مقال (173) الالفاظ الحاكمة "الحدود و الشهادة و التصريح " تثبت دجل الميرزا مدعي النبوة .
حينما
أقول " نص صريح " , أو " بصراحة " , أو " قد صرح فلان
" فهذا معناه إني أنقل نصا واضحا لا خلاف في مدلوله , حيث أن الصراحة من
" الصرح" العالي الواضح فلا يخطئه أحد , أي أن ألفاظه لا تحتمل إلا
مدلولا واحدا .
و
حينما أقول " بصراحة تامة " فهذا يزيد الامر وضوحا فلا يجعل هناك أي
احتمال ولو بالتفاسير الباطنية لهذا النص .
و
إذا قلت كل هذه التعابير ثم لم أستطع أثبات وجود هذه التعبيرات , فكلمة
"كذاب" لا تفي لوصفي , ولا كلمة "مفتر" و لكن كلمة "دجال"
قد
تفي بالغرض .
يقول
الميرزا في كتابه " البراهين الاحمدية " ج 5 :
" قد جاء في سورة التحريم بصراحة تامة أن بعضا من أفراد هذه الأمة قد
سُمُّوا "مريم" انتهى النقل .
أين
هذا النص الصريح في القرآن الكريم , التام الصراحة, بأن أفرادا من الأمة قد سماهم
الله تعالى "مريم" ؟
و
في كتاب "نور الحق"/1894 م ص_0048
في
معرض وصف الميرزا للقساوسة بالدجال و البرهنة على دعواه من نصوص الإنجيل يختم
كلامه بالقول " فالظالم هو الذي يحل محل المحرفين , و يبدل العبارات كالخائنين و
يجترئ على الزيادة في موضع التقليل , و التقليل في موضع الزيادة كيفا و كما , أو
ينقل الكلمات من معنى إلى معنى ظلما و زورا من غير وجود قرينة صارفة إليه , ثم
يأخذ الناس إلى مفترياته كالخادعين و ما معنى الدجل و الدجالة إلا هذا , فيفكر من
كان من المفكرين.".انتهى النقل من كلام الميرزا في تعريفه للدجل و الدجالين ,
فإذا لم يكن الميرزا بتعريفه هو للجدل من الدجالين , فمن يكون الدجال و ما يكون
الدجل غير هذا ؟
و الآن ننتقل لأصل
المقال :
اولا: كلمة الحدود
دولة لها حدود : هي
دولة معلوم يقينا الخطوط القطعية المتفق عليها مع جيرانها لمنع التداخل و الخلافات.
و أي شيئ له حد يضبطه -
بخلاف ما لا حد له - هو محكوم بحدوده لا يزيد و لا ينقص و هذه الحدود من المحكمات
القطعية و ليست من المتشابهات.
اذن الحدود هي من
المحكمات القطعية إتفاقا .
فحينما يقول الميرزا مدعي النبوة أن
القرآن حدد زمن بعثته و الأنبياء أيضا حددت زمن بعثته فلا يكون القصد منه إلا ذكر
نصوص و ارقام قطعية محكمة لا تحتمل التاويل تدل بلا خلاف على معناه .
و نستشهد بقول الميرزا في معنى
الآية قطعية الدلالة ، يقول الميرزا إن الآية قطعية الدلالة هي التي لا تحتمل إلا معنى واحد .
فأين في القرآن أو في كلام الأنبياء
هذه النصوص أو الأرقام القطعية الثبوت و الدلالة على تحديد زمن البعثة للميرزا ؟
ثانيا: الشهادة
الشهادة من المشاهدة أي الحضور و
المعاينة ، و كثيرا ما استدل الميرزا بالحديث الصحيح ليس الخبر كالمعاينة ، لأن
المعاينة و المشاهدة قطعية.
فحينما يقول الميرزا إن القرآن شهد
له و كذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قد شهد له ، فلا بد من أن تكون هذه
الشهادة نصوصا قطعية الثبوت و الدلالة بالمعنى المقصود و أن لا تخص إلا الميرزا.
يقول الميرزا غلام في كتابه "
تحفة الندوة
"
" ألا يعلم الحافظ المحترم أن لفظ
(تَقَوَّلَ) يتعلق بالقطع واليقين. فكما بيّنتُ مرارا أن الكلام الذي
أسرِده هو كلام الله بالقطع واليقين كما أن القرآن والتوراة كلام الله. وأنا نبي الله بصورة ظلية وبروزية، وطاعتي واجبة على
كل مسلم في الأمور الدينية، وواجب عليه أن
يؤمن بي مسيحا موعودا. وكل من بلغته دعوتي - وإن كان
مسلمًا - ولكنه لا يعتبرني حَكَما له ولا يؤمن بي مسيحا موعودا ولا يَعُدّ وحيي من
الله تعالى فهو جدير بالمؤاخذة
في السماء لأنه ينكر الأمر الذي كان عليه
قبوله في حينه. لا أقول فقط بأنني لو كنتُ كاذبا لهلكتُ بل أقول أيضا بأني صادق
مثل موسى وعيسى وداود والنبي صلى الله عليه و سلم، وقد أرى
اللهُ تعالى أكثر من عشرة آلاف آية لتصديقي. لقد
شهد لي القرآن، وشهد لي رسول الله
صلى الله عليه
و سلم ، وحدد الأنبياء السابقون زمن بعثتي
وهو هذا العصر. وكذلك حدد القرآن الكريم أيضا زمن بعثتي وهو هذا العصر. لقد شهدت
لي السماء والأرض، كذلك ما خلا نبي إلا وقد شهد لي. " انتهى النقل.
فاذا لم يأتي الأحمديون بهذه النصوص القطعية ثبوتا و دلالة على نبوة الميرزا تحديدا بلا تأويل و زمن بعثته تحديدا ، فليعلموا ان الميرزا دجال و........و......
د.ابراهيم بدوي
5/7/2017
تعليقات
إرسال تعليق