القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (330) هل للمحدَّث وحي غيبي و إلهام محفوظ مثله مثل الأنبياء و الرسل ؟



مقال (330) هل للمحدَّث وحي غيبي و إلهام محفوظ مثله مثل الأنبياء و الرسل ؟
هل المحدَّث يكلمه الله و يظهره على بعض الغيب مثل صاحب سيدنا موسى عليه السلام المشهور بالخضر كما يقول الميرزا؟
و مثل سيدنا عمر بن الخطاب الذي شهد له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه محدَّث كما يقر الميرزا ؟
و مثل السيدة البتول مريم ، هل كلمها الله تعالى و أظهر عليها غيب من غيبه كما يقول الميرزا ؟
و أيضا هل أم سيدنا موسى عليه السلام تكلم الله تعالى معها و أظهر عليها بعض الغيب كما يعتقد الميرزا ؟
لو ثبت أن الميرزا وصف كل من سبق ذكره و أكثر بأن الله كلمهم و أظهر عليهم بعض غيبه ، فهل هم أنبياء ؟
و هل عندما وصفهم الميرزا بأنهم محدثون و قد أطلعهم الله على بعض الغيب ، فهل كانت معرفة الميرزا بمعنى المحدَّث من القواميس ؟ أم من الله تعالى بإلهام منه كما في كتاب البراهين الاحمدية ؟
و لكن بعد كل هذا نجد الميرزا في أهم و أصغر كتاب له ( إزالة خطأ صفحة 6) سنة 1901 ينكر أن المحدٌَث يطلعه الله تعالى على بعض الغيب ، و يقول أين ما يثبت في القواميس أن الله يطلع المحدث على الغيب ؟ و أن الغيب لا يعلمه الا الانبياء و الرسل .
و التالي هو تفسير الميرزا للآية التي ورد في أحد القراءات الشاذة لها – كما يقول الميرزا – أن المحدَّث و النبيّ و الرسول إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته , و كانت تفسيرات الميرزا لهذه الآية في سنوات متعددة منها 1890 ( كتاب ازالة الاوهام ) , و منها 1892 (كتاب مرآة كمالات الإسلام ) و منها 1902 (جريدة الحكم ) , ولا ننسى أن الميرزا في كتابه " إزالة خطأ " ينكر كليا أن يكون المحدَّث يعرف الغيب
, بل يقول باستفهام انكاري : هل ورد هذا الإعتقاد في أحد القواميس العربية أن المحدَّث يعرف الغيب؟
تفسير الميرزا غلام أحمد للآية 52 من سورة الحج :
الآية 53: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
يقول الميرزا :
"يكون الإلهام إما من الرحمن أو من الشيطان"
و يقول : "إذا تمنّى ... ، أي أن يريد شيئا بسبب حماس نفسه ... بمعنى أنه عندما يريد الرسول أو النبي شيئا نتيجة حماسه القلبي يتدخّل فيه الشيطان. ولكن الوحي المتلو الذي فيه الشوكة والهيبة والنور التام ينسخ هذا التدخّل ويجعل مشيئة الله تعالى صافية ونزيهة. وهذه إشارة إلى أن الأفكار التي تنشأ في قلب نبي والخواطر التي تخطر بباله إنما هي وحي كلها في الحقيقة كما يشهد على ذلك القرآن الكريم حيث يقول: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}ولكن وحي القرآن الكريم يمتاز امتيازا كليا عن أي وحي آخر ينزل من الله تعالى بالمعنى فقط.
وإن أقوال النبي كلها تدخل في عداد الوحي غير المتلو لأن بركة روح القدس ونوره يحالف النبي دائما ويكون كل قول من أقواله مليئا ببركته. وتوضع في كلامه تلك البركة بروح القدس. فكل كلام يتفوه به النبي نتيجة التركيز التام وفكره الكامل يكون وحيا دون شك. (مرآة كمالات الإسلام، ص 352 - 353)"
و يقولون في جريدة الحكم :
" سُئل - عليه السلام -: هل كلمات القرآن الكريم هي نفسها التي نزلت؟
فقال: هذه الكلمات هي نفسها، وقد نزل بهذه الصورة نفسها.
أما اختلاف القراءة فذلك أمر آخر. ففي
{ما أرسلنا من قبلك من رسول} هناك قراءة شاذة هي: "ولا محدَّث" وهي في حكم الحديث الصحيح. كما يكون وحي نبي أو رسول محفوظا كذلك يكون وحي المحدَّث أيضا محفوظا كما يتبين من هذه الآية. (الحكم، مجلد 6، رقم 40، عدد 10/ 11/1902 م، ص 69)"
فهل الميرزا رجل عاقل ؟
طيب لو هو رجل مريض نفسيا و كذاب و يخرف بحسب الظروف و الموقف الآني ، فما بال أتباعه ؟
لماذا يصرون على إتباع رجل متناقض مريض نفسيا و كذاب ؟
ألا يوجد عندهم حدود للكبر و إتباع الهوى ؟
ألا ساء ما يحكمون .
يقول الله تعالى :
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية : 23]
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص : 50]
د ابراهيم بدوي
25/10/2019





تعليقات

التنقل السريع