القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (432) بالعقل و ليس بالهوى يا أتباع الميرزا غلام , أين أدلة الثبوت القطعي في أن قبرعيسى في كشمير؟



مقال (432) بالعقل و ليس بالهوى يا أتباع الميرزا غلام , أين أدلة الثبوت القطعي في أن قبر عيسى في كشمير؟



أين " الثبوت القطعي " في أن قبر سيدنا عيسى عليه السلام في كشمير كما يدعي الميرزا غلام نبي الطائفة الاحمدية بفرعيها القادياني و اللاهوري ؟
كيف يكون الثبوت لنص قطعيا في مسألة محل خلاف؟
يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "ليس الخبر كالمعاينة
".
يعني لا تعرف الأخبار الا من جهتين ،إما الخبر و إما المعاينة
.
 و لكي يكون الخبر قطعيا , فيجب أن تكون القطعية في الثبوت و الدلالة
.
 و النصوص مثل القرآن و الاحاديث المتواترة قطعية الثبوت بسبب تواتر النص بشكل لا يتصور معه التواطؤ على الكذب , فاذا فقد النص تواتره يفقد قطعية الثبوت, ولو كان قراءة قرآنية و يصبح هذا الخبر من القراءات الشاذة حتى لو كان قطعي الدلالة, ولا يعامل كآية قرآنية لها ما لبقية الايات القرآنية من الخواص , فما بالنا بأخبار تاريخية لا يتوفر فيها التواتر ؟
و القصص التاريخية أي التي لا تتوفر المعاينة لها فلا بد لكي تكون قطعية الثبوت أن يتوافر فيها التواتر الذي لا يتصور معه التواطؤ على الكذب , ثم بعد ثبوت التواتر في النقل فلا بد من أن يكون الخبر قطعي الدلالة , فاذا فقد الخبر قطعية الثبوت او الدلالة فلا يَعَوَّلُ عليه لاثبات أمر هام و بخاصة في المسائل العقائدية
.
 و هذا الكلام ليس كلامي وحدي , بل هو كلام الميرزا غلام أحمد القادياني أيضا و قد صرح به في أكثر من موضع في كتبه مثل كتاب اتمام الحجة صفحة 60 و 61 , و ختم كلامه بأن الخبر الذي يفقد أحد عنصريه أي الثبوت القطعي بالتواتر أو الدلالة القطعية يصبح خبرا ظنيا و الظن لا يغني من الحق شيئا كما أكد الميرزا
.
 و الان مطلوب من اتباع الميرزا اثبات قطعية الخبر الذي قاله الميرزا غلام ؛ أن قبر سيدنا عيسى عليه السلام موجود في كشمير كما نص على ذلك في كتابه " الهدى و التبصرة لمن يرى" سنة 1902 الصفحة 106 و 107 كما في الصورة المرفقة
.
 و يجب الا ننسى التالي
:
 أن الميرزا قال أن سيدنا عيسى حي في السماء و أنه نازل آخر الزمان كما في كتابه الالهامي "البراهين الاحمدية الجزء الرابع " سنة 1884 , و كان الميرزا نبيا - كما يدعي - من سنة 1882 ؟
و قال في كتابه " ازالة الاوهام " سنة 1890 أن سيدنا عيسى مات و مدفون في الجليل ؟
و قال الميرزا بعد ذلك في أن سيدنا عيسى عليه السلام مدفون في بيت المقدس سنة 1893؟
و معلوم أن العلماء يبذلون العمر ليتأكدوا أن خبرا ما قد قاله فعلا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , بل الميرزا يعتبر الحديث في صحيح مسلم الوارد فيه نبوءة مجيء الدجال و قتل سيدنا عيسى عليه السلام له , الميرزا يعتبر هذا الحديث الصحيح ضعيفا و غير جدير بالاعتنبار لأن البخاري لم يذكره في صحيحه
!!!
 فكيف نقبل أخبارا لا نعرف ناقليها و لا نعرف مدى العدالة و الامانة و الصدق و الحفظ في كلامهم , مع حتمية اتصال السند , هل يصح أن نبني عقيدة دينية على أخبار ظنية الثبوت من جهة السند ؟
هل يستطيع اتباع الميرزا اثبات تواتر الاخبار الصحيحة سندا و متنا أن سيدنا عيسى مدفون في كشمير ؟
هل لمجرد أن فلان أو علان قال أو كتب أن المرهم المسمى "مرهم عيسى" هو من صنعه الحواريون لمداواة جروح سيدنا عيسى عليه السلام بعد صلبه - كما يدعي الميرزا - هل هذا كاف للتصديق و البناء عليه ؟
هل سيدنا عيسى عليه السلام الذي اثبت الله له احياء الموتى و شفاء الامراض المستعصية يحتاج لمرهم يصنعه له غيره حتى تشفى جروحه لو كان فعلا علق على الصليب ؟
النصوص و الاخبار قطعية الدلالة تكون بديهية و لا تحتاج لنصوص غيرها لبيانها , بل هي تثبت نفسها بنفسها , و هذا ايضا من كلام الميرزا كما في كتابه " الحرب المقدسة " في حواره مع القس آتهم يقول الميرزا
:
 "
إذا كان الإنسان يُعدّ صادقا بناء على الادّعاء وحده فهناك كثيرون آخرون أيضا في الدنيا يدّعون دعاوى مختلفة، فإذا كان منهم صادقٌ فليقدم أدلة صدقه وإلا لا يحق لنا ولا لك أن نصدّق حتى واحدا من المدّعين العشرة دون دليل. ما أقوله وأكتبه بالتكرار هو أنكم لم تقدموا إلى الآن أدلة عقلية على ألوهية المسيح. أما النبوءات المنقولة التي تقدمونها مرة بعد أخرى ليست بشيء يُعتدّ به فهي متنازع فيها وتستمدون منها معنى ويستخرج الموحدون معنى آخر، ويستنبط اليهود معنى ثالثا ويستنتج المسلمون شيئا آخر، فكيف صارت قطعية الدلالة والحالة هذه؟ تعرف أيضا أن المراد من الدليل هو ما كان قطعي الدلالة ومنيرا في حد ذاته وبديهيا ومثبتا لأمر وليس محتاجا إلى إثبات نفسه لأن الأعمى لا يهدي الأعمى الطريقَ " انتهى النقل
و اخيرا , أعيد الطلب من اتباع الميرزا
:
 اثبتوا لنا أن القبر الذي هو في كشمير هو قبر سيدنا عيسى عليه السلام و هذا باعتبار ايمانكم أنه عليه السلام مات فعلا
.
 د.ابراهيم أحمد بدوي

27/1/2021














 

تعليقات

التنقل السريع