القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (117) ما هي البينات التي جاء بها الانبياء لاثبات صدقهم , هل هي الادلة القطعية من حيث الثبوت و الدلالة ؟





مقال (117) هل البيّنات التي جاء بها الأنبياء لإثبات صدقهم, هل هي الأدلة القطعية من حيث الثبوت والدلالة ؟

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2016/12/117.html

وفي حوارٍ لي - لم يكتمل- مع أحد الأحمديين المهذبين د.أسامة محمد عبد العظيم, وهو أحد رجال القاديانية الذين يظهرون في قناتهم الفضائية لينشروا القاديانية بين الناس, ويدافعون عنها أمام أتباعهم الأحمديين, وكان الهدف من حواري معه إثبات ضرورة المجيء بالأدلة القطعية لإثبات نبوة الميرزا غلام القادياني, وأنّ البيّنات التي تكرر ذكرها في القرآن الكريم لإثبات صدق الأنبياء هي هي الأدلة القطعية أو مثلها التي طلبناها من الأحمديين كثيرا ليثبتوا صدق الميرزا غلام في الادّعاء بأنّه نبيّ من عند الله تعالى.
وعند سؤالي في أول الحوار لصديقي الأحمدي عن التعبير"البَيّنات" الوارد في كلام بشير الدين محمود؛ هل يَقصد بها الأدلة القطعية أم الظنية ؟ 
فأجاب بتلقائية : "قطعية".

     ولقد أتيتُ بالأدلة - من كلام الميرزا غلام ومن كلام ابن الميرزا غلام بشير الدين محمود[1] - التي توضِّح بشكل يقيني لا يقبل الشك أنّ المقصود من البيّنات المطلوبة لإثبات صدق الأنبياء هي الأدلة القطعية, ولا يصح أنْ تكون بخلاف ذلك, أي لا يصح أنّ تكون من الظنّيات بحال.
وهذه هي النصوص التي نقلتُها له:

قال الله تعالى في آيات كثيرة  في القرآن الكريم أنّه أرسل الرسلَ بالبَيّنات لإثبات صدق دعواهم أنّهم من عند الله تعالى ومعلوم أنّ أوّل ما يطلبه الناسُ مِنْ مدَّعي النبوة والرسالة إثبات أنّه صادق, وأنّه من عند الله تعالى, وهذه بعض الآيات الدالة على ذلك:
"وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ" (87) سورة البقرة

    "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (183) سورة آل عمران

·   "فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ" (184) سورة آل عمران

·  "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أنّه مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوفَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" (32) سورة المائدة

·   "تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ" (101) سورة الأعراف

والآن أَعرضُ نصا من منشورات "الجماعة الأحمدية القاديانية" التابعة للميرزا غلام أحمد القادياني في حتمية أنْ يأتي مدَّعي النبوة بالآيات المثبِتة لكونه نبيّا صادقًا قبل أي شيء:
يقولون :
"لا بد هنا من إيراد بعض الحقائق المبدئية التي يُستدل بها على صدق المرسلين من عند الله تعالى، ثم تطبيق هذه الحقائق والمعايير على دعوى حضرة مؤسس جماعتنا الإسلامية الأحمدية عليه السلام، لأنّه إذا تحقق في الواقع صدق أحد من المرسلين وجب عندئذ الإيمان به [إبراهيم بدوي : هذا يؤكد ما قُلتُه من قبل أي وجوب المجيء بالأدلة القطعية لإثبات صدق المدعي للنبوة قبل أي شيء, وأنّ قول البعضِ من الأحمديين أنهم يؤمنون بالميرزا غلام نبيا, فإنْ كان كاذبا فعليه كذبه ولا إثم عليهم, وإنْ كان صادقا ولم يؤمنوا به فسيستحقون عقاب منكر الأنبياء]، لأن العقل السليم [إبراهيم بدوي: والعقل السليم يعرف أنّ الأدلة الظنّية محتملة الدلالة - والظنّ لا يغني من الحق شيئا كما قال الميرزا بنفسه - فهل من العقل أنْ يرسل الله تعالى نبيّا أو رسولًا بأدلة ظنية محتملة الدلالة غير مُلزِمة لإثبات نبوته ورسالته أنّه من عند الله تعالى؟] لا يمكن أنْ يقتنع بكون أحد مرسلاً من ربه وخادعا للناس في الوقت نفسه مبعِداً إياهم عن الله تعالى.
إنّ السؤال المهم هنا هو: هل مؤسس جماعتنا الأحمدية الذي يدعي أنّه مبعوث من عند الله صادق في دعواه أم لا؟ [إبراهيم بدوي: وهل يُعرف الصدقُ بالأدلة الظنية؟ فلا يُعْرَفُ صدقُ نبيّ إلا بالأدلة القطعية كما سنرى من كلام الميرزا نفسه, وابنه الملقب بالمصلح الموعود] فإذا تحقق صدقه تحققت بذلك جميع دعاويه أيضا [إبراهيم بدوي: صحيح]، وإذا لم يتحقق صدقه، كان البحث عن دعاويه عبثاانتهى النقل.
و التالي هو رابط الصفحة التي أتيت منها بالنص السابق:

https://www.islamahmadiyya.net/inner.asp?recordID=1695

إذَنْ المطلوب في المقام الأول إثبات صدق المدّعي للنبوة والرسالة قبل أنْ نصدّقه في ما يقول.
وبشير الدين محمود يؤكد المعنى السابق كما في تفسيره للآية التالية:
 "ولَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
 الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) سورة البقرة

