مقال (439) الطائفة الأحمدية تتهم الله أنه أخفى عن المسلمين عقيدة صحيحة و تركهم يؤمنون بعقيدة شركية أكثر من 1300 سنة .
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/05/439-1300.html?m=1
هل هناك في الاحمديين عقلاء ؟
أليس كلام الميرزا التالي هو
اتهام لله تعالى بسوء التصرف ؟
في الكثير من كتب الميرزا غلام
مدعي النبوة يثبت أن أول اجماع للصحابة بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
هو الاجماع على موت كافة الانبياء و منهم سيدنا عيسى عليه السلام .
و يقول الميرزا أن عقيدة موت
عيسى مصرح بها في القرآن و الاحاديث , و معلوم أن التصريح يعني الاظهار العلني بلا
أي خفاء
.
و يقول الميرزا ايضا في الكثير
من كتبه أن الله تعالى أخفى سر موت سيدنا عيسى عليه السلام عن الامة الى أن يأتي
الميرزا غلام و بيده مفتاح فك هذا السر , أي ليثبت موت المسيح عليه السلام .
و طبعا الميرزا يقول أن عقيدة
حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماءعقيدة شركية .
اذن الله تعالى - بحسب عقيدة
الميرزا - اراد اخفاء عقيدة موت عيسى , و اظهار عقيدة حياة عيسى في السماء
الشركية فطمس على عقول و قلوب الامة جميعها بما فيهم الصحابة و غيرهم من أكابر
الامة و كافة المجددين الملهمين - بحسب رأي الميرزا - الذين بعثهم الله
تعالى ليجددوا للناس دينهم .
اذن الميرزا يتهم الله تعالى
بسوء التصرف بأنه أخفى على أمة المسلمين عقيدة صحيحة و تركهم يعبدونه لمدة اكثر من
1300 سنة بعقيدة شركية .
هل للأحمديين أن يسألوا أنفسهم :
ما الحكمة في هذا الاخفاء ؟
و هل فعلا كان مفتاح بيان موت
سيدنا عيسى في يد الميرزا غلام و ليس بيد أحد من قبله ؟
الارتداد السابع:
يقرر الميرزا أنّ الله تعالى لا يُخفي ضرورة من
ضرورات الدين، ثم يرتد ويقرر لاحقًا أنّ الله تعالى أخفى عن المسلمين موت سيدنا
عيسى عليه السلام لقرون طويلة، إلى أن جاء الميرزا ليظهر حقيقة موت سيدنا عيسى
عليه السلام.
يقول الميرزا([1]):
“وليكن واضحًا في هذا المقام أنّ الله تعالى لم يخف أمرًا من أمور ضرورات
الدين، أمّا الدقائق العميقة فهي دقائق سامية غير المعتقدات الأصلية
".
وكان المقام هو لماذا لم يبسط الله تعالى أمور الدين
فيعرفها أقل عقل وأبسطه. وبعد ذلك في الكثير من كتب الميرزا يدّعي أنّ أول إجماع
للصحابة بعد وفاة سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم هو الإجماع على موت كافة
الأنبياء ومنهم سَيِّدنا عيسى عليه السلام، ويقول الميرزا إنّ عقيدة موت عيسى عليه
السلام مصرح بها في القُرآن والأحاديث، ويدّعي الميرزا من أول سنة 1891 إلى آخر
عمره في سنة 1908 أنّ عقيدة حياة سَيِّدنا عيسى عليه السلام في السماء عقيدة شركية.
