القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (391) هل الآية "أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا" تثبت عدم الرفع المادي لسيدنا عيسى عليه السلام كما يدعي الميرزا غلام القادياني ؟






مقال (391) هل الآية "أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا" تثبت عدم الرفع المادي لسيدنا عيسى عليه السلام كما يدعي الميرزا غلام القادياني ؟

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
فلقد تفوق الميرزا غلام أحمد مدعي النبوة الكذاب نبيّ الطائفة الاحمدية القاديانية على كل ادعياءالنبوة في تدليسه و كذبه في تفسير آيات القرآن الكريم , و منها الآية التالية :
" أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) سورة المرسلات
ليثبت استحالة صعود الأجسام المادية للأعلى و منها طبعا سيدنا عيسى عليه السلام , فقال أن تفسير الآية هو أن للأرض جاذبية فلا تسمح لأي من الإجسام المادية بمفارقة الأرض .
و طبعا بالعودة إلى قاموس " لسان العرب " و التفاسير المرجعية الكبيرة , و تفاسير بعض كبار المجددين الذين يقر بمجدديتهم الميرزا غلام أحمد مثل الملا علي القاري و جلال الدين السيوطي و غيرهما نجد أن الكل اتفق على أن تفسير الآية هو الضم و لم يقل أحدهم  بالجذب , و الفارق كبير بين الضم و الجذب .
فالجذب الذي يقصده الميرزا غلام أحمد هو أن يكون المجذوب لا يملك القدرة على منع الجذب , بينما الضم غير ذلك , فالضام لغيره ليس بالضرورة جاذب له, و المضموم يستطيع الإنفصال عن الضام له .
كما أن الأرض إذا كان بتفسير الميرزا غلام أحمد جاذبة للأحياء فلا يستطيعون مفارقتها , فهل يُقبل التفسير بأنها أيضا تجذب الأموات ؟
هل للأموات خيار في مقاومة الجذب ؟ أم أن المقصود من كفات الأرض للأموات هو الضم فقط ؟
إن التفسير الصحيح للآية هو أن الأرض ضامة لمن عليها سواء كانوا أحياء أو أموات و هذا ما قاله كل المفسرين سواء كانوا مجددين أو لم يكونوا كذلك .
و معلوم عند الميرزا غلام القادياني أن المجددين ملهمون و تكون معهم الروح القدس تعينهم و أن الله بعثهم ليجددوا و يصلحوا ما فسد من عقيدة المسلمين و تفسيراتهم الخاطئة للقرآن , فكيف تركهم الله تعالى بدون أن يصححوا تفسيرات موجودة بين مفسري المسلمين تؤدي إلى عقيدة شركية - كما يرى الميرزا غلام - مثل عقيدة صعود و حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء ؟
و معلوم بخلاف إختصاص الأنبياء بما ليس لبقية البشر من الخوارق و هذا مما يقر به الميرزا غلام , نجد استثناء سيدنا عيسى عليه السلام بالخلق و أيضا يقر الميرزا غلام بذلك ,  فالبشر من بعد آدم و حواء مخلوقون من ماء الرجل و المرأة , و لكن سيدنا عيسى عليه السلام مستثنى من هذه الطبيعة , حتى أننا نجد الله تعالى في ذكره لولادة سيدنا عيسى عليه السلام بيَّن أن هناك إختلاف عن سيدنا يحيى عليه السلام  فقال في حق سيدنا عيسى عليه السلام " كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ " , بينما في حق سيدنا يحيى بن زكريا قال الله تعالى " كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ "
فاختص لسيدنا عيسى عليه السلام كلمة "الخلق" بينما لسيدنا يحيى كلمة " الفعل " .
" قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) سورة آل عمران
" قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) سورة آل عمران
و لو سلمنا – تنزلا – بأن معنى كفات الأرض هو الجذب  و ليس الضم كما يدلس الميرزا غلام على الناس فلنا بعض الملاحظات :
    1.الجذب هو قوة في جهة , و محاولة الصعود للأعلى قوة مضادة , و قوة الجذب الأرضية  قوة معلومة محددة.
    2.بعض مكونات الأرض مثل بخار الماء و بعض الغازات الخفيفة لها قوة للصعود مضادة للجاذبية  فترتفع للأعلى تلقائيا و حينما تتساوى قوة الجذب الأرضية و قوة الإرتفاع للأعلى لهذه المواد فتتوقف عن الصعود .
    3. إذا استطاع الإنسان انشاء قوة للأرتفاع  أكبر من قوة الجاذبية الأرضية فسوف يصعد حتما للأعلى , و نرى ذلك أمام أعيننا في الطائرات و الصواريخ  و المركبات الفضائية فقد استطاعت بقوة الدفع و التوجيه الصعود للأعلى و مفارقة الأرض إلى مدارات لا يكون للجاذبية الأرضية أي وجود فاستقرت هناك .