     البَيّنات  التي أرسل الله تعالى بها الأنبياء هي : تلك الأدلة التي في حد ذاتها تشكل برهانا على صدق النبيّ.
ويقول إنّ الأدلة نوعان :
الأول استنباطي, ولا تؤكد بصورة قطعية صدق مدَّعي النبوة." انتهى النقل مؤقتا.
وهنا يجب ملاحظة التعبير الذي قاله المصلح الموعود وهويتكلم على  أدلة  إثبات صدق مدَّعي النبوة حيث وصف الأدلة من النوع الأول أي غير البينات بأنها "لا تؤكد بصورة قطعية على أنّه النبيّ صلى الله عليه وسلم, فلا تسمى بَيّنات
 ."
وسيتضح – كما سيظهر - أن النوع الثاني من الأدلة يؤكد بصورة قطعية على صدق الإدعاء بالنبوة, فلا مفر منْ اعتبار أنّ الأدلة من النوع الثاني, وهي ما تُسمّى بالبَيّنات تدل وتبيّن بصورة قطعية صدق المدّعي للنبوة, فلا تكون البيّنات المطلوبة من الرسل والأنبياء إلا الأدلة القطعية, وهي ما نطالب به الأحمديين بالإتيان بها لإثبات صدق الميرزا, ولم نخرج بهذا الطلب عن رأي بشير الدين محمود ولا عن كلام الميرزا غلام كما سنرى, ولا عن رأي الجماعة التابعة للميرزا.

ويكمل بشير الدين محمود ويقول: والنوع الثاني من الأدلة تسمى بَيّنات, وهي التي تشكّل بحد ذاتها برهانا مباشرا على صدق النبيّ, وهي التي تجعل صدقه مشهودا, والتي تبيّن الصدق من الباطل تبيانا ...."

ويقول:
"إذن فالبيّنة [إبراهيم بدوي: مفرد البيّنات], ما يدل على صدق النبيّ دلالة واضحة لا غبار عليها, وغيرُها [إبراهيم بدوي:أي الأدلة الظنية ولا تسمى بالبيّنات]  ما يثبت صدقه بالإشارة والتلميح فحسب."
ويقول أيضا:
"
الأدلة الواردة في شكل الإشارة والتلميح وحدها لا تكفي لإثبات صدقه, بل لا بد الى جانبها من البَيّنات ليتضح صدقه لعامة الناس" انتهى النقل

ويلاحظ من كلام بشير الدين محمود السابق التعبيرات التالية :

     قوله "تشكل بحد ذاتها برهانا مباشرا على صدق النبيّ" والبراهين لا تكون إلا قطعية.

     وقوله " بحد ذاتها" أي البيّنة لها ذاتية مستقلة, ولا تحتاج البيّنة لغيرها من الأدلة لإثبات دلالة البيّنة, فهي واضحة منيرة في ذاتها ومثبتة لغيرها.

    وقوله "تجعل صدقَه مشهودا" فالأمرالمشهود هو الواضح المُعَاين, وذلك لا يكون إلا في القطعي من الادلة, ومعلوم أنّه ليس الخبر كالمعاينة أي الأمر المشهود.

     وقوله : "التي تبين الصدق من الباطل تبيانا " التأكيد بقول "تبيانا" يفيد أعلى درجات البيان والوضوح, ولا يكون إلا في الأدلة القطعية.

    وقوله "دلالة واضحة لا غبار عليها" أيضا الدلالة الواضحة التي لا غبار عليها وأكرر التي لا  غبار عليها لا تكون إلا في الأدلة القطعية.

    وقوله " غيرها ما يثبت صدقه بالإشارة والتلميح فحسب " وهذا يؤكد أنّ غيرالبَيّنات هي الظنيات, فهي فقط تشير وتلمح ولكنها لا تقطع برأي معتبر.

    وقوله " لا بد الى جانبها من البَيّنات ليتضح صدقه لعامة الناس" يؤكد أنّه بغير البَيّنات لا يتضح صدق النبيّ أمام الناس, أليست الأدلة التي لا يتضح إلا بها صدق الإدعاء, أنها الأدلة القطعية؟ [2]

إذَن البَيّنات المطلوبة لإثبات صدق نبوة الأنبياء بحسب ما ورد في القرآن الكريم, وشرح بشير الدين محمود, وإقرار صديقي الأحمدي هي الأدلة القطعية بلا شك, وسوف نأتي بإذن الله تعالى بكلام الميرزا غلام بما يؤكد ما قلتُه سابقا.
ومعلومٌ أن كلام الميرزا القادياني, وكلام خلفاء الميرزا غلام ملزمٌ للأحمديين.
و
الآن مع كلام الميرزا غلام القادياني  نفسه في ضرورة المجيء بالأدلة القطعية على صدق المرسلين قبل أي شيء:

   1 - في كتاب " اتمام الحجة " / 1893 م  صفحة رقم 60 و61:
يقول الميرزا لبيان تقسيم مستوى الأدلة "إن  أدلة  إثبات الإدعاء ( أي الأدلة المطلوبة لإثبات صحة أي إدعاء ) عند الحنفيين (يقصد السادة الأحناف) أربعة أنواع هم :الأول:قطعي الثبوت وقطعي الدلالة وليس فيها شيء من الضعف والكلالة مثل الآيات القرءانية الصريحة والأحاديث المتواترة الصحيحة بشرط كونها مستغنية عن تأويلات المتؤولين ومنزهة عن تعارض وتناقض يوجب الضعف عند المحققين.
ويكمل الميرزا قائلا :" لا يخفى أن الدليل القاطع القوي هوالنوع الأول من الدلائل ولا يمكن من دونه اطمينان السائل .فإن الظن لا يغني من الحق شيئا ولا سبيل له إلى يقين أصلا".إنتهى النقل

     2 - في كتاب "حمامة البُشرى"/1893 صفحة 42:

"وإنّ المسلمين وعلماءهم الراسخين كانوا قد أمروا أن يتّبعوا البيّنات، ويجتنبوا الشبهات، وكانوا يعلمون أنّ البيّنات أحقُّ أن تُتَّبَعَوإنما البيّنات هي المعاني التي قد انكشفت وتبينت عند العقل السليم، وتواترت في القرآن العظيم، ووُجدتْ أقربَ من الفهم المستقيم، وأبعدَ عن آفات التناقض وأدخَلَ في سُنّة الله والقانون القديم، وأجلى وأظهر من معان أخرى." اهـ
وهنا يصف لنا الميرزا غلام التعبير "البَيّنات":
يقول :
1- "إنّما البَيّنات هي المعاني التي انكشفت وتبينت [إبراهيم بدوي: إذن البَيّنات هي الأدلة المكشوفة أي الواضحة, وتبيّنت أي ظهرت, وتواترت أي كثرت في القرآن الكريم, ولا يصح إطلاق هذا على الأدلة الظنية التي لا تغني من الحق شيئا كما قال الميرزا ..

2- ويقول الميرزا "وأبعدَ عن آفات التناقض " وهذا أيضا لا يكون إلا في الأدلة القطعية, لأن الأدلة الظنية تحتمل الآراء المختلفة والمتناقضة أيضا أحيانا, وبالتالي لا يكون قصد الميرزا بالبَيّنات إلا الأدلة القطعية وليس الظنية .

3- يقول الميرزا :"وأجلى وأظهر من معان أخرى" فأيّ الأدلة المقصود؟ هل الأدلة الظنية توصف بهذه الأوصاف؟ أنها أجلى وأظهر من غيرها؟
إذا لم تكن البَيّنات المطلوب الاستدلال بها لإثبات صدق الأنبياء هي الأدلة القطعية, فماذا يكون المقصود بالبَيّنات إذن؟

    3- في كتاب"سر الخلافة"/1894 م  صفحة 86:
يقول الميرزا غلام:
"ثم الأصول المحكم والأصل الأعظم أنْ يُنظَر إلى العلامات وَيُقَدَّمُ البَيّنات على الظنيات, فإنْ كانت ترجع إلى هذه الأصول فعليك أن تتدبر بالنهج المعقول ليهديك الله إلى حق مبين
" انتهى النقل

والعلامات هي كالعلامات المثبتة في الطريق لبيان صحة الإتجاه, ولا تكون علامةٌ إلا إذا كانت ثابتة واضحة, وممن يوثق.

وفي النص السابق  يؤكد الميرزا غلام أنّ البَيّنات هي بخلاف الظنيات ولا يكون شيء خلاف الظنيات إلا القطعيات.

   4- في كتاب "مكتوب أحمد" صفحة 32:

"...أنترك البيّنات للمتشابهات، أونضيّع اليقينيات للظنّيات؟ ولن يفعل مثل هذا إلاّ جهول أوسفيه من المتعصّبين " انتهى النقل

واضح أيضا أنّ البَيّنات في كلام الميرزا في الاستدلال تعني اليقينيات, والتي هي بخلاف الظنيات والمتشابهات, واليقينيات هي القطعيات.

    5- في كتاب"نجم الهدى"/1898 صفحة 57:

يقول الميرزا "وليَ آيات أخرى قد تركتها اجتنابا من التطويل, وكفاك هذه إن كنت خائفا من الرب الجليل. وأعلم أن الأصول المحكم في معرفة صدق المأمورين أن تنظر إلى طرق تثبُت بها نبوة النبيين ." انتهى النقل

إذنْ لنعرف صدق المأمورين من الله تعالى ونبوة النبيين بأنهم من عند الله تعالى؛ يجب النظر في طرق إثبات نبوتهم, وإذا لم تكن هذه الطرق هي البيّنات والبراهين أي الأدلة القطعية, فما هي هذه الطرق؟

والسؤال المُلِحُ هو: هل تثبت طرق نبوة النبيين بأدلة ظنية؟
لوأنّ أحدا ادعى النبوة وجاء بأدلة ظنية فما الإلزام من الله تعالى للناس بحتمية الإيمان بمدعي النبوة هذا؟ ولم يجيء هذا المدعي بأدلة قطعية ملزمة لمن جاء إليهم, فهل الأدلة الظنية ملزمة لأحد؟
يقول الميرزا غلام:
ن الظنّ لا يغني من الحق شيئا " في كتابه "إتمام الحجة " صفحة 61, فكيف يمكن القول بأنّ الأدلة الظنية تكفي لإثبات نبوة الأنبياء ؟

إذن لا بد من أنْ يأتي النبيُّ أوالمدعي للنبوة بالأدلة اليقينية القطعية لإثبات صدقه وهذا هومفهوم كلام الميرزا غلام السابق .