إِذَنْ فإنّ الله تعالى - بحسب عقيدة الميرزا أراد إخفاء عقيدة صحيحة عن
المسلمين وهي موت عيسى عليه السلام، وترك الأمة تعبد الله بعقيدة شركية، وهي حياة
عيسى في السماء لمدة 1300 سنة فَطَمَسَ الله تعالى على عقول وقلوب الأمة جميعها
بما فيهم الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم من أكابر الأمة ممن شرفهم الله بوجودهم في
خير القرون، قرن سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم والذي بعده والذي بعده
وكذلك كافة المُجَدِّدِيِن الملهمين - بحسب رأي الميرزا - الذين بعثهم الله تعالى
ليجددوا للناس دينهم، فلماذا لا نعتبر ما عليه الصحابة والتابعون وتابعو التابعين
ومجددو الأمة والمُحَدَّثون إجماعًا أيضًا يوجب أنّ ما خالفه باطل؟
واضح أنّ الميرزا يتهم الله تعالى بسوء التصرف، وخيانة أكابر الأمة لعقيدة
التوحيد. فهل للأحمديين أن يسألوا أنفسهم: ما الحكمة في هذا الإخفاء؟
ومن الكتب التي ذكر فيها الميرزا هذا الرأي أي إخفاء العقيدة؛ كتاب (التبليغ)([2]) 1892م، وكتابه "الفرق بين الأحمدي وغير الأحمدي" سنة 1905، وكتاب
(الاستفتاء) سنة 1907م
يقول الميرزا([3]): “ يا إخوان.. هذا
هو الأمر الذي أخفاه الله من أعين القرون الأولى، وجلَّى
تفاصيله في وقتنا هذا، يُخفي ما يشاء ويبدي..."، ويقول أيضًا في صفحة
49: “ويشابهها واقعة نزول المسيح أخفاها الله كما أخفى هذه الواقعات
بالاستعارات، فافهموا إن كنتم تفهمون" ويقول في صفحة 105: “ فتضرعتُ في حضرة
الله تعالى، وطرحت بين يديه متمنيًا لكشف سر النزول وكشف حقيقة الدجال، لأعلمه علم
اليقين وأرى به عين اليقين، فتوجهت عنايتُه لتعليمي وتفهيمي، وأُلهِمتُ وعُلِّمتُ
من لدنه أن النزول في أصل مفهومه حق، ولكن ما فهم المسلمون حقيقته، لأن الله
تعالى أراد إخفاءه، فغلب قضاؤه ومكره وابتلاؤه على الأفهام، فصرَف وجوههم
عن الحقيقة الروحانية إلى الخيالات الجسمانية، فكانوا بها من القانعين. وبقي هذا
الخبر مكتومًا مستورًا كالحَبّ في السنبلة، قرنًا بعد قرن، حتى جاء
زماننا...".
ويقول الميرزا([4]): “لا أقول بأن الناس
في العصر الراهن وحدهم مسؤولون عن الاعتقاد بحياة المسيح، كلا، بل أخطأ بعض من
القدامى أيضًا في هذا الصدد، ولكنهم مع هذا الخطأ نالوا ثوابًا لأنه قد ورد عن
المجتهد: “قد يخطئ ويصيب"، ويثاب في كلتا الحالتين، الحق أن المشيئة
الإلهية اقتضت أن تبقى هذه القضية خافية، فظلوا في غفلة منها وبقيت الحقيقة خافية
عليهم مثل أصحاب الكهف كما تلقيتُ إلهامًا نصه: “ أم حسبت أن أصحاب الكهف
والرقيم كانوا من آياتنا عجبا". كذلك إن قضية حياة المسيح أيضًا سرٌّ عجيب.، مع أن الله تعالى يبين وفاة
المسيح بكل صراحة، ويثبت الأمر نفسه من الأحاديث أيضًا، والآية التي قُرئت عند
وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم كاستدلال أيضًا تُثبت الأمر نفسه، ولكن الله تعالى
قد أخفاه إلى عصر الموعود المقبل مع كونه مكشوفًا إلى هذا الحد، وحين جاء هذا
الموعود أماط اللثام عن هذا السر.،
إنها لحكمةُ الله أنّه يخفي سرًّا حين يشاء ويظهره حين يشاء.، كذلك فقد أخفى هذا السر أيضًا إلى أجله المسمّى، أما الآن، حين
جاء الموعود الذي كان مفتاح هذا السر بيده فكشفه للعيان. وحين جاء هذا الموعود
أماط اللثام عن هذا السر.، إنها
لحكمةُ الله أنّه يخفي سرًّا حين يشاء ويظهره حين يشاء. كذلك فقد أخفى هذا السر
أيضًا إلى أجله المسمّى. أما الآن، حين جاء الموعود الذي كان مفتاح هذا السر بيده
كشفه للعيان. وإذا كان أحد لا يريد أن يقبل الآن ويتعنّت فكأنّه يحارب
الله، إذًا، فإن مسألة وفاة المسيح قد اتخذت الآن منحى بحيث لم يعد فيها إخفاء قط،
بل صارت واضحة من جميع الجوانب والنواحي".
ويقول الميرزا([5]): “ فاعلموا، رحمكم
الله، أن صدق دعواي وموت عيسى ما كان أمرًا متعسّرَ المعرفة، ولكن طوّعَتْ لكم
أنفسكم تكذيب إمامكم، فزاغت قلوبكم، وما فكّرتم حقّ الفكرة. وقد جئتكم بالآيات
والشواهد والبيّنات، وقد فتح الله عليّ أمرًا أخفاه عليكم في ابن مريم، وذلك
فضله أنه فهّمني أمرًا ما أعثركم عليه وما فهّم. أم حسبتم أن أصحاب الكهف
والرقيم كانوا من آياتنا عجبًا. إن الله أخفانا من أعينكم إلى قرون، وأَسْبَلَ
عليها حجبا، فكنتم تنتظرون نزول المسيح من السماء، وصرف الله أفكاركم عن الحقيقة
الغرّاء، ليظهر عليكم عجزكم في أسرار حضرة الكبرياء. ذلك من سنن الله ليعلّمكم
أدبًا عند إظهار الآراء. فما تشابه الأمر عليكم إلا من فتنة أراد الله ليبتليكم
بها، فأظهرها بعد هذا الإخفاء".
الرد على ما سبق من كلام الميرزا في مسألة إخفاء العقائد:
أولا: يقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسلام
دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }([6])، فهل نقبل بعد هذه
الآية العظيمة أنّ الله تعالى يُخفي عن المسلمين عقيدة صحيحة ويتركهم يتعبدونه
بعقيدة فاسدة شركية كما يدّعي الميرزا أكذب الخلق.
ثانيا: يحاول الميرزا
إثبات وجود (المهدي المنتظر) من خلال آية حفظ الذكر {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ}([7])،
فيقول إنّ حفظ القرآن الكريم يكون بحفظ عطره ويُقصد بالعطر ما ينتج عن القرآن
الكريم من آثار إيمانية ودلالات وأفكار مفيدة جميلة تحفظ دين الأمة وذلك من خلال
المَهْدِّيِيِن على مر الزمان للأمة، يقول الميرزا غلام([8]): “... قال في آية
أخرى لقوم يسترشدون: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ} فأمعنوا فيه إنْ كنتم تفكرون، فهذه إشارة إلى بعث مجدد في
زمان مفسد كما يعلمه العاقلون. ولا معنى لحفاظة القرآن من غير حفاظة
عطره عند شيوع نتن الطغيان، وإثباته في القلوب عند هب صراصر الطغيان، كما
لا يخفى على ذوي العرفان والمتدبرين، وإثبات القرآن في قلوب أهل الزمان لا
يمكن إلا بتوسط رجل مُطَهَّر من الأدناس، ومخصوص بتجديد الحواس، ومنور
بنفخ الروح من رب الناس، فهو المهدي الذي يهدي من رب العالمين،
ويأخذ العلم من لدنه ويدعو الناس إلى طعام فيه نجاة المدعوين، وإنما هو كإناء فيه
غذاء.... ومن أعرض فأُخذ ولا محيص، وسيلقى السعير ولو ألقى المعاذير. فثبت وجود
المَهْدِّيِيِن عماد الدين، وتنزل أنوارهم عند خروج الشياطين، وتحيطهم
كثير من الزمر كهالات القمر. ولمّا كان أغلب أحوال المَهْدِّيِيِن أنهم لا يظهرون
إلا عند غلبة الضالين والمضلين، فسُمّوا بذلك الاسم إشارة إلى أن الله ذا المجد
والكرم طهرهم من الذين فسقوا وكفروا وأخرجهم بأيديه من الظلمات إلى النور، ومن
الباطل إلى الحق الموفور، وجعلهم ورثاء علم النبوّة وأعطاهم حظًا منه، ودقق مداركهم
وعلمهم من لدنه، وهداهم سبلًا ما كان لهم أن يعرفوا، وأراهم طرقًا ما كان لهم أن
ينظروا لولا أن أراهم الله، ولذلك سموا مهديين".
التعليق: واضح من كلام الميرزا أنه لا يقصد نفسه فقط، بل يقصد
كافة المُجَدِّدِيِن الذين يبعثهم الله تعالى على رأس كل قرن هجري لتجديد الدين،
وهذا من لب عقيدة الميرزا، ويؤكد الميرزا هذا المعنى نفسه حيث يقول([9]): “مع أنني أقرّ بأنه
من الممكن أن يكون قد أتى أكثر من مهدي من قبل، ويمكن أن يأتي في المستقبل أيضًا،
كما يمكن أنْ يأتي مهدي باسم الإمام مُحَمَّد أيضًا...".
والصحابة الكرام رضي
الله عليهم ومن تبعهم بإحسان وبخاصة من جاءوا في القرن الثاني والثالث الهجري هم
على رأس المَهْدِّيِيِن قبل المُجَدِّدِيِن، ولكن بالنسبة "للمهدي
المنتظر" الذي أنبأنا عنه سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وهو
المُعَرَّف بالألف واللام فهو من قريش، ومن آل بيت سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله
عليه وسلم، ومن فاطمة عليها السلام، والميرزا ليس من القريش، كما قال هو بنفسه في
كتاب (الخطبة الإلهامية) سنة 1900م صفحة 8([10])،
والصفحة 28([11]) وكتاب (تذكرة
الشهادتين) سنة 1903م صفحة 47([12])،
وفي كتب أخرى للميرزا، كما أنه أنكر أنْ يكون المهدي من فاطمة في مواضع عديدة، ومن
لا يكون من الأصل - أي لا علاقة له بالأصل - فلا يكون من الفرع بالتبعية يقينًا،
فمن ليس من القريش لا يكون من فاطمة سواء من الأب أو الأم أو الأجداد والجدات.
وبعد النص السابق من
كلام الميرزا واعتقاده الجازم بحفظ الله تعالى للقرآن الكريم بنصه وعطره وإثباته
في القلوب فكيف نقبل مع كل هذا أنّ الله تعالى أخفى عقيدة توحيدية عن المسلمين
وتركهم يتعبدونه بعقيدة شركية.
وفي النص التالي([13]) يؤكد على حفظ عقيدة
المسلمين من أي فساد عقائدي يقع لها من أول زمان الرسالة المُحَمَّدية إلى زمن
الميرزا غلام، يقول الميرزا إنّه كما كانت روح سَيِّدنا عيسى عليه السلام تهيج
فينزل مثيل له – ويقصد الميرزا بالمثيل الأول هو سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه
وسلم، والمثيل الثاني هو غلام نفسه([14])
- لإصلاح ما فسد في عقيدة الأمة النصرانية من شرك عبادة المخلوق، فإنّ روحانية
نبيّنا الأكرم صلى الله عليه وسلم أيضًا ظلت تنـزل دائمًا عند غلبة المفاسد
الداخلية في الإسلام، وظلت الحقيقة المُحَمَّدية تتجلى دائمًا من خلال متّبع كامل([15])، ويكمل الميرزا
ويقول إنّ أمة النبيّ صلى الله عليه وسلم المرحومة ظلت محفوظة بفضل الله تعالى من
المفاسد التي واجهتها أمة عيسى عليه السلام، أي ما حَدَثَ من عقائد شركية للنصارى
لم يحدث في الأمة المُحَمَّدية، وهذا إقرار من الميرزا أنّه لم تكن ثمة عقيدة
شركية موجودة في الأمة الإسلامية تحتاج للميرزا لينقذها من الشرك أي عقيدة حياة
سَيِّدنا عيسى عليه السلام في السماء.
ويقول الميرزا([16]): “في هذا المقام
هناك نقطة أخرى جديرة بالانتباه وهي أن روحانية نبيّنا الأكرم صلى الله عليه
وسلم أيضًا ظلت تنـزل دائمًا عند غلبة المفاسد الداخلية في الإسلام. وظلت الحقيقة المُحَمَّدية
تتجلى دائمًا من خلال متّبع كامل. وأما أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ولادة المهدي وأنّ اسمه
سيكون كاسمي، وخُلقه كخُلقي، فإنها، إن صحّت، تشير إلى نزول تلك الروحانية
نفسها، ولكن هذا النـزول لا ينحصر في شخص معين، إذ قد خلا
مئات من الناس الذين كانت الحقيقة المُحَمَّدية متحققة فيهم وسُمّوا عند
الله" مُحَمَّد" أو “أحمد" بصورة ظلية. ولكن لأنّ أمة
النبيّ صلى الله عليه وسلم المرحومة ظلت محفوظة بفضل الله تعالى من المفاسد التي
واجهتها أمة عيسى عليه السلام، ولا يزال في هذه الأمة آلاف الصلحاء والأتقياء
الراغبين عن الدنيا الدنية، ويدوّي في المساجد صوت التوحيد خمس مرات يوميًا بحيث
تصل موجات التوحيد المُحَمَّدي إلى عنان السماء، فمتى كان لروحانية النبيّ
صلى الله عليه وسلم أن تهيج لهذا؟ كما هاجت روح المسيح عليه السلام بسبب مواعظُ
المسيحيين المسيئةُ وأعمالُـهم المنفِّرة وتعليماتُهم المشركة وتدخّلُهم غير
المبرر في النبوّة وإشراكهم بالله؟ لم يكن ممكنًا أن يحدث هذا الهياج في
هذا الزمن في روح موسى عليه السلام أيضًا من أجل أمته لأنها قد هلكت الآن ولم يبق
من ذريتهم على وجه الأرض إلا بضع مئات من الآلاف، وينطبق عليهم أيضًا قول الله تعالى:
{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ}، وهم غارقون في الأفكار
الدنيوية وساقطون من الأنظار".
فهل وجود عقيدة شركية في الأمة لا يعتبره الميرزا من الفساد واجب الإصلاح
من المُجَدِّدِيِن والمُحَدَّثين وكلهم من المُلْهَمِين والمدعومين بالروح القدس.
وهناك نص آخر مهم في بيان
حفظ الله تعالى لكتابه ولدينه ليس فقط بحفظ كلمات القرآن الكريم من التحريف الحرفي،
ولكن أيضًا من التحريف المعنوي، فيبقى القرآن الكريم محفوظًا بكلماته وبفوائده
ودلالاته.
يقول الميرزا([17]): “فليكن واضحًا
أيضًا في هذا المقام أنّ الله جلّ شأنه يقول في القرآن الكريم: {إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وفي ذلك تصريح أن هذا الكلام سيبقى حيًا إلى الأبد، وسيكون دائمًا مَن
يحافظ على نضرة تعليمه ويفيد به الآخرين،
وإذا طُرح سؤال: ما الفائدة من وجود القرآن التي تتوقف عليها حفظه الحقيقية؟ فهذا
يتبين من آية أخرى هي: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ}. تتلخص هذه الآية أن للقرآن الكريم فائدتين عظيمتين جاء النبيّ -
صلى الله عليه وسلم - لإيصالهما إلى الآخرين، أولاهما: حكمة القرآن الكريم، أي
معارفه ودقائقه، ثانيتهما: تأثيره الذي يؤدي إلى
تزكية النفوس. إن حفظ القرآن لا ينحصر فقط في أن تحفظ نُسَخه المكتوبة جيدًا لأن هذا ما فعله اليهود والنصارى أيضًا في بداية
الأمر حتى أحصَوا النقاط في التوراة أيضًا، بل المراد هنا هو حفظ فوائد القرآن وتأثيراته أيضًا إلى جانب حفظه الظاهري، وهذا الحفظ لا
يتأتّى - بحسب سنة الله تعالى - إلا إذا ظل يأتي بين فينة وفينة نائبون للرسول
يملكون بصورة ظلية كافة نِعم الرسالة والذين أُعطُوا جميع البركات التي يُعطَاها
الأنبياء، كما أشير إلى هذا
الأمر العظيم في آية أخرى وهي: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى
لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ} والحقيقة أن هذه الآية تفسر آية أخرى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وتردّ على سؤال عن كيفية حفظ القرآن. فيقول الله تعالى بأني
سأُرسل خلفاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بين حين وآخر، ولقد اختير كلمة "الخليفة"
للإشارة إلى أنهم يكونون
نائبي النبيّ وسينالون نصيبًا من بركاته كما حدث في الأزمنة الخالية. وعلى
يدهم يزدهر الدين ويتمكّن، وسيُبدَّل الخوف أمنا. أي سيأتون في وقت يكون الدين فيه
عرضة للفُرقة. ومَن كَفَر وتمرد بعد مجيئهم فأولئك هم الفسقة والفجرة. وهذا
ردٌّ على بعض الجهلاء الذين يتساءلون هل يجب علينا الإيمان بالأولياء.
فيقول الله تعالى لا شك أنه واجب، والذين يخالفونهم هم الفاسقون إذا ماتوا على
المعارضة"
التعليق:
أولا: الميرزا يقر بأنّ آية حفظ القرآن تدل على أنّ
القرآن الكريم سيبقى حيًا، وأنّ الله تعالى هو من سيحافظ على نضرة تعليمه
وتأثيراته المفيدة المباركة وإفادة الآخرين، فكيف يتفق إخفاء عقيدة صحيحة وإفشاء
عقيدة شركية – كما يدّعي الميرزا – مع القول بنضارة التعليم، والتعليم ليس في
الحفاظ على الحروف وظاهر رسم القرآن الكريم كما فعل اليهود كما يقول الميرزا، بل التعليم
يكون في كل ما يستفاد من النص.
ثانيا: الميرزا يقر بمجيء نواب للرسول صلى
الله عليه وسلم بين فينة وفينة، أي على مدى السنوات بعد سَيِّدنا مُحَمَّد صلى
الله عليه وسلم، كما يقر بأنّ هؤلاء المجددين فيهم كافة نِعم الرسالة ظليًا
وأُعطُوا جميع البركات التي يُعطَاها الأنبياء، فهل هؤلاء المجددون بما فيهم من
صفات لا يعلمون أنّ هناك فساد في العقيدة فيأتون لإصلاح أمور هي أقل من إصلاح
العقائد، لو كان فعلًا هناك فساد في العقيدة، بل الحق كما قال الميرزا في نصوص
سابقة إنّ الله تعالى حفظ دين الأمة بالمجددين.
ثالثا: الميرزا يقر بأنّ آية الاستخلاف كما يسميها هو
"لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ" عنت المجددين وعلماء الأمة
وكل من لهم القوة العلمية ليجددوا دين الأمة، ويؤكد أنّ آية الاستخلاف
تفسر آية حفظ الله للذكر.
رابعا: الميرزا يحاول إرهاب المسلمين بأنّ من ينكر ولاية
الأولياء هو فاسق مؤاخذ، والحق – والله أعلم – أنّ الفسق المشار إليه في الآية في
إنكار الإسلام ككل، ومبدأ الاستخلاف كما ورد في الآية الكريمة، فلا يوجد ما يدل
على حتمية الإيمان بأنّ فلان وليّ أو مُحَدَّث أو مجدد([18])
إلا من ذكره سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أنه مُحَدَّث وهو سَيِّدنا عمر
بن الخطاب رضي الله عنه كما في الحديث الشريف([19]).
والميرزا يقرّ أن
المؤاخذة من الله تعالى لا تكون إلا فيمن ينكر نبوة نبيّ تشريعي، يقول الميرزا
غلام([20]): “النكتة الجديرة
بالذكر هنا أن الأنبياء الذين يأتون بشريعة، وأوامر جديدة من الله، هم الذين يحق
لهم وحدهم أن يعتبروا منكريهم كفارًا وباستثناء النبيّ صاحب الشريعة؛ إنْ أنكر أحد
ما، أحدًا من الملهمين أو المُحَدَّثين وإن كانوا يحتلّون مرتبة عظيمة عند الله
وكانوا مكّرمين بمكالمة الله، فلا يصبح منكرهم كافرا".
وإذا كان الميرزا لم
يقبل أنْ يأتي الله تعالى في القُرآن الكريم بكلمة واحدة لها مدلول يخالف المدلول
المتكرر لنفس الكلمة في القُرآن، واعتبر أنّ هذا الفعل لا يفعله الله تعالى حتى لا
يترك خلقه يتيهون في متاهات الشبهات، فهل يقبل الأحمديون أن يترك الله تعالى
المسلمين بعقيدة شركية لمدة 1300 سنة!!!
يقول الميرزا([21]): “لأنه من غير
الممكن وبعيدٌ عن الفهم تمامًا أن يستخدم الله تعالى في كلامه الفصيح والبليغ -
ولا سيما في محل النـزاع والصراع الذي هو بمنـزلة معركةٍ حامية الوطيس في علّمه -
كلمات شاذة ومجهولة لم تُستعمَل في أي مكان في كلامه قط، ولو فعل ذلك لكان معناه
أنّه يريد أن يترك خلقه يهيمون في متاهات الشبهات، والمعلوم أنّه عز وجل لم يفعل
ذلك".
وفي المقابل نجد الميرزا
يقر بعناية الله باليهود، إذ حافظ لهم على عقيدة التوحيد لآلاف السنين. يقول
الميرزا: “وإلا فمن الواضح تمامًا أنّه لوكان في التوراة تعليم عن هؤلاء الآلهة
لَمَا أمكن بحال من الأحوال أن ينساه اليهود. لأنّ اليهود نُصحوا بشدة أن يتذكروا
تعليم التوحيد أولًا لدرجة أنْ أُمر كل واحد منهم أن يحفظه ويكتبه على قوائم أبواب
بيوته ويعلّمه أولاده. ثم تواتر أنبياء الله في اليهود لتعليمهم التوحيد
نفسه وظلوا يعلّمون التعليم نفسه. فكان من غير الممكن ومن المستحيل تمامًا
أن ينسى اليهود تعليم الثالوث([22])
مع كل هذا التأكيد وتواتر الأنبياء إلى هذا الحد، ويكتبوا بدلًا منه تعليم التوحيد
في كتبهم ويعلّموه أولادهم أيضًا، وأنّ يجدد مئات الأنبياء القادمون تعليم التوحيد
نفسه. إذًا، إن هذه الفكرة تتعارض مع العقل والقياس تماما"([23]).
إِذَنْ فكما قال الميرزا
في حق التوراة إنّ مسألة نسيان اليهود لعقيدة الثالوث لو كانت موجودة من الأصل في
التوراة إنها تتعارض مع العقل والقياس تمامًا، نقول نحن أيضًا إنّ فكرة إخفاء الله
تعالى لعقيدة صحيحة عن المسلمين وتركهم بعقيدة شركية 1300 سنة تتعارض مع العقل
والقياس.
ويقول الميرزا([24]): “الشرط الأول
للبلاغة هو أن يكون المتكلم قادرًا جيدًا على بيان ما يضمره قلبه، ويبين بوضوح تام
ما يريد بيانه دون أن يبقى فيه غموض، ولا يقول كلامًا مبهمًا وبلا معنى مثل
البُكم. غير أنّه لوكان من مقتضى الحكمة إخفاء أمر أو بيانه كسِرٍّ مكنون، لعُدّ
بيانه في ثوب الخفاء بلاغةً. ولكن التوحيد الذي عليه مدار النجاة كلها ليس بالأمر
الذي يجوز إخفاؤه"
فالتوحيد مثله مثل
النبوّة والرسالة من العقائد الدينية واجبة الإيضاح وعدم الإبهام، فكيف يكون كلام
الله تعالى بليغًا وفيه خفاء في العقيدة.
والآن قد ظهر لنا بوضوح التناقض والاختلاف في كلام الميرزا، فهل مثل هذا
التناقض يكون في كلام العقلاء أو الصادقين؟ إنّ وجود الاختلاف والتناقض في كلام
الميرزا هو ممّا يثبت بطلان دعوته بالكامل، وقمة التناقض أنّ الميرزا ذكر رأيه في
مسألة إخفاء العقيدة الصحيحة في كتاب (مرآة كمالات الإسلام) في الجزء منه المسمى
"التبليغ" صفحة 35، وذكر ما يناقضه بقوله بحفظ الله تعالى لعقيدة
المسلمين وإصلاح الفساد الذي قد يطرأ عليها في نفس الكتاب حيث ادعى أنّ روحانية
سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كانت تنزل في شكل المُجَدِّدِيِن
والمُحَدَّثين كلما كان هناك فساد في الأمة.
يقول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرآن وَلَوكَانَ مِنْ عِنْدِ
غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرًا}([25])، أي أن وجود الاختلاف
والتناقض في أي كتاب يدّعي صاحبه أنه من الله تعالى أو في كلامه وحي من الله، فإنه
يثبت يقينًا أنّ هذا الرجل مدعي على الله تعالى بالكذب، وهذا أيضًا رأي الميرزا
فقد قال في كتابه (قول الحق) 1895م في صفحة 35: “أمّا الآن فالموضوع الذي بدأناه
آنفًا هو أنه لماذا يوجد هذا الاختلاف والتناقض في أشعار باوا المحترم([26])، وكيف نقرر أن
بعض هذه الأشعار المتناقضة من نظمه وبعضها الآخر من الآخرين"،
وفي صفحة 36 يقول الميرزا غلام: “ فمن البَيِّن الجلي أنه
لا يمكن أن يصدر من قلب واحد أمران متناقضان، لأنّ الإنسان في هذه الحالة إما يكون
مجنونًا وإما منافقًا "، وفي صفحة 36 يقول الميرزا غلام: “لكن من
البديهي أنّ كلام الصادق والعاقل ونقي القلب يخلو من التناقض، إلا أنه إذا كان
هناك غبي ومجنون أو منافق يؤيد بدافع التملق فلا شك أنّ كلامه يتناقض".
إِذَنْ
التناقض والاختلاف في النصوص المتعددة لكاتب واحد فهذا يعني أنه مجنون أو منافق أو
كذاب، وإما أنّ هناك من حرَّف الكلام إما بالإضافة، أو بالحذف، أو بالتغيير.
ويقول الميرزا([27]) إنّ الكاذب هو من
يكون في كلامه تناقض: “ هنا يجب أن يتنبّه الذين يعُدّون أناسًا مثله مشايخ وأمناء
ويستعدون للعمل بما يقولون إلى أن هذه هي حالة أمانتهم. والمعلوم أن كلام
الكاذب يكون مبنيًا على التناقض حتمًا".
ونعود لموضوعنا الرئيسي؛ وهو التناقض بين ما قاله الميرزا بإخفاء الله تعالى عن المسلمين عقيدة صحيحة، وتركهم يعبدونه بعقيدة فاسدة شركية، وبين قول الميرزا إنّ نوّاب سَيِّدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم الخلفاء من المجددين والمُحَدَّثين والأولياء كانوا يأتون لإصلاح أي فساد في الأمة، وأنه لم يحدث فساد عقائدي في الأمة بدليل حفظ الله تعالى للقرآن من التحريف حرفيًا ومعنويًا.
وقد يجيب أتباع الميرزا عن هذا الاختلاف والتعارض في كلام الميرزا أنّ
الأقوال اللاحقة مثل ما جاء في جاء في كتاب (الفرق بين الأحمدي وبين غير الأحمدي)
وكان سنة 1905 وكتاب (الاستفتاء) وكان سنة 1907م تنسخ أقواله السابقة مثل ما جاء
في كتاب (مرآة كمالات الإسلام) سنة 1892م بخصوص نزول روحانية سَيِّدنا مُحَمَّد
صلى الله عليه وسلم في شكل المُجَدِّدِيِن والمُحَدَّثين لإصلاح فساد الأمة، وأنّ
العبرة بما ثبت مؤخرًا.
ولبيان ضعف وهوان هذه الإجابة المحتملة أتيت بكلام الميرزا نفسه في وصف
كتابه (مرآة كمالات الإسلام)، وما كتبه فيه بأنّه كتبه بتأييد وتوفيق وفضل ونصر من
الله، وليس هذا فقط؛، بل يقول إنّه يستحي أنْ يقول إنّه ألف هذا الكتاب بنفسه؛
لأنّ الله تعالى هو الذي نصره نصرًا عجيبًا في تأليفه من البداية إلى النهاية أي
كل ما كتبه فيه، ويقول إنّ الكتاب آيةٌ أظهرها الله عز وجل، وإنّ هذا الكتاب
نموذجٌ لقدرة الله وإلا فلا يمكن لمساعي الإنسان العادية أنْ تُنشئ هذا القدر من
كنوز المعارف، وإنّه يحتوي على حقائق القُرآن الكريم ومعارفه ولطائف كتاب الرب
العزيز، ويقول الميرزا أيضًا إنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قد شرَّف
الميرزا بالزيارة مرتين أثناء تأليف هذا الكتاب، وأظهر صلى الله عليه وسلم سروره
البالغ على تأليفه، وإنّه رأى أيضًا في أحد الليالي أنّ ملاكًا يرغِّب قلوب الناس
في هذا الكتاب بصوت عال ويقول ما نصه: “هذا كتاب مبارك، فقوموا للإجلال والإكرام"..
([2]) كتاب (التبليغ) 1892م هو جزء باللغة العربية من كتاب (مرآة
كمالات الإسلام)، ولكن جماعة الميرزا المسماة بالجماعة الأحمدية القاديانية نشرت
كتاب ( التبليغ) ككتاب منفرد في موقعهم الرسمي.
([10]) كتاب (الخطبة الإلهامية) سنة 1900م صفحة 8: " فانظر كيف ذكر
الله تعالى ههنا سلسلتين متