تخيلوا لو أن بيتا من بيوت المسلمين لا يطبق مبدأ المعذرة و التعاون فيما بينهم ، ماذا سيكون حالهم ؟
إذا كان الإسلام لا يمنع طعام أهل الكتاب و لا يمنع الزواج من الكتابية ؟
فهل يمنع الإسلام من الزواج من مسلمة ليست من نفس الفرقة أو المذهب ؟
أليس هناك خلاف في الدين بين المسلم و الكتابية ؟
فهل يمكن ألا يعذرها و هي زوجته و أم أولاده في أمور شريعتها و دينها و عبادتها لربها يسوع المسيح و يطالبها بالتخلي عن كل هذا ، و إلا فلا تعاون بينهما في بقية أمور البيت ، و يصبح البيت قطعة من جهنم ؟
هل عندما سمح الإسلام بالزواج من الكتابية أراد بذلك أن تكون البيوت قطعة من جهنم ؟
فإذا كان الإسلام سمح بالزواج من الكتابية على ما هي عليه مع ضرورة المعذرة لها في دينها و فيما تعبد ، فهل لا تكون المعذرة و التعاون في بيوت المسلمين ؟
و اذا كان مبدأ المعذرة و التعاون لا بد منه في بيوت المسلمين فلماذا لا نقبله و نطبقه مع بقية مذاهب المسلمين طالما لم يأتي المسلم صاحب الفرقة أو المذهب المخالف بناقض للإسلام واضح جلي .
في بيت المسلم المتزوج من كتابية يجب عليه أن يمارس دعوتها للإسلام شأنها شأن أي كتابي نحن مطالبون بدعوته للإسلام بالرفق.
و بنفس المنهجية بين الفرق و المذاهب الإسلامية نعذر و نتعاون بيننا ، و لا يتعارض هذا المبدأ مع وجوب إنكار المنكر و الأمر بالمعروف بيننا بالرفق.
نتحاور نتجادل نختلف و ننهى عن المنكر الذي نراه في بقية فرق المسلمين و لكن نتعاون فيما اتفقنا عليه من أمور هامة مثل وحدة الأمة الإسلامية ، فهل هذا الأمر لا يستحق المعذرة و التعاون ؟
يقول الله تعالى :
{وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون : 52 ]
و يقول :
{إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء : 92]
د ابراهيم بدوي
9/12/2019
مقال (348 )مجموعة منشورات (1-12)خاصة بمبدأ التعاون فيما اتفقنا عليه و المعذرة فيما اختلفنا فيه.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/12/348-10.html
____________________________
(1) اختصرت المبدأ الذي نصه :
" نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " بالإختصار " المعذرة و التعاون " لتفادي الإطالة .
تعليقات
إرسال تعليق