مقال (153) الإثبات
القطعي لتدليس الميرزا غلام القادياني من خلال بيان الفرق بين التعبيرين "شرق
دمشق" و"شرقيّ دمشق"
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله سيدنا محمد وآله ومن اتبعه بإحسان الى يوم الدين.
لقد اختار الله سبحانه
وتعالى اللغة العربية لتكون لغة كتابه العزيز المعجز، ولغة نبيه خاتم النبيين صلى
الله عليه وسلم، ولم يكن هذا الإختيار عبثًا، فاللغة العربية تحوي من التفاصيل
والدقائق التي بها يمكن التعبير على أدق التفاصيل والحالات وبحرف واحد منه، بل
بأقل منه.
إن هذا المقال هو تبيين
لتدليس الميرزا غلام في استدلاله بحديث طويل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد
في صحيح الإمام مسلم هكذا "... فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم، فينزل عند
المنارة البيضاء شرقيّ دمشق، بين مهرودتين،واضعًا كفّيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ
رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ..." صحيح مسلم.
والذي شرحه الإمام النووي
بقوله (فينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق بين مهرودتين)، أما المنارة فبفتح الميم، وهذه
المنارة موجودة اليوم شرقيّ
دمشق؛ ودمشق بكسر الدال وفتح الميم وهذا هو
المشهور، وحكى صاحب المطالع كسر الميم وهذا الحديث من فضائل دمشق وفى عند ثلاث
لغات كسر العين وضمها وفتحها والمشهور
...." انتهى النقل.
وهذا المقال ليس لشرح
الحديث، ولكن للذود عن بلاغة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا ينطق عن
الهوى، وفي نفس الوقت؛ لإثبات استهتار الميرزا وأتباعه وتدليسهم على الناس، رغم
معرفتهم بما يعنيه ويقصده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فحينما يقول سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم " شرقيّ
دمشق
" وليس " شرق دمشق "، في كل روايات الحديث عند أئمة الحديث وينقله
كل من رواه عنه بهذه الصيغة، فلا بد أن يكون مقصودًا وليس عفويًّا أنّ سيدنا
محمدًا صلى الله عليه وسلم قصد ما قال،
وأنّ إضافة الياء "ياء النسب"؛ وهي التي في آخر كلمة " شرقيّ"، لم تكن أمرًا
عفويًّا بلا معنى، إنما كان يقصد المعنى المعروف عند العرب إذا اضيفت "ياء
النسب" لكلمة.
و هذا المقال سيشتمل على
محاور عدة:
المحور
الاول:
الإثبات اللغوي من أهل اللغة لمعنى "ياء النسب"
المحور
الثاني:
إثبات قصد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بما تعنيه "ياء النسب" وذلك
بإيراد أحاديث أخرى تثبت المعنى المقصود من "ياء النسب".
المحور
الثالث:
إذا ثبت من كلام الميرزا مدعي النبوة، أنه أضاف المنارة البيضاء إلى دمشق في
كلامه، كأن يقول "منارة دمشق" أو "أرض دمشق"، وكان قصده دمشق
المعروفة وليس قاديان، وقصد زيارتها هو أو أحد خلفائه، فهذا لا يعني إلا أن
الميرزا يعي تماما أن المقصود في الحديث
هو المنارة الفعلية وليس المجازية وأن دمشق هي دمشق الشام وليس غيرها كما
ورد في الأحاديث .
المحور
الرابع: ثبوت من كلام الميرزا
أنّ ياء النسب تعني ما نقصده.
المحور
الخامس:
مناقشة رأي الميرزا في المسألة.
المحور
السادس:
تعليقات متفرقة، ومناقشة معنى النزول والمنارة عند الميرزا، ومناقشة ردود
الأحمديين القاديانيين على ما أثير في مسألة "ياء النسب".
المحور
السابع:
رفع رابط الحوار الذي دار في صفحة للقاديانيين بها 2833 عضو و11 أدمن، وبها من
أساتذة اللغة العربية من نعرفه؛ وهو الأستاذ الخبير – كما يسمي نفسه - حلمي مرمر
الذي لم يشارك في الردود على التساؤل، وتركهم للسذج وممن لا يعرف شيئًا في اللغة
العربية، ليقوموا بدور المُدافع عن جهل الميرزا، أو تدليسه.
