مقال (081) مفهوم الظل
حسب كلام الميرزا غلام
من أهم ما يحفظ الله تعالى به دينه من شرور مدعي النبوة أن يجعل في لسانهم وأعمالهم ما يُظهر باطلهم للعقلاء والباحثين عن الحق, أما من يتخذ هواه إلها فأمره الى نفسه.
وبالنسبة للميرزا غلام
القادياني فقد جعله الله تعالى يصف نفسه بأنه ظل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم,
هو يقصد بالظلية المتابعة اللصيقة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم, فأساء الميرزا
غلام اختيار التوصيف لنفسه, لأنّ الظل في الحقيقية لا وجود حقيقي له ولا أفضلية,
وليس هذا فقط بل الظل هو المنطقة المحجوب عنها بعض الضوء بسبب بعض الموانع المادية,
وهي معتمة نسبيًا مقارنة بما حولها, وأما في حال الميرزا غلام فإن الموانع كانت
مادية ونفسية, فإصابته بالهيستيريا, كما شهد بذلك الميرزا غلام وزوجته نصرت جيهان
في الرواية 19 والرواية 372 في كتاب سيرة المهدي, وكما قال الميرزا غلام في كتابه
(فتح الإسلام) 1890 صفحة رقم 19 بأنه مصاب بنوبات الضعف الدماغي.
وفي النص التالي من كلام
الميرزا غلام يثبت بنفسه عدم حقيقة وأفضلية الظل فيقول في كتابه (البراهين
الأحمدية) الأجزاء الأربعة الأولى صفحة رقم 463: " و لكن لما كان
متبع سنن سيد الكونين عليه الصلاة و السلام – نتيجة اتباعه البالغ غايته – يصبح ظل
ذلك الوجود النوراني , أي شخص النبيّ عليه الصلاة والسلام المبارك - فكل ما يوجد
في ذلك الوجود المقدس أو ما يظهر منه من الأنوار الإلهية , يكون ظاهرا و باديًا في
ظله أيضا .وأن ظهور هيئة الأصل و أسلوبه بصورة كاملة من خلال الظل أمر لا يخفى على
أحد, ولكن صحيح تماما أنه لا وجود للظل بحد ذاته ولا وجه أفضلية حقيقية
فيه , بل كل ما يوجد فيه إنما هو صورة ذلك الأصل التي تبرز فيه. لذا
يجب ألا تحسب أنت ولا غيرك وصول أنوار النبيّ صلى الله عليه وسلم الباطنية إلى
اتباعه الكمّل من امته أمرا معيبا."
قد رأينا أنّ الميرزا
غلام يخدع السذج بقوله إنّ الظل يظهر أسلوب الأصل وباطنه بصورة كاملة, والحقيقة
إنّ الظل يمثل فقط الهيئة الشكلية الخارجية للجسم الحاجب للنور, ولا علاقة له
بكنهه ولا باطنه كما يدعي الميرزا غلام, فظل الجسم الخشبي لا يختلف عن ظل نفس
الجسم لو كان من مادة أخرى معتمة مثل الخشب, كما أنّ شكل الظل لا يطابق إطلاقا
الجسم الحاجب للنور, بل يختلف عنه بحسب زاوية السقوط, والمسافة بين النور والجسم
صاحب الظل, فقد يظهره بأشكال و هيئات مشوهة ولا علاقة لها حتى بالهيئة الخارجية
للأصل, وقد رأينا بعض أصحاب الفنون يشكلون ظل أيديهم بأشكال مختلفة لا علاقة لها
بأديهم إطلاقا.
فالقرآن الكريم هو نور
من الله تعالى, وسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو السراج المنير, وفي الحقيقة لا
يوجد ظل للنور, وإنّما النور يسقط النورعلى الأشياء فينيرها, ويظهر ما فيها, ويسقط
على المرايا فتعكس هذا النور الى الآخرين, فيعم النور الى الدنيا.
