القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (251) هل اللعن الوارد في القرآن الكريم هو من الشتم و السب للغير ؟

No automatic alt text available.
مقال (251) هل اللعن الوارد في القرآن الكريم هو من الشتم و السب للغير ؟


يقول الله تعالى
" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " (159) سورة البقرة
الفارق بين اللعن الذي ينطق به الناس هذه الايام على سبيل الشتم و السب و بين المعنى الحقيقي و الاستخدام القرآني له يبين و يوضح ضرورة العودة للغة التي نزل بها القرآن و فهمها بما كانت تعني بالضبط زمن نزول القرآن الكريم .
اللعن الوارد في القرآن هو الطرد من رحمة الله لاستحقاق من كان اللعن في حقهم ذلك .
و كما ترون من الآية المذكورة أن الله لعن - أي طرد من رحمته - الذين يكتمون ما انزل الله من الدلائل و طرق الهداية للناس.
لم يظلمهم الله تعالى و لكن هم ظلموا أنفسهم بما فعلوه فاستحقوا اللعن أي الطرد من رحمة الله ما داموا مصرين على افعالهم , و مع ذلك يكمل الله الآية و يقول :
" إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) سورة البقرة
لم يغلق الله تعالى عليهم باب الرحمة .
و في معجم لسان العرب :
" واللَّعْنُ الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير وقيل الطَّرْد والإِبعادُ من الله ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء واللَّعْنةُ الاسم والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً طَرَدَه وأَبعده ورجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ والجمع مَلاعِين" انتهى النقل
فإذا كان الناس يستخدمون كلمة اللعن على سبيل السب و الشتم فلا يصح نسبة هذا المعنى لله في كلامه العزيز , انما اللعن الطرد و الابعاد من كل خير .
والله أ‘لى و أعلم
د.ابراهيم بدوي
1/11/2018

تعليقات

التنقل السريع