ونأتي إلى تفصيل الكلام:
المحور الاول:
الإثبات اللغوي من أهل
اللغة لمعنى "ياء النسب".
يكمن الفرق بين
"شرق" و"شرقيَ" في الياء المشددة
والتي سماها أهل اللغة بياء النسب، وسنرى تعريفها مباشرة من أهل اللغة:
1. الكتاب: معجم الغني
حرف الياء
حَرْفُ نِسْبَةٍ: "عَرَبِيٌّ"، فَالْيَاءُ الْمُشَدَّدَةُ
عَلاَمَةٌ للِنِّسْبَةِ مَكْسُورٌ مَا قَبْلَهَا.
المؤلف: خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاويّ الأزهري، زين الدين
المصري، وكان يعرف بالوقاد (المتوفى: 905هـ).
باب النسب:
باب النسب، وسماه سيبويه باب الإضافة، وابن الحاجب باب النسبة: والغرض منها
أن تجعل المنسوب من آل المنسوب إليه. أو من أهل تلك البلدة. أو الصنعة، وفائدتها
فائدة الصفة.
ويحدث بالنسب ثلاثة تغييرات:
أولها: لفظي، وهو ثلاثة أشياء، إلحاق يا مشددة آخر المنسوب إليه، وكسر ما
قبلها: ونقل إعرابه إليها.
وثانيها: معنوي، وهو صيرورته إسمًا لما لم يكن له.
وثالثها: حكمي، وهو معاملته معاملة الصفة المشتقة، في رفعه المضمر والظاهر
باطراد.
واعلم أنك "إذا أردت النسب إلى الشيء" من بلد، أو قبيلة، أو
غيرهما، "فلا بد لك من عملين في آخره:
أحدهما: أن تزيد عليه ياء مشددة، تصير" تلك الياء "حرف
إعرابه"، فتتداولها حركات الإعراب. رفعًا، ونصبًا، وجرًّا، لصيرورتها بمنزلة
الآخر.
الثاني: أن تكسره، أي لآخر لمناسبة الياء، كما في ياء المتكلم، والمخاطبة، "فتقول في النسب إلى: دمشق" بفتح الميم: "دمشقيّ"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
ياء كيا الكرسي زادوا للنسب ... وكل ما تليه كسره وجب
الثالث: "ما كان صفة لأحدهما" أي: الزمان والمكان "كـ: جلست
طويلًا من الدهر شرقيّ الدار"، فـ"طويلًا" و" شرقيّ"
مفعول فيهما منصوبان نصب ظرف الزمان والمكان؛ لأنهما لما وصف بهما الزمان والمكان
عرضت لهما إسمية الزمان والمكان.
فـ"طويلا": صفة للزمان، و"من الدهر": بيان له، و"
شرقيّ": صفة للمكان، وذكر "الدار" معين له، والأصل: زمنا طويلًا،
ومكانا شرقيا. " انتهى النقل بتصرف
3. وفي التحرير والتنوير
" قال تَعَالَى: " وَذَرُوا
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ " فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ
[180] . وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْهَمْزَةُ كَقَوْلِهِمْ: أَلْحَدَ الْمَيِّتَ،
لِأَنَّ تِلْكَ لِلْجَعْلِ ذَا لَحْدٍ وَاللِّسَانُ: الْكَلَامُ. سُمِّيَ
الْكَلَامُ بِاسْمِ آلَتِهِ. وَالْأَعْجَمِيُّ: الْمَنْسُوبُ إِلَى الْأَعْجَمِ،
وَهُوَ الَّذِي لَا يُبَيِّنُ عَنْ مُرَادِهِ مِنْ كُلِّ نَاطِقٍ لَا يَفْهَمُونَ
مَا يُرِيدُهُ. وَلِذَلِكَ سَمَّوُا الدَّوَابَّ الْعَجْمَاوَاتِ. فَالْيَاءُ
فِيهِ يَاءُ النَّسَبِ. وَلَمَّا كَانَ
الْمَنْسُوبُ إِلَيْهِ وَصْفًا كَانَ النَّسَبُ لِتَقْوِيَةِ الْوَصْفِ."