صور صفحات الكتب المشار
اليها والنصوص من كتاب سيرة المهدي تجدونها
في المقال بالمدونة
د.إبراهيم بدوي
26/05/2016
2/2/2023
كتاب (فتح الاسلام) صفحة
رقم 19 بالحاشية:
(1) هنا يجدر ذكرُ قصة ممتعة؛ أنه حدث لي ذات مرة أن
سافرت إلى مدينة "عليغره"، وما كنت قادرا - بسبب نوبة الضعف الدماغي
التي أصبت بها في قاديان قبل مدة - على الحديث الطويل أو الجهد الذهني، وما زال
الحال على المنوال نفسه بحيث لا أقدر إلى الآن على إطالة الكلام كثيرا أو على
التفكير المجهد. ففي هذه الحالة قابلني شيخ من مشايخ "عليغره" اسمه محمد
إسماعيل والتمس بتواضع مفرط أن ألقي كلمة وقال بأن الناس مشتاقون لك منذ مدة
طويلة، فمن الأفضل أن يجتمع الجميع في مكان واحد فتخطب فيهم. ولما كنت أعشق دائما
وأرغب من الأعماق أن أظهر الحق على الناس فقبلت طلبه بسرور القلب، وأحببت أن أبيّن
حقيقة الإسلام في اجتماع عام لأُفصّل لهم حقيقة الإسلام وكيف يفهمه الناس في هذه
الأيام. وقلت أيضا للشيخ المذكور بأني سأبين حقيقة الإسلام بإذن الله. ولكن حدث
بعد ذلك أن منعني الله تعالى من ذلك .. وإنني واثق من أن الله تعالى لم يرد أن
أبذل جهدا ذهنيا مضنيا فأُصاب بمرض جسدي إذ إن صحتي ما كانت على ما يرام أصلا لذا
منعني الله تعالى من الخطاب."
2/2/2023
الرواية 19 من سير
المهدي:
سيأتي بين مهودتين
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود تعرض لنوبة الصداع والهستيريا
للمرة الأولى بعد بضعة أيام من وفاة بشير الأول (وهو أخونا الكبير الذي توفي في
1888). كان نائمًا إذ أصيب بحازوقة سببت له وعكة صحية إلا أن هذه النوبة كانت
خفيفة. ثم بعد مدة يسيرة خرج للصلاة وأخبرني بأنه يعاني من وعكة صحية خفيفة. تقول
والدتي: بعد قليل طرق شيخ حامد علي الباب (وهو كان خادمًا قديمًا للمسيح الموعود،
وقد توفي الآن) وقال: سخّني إبريقًا من الماء. تقول والدتي بأنني أدركت أن صحته
ليست على ما يرام، فقلت لإحدى الخادمات أن تسأل عن حاله، فقال شيخ حامد علي: إنه
متوعّك قليلا. فتحجبت وذهبت إلى المسجد فوجدته مضطجعًا، فلما دنوتُ منه قال: كانت
قد ساءت حالتي كثيرًا ولكني الآن أشعر بالتحسن. كنت أؤم الصلاة إذ رأيت شيئًا أسود
ارتفع من أمامي ووصل إلى السماء، ثم سقطتُ على الأرض صائحًا وتعرضت لحالة تشبه
الإغماء. تقول والدتي: ثم أصبح يتعرض لهذه النوبات بصورة مستمرة.
سألتُها: كيف كانت هذه النوبة؟ فقالت
والدتي: كانت يداه وقدماه تبرد وتتوتر أعصاب بدنه ولا سيما أعصاب الرقبة، وكان يصاب
بالدُوار فلم يكن يقوى على القيام في هذه الحالة. كانت هذه النوبات شديدة في
البداية ثم بعد ذلك لم تبق فيها الشدة المعهودة كما أن طبعه اعتادها. سألتُها: هل
كان يعاني من مرض في الرأس قبل هذا؟ قالت: فيما سبق كانت تأتيه نوبات خفيفة من وجع
الرأس. سألتُها: هل كان يصلي بالناس في السابق؟ قالت: نعم، ولكنه بعد هذه النوبات
ترك ذلك. أقول: حدث هذا الأمر قبل إعلانه بأنه المسيح الموعود.
(إن كلمة الهستيريا التي استخدمتها ولدتي
المحترمة عند ذكر نوبات الدُوار عند المسيح الموعود ليس المراد منها ذلك المرض
الذي يسمى بالهستيريا في علم الطب بل استخدمت هنا للتشابه الجزئي بين الدُوار ومرض
الهستيريا بعيدًا عن المعنى الطبي المعروف، وإلا فلم يكن مصابًا بالهستيريا كما
شُرح ذلك في الرواية رقم 365 و 369 الواردتين في الجزء الثاني من هذا الكتاب.
