مقال (141) إثبات التناقض و المخالفة من الميرزا مدعي النبوة وأتباعه في الاستدلال بحديث نزول المسيح و ترك القلاص و حديث طواف المسيح بالبيت و أن لون المسيح الموعود آدم أي أسمر اللون .
في كتاب"إزالة أوهام"/1890 ص_0138
الميرزا في معرض استنكاره للقول بأنّ بعض العلماء المعارضين يأخذون بالإستعارة في بعض الألفاظ و بالظاهر في البعض الآخر في الحديث الواحد وهو حديث النزول و كسر الصليب و قتل الخنزير يقول الميرزا غلام أحمد القادياني :
"و الأمر الآخر الجدير بالإنتباه هو أن المشايخ مصرون على أنه يجب حَمل الحديث عن نزول ابن مريم على ظاهره ,و لكن حين نسأل العقلاء منهم عن معنى الحديث الذي جاء فيه أن ابن مريم سيكسر الصليب بعد نزوله , و يقتل الخنزير , فنجدهم يحملون كلمة "ابن مريم" على حرفيتها بالنسبة للنزول , أمّا بالنسبة لكسر الصليب و قتل الخنزير , فيوافقوننا الرأي بصوت خافت و يعتبرونهما مجازا و إستعارة.
فإن تصرفهم هذا يدينهم , و عليهم تتم الحجة , لأنهم يستنبطون من كلمتين من بين الكلمات الثلاثة – أيْ نزول ابن مريم, و كسره الصليب , و قتله الخنزير – معنى آخر على سبيل الإستعارة ؛ فلماذا لا يراد من الكلمة الثالثة , أي نزول المسيح , شخص آخر على سبيل الإستعارة؟
هنا أنا اسألهم [ إبراهيم بدوي : ما زال الميرزا غلام أحمد القادياني يتكلم و يسأل و يقصد نفسه ] : هل التمسك بهذه الأفكار – التي هي مجموعة تناقضات – هو التعقل و الفطنة. أم التمسك بتلك المعارف الأقرب إلى الفهم و العقل التي كشفها الله تعالى عليّ؟
و إضافة إلى ذلك هناك إعتراضات عقلية كثيرة و قوية جدا على تلك الأفكار و لا سبيل للخلاص منها ." إنتهى النقل.
بينما نجد الميرزا غلام القادياني في نفس الحديث ( وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا ، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا ، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ ).
يقول بكسر الصليب بالاستعارة
و قتل الخنزير بالاستعارة
و النزول للمسيح بالاستعارة
و لكنه يقول بترك القلاص بالحقيقة و ليس بالاستعارة.
و ذهاب الشحناء و التباغض و التحاسد بالحقيقة
و يقول بعدم قبول المال بالاستعارة :
يقول في إزالة الأوهام ص 498 : " فإن ابن مريم الذي ليس له أب روحاني في الأرض إلا ذلك المعلم الحقيقي، ويماثل بذلك آدم أيضا؛ سيوزع كنوز القرآن الكريم الكثيرة حتى يسأم الناس من قبولها، ويكونون مصداقا لحديث لا يقبله أحد، وتصبح كل طبيعة قانعة بقدر وسعها" انتهى النقل .
فلماذا يلوم و ينكر الميرزا على العلماء المعارضين القول بوجود المجاز و الحقيقة في نفس الحديث , بينما هو يفعل ذلك كما اثبتنا ؟
و الاهم في تناول هذا الحديث هو القَسَم و الحَلِف في كلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , حيث القسم - كما يقول الميرزا في كتابه حمامة البشرى - يمنع التأويل و الاستثناء . و بالتالي لا بد من الاخذ بظاهر الحديث سواء كان الظاهر هو المعنى الحرفي أو الاستعاري - أي مع وجود قرينة قوية صارفة للمعنى الحرفي - و لا يتعدى إلى غير الظاهر بحال من الأحوال .
فاذا كان من الظاهر هو قتل الخنزير و كسر الصليب و لا يوجد مانع عقلي من الأخذ بالظاهر الحرفي لهما , فلِما التعدي إلى الاستعارة بلا قرينة قوية صارفة و القسم يمنع ذلك .
و حديث آخر مهم و هو الذي فيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى في المنام أن سيدنا عيسى عليه السلام يطوف بالبيت و خلفه الدجال , و أن سيدنا عيسى عليه السلام كان آدم اي اسمر اللون .
فلقد أخذ الميرزا اللون الآدم على الحقيقة و قال انه لون من وعد النبي بمجيئه آخر الزمان , بينما قال الميرزا في نفس الحديث بالطواف للمسيح الموعود و الدجال بالاستعارة .
و لو تتبعنا كل استدلالات الميرزا و اتباعه لوجدناهم يخلطون في الحديث الواحد ما بين الحقيقة و المجاز .
و انا هنا لا اثبت أو أنكر الأخذ بالأمرين - أي الحقيقة و المجاز - في الحديث الواحد , و لكن اثبت تناقض الميرزا و اتباعه مع انفسهم في نفس الحديث الذي ينكر الميرزا على العلماء ما قالوا فيه لو كان نقل الميرزا عنهم صحيحا .
د.ابراهيم بدوي
31-1-2017
تعليقات
إرسال تعليق