انتهى النقل
4. كما نظم ابن مالك هذا
البيت لتعريفها
يَاءً كَيَا الكُرْسِيَّ زَادُوا للنَّسَبْ وكُلُّ مَا تَلِيهِ كَسرُهُ وَجَبْ
وقد شرح ابن عقيل هذا البيت بقوله: إذا أريد إضافةُ شيءٍ إلى بلد، أو
قبيلة، أو نحو ذلك –جُعِلَ آخرُهُ ياءً مشدَّدة، مكسورًا ما قبلها، فيقال في النسب
إلى "دمشق":"دِمَشْقِيٌّ، وإلى "تميم"
"تمِيمِيٌّ"، وإلى "أحمد" "أَحْمَدِيٌّ" انتهى
النقل.
إذن لو قلنا الميرزا غلام أحمد الهنديّ القاديانيّ فياء النسب تنسبه إلى
الهند وإلى قاديان.
المحور الثاني:
أحاديث داعمة،
الحديث الشريف:
الحديث الأول:"لتقاتِلُنَّ المشركينَ حتى يقاتِلَ بقيتُكُم الدجالُ على نَهْرِ الأُرْدُنِّ أنتم شرقيّه وهم غربيّه ولَا أَدْرِي أينَ الأردُنُّ
يومئذٍ"([1]).
يتضح من الحديث السابق ما يلي:
1- "على نهر الأردن" أي على ضفافه سواء الشرقيّة أو
الغربية، وليس في القاديان، وأين نهر الاردن؟ هل الآن هو في قاديان ايضا؟
شرقيّه: أي على الضفة الشرقية منه، غربيّه: أي على الضفة الغربية منه فياء النسب في
هذا الحديث فيه كالشمس، والحديث يخص قتال
الدجال، والتعبير "على نهر الأردن"؛ أي عليه وليس بخارج منه؛ أي ضفافه،
فلا يغادرها إلى شرق النهر أو غرب النهر، فالالتصاق بالنهر "المنسوب
اليه" ضرورة لغوية مهما كانت المسافة من النهر سواء الشرق أو الغرب، لأن شرق
النهر كل البلاد التي شرقه، وغرب النهر كل البلاد التي غربه. والبلاد التي من
الشرق منه يقال له شرقه وليس شرقيّه، والبلاد التي من الغرب منه؛ يقال لها
غربه وليس غربيّه، والتعبير "على النهر"؛ أكدت المدلول لياء النسب.
وهذه هي بلاغة نبينا صلى الله عليه وسلم، وبلاغة العربي ةوالعرب يومئذ، حتى
لو كان الحديث ضعيفًا، ولكن يصح الاستدلال به لغويًّا.
الحديث الثاني: "أنَّ مسجدَهُ كان باللَّبِنِ وسقْفُهُ كان من جذوعِ النَّخلِ،
وكانتْ حُجَرُ أزواجِهِ قِبْلِيّه المسجدِ وشرقيّه، فلمَّا كثُرَ
النَّاسُ زاد فيه عمرُ، ثمَّ زاد فيه عثمانُ، وبناهُ بالقصَّةِ والحجارةِ، ثمَّ في
إمارةِ الوليدِ، أمرَ نائبَهُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ أنْ يشتريَ الحُجَرَ ويزيدَها
في المسجدِ، فدخلَتْ حجرةُ عائشةَ الَّتي دُفِنَ فيها هو وأبو بكرٍ وعمرُ في
المسجدِ من حينئذٍ، وإنَّما كانتْ في حياتِهِ خارجةً عن المسجدِ إلى سنةِ إحدَى
وتسعينَ"([2]).
ومعروف أنّ حجر أزواجه كانت ملاصقة للمسجد.
المحور الثالث: ثبوت مدلول "ياء النسب" من
كلام الميرزا الهنديّ القاديانيّ:
قلنا: إذا ثبت من كلام الميرزا مدعي النبوة أنه أضاف
المنارة البيضاء إلى دمشق في كلامه كأن يقول "منارة دمشق" أو في
"أرض دمشق"، وكان قصده دمشق البلدة المعروفة وليس قاديان، وقصد زيارتها
هو أو أحد خلفائه، فهذا لا يعني إلا أنّ الميرزا يعي تمامًا أنّ المقصود في الحديث؛
المنارة الفعلية وليس المجازية، وأنّ دمشق هي دمشق الشام كما ورد في الأحاديث،
وليس غيرها.
1- في كتابه "حمامة البُشرى"/1894صفحة 72، يقول الميرزا غلام:
"وقد أشير في بعض الأحاديث أن المسيح الموعود والدجّال المعهود يظهران
في بعض البلاد المشرقية، يعني في ملك الهند، ثم
يُسافر المسيح الموعود أو خليفة من خلفائه إلى أرض دمشق، فهذا معنى القول الذي جاء
في حديث مسلم أن عيسى ينـزل عند منارة دمشق، فإن النـزيل هو
المسافر الوارد من مُلك آخر. وفي الحديث.. يعني لفظ المشرق.. إشارة إلى أنه يسير
إلى مدينة دمشق من بعض البلاد المشرقية وهو مُلك الهند. وقد أُلقِيَ في قلبي أن
قول: عيسى عند المنارة دمشق،
إشارةٌ إلى زمان ظهوره، فإن أعداد حروفه تدل على السنة الهجرية التي بعثني الله
فيه. واختار ذكر لفظ المنارة إشارةً إلى أن
أرض دمشق تنير وتشرق بدعوات المسيح الموعود بعدما أظلمت بأنواع
البدعات، وأنت تعلم أن أرض دمشق كانت منبع فتنن المتنصرين".
يتضح من كلام الميرزا غلام أحمد التالي:
1- أنّ المنارة المقصودة هي منارة بلدة دمشق بالفعل، وأنّ دمشق هي دمشق البلدة
المعروفة بالفعل.
2- وحتى باختيار الميرزا غلام أحمد أنّ المنارة هي الإنارة والإشراق، فقد خص
الإنارة لدمشق البلدة أيضا.
3- قول الميرزا "أرض دمشق"؛ أفادت التخصيص لأرض دمشق وليس لأرض
غيرها سواء بالشرق منها القريب أو البعيد، وهذا التخصيص من الميرزا غلام أحمد يلغي
أي شرح أو تفسير له أو تدليس منه أن المقصود بشرقيّ دمشق أرض القاديان بالهند.
2-
في كتابه "تحفة بغداد"/1893 صفحة
37 يقول الميرزا غلام: " والنّزول في الحديث بمعنى نزول المسافر
من مكان إلى مكان، فإن النّزيل هو المسافر، فلو سلم صحة الحديث فيثبت أن المسيح
الموعود أو أحد من خلفائه يسافر من أرض وينْزل بدمشق في وقت من الأوقات فلِمَ
يبكون الناس على لفظ دمشق؟ بل يثبت من لفظ النّزول عند منارة دمشق أن وطن المسيح الموعود الذي يخرج فيه هو مُلكٌ آخر،
وإنما ينْزل بدمشق بطريق المسافرين. هذا
إذا سلمنا الحديث بألفاظه، وفيه كلام.. لأن الأحاديث من الظنيات إلا الحصة التي
ثبتت من تعامل المؤمنين" انتهى النقل.
هنا الميرزا غلام أحمد أيضا يقر بأنّ دمشق هي دمشق، والمنارة هي المنارة
التي بشرقيّ دمشق، وإلا ما اضطر إلى احتمال
سفره أو سفر أحد من الخلفاء الأحمديين والنزول لأرض دمشق كزائر أو نزيل.
3-
مجموعة الإعلانات المجلد الثاني: يقول الميرزا غلام:
"فلما تثبت وفاته بالنصوص القاطعة كان الأمل في نزوله عند منارة شرقيّ دمشق في وقت من الأوقات فكرة خاطئة تماما. بل
لا بد من الاستتنتاج من دمشق في هذه الحالة معنى لا يعارض القرآن الكريم ولا
الأحاديث الأخرى، وهو أن نزول المسيح الموعود بالإجلال والإكرام وهو نزول روحاني سيُري أنواره إلى منارة شرقيّ دمشق. ولما كانت دمشق هي
المنبت الأصلي لشجرة التثليث الخبيثة ومن تلك البقعة نشأت هذه العقيدة الخبيثة لذا
أشير إلى أن نور المسيح الموعود سينتشر بعد نزوله إلى مكان هو مسقط رأس التثليث " انتهى النقل.
