من السماء ؟
رابط تحميل الكتاب من موقع ميديافاير:
https://www.mediafire.com/file/g991i0uiqvgarx7/مائدة+عيسى.pdf/file
هذا البحث هو أحد الفصول من كتابي
"حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية" الجزء الثالث، المتعلق ببحث الأدلة
النقلية والعقلية التي يدعيها الميرزا غلام القادياني لإثبات صدقه في إدعاء
النبوة.
يتبنى الميرزا غلام العقيدة التي
تنص على أنه لا شيء ينزل من السماء بذاته بشكل مادي، وذلك ليمنع أن يكون نزول
سيدنا عيسى عليه السلام نزولًا حقيقيًا ماديًا كما جاء في حديث نزوله عليه السلام الذي
رواه أبو هريرة، فادعى الميرزا أنه حتى نزول الملائكة ليس نزولًا ذاتيًا لهم ولكنه
نزول بروزي؛ أي أنّ الملائكة لم تفارق أماكنها ومقاماتها في السماء([1])، ولكن إيمان
الميرزا غلام بنزول مائدة سيدنا عيسى عليه السلام سوف يوقع الميرزا غلام
والأحمديين في إشكالات كبيرة حيث أقر الميرزا غلام بنزولها المادي بالفعل، بينما
خالفه ابنه بشير الدين محمود وقبله الخليفة الأحمدي الأول الحكيم نور الدين حيث
ادعيا أنّ المائدة لم تكن إلا وعد من الله تعالى لسيدنا عيسى عليه السلام بالرخاء
وسعة الرزق والرقي المادي للنصارى، أي المائدة هي فقط مائدة مجازية وليست حقيقية([2]).
يقول الله تعالى: {وَإِذْ
أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا
آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ
يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا الله إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا
مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ
السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ
وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ الله إِنِّي
مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ([3]) فَمَنْ
يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُه عَذَابًا لَا أُعَذِّبُه أَحَدًا
مِنَ الْعَالَمِينَ} (115) سورة المائدة.
معلوم من الحديث الشريف الصحيح أنه "ليس الخبر
كالمعاينة"([4])، وواضح أنّ
الحواريين بالرغم من إيمانهم بالله تعالى القلبي إلا أنهم كانوا يريدون مشاهدة قدرة
الله تعالى في إنزال مائدة من السماء بعيونهم المادية، وليس هذا فقط بل ويأكلون من
الطعام الذي عليها، فقد سبقهم سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما سأل الله سبحانه وتعالى
أن يريه كيف يحيي الموتى، بالرغم من إيمانه وعلمه بقدرة الله تعالى على ذلك ([5])، وإنما أراد الاطمئنان
بالمشاهدة العينية، ولقد أوضح الله تعالى في القرآن الفرق بين مجرد العلم اليقيني
وبين مجرد المشاهدة وبين التعامل أو ممارسة هذا الأمر المعلوم عقلًا، حيث قال
تعالى:{ كَلَّا لَوْ
تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ
لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ
النَّعِيمِ} (8) سورة التكاثر.
ويقول الله سبحانه وتعالى :{
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ
حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ
(95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (96) سور الواقعة.
فلقد سمّى الله سبحانه وتعالى مجرد العلم القلبي اليقيني"علم اليقين"،
بينما سمّى العلم الناشئ عن الرؤية العينية" عين اليقين"، وسمّى سبحانه وتعالى المعايشة أو الممارسة بالحواس للمعلوم
يقينًا والمشهود عيانًا مثل دخول الجحيم سماه" حق اليقين".
إذَنْ الحواريون أرادوا الوصول لحق اليقين بعد تمام العلم اليقيني والمعاينة بملامسة
المائدة والجلوس عليها ثم بالأكل من طعامها ثم يشهدوا للناس بما رأوه ومارسوه يقينًا.
والآيات تصرح أنّ النزول من السماء لمائدة مادية - ليست أوهامًا أو خيالات - والطعام ماديّ، ويؤكل،
وهو آية خارقة تثبتُ قدرة الله تعالى في الإنزال من السماء، ومَنْ يستطع ذلك
يستطيع رفع من يشاء وما يشاء وقتما يشاء، ويُعلم أيضًا من تَحَقُق دعاء سيدنا عيسى
عليه السلام صدقه وأنه من عند الله، وهذا كله يدعو للاطمئنان، وسوف يشهدون لغيرهم
بتحقق هذه الآية الإعجازية.
فكيف نصدق الميرزا غلام والأحمديين أنه لا شيء يصعد أو ينزل
من السماء؟
فمن يُنزل الطعام والمائدة من السماء بألفاظ صريحة - ولا
يوجد أي قرينة تدل على القصد المجازي كما يدعي الخليفة الأحمدي الأول والثاني كما
سنرى- فهل لا يستطيع إصعاد ورفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء وإنزاله وقتما
يشاء؟
وقبل عرض بعض النصوص من كلام الميرزا غلام التي تثبتُ
اعتقاده بوجود مائدة مادية حقيقية ونزولها من السماء، وأيضًا قبل عرض نصوص من كلام
بشير الدين محمود ابن الميرزا غلام، وهو الملقب عند الأحمديين بالمصلح الموعود وقد
خالف تفسيره تفسير والده الميرزا غلام الحكم العدل بتفسيره للمائدة بغير المعنى
الحقيقي المادي لها، أعْرِضُ بعض أصول الاستدلال والتعامل مع النصوص القرآنية
والحديثية وهي التي أقرها الميرزا غلام في كتبه:
1- الكتب المُسَلم والمعترف والموثوق بها عند الميرزا والأحمديين
هي
القرآن الكريم، ثم صحيح البخاري ثم صحيح مسلم بشرط عدم تعارضهما مع القرآن، ثم كتب الحديث: الدارقطني وموطأ مالك وابن ماجة وأبو داوود
والترمذي والنسائي بشرط عدم التعارض مع القرآن أو صحيح البخاري وصحيح مسلم، وأنه لا يصح تفسير الآيات القرآنية إلا بآيات قرآنية متواترة،
وإذا لم نجد فالتفسير يكون بحديث متصل صحيح مرفوع وإلا اعتبر تفسيرًا بالرأي وهو
مرفوض عند الميرزا.(كتاب (الديانة الآرية) 1895 صفحة 99 و106و107).
وسنجد أنّ الميرزا غلام في مسألة تعليق سيدنا عيسى عليه
السلام على الصليب ثم نجاته من الموت عليه وهربه إلى الهند وكشمير وموته ودفنه
هناك كما يدعي يستند الميرزا إلى كتب تاريخ لا سند لها ولا أصل ولا موثوقية لها.
2- لا يصح تفسير القرآن والأحاديث إلا بظاهر اللفظ ولا يحال
إلى غير الظاهر إلا بقرينة قطعية.(كتاب (التحفة
الغولروية) سنة 1900م، والمنشور سنة 1902م الصفحة 88).
وقد فسر بشير الدين محمود والخليفة نور الدين المائدة
بالمجاز كما سنرى من غير دليل أو قرينة لازمة قوية.
3- الدليل القطعي لا يكون إلا في القرآن والحديث المتواتر
بشرط قطعية الدلالة، وغير ذلك من الأدلة فهو ظنيّ، والظن لا يغني من الحق شيئا. (كتاب
(إتمام الحجة) صفحة 60 و61)
بينما الميرزا غلام اعتبر ما ورد في كتاب تاريخ (روضة
الصفا) مصدرًا يؤكد من خلاله على عقيدة هجرة سيدنا عيسى عليه السلام بعد انزاله من
على الصليب وموته ودفنه في كشمير.
4- عدم الاعتداد بالقصص والحكايات التي يرويها الناس سواء
جاءت في كتب دينية أو مرويات شعبية إذا كانت تفتقد إلى إتصال السند لأصحابها. وسأنقل
هنا بعض أقوال الميرزا غلام في هذا الصدد لأهميته:
في كتاب (البراهين الأحمدية ) 1884 صفحة 66 يقول الميرزا
غلام:"وهنا يجب الانتباه أيضًا إلى أن قصدي من الدليل هو الدليل العقلي الذي
يقدمه العقلاء عادة لإثبات مبتغاهم ولا أقصد منه حكاية أو قصة" انتهى النقل
في كتاب (البراهين الأحمدية ) 1884 صفحة 67 يقول الميرزا
غلام:" فالكتاب الذي لا يقدر على إثبات صدقه وصدق مبادئه لا يمكن
أن يفتح على الإنسان باب سعادة حقيقية ولا أن يهبه الترقي في العلم والفطنة، بل
إنه يحول دون تقدمه ويريد أن يلقيه كجثة هامدة في هوة التقليد المحض التي لا يرى
الإنسان فيها ولا يسمع ولا يفهم. والذي يتّبع كتبًا كهذه فهو كائن لا علاقة له مع
العقل والاجتهاد والنظر والفكر، بل يعتمد على القصص والحكايات المحضة ولا يصل إلى
حقائق الأمور وكنهها، ويعطِّل قوة التدبر والتفكير تماما، ويُتلف قصدا منه جميع
القوى المخزونة المودَعة في نفسه وينحطّ رويدا رويدا إلى ما دون مستوى البهائم غير
العاقلة" انتهى النقل
وفي كتاب (سر الخلافة) 1894م صفحة 40 يؤكد الميرزا غلام
فساد الأخذ بكلام الناس ومروياتهم
حيث يقول:"هذا هو الأصل الصحيح, والحق الصريح, ولكن
العامة لا يحققون في أمر كأولي الابصار, بل يقبلون القصص بغض الأبصار, ثم يزيد أحد
منهم شيئا على الأصل المنقول, ويتلقاه الآخر بالقبول, ويزيد عليه شيئا اخر من عند
نفسه, ثم يسمعه ثالث بشدة حرصه فيؤمن به ويلحق به من حواشي أخرى, وهلم جرا, حتى
تستتر الحقيقة الأولى, وتظهر حقيقة جديدة تخالف الحق الاجلى, وكذلك هلك الناس من
خيانات الراوين، وكم من حقيقة تسترت وواقعات اختفت وقصص بدلت واخبار غيرت وحرفت
وكم من مفتريات نسجت وأمور زيدت ونقصت, ولا تعلم نفس ما كانت واقعة اولا ثم ما
صُرت وجُعلت "إنتهى النقل.
في كتاب (السراج المنير) 1897 صفحة 88 يقول
الميرزا غلام :"بل الحق أنه لو لم يكن النبيّ المبارك صلى الله عليه وسلم
قد بعث لَمَا ثبتت نبوة أي نبيّ، واضح أنّ مجرد تقديم القصص والأساطير لا يسمى
برهانًا،
فهذه القصص شائعة في كل شعب بكثرة، وملعون ذلك القلب الذي
يبني إيمانه على القصص فحسب، ولا سيما أولئك الذين اتخذوا ابن الإنسان العاجز
إلهًا، فأولئك
ينطبق عليهم المثل الأردي وتعريبه: واهًا للخالة التي تضحي بحياتها من اٍجل ابن
اختها دون أن تراه." انتهى النقل
في كتاب (الإعلانات) المجلد الأول الإعلان 143 يقول الميرزا
غلام: "وإننا نشتكي من جيراننا المعارضين والمؤذين أمرا آخر أيضا، وإن لم
نلفت انتباه حكومتنا المحسنة العطوفة، فمن نلفت انتباهه إلى هذا الأمر؟ وهو أن
معارضينا الدينيين يجرحون قلوبنا بالاستناد إلى الروايات التي لا أصل لها والقصص
الباطلة التي لم ترِدْ في كُتبنا المسَلَّم والموثوق بها أبدا وإنما هي مفتريات
المنافقين، ويسيئون إلى سيدنا ومولانا النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسبّونه
استنادا إلى أمور لا يوجد لها أي أثر في كتبنا الموثوق بها. " انتهى النقل.
·
كتاب (التفسير الكبير) الجزء الثامن الصفحة 406 سورة
المطففين ([6])، يفسر بشير
الدين محمود الآية {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم
يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}، يقول:"...قال الله تعالى في القرآن بحق
النصارى {فمن يكفر بعدُ منكم فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين} سورة
المائدة الآية 116، ذلك أنّ المسيح عليه السلام كان قد طلب من الله تعالى
إنزال مائدة لقومه، فأجابه الله أني سأعطيهم نعمة المائدة،
ولكن كفرانهم بها سيؤدي إلى نتائج وخيمة جدًا. لقد دعوتَ لقومك بالتقدم
المادي فسوف أكتبه لهم على نطاق واسع، ولكنهم لو كفروا وتبرءوا من الدين
وابتعدوا عن الله تعالى وأعرضوا عن أحكامه فإني سأعذب الأمة المسيحية بعذاب لم
أعذب به أي أمة قبل ذلك. فلما كان هناك في سورة المائدة وعد من الله تعالى
بأنه سيمنح الشعوب المسيحية رقيًا ماديًا كبيرًا كما كان هناك خبر أنهم
إذا مالوا إلى الكفر فسوف يعذبهم عذابًا لم يسبق له نظير، فتكرر "كلا"
هنا سيعتبر إشارة إلى هذا العذاب الشديد نفسه، وكأنّ الله تعالى يحذر أمة المسيح
عليه السلام ويقول أيها المسيحيون انتبهوا فقد أصبحتم مطففين حيث تغصبون حقوق العباد
وترفلون في الرخاء المادي" انتهى النقل
·
كتاب (التفسير الكبير) الجزء الثامن سورة المطففين صفحة 414
([7])، يتكلم بشير
الدين محمود على تفسير الآية {على الأرائك ينظرون} يقول :" كلمة ينظرون صفة
للأبرار أو حال فإذا اعتبرناها حالًا فالمعنى أن المرء ينال بعض النعم في الدنيا
ولا يدرك حقيقتها ولكن الله تعالى سيؤتي المؤمنين هذه النعمة وهم ينظرون أي يدركون
عظمتها وقيمتها ومثال واضح أنك إذا أعطيت طفلًا قطعة الماس فلن يعتبرها شيئا ذا
قيمة، كذلك حين ينعم الله على بعض الأمم بنعم فلا يدركون حقيقتها فمثلًا قد أعطيت
الشعوب الأوروبية مائدة، تلك المائدة التي دعا لها المسيح من أجلهم ولكنهم
يظنون أن كل ما احرزوه إنما احرزوه بقوتهم وكأنما قد عميت بصيرتهم"انتهى
النقل.
واضح أن بشير الدين محمود خالف أصول
التفسير والتعامل مع النصوص القرآنية حيث قام بتأويل المائدة بالرقي والتقدم المادي
الكبير، ولم يقدم بشير الدين محمود القرينة اللازمة التي اضطرته لترك الدلالة
الظاهرة للآيات واللجوء إلى المجاز.
·
والآن مع كلام نور الدين الخليفة الأحمدي الأول:
فسر الحكيم نور الدين المائدة بالرزق لكل أتباع المسيح
مؤمنهم وكافرهم، وأنّ هذا الرزق الوفير ظاهر في أحوال النصارى في زمن الخليفة حيث
أنهم يبدلون ملابسهم في اليوم الواحد أكثر من مرة، بينما الآيات واضحة ظاهرة أنها
تتكلم على مائدة آية من الله تعالى وأنّ بها طعام يؤكل، وأمّا أولهم وآخرهم فتعني
أول وآخر الموجودين الذين سيشاهدون الآية كما سنرى من كلام الميرزا غلام في كتاب
(شهادة القرآن) الصفحة 350، حيث يقرر أن الذين طلبوا نزول المائدة لم يكونوا كل
حواري سيدنا عيسى عليه السلام بل بعضهم فقط، واستدلال نور الدين باطل لأن النصارى
ليسوا كلهم أغنياء بل الفقراء منهم كثيرون جدًا، وكما سنرى لا بد من اعتبار
التفسير بالظاهر إلا إذا جاءت قرينة قوية صارفة لظاهر النص وهي غير موجودة
على الإطلاق.
في كتاب (حقائق الفرقان)
:"115 - 116: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ
عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا
وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ
اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي
أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ}
{لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا}، يتبين
من ذلك بجلاء أن هذا الدعاء لم ينفع الحواريين، ولم تكن المائدة شيئا ليستفيد منه
الحواريون وحدهم، بل المراد هو الرزق العام كما فصّله الله لاحقا قائلا:
{وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ}.
{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}،
يقول بعض العلماء في هذا المقام أنهم خافوا حين سمعوا: {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ
عَذَابًا}، ولكنني أرى أنه قد دُعي بهذا الدعاء وأُجيب حتما. ألا ترون كم عند
أتباع عيسى - عليه السلام - من الرزق والثروة لدرجة يغيرون اللباس عدة مرات في يوم
واحد وكل يوم يكون عيدا لهم بسبب أصناف الأطعمة، هذا تأثير عبارة: {عِيدًا لِأَوَّلِنَا
وَآخِرِنَا} (ضميمة جريدة بدر، قاديان، العدد: 19/ 8/1909 م)" انتهى النقل
والآن مع مجموعة أخرى من كلام الميرزا غلام:
1- كتاب (الملفوظات) المجلد الأول
الصفحة 524 ([8]) يقول الميرزا
فتذكروا أنّ المرء إنما يطالب بآية لظنه أنّ المدعي ربما يكون قد كذب وافترى، ولكنه
لو علم جيدًا أنّ المدعي صادق وأمين فلا يبقى بحاجة لرؤية آية منه. واعلموا أيضًا
أنّ الذين يريدون بإلحاح رؤية آية لا يكونون راسخي الإيمان بل يعيشون في خطر دائمًا
ولا ينالون ثمرات الايمان بالغيب لأن الإيمان بالغيب يتضمن حسنةً وهي حسنُ الظن،
والمستعجل المصر على رؤية آية يظل محرومًا منه. لقد ألح حواريو المسيح على نزول
مائدة من السماء فزجرهم الله وقال سوف ننزل المائدة ولكن من كفر بعد
ذلك سوف نعذبه عذابًا شديدًا لقد ذكر القران الكريم هذه القصة ليبين لنا ما هو أفضل
الإيمان" انتهى النقل
هذا وعد من
الله تعالى بإنزال المائدة والله تعالى لا يخلف الميعاد.
2-
كتاب (الملفوظات) المجلد الثالث الصفحة 116 ([9])
بعنوان أفضلية النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه على المسيح وحوارييه:
"بعد أداء صلاة المغرب جلس حضرته عليه السلام كالمعتاد بين حلقة الأصحاب
وقال عند التأمل في آية قرانية تظهر بجلاء عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونجاحه
العظيم ويثبت مقابله الضعف الشديد للمسيح عليه السلام فقد ورد في
سورة المائدة أنّ الحواريين حين طلبوا نزول المائدة قالوا {نريد أن
نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين} سورة المائدة
الآية 11، يتبين من هذه الآية بكل جلاء أن معجزات المسيح التي ذكرت من قبل والتي
شاهدها الحواريون يدل طلبهم هذا بعدها كلها على أن قلوبهم لم تطمئن من قبلُ وإلا
لم تكن لهم حاجة للقول {وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا} هذا يعني أنهم كانوا
قبل ذلك في شك نوع نوعًا ما في صدق المسيح ولم يعتبروا تلك الشعوذات معجزة
أمّا إذا رأينا مقابلهم أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم فنجدهم مطمئنين وأقوياء
الإيمان حتى قال القرآن عنهم {رضي الله عنهم ورضوا عنه} سورة البينة الآية 9، وقال
أيضًا بأنّ الله أنزل السكينة عليهم.هذه الآية تكشف حقيقة معجزات المسيح عليه السلام
وتقيم عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.لم يُذكر عن الصحابة في أي مكان أنهم
قالوا بأننا نريد أن تطمئن قلوبنا بل إن حالهم أن السكينة نزلت عليهم، وحال اليهود
يعرفونه كما يعرفون أبنائهم سورة البقرة الآية 147 تبين حالتهم.أي قد تبين عليهم
صدق النبيّ صلى الله عليه وسلم لدرجة أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وكانت
حالة النصارى أن عيونهم كانت تفيض دموعًا لرؤيته صلى الله عليه وسلم. فمتى حصلت هذه
المراتب للمسيح عليه السلام.
قيل: يا سيدي لقد طلب إبراهيم عليه السلام أيضًا الاطمئنان عن كيفية إحياء
الموتى ألم يكن مطمئنًا من قبل؟ فقال عليه السلام: الأنبياء تلاميذ الرحمن
ويحرزون التقدم تدريجًا:
الحق أنّ الأنبياء عليهم السلام يتعلمون في مدرسة الله تعالى ويُدعون تلاميذ
الرحمن ويكون تقدمهم أيضًا تدريجيًا، لذلك جاء في القرآن الكريم عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} سورة الفرقان الآية 33، أعلم
جيدًا ماذا تكون حالة الأنبياء عليه السلام.يكون هناك فاصل زمني يعد بآلاف الفراسخ
بين اليوم الذي يكلف نبيّ بمهمة النبوة واليوم الأخير من نبوته، فلا غرابة إن قال
إبراهيم عليه السلام ذلك. لقد حكم القرآن الكريم بنفسه بشأن إبراهيم فقال {إبراهيم
الذي وفّى} سورة النجم الآية 38، {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} سورة البقرة
الآية 125، فكيف يصح هذا الاعتراض؟
فهل لطفل مثل "مبارك أحمد"
سلمه ربه مثلًا إذا أدخل المدرسة اليوم أن يبارز طلابًا في صف البكالوريا أو
الماجستير؟ كذلك الحال بالنسبة إلى الأنبياء إنهم أيضًا يحرزون التقدم تدريجًا لقد
أنزل الله تعالى علي في البراهين الأحمدية جميع الآيات التي تتعلق بالمسيح الناصري
ومع ذلك سماني المسيح وآدم وداوود وسليمان بل سماني بأسماء جميع الأنبياء. ولكني لم اعرف أني أنا المسيح الموعود ما لم
يكشف الله هذا السر في وقته المناسب أمّا الطمأنينة التي طلبها الحواريون فقد
طلبوها بعد مشاهدة الآيات كلها، لذا يقع عليهم الاعتراض أنهم كانوا مرتابين"
انتهى النقل
3- كتاب (الملفوظات) المجلد الرابع الصفحة
19 ([10]) تحت عنوان "ظهور
الآيات لزيادة أفراد الجماعة إيمانا"
قال عليه السلام: لا يريد الله أن يكون أفراد جماعتنا ضعفاء
الإيمان. من واجب المضيف أن يقدم الطعام للضيف وإن لم يرده الضيف، كذلك لو لم يشعر
أحد بضرورة المعجزات مع ذلك يظهرها الله تعالى بفضله ليزيد أفراد الجماعة إيمانًا.
صحيح تمامًا أيضًا أن الذين يجعلون إيمانهم مشروطًا بالمعجزات مخطئين جدًا.لقد
طلب تلاميذ المسيح آية المائدة فرد عليهم: {فمن يكفر بعدُ منكم فإني أعذبه عذابًا
لا أعذبه أحدًا من العالمين} انتهى النقل
4- كتاب (الملفوظات) المجلد الرابع
الصفحة 151 ([11]) ، يقول
الميرزا غلام:" أما عيسى فحدث ولا حرج، فلم يبع أحد موسى عليه السلام، بينما
حواريو عيسى باعوه مقابل 30 درهما. كما يثبت من القرآن الكريم أن
الحواريين كانوا يشكون في صدق عيسى عليه السلام لذا طلبوا المائدة وقالوا {ونعلم أن
قد صدقتنا} سورة المائدة الآية 114 فمن هنا يُستشف أنهم لم يرتقوا إلى حالة "نعلم"
قبل نزول المائدة. ثم عاشوا في اضطراب لا
نظير له أما الصحابة فكانوا زمرة عظيمة تجدر بالإجلال والاتباع، كانت
قلوبهم تفيض يقينًا، فعندما ينشأ اليقين لدى المرء يحب أولًا أن يدفع المال ثم
يتقدم صاحب اليقين ويستعد للتضحية بنفسه أيضًا في سبيل الله سبحانه وتعالى."
انتهى النقل
5- كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892م
الصفحة 226 ([12]) ، يقول
الميرزا:" لقد طلب الحواريون من المسيح آية أن تنزل عليهم مائدة لكي تزول بعض
شبهاتهم عنه، فيقول الله تعالى في القرآن الكريم على لسان المسيح ما معناه: قل
لهم بأني سَأُري هذه الآية ولكنه إذا لم يؤمن بي أحدكم بعد ذلك كما هو حق
الإيمان فسأعذبه عذابًا لم أعذبه أحدًا من قبل، فتاب الحواريون عن طلب الآية بسماع
هذا الكلام" انتهى النقل
6- كتاب (شهادة القرآن) الصفحة 350 ([13]) يقول الميرزا:"وليكن
واضحًا أنّ الحديث الذي قال النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه:"من لم يعرف إمام
زمانه فقد مات ميتة الجاهلية" يطابق
هذه الآية تمامًا أي من لم يعرف إمام الزمان كلما جاؤوا في مختلف الأزمان كان موته
شبيهًا بموت الكفار. أما تقديم المعترض آية {قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر
بعدُ منكم فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين} والاستنتاج منها أن منكم
وردت فيها بحق الحاضرين فقط بوجه خاص فهو قول لا معنى له لأني قد كتبتُ من قبل اّن
من الأسلوب الشائع في القران الكريم والذي يزخر به القرآن هو أن الخطاب يكون
عامًا وتكون اًوامره موجهة الى الأمة بأكملها وليس للصحابة فقط إلا إذا كانت في
مكان ما قرينة واضحة وصريحة تحدد الخطاب فهو استثناء من هذه القاعدة. إذًا،
فقد طلبت فئة معينة من الحاوريين بحسب الآية المذكوره نزول المائدة، وجاء الجواب
مخاطبًا تلك الطائفة بالذات فهذه قرينة كافية على أن طائفة معينة سألت وقد رد
عليها بالتحديد. أما القول بأن الأمثله على هذه الظاهرة كثيرة في القرآن فهو كذب
صريح ومخادعة" انتهى النقل
7-
في تفسير الميرزا لبعض الآيات من سورة المائدة الآية 114، {قالوا نريد أن نأكل
منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين} يقول
الميرزا:"عند التأمل في آية كهذه من آيات القرآن تظهر بجلاء عظمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونجاحه العظيم ويثبت مقابله ضعف المسيح عليه السلام
الشديد. فقد ورد في سورة المائدة أن الحواريين قد طلبوا نزول المائدة {قالوا
نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين}،
يتبين من هذه الآية بكل جلاء أن معجزات المسيح التي ذكرت من قبلُ وشاهدها
الحواريون فإن طلبهم هذا بعد كل ذلك يدل على أن قلوبهم ما كانت مطمئنة وإلا ما
كانت حاجتهم للقول {وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا}؟ هذا يعني أنهم كانوا
قبل ذلك في شك نوعًا ما في صدق المسيح وما كانوا يعتبرون كل ذلك معجزة أما
أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم مقابلهم فكانوا مطمئنين وأقوياء الإيمان حتى قال
القرآن عنهم {رضي الله عنهم ورضوا عنه}.وقال أيضًا بأن السكينة نزلت عليهم."
انتهى النقل
8-
وقد أضاف د.هاني طاهر المحترم النصوص التالية لبيان
المفارقة بين كلام الميرزا غلام القادياني وغيره من الخلفاء الأحمديين:
"التناقض 42: تفسير "مائدة من السماء "، جاء
في التفسير الوسيط المنسوب لمحمود: "إنّ الحواريين لم يسألوا عيسى وجبة واحدة
من الطعام، وإنما طلبوا مددًا دائما من المؤونة يأتيهم من دون مشقة أو مصاعب.
و(مِّنَ السَّمَآءِ) تنطوي على اتصاف الشيء المنَزّل باليسر والدوام والضمان....
ويكشف تاريخ الكنيسة المسيحية في فجر نشأتها أن الله تعالى قد كفل لهم بالفعل
زادًا غير عادي لإعالة الذين تفرّغوا مخلصين لنشر رسالة المسيح عليه السلام. بل
اليوم، وقد انحرف المسيحيون بعيدًا عن الحق، لا يزالون يستمتعون بمائدة حافلة
بطعام شهي". (التفسير الوسيط، سورة المائدة) وتسخر الجماعة الأحمدية من فكرة
نزول طبق من الفواكة والأطعمة على الحواريين.