    4.    معلوم ومن كلام الميرزا غلام أن الله تعالى جعل للأنبياء معجزات خارقة لِمَ هو معلوم من القوانين الطبيعية الأرضية , فعلى سبيل المثال حادثة نار سيدنا إبراهيم عليه السلام و اعتقاد الميرزا غلام الجازم أنها نار حقيقية و ليست نار مجازية مثل نار الفتنة , و أن الله تعالى أوقف خاصية الإحراق لهذه النار فجعلها باردة سالمة  فلم تؤذي سيدنا إبراهيم عليه السلام مطلقا , فإذا قبلنا نحن المسلمون بذلك و كان ذلك نفس اعتقاد الميرزا غلام, فلِمَ نرفض أن يكون الله تعالى أوقف خاصية الجاذبية الأرضية لسيدنا عيسى عليه السلام فرفعه إليه و كذلك سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في المعراج ؟
    5.    أما استدلال الميرزا غلام بمنع الله تعالى للصعود من الأرض للسماء من خلال الآيات التالية :
" ...
أو  تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سبحان رَبِّي هَلْ كُنْتُ إلا بَشَرًا رَسُولًا" (93) سورة الإسراء
فاستدلاله باطل للإعتبارات التالية و قبلها نأتي بالآيات السابقة للآية المشار اليها :
" وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض  يَنْبُوعًا (90)أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)  أو  تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا  أو  تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92)  أو  يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ  أو  تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سبحان رَبِّي هَلْ كُنْتُ إلا بَشَرًا رَسُولًا" (93) سورة الإسراء
إن الميرزا غلام أحمد الهندي القادياني لم يذكر كل طلبات كفار مكة و التي قال على إثرها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  " سبحان رَبِّي هَلْ كُنْتُ إلا بَشَرًا رَسُولًا "
و المطلوبات لم تكن الصعود و النزول فقط بل هي كما في الآيات :
أ- أن يفجر لهم من الأرض  ينبوعا.
ب- أن تكون له جنة من نخيل و يفجر خلالها الأنهار.
ج- إسقاط السماء كسفا كما زعم.
د- الإتيان بالله تعالى و الملائكة قبيلا.
هـ- أن يكون له بيت من زخرف.
و- أن يرقى في السماء .
ز- أن ينزّل عليهم بعد نزوله من السماء كتابا يقرأونه .
إذن لم يكن إقرار سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  بأنه بشر رسول مع طلب الكفار منه الصعود و النزول فقط , بل بعد كل هذه الطلبات و أهمها ليس الرقي في السماء كما يلمز الميرزا غلام أحمد القادياني و النزول منها , بل الأهم هو أن يأتي بالله تعالى و الملائكة , بل قالوا إنهم لن يؤمنوا برقيه إلى السماء لو صعد أمامهم و إنما بعد أن يأتي لهم بكتاب من السماء يقرأونه .
فهل كما يقول الميرزا غلام أحمد باستحالة الرقي في السماء بناء على هذه الأيات , هل أيضا مستحيل أن تكون له جنة من نخيل , و أن يفجر الأنهار خلالها ؟
ألم يفعل ذلك الناس من يسميهم الميرزا غلام بالدجال أي الغرب لأنهم قاموا بافعال إعجازية مثل شق الطرق و تفجير الانهار و صناعة الطائرات و التيليغراف و غيره من الأمور التي يراها الميرزا غلام أحمد كانت خارقة و قد فعلها الدجال أي القوم البريطان و غيرهم ؟
هل مستحيل ان يكون له بيت من زخرف ؟
و ألم يسقط الله تعالى السماء على أقوام من قبل ؟
اذن لماذا قال ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ؟
قال ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم باعتبار أنه مع كونه رسول إلا أنه إنسان بشر , و حتى الرسل لا يفعلون شيئا بأنفسهم و إنما الله تعالى هو الذي يفعل.
يقول تعالى :
"وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ" (78) سورة غافر
و بالعودة للتفسير الوسيط تأليف بشير الدين محمود بن الميرزا غلام أحمد و الملقب بالمصلح الموعود في مقدمته و هو منشور بالموقع الرسمي للأحمدية القاديانية نجد بشير الدين محمود يؤيد ما قلتُه حيث يقول:
"
و أيضا حينما وجه الله تعالى رسوله الكريم في القرآن المجيد أن يرد على مطالب الكفار فيقول إنه ليس إلا بشرا مثلهم , فلا يعني هذا أن الله تعالى تعالى لم يظهر الآيات تأييدا له .
إن كل ما يعنيه هذا :
أن الله تعالى هو الذي يظهر الأيات , و أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا يستطيع أن يظهرها حسب إرادته أو بقدرته الذاتية "  انتهى النقل  و مرفق صورة للصفحة.