كلام الميرزا غلام أحمد واضح جدًا في إثبات أنّ المنارة المقصودة هي منارة
دمشق، وأنّ دمشق المقصودة هي دمشق الشام وليست القاديان، فقصد الميرزا غلام أحمد
بأن منبت التثليث في دمشق البلدة المعروفة، وليس غيرها يعتبر منبتًا للتثليث بحسب
كلام الميرزا غلام.
4-
مجموعة إعلانات المجلد الثاني، يقول الميرزا
غلام:
"مع
أن معارضينا يقرأون حديث دمشق مرارا وتكرارا ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا على أنه
ما السر فيما قيل في الحديث أن المسيح سينـزل قرب منارة
شرقيّ دمشق، بل اتخذوا الحديث كحكاية. ولكن يجب أن
يكون معلوما أن هذه ليست حكاية، والله بريء عن اللغو بل إن في كلمات الحديث التي
تذكر دمشق أولا ثم تذكر منارة في الجانب الشرقيّ سرّا
عظيما كما بيّنت آنفا أي عقيدة التثليث والآلهة الثلاثة قد أُسِّست في دمشق" انتهى النقل
كلام الميرزا غلام أحمد واضح جدًا في إثبات أنّ المنارة المقصودة هي منارة
دمشق، وأنّ دمشق المقصودة، هي دمشق الشام وليست القاديان، فقصد الميرزا غلام أحمد
بأنّ منبت التثليث في دمشق البلدة المعروفة، وليس غيرها يعتبر منبتًا للتثليث بحسب
كلام الميرزا غلام.
5-
كتاب "شهادة القرآن"، يقول الميرزا:
"لقد أرسل الله تعالى في المسلمين بحسب مقتضى حالتهم مصلحا مثل المسيح
دون السيف والسنان، وأعطاه حربةً سماوية فقط للقضاء على الدجالية. وجاء المسيح
الموعود على رأس القرن الرابع عشر كما يُستنبَط العددُ 1400 بحسب حساب الجمّل من
عبارة: "عيسى عند منارة دمشق"..." انتهى النقل.
إضافة كلمة "منارة" إلى الكلمة "دمشق" يعني التخصيص،
وكما بينا أنّ الميرزا كان يقصد بدمشق البلدة المعروفة، والتي قال إنها مكان تأسيس
عقيدة التثليث المسيحية.
المحور الرابع: ثبوت من كلام الميرزا أنّ ياء النسب تعني ما
نقصده
1- في مجموعة إعلانات المجلد الثاني، يقول الميرزا غلام:
" والآن فقد تقررت خطة أخرى لإكمال
هذا المسجد وهي أن تُبنى في شرقيّ المسجد كما يتبين من أحاديث النبي منارة عالية جدا لتُستخدَم لثلاثة أمور" انتهى النقل.
إذن لقد قام الميرزا غلام ببناء منارة ملاصقة أو في الجانب الشرقيّ من
المسجد المشار إليه، وهو مسجده الخاص، الذي سماه لاحقًا "المسجد
الاقصى"، وهذا يؤكد أنّ الميرزا غلام يفهم جيدًا المقصود من "ياء
النسب"؛ المضافة إلى كلمة "شرق" فأصبحت "شرقيّ"، لإفادة المجاورة اللصيقة، أو أن تكون جزءًا من المسجد نفسه،
وبالتالي يُعتبر الميرزا مدلسًا لمّا قال بأنّ"شرقيّ دمشق" تعني "شرق دمشق" - كما سنرى- وأنها تخص البلاد
المشرقية، ومنها الهند والقاديان.
