مقال (170) الآية ( لم يطمثهن ) و دفاع الأحمديين عن نبيهم مدعي النبوة البذيء باتهام القرآن بمثل ما قال نبيهم الهندي الدجال .
الأحمديون في دفاعهم المستميت عن الميرزا غلام أحمد مدعي النبوة , حيث كنت قد أثبتُ في مقال " للكبار فقط +18 " كمية من الألفاظ السيئة و البذيئة التي ينطق بها الميرزا غلام من غير ضرورة ملحة أو اضطرار , و السلوكيات الشاذة للميرزا غلام حيث يقوم بتمثيل عملية الزنا بين إمرأة مخمورة و شاب معها وجدها في الطريق , و هذا بخلاف سب العلماء المسلمين و غيرهم بأقذر الألفاظ الجارحة التي لا تخرج إلا من فم رجل شارع عديم التربية و عديم الأخلاق .
يقوم الأحمديون – بسبب عجزهم عن الدفاع عن الميرزا غلام أحمد و إثبات خلوه مما نسب إليه – يقومون بمحاولة لإثبات أن مثل هذه التصرفات قد خرجت في القرآن الكريم , و في كلام الأنبياء و الصحابة و الشعراء و أفاضل الأمة
و هنا أسجل الأصول التي ينبغي مراعاتها عند مناقشة مثل هذه المسائل , سواء مع الأحمديين أو غيرهم
1- لا يجوز إتهام أي إنسان بأي تهمة من غير بينة و هي الدليل القطعي الثبوت و الدلالة , و إلا فَيُفَسَرُ الدليل الظني في صالح المتهم بالحكم ببرائته لعدم كفاية الأدلة , و إذا لم يقبل الأحمديون هذا الأصل , فيحق لنا اتهام الميرزا غلام أحمد بكل ما نريد من اتهامات بأي دليل ظني أو قرينة غير ملزمة أو حتى من غير أي دليل , و لكن نبيّن هنا أن الأصل عندنا هو الإلتزام بشرعنا الحنيف،
يقول الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (6) سورة الحجرات
و التبيّن من البيّنة , و البيّنة هي الأدلة الواضحة القطعية التي لا يحكم إلا بها و لا يقطع إلا بها و سنرى الآيات التالية التي تبين أن الظن و الذي هو بخلاف البينات القطعية لا يعتد به , بل هو من الإثم .
يقول الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (6) سورة الحجرات
و التبيّن من البيّنة , و البيّنة هي الأدلة الواضحة القطعية التي لا يحكم إلا بها و لا يقطع إلا بها و سنرى الآيات التالية التي تبين أن الظن و الذي هو بخلاف البينات القطعية لا يعتد به , بل هو من الإثم .
يقول الله تعالى :"....وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (28) سورة النجم
و يقول الله تعالى "وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " (36) سورة يونس
2- إذا كان لا يجوز بل يحرم الإتهام بغير بينة قطعية , فكيف جاز للأحمديين و مَن قبلهم الميرزا غلام القادياني نبيهم أن يستسيغوا إتهام أنبياء الله صلى الله عليهم و سلم و أصحابهم الكرام رضي الله عنهم بأقذع الإتهامات بأنهم نطقوا بألفاظ بذيئة من غير ضرورة , و هي ألفاظ لا تصح من غير الأنبياء أصلا ؟
بل كانوا يمارسون هذه الألفاظ بشكل روتيني أي الأنبياء كما يدعي البعض من الأحمديين .
3- إن مشكلة الأحمديين أن ما نثبته للميرزا غلام ثابت بالقطعية من جهة الثبوت و من جهة الدلالة , فأما الثبوت فلأن الميرزا غلام أحمد كتب كتبه بيده و طبع و نشر أغلب كتبه في حياته , فلا مهرب للأحمديين إلا بالدفاع باتهام الأنبياء .
