مقال (154) الخرقة الحريرية و إثبات كذب الميرزا الهندي في الإدعاء بخطأ سيدنا محمد في فهم الرؤيا
يدعي يقول الميرزا الهندي بأن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قد أخطأ في فهم الرؤيا الخاصة بأنه رأى في المنام صورة السيدة عائشة رضي الله عنها قبل الزواج منها على خرقة من حرير .
الميرزا غلام الهندي مدعي النبوة يدعي بأن الأنبياء أخطأوا حتى يغطي على أخطائه في فهمه لوحي الشيطان له , و ليتسنى له الادعاء بالتأويل المناسب لما يراه بحسب هواه , فما أخطأ فيه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يعرف الصواب فيه هذا الكذاب الدجال .
و هذا بحث في هذه المسألة , و في آخر البحث اضع روابط خاصة بمقالات و ابحاث متعلقة بادعاءات أخرى من هذا القبيل للميرزا و أتباعه مع تفنيدها و الله الموفق .
في كتاب"ازالة أوهام"/1890
ص_0218
يقول الميرزا الهندي :
"ليكن معلوما أنه كما فسر العلماء طواف المسيح الدجال تفسيرا روحانيا معتبرين إياه أمرا كشفيا , كذلك وضح سيدنا خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام نفسُه في عدة أماكن بأنه لا يحمل أي كشف على الظاهر ما لم يطلعه الله تعالى على معانيه القاطعة و اليقينية.
خذوا مثلا حديثا ورد في صحيح البخاري : حَدَّثَنَا مُعَلًى حَدَّثَنَا وهيب عن هشان بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبيّ عليه الصلاة و السلام قال لها : أُرِيتُكِ في المنام مرتين أرى انك في سَرَقَة من حرير و يقول هذه امرأتك فاكشف عنها , فإذا هي أنت فأقول : إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ" (صحيح البخاري , كتاب المناقب)
إن قوله عليه الصلاة و السلام "فأقول : "إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ" يدل بصراحة تامة أنه ليس ضروريا أن تتحقق الرؤى و الكشوف بصورها الظاهرية دائما , بل يمكن أن تتحقق على ظاهرها احيانا و على غير ظاهرها أحيانا أخرى." إنتهى النقل.
نعم ليس ضروريا أن تتحقق الرؤى بصورها الظاهرية دائما , بل يمكن أن تتحقق على ظاهرها احيانا و على غير ظاهرها أحيانا أخرى .
و اسلوب الميرزا غلام القادياني الهندي في عرض هذه الحقيقة يبين بوضوح أن الأصل و القاعدة في الرؤى أن تفهم على ظاهرها و أن فهم الرؤى بالمعنى الإستعاري هو الشاذ و الخارج عن القاعدة , و نضرب مثالا مطابق لأسلوب الميرزا غلام القادياني الهندي في العرض :
"ليس ضروريا أن نأكل كل يوم دائما , بل يمكن أن نأكل احيانا و نصوم احيانا " يظهر من المثال أن الاكل اليومي هو الأصل و الفعل المتكرر , و أن الصوم احيانا هو العارض أي الفعل الشاذ أي المخالف للمعتاد .
و بالتالي هذا إقرار من الميرزا غلام القادياني الهندي من حيث لا يدري أن الأخذ بالمعنى الظاهري هو الأصل , و إعتبار الأخذ بالمعنى الإستعاري هو الفرع .
فما العمل اذن ؟
هل نؤوّل نحن رؤى الأنبياء ؟ أم ننتظر أن يقول لنا الرسول عليه الصلاة و السلام ما حقيقة الرؤيا , فان كانت مما يتحقق ظاهرها قال عليه الصلاة و السلام لنا ذلك , و إن كانت مما يتحقق غير ظاهرها أوّلها لنا و بينها عليه الصلاة و السلام و الحمد لله رب العالمين .
و الذي يدل على تحقق ظاهر الرؤيا , أن عليه الصلاة و السلام قال :
1- أُرِيتُكِ
2- هذه امرأتك
3- فإذا هي أنت
فظهر أن سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام رأى السيدة عائشة بظاهرها كما هي بدليل قوله "أُرِيتُكِ " و قوله "هذه امرأتك " ثم قوله "فإذا هي أنت " , لم يرى إحدى حور العين , فإذا هي عائشة , و لم يرى قمرا فإذا هي عائشة , و لم يرى وردة فإذا هي عائشة , بل رآها هي هي .
اذن تحققت الرؤيا بظاهرها
اما الجزء الخاص بالملائكة و السَرَقَة التي من حرير أي القطعة التي من حرير و كانت تغطي السيدة عائشة , فهذه من افعال و احوال الملائكة و لا تأويل لها , فالتأويل هو من القياس العقلي , و الملائكة و افعالها و احوالها من الغيب و لا قياس للغيب بمقاييس الواقع , و إنما نتكلم في ما يخص واقعنا المادي , هل تحقق بظاهره أم لا ؟
كمثل رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام , فالجزء الخاص به هو أنه هو الذي في الرؤيا و لم يرى نفسه اسدا أو ملاكا أو بأي صورة مختلفة , فكان هو نفسه بظاهره , فكان حقٌ ظاهرٌ و ليس تأويلا , و أمّا الجزء الخاص بسجود الشمس و القمر و الكواكب يجب تأويله لاستحالته العقلية .
و كما في رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام و الذبيح سيدنا اسماعيل عليه السلام , فقد عملا كلاهما عليهما السلام بظاهر الرؤيا هما الاثنين , فكانت الرؤيا أن سيدنا إبراهيم عليه السلام رأى أنه يذبح ابنه بالفعل المضارع الذي يفيد الحاضر أو المستقبل و لم يقل ذبحتك بالفعل الماضي الذي يفيد التحقق الأكيد , و ما كان من الله تعالى إلا أن قال "وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إبراهيم (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) سورة الصافات
أي سيدنا إبراهيم عليه السلام قد صدق الرؤيا بمعنى عمل بما فيها و اثبت صدقها و لم يشك فيها , فكافأه الله تعالى بالذبح العظيم .
و سيقول البعض و ما الذبح العظيم ؟
اقول : اسألوا الميرزا غلام القادياني الهندي فقد قال أنه الكبش .
كما في كتاب"التبليغ"/1893 م ص_049 و قد كان الميرزا غلام القادياني الهندي كما يدعي و يدعون اتباعه نبيّا و رسولا و علمه لدني يقيني و لا ينطق إلا اذا انطقه الله تعالى و أن ما يكتبه , مصطبغ بصبغة الوحي و هكذا و هلم جرا .
يقول الميرزا الهندي :
"ليكن معلوما أنه كما فسر العلماء طواف المسيح الدجال تفسيرا روحانيا معتبرين إياه أمرا كشفيا , كذلك وضح سيدنا خاتم الأنبياء عليه الصلاة و السلام نفسُه في عدة أماكن بأنه لا يحمل أي كشف على الظاهر ما لم يطلعه الله تعالى على معانيه القاطعة و اليقينية.
خذوا مثلا حديثا ورد في صحيح البخاري : حَدَّثَنَا مُعَلًى حَدَّثَنَا وهيب عن هشان بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبيّ عليه الصلاة و السلام قال لها : أُرِيتُكِ في المنام مرتين أرى انك في سَرَقَة من حرير و يقول هذه امرأتك فاكشف عنها , فإذا هي أنت فأقول : إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ" (صحيح البخاري , كتاب المناقب)
إن قوله عليه الصلاة و السلام "فأقول : "إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ" يدل بصراحة تامة أنه ليس ضروريا أن تتحقق الرؤى و الكشوف بصورها الظاهرية دائما , بل يمكن أن تتحقق على ظاهرها احيانا و على غير ظاهرها أحيانا أخرى." إنتهى النقل.
نعم ليس ضروريا أن تتحقق الرؤى بصورها الظاهرية دائما , بل يمكن أن تتحقق على ظاهرها احيانا و على غير ظاهرها أحيانا أخرى .
و اسلوب الميرزا غلام القادياني الهندي في عرض هذه الحقيقة يبين بوضوح أن الأصل و القاعدة في الرؤى أن تفهم على ظاهرها و أن فهم الرؤى بالمعنى الإستعاري هو الشاذ و الخارج عن القاعدة , و نضرب مثالا مطابق لأسلوب الميرزا غلام القادياني الهندي في العرض :
"ليس ضروريا أن نأكل كل يوم دائما , بل يمكن أن نأكل احيانا و نصوم احيانا " يظهر من المثال أن الاكل اليومي هو الأصل و الفعل المتكرر , و أن الصوم احيانا هو العارض أي الفعل الشاذ أي المخالف للمعتاد .
و بالتالي هذا إقرار من الميرزا غلام القادياني الهندي من حيث لا يدري أن الأخذ بالمعنى الظاهري هو الأصل , و إعتبار الأخذ بالمعنى الإستعاري هو الفرع .
فما العمل اذن ؟
هل نؤوّل نحن رؤى الأنبياء ؟ أم ننتظر أن يقول لنا الرسول عليه الصلاة و السلام ما حقيقة الرؤيا , فان كانت مما يتحقق ظاهرها قال عليه الصلاة و السلام لنا ذلك , و إن كانت مما يتحقق غير ظاهرها أوّلها لنا و بينها عليه الصلاة و السلام و الحمد لله رب العالمين .
و الذي يدل على تحقق ظاهر الرؤيا , أن عليه الصلاة و السلام قال :
1- أُرِيتُكِ
2- هذه امرأتك
3- فإذا هي أنت
فظهر أن سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام رأى السيدة عائشة بظاهرها كما هي بدليل قوله "أُرِيتُكِ " و قوله "هذه امرأتك " ثم قوله "فإذا هي أنت " , لم يرى إحدى حور العين , فإذا هي عائشة , و لم يرى قمرا فإذا هي عائشة , و لم يرى وردة فإذا هي عائشة , بل رآها هي هي .
اذن تحققت الرؤيا بظاهرها
اما الجزء الخاص بالملائكة و السَرَقَة التي من حرير أي القطعة التي من حرير و كانت تغطي السيدة عائشة , فهذه من افعال و احوال الملائكة و لا تأويل لها , فالتأويل هو من القياس العقلي , و الملائكة و افعالها و احوالها من الغيب و لا قياس للغيب بمقاييس الواقع , و إنما نتكلم في ما يخص واقعنا المادي , هل تحقق بظاهره أم لا ؟
كمثل رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام , فالجزء الخاص به هو أنه هو الذي في الرؤيا و لم يرى نفسه اسدا أو ملاكا أو بأي صورة مختلفة , فكان هو نفسه بظاهره , فكان حقٌ ظاهرٌ و ليس تأويلا , و أمّا الجزء الخاص بسجود الشمس و القمر و الكواكب يجب تأويله لاستحالته العقلية .
و كما في رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام و الذبيح سيدنا اسماعيل عليه السلام , فقد عملا كلاهما عليهما السلام بظاهر الرؤيا هما الاثنين , فكانت الرؤيا أن سيدنا إبراهيم عليه السلام رأى أنه يذبح ابنه بالفعل المضارع الذي يفيد الحاضر أو المستقبل و لم يقل ذبحتك بالفعل الماضي الذي يفيد التحقق الأكيد , و ما كان من الله تعالى إلا أن قال "وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إبراهيم (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) سورة الصافات
أي سيدنا إبراهيم عليه السلام قد صدق الرؤيا بمعنى عمل بما فيها و اثبت صدقها و لم يشك فيها , فكافأه الله تعالى بالذبح العظيم .
و سيقول البعض و ما الذبح العظيم ؟
اقول : اسألوا الميرزا غلام القادياني الهندي فقد قال أنه الكبش .
كما في كتاب"التبليغ"/1893 م ص_049 و قد كان الميرزا غلام القادياني الهندي كما يدعي و يدعون اتباعه نبيّا و رسولا و علمه لدني يقيني و لا ينطق إلا اذا انطقه الله تعالى و أن ما يكتبه , مصطبغ بصبغة الوحي و هكذا و هلم جرا .
و هذه مجموعة من الآيات تثبت أن الفعل صدَّق بتشديد الدال يعني الايمان و الإقرار بصحة و دقة المشار اليه
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخرة يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [الأنعام: 92]
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ } [القصص: 33، 34]
{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إلا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخرة مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } [سبأ: 20، 21]
{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ } [الصافات: 35 - 37]
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } [التحريم: 12]
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ } [المعارج: 24 - 27]
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إبراهيم (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [الصافات: 104 - 107]
فثبت أن الله تعالى لما قال "قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا " إنما قالها على سبيل المدح و الإقرار بأنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام قد فعل الحق و الصواب و ليس هناك أي إحتمال للخطأ كما يقول من اضلهم الله تعالى و يتخذون هواهم معبودهم , و لم يكتفي الله تعالى بما قاله بل قال "إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " أي أن سيدنا إبراهيم عليه السلام و معه سيدنا اسماعيل عليه السلام من المحسنين , و المحسن من الحسن و الجمال و المدح , فالله تعالى يمدحهما عليهما السلام و القاديانيون يقولون اخطأ .
إن ما فيه القاديانيون من عبادة الهوى و الفكر ليدعو إلى الرغبة في التقيئ بحق .
و الآن نعود إلى الميرزا غلام القادياني الهندي في ص_0218 و ما بعدها
يقول "و المعلوم من الحديث المذكور آنفا أنه ما ارتاب النبيّ عليه الصلاة و السلام في صحة الرؤيا ؛ لأن رؤيا النبيّ من الوحي , و إنما التردد في طريقة تحققها , و قال ما معناه : الله اعلم فيما اذا كانت ستتحقق بصورتها الظاهرية , أم لها تفسير آخر . فيتبين من قول رسول الله عليه الصلاة و السلام بجلاء تام إمكانية حدوث الخطأ في تفسير وحي يتلقاه نبيّ في الكشف أو الرؤيا ."
التعليق:
1- نحدد ما قاله الميرزا غلام القادياني الهندي , فقد قال "رؤيا النبيّ من الوحي " و هذا صحيح , و اذا كان كذلك فالمسؤول عن بيانها سواء بالتطابق الظاهري أو بالتأويل هو نفسه عليه الصلاة و السلام .
و قال الميرزا غلام القادياني الهندي " ما ارتاب النبيّ عليه الصلاة و السلام في صحة الرؤيا " و قول الميرزا غلام القادياني الهندي في هذا باطل باطل .
و قال الميرزا غلام القادياني الهندي "انما التردد في طريقة تحققها " و قول الميرزا غلام القادياني الهندي في هذا باطل باطل .
و قال الميرزا غلام القادياني الهندي "الله اعلم فيما اذا كانت ستتحقق بصورتها الظاهرية , أم لها تفسير آخر " و قول الميرزا غلام القادياني الهندي في هذا باطل باطل .
و قال الميرزا غلام القادياني الهندي "إمكانية حدوث الخطأ في تفسير وحي يتلقاه نبيّ في الكشف أو الرؤيا " و قول الميرزا غلام القادياني الهندي في هذا باطل باطل باطل باطل .
2- اذْكُرُ ما قاله صاحب " فتح الباري " شرحا لهذا الحديث :
" قوله : " يُمْضِه " بضم أوله ، قال عياض :
يحتمل أن يكون ذلك قبل البعثة فلا إشكال فيه ،
وإن كان بعدها ففيه ثلاث احتملات :
أحدها التردد هل هي زوجته في الدنيا والآخرة أو في الآخرة فقط ،
ثانيها أنه لفظ شك لا يراد به ظاهره وهو أبلغ في التحقق ، ويسمى في البلاغة مزج الشك باليقين ،
ثالثها : وجه التردد هل هي رؤيا وحي على ظاهرها وحقيقتها أو هي رؤيا وحي لها تعبير ؟
وكلا الأمرين جائز في حق الأنبياء [ إبراهيم بدوي : هذا صحيح أن الرؤيا في حق الأنبياء و غيرهم قد يكون ظاهرها هو المراد و قد يكون التعبير و التأويل هو المراد و لكن وجه التردد ليس في هذا , بل التردد في , هل هذا الحلم من الله سبحانه و تعالى ؟ أم من غيره ؟ فإن كان من الله سبحانه و تعالى يمضه . ] .
قلت [أي قول صاحب " فتح الباري "]: الأخير هو المعتمد ، وبه جزم السهيلي عن ابن العربي ، ثم قال : وتفسيره بإحتمال غيرها ولا أرضاه ،
والأول يرده أن السياق يقتضي أنها كانت قد وجدت فإن ظاهر قوله : ( فإذا هي أنت مشعر بأنه كان قد رآها وعرفها قبل ذلك [ إبراهيم بدوي : هذا يدل على أن الرؤيا كانت بظاهرها و لا تأويل فيها ] ، والواقع أنها ولدت بعد البعثة [ إبراهيم بدوي : هذا لا يعني أن جبريل يأتي بصورتها على ما ستكون عليه مستقبلا بعد و لادتها ] .
ويرد أول الإحتمالات الثلاث رواية ابن حبان في آخر حديث الباب ( هي زوجتك في الدنيا والآخرة )
والثاني بعيد ، والله أعلم . " إنتهى النقل.
و في مجموعة " موسوعة الحديث"
شرح صحيح البخاري " فتح الباري"
[ 4832 ] قوله اريتك بضم الهمزة في المنام زاد في رواية أبي أسامة في أوائل النكاح مرتين قوله يجيء بك الملك وقع في رواية أبي أسامة إذا رجل يحملك فكأن الملك تمثل له حينئذ رجلا ووقع في رواية بن حبان من طريق أخرى عن عائشة جاء بي جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله في سرقة من حرير السرقة بفتح المهملة والراء والقاف هي القطعة ووقع في رواية بن حبان في خرقة حرير وقال الداودي السرقة الثوب فإن أراد تفسيره هنا فصحيح وإلا فالسرقة أعم وأغرب المهلب فقال السرقة كالكلة أو كالبرقع وعند الأجري من وجه آخر عن عائشة لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ويجمع بين هذا وبين ما قبله بأنّ المراد أن صورتها كانت في الخرقة والخرقة في راحته ويحتمل أن يكون نزل بالكيفيتين لقولها في نفس الخبر نزل مرتين قوله فكشفت عن وجهك الثوب في رواية أبي أسامة فاكشفها فعبر بلفظ المضارع استحضارا لصورة الحال قال بن المنير يحتمل أن يكون رأى منها ما يجوز للخاطب أن يراه ويكون الضمير في اكشفها للسرقة أي اكشفها عن الوجه وكأنه حملة على ذلك أن رؤيا الأنبياء وحي وأن عصمتهم في المنام كاليقظة
و أيضا في مجموعة " موسوعة الحديث"
شرح صحيح البخاري " فتح الباري"
"قوله باب كشف المرأة في المنام وقوله بعده باب ثياب الحرير في المنام ذكر فيها حديث عائشة في رؤية النبيّ صلى الله عليه وسلم لها في المنام قبل أن يتزوجها وساقه في الأول من طريق أبي أسامة وفي الثاني من طريق أبي معاوية كلاهما عن هشام وهو بن عروة بن الزبير عن أبيه عنها وزاد في رواية أبي أسامة فيقول هذه امرأتك وبهذه الزيادة ينتظم الكلام وزاد في رواية أبي معاوية قبل أن أتزوجك وأعاد فيها صورة المنام بيانا لقوله أريتك مرتين فقال في روايته رأيت الملك يحملك ثم قال أريتك يحملك وقال في المرتين فقلت له اكشف ووقع في رواية أبي أسامة فاكشفها والضمير لقوله امرأتك وقد تقدم في السيرة النبوية قبل الهجرة إلى المدينة من طريق وهيب بن خالد عن هشام بنحو سياق أبي أسامة وتقدم في النكاح من طريق حماد بن زيد عن هشام ولفظه فقال لي هذه امرأتك فكشفت عن وجهك ويجمع هذا الاختلاف أن نسبة الكشف إليه لكونه الأمر به وأن الذي باشر الكشف هو الملك ووقع في هذه الطريق عند مسلم والإسماعيلي بعد قوله المنام ثلاث ليال فلعل البخاري حذفها لأن الأكثر رووه بلفظ مرتين وكذلك أخرجه مسلم من رواية عبد الله بن إدريس وأبو عوانة من رواية مالك ومن رواية يونس بن بكير ومن رواية عبد العزيز بن المختار كلهم عن هشام بن عروة جازمين بمرتين ومن رواية حماد بن سلمة عن هشام فقال في روايته مرتين أو ثلاثا بالشك فيحتمل أن يكون الشك من هشام فأقتصر البخاري على المحقق وهو قوله مرتين وتأكد ذلك عنده برواية أبي معاوية المفسرة وحذف لفظ ثلاث من رواية حماد بن زيد لأن أصل الحديث ثابت وقوله فإذا هي أنت قال القرطبي يريد أنه رآها في النوم كما رآها في اليقظة فكانت المراد بالرؤيا لا غيرها [ إبراهيم بدوي : و هذا تأكيد أن هذه الرؤيا كانت على ظاهرها ]
وقد بين حماد بن سلمة في روايته المراد ولفظه أتيت بجارية في سرقة من حرير بعد وفاة خديجة فكشفتها فإذا هي أنت الحديث
[ إبراهيم بدوي : هذا نص الحديث قبل أن يكمل صاحب فتح الباري كلامه "[ 4600 ] حدثنا حوثرة بن أشرس حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت فيما يرى النائم بجارية في سرقة من حرير ففتشتها فإذا هي أنت فقلت إن يكن من عند الله يمضه مرتين أو ثلاثا فقالت عائشة فتزوجني بعد وفاة خديجة [ إبراهيم بدوي : الحديث يثبت أن الزواج من عائشة بعد وفاة خديجة و لا يثبت أن الرؤيا كانت بعد وفاة خديجة , و لم يذكر ملاكا و لا رجلا و لا جبريل ] وقبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو ثلاثا وأنا بنت سبع سنين فلما قدمنا جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة فهيأنني وصنعنني ثم أتين بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبنى بي وأنا تسع سنين "]
وهذا يدفع الإحتمال الذي ذكره بن بطال ومن تبعه حيث جوزوا أن هذه الرؤية قبل أن يوحى إليه [ إبراهيم بدوي : بل لا يدفع ذكر الجملة " بعد وفاة خديجة" أن الرؤيا لم تكن قبل البعثة , فالجملة "بعد وفاة خديجة" كانت على الزواج من عائشة و لم تكن على وقت الرؤيا و كلام ابن بطال و من تبعه و القاضي عياض صحيح , اذ التردد في كون الرؤيا من الله سبحانه و تعالى , أم لا ؟ , فان كانت من الله سبحانه و تعالى يُمْضِها , و اذا كان التردد في هذا , فلا تكون الرؤيا إلا قبل البعثة و الله اعلم ] وقد تقدم تفسير السرقة وضبطها وأن الملك المذكور هو جبريل وكثير من مباحثه في كتاب النكاح وذكرت إحتمالا عن عياض في قوله إن يكن هذا من عند الله يمضه ثم وجدته أخذ أكثره من كلام بن بطال " إنتهى النقل.
و الحق الذي أراه و الله اعلم أن ان هذه الرؤيا كانت قبل البعثة ,لأن الشك والتردد كان , هل هذه الرؤيا من الله تعالى ؟ أم من غير الله تعالى ؟
و اذا قيل أنه ورد في الأحاديث أن الذي جاء إلى سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام كان ملاك و مرة قيل سيدنا جبريل , فلا يكون مجيء سيدنا جبريل و تعرف سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام عليه إلا بعد البعثة , فيكون جوابي كالتالي :
1- أن الرؤيا حدثت مرتين أو ثلاث مرات و ليست مرة واحدة .
2- أن في احداها كما في البخاري كان الذي أتى للرسول رجلا و لم يكن ملاكا , و عليه يصح أن تكون الرؤيا قبل البعثة و أن سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام راى رجلا و لم يرى ملاكا أو جبريل عليه السلام .
3- الحديث الذي ذكر فيه سيدنا جبريل كان من كلام عائشة و لم يكن من كلام سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام فلعلها تأولت أن الرجل يقصد به الملاك اوهو جبريل عليه السلام .
"ووقع في رواية بن حبان من طريق أخرى عن عائشة جاء بي جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله في سرقة من حرير "
"وعند الأجري من وجه آخر عن عائشة لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني "
و في "فتح الباري" "قوله : " يجئ بك الملك " وقع في رواية أبي أسامة ( إذا رجل يحملك ) فكأن الملك تمثل له حينئذ رجلاً . ووقع في رواية ابن حبان من طريق أخرى " عن عائشة جاء بي جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنتهى النقل.
4- لو ورد في الأحاديث في الرؤى ذكر فرد واحد مرة رجل و مرة ملاك و مرة جبريل , فايهما يأوّل للآخر ؟ هل يأوّل الملاك أنه رجل ؟ أم يأوّل الرجل أنه ملك أو أنه جبريل ؟
المعقول أن يأوّل الرجل على أنه ملك أو أنه جبريل , فلا يصح أن يكون سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام رأى ملكا أو رأى سيدنا جبريل ثم يصفه بأنه رجل , و لكن العكس صحيح .
اذن من المحتمل أن سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام رأى في المنام رجلا ولمّا حكى الرؤيا لعائشة أوّل الرجل على أنه ملك أو جبريل و هذا يتفق مع القول أن الرؤيا كانت قبل البعثة ,أنه رأى رجلا و أنه قال أن كان من عند الله يُمْضِه , ثم لما رأى الرؤيا بعد موت السيدة خديجة ,فإما رآه رجلا كما سبق أو رآه ملكا فعلا أو رآه جبريل عليه السلام و لما حكى الرؤيا للسيدة عائشة حكى لها مرة برجل و مرة بالملاك و لكن الأحاديث التي جاء فيها ذكر جبريل بالنص على إسمه كانت في الترمذي كما سيتضح و أن الحديث حسن غريب كما قال الترمذي و صحيح كما قال الالباني , و أن الحديث من طريق آخر عن نفس الصحابي رواه مرسلا و كما في فتح الباري يقول "وعند الأجري من وجه آخر عن عائشة لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني" أي أنه من قول عائشة و ليس من قول سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام , اذن تحديد اسم سيدنا جبريل لم يكن بتسمية سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام له و إنما الوارد بنص سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام كما قلت سابقا أنه مرة رجل و مرة ملاك و الله اعلم .
5- الرواية التي جاء ذكر سيدنا جبريل فيها في الترمذي و قال عنها الترمذي حديث حسن غريب , و هذا هو الحديث كما في الترمذي :
3880
حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي عن بن أبي حسين عن بن أبي مليكة عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة"
قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة وقد روى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن علقمة بهذا الإسناد مرسلا ولم يذكر فيه عن عائشة وقد روى أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا
قال الترمذي : حسن غريب
قال الشيخ الألباني : صحيح
و هذه جملة من الآيات مماثلة للحديث في ترتيب الالفاظ و بيان أن الشك في الكينونة أي هل المذكور بعد "ان يك" أو "ان يكن" هو المشكوك فيه ,أهو أو غيره من أحد الافتراضات المتاحة:
1- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أو الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أو فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أو تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" (135) سورة النساء
واضح أن الافتراضات المتاحة في الكينونة , هل غني أم فقير , و حيث أن الغنى أو الفقر ليس للإنسان دخل بإيهما , فقد تكفل الله تعالى بولايته لهم
2- "وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ أنه حَكِيمٌ عَلِيمٌ "(139) سورة الأنعام
الافتراضات المتاحة ,اما أن ما في بطون الانعام حي أو ميت , فان يكن ميت , تحققت النتيجة و هي انهم فيه شركاء .
3- "يَا أَيُّهَا النبيّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "(66) سورة الأنفال
هنا التردد في و الصبر و القوة , و النتيجة حتمية في حال تحقق احد الإحتمالات ,إن تحقق القوة و الصبر , فسوف تتحقق النتيجة و هي الغلبة بحسب الاعداد التي حددها الله تعالى .
4- " وَإِذَا دُعُوا إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إليه مُذْعِنِينَ" (49) سورة النور
الشك في الحق أهو لهم ؟ أم ليس لهم , فان كان لهم الحق أي تحقق أحد الافتراضات فسوف يأتون إليه مذعنين .