2-
مجموعة إعلانات المجلد الثاني، يقول الميرزا
غلام:
" مع أن معارضينا يقرأون حديث دمشق
مرارا وتكرارا ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا على أنه ما السر فيما قيل في الحديث أن
المسيح سينـزل قرب منارة شرقيّ دمشق، بل اتخذوا الحديث كحكاية. ولكن يجب أن
يكون معلوما أن هذه ليست حكاية، والله بريء عن اللغو بل إن في كلمات الحديث التي
تذكر دمشق أولا ثم تذكر منارة في الجانب الشرقيّ سرّا عظيما كما بيّنت آنفا أي عقيدة التثليث والآلهة الثلاثة قد أُسِّست في
دمشق." انتهى النقل.
وتعليقنا كالتالي:
قول الميرزا غلام أحمد " منارة في الجانب الشرقيّ"؛ أي في الجانب الشرقي من دمشق، يؤكد تخصيص الجانب الشرقيّ لدمشق وليس البلاد التي شرق دمشق.
واضح أيضًا أنّ دمشق في الأحاديث؛ هي دمشق البلدة المعروفة، وأيضًا التي
يقصدها الميرزا غلام أحمد هي دمشق، وليست قاديان، لأنها أي دمشق هي موضع تأسيس
عقيدة التثليث كما يقول الميرزا غلام أحمد.
المحور الخامس: مناقشة رأي الميرزا
في المسألة .
مجموعة إعلانات المجلد الثاني، يقول الميرزا غلام في إعلان 224
"التبرع لبناء منارة المسيح" بتاريخ 28/06/1900: "الخديعة الكبرى التي واجهها معارضونا هي
أنهم وجدوا في الحديث كلمات أن المسيح الموعود سينـزل قرب المنارة شرقيّ دمشق وفهموا منها أن تلك المنارة تقع في دمشق
بالذات مع أنه لا توجد أية منارة في دمشق أصلا [ابراهيم بدوي: وهل كانت
موجودة في القاديان]، ولم يفكروا أنه إذا قيل مثلا بأن مكان كذا وكذا
يقع في شرقي المدينة فهل يكون المراد منه دائما أن ذلك المكان متصل بالمدينة؟ لو
وُجدت في الحديث كلمات يُفهم منها قطعا أن تلك المنارة متصلة بدمشق ولم يكن هناك
مجال لأي احتمال آخر لما كان هذا البيان جديرا بالقبول مقابل قرائن القرآن الكريم [ابراهيم بدوي: ما هي قرائن القرآن النافية لان
تكون المنارة في دمشق؟ ربما يقصد أدلة موت المسيح في القرآن الكريم، فإنها بفهمه
هو، وفهم الميرزا غلام أحمد لا يلزمنا]. أما الآن حين يتبين
بكل جلاء من التأمل في الحديث أن المراد منه هو المنارة تقع في الجانب الشرقيّ من دمشق وليست جزءا من المدينة فيُستبعد من
الأمانة والعقل أن يغض المرء الطرف من حِكَم الله وأسراره التي بينتها في الإعلان
ويشدِّد على أن المنارة التي سينـزل المسيح قربها تقع في دمشق. بل قد أراد النبي
من المنارة منارة المسجد الأقصى الذي يقع في شرقيّ دمشق أي مسجد المسيح
الموعود الذي وُسِّع مؤخرا وبُنيت بناية جديدة أيضا. وهذا المسجد يقع في الجانب الشرقيّ من دمشق في الحقيقة " انتهى النقل.
يعلن هنا الميرزا بكل
وضوح أنه يُقصَدُ بالمنارة البيضاء التي ورد ذكرها في حديث مسلم أنها تقع بقاديان،
وأن عبارة "شرقيّ دمشق" لا يقصد بها أن تكون ضمن حدود مدينة دمشق أو
بمحاذاتها، معترضًا على ما فهمه كل المسلمين من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم،
معللًا ذلك أنّ المنارة لم تكن قد بنيت حين رواية الحديث، وأنّ هذا الطرح مخالف
لقرائن من القرآن الكريم، وإنّ إبطال استدلاله هذا ليس بالأمر الصعب، فيكفي القول إنّ
"منارة قاديان" نفسها لم تكن قد بنيت حين نشر إعلانه هذا، فكيف تكون هي
المقصودة من 1300 سنة!