4- لقد ثبت بالنص أن الميرزا غلام أحمد قد استعار فعلا في بعض الأحيان لفظ الجماع بدلا من التصريح بلفظ " النيك و نيوك و غيرهما من تصريفات الفعل "ناك" – و أعتذر شديد الاعتذار لهذه الالفاظ و لكنها الضرورة الملحة لفضح هذا الدجال – فإذا كان من الممكن الإستعارة , فلماذا مارس الميرزا غلام أحمد كتابة هذا اللفظ العاري بعشرات المرات في كتبه من غير ضرورة ملحة ؟
و هذا هو نص كلام الميرزا غلام أحمد في الجماع عند الآريين من غير التلفظ بكلمة النيك استعاريا ،
يقول الميرزا غلام أحمد "وإضافة إلى ذلك هناك تعاليم أخرى كثيرة من هذا القبيل لا مبرر لها. ومما ورد فيها أنه ليس لهذا الكون خالق وأن كل شيء أزلي وخالق نفسه من حيث مادته وروحه. وهناك تعليمٌ بأنه لا يستطيع أحد في وقت من الأوقات التخلص من دوامة التناسخ النحسة مطلقًا، وتعليمٌ بأن المرأة المتزوجة تستطيع أن تضاجع شخصا آخر بُغية الحصول على الذكور من الأولاد في حالة عدم وجودهم لديها" انتهى النقل
اذن كان من الممكن أن لا ينطق الميرزا غلام أحمد بالالفاظ العارية و يؤدي نفس المعنى كما فعل في النص السابق
5- تعليم الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم للناس أمور حياتهم و الحلال و الحرام يستدعي بيان أصول العلاقات الزوجية من ضمن ما يجب تعليمه و بيانه للأمة , و لذلك نجد الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم بدلا من أن يذكر الجماع بين الرجل و المرأة استعار الفاظا عديدة لا تجرح الشعور و الأخلاق و يفهمها من يعنيه الأمر مثل المباشرة و المس و الرفث و التغشية , و مع العلم أن مجيء هذه الألفاظ لم يكن للإستبدال فقط و عدم خدش الحياء , بل لها دلالة بلاغية عظيمة لكل واحد من هذه الأفاظ في موضعه , نذكر بعض هذه الألفاظ الإستعارية و دلالتها البلاغية
أ- تقول السيدة مريم " قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (47) سورة آل عمران
لم يذكر لنا الله تعالى أن مريم قالت " و لم يباشرني بشر " أو لم تقل " و لم يضاجعني بشر " , أو لم تقل "لم يغشّيني بشر " , بل قالت " وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ " , اختارت كما أخبرنا الله اللفظ الذي أفاد حتى مجرد اللمس لم يحدث من بشر , اختارت أقل حالة قد تكون معتادة عند البعض و من الممكن أن تعاب بها شريفة فنفتها رضي الله عنها .
ب – أمّا وصف العلاقة الزوجية بما يجب أن تكون من غير ذكر الألفاظ العارية فقد قال الله تعالى " فلما تغشاها حملت حملا خفيفا " 189 الأعراف , فنجد الله سبحانه و تعالى وصف العلاقة بالتغشية , و هي من الغشاء , فالغشاء هو الغطاء الخفيف الرقيق , هو ليس من نفس جنس الذي يغطيه و لكنه ينتمي له , كالأغشية المبطنة لأعضاء الجسم الداخلية , هي من نفس الجسم و لكنها من نسيج مختلف , يحميها من الأضرار و يحافظ عليها , علاقة دائمة مرتبطة أشد الإرتباط اللصيق., و هي كما يجب أن تكون علاقة الرجل بزوجته هو ستر و حماية برقة لها.
إذن الله تعالى يأتي باللفظ المناسب للحالة من غير بذائة كما يحدث من رب الميرزا غلام أحمد يلاش حيث يعلمه البذائة و الدونية .
6- معلوم من قواعد التفسير أن اللفظ الذي يحتمل أكثر من معنى , يُرْفَضُ المعنى غير اللائق و غير المتناسب مع السياق , و إذا كان المعنى الحرفي الذي وضع في اللغة لا يناسب المقام فيصار إلى المعنى الإستعاري بقرينة مناسبة.
7- و معلوم أنه في حالة أن يكون للألفاظ أكثر من معنى فلا يصار للتخصيص و الإصرار عليه من غير مخصص معتبر قطعي و إلا فهو عبادة الهوى حيث اختيار المعنى الذي يهواه الإنسان ليوافق هواه دون أي اعتبار لحق و لا لأصول .
و في هذه النقطة بالتحديد يقول الميرزا غلام أحمد متوافقا مع العلماء المسلمين , و كان يتكلم عن إصرار العلماء بأن دمشق الواردة في الحديث الشريف الخاص بنزول سيدنا عيسى عليه السلام عندها : "و ما يغرنهم ما جاء في أحاديث نبينا عليه الصلاة و السلام لفظ دمشق, فإن له مفهوما عاما , و هو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون. . فمنها إسم البلدة , و منها إسم سيد قوم من نسل كنعان , و منها ناقة و جمل , و منها رجل سريع العمل باليدين, و منها معان اخرى.فما الحق الخاص للمعنى الذي يصرون عليه و عن غيره يعرضون؟" انتهى النقل
نعم صحيح , يجب لمن يصر على تخصيص معنى محدد دون بقية المعاني أن يأتي بالمخصص القطعي و هذا ما أقصده بالإتفاق , و في الحقيقة إن مَنْ ذكر لفظ دمشق البلدة بالتخصيص هو الميرزا غلام أحمد في أكثر من موضع و لكن الله تعالى رزقه التضاد و الاختلاف مع نفسه و هي سنة حماية الله تعالى لدينه بأن يفضح المدعين من خلال كلامهم هم الذي يكون فيه هلاكهم لمن أراد معرفة الحق .