أما الميرزا فقد أيّد ما جاء في
كتاب تاريخ روضة الصفا، بنقله إياه في سياق الموافقة عليه، وها هو النصّ: " كتاب (المسيح الناصري في الهند) الباب الرابع الصفحة 72،
يتكلم الميرزا عن كتاب اسمه (روضة الصفا)، يقول المرزا:" لقد ورد في الصفحات
130 إلى 135 من أحد الكتب التاريخية الشهيرة باللغة الفارسية المسمى ب"روضة
الصفا" ما نسجل ترجمته الملخصة فيما يلي "إنما سمي عيسى عليه السلام
بالمسيح لأنه كان يكثر السياحة كان يغطي رأسه بطاقية من الصوف، ويلبس قميصًا من
الصوف أيضًا، وكان يحمل بيده عصا وكان يتنقل دائما من بلد الى بلد ومن مدينة إلى
مدينة ويبيت حيثما حل به الليل، وكان يأكل خضر الغاب ويشرب مياهها. وكان يسيح
مشيًا على الأقدام وحدث ذات مرة في زمن سياحته أن اشترى له أصحابه فرسًا فركبه
يومًا ولكنه لم يستطع أن يهيئ للفرس ما يلزمه من العلف فرده إلى صاحبه، ولقد وصل
المسيح بعد أن هاجر من وطنه إلى منطقة "نصيبين" التي تبعد عن وطنه بمئات
الفراسخ وكان يصحبه بعض الحواريون أيضًا فأرسلهم إلى مدينة من المدن للتبشير وبما
أن الشائعات والأخبار الكاذبة عن عيسى ووالدته كانت قد وصلت إلى هذه المدينة فألقى
حاكمها القبض على الحواريين وأرسل في طلب عيسى عليه السلام فجاء وشفى بعض المرضى
بقوة الإعجاز وأتى بمعجزات أخرى فآمن به ملك "نصيبين" مع جميع عساكره
ورعيته. وإن حادثة نزول المائدة الواردة في القرآن قد وقعت أيضًا في أيام
سياحته"
هذا ملخص ما ورد في تاريخ "روضة الصفا" وقد عزا
المؤلف إلى عيسى عليه السلام عدة أمور أخرى سخيفة وخرافية وغير معقولة على أنها
معجزات له ولكن قد أعرضنا عن ذكرها متأسفين على تفاهتها ومنزهين كتابنا عن كذبها
وسخفها ومبالغاتها وآخذين مقصدها الحقيقي الذي يتلخص في أن المسيح عليه السلام قد
وصل أثناء سياحته إلى نصيبين" انتهى النقل
ولمزيد من التفصيل والبيان فيما أورده د.هاني طاهر أورد مختصرًا لما جاء في كتاب (روضة الصفا) الترجمة
الإنجليزية للنسخة الفارسية، وكان نشر هذه الترجمة الإنجليزية سنة 1892م، أي في
حياة الميرزا غلام قبل كتابة الميرزا لكتابه (المسيح الناصري في الهند) في سنة
1899م، والمنشور سنة 1908م بعد موت الميرزا كما كتب الناشر في مقدمة الكتاب ([14])
، وللعلم فإنه لا يوجد حتى هذه اللحظة ترجمة عربية للنسخة الفارسية إلا الجزء
الرابع من سبعة أجزاء، وقصة سيدنا عيسى عليه السلام مذكورة في الجزء الأول فقط كما
سيظهر بداية من الصفحة 156.
وسنرى أنّ مؤلف كتاب (روضة الصفا) يذكر
الحوادث والقصص بالترتيب الزمني، أي ما يذكره في صفحة 156 مثلًا هو سابق للحوادث
التي يذكرها في الصفحات التالية.
وبعون الله تعالى قد نسخت النص الإنجليزي
مع محاولة قدر الاستطاعة للترجمة إلى اللغة العربية بداية من صفحة 156 التي بدأ
فيها صاحب (روضة الصفا) تسجيل أمور سيدنا عيسى عليه السلام، والتي بدأ الميرزا
غلام في نقلها بداية من نفس الصفحة، لنرى علاقة النص الذي نقله الميرزا غلام في
كتابه (المسيح الناصري في الهند) بالنصوص الأصلية من كتاب (روضة الصفا)، وسنرى
تدليس وكذب الميرزا غلام حيث أراد إيهام وتغفيل القارئ بأنّ رحلة سيدنا عيسى عليه
السلام التي وردت في كتاب (روضة الصفا) إلى منطقة (نصيبين) كانت بعد إنزاله
من على الصليب، وهروبه مهاجرًا إلى أفغانستان وكشمير مرورًا بمنطقة (نصيبين)
ليموت عليه السلام في كشمير ويدفن هناك كما يدعي الميرزا غلام، بينما سنجد أنّ
مؤلف كتاب (روضة الصفا) بداية صفحة 163 وما بعدها ذَكَرَ قصة رحلة سيدنا عيسى عليه
السلام إلى منطقة (نصيبين)، على أنها واحدة من الكثير من رحلاته في البلاد
والمناطق المجاورة قبل واقعة الصلب، ثم تتوالى رحلات وقصص سيدنا عيسى عليه السلام،
ثم يأتي ذكر طلب الحواريين للمائدة في صفحة 168 وانزالها عليهم والأكل منها، ثم
بداية من صفحة 178 بدأ المؤلف سرد قصة رجوع سيدنا عيسى عليه السلام الى بيت
المقدس، وتعامله مع اليهود والملك الروماني والمحاولات الفاشلة للإمساك به وصلبه
عليه السلام ونجاته بفضل الله تعالى من الامساك به، وقد ذَكَرَ المؤلف وجود
الاختلافات الكثيرة في مسألة الشبيه المصلوب، ثم بداية من صفحة 182 يذكر المؤلف
قصة صعود سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء، ثم قصة نزوله آخر الزمان وملاقته
للمهدي عليه السلام وصلاة سيدنا عيسى عليه السلام خلف المهدي، وفي صفحات تالية
يذكر المؤلف قصة الحواريين ورحلاتهم اإى البلاد المختلفة لدعوة الناس إلى التوحيد،
والمؤلف لم يذكر على الإطلاق مسألة تعليق سيدنا عيسى عليه السلام على الصليب ولا
هجرته المزعومة إلى الهند وأفغانستان وكشمير بعد فشل محاولات صلبه كما يدعي
الميرزا غلام.
وقبل الانتقال إلى صفحات كتاب (روضة الصفا)
أعرض نصوصًا مما كتبه الميرزا غلام في كتابه (المسيح الناصري في الهند) ليتبين قدر
التدليس والكذب كما سبق وأن بيّنت:
يقول الميرزا غلام في
صفحة رقم 72 و73 ([15]):"ولقد
وصل المسيح، بعد أن هاجر من وطنه، إلى منطقة "نصيبين" التي
تبعد عن وطنه بمئات الفراسخ؛ وكان يصحبه بعض الحواريين أيضًا، فأرسلهم إلى مدينة
من المدن للتبشير؛ وبما أن الشائعات والأخبار الكاذبة عن عيسى ووالدته كانت قد
وصلت إلى هذه المدينة، فألقى حاكمها القبضَ على الحواريين، وأرسل في طلب عيسى -
عليه السلام -. فجاء وشفى بعض المرضى بقوّة الإعجاز، وأتى بمعجزات أخرى، فآمن به
مَلِكُ "نصيبين" مع جميع عساكره ورعيته. وإن حادثة نزول المائدة
الواردة في القرآن قد وقعت أيضًا في أيام سياحته، هذا ملخّص ما ورد في
تاريخ "روضة الصفا"، وقد عزا المؤلّف إلى عيسى - عليه السلام - عدّةَ
أمور أخرى سخيفة وخرافية غير معقولة على أنها معجزات له، ولكنا قد أعرضنا عن ذكرها
متأسفين على تفاهتها، ومُنزِّهين كتابنا عن كذبها وسخفها ومبالغاتها، وآخذين مقصدها
الحقيقي الذي يتلخص في أن المسيح - عليه السلام - قد وصل أثناء سياحته إلى نصيبين.
وهي مدينة بين الموصل والشام، واسمها في الخرائط الإنجليزية (NASIBUS)"انتهى
النقل
في صفحة 75 ([16])
يقول الميرزا غلام:"على أية حال، فإذا وثقنا برواية "روضة
الصفا"انتهى النقل
فكيف يتسنى لعاقل أن يثق
بروايات تاريخية لا يوجد أي سند معتبر يوثق ما جاء فيها؟
وفي صفحة 76 ([17])
يقول الميرزا غلام :"... ولما كان المسيح - عليه السلام - من سكان البلاد
الباردة، فمن المرجَّح أن يكون قد مكث في هذه البلاد الهندية حتى نهاية الشتاء، ثم
رحل بعد ذلك إلى كشمير في أواخر مارس أو في أوائل إبريل. وبما أن بلاد
"كشمير" تُشبه بلاد الشام تمامًا، فمن المؤكّد أن يكون قد أقام بكشمير
إقامة دائمة، ومن المحتمل أيضًا أن يكون قد قضى بعضَ سني عمره في
أفغانستان؛ وليس من المستبعد أن يكون قد تزوَّجَ هناك أيضًا. وثمة قبيلة من
الأفغان تُعرف باسم "عيسى خيل"، وأيُّ عجب في أن يكون هؤلاء من أولاد
عيسى - عليه السلام -. إن تاريخ الأفغان، مع الأسف، متفرّق ومشوش جدًّا،
فالتوصلُ إلى الحقيقة من خلال رواياتهم الشعبية المبعثرة أمر متعذر..."انتهى
النقل
وفي صفحة 77 ([18])
يقول الميرزا غلام:"... وعلى كل حال، فإننا لا نرى حاجة لتطويل هذا البحث
هنا، إذ قد سبق أن تناولناه بالتفصيل في أحد كتبنا، وإنما يهمّنا هنا بيان سياحة
المسيح - عليه السلام - التي قام بها إلى كشمير و"تِبَّتْ" عن طريق
"نصيبين" مرورًا بأفغانستان ثم "بنجاب". وبسبب هذا السفر
الطويل سُمّي - عليه السلام - بالنبي السائح..."انتهى النقل
التعليق على بعض الفقرات
من كلام الميرزا غلام:
1-
قول الميرزا غلام:" ولقد وصل المسيح،
بعد أن هاجر من وطنه، إلى منطقة "نصيبين" وقوله: "فمن
المؤكّد أن يكون قد أقام بكشمير إقامة دائمة" يؤكد نية وقصد
الميرزا غلام إيهام القارئ أنّ رحلة سيدنا عيسى عليه السلام التي مر فيها على
منطقة نصيبين متجهًا إلى كشمير كانت بعد واقعة الصلب وليست قبله، فالهجرة والإقامة
الدائمة تعني عدم عودة سيدنا عيسى عليه السلام إلى بيت المقدس كما ذكر صاحب كتاب
(روضة الصفا).
2-
قول الميرزا غلام
:" إن تاريخ الأفغان، مع الأسف، متفرّق ومشوش جدًّا، فالتوصلُ إلى
الحقيقة من خلال رواياتهم الشعبية المبعثرة أمر متعذر..." هو إدانة
للميرزا لأنه في كتابه (المسيح الناصري في الهند) اعتمد على الحكايات والقصص
المروية من الأفراد ومن كتب كتبها كتاب لا يملكون أي دليل على صحة وثبوتية ما
يكتبونه.
والآن
ننتقل إلى الصفحات المشار إليها في كتاب (روضة الصفا) وسوف أنقل فقط النصوص
المتعلقة بموضوعنا.
صورة غلاف
الترجمة الانجليزية
وهذه
الصفحة من الفهرس التي حويت سجل سيدنا عيسى عليه السلام في الكتاب وهي تبدأ من
صفحة 156.
وهذه بعض
النصوص المثبتة لما ذكرتُه وقد أتيت بالنص باللغة الإنجليزية ثم ترجمتها قدر
الإمكان.
الصفحة
162:
162
It is related that the first thing which I'sa had been commanded to do in his
mission was to proclaim the unity of God, and to confess that Muhammad u. w.
b., etc. would be a prophet : ' And when I'sa, the son of Mariam said, O
children of Esrail, verily I am the apostle of Allah [sent] unto you,
confirming the Law which [was delivered] before me, and bringing good tidings
of an apostle who shall come after me, [and] whose name [shall be] Ahmed.
ويروى أن
أول ما أمر به عيسى في رسالته هو توحيد الله، والاعلان بأنّ محمداً صلى الله عليه
وسلم. سيكون نبيا: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ}.
الصفحة
163:
163
His lordship had a woollen fillet on his head, and wore a garment of the same
material on his body. He carried a staff in his hand, and was constantly
travelling ; he was in the habit of spending the night in any place where it
happened to overtake him. His canopy was the darkness of the night, his bed the
earth, and his cushion a stone
كان لحضرته
غطاء صوفي على رأسه، وكان يرتدي ثوبًا من نفس القماش على جسده. كان يحمل عصًا في
يده، وكان يسافر باستمرار؛ وكان من عادته أن يقضي الليل في أي مكان يصادفه. كان
غطاؤه هو ظلام الليل، وسريره الأرض، ووسادته أحجار الأرض.
صفحة 165:
165
Record of the Going of I'sa u. w. b., etc. to the Region of Nassibin,
and the Resuscitation of SAm THE SON OF NUH U. W. B., ETC. BY THE Prayers of
his Lordship, u. w. b., etc. Historians have reported that in the time of I'sa
u. w. b., etc. there was a king in the country of Nassibin who
was very arrogant and tyrannical. I'sa having been sent on a mission to him,
started towards Nassibin. When he arrived in the vicinity, he halted
and said to his apostles : ' Which of you will enter the city and say : I'sa,
who is a servant of Allah, His messenger and His word, is coming to you.' One
of them, whose name was Ya'qub, exclaimed : ' I will go, O spirit of Allah.'
The Lord I'sa said : ' Go, although thou art the first who wilt separate
thyself from me.
Before
they arrived in Nassibin the foes of religion had spread evil
reports about I'sa and his mother, so that when Tuman and Ya'qub entered the
city, and the latter individual raised the shout, ' Verily now I'sa, the spirit
of Allah, and His word, His servant and His mes senger [or apostle] , has come
to you…
قصة ذهاب سيدنا عيسى عليه
السلام إلى منطقة
نصيبين، وإحياء سام بن نوح، بدعاء وصلوات سيادته. وقد أفاد المؤرخون
أنه في زمن عيسى عليه السلام كان هناك ملك في منطقة نصيبين كان شديد
الكبر والطغيان. ولقد تم إرسال سيدنا عيسى عليه السلام في مهمة إليه، وبدأت الرحلة
في إتجاه منطقة نصيبين. فلما وصل إلى قريب من المنطقة، قال لحواريه:
أيكم يدخل المدينة فيقول: إن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته قادم إليكم؟. فقال أحدهم
واسمه يعقوب: أنا سوف أذهب يا روح الله. فقال السيد عيسى: اذهب، وإن كنت أول من
سوف ينفصل عني...
وقبل
وصولهم إلى نصيبين كان أعداء الدين قد نشروا أخبارا سيئة عن عيسى
وأمه، فلما دخل طومان ويعقوب المدينة رفع الأخير صيحة: حقا عيسى هو روح الله. هو
كلمته وعبده ورسوله قد جاء اليكم...
صفحة 169:
169
Record of the Descent of the Table from Heaven by the Prayers of the Lord I'sa
u. w. b., etc. One of the strange events and wonderful prodigies of I'sa u. w.