أما كلام الميرزا غلام أحمد على أن القرائن من القرآن الكريم تبين أنّ
النزول عند المنارة البيضاء شرقيّ بلدة دمشق المعروفة غير المقصود، فهذا من
هذيان الميرزا غلام أحمد، لأنه يستدل علينا بفهمه وليس بنصوص القرآن الكريم
القاطعة، ففهم أي أحد منا ليس دليلًا يلزم غيره به.
المحور السادس:
تعليقات متفرقة ومناقشة معنى
النزول والمنارة عند الميرزا ومناقشة ردود الأحمديين القاديانيين على ما أثير في
مسألة "ياء النسب".
متى بدأ كسر الصليب؟
في 1890 كما في كتابه "إزالة للاوهام " و"التوضيح"
لمّا قال الميرزا غلام أحمد بأن المسيح قد
مات.
متى بدأ قتل الخنزير؟
في 1890 كما في "إزالة الأوهام والتوضيح" لمّا قال بأن المسيح قد مات.
متى أعلن الميرزا إيمانه بموت المسيح؟ وأن الإدعاء بموت المسيح هو ما قتل
به الخنزير وكسر به الصليب؟
في 1890 كما في "إزالة الأوهام والتوضيح" لمّا قال بأن المسيح قد
مات.
متى أعلن الميرزا غلام نبوته أحمد؟
في 1882 في بداية نزول الوحي في مارس.
متى كانت بيعة أتباع الميرزا غلام أحمد له؟
في 1888 كما في كتاب "السيرة المطهرة" صفحة 107.
متى صحح للناس مسألة نبوته؟
في 1901 في كتاب ازالة خطأ.
متى أعلن بناء المنارة في شرقيّ مسجده "المسجد الاقصى" أي منارة
المسيح؟
في 1903
إذن المنارة جاءت بعد وحي النبوة وقتل الخنزير وكسر الصليب وإعلان النبوة، و
لكن الحديث الشريف يصرح بأنّ المسيح ينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق، أي أنّ المنارة موجودة قبل النزول، وقبل قتل الخنزير، وقبل
كسر الصليب، وليس بعد كل هذا.
فكيف كل هذا التعارض في كلام الميرزا ؟
كيف جاء الميرزا غلام وفعل كل ما فعل قبل بناء المنارة؟
ولكي يهرب الميرزا غلام أحمد من هذه المعضلة، ماذا فعل؟
في كتاب الملفوظات مجلد 1، قال الميرزا غلام أحمد إنّ النزول أو
المجيء للمسيح الموعود مجيئان، مجيء به من الابتلاء والتكذيب ما فيه، والمجيء
الثاني هو مجيء جلالي وهو المقصود بالمجيء بعد بناء المنارة. و لكن معروف أنّ مجيء
سيدنا عيسى عليه السلام ونزوله يسبقه وجود المنارة البيضاء، كما أنه لا ينزل أو
يجيء النبيّ أو الرسول إلا بعد الظلام الحالك وبلوغ الظلام والجهل أقصى الدرجات،
وهذا من كلام الميرزا أيضا، وهذا ينافي كلام الميرزا غلام أحمد؛ لأنّ الميرزا غلام
أحمد بدأ بكسر الصليب وقتل الخنزير – بمفهومه هو – وإعلان نبوته، وإعلان البيعة في
1888، فكيف كل هذا يسبق بناء المنارة بمسجده الذي سماه "المسجد الاقصى"؟
وهذا هو نص كلام الميرزا غلام أحمد بخصوص المجيء الجلالي:
" كيف يمكن النجاة من الذنوب والآن، بقي أن تفهموا ما هي المنارة؟ فليكن معلوما أن المنارة هي نفس
مقدسة ومطهرة وذات عزيمة عالية يُعطاها الإنسانُ الكامل الذي يستحق نوال النور
السماوي ويدخل ذلك في معنى المنارة.