8- الآن نأتي إلى بعض الألفاظ التي اختارها الأحمديون لبيان أن الله تعالى قد كتب في كتابه ألفاظا جنسية مثل ما جاء على لسان الميرزا غلام أحمد , و أننا إذا أصرينا على إعتبار أن الألفاظ التي قالها الميرزا غلام أحمد لا تصح , فإذا قبلنا ما قاله الله تعالى وجب أن نقبل ما قاله الميرزا غلام أحمد واحدة بواحدة .
يقولون قال الله تعالى بخصوص الجنة و ما فيها من الحور العين " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " 59 الرحمن ,
يقولون أن لفظ "يطمثهن" لفظ مساوٍ للفظ " النيك " و الجماع و أن النصارى يستدلون على المسلمين إتهاما للقرآن بالبذائة كما ندين نحن الميرزا غلام أحمد و نتهمه بالبذاءة , فدفاعنا عن القرآن الكريم هو دفاعهم عن الميرزا غلام أحمد .
9- و نقول و الله تعالى المستعان
جاء في تاج العروس و تهذيب اللغة المعاني التالية للطمث
1- اللمس مثل قول العرب : " ما طَمَثَ ذالِكَ المَرْتَعَ قَبْلَنَا أَحَدٌ " و فسر الآية " لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان " بهذا التفسير بعض المفسرين .
2- العقل أي الربط و العقال يربط به البعير و تقول العرب " ومَا طَمَثَ هاذِه النَّاقَةَ حَبْلٌ قَطّ ، أَي ما مَسَّهَا عِقالٌ ، وما طَمَثَ البَعِيرَ حَبْلٌ ، أَي لم يَمَسَّهُ "
3- الدم : و يقصد به دم الحيض و بخاصة أوّل حيض للجارية أي للفتاة البكر .
4- الدنس , و من المفسرين كمن فسر الآية بهذا التفسير أيضا .
5- الفساد .
6- الجماع المدمم .
فأي المعاني هو الأنسب للآية ؟
يقول الله تعالى " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " (566)
و يقول الله تعالى "وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " (36) سورة يونس
2- إذا كان لا يجوز بل يحرم الإتهام بغير بينة قطعية , فكيف جاز للأحمديين و مَن قبلهم الميرزا غلام القادياني نبيهم أن يستسيغوا إتهام أنبياء الله صلى الله عليهم و سلم و أصحابهم الكرام رضي الله عنهم بأقذع الإتهامات بأنهم نطقوا بألفاظ بذيئة من غير ضرورة , و هي ألفاظ لا تصح من غير الأنبياء أصلا ؟
بل كانوا يمارسون هذه الألفاظ بشكل روتيني أي الأنبياء كما يدعي البعض من الأحمديين .
3- إن مشكلة الأحمديين أن ما نثبته للميرزا غلام ثابت بالقطعية من جهة الثبوت و من جهة الدلالة , فأما الثبوت فلأن الميرزا غلام أحمد كتب كتبه بيده و طبع و نشر أغلب كتبه في حياته , فلا مهرب للأحمديين إلا بالدفاع باتهام الأنبياء .
4- لقد ثبت بالنص أن الميرزا غلام أحمد قد استعار فعلا في بعض الأحيان لفظ الجماع بدلا من التصريح بلفظ " النيك و نيوك و غيرهما من تصريفات الفعل "ناك" – و أعتذر شديد الاعتذار لهذه الالفاظ و لكنها الضرورة الملحة لفضح هذا الدجال – فإذا كان من الممكن الإستعارة , فلماذا مارس الميرزا غلام أحمد كتابة هذا اللفظ العاري بعشرات المرات في كتبه من غير ضرورة ملحة ؟
و هذا هو نص كلام الميرزا غلام أحمد في الجماع عند الآريين من غير التلفظ بكلمة النيك استعاريا ،
يقول الميرزا غلام أحمد "وإضافة إلى ذلك هناك تعاليم أخرى كثيرة من هذا القبيل لا مبرر لها. ومما ورد فيها أنه ليس لهذا الكون خالق وأن كل شيء أزلي وخالق نفسه من حيث مادته وروحه. وهناك تعليمٌ بأنه لا يستطيع أحد في وقت من الأوقات التخلص من دوامة التناسخ النحسة مطلقًا، وتعليمٌ بأن المرأة المتزوجة تستطيع أن تضاجع شخصا آخر بُغية الحصول على الذكور من الأولاد في حالة عدم وجودهم لديها" انتهى النقل
اذن كان من الممكن أن لا ينطق الميرزا غلام أحمد بالالفاظ العارية و يؤدي نفس المعنى كما فعل في النص السابق
5- تعليم الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم للناس أمور حياتهم و الحلال و الحرام يستدعي بيان أصول العلاقات الزوجية من ضمن ما يجب تعليمه و بيانه للأمة , و لذلك نجد الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم بدلا من أن يذكر الجماع بين الرجل و المرأة استعار الفاظا عديدة لا تجرح الشعور و الأخلاق و يفهمها من يعنيه الأمر مثل المباشرة و المس و الرفث و التغشية , و مع العلم أن مجيء هذه الألفاظ لم يكن للإستبدال فقط و عدم خدش الحياء , بل لها دلالة بلاغية عظيمة لكل واحد من هذه الأفاظ في موضعه , نذكر بعض هذه الألفاظ الإستعارية و دلالتها البلاغية
أ- تقول السيدة مريم " قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (47) سورة آل عمران
لم يذكر لنا الله تعالى أن مريم قالت " و لم يباشرني بشر " أو لم تقل " و لم يضاجعني بشر " , أو لم تقل "لم يغشّيني بشر " , بل قالت " وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ " , اختارت كما أخبرنا الله اللفظ الذي أفاد حتى مجرد اللمس لم يحدث من بشر , اختارت أقل حالة قد تكون معتادة عند البعض و من الممكن أن تعاب بها شريفة فنفتها رضي الله عنها .
ب – أمّا وصف العلاقة الزوجية بما يجب أن تكون من غير ذكر الألفاظ العارية فقد قال الله تعالى " فلما تغشاها حملت حملا خفيفا " 189 الأعراف , فنجد الله سبحانه و تعالى وصف العلاقة بالتغشية , و هي من الغشاء , فالغشاء هو الغطاء الخفيف الرقيق , هو ليس من نفس جنس الذي يغطيه و لكنه ينتمي له , كالأغشية المبطنة لأعضاء الجسم الداخلية , هي من نفس الجسم و لكنها من نسيج مختلف , يحميها من الأضرار و يحافظ عليها , علاقة دائمة مرتبطة أشد الإرتباط اللصيق., و هي كما يجب أن تكون علاقة الرجل بزوجته هو ستر و حماية برقة لها.
إذن الله تعالى يأتي باللفظ المناسب للحالة من غير بذائة كما يحدث من رب الميرزا غلام أحمد يلاش حيث يعلمه البذائة و الدونية .
6- معلوم من قواعد التفسير أن اللفظ الذي يحتمل أكثر من معنى , يُرْفَضُ المعنى غير اللائق و غير المتناسب مع السياق , و إذا كان المعنى الحرفي الذي وضع في اللغة لا يناسب المقام فيصار إلى المعنى الإستعاري بقرينة مناسبة.
7- و معلوم أنه في حالة أن يكون للألفاظ أكثر من معنى فلا يصار للتخصيص و الإصرار عليه من غير مخصص معتبر قطعي و إلا فهو عبادة الهوى حيث اختيار المعنى الذي يهواه الإنسان ليوافق هواه دون أي اعتبار لحق و لا لأصول .
و في هذه النقطة بالتحديد يقول الميرزا غلام أحمد متوافقا مع العلماء المسلمين , و كان يتكلم عن إصرار العلماء بأن دمشق الواردة في الحديث الشريف الخاص بنزول سيدنا عيسى عليه السلام عندها : "و ما يغرنهم ما جاء في أحاديث نبينا عليه الصلاة و السلام لفظ دمشق, فإن له مفهوما عاما , و هو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون. . فمنها إسم البلدة , و منها إسم سيد قوم من نسل كنعان , و منها ناقة و جمل , و منها رجل سريع العمل باليدين, و منها معان اخرى.فما الحق الخاص للمعنى الذي يصرون عليه و عن غيره يعرضون؟" انتهى النقل
نعم صحيح , يجب لمن يصر على تخصيص معنى محدد دون بقية المعاني أن يأتي بالمخصص القطعي و هذا ما أقصده بالإتفاق , و في الحقيقة إن مَنْ ذكر لفظ دمشق البلدة بالتخصيص هو الميرزا غلام أحمد في أكثر من موضع و لكن الله تعالى رزقه التضاد و الاختلاف مع نفسه و هي سنة حماية الله تعالى لدينه بأن يفضح المدعين من خلال كلامهم هم الذي يكون فيه هلاكهم لمن أراد معرفة الحق .
