القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (183) هل سيدنا عيسى عليه السلام من امة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ؟





مقال (183) هل سيدنا عيسى عليه السلام من امة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ؟

يعتمد الميرزا غلام أحمد نبيّ الاحمديين القاديانيين على القول أن سيدنا عيسى عليه السلام هو نبيّ إلى بني اسرائيل فقط , و بالتالي فالنبيّ الآتي آخر الزمان لا بد من أن يكون من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لا يصح غير ذلك .
إن آية الميثاق تثبت أن سيدنا عيسى عليه السلام من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأنه مأمور بالايمان به و نصرته و بالتالي إذا ثبت إيمانه به نصا فقد اصبح من أمته و بخاصة أنه أيضا مأمور بنصرته و هذه هي الآية :
 " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) سورة آل عمران
أ- الأنبياء قد اقروا بالعهد و الميثاق انهم إذا جاءهم رسول مصدق لما معهم فواجب عليهم الايمان به و نصرته .
ب- طبعا سيدنا عيسى عليه السلام من ضمن من أخذ عليهم الله تعالى العهد و الميثاق
و بالتالي هو مطالب بالإيمان و النصرة لمن يأتي بعده , فكيف يطلب الله تعالى منه الإيمان و النصرة لنبيّ يأتي بعده و لن يحضره هو  أو  كتابه القرآن الكريم ؟.
فبمقتضى أن الله تعالى لا يأمر إلا بالممكن أن ينفذ و لا يأمر بأوامر عبثية , يكون يقينيًا أن سيدنا عيسى عليه السلام لن يموت بل سيبقى حتى ينفذ العهد و الميثاق الذي قطعه على نفسه و هذا من أكبر الأدلة على حياة سيدنا عيسى عليه السلام و أنه قادم لا محالة لينفذ العهد , فذلك الايمان .
ج- أمّا النصرة فهي التعدي من حيز الايمان بالقلب إلى الجوارح و العمل و النصرة بالاتباع و تطبيق الشرع كما أمر به صاحبه.
د- فقد يقول البعض , لو افترضنا أن سيدنا عيسى عليه السلام اعطى الله تعالى العهد بالايمان و النصرة لسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام , و لكن هذا في حالة أن يعاصره , فكيف و هو لم يعاصره ؟
و اقول , حاله هو حالنا الآن , فمن منا عاصر سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ؟
و لكنا نؤمن بوجوب الايمان به و نصرته , فالعمل بما جاء في القرآن الكريم و السُنّة النبوية الشريفة هو الايمان و النصرة , و هذا هو حال سيدنا عيسى عليه السلام , آمن برسول الله تعالى , و لا بد من المجيئ مرة ثانية لينصره بنصره لكتابه القرآن الكريم  و سنته السُنّة النبوية الشريفة .
نحن من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بسبب ايماننا به و بكتابه , و نصرته قدر الاستطاعة , فإذا كان النبيّ سيدنا عيسى عليه السلام قد آمن بسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و عاهد الله تعالى بنصرته , اذن هو من أمته بلا شك , و الدليل أيضا على ذلك حديث المصطفى التالي :
في كتاب الشفا (1)
" أمّا ترضون أن يكون إبراهيم و عيسى فيكم يوم القيامة " ثم قال " إنهما في أمتي يوم القيامة ، أمّا إبراهيم فيقول : أنت دعوتي و ذريتي ، فاجعلني من أمتك . و أمّا عيسى فالأنبياء إخوة بنو علات ، أمهاتهم شتى ، و أن عيسى أخي ليس بيني و بينه نبيّ ، و أنا أولى الناس به " .
هـ- اذن لا يوجد أي شيئ يفيد الانحطاط في حق سيدنا عيسى عليه السلام كما يدعي الميرزا غلام أحمد , بل هو تنفيذ لما تعهد به لله سبحانه و تعالى , و اتباع سيد المرسلين افضل و خاتم الأنبياء و المرسلين لا يكون انحطاطا ابدا يا ايها الدجال .
و- سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام  لمّا طلب منه في صلح الحديبية أن لا يكتب صفته في وثيقة التصالح بل و شطبها بعد أن كتبها و اكتفى حسب طلب كفار قريش بذكر إسمه فقط بدون صفته ,فهل يعتبر هذا انحطاط منه ؟ ام هذا تنفيذا لاوامر الله تعالى ؟؟
ز- قد يقال إنما المقصود من الايمان و النصرة إذا عاصره , و إذا لم يعاصره هو بنفسه أي النبيّ المعاهد أي سيدنا عيسى عليه السلام في حالتنا هذه , فيكون الواجب على امة النبيّ التابعة له الايمان و النصرة للنبيّ التالي لنبيهم و هو سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام في حالتنا هذه .
و اقول : هذا صحيح لو بقيت امة النبيّ على حالها من الايمان به و بكتابه أي في حالتنا هذه الإنجيل الصحيح ,فهل بقي الإنجيل الصحيح الآمر لأمة سيدنا عيسى عليه السلام بالايمان و النصرة للرسول سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و فهل بقي من امة سيدنا عيسى عليه السلام الذين آمنوا به بأنه نبيّ و رسول لا اكثر الآن منهم أحد ليؤمن و ينصر سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و بالتالي ينوب عن سيدنا عيسى عليه السلام ؟ لا طبعا .
و اذن حسب القاعدة " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" و بحسب القاعدة " ما استلزم محالا فهو محال في ذاته " اصبح من المحال مطالبة المسيحيين بالايمان و النصرة لعدم وجود الإنجيل الأصلي المحتوي على الأمر من سيدنا عيسى عليه السلام بوجوب نصرة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و يصبح من الواجب نزول سيدنا عيسى عليه السلام لصرة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و اتمام عهده مع الله تعالى .
و هذه اقوال للميرزا تثبت صحة كلامي و أن سيدنا عيسى عليه السلام من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
اختصارا يقول الميرزا غلام أحمد :
من المعلوم أن المسيح ابن مريم أيضا صار أحد أفراد الأمة
و يقول :
يثبت من القرآن الكريم أن كل نبي عموما يدخل في أمة النبي صلى الله عليه و سلم  كما يقول تعالى: "لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ". فبذلك صار جميع الأنبياء من أمته ، فما معنى اعتبار عيسى عليه السلام  من أمته بوجه خاص؟ وما خصوصيته؟
و يقول : يتبين من هذه الآية بنص صريح أن جميع الأنبياء بمن فيهم المسيح  كانوا مأمورين بالإيمان بالنبي  