    6- في كتاب"الإستفتاء"/1907 م   صفحة 27 
يقول الميرزا القادياني :
"ولا أقول لكم أن تقبَلوني من غير برهانٍ، وآمِنوا بي من غير سلطانٍ [إبراهيم بدوي: و السلطان من التسلط و القوة و السيطرة و بديهي ان الادلة القطعية اي البينات هي الاقوى والتي يلتجأ إليها لمعرفة حقيقة المتشابهات و الظنيات] ، بل أنادي بينكم أن تقوموا لله مقسطين، ثم انظروا إلى ما أنـزل الله لي من الآيات والبراهين والشهادات [إبراهيم بدوي: إذن لقبول الميرزا على أنّه نبيّ لا بد من بالبراهين, والبراهين ولا تكون إلا بالقطعي ولا تكون أبدًا بالظنيّ]. فإن لم تجدوا آياتي كمثل ما جرتْ عادة الله في الصادقين، وخلتْ سُنّته في النبيّين الأوّلين [إبراهيم بدوي: هنا يؤكد الميرزا أنّ سنة الله تعالى في الأنبياء والمرسلين من قبل كانت بإرسال البراهين أي الأدلة القطعية معهم ليعرف الناس أنهم من عند الله تعالى]، فرُدّوني ولا تقبلوني يا معشر المُنكرين.[إبراهيم بدوي: إذن إذا لم تكن  أدلة  الميرزا غلام من نفس نوعية  أدلة  الأنبياء أي البيّنات كما ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم فلا يصح قبول الميرزا غلام نبيّا بأي حال من الأحوال] وإنْ رأيتم آياتي كآيات خلتْ في السابقين، فمن مقتضى الإيمان أن تقبلوني ولا تمرّوا عليها معرضين." انتهى النقل
يؤكد هنا الميرزا غلام القادياني أن قبوله كنبيّ كمثل بقية الأنبيّاء الأوّلين وكَسُنَة الله تعالى في الصادقين الأولين مرتهن بوجود البراهين.
والبراهين هي الأدلة القطعية, فلا يطلق على الأدلة الظنية أنها براهين أبدا, وبالتالي طَلَبُنا من الأحمديين الإتيان بالأدلة القطعية على نبوة الميرزا هوطلب طبيعي جدا وليس سؤالا فاسدًا كما يصفه صديقي الأحمدي لمّا فشل بالمجيء بدليل واحد فقط قطعي الثبوت والدلالة على نبوة الميرزا غلام.

ولا ننسى أنّ الميرزا غلام قد حدد بنفسه معنى الدليل القطعي – وقد ذكرتُ ذلك بالتفصيل في مقالٍ سابقٍ لي وهذه الخلاصة أذكرها في الحاشية [3] - ومعلوم أنّ خلاف القطعي لا يكون إلا الظنّي, وأنّ الظن لا يغني من الحق شيئا, وكان طلب الميرزا من خصومه للدليل القطعي في مسألة فرعية لا تمس العقيدة, وهي مسألة حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء وأنّه لم يمت إلى الآن, فهناك من علماء المسلمين من قال بموت سيدنا عيسى عليه السلام, وأنّ الله تعالى يبعثه قبل يوم القيامية ليقوم بما وعد به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر بنزول سيدنا عيسى عليه السلام ليفعل كذا وكذا, فإذا كان لإثبات مسألة فرعية يَطْلُبُ الميرزا  أدلة  قطعية, فهل يصح اعتبار سؤالي للأحمديين فاسدا أن نطلب منهم دليلا قطعيا بنفس الدرجة على نبوة الميرزا غلام؟

إنّ إثبات نبوة الميرزا غلام يُثْبِتُ صحة كل ما قاله, وبالتالي يُثْبِتَ بشكل تلقائي موتَ سيدنا عيسى عليه السلام كما بيّنتُ من قبل, ولكنّ إثبات موت سيدنا عيسى عليه السلام لا يُثْبِتَ نبوة الميرزا غلام, فأي الأمرين أولى بالعناية  والإثبات بالأدلة القطعية؟
ولكنّ صديقي الأحمدي بالرغم من إقراره السابق بأنّ قصد بشير الدين محمود أن البَيّنات هي الأدلة القطعية, فإنّه لا يريد الإقرار مرة أخرى بأن البَيّنات في كلام الله تعالى التي أرسل الله تعالى بها الرسل هي الأدلة القطعية الثبوت والدلالة, وذلك حتى لا يضطرُ للإجابة على السؤال والطلب الذي سألتُه له ولكل الأحمديين وهو:
"هل عند الأحمديين دليل واحد فقط قطعي الثبوت والدلالة يمكن به إثبات نبوة الميرزا غلام القادياني, ولو كان موجودا فليأتوا به إلينا", فكان رده عليّ: " أنّ سؤالي هذا فاسد.

وقال إنّ البَيّنات لها معانٍ عديدة, هي المحكمات والواضحات والقطعيات اليقينيات, وأنها في المجمل خاص وعام وكلٌ حسب السياق .