و هذه بعض المقتطفات من الأحاديث الشريفة و قد ورد فيها استخدام "إن يكن" لبيان المعنى :
1- "...فما يأمركم ؟ قلت : يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف، قال : فإن يك ما تقول فيه حقا أنه نبيّ "
أي الافتراضات : هل فيه ما تقول ؟ أم ليس فيه؟ فإن كان فيه فهو حقا نبيّ .
2- قال البخاري : " حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنسا يقول : أصيب حارثة يوم بدر، فجاءت أمه إلى رسول الله فقالت : يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني ، فان يك في الجنة أصبر وأحتسب، أن تكن الأخرى فترى ما أصنع فقال : ويحك أوهبلت أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة وأنه في جنة الفردوس تفرد به البخاري من هذا الوجه "
اذن أم حارثة ترى افتراضات و تعرضها على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام , هل هو في الجنة أم في غيرها ؟
3- المعجم الكبير جزء (43)
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
أن ابن مسعود أتي في رجل هلك وترك امرأته ولم يكن دخل بها ولم يفرض لها صداقا ، فترددوا إليه فيها شهرا لا يقول فيها شيئا ، فقال أقول فيها برأيي فان يكن خطأ فمن نفسي وان يكن صوابا فمن الله ، أقول : لها مهر نسائها وعليها العدة ولها الميراث ، فقام معقل بن يسار الاشجعي ، فقال : قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بتن واشق مثل ما قضيت ، ففرح ابن مسعود .
اذن ابن مسعود كان مترددا في رأيه , أهو خطأ ؟ أم صواب ؟
5- فتح الباري جزء (4)
"...فقيل يا رسول الله هذه زينب القائل هو بلال كما سيأتي ، وقوله ائذنوا لها فأذن لها فقالت يا رسول الله الخ لم يبين أبو سعيد ممن سمع ذلك ، فان يكن حاضراً عند النبيّ صلى الله عليه وسلم حال المراجعة المذكورة فهو من مسنده وإلا فيحتمل أن يكون حمله عن زينب صاحبة القصة. والله أعلم.
الافتراض و التردد في الحضور من خلافه
6- فتح الباري جزء (4)
وقع في بعض النسخ حدثنا محمد حدثنا أبو عاصم ومحمد هو ابن معمر أو ابن بشار ويحتمل أن يكون البخاري ، ولم يقع في المتن ذكر الخلوق وإنما أشار به إلى ما ورد في بعض طرقه وهو في أبواب العمرة بلفظ "وعليه أثر الخلوق".
قوله :"أن يعلى" هو ابن أمية التميمي وهو المعروف بابن منية بضم الميم وسكون النون وفتح التحتانية وهي أمه وقيل جدته ، وهو والد صفوان الذي روى عنه ، وليست رواية صفوان عنه لهذا الحديث بواضحة لأنه قال فيها "إن يعلى قال لعمر" ولم يقل إن يعلى أخبره أنه قال لعمر ، فان يكن صفوان حضر مراجعتهما وإلا فهو منقطع
اذن هناك تردد و إحتمالات حضور صفوان من عد حضوره .
و الآن مع الحديث و بنفس سياق الالفاظ :
حَدَّثَنَا مُعَلًى حَدَّثَنَا وهيب عن هشان بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبيّ عليه الصلاة و السلام قال لها : أُرِيتُكِ في المنام مرتين أرى انك في سرقة من حرير و يقول هذه امرأتك فاكشف عنها , فإذا هي أنت فأقول فأقول : إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ
يقول سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام "إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ "
التردد و الشك في كينونة هل هذا أي الحلم , أهو من عند الله تعالى ؟أم ليس كذلك .
و الاختيار الوحيد اللائق بسياق الحديث , أن هذه الرؤيا كانت قبل البعثة , فلم يعلم سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام وقتها , هل هذا الحلم أو الرؤيا من الله تعالى أم لا ؟
و لذلك عَقَّبَ و قال "يُمْضِهِ" أي اللائق أنه اذا كان هذا الحلم من عند الله تعالى يُمْضِهِ أي يحققه , و لقد حققه بالفعل .
اما الإحتمالات الثلاث التي وردت في شرح الحديث في كتاب" فتح الباري" فكما قال صاحب الفتح و اختارالإحتمال الثالث القائل بأنّ التردد في امضاء الله تعالى للرؤيا , هل بالظاهر أو بالتأويل , لا اطمأن و لا ارتاح له , فالتردد كان في كون الحلم من الله تعالى أم من غيره فامضاء أي تحقيق الرؤيا اذا كانت من عند الله تعالى فتحققها حتمي لأنه وعد منه سبحانه و تعالى و لكن يحققه بظاهره أو بتأويله فليس التردد في كيفية التحقق , بل التردد و الشك ,أهو من عند الله تعالى أو من غيره , و بالتالي لا يكون هذا الحلم أو الرؤيا إلا قبل البعثة و أيضا التعليق عليه من سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بقوله "إن يَكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ " هو أيضا قبل البعثة يقينا لأن الأنبياء يعرفون يقينا أن الرؤيا و هي من الوحي لا تكون إلا من عند الله تعالى و الله اعلى و اعلم.