و الآن أعرض الثلاثة نصوص من كلام الميرزا غلام أحمد تثبت ما قلته في آية الميثاق المشار اليها و هذه هي النصوص :
1.    في كتاب ازالة الاوهام ص 464
الآية التاسعة والعشرون (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) . أي ما أعطاكم الرسول من العلم والمعرفة فخذوه واتركوا ما نهاكم عنه. والآن نتوجه إلى ما قاله رسول الله ( في هذا الصدد. فأَصغوا أولا إلى حديث ورد في المشكاة برواية أبي هريرة ( وهو: قال رسول الله (: "أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلِكَ" رواه الترمذي وابن ماجه. من المعلوم أن المسيح ابن مريم أيضا صار أحد أفراد الأمة، فكيف يمكن إذن أن يكون هناك هذا الفرق الهائل في الأعمار؛ إذ يصل بقية أفراد الأمة إلى الستين بالكاد، أما المسيح فقد مضت عليه نحو ألفَي سنة ومع ذلك لا يكاد يموت، بل يقال إنه سيعود إلى الدنيا ويمكث فيها أربعين عاما أو خمسة وأربعين؟!" انتهى النقل  
هنا يقر الميرزا غلام أحمد بأن سيدنا عيسى عليه السلام من أمة الحبيب صلى الله عليه و سلم حيث يقول الميرزا غلام أحمد " من المعلوم أن المسيح ابن مريم أيضا صار أحد أفراد الأمة" انتهى النقل  
2.    في كتاب عصمة الأنبياء
يقول الميرزا غلام أحمد :
"وهناك دليل آخر أيضا على ذلك وهو أنه قد جاء في سورة آل عمران: (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا(
[1]. يتبين من هذه الآية بنص صريح أن جميع الأنبياء بمن فيهم المسيح  كانوا مأمورين بالإيمان بالنبي  وأقروا بأنهم آمنوا به. وإذا قرأنا الآية: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ( مع الآية المذكورة من قبل واستنبطنا من "الذنب" جريمةً، والعياذ بالله، لكان عيسى ( أيضا مجرما بحسب هذه الآية لأنه أيضا من المؤمنين الذين آمنوا بالنبي ( بحسب الآية لذا سيُعدّ مذنبا لا محالة " انتهى النقل 
3.    في كتاب البراهين الاحمدية  الجزء الخامس
يقول الميرزا " إنهم يشددون جهلا منهم على جانب وينسون جانبا آخر. يقولون إن عيسى سينـزل وسيصبح فردا من الأمة. والفرق بين قولهم وقول الله هو أنهم يجعلون عيسى فردا من الأمة، والله يجعل فردا من الأمة عيسى ، ولكن هذا الفرق ليس مما لا يمكن تعديل خطئه. ما دام الله قادرا على أن يجعل فردا من الأمة عيسى وبذلك يمكن أن تظهر عظمة هذه الأمة على بني إسرائيل، فما الحاجة ليُنـزَّل عيسى بن مريم من السماء على عكس وعد الله تعالى؟ (القائل بأن الذي يرحل من الدنيا لا يعود إليها ثانية) كان عيسى عليه السلام  الخليفة الأخير في بني إسرائيل، وكان المراد من اعتبار فرد من الأمة عيسى أنه أيضا سيكون الخليفة الأخير لهذه الأمة، وأن يهود هذه الأمة سيهاجمونه ولن يقبلوه. ولكن ما الحكمة في اعتبار نبي فردا من هذه الأمة؟ يثبت من القرآن الكريم أن كل نبي عموما يدخل في أمة النبي صلى الله عليه و سلم  كما يقول تعالى: "لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ". فبذلك صار جميع الأنبياء من أمته ، فما معنى اعتبار عيسى عليه السلام  من أمته بوجه خاص؟ وما خصوصيته؟ هل كان قد انحرف عن إيمانه السابق، إذ آمن مع بقية الأنبياء، حتى عوقب- والعياذ بالله- بأن يُنـزَل على الأرض ويُكرَه على تجديد إيمانه، بينما كان في الإيمان السابق كفاية للأنبياء الآخرين؟ ألا تبعث مثل هذه الأفكار السخيفة على السخرية بالإسلام؟ " انتهى النقل
اذن ثبت من كلام الميرزا غلام أحمد ايمانه بأن سيدنا عيسى عليه السلام من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و بالتالي تسقط كل استدلالته المبنية على أن سيدنا عيسى عليه السلام ليس من امة نبينه صلى الله عليه و سلم .
د.إبراهيم بدوي
          ‏24‏/08‏/17‏ 10:44:55 م

      مقال له علاقة اساسية بالموضوع و يخص آية الميثاق
       
مقال 34 : آية واحدة في القرآن تهدم دين الميرزا الهندي





تعليقات

التنقل السريع