وأضاف أّنّ الله تعالى سمّى  أدلة  صدق النبيين بَيّنات ولم يسمها قطعيات, وسمّى الله تعالى كتابه آيات بَيّنات وتحدث عن القرآن الكريم بأن منه المحكم والمتشابه.
ونسي صديقي الأحمدي أنّه "لا مشاحة في الاصطلاح"
وخيّرني بين أمرين:

إمّا اعتبار البَيّنات مفهوم يتسع ليشمل المحكمات والمتشابهات,
وإمّا - وهذا قوله أنقله - يقول :" وإمّا والعياذ بالله اعتبار المتشابهات خارج نطاق البَيّنات, ولا ينطبق عليها كونها من الآيات البَيّنات " انتهى كلام الأحمدي بتصرف.

والحقيقة لقد كفاني الميرزا غلام الإجابة فقد قال في كتابه " حقيقة الوحي "/1905 صفحة 154 النص التالي:
"وليتضح أيضا أنّ القرآن الكريم يحتوي على نوعين من الآيات,
أولا، المحكمات والبَيّنات مثل: "
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا "  فهذه هي آيات محكمات وقد سبق أن كتبنا عنها مفصلا.
ويكمل الميرزا بقوله :" والنوع الثاني من الآيات هي المتشابهات وهي دقيقة المعاني، لا يعلمها إلا الراسخون في العلم. والذين في قلوبهم مرض النفاق لا يأبهون بالآيات المحكمات بل يتبعون المتشابهات. وعلامة المحكمات هي أنها كثيرة الوجود في كلام الله فيكون كلام الله زاخرا بها. وهي واضحة المعاني، وعدم الإيمان بها يؤدي إلى الفساد " انتهى النقل

إذن الميرزا غلام يجيب ويثبتُ ما أثبتَه الله تعالى؛ أنّ الآيات في القرآن الكريم نوعان؛ آيات محكمات بيّنات, ونوع آخر من الآيات وهي الآيات المتشابهات, وأنها ليست من البيّنات المحكمات.

فإذا كان صديقي الأحمدي يريد أن يجعل الآيات المتشابهات من البَيّنات المحكمات فليرد هوعلى الميرزا ولنرى جوابه عليه !!!

ومن المحتمل من صديقي الأحمدي أن يقول أنّ الميرزا لمّا قال "المحكمات والبَيّنات" في النص السابق, فقد فرق بينهما بـحرف "الواو" مما يدل على الإختلاف بينهما وأنهما ليسا واحدا, فأقول للأحمدي:
بل حرف" الواو" هنا للبيان وليس للجمع بين مختلفين, والدليل أنّ الميرزا قال في نهاية الكلام على الآيات من الصنف الأول: " فهذه هي آيات محكمات وقد سبق أن كتبنا عنها مفصلا ", ثم تكلم بعدها على النوع الثاني وهي الآيات المتشابهات, مما يدل على أنّ قصد الميرزا من حرف " الواو" كان البيان, وليس التفرقة بين المحكمات والبَيّنات .

أمر آخر ذكره صديقي الأحمدي وهوأن أذكر له البيّنات التي جاءت بها الرسل وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسوف يثبت لنا صديقي الأحمدي أن الميرزا قد جاء بمثلها, وبالتالي فلا فرق بينه وبينهم .

والإجابة بسيطة جدا, سوف أذكر للأحمدي صديقي المحترم بعض الإعجازات الإقتدارية القطعية – بحسب وصف الميرزا – التي جاءت بها بعض الأنبياء مثل إحياء الموتى, وغير ذلك الكثيرمن الخوارق للتدليل على صدقهم, وليأت صديقي الأحمدي بما يثبت أن الميرزا قد جاء بمثلها كما يدعي صديقي الأحمدي:

1-    يقر الميرزا في الكثير من كتبه بأنّ النار التي ألقي فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام كانت نارٌ حقيقة وليست مجازية, وأنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام نجّاه الله تعالى بأنْ جعل النار بردا وسلاما؛ أي بتغيير خاصية الإحراق للنار, فهل حدث مثلها للميرزا؟ هل أتى الميرزا بإعجاز إقتداري مثلها؟

2-    يقر الميرزا بانشقاق القمر لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإشارة من اصبعه, فهل شق الميرزا القمر؟ كتاب "مرآة كمالات الإسلام" 1892 [4] صفحة 61

3-    يقر الميرزا بأنّ عصا سيدنا موسى عليه السلام تحولت إلى ثعبان, فهل فعل الميرزا مثل ذلك ؟  كتاب " مرآة كمالات الإسلام " 1892 [5] صفحة 63

4-    يقر الميرزا بخلق الطير لسيدنا عيسى عليه السلام, وأنّه "خَلْقٌ دون خَلْق, وأنّه خَلْقٌ للطير من الطين وأنّ الطيرَ يعودً بعدها طينا", فهل فعل الميرزا مثل ذلك؟ كتاب " مرآة كمالات الاسلام " [6] صفحة 63.

5-    الميرزا في كتاب"التذكرة" [7] بتاريخ 1886م صفحة 140 في الحاشية؛ يقر بأن آية إحياء الموتى سواء لسيدنا عيسى عليه السلام أو لغيره هي بالمعنى الحقيقي المادي, وليس بالمعنى المجازي, فهل فعل الميرزا مثل ذلك؟
و سأذكر في مقالات لاحقة بإذن الله تعالى النصوص الكثيرة من الميرزا غلام القادياني التي يقر فيها بالإحياء الإعجازي الحقيقي للموتى في الحياة الدنيا.