b., etc. was the appearance and descent of the table, which took place as
follows : The apostles, who were always with I'sa, happened on a certain
occasion to be hungry, with a great multitude of people, whilst they were
travelling. All the people asked I'sa to beseech the Almighty Creator to send
down from heaven a table full of victuals; the apostles, however, rejected this
proposal, but the people urged them to acquaint I'sa with their wish, wherefore
the Messiah was informed of their request. He whose name be glorified has said
: ' The apostles said, O I'sa, son of Mariam, is thy Lord able to cause a table
to descend to us from heaven ? He answered, Fear Allah, if ye be true
believers.'196 The apostles replied in the words of the people : ' We deny not
the power of Allah, but we wish to eat of that table, to comfort our hearts,
and so increase our faith in thy words, so that we may become convinced that
thou art indeed the messenger of Allah and that thy words are true. After
having eaten of the table we shall all be compelled to acknowledge the unity
and omnipotence of Allah, as well as the truth of thy prophecy and
messengership.' Some have, with reference to the words 'that we may be
witnesses thereof,'197 asserted that they imply a pledge of the people to bear
testimony in his favour, on their
سجل نزول
المائدة من السماء بصلوات السيد يسوع وما إلى ذلك. أحد الأحداث الغريبة
والمعجزات الرائعة ليسوع كان ظهور المائدة
ونزولها، والذي تم على النحو التالي:
الحواريون
الذين كانوا دائمًا مع عيسى، كانوا مع جمع كبير من الناس، بينما كانوا جوعى، طلب
جميع الناس من عيسى أن يتضرع إلى الخالق عز وجل أن ينزل من السماء مائدة مملوءة
أطعمة؛ لكن الحواريين رفضوا هذا الاقتراح، لكن الشعب حثهم على إطلاع عيسى على
رغبتهم، فأخبر المسيح بطلبهم. قال جل اسمه: " إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ
يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ" فأجاب الحواريون بقول القوم: إنا لا ننكر قدرة الله ولكن نريد
أن نأكل من تلك المائدة لتطمئن قلوبنا فنزداد. إيماننا بكلامك، حتى نتيقن أنك رسول
الله وأن كلامك حق. وبعد أن نأكل من المائدة سنضطر جميعًا إلى الاعتراف بوحدانية
الله وقدرته، وكذلك بصدق نبوتك ورسالتك. وقد قال بعضهم في عبارة "لنكون عليه
شهودا" (197) إنها تتضمن عهدا من الناس أن يشهدوا له على أنفسهم.
صفحة 170:
170
return to the children of Esrail
. After
they had repeatedly proffered their request, I'sa u. w. b., etc. humbly sup
plicated, saying: '0 Allah, our Lord, cause a table to descend to us from
heaven, that [the day of its descent] may become a festival unto us, unto the
first of us, and unto the last of us, and a sign from Thee; and also to provide
food for us; for Thou art the best provider.'198 When I'sa had finished his
prayers, the revelation de scended: 'I have granted thy request, and sent a
table; but whoever of you shall, after having seen it, become ungrateful, will
be chastised by Me, as no one of the in habitants of the world had been
punished ere this.' By the words ' inhabitants of the world,' the people of
that age are meant. I'sa informed the people of this revelation, and they said
: ' Whoever is ungrateful is worthy of punishment.' Then a table descended from
heaven, by the prayers of I'sa; over it there was a cloud, and also under it.
The descent took place slowly, until at last the table became stationary in
front of I'sa u. w. b., etc. and its fragrant exhalations gratified the senses
of all present. I'sa and his apostles bowed their heads in adoration, and he
said : ' Let one of you who is most beneficent, and who is most con fident of
the power of God, arise and remove the cover, that we may see the bounties of
the Lord, and thank Him for them.' The apostles replied : ' Thou art the most
fit and worthy to perform this act.' Accordingly the Lord I'sa fell on his
knees, prayed and removed the cover, after uttering the words : ' In the name
of Allah, the best pro vider of food.' The people then approached and beheld a
table of pure gold, forty cubits long, and as many broad, standing on four
legs. Upon it they perceived a red cloth, on which there was a roasted fish
without scales or fins, from which fat was flowing. Around it they saw all
kinds of vegetables except onions and leeks. Near the head of the fish there
was some salt, and near its tail some vinegar. Around it there were five loaves
of bread.
الرجوع
إلى بني إسرائيل: بعد أن عرضوا طلبهم مرارا وتكرارا، بدأ عيسى يتضرع قائلًا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا
أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا
وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ"،
فلما فرغ من صلاته نزل الوحي: "قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ
فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ
أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ". ويقصد بعبارة "مِنَ الْعَالَمِينَ "
أهل ذلك العصر. فأخبرت الناس بهذا الوحي، فقالوا: من كفر فهو مستحق للعقوبة. ثم
نزلت مائدة من السماء بصلاة عيسى. وكان من فوقه سحابة، ومن تحته أيضًا. تم الهبوط
ببطء، حتى توقفت المائدة أخيرًا أمام عيسى، زفيرها العطر يرضي حواس جميع الحاضرين.
فحنى عيسى والحواريون رؤوسهم وقال: ليقم منكم من هو خير منكم ومن هو واثق بقدرة
الله، ليكشف الغطاء، لنرى النعمة.فأجاب الحواريون: "أنت الأصلح والأحق للقيام
بهذا العمل"، فخر السيد عيسى على ركبتيه وصلى وكشف الغطاء بعد أن قال: بسم
الله خير الرازقين. ثم تقدم الشعب ونظروا إلى مائدة من ذهب نقي طولها أربعون ذراعا
وعرضها مثلها قائمة على أربع أرجل. فرأوا عليه ثوبًا أحمر فيه سمكة مشوية ليس لها
حرشف ولا زعانف، يسيل منها الدهن. ورأوا حوله كل أنواع الخضار ماعدا البصل
والكراث. وكان بالقرب من رأس السمكة بعض الملح، وبالقرب من ذيلها بعض الخل. وكان
حوله خمسة أرغفة من الخبز.
صفحة 178:
178
Record of the Elevation of the Lord I'sa u. w. b., etc. from the gibbet of the
jews to heaven by the Command of the Benign God. Some authors deserving of
confidence have asserted that during the time of the mission of I'sa there was
an oppressive, obdurate, tyrannical, and Fara'un-like governor ruling the
children of Esrail. I'sa had been commanded to invite him to profess Islam and
monotheism ; but when he entered his rebellious and sinful assembly, preached
to him, exhorted and informed him of the promises and threats in store for him,
that flagitious and impure individual refused to accept the word of Allah, and
conceived the design to murder his lordship the prophet. I'sa u. w. b., etc.
however, selected the corner of solitude and concealment, whereon the Almighty
sent him the following revelation : ' Verily I will cause thee to die, and I
will take thee up unto Me."
سجل
ارتفاع السيد أنا ش. ث. ب.، الخ. من صليب اليهود إلى السماء بأمر الله الحميد. وقد
أكد بعض المؤلفين الجديرين بالثقة أنه في زمن بعثة عيسى كان هناك والي ظالم عنيد
جبار فرعون يحكم بني إسرائيل. وقد أمر عيسى أن يدعوه إلى اعتناق الإسلام والتوحيد؛
ولكن عندما دخل إلى جماعته المتمردة الآثمة، وعظه وأعلمه بما يخبئه له من وعود
وتهديدات، رفض ذلك الشخص الفاسق النجس قبول كلام الله، وخطط لقتل حضرة النبيّ
عيسى، فاختار ركن الخلوة والاختباء، فأنزل عليه تعالى الوحي التالي: «إني متوفيك
ورافعك إليّ».
صفحة 182:
182
when they perceived the apostle Sarhus in the shape of I'sa, they were dubious
as to which of them had dis appeared, until at last they crucified Sarhus,
under the impression that he was I'sa. The most magnificent of speakers has
said : ' And verily they who disagreed con cerning him.'208 'They did not
really kill him, but Allah took him up unto Himself.'209 It is related in the
Ma'arif Hassibi that three hours of the day had elapsed when I'sa was taken up
[to heaven]. After some days he again came down, appointed his apostles to
various affairs, and again went to heaven, where God w. n. b. e. caused him to
die, again resuscitated him after the expiration of three hours from his
decease, and made the face of his lordship resemble the face of angels. Many
trustworthy authorities inform us in their traditions that I'sa sojourns in the
heavenly tabernacle, where the Almighty w. n. b. e. has divested him of his
human nature, and has vouchsafed to him the temperament of angels, with whom
his lordship will abide in that place, engaged in adoration to the end of all
time, until his lord ship the Mahdi210 u. w. b., etc. arrives, when I'sa will,
by the command of the lord of the inhabitants of the world, descend from
heaven, and make his appearance in the mosque of the great city of Mekkah at a
time when the people will be standing in lines to recite their morning prayers
with the Mahdi u. w. b., etc. on which occasion a herald will exclaim : ' This
man is I'sa the son of Mariam, who has come down from heaven.' Then the people
will approach I'sa, and will rejoice at his descension, and the Mahdi will
request him to become the Emam of the people of Ahmed [i.e., Muhammed],211 but
I'sa will say : ' Go thou forward ; because this day we must follow thee.' The
Mahdi will accordingly proceed to the altar, and the Moslems will perform their
prayers under his guidance.
ولما رأوا
سرهوس في صورة عيسى، ارتابوا في أي منهم ظهر، حتى صلبوا سرهوس أخيرًا، على
أساس أنه عيسى. "وقال خير القائلين: " وَإِنَّ الَّذِينَ
اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا
اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ
" وروي في المعارف الحسابي أن ثلاث ساعات لقد انقضى اليوم الذي عُرج بي فيه
[إلى السماء]. وبعد بضعة أيام نزل مرة أخرى، وعين الحواريين في شؤون مختلفة، وذهب
مرة أخرى إلى السماء، حيث كان الله هناك. فأماته، وأحياه مرة أخرى بعد مرور ثلاث
ساعات من وفاته، وجعل وجه حضرته كأوجه الملائكة. يخبرنا العديد من المراجع
الموثوقة في كتاباتهم أن يسوع يسكن في المسكن السماوي، حيث يوجد القدير. وجرده من
طبيعته البشرية، وأعطاه طباع الملائكة، الذين في ذلك المكان، عاكفين على العبادة
إلى آخر الزمان، إلى أن يأتي مولاه المهدي، عندما يصل عيسى بأمر رب العالمين ينزل
من السماء فيظهر في مسجد المدينة العظيمة بمكة في الوقت الذي يصلي فيه الناس.
ويقفون في صفوف لتلاوة صلاة الصبح مع المهدي، وما إلى ذلك، وفي هذه المناسبة ينادي
منادٍ: "هذا الرجل هو أنا ابن مريم الذي نزل من السماء". ثم يأتي الناس
إلى عيسى فيفرحون بنزوله، ويطلب منه المهدي إمامة قوم أحمد [يعني محمد]، فيقول
عيسى: تقدم؛ لأنه في هذا اليوم يجب أن نتبعك. فيتقدم المهدي إلى المحراب، ويؤدي
المسلمون صلواتهم تحت إرشاده.
انتهى البحث والحمد لله رب العالمين.
[1] في الجزء الأول ذكرتُ عقيدة الميرزا
غلام في نزول الملائكة من السماء بالتفصيل.
[2] ما يقرره الميرزا غلام لا يصح أن
يعارضه أو يخالفه أحد من اتباعه لأنه الحكم العدل، وهذه بعض العطاءات التي منحها
ربه له وقد ذكرتُها بشكل تفصيلي في الجزء الأول من كتابي "حقيقة الطائفة
الأحمدية القاديانية" حيث يدّعي الميرزا غلام أنّ ربه يلاش العاج قد استجاب
دعاءه في رؤيا كنبوءة فطهّره تطهيرًا، وقام بإصلاحه تمام وكمال الإصلاح وكان ذلك
في سنة 1878م؛ وكما يروي الميرزا غلام أنه قد حدثت له تغيرات في نفسه لا تحدث بيد إنسان، وكان ذلك قبل بداية نشر أول وأهم كتاب له وهو كتاب (البراهين
الأحمدية) المنشور الجزء الأول منه في سنة 1880م،
والجزء الرابع منه في 1884م.
يقول الميرزا غلام: "وخصني بعناياته، وأمرني
بإلهاماته، ورباني بتفضلاته، وأيدني بتأييدات متعالية عن طور العقل، وآتاني من
لدنه العلوم الإلهية، والمعارف والنكات، وشفعها بالآيات، ليتعاطى الناس مني كأس
البصيرة واليقين"
كما قال عن نفسه: "وقد شرفه بوحيه وكلامه وبركاته،
وأعطاه حظًا أوفر من المعارف الدقيقة المؤدية إلى سبيله. كما أعطاه عزّ وجل أيضًا
كثيرًا من التحف السماوية، والخوارق العالية والمعارف والدقائق الروحانية، ليكسر
هذا الحجر السماوي وثن الشمع الذي أعده سحر الافرنج"، وقال: "لقد علمت
من المعارف والدقائق ما لا يتأتى بقدرة الإنسان، بل يعثر عليها بقدرة الله وحده،
وهذا ليس من تكلفات الإنسان، بل حلت المعضلات بتعليم من روح القدس"،
ويدّعي الميرزا غلام أنّ الله تعالى هو معلمه الوحيد؛ ويقصد
في الأمور الدينية واللغوية، كما يستدل بما أوحى له ربه (يلاش العاج) أنه هو
(المهدي)، أي من هداه الله تعالى، وأنّ ربه ناداه وسمّاه (آدم) لأنّه كما أنّ الله
تعالى هو المعلم الوحيد لسَيِّدنا آدم عليه السلام فكذلك الميرزا غلام. كما ادعى
أن له العلو والتقدم على غيره في فهم وتفسير القرآن الكريم حيث يدّعي أنّه مِن
(المُطَهَّرِين) أي ممن وصفهم الله تعالى في الآية الكريمة "لا يمسه إلا
المُطهرون"؛ حيث يفسر قول الله تعالى (المُطهرون) بأنّهم هم مَنْ طَهَّرَ
الله تعالى قلوبهم فأصبحوا يَعْلَمُون تفسير القرآن الكريم بشكل صحيح ودقيق ويعلمون
دلالات الآيات التي لا يعرفها غير المُطَهَّرين، وأنه مِمَّنْ علمهم الله الرحمن
القرآن الكريم؛ مستدلًا بوحي ربه يلاش له "الرحمن علم القرآن"، وأنّ
معلمه بعد الله تعالى هو سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؛ مستدلًا بوحي يلاش
له "كلُّ بركةٍ من مُحَمَّد- صلى الله عليه وسلم- فتباركَ مَن علَّم
وتعلّمَ" فالمُعلم هو سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، والمتعلم هو
الميرزا غلام القادياني.
وأنّه كما يدّعي هو المهدي والحكم العدل، يحكم في
الاختلافات والنزاعات العقائدية الموجودة في المسلمين فيختار لهم العقيدة الصحيحة.،
ما ادعى لنفسه العصمة.
[3] هذا وعد من الله سبحانه وتعالى
بحتمية إنزال المائدة، فلا اعتبار لمن يقول إنّ الله تعالى لم ينزلها بعد ذلك
عليهم بسبب خوفهم من تهديد الله تعالى لهم بالعذاب، ويضاف أيضا لتأكيد حدوث وتحقق
النزول ادعاء الخليفة الأول نور الدين وبشير الدين محمود بأنّ الله تعالى رزق
النصارى الرزق الوفير ورغد العيش و الرقي المادي.
[4] "ليس الخَبَرُكالمُعايَنةِ قال
اللهُ لموسى : إنَّ قومَكَ صنَعوا كذا وكذا فلمَّا يُبالِ فلمَّا عايَن ألقى
الألواحَ"
الراوي
: عبدالله بن عباس، المحدث :ابن حبان، المصدر
: صحيح ابن حبان، خلاصة
حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
[5] {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ
أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ
لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ
إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ
يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(260) سورة البقرة
[6] سورة المطففين صفحة 406
[7] الصفحة 414:
[10] صفحة
19
[14] الصفحة المشار اليها:
[16] الصفحة 75:
[17] الصفحة 76 :
[18] الصفحة 77 :
ابدعت ربي يحفظك
ردحذفالله يبارك فيك
حذف