8- الآن نأتي إلى بعض الألفاظ التي اختارها الأحمديون لبيان أن الله تعالى قد كتب في كتابه ألفاظا جنسية مثل ما جاء على لسان الميرزا غلام أحمد , و أننا إذا أصرينا على إعتبار أن الألفاظ التي قالها الميرزا غلام أحمد لا تصح , فإذا قبلنا ما قاله الله تعالى وجب أن نقبل ما قاله الميرزا غلام أحمد واحدة بواحدة .
يقولون قال الله تعالى بخصوص الجنة و ما فيها من الحور العين " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " 59 الرحمن ,
يقولون أن لفظ "يطمثهن" لفظ مساوٍ للفظ " النيك " و الجماع و أن النصارى يستدلون على المسلمين إتهاما للقرآن بالبذائة كما ندين نحن الميرزا غلام أحمد و نتهمه بالبذاءة , فدفاعنا عن القرآن الكريم هو دفاعهم عن الميرزا غلام أحمد .
9- و نقول و الله تعالى المستعان
جاء في تاج العروس و تهذيب اللغة المعاني التالية للطمث
1- اللمس مثل قول العرب : " ما طَمَثَ ذالِكَ المَرْتَعَ قَبْلَنَا أَحَدٌ " و فسر الآية " لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان " بهذا التفسير بعض المفسرين .
2- العقل أي الربط و العقال يربط به البعير و تقول العرب " ومَا طَمَثَ هاذِه النَّاقَةَ حَبْلٌ قَطّ ، أَي ما مَسَّهَا عِقالٌ ، وما طَمَثَ البَعِيرَ حَبْلٌ ، أَي لم يَمَسَّهُ "
3- الدم : و يقصد به دم الحيض و بخاصة أوّل حيض للجارية أي للفتاة البكر .
4- الدنس , و من المفسرين كمن فسر الآية بهذا التفسير أيضا .
5- الفساد .
6- الجماع المدمم .
فأي المعاني هو الأنسب للآية ؟
يقول الله تعالى " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " (566)
وصف الله تعالى الحور العين بأنهن قاصرات الطرف , أي لا ينظرن إلا لأزواجهن في الجنة , أي عيونهن مقصورة على أزواجهن.
فإذا كان المعنى الحرفي – كما يظهر - للطمث هو الدم , و يقال للجارية لأول طمثها أنها طمثت , فما دخل الجماع هنا للجارية ؟
و أي علاقة لها بالرجال في أوّل حيض لها ؟
واضح أن معنى الطمث بأنه الجماع هو معنى مجازي و ليس حرفي , و بالتالي لا يصار إلى المجاز و الإستعارة و ترك المعنى الحرفي الأقرب إلا بالقرينة القطعية و هي ما لا يوجد بالآية .
و بالتالي , أيهما الأنسب أن يكون المعنى لم يطمثهن أي لم يجامعهن ؟ أم الأنسب أن يكون المعنى لم يمسسهن ؟ و أقصد هنا بالمس كل المس و ليس المس الذي معناه الجماع ؟
فالحور العين لسن من البشر و لا من الجن و لا من الملائكة , هن خلقة خاصة , و هن مقصورات في الخيام , مقصورات أي لم يخرجن من الخيام و لم يراهن أحد , أي لم يُخلقن من الأصل إلا لأزواجهم بعد دخولهم الجنة , فهل من اللائق التفسير أنهن لم يجامعهن أحد من قبل ؟
فهل نقبل في الدنيا زوجات مسها البشر بكل أنواع المس و اللمس , و التقبيل او مزاولة الجماع الفعلي ؟
فإذا لم نقبل هذا في الدنيا , فكيف نقبل مثل هذا في حياة هي الأعلى و الأطهر و الأرقى؟
أرى و الله أعلى و أعلم أن المعنى اللائق هو أنهن لم يمسسهن بشر بأي نوع أو درجة من المس بحسب المعنى الحرفي للمس , و أيضا لم يفسد حالهن , و لم يدنس حالهن بمعصية فقد عصى آدم ربه فغوى أي هلك , و كان في الجنة , و كفر إبليس بربه و كان مع الملائكة .
فقول الله لم يطمثهن أحد أي لم يفسد حالهن بشر و لم يتسبب لهن أحد في أي نوع من أنواع الدنس .
أيضا من المعاني كما أسلفت , العقل , أي العقال الذي يربط به البعير للامتلاك و التحكم به , فمن الممكن أن يكون المعنى المقصود أيضا أنهن لم يمتلك أمرهن أحد من قبل , فقد تكون زوجتك في الجنة البشرية و هي قد سبق لها الزواج من قبل من غيرك في الدنيا , و هنا يبيّن الله تعالى أن الحور المقصورات لم يكن لأحد من قبل.
و يقول القرطبي على سبيل المثال لا الحصر : " وقيل : لم يطمثهن لم يمسسهن ، قال أبو عمرو : والطمث المس وذلك في كل شيء يمس ويقال للمرتع : ما طمث ذلك المرتع قبلنا أحد ، وما طمث هذه الناقة حبل ، أي ما مسها عقال . وقال المبرد : أي لم يذللهن إنس قبلهم ولا جان ، والطمث التذليل " انتهى النقل
و هذا نص كلام صاحب قاموس تاج العروس و تهذيب اللغة كما جاء بكتابهما تاج العروس طمث : ( طَمَثَهَا يَطْمِثُها ) بالكسر ( ويَطْمُثُها ) بالضّمّ ، طَمْثاً ( : افْتَضَّها ) ، وعَمَّ به بعضُهم الجِمَاعَ . قال ثَعلب : الأَصْلُ الحَيْضُ ، ثم جُعلَ للنِّكاحِ . وقال الفرَّاءُ : الافْتِضاضُ ، وهو النِّكاح بالتَّدْميَة ، قال : والطَّمْثُ هو الدَّمُ ، وهما لُغَتَانِ ، طَمَثَ يَطْمُث ويَطْمِثُ ، والقُرّاءُ أَكثَرُهم على { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } ( سورة الرحمن ، الآية : 56 ) بكسرِ الميم . وقال أَبو الهَيْثَم : يُقَالُ : طُمِثَتْ تطْمَثُ ، أَي أُدْمِيَتْ بالافْتِضاضِ ، وقولُ الفَرَزْدَقِ : وقعْنَ إِليّ لَمْ يُطْمَثْنَ قَبْلِي فهُنَّ أَصَحُّ من بَيْضِ النَّعامِ أَي هُنَّ عَذَارَى غيرُ مُفْتَرَعَاتٍ ( وطَمَثَت ) المرأَةُ تَطْمُثُ طَمْثاً وتَطْمِثُ ( كنَصَرَ وسَمِعَ ) وزاد شيخنا ومن باب تَعِبَ لغة ، أَي ( حاضَتْ ، فهي طَامِثٌ ) ، بغير هاءٍ ، وقيل : إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِيضُ ، وخَصَّ اللِّحْيَنِيّ به حَيْضَ الجَارَيَةِ . ( و ) من المجاز : ( الطَّمْثُ : المَس ) ، وذالك في كلّ شيءٍ يُمَسُّ ، ويقال للمَرْتَعِ : ما طَمَثَ ذالِكَ المَرْتَعَ قَبْلَنَا أَحَدٌ ، ومَا طَمَثَ هاذِه النَّاقَةَ حَبْلٌ قَطّ ، أَي ما مَسَّهَا عِقالٌ ، وما طَمَثَ البَعِيرَ حَبْلٌ ، أَي لم يَمَسَّهُ . وقوله تعالى : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } ( سورة الرحمن ، الآية : 56 ) قيل : معناه لم يُمْسَسْنَ . وقال ثعلب : معناه لم يُنْكَحْنَ والعَرَبُ تَقُول : هذا جَمَلٌ ما طَمَثَه حَبْلٌ قَطٌّ ، أَي لم يَمَسَّهُ . ( و ) الطَّمْثُ : ( الدَّنَسُ ) ، ومنهم من أَوَّلَ به الآيةَ . والطَّمْثُ : الرِّيبَةُ ، يقال : ما بِفلان طَمْثٌ ، أَي ريبَةٌ . ( و ) الطَّمْثُ : ( الفَسَادُ ) ، قال عَدِيّ ابن زَيْدٍ : طاهُرُ الأَثْوَابِ يَحْمِي عِرْضَهُ من خَنَا الذِّمَّة أَو طَمْثِ العَطَنْ
والطَّمْثُ : العَقْلُ ، طَمَثَ البَعِيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً : عَقَلَه . و في تهذيب اللغة ط ث م استُعمل من وجوهه: طمث. طمث: قَالَ اللَّيْث: طَمَثْتُ البعيرَ أَطْمِثُه طَمْثاً: إِذا عَقَلْتَه، وطَمَثْتُ الْجارية: إِذا افترعْتَها. قَالَ: والطَّامث فِي لغتهم الْحَائِض. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ} (الرَّحْمَن: 56) ، أَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن فهم، عَن مُحَمَّد بن سلاّم، عَن يونسَ أَنه سأَله عَن قَوْله: {الطَّرْفِ لَمْ} فَقَالَ: تَقول العَرَب: هَذَا جَملٌ مَا طمثه حَبل قَطّ، أَي: لم يمَسَّه. قلت: وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبيدة. قَالَ: (لم يطمثهنّ) : لم يمسَسْهنّ. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: الطَّمْثُ: الافتضاض وَهُوَ النِّكاح بالتَّدْمية. قَالَ: والطَّمْث: هُوَ الدَّم، وهما لُغتان: طَمَث ويطْمِثُ: والقُراء أَكْثَرهم على {الطَّرْفِ لَمْ} بِكَسْر الْمِيم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للْمَرْأَة طُمِثَتْ تُطمَثُ، أَي: أُدْمِيَت بالافتضاض، وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ تَطمثُ إِذا حَاضَت أول مَا تحيض، فَهِيَ طامث. وَقَالَ فِي قَول الفَرَزدق: دفعنَ إليَّ لم يُطمثنَ قبْلِي فهنَّ أصَحُّ من بَيْض النّعامِ أَي: هُنَّ عذارى غير مُفْتَرعَات. انْتهى النقل
فإذا كان المعنى الحرفي – كما يظهر - للطمث هو الدم , و يقال للجارية لأول طمثها أنها طمثت , فما دخل الجماع هنا للجارية ؟
و أي علاقة لها بالرجال في أوّل حيض لها ؟
واضح أن معنى الطمث بأنه الجماع هو معنى مجازي و ليس حرفي , و بالتالي لا يصار إلى المجاز و الإستعارة و ترك المعنى الحرفي الأقرب إلا بالقرينة القطعية و هي ما لا يوجد بالآية .
و بالتالي , أيهما الأنسب أن يكون المعنى لم يطمثهن أي لم يجامعهن ؟ أم الأنسب أن يكون المعنى لم يمسسهن ؟ و أقصد هنا بالمس كل المس و ليس المس الذي معناه الجماع ؟
فالحور العين لسن من البشر و لا من الجن و لا من الملائكة , هن خلقة خاصة , و هن مقصورات في الخيام , مقصورات أي لم يخرجن من الخيام و لم يراهن أحد , أي لم يُخلقن من الأصل إلا لأزواجهم بعد دخولهم الجنة , فهل من اللائق التفسير أنهن لم يجامعهن أحد من قبل ؟
فهل نقبل في الدنيا زوجات مسها البشر بكل أنواع المس و اللمس , و التقبيل او مزاولة الجماع الفعلي ؟
فإذا لم نقبل هذا في الدنيا , فكيف نقبل مثل هذا في حياة هي الأعلى و الأطهر و الأرقى؟
أرى و الله أعلى و أعلم أن المعنى اللائق هو أنهن لم يمسسهن بشر بأي نوع أو درجة من المس بحسب المعنى الحرفي للمس , و أيضا لم يفسد حالهن , و لم يدنس حالهن بمعصية فقد عصى آدم ربه فغوى أي هلك , و كان في الجنة , و كفر إبليس بربه و كان مع الملائكة .
فقول الله لم يطمثهن أحد أي لم يفسد حالهن بشر و لم يتسبب لهن أحد في أي نوع من أنواع الدنس .
أيضا من المعاني كما أسلفت , العقل , أي العقال الذي يربط به البعير للامتلاك و التحكم به , فمن الممكن أن يكون المعنى المقصود أيضا أنهن لم يمتلك أمرهن أحد من قبل , فقد تكون زوجتك في الجنة البشرية و هي قد سبق لها الزواج من قبل من غيرك في الدنيا , و هنا يبيّن الله تعالى أن الحور المقصورات لم يكن لأحد من قبل.
و يقول القرطبي على سبيل المثال لا الحصر : " وقيل : لم يطمثهن لم يمسسهن ، قال أبو عمرو : والطمث المس وذلك في كل شيء يمس ويقال للمرتع : ما طمث ذلك المرتع قبلنا أحد ، وما طمث هذه الناقة حبل ، أي ما مسها عقال . وقال المبرد : أي لم يذللهن إنس قبلهم ولا جان ، والطمث التذليل " انتهى النقل
و هذا نص كلام صاحب قاموس تاج العروس و تهذيب اللغة كما جاء بكتابهما تاج العروس طمث : ( طَمَثَهَا يَطْمِثُها ) بالكسر ( ويَطْمُثُها ) بالضّمّ ، طَمْثاً ( : افْتَضَّها ) ، وعَمَّ به بعضُهم الجِمَاعَ . قال ثَعلب : الأَصْلُ الحَيْضُ ، ثم جُعلَ للنِّكاحِ . وقال الفرَّاءُ : الافْتِضاضُ ، وهو النِّكاح بالتَّدْميَة ، قال : والطَّمْثُ هو الدَّمُ ، وهما لُغَتَانِ ، طَمَثَ يَطْمُث ويَطْمِثُ ، والقُرّاءُ أَكثَرُهم على { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } ( سورة الرحمن ، الآية : 56 ) بكسرِ الميم . وقال أَبو الهَيْثَم : يُقَالُ : طُمِثَتْ تطْمَثُ ، أَي أُدْمِيَتْ بالافْتِضاضِ ، وقولُ الفَرَزْدَقِ : وقعْنَ إِليّ لَمْ يُطْمَثْنَ قَبْلِي فهُنَّ أَصَحُّ من بَيْضِ النَّعامِ أَي هُنَّ عَذَارَى غيرُ مُفْتَرَعَاتٍ ( وطَمَثَت ) المرأَةُ تَطْمُثُ طَمْثاً وتَطْمِثُ ( كنَصَرَ وسَمِعَ ) وزاد شيخنا ومن باب تَعِبَ لغة ، أَي ( حاضَتْ ، فهي طَامِثٌ ) ، بغير هاءٍ ، وقيل : إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِيضُ ، وخَصَّ اللِّحْيَنِيّ به حَيْضَ الجَارَيَةِ . ( و ) من المجاز : ( الطَّمْثُ : المَس ) ، وذالك في كلّ شيءٍ يُمَسُّ ، ويقال للمَرْتَعِ : ما طَمَثَ ذالِكَ المَرْتَعَ قَبْلَنَا أَحَدٌ ، ومَا طَمَثَ هاذِه النَّاقَةَ حَبْلٌ قَطّ ، أَي ما مَسَّهَا عِقالٌ ، وما طَمَثَ البَعِيرَ حَبْلٌ ، أَي لم يَمَسَّهُ . وقوله تعالى : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } ( سورة الرحمن ، الآية : 56 ) قيل : معناه لم يُمْسَسْنَ . وقال ثعلب : معناه لم يُنْكَحْنَ والعَرَبُ تَقُول : هذا جَمَلٌ ما طَمَثَه حَبْلٌ قَطٌّ ، أَي لم يَمَسَّهُ . ( و ) الطَّمْثُ : ( الدَّنَسُ ) ، ومنهم من أَوَّلَ به الآيةَ . والطَّمْثُ : الرِّيبَةُ ، يقال : ما بِفلان طَمْثٌ ، أَي ريبَةٌ . ( و ) الطَّمْثُ : ( الفَسَادُ ) ، قال عَدِيّ ابن زَيْدٍ : طاهُرُ الأَثْوَابِ يَحْمِي عِرْضَهُ من خَنَا الذِّمَّة أَو طَمْثِ العَطَنْ
والطَّمْثُ : العَقْلُ ، طَمَثَ البَعِيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً : عَقَلَه . و في تهذيب اللغة ط ث م استُعمل من وجوهه: طمث. طمث: قَالَ اللَّيْث: طَمَثْتُ البعيرَ أَطْمِثُه طَمْثاً: إِذا عَقَلْتَه، وطَمَثْتُ الْجارية: إِذا افترعْتَها. قَالَ: والطَّامث فِي لغتهم الْحَائِض. وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ} (الرَّحْمَن: 56) ، أَخْبرنِي المنذريّ عَن ابْن فهم، عَن مُحَمَّد بن سلاّم، عَن يونسَ أَنه سأَله عَن قَوْله: {الطَّرْفِ لَمْ} فَقَالَ: تَقول العَرَب: هَذَا جَملٌ مَا طمثه حَبل قَطّ، أَي: لم يمَسَّه. قلت: وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبيدة. قَالَ: (لم يطمثهنّ) : لم يمسَسْهنّ. سَلمَة عَن الفرّاء قَالَ: الطَّمْثُ: الافتضاض وَهُوَ النِّكاح بالتَّدْمية. قَالَ: والطَّمْث: هُوَ الدَّم، وهما لُغتان: طَمَث ويطْمِثُ: والقُراء أَكْثَرهم على {الطَّرْفِ لَمْ} بِكَسْر الْمِيم. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال للْمَرْأَة طُمِثَتْ تُطمَثُ، أَي: أُدْمِيَت بالافتضاض، وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ تَطمثُ إِذا حَاضَت أول مَا تحيض، فَهِيَ طامث. وَقَالَ فِي قَول الفَرَزدق: دفعنَ إليَّ لم يُطمثنَ قبْلِي فهنَّ أصَحُّ من بَيْض النّعامِ أَي: هُنَّ عذارى غير مُفْتَرعَات. انْتهى النقل
و الله أعلى و أعلم
د.إبراهيم بدوي
26/6/2017
د.إبراهيم بدوي
26/6/2017
تعليقات
إرسال تعليق