أمر ثالث أثاره صديقي الأحمدي؛ وهو أنّ الله تعالى قال "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ " وسؤاله: هل ليقول لهم – أي النبيّ – كلاما محكما قطعيا فقط ؟
وللإجابة نقول :
إنّ الله تعالى قد أوضح معنى البيان في قوله "
لِيُبَيِّنَ لَهُمْ " ؛ فالآية تقول:
"
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (4) سورة إبراهيم

والآية الأخرى التي تبيّن معنى البيان المذكور في الآية الأولى تقول :
"
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ" (39) سورة النحل

فالبيان الذي يبيّنه النبيّ لقومه وضحَتْه الآية الثانية, أي لبيان الذي اختلفوا فيه, وهنا السؤال:
هل النبيّ الحَكَم الذي جاء ليحكم وليبيّن للناس ما اختلفوا فيه, هل يبين لهم ما اختلفوا فيه بأدلة ظنية؟ أمْ يبيّن لهم بالأدلة القطعية ما اختلفوا فيه؟

و أخيرا قد اتضح أنّ الأدلة التي يجب أنْ يأتي بها الأنبياء لإثبات صحة نبوتهم, لا بد أنْ تكون قطعية, وهي ما سمّاها الله تعالى بالبيّنات, وهذا هو عين المطلوب من أتباع الميرزا غلام القادياني ليقدموه لنا ليثبتوا صدق ادعاء الميرزا غلام.
والله المستعان, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.د.إبراهيم بدوي
‏12‏/12‏/2016‏ م
‏10‏/03‏/2022




[1]  بشير الدين محمود هو الخليفة الأحمدي الثاني ابن الميرزا غلام القادياني؛ وهو الملقب عند الجماعة الأحمدية بالمصلح الموعود, وصاحب كتاب "التفسير الكبير" الأحمدي.

[2]  هذا هوالنص الكامل لكلام بشير الدين محمود في تفسيره لكلمة البينات الواردة في الآية 87 من سورة البقرة:
"وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ" (88) سورة البقرة.
شرح الكلمات:
قفينا- قَفّى فلان زيدا: تبعه. وقفّاه: أتبعه إياه. القفا: مؤخر العنق. فالأصل في قفّاه أن يكون التابع وراء المتبوع وقريبا منه، ولكنهم توسعوا فقيل لمن تبع أحدا وإن كان على مبعدة: قفاه (الأقرب).
بيّنات - هي تلك الأدلة التي في حد ذاتها تشكل برهانا على صدق النبي.
فالأدلة على نوعين:
الأول ما يستنبط منه صدق نبي، فمثلا نستدل بفساد أهل زمان ما على ضرورة مجيء نبي، فنقول: قد عم الفساد في العالم ونسي الناس الشرع وتركوا العمل بتعاليمه فلذلك لا بد من نبي ... وهذا المدعي هوالنبي الموعود. فكل هذه الأمور يستنبط منها ضرورة ظهور نبي. إنها  أدلة  بلا شك، ولكنها ليست بينات. ويندرج في هذا النوع أيضًا تلك الأنباء التي تدل على قرب ظهور نبي، ولكنها لا تحدد زمن ظهوره، فهي ليست بينات ومنها على سبيل المثال الآيات والأحداث التي ظهرت قبيل مبعث محمد - صلى الله عليه وسلم -، والتي يمكن أن نستنبط منها صدقه. إنها  أدلة  على صدقه ولا شك، ولكنها لا تؤكد بصورة قطعية على أنّه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا تسمى بينات.
والنوع الثاني من الأدلة تسمى بينات، وهي التي تشكل بحد ذاتها برهانا مباشرا على صدق النبي، وهي التي تجعل صدقه مشهودا، والتي تبين الصدق من الباطل تبيانا .. مثل الطاعون الذي أنبأ بتفشيه المسيح الموعود، وكذلك أنبأ النبي الكريم بذلك من قبله. فظهور الطاعون في زمنه ليس دليلا على صدقه فقط، بل إنما هو'بينة'، لأن تحقق هذا النبأ لا يعين زمن ظهور المسيح المنتظر، وإنما يبين أيضًا أنّه هونفسه المسيح المنتظر.  إذَنْ فالبينة ما يدل على صدق النبي دلالة واضحة لا غبار عليها، وغيرها هوما يثبت صدقه بالإشارة والتلميح فحسب.
وأدلة صدق المسيح الموعود- عليه السلام- بعضها من نوع الإشارة والتلميح، وبعضها من البينات. والواقع أن كل نبي قد أوتى كلا النوعين من الأدلة، لان الأدلة الواردة في شكل الإشارة والتلميح وحدها لا تكفي لإثبات صدقه، بل لا بد إلى جانبها من البينات ليتضح صدقه لعامة الناس وإلا لن يعلموا أنّه هوالشخص المنتظر الموعود. لقد بين أبوحيّان معنى البينات في تفسيره فقال: البينات الحجج الواضحة الدالة على النبوة (تفسير البحر المحيط).
      

[3]  خلاصة كلام الميرزا غلام من إقرارات بخصوص الدليل القطعي:

1.      الإنسان بحاجة إلى الاقتناع القلبي والمعرفة التامة دائما في هذا العالَم المليء بالمفاسد.

2.      كل شخص يريد أن تكون الأدلة التي ينوي أن يقبلها الآخرون جامعة وشاملة لدرجة استحالة الطعن فيها.

