال, وهما يطوفان بالبيت العتيق, نجد الميرزا يقول في الطواف وتواجد الاثنين معا أو واحد خلف الآخر بالمجاز, وهذا هو في الغالب الرأي الصحيح, لكنّنا نجدُ الميرزا يقول بالمعنى الظاهري في جزئية أخرى في الحديث, وهي لون بشرة سيدنا عيسى عليه السلام الآدم في الرؤيا, وينسى إنكاره للعلماء بخلط الظاهر مع المجاز في الحديث الواحد.

الميرزا يصرُّ على أنّ اللون الآدم المذكور في الحديث إنّما هو لون المسيح الذي يجيء آخر الزمان, وأنه مخالفٌ للون سيدنا عيسى عليه السلام الذي هو أبيض أحمر كما وصفه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه.

نحن أمام قول النبيّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأن سيدنا عيسى عليه السلام الذي يجيء آخر الزمان لونه أبيض أحمر, وهذه لم تكن رؤيا منامية, بل واقع في البقظة بألفاظ معلنة قالها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه ليتعرفوا بها على سيدنا عيسى عليه السلام عندما يجيء آخر الزمان.

وعليه فحينما يصف النبيّ لأصحابه شكل سيدنا عيسى عليه السلام ليعرفوه إذا رأوه فلا بد أن يكون الوصف بالظاهر ليعرفوه به, ولا يصح الوصف بالمجاز والاستعارة, لأنّ الدلالة في الظاهر واحدة في الغالب الأعم, بينما في المجاز والاستعارة الدلالات للألفاظ متعددة وتحتاج لقرينة, فإذا كان الوصف بلا قرينة صارفة فلا بد أن يكون المعنى المراد هو المعنى الحقيقي بالظاهر, وإذا كان بالمجاز فلا بد من قرينة  صارف ليتعرف الناس على المقصود, وعلى أن تكون القرينة الصارفة ظاهرة واضحة للسامعين بحيث يكون الوصف المقصود متبادر للفهم وليس فيه لبس عليهم.

و لكن الميرزا يترك كل هذا, ويتمسك في الرؤيا بالمعنى الظاهري لِلَون سيدنا عيسى عليه السلام الآدم, والذي يجب تأويله – حتى لا يقع الميرزا في ما أنكره على العلماء - كبقية أجزاء الرؤيا, وذلك ليتطابق اللون الآدم في الرؤيا مع لون بشرة الميرزا غلام أحمد القادياني.

فمن أولى بالتصديق?

الكلام المباشر الظاهر- من غير رؤيا تحتمل الترميز - لوصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسيدنا عيسى عليه السلام بأنه أبيض أحمر, فنؤوله ونغيره ونقول أنّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما فهم الرؤيا, وأن الأنبياء قد يفهمون الوحي الغيبي المستقبلي بغير المراد, أي يخطئون في فهم الوحي من ربهم.

هل نترك الكلام المباشر قليل الاستعارة, ثم نتوجه إلى الرؤيا كثيرة الترميز ونقول بظاهر جزء منها وبالاستعارة في الباقي? 

هل هذا هو المنطق والعدل في الفهم والتفسير?

إنّ تأويل رؤيا لون عيسى عليه السلام باللون الآدم سهل متيسر وقال به العلماء أنَّه لعل الشمس الحارقة أثناء مناسك الحج غيرت لون سيدنا عيسى عليه السلام من الأبيض الأحمر إلى اللون الآدم أي الأسمر, وهذا مشاهد في الناس في أي مكان به الشمس حارقة فهي تؤثر في ألوان الناس, وبخاصة من كان لونه أبيض أحمر, فالتغيير في لونه واقع محتمل فعلا.

و لكن الميرزا له من المكاييل؛ ليس إثنين فقط, بل العديد من المكاييل كما سأبيّن إن شاء الله في مقالات لاحقة.

والله أعلى وأعلم 

د.إبراهيم بدوي
‏2016‏-01‏-18
‏08‏/03‏/2022














#الادلة
#تم

تعليقات

التنقل السريع