و بالتالي فقول الميرزا غلام القادياني الهندي "ما ارتاب النبيّ عليه الصلاة و السلام في صحة الرؤيا " قول غير باطل باطل .
و قوله أي الميرزا غلام القادياني الهندي "انما التردد في طريقة تحققها " ف سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ما ذكر على الاطلاق في الحديث ما يفيد التردد في كيفية التحقق , بل التردد في أهي من عند الله تعالى أم لا ؟
و قول الميرزا غلام القادياني الهندي "الله اعلم فيما اذا كانت ستتحقق بصورتها الظاهرية , أم لها تفسير آخر " هذا لا خلاف عليه , فقد تتحقق الرؤى بظاهرها أو بتأويله , و قد رجح الميرزا غلام القادياني الهندي اسبقية الظاهر لما قال "ليس ضروريا أن تتحقق الرؤى و الكشوف بصورها الظاهرية دائما , بل يمكن أن تتحقق على ظاهرها احيانا و على غير ظاهرها أحيانا أخرى" فمقولته هذه كما بينت سابقا افدت أن الأصل هو تحقق الرؤى بظاهرها و أن لم تحقق بظاهرها فاحيانا بغير ظاهرها .
اما قول الميرزا غلام القادياني الهندي " "إمكانية حدوث الخطأ في تفسير وحي يتلقاه نبيّ في الكشف أو الرؤيا "
فهذا من هذيان الميرزا غلام القادياني الهندي , لتغطية الاخطاء الكثيرة التي وقع فيها هو لما فسر وحيه سواء بالرؤيا أو بالوحيالمباشر أو بالكشوف على إدعاءه , و للاسف انساق وراءه الكثير من جهلة الهنود و العرب , و لا يوجد دليل واحد يقيني على حدوث الخطأ في فهم الأنبياء لوحي الله تعالى لهم سواء بالرؤيا أو بالوحي المباشر من غير الرؤى .
و هذا الحديث الذي نحن بصدده لا يوجد فيه أي شيئ يوحي بوجود خطأ في الفهم من النبيّ , بل الرؤيا تحققت بظاهرها , و إنما التردد كان كما اثبتُ كان في كينونة هذا الحلم ,أهو من الله تعالى أم لا ؟ و لا يكون هذا إلا قبل البعثة .
و الله اعلى و اعلم
د.ابراهيم بدوي
2015
لا تنسى النص التالي :
يقول الميرزا غلام أحمد
بخصوص الالهام للملهمين و من الذي له الحق في شرح معناه و تفسيره :
" المعنى الصحيح للإلهام هو ذلك الذي يبينه الملهَم بنفسه، ولا يفوق
شرح شخص آخر أو تفسيره قط المعنى الذي يبينه الملهَم بنفسه لأن الملهَم يكون مطلعا على كيفية إلهاماته الداخلية
ويفسره مستمدا القوة الخاصة من الله - عز وجل .
أليس بيان الملهَم معنى إلهامه أو شرح المؤلف معتقدا ورد في تأليفه
أوثق عند العقل من بيانات الناس الآخرين؟ بل
يجب التأمل جيدا أنه إذا بيّن المؤلف أمرا غيبيا قبل الأوان وأعلن عن أمر بكل وضوح
فهو المسؤول عن إلهامه وشرحه، والتدخلُ في أموره إنما هو كقول أحد بأن تأليفك لا
يعني ذلك بل يعني كما فكرتُه أنا." انتهى
النقل
( اعلان رقم 43 بتاريخ 7/ 8/1887م من مجلد الاعلانات الاول للميرزا
غلام ).
روابط مقالات متعلقة بمسألة تفنيد الادعاء بأخطاء الانبياء في فهم الوحي من ربهم :
مقال 05: تفنيد الإدعاء بسوء فهم
الأنبياء للوحي من ربهم ج 1 ( سيدنا محمد و الحديبية )
مقال 06: تفنيد الإدعاء بسوء فهم
الأنبياء للوحي من ربهم ج 2 ( سيدنا محمد و ابن صياد )
مقال 07 : تفنيد الإدعاء بسوء فهم
الأنبياء للوحي من ربهم ج 3 ( ابراهيم)
مقال 08: تفنيد الإدعاء بسوء فهم
الأنبياء للوحي من ربهم ج 4( نوح)
مقال (151) سيدنا موسى
عليه السلام و ادعاء سوء فهم النبوءة عن الدخول للارض المقدسة .
مقال (149) هل اخطأ سيدنا محمد في فهم الرؤيا كما في حديث "فَذَهَبَ
وَهَلِى إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ" ؟
تعليقات
إرسال تعليق