3.      على المدعي الصادق أن يقدم  أدلة  صدقه.

4.      لا يحق لأحد تصديق مدَّعي بغير دليل.

5.      النصوص محتملة الفهم بأكثر من معنى لا تعد قطعية.

6.      المراد من الدليل هوما كان قطعي الدلالة أي ليس له إلا معنى ووجه واحد فقط, وإذا وُجد له معنى آخر؛ كان باستطاعة مدَّعي القطعية دحض المعنى المخالف بالأدلة الدامغة.
ويكون الدليل القطعي
منيرا في حد ذاته وواضحا ومثبتًا لأمر وليس محتاجا إلى إثبات نفسه.

7.      عدم قبول ورفض نصوص مثل الأحاديث, ليس لمجرد أنها تخالف القرآن, بل لمخالفتها بيّنات ومحكمات القرآن؛ أي الآيات قطعية الدلالة.
وبالتالي أفهمُ من كلام الميرزا أنّ النصوص التي تخالف دلالة ظنية لآيات القرآن فلا يحكم عليها بالرفض.

8.      ليس من الأمانة رد نصوص القرآن قطعية الدلالة بآية ذات أوجه مختلفة ومتشابهة, ومن يفعل ذلك ففي قلوبهم زيغ وليسوا ملتزمين بالصراط المستقيم.

9.      عدم وجود قطعية الثبوت أوالدلالة أوكلاهما للنصوص تجعل النص ظنيّ, والظن لا يغني من الحق شيئا.

10.  من عدم الإيمان الإعراض عن الآيات قطعية الدلالة, والسعي إلى المتشابهات, ولا يخوض في المتشابهات إلا الذين أصيبت قلوبهم بمرض النفاق ومَنْ ترك الأخذ بالأدلة القطعية, يصفه الميرزا بأنّه ترك الصدق ومان, ونبذ الفرقان, ولا يعلم إلا الهذيان, ويمشي كالعميان, ويسعى كالعُمي والعُور, وأنّه في ظلام, وهوجهول وقيح, وأيضا هوعجول مخطئ معذول, متبع للظنيات, بل الوهميات.

11.  لا يصح الاعتداد بالأحاديث إلا إذا كانت صحيحة متصلة مرفوعة.

 [4]  في كتاب " مرآة كمالات الاسلام " صفحة 61
يقول الميرزا: "كذلك إن معجزة النبي  الثانية، وهي شق القمر، قد ظهرت بقدرة الله نفسها إذ لم يرافقها دعاء لأنها أيضا حدثت بإشارة أصبع كانت زاخرة بقدرة الله. وهناك معجزات أخرى كثيرة من هذا القبيل أظهرها النبي  كقدرةٍ شخصية منه ولم يرافقها دعاء. ففي كثير من الأحيان أدخل  أصابعه في ماء قليل في قدح فكثّره بإدخال إصبعه فيه حتى شرب منه الجيش كله والخيل والإبل ومع ذلك بقي الماء بالقدر نفسه الذي كان عليه من قبل. وقد حدث مرات عديدة أن وضع النبي  يده المباركة على بضع كسرات من الخبز وملأ بها بطون آلاف الجياع. وفي بعض الأحيان الأخرى بارك بشفتيه قدحا من الحليب وأشبع به جماعة من الجياع. وأحيانا أخرى مزج لعابه في بئر ماء مالح وحوّله إلى ماء عذب وزلال. وتارة شفى المصابين بجروح بالغة بوضع يده المباركة عليهم، وتارة أخرى شفى ببركة يده العيون التي خرجت مقلتها في الحروب. وكذلك أنجز أعمالا أخرى كثيرة من هذا القبيل بقدرته الشخصية التي رافقتها قدرة الله الخافية " انتهى النقل

[5]  في كتاب " مرآة كمالات الاسلام " صفحة 63,
يقول الميرزا: "....لذلك فإن عصا موسى بقيت عصا مع أنها تحوَّلت إلى ثعبان مرارا. وإن طيور عيسى، مع أن طيرانها على سبيل المعجزة ثابت من القرآن الكريم، ولكنها بقيت طينا على أية حال. ولم يقل الله تعالى مطلقا بأنها صارت حية أيضا " انتهى النقل

 [6]   "حمامة البُشرى"/1893 م  صفحة رقم 0188                               
يقول الميرزا "أما الجواب فاعلم أنّا نؤمن بإحياء إعجازي وخلق إعجازي، ولا نؤمن بإحياء حقيقي وخلق حقيقي كإحياء الله وخلق الله، ولوكان كذلك لتشابهَ الخلق والإحياء، وقال الله سبحانه: 
]فَيَكُونُ طَيْرًا بِ  إذَنْ اللهِ[ ، وما قال فيكون حيًا ب إذَنْ الله، وما قال فيصير طيرا ب إذَنْ الله. وإن مثل طير عيسى كمثل عصا موسى، ظهرت كحية تسعى ولكن ما تركتْ للدوام سيرته الأولى. وكذلك قال المحققون إن طير عيسى كان يطير أمام أعين الناس وإذا غاب فكان يسقط ويرجع إلى سيرته الأولى. فأين حصل له الحياة الحقيقي؟ وكذلك كان حقيقةُ الإحياء.. أعني أنّه ما ردّ إلى ميّت قط لوازمَ الحياة كلها، بل كان يُري جلوةً من حياة الميّت بتأثير روحه الطيب، وكان الميّت حيًّا ما دام عيسى قائم عليه أوقاعدا، فإذا ذهب فعاد الميّت إلى حاله الأول ومات. فكان هذا إحياءً إعجازيًّا لا حقيقيًّا، والله يعلم أن هذا هوالحقيقة الواقعة، ثم مازَجَها أغلاطُ بيان الناس، وزادوا فيها ما شاءوا كما لا يخفى على من له شَمّة من العلم والبصيرة، فدَقِّقِ النظر في مطاوي الآيات ومعانيها ليُكشَف عنك الضلال والظلام وتكون من المتبصّرين." انتهى النقل

