القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (211) ما الفرق بين الانبياء و المنجمين فيما يخص التنبؤات بغيب يقع في المستقبل ؟ و ما رأي الميرزا الهندي مدعي النبوة ؟





مقال (211) ما الفرق بين الانبياء و المنجمين فيما يخص التنبؤات بغيب يقع في المستقبل ؟ و ما رأي الميرزا مدعي النبوة ؟ 


ما الفرق بين الانبياء و المنجمين فيما يخص التنبؤات بغيب يقع في المستقبل ؟ وهل سقوط و عدم تحقق النبوءات يؤدي الى الالحاد ؟ و هل هذا رأي الميرزا مدعي النبوة ؟ 
كذب المنجمون و ان صدقوا , اي ان صدقهم محتمل , و لكن كذبهم متحقق لا محالة.
المنجمون يقولون في جملة أن كذا سيحدث مستقبلا , فاذا حدث و تحقق ما قالوا يقولون قد وقع ما تنبأنا به, و اذا لم يقع بالضبط فيقول أن الجملة التي قلناها لم يفهمها الناس و أن التأويل الحقيقي كذا و هو يتوافق مع الحدث الذي وقع و ان لم يكن هو نفس ما توقعه بحسب الظاهر من كلام المنجم .
فهل هذا يصح من نبيّ أن يقول كما يقول المنجمون ؟
في الحقيقة لقد قال الميرزا مدعي النبوة ذلك مرارا و تكرارا .
فلابد أن يقع ما تنبأ به النبي تماما بحسب ظاهر كلامه سواء بحقيقة الالفاظ الحرفية او بالاستعارة المقرونة بالقرينة اللازمة التي تجعل الكلام لا مدلول له الا مدلولا واحدا فلا يكون لكلام النبي اي النبوءة الا مدلولا واحدا , و يكون حكما عليه لإثبات صدقه امام الناس و انه من عند الله عز وجل عالم الغيب .
كيف يكون ايمان الناس يقينيا اذا كان من الممكن أن تفسر النبوءة بأكثر من معنى او مدلول.
يقول الميرزا عن نبوءة لها مضمون و موعد , فلم تتحق في الموعد , انه ليس من المهم ان تتحقق النبوءة في الموعد بل يكفي وقوع المضمون , و هنا نسأله : فلماذا صرحت بان للنبوءة موعد تتحقق فيه ؟ فهل يقول الله تعالى كلاما جزافا لا قيمة له ؟
يقول الميرزا في كتاب "ينبوع المعرفة" في حواره مع الآريين - و هم طائفة من الهندوس -
لاثبات أن ما لديهم في كتابهم المقدس "الفيدا" باطل , يقول ان مجرد الكلام ان الله يعلم الغيب لا يكفي لاثبات صحة و صدق كتابكم المقدس الفيدا , بل لا بد من ان يتنبأ باحداث مستقبلية تقع فيتحول الايمان الظني الى الايمان اليقيني.
فو طبقنا رأي الميرزا هذا على النبوءات التي تنبأ بها لاثبات صدقه فنجدها إما انها لم تقع ابدا , او وقعت بشكل عكسي , فقد تنبأ بموت زوج السيدة محمدي في موعد محدد ثم الزواج منها في نهاية المطاف و ان هذا قدر مبرم اي لا راد له , فما مات الزوج في الموعد ولا تزوج الميرزا السيدة محمدي ابدا .
و تنبأ الميرزا بالزواج الثالث - و لو نحينا الزواج من السيدة محمدي جانبا - فلم يتزوج زواجا ثالثا ابدا .
و تنبأ بأن ابنه المصلح الموعود من هذا الزواج الثالث فلم يتحقق له ذلك ايضا .
و تنبأ بموت القس بيجوت في حياته و لم يمت القس بل مات الميرزا في حياة القس .
و تنبأ بزيادة عمره في مقابل عمر تنبأ به الكتور عبد الحكيم الذي ترك الميرزا و كفر به و الحقيقة ان الميرزا مات قبل العمر المحدد الذي وعده به ربه يلاش .
و تنبأ أنه يعيش من 74 الى 86 سنة و لم يعش هذا العمر حتى باعتبار يوم مولده الذي حدده اتباعه و هو 13/2/1835 حيث مات في 26/5/1908 و بحساب بسيط نجد ان عمر الميرزا بحسب ما قررته جماعته اقل من 74 سنة .
و طلب من الله تعالى ان يفصل بينه و بين الشيخ ثناء الله بان يميت الكاذب في حياة الصادق بمرض وبائي مثل الكوليرا فأمات الله تعالى الميرزا بالكولير و عاش بعده الشيخ ثناء 40 سنة بسلامة و خير .
فهل تحققت النبوءات التي تحدى بها الميرزا العالم لاثبات انه نبي من عند الله ؟