و هذا هو أحد المصادر التي قال فيها الميرزا غلام أحمد بتدليسه في تفسير الآية و هو كتاب البراهين الأحمدية الجزء الخامس 1905 :

{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا}.
Translation: Have We not created the earth in a manner whereby it is drawing people’s bodies, whether dead or alive, towards itself, and does not let any of them climb to Heaven?
الترجمة :
{ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا }
" أي ألم نخلق الأرض بطريقة بحيث تجذب إليها أجساد الناس أمواتا أو أحياء ، ولا تترك أيّ جسد ليصعد إلى السماء" مرفق صورة من الكتاب .
و هذه نصوص من التفاسير و قاموس لسان العرب لبيان معنى كفات الارض لمن عليها

تفسير القرطبي

" الآية: 25 - 28 {ألم نجعل الأرض كفاتا، أحياء وأمواتا، وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا، ويل يومئذ للمكذبين}
قوله تعالى: "ألم نجعل الأرض كفاتا" أي ضامة تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها" انتهى النقل  

تفسير الجلالين

25"  - (ألم نجعل الأرض كفاتا) مصدر كفت بمعنى ضم أي ضامة
26 - (أحياء) على ظهرها (وأمواتا) في بطنها" انتهى النقل  

تفسير  ابن كثير

" ثم قال تعالى ( ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا ) قال بن عباس كفاتا كنا وقال مجاهد يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم وكذا قال مجاهد وقتادة" انتهى النقل  

قاموس لسان العرب :

" ... وكَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُه كَفْتاً وكَفَّتَه ضَمَّه وقَبَضَه
ويقال كَفَتَه اللهُ أَي قَبَضه اللهُ
والكِفاتُ الموضعُ الذي يُضَمُّ فيه الشيءُ ويُقْبَضُ
وفي التنزيل العزيز أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحْياءَ وأَمواتاً
قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة قال وعندي أَن الكِفاتَ هنا مصدر من كَفَتَ إِذا ضَمَّ وقَبَضَ وأَنَّ أَحْياءً وأَمواتاً مُنْتَّصَبٌ به أَي ذاتَ كِفاتٍ للأَحياء والأَموات وكِفاتُ الأَرضِ ظَهْرُها للأَحْياءِ وبَطْنُها للأَمْواتِ
ومنه قولهم للمنازل كِفاتُ الأَحياء وللمقابر كِفاتُ الأَمْواتِ التهذيب
يُريد تَكْفِتُهم أَحياءً على ظَهْرها في دُورهم ومَنازلهم وتَكْفِتُهم أَمواتاً في بَطْنها أَي تَحْفَظُهم وتُحْرِزهم
وفي الحديث يقول الله عز وجل للكرام الكاتبين إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا له مِثْل ما كان يَعْمَلُ في صِحَّتهِ حتى أُعافِيَه أَو أَكْفِتَه أَي أَضُمَّه إِلى القبر
ومنه الحديث الآخر حتى أُطْلِقَه من وَثاقي أَو أَكْفِتَه إِليّ
وفي حديث الشعبي أَنه كان بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلى بُيوتها فقال هذه كِفاتُ الأَحْياء ثم الْتَفَتَ إِلى المَقْبُرة فقال وهذه كِفاتُ الأَموات
يريد تأْويلَ قوله عز وجل أَلم نَجْعل الأَرضَ كِفاتاً أَحياءً وأَمواتاً
وبَقِيعُ الغَرْقَد يسمى كَفْتة لأَنه يُدْفَنُ فيه فيَقْبِضُ ويَضُمُّ " انتهى النقل  

و مرفق صور لتفسير الملا علي القاري و الجلالين المجددين  و معالم التنزيل للبغوي.
و التالي رابط  لمقالات تبين اقرار الميرزا غلام أحمد بالخوارق للانبياء و ضرورة وجود مثل هذه الخوارق للانبياء لاثبات أنهم من عند الله تعالى .

مقال (389) نار سيدنا إبراهيم عليه السلام تحرق الأحمدية القاديانية.


و التالي روابط لمقالات تبين اقرار الميرزا غلام أحمد بالمجددين و ما وهبهم الله تعالى من كمالات روحانية .

مقال (379) فيديو : المجددون عند الميرزا غلام احمد القادياني الجزء الاول .


مقال (381) فيديو: المجددون عند الميرزا غلام احمد القادياني الجزء الثاني.

د.إبراهيم بدوي
‏2020‏-07‏-11

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ المحترم و الأخت المحترمة :
إذا رأيت أن هذا المقال أو الفيديو فيه فائدة تستحق النشر فلا تبخل على غيرك أن تصله هذه الفائدة بالمشاركة أو بالنسخ و اللصق و النشر .
و إذا رأيت أن به ما يستحق النقد فلا تبخل علي بالتعليق هنا أو في حساب الفيس أو البريد الإلكتروني .

صفحة د.ابراهيم بدوي بالفيس بوك الرئيسية:
https://www.facebook.com/ibrahim.badawy.98
البريد الإلكتروني:
hima13051958@gmail.com

الرابط العام لمدونة د.ابراهيم بدوي:
http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com
رقم الهاتف و الواتساب :
00201128025335
بارك الله فيكم
د.ابراهيم بدوي
13/7/2020









تعليقات

التنقل السريع