[7]  في معرض كلام الميرزا غلام على النبوءة الخاصة بابنه المصلح الموعود في الإلهام التالي:
 " وسيتبارك منه اقوام "
يقول الميرزا:
" هذه ليست مجرد نبوءة فحسب, بل هي آية سماوية عظيمة أراها الله تعالى تبيانا لصدق وعظمة نبينا الرءوف الرحيم محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام . والحق أن هذه الآية أعلى وأولى وأكمل وأفضل وأتم من إحياء الموتى بمئات المرات, لأن حقيقة احياء الميت إنما هي استرجاع روح واحدة بالدعاء والابتهال عند الله تعالى ... الأمر الذي فيه للمعترضين كلام كثير ... 
[ إبراهيم بدوي: لا يعترض أحد على المعنى الإستعاري لإحياء للموتى أي هداية الضالين والكفار وإنما الاعتراض من البعض يكون على الإحياء الحقيقي الفعلي للميت الذي فارقت نفسُه جسدَه ] أمّا هنا فإن الله تعالى بفضله وإحسأنّه وببركة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام قد استجاب دعاء هذا العبد المتواضع ووعد بإرسال روح مباركة تنتشر بركاتها المادية والروحانية في الأرض  كلها. فمع أن هذه الآية تبدومساوية لآية إحياء الموتى, إلا أنّ التدبر يكشف انها أفضل من إحياء الموتى مئات
المرات. إن أرواح الموتى إنما تعود بالدعاء, وهنا أيضا قد طُلبت روح بالدعاء, ولكن شتان بين هذه الروح وتلك الارواح .". ( إعلان يوم 22/3/1886 م يوم الإثنين, مجموعة الإعلانات مجلد 1 صفحة رقم 114 –115 )
و أيضا في كتاب" إزالة أوهام"/1890  صفحة :118
يذكر الميرزا غلام أحمد القادياني – وهذا إقرار منه بحدوثها - بعض الأمثلة لخوارق ونبوءات لا قيمة لها - من وجهة نظره - أو أنها لم تتحقق, أو أنّ رونقها قد ذهب فيما يخص سيدنا عيسى عليه السلام:
يقول الميرزا غلام:
"
اما ما يُطلب من المعجزات مقابل معجزاتٍ في حياة المسيح الأول لتحقيق المماثلة [ إبراهيم بدوي: لاحظوا أن طالب المعجزات من الميرزا غلام هم المسلمون, ليثبتَ لهم الميرزا غلام أنّه مثيل سيدنا عيسى عليه السلام كما يدعي بمعجزاته التي في القرآن الكريم, ولكنّا نجد أن الميرزا غلام أحمد القادياني يذكر المعجزات والنبوءات التي في الأناجيل والتي لا دخل لنا بها - فكتابهم محرف بشهادة الميرزا غلام نفسه - والتي لم تتحقق, فيتوهم القارئ أن سيدنا عيسى عليه السلام هو منْ لم يستطع إراءة العجائب], فقد شرحتُ الأمر من قبل وقلتُ بأنّ الإحياء المادي ليس بشيء [إبراهيم بدوي: وهذا إقرار بالإحياء المادي مع التهوين وليس الإنكار], وإنما جئت للإحياء الروحي وهذا سيتحقق حتما.
وإضافة إلى ذلك لورأينا أعمال المسيح الحقيقية بتجريدها من الحواشي التي لفقت لها بمحض الافتراء أو بسوء الفهم, لما وجدت فيها اعجوبة
[إبراهيم بدوي: ليس لنا دخل بعيسى الذي في الأناجيل المحرفة, ومعجزاته في هذه الأناجيل, ولكن المطلوب لإثبات المماثلة بين المسيح الأول سيدنا عيسى عليه السلام, والميرزا غلام القادياني, معجزات مثل التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم وليس في الأناجيل المحرفة] . ولا أظن أنّه يقع على خوارق أي نبيّ آخر ونبوءاته ما يقع على نبوءاته عليه السلام من اعتراضات وشكوك.
ألا تزيل قصة البِركة رونق معجزات المسيح نهائيا؟ أمّا نبوءاته فهي أسوء منها حالا 
". [إبراهيم بدوي: لم تُذكر قصة البركة العجيبة في القرآن الكريم ولا في السُنّة النبوية الشريفة ولا دخل لنا بها, ومع ذلك فإنّ الميرزا غلام القادياني قد أقر بأنّ سيدنا عيسى عليه السلام لم يستفد من خواص هذه البركة العجيبة في شيء, وأنّ معجزاته حقيقية في كتابه "البراهين الأحمدية" الأجزاء الأربعة الأولى الصفحة 166].


























تعليقات

التنقل السريع