وحيثما ذكر المسيح الموعود مرضه هذا لم يستخدم قط لفظ الهستيريا عنه، كما لا يمكن
أن يسمى مرض الدُوار بحال من الأحول بالهستيريا أو المراق في علم الطب، بل تستخدم
كلمة vertigo باللغة الإنجليزية
للدُوار ولعله نوع من وجع الرأس الذي يصاب فيه الإنسان بالدوار ويشعر بالتوتر في
أعصاب رقبته وفي هذه الحالة يصعب على المريض القيام أو المشي إلا أنه لا يؤثر على
حالة يقظته أو حواسه. فلقد رأيتُ أنا أيضا - راقم هذه الأسطر - المسيح الموعود
مرات عديدة في حالة تعرضه للنوبة المذكورة إلا أنني لم أره في حالة أثرت على وعيه
أو حواسه. وكان مرض المسيح الموعود هذا قد جاء طبقًا لنبوءة النبي ... التي أخبر
فيها أن المسيح الموعود سيأتي بين المهرودتين أي ثوبين معصفرين (أي مرضين اثنين).
(انظر: مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة).
أما ما ورد في الرواية أنه قد رأى شيئًا أسود يرتفع نحو السماء فهو أمر عادي عند
من أصيب بالدُوار إذ تبدو له جميع الأشياء حوله تدور وترتفع، وبما أن المريض في
مثل هذا الوضع يميل نحو إغماض عينيه لذلك فإن هذه الأشياء تتراءى له سوداء. أما
الحالة المشابهة بالإغماء فليس المراد منها - كما تدل عليه كلمات الرواية أيضا-
فقْد الوعي بكل معنى الكلمة بل المراد منه عدم التمكن من فتح العينين أو الكلام
جراء الضعف الشديد، والله أعلم) يرجى لمزيد من التوضيح مراجعة الرويات رقم 81 و
293 و 459 التي تسلط مزيدا من الضوء على هذا الموضوع.
الرواية 372 من سير
المهدي:
372. - بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل وقال: سمعت المسيح
الموعود يقول مرات عديدة: إنني مصاب بالهستيريا، وأحيانًا كان يصفه بالمراق،
والحقيقة أنه بسبب جهوده الفكرية وأعماله اليومية الشاقة من أجل تأليف الكتب كان
يتعرض لأعراض عصبية توجد عمومًا في مرضى الهستيريا، منها مثلا التعرض للضعف
الفجائي أثناء العمل الجهيد، والتعرض للدوار، وبرودة اليدين والقدمين، ونوبة
الإرهاق والقلق، أو الشعور بحالة موشكة على الموت، أو التعرض للاضطرابات القلبية
في الأماكن الضيقة أو بين الناس وغير ذلك من الأعراض. إنها علامة لحساسية الأعصاب
أو الإرهاق، ومريض الهستيريا أيضا يعاني من هذه الأعراض. وبهذا المعنى كان حضرته
مصابًا بهذا المرض الهستيري أو المراق.
أقول: ما تقدّم في رواية المولوي شير علي
أن حضرته كان يقول: يظن البعض عن الأنبياء أنهم مصابون بمرض الهستيريا إلا أن هذا
خطأ الناس، الحقيقة هي أنه تظهر لدى الأنبياء بسبب رهافة الحس أعراضٌ تشابه أعراض
الهستيريا مما يجعل البعض يخطئون فيظنون أنه الهستيريا؛ وهذا يعني أن ما كان حضرته
يقول أحيانًا أنه مصاب بالهستيريا إنما كان تماشيًا مع هذا التعبير السائد وإلا
فكان يعرف علميًّا أنه ليس بالهستيريا وإنما هي أعراض تشابه أعراض الهستيريا التي
تولدت من رهافة الحواس والإرهاق الشديد لكثرة الأشغال.
وأقول أيضا بأن الدكتور مير محمد إسماعيل طبيب حاذق وماهر جدًّا. كان ينجح بعلامات عالية في الامتحانات في فترة دراسته وفي الامتحان الأخير للطب احتل المركز الأول في إقليم البنجاب كله، كما أن مهارته وحذاقته وجدارته أيضا معروفة ومعترف بها في أيام وظيفته. ولكونه قريبًا للمسيح الموعود تمتع بصحبة حضرته وتسنت له فرص كثيرة لمعالجته أيضا لذلك فيقام لرأيه وزن لا يحظى به رأي آخر.
تعليقات
إرسال تعليق