يقول الميرزا في كتابه " ينبوع المعرفة" :
" لا شك في أن الله عالم الغيب ولكن لا يليق بكتاب الله أن يعتبر الإله عالم الغيب كالقصَّاص فقط [ابراهيم بدوي : اي يقول كلاما بلا دليل ] بل ينبغي أن يقدم دليلا ونموذجا على كونه عالما بالغيب. بمعنى أن يبين أحداثا مستقبلية كنبوءات تؤدي إلى اليقين أن الله عالم بالغيب في الحقيقة لكي يبلغ الإيمان الظني - نتيجة الإيمان بكتاب الله - درجة الإيمان اليقيني [ابراهيم بدوي : فهل الايمان اليقيني يتحقق بنبوءة لم تقع كما قيلت ؟ فاذا كان مدلول النبوءة ظنيا يحتمل اكثر من وجه و معنى فكيف يكون الايمان به يقينيا ؟ ]، لأنه فيما يتعلق بالإيمان الظني فمعظم الناس في العالم يؤمنون بوجود الله إيمانا ظنيا ويؤمنون به عالما بالغيب أيضا، فما الفرق إذًا في علمهم وعلم يقدمه الفيدا؟ فإذا ذُكرت في الفيدا نبوءة لتعليم العلم اليقيني ثم تحققت فيجب تقديم تلك العبارة وإلا لا فرق بين بيان الفيدا وبيان البدوي الجاهل [ابراهيم بدوي : فأين ذلك في نبوءات الميرزا التي تحدى الناس بها و ربط تحققها بثبوتية نبوته ؟ ]. من الضروري أن الكتاب الذي يسمَّى كتاب الله يجب ألا يذكر كون الله عالم الغيب باللسان فقط بل ينبغي أن يقدم دليلا أيضا على ذلك لأن البيان وحده دون دليل على أن الله عالم الغيب لا يزيد في إيمان الإنسان شيئا [ابراهيم بدوي : و طبعا لا اعتبار للادلة الظنية هنا , بل الادلة القطعية هي صاحبة الاعتبار و الا فالظن لا يغني من الحق شيئا كما قال الميرزا ايضا ]. بل من الممكن أن تنشأ عن كتاب مثله شبهة أن الكلام الوارد فيه إنما هو من قبيل الإشاعات وليس إلا. [ابراهيم بدوي : و هذا متحقق بلا خلاف في تنبؤات الميرزا , و لا يعني تحقق البعض - ان تحقق - انه نبي من عند الله تعالى , فهو في هذ الحالة يتساوى مع المنجمين ] . لذا فإن القرآن الكريم لا يأتي ببيان مثل القصَّاص فقط عند ذكر صفات الله تعالى كهذه بل يُظهر مثالا على علمه بالغيب، ويُثبت كل صفة من صفاته. أما الفيدا فلا يذكر صفات الله إلا كقصص فقط وهذا يُثبت أنه سمع القصص من غيره واكتفى بنقلها فقط. 
إذًا، إن كتابا مثله لا يمكن أن يهب الإنسان معرفة أو عرفانا متجددا بل يجر أتباعه إلى الإلحاد رويدا رويدا [ابراهيم بدوي : و هذا عين ما يحدث مع الاحمديين الذي وثقوا في الميرزا ثم لم يجدوا الا سرابا , فتركوا الدين كله و كان الالحاد لهم ملاذا ] مُظهرا اضطراره في هذا الأمر، وفي نهاية المطاف يصير سما قاتلا لإيمانهم البسيط أيضا مُظهرا عجزه تماما لأن أذهانهم تتنقل في الأخير إلى أنه إذا كان الإله عالما بالغيب مثلا لما كان بيانه عن كونه عالما بالغيب كالقصص بل لقدّم نموذجا على علمه بالغيب" انتهى النقل
و هذه جملة من المقالات في هذا الشأن :
مقال (190) هل كثرة تحقق نبوءات مدعي للنبوة تثبت انه نبيّ من عند الله ؟
http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/09/190.html
مقال (099) يا أيها الدجالون تعلموا الدجل من الميرزا الهندي مدعي النبوة
http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/09/100.html
مقال (201) مخالفة وحي و نبوءات مدعي النبوة الميرزا لما أقره بنفسه من مواصفات حتمية للنبوءات الغيبية للرسل
http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/12/201_6.html
مقال (202) الميرزا مدعي النبوة ينطق بالحق انه من الضروري ان يؤيد الله تعالى مبعوثيه الصادقين بعلامات فارقة تميزهم عن الكذابين
http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2017/12/202.html
د.ابراهيم بدوي
18/2/2018

تعليقات

التنقل السريع