والمراد من علوّ المنارة هو علوّ
عزيمة الإنسان، والمراد من قوة المنارة
هو استقامة الإنسان التي يبديها عند الابتلاءات المختلفة وبياضه وبراءته التي
تتبين في نهاية المطاف. وعندما يحدث كل ذلك، أيْ يتحقق أولا علوّ همته وكمال
استقامته وكمال صبره وصموده، وتتبين براءته بالأدلة كالمنارة
الساطعة عندها يحين وقت مجئيه الجلالي
وينتهي مرحلة المجيء الأول المصحوب بالابتلاءات. عندها تنـزل تلك الروحانية متصبغة
بصبغة جلال الله على شخص قائم كالمنارة. وفي ذلك الحين تتولد فيه التأثيرات
الإلهية بإذنه تعالى. هذا كله يحدث عند المجيء الثاني. وإن مجيء المسيح الموعود
بأسلوب خاص صورة كاملة لهذه الحقيقة. هناك روايات رائجة بين المسلمين أن المسيح
الموعود سينـزل على المنارة. ولكن المراد من
النـزول هو المجيء الجلالي الذي تحالفه الصبغة الإلهية، وليس معناه أنه لم يكن
موجودا على الأرض من قبل. ولكن من الضروري أن تُبوِّئه السماء عندها ما لم يحن
الوقت الذي قدّره الله." انتهى النقل.
المحور السابع:
رفع رابط الحوار الذي دار في صفحة للقاديانيين بها 2833 عضو و11 أدمن، وبها
من أساتذة اللغة العربية من نعرفه وهو الأستاذ الخبير – كما يسمي نفسه - حلمي
مرمر الذي لم يشارك في الردود على التساؤل، وتركهم للسذج ممن لا يعرف شيئا في
اللغة العربية ليقوموا بدور المدافع عن جهل الميرزا أو تدليسه .
رابط تحميل ملف pdf للحوار مع
الأحمديين في صفحة لهم حول الفرق بين التعبيرين: شرق دمشق وشرقيّ دمشق.
http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/03/pdf_23.html
د.ابراهيم بدوي
الأخ الأستاذ: ياسين ديب yacine dib
2/4/2017

السلام عليكم يا أستاذي الكريم، كيف نفهم هذه الفقرة من أبي حيان الأندلسي في شأن "ياء النسب"، حيث قال في كتابه "التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل": 《وأما شرقي المسجد فمنسوب إلى الشرق، ومعناه: المكان الذي يلي الشرق، وهو من ذلك الموضع الذي تشير إليه بالشرق إلى منقطع العالم، فشرق الدار معرفة؛ لأن الشرق جزء من الدار، وكذلك غربها، وأما شرقيها فليس كذلك، بل الذي يلي الشرق منها غير معين، فصار شرقي من شرقٍ بمنزلة زيدي من زيد، عندما دخلته ياء النسب انبهم.》 انتهى النقل. إذا فهمت هذه الفقرة صحيحًا، أليس أبو حيان يقول إنه لو أضيفت ياء النسب إلى لفظة "الشرق"، يكون قد انبهم معناها، حيث إن عبارة "شرق الدار" تعني جزءًا معرفًا ومحددًا من الدار، وأما عبارة "شرقي الدار" فهي غير محددة، إذ تشير إلى المنطقة التي تلي الشرق من الدار (والتي تشمل الجزء المعرف والمحدد بها من الدار) إلى منقطع العالم، وهي منطقة غير محددة؟ وجزاكم الله خيرًا. معلومات عن الكتاب: ج٨ ص٣٥ | الطبعة: الأولى، (١٤١٨ - ١٤٤٥ هـ) = (١٩٩٧ - ٢٠٢٤ م) | الناشر: دار كنوز إشبيليا بالرياض | المحقق: د. حسن هنداوي
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاولا اشكرك على تعليقك المحترم.
ثانيا لو عرفتني بنفسك سيكون فضل منك، وهل حضرتك احمدي أم لا.
ثالثا لو تسهل الأمر علي وتعطيني رابط الكتاب يكون جميل منك.
رابعا التواصل عبر الواتساب او على الاقل الفيسبوك اسهل وافضل .
رقم هاتفي للواتساب
00201128025335
والفيسبوك
رابط صفحة الفيس
https://www.facebook.com/ibrahim.badawy.98
مرة أخرى اشكرك
حسناً، أرسلت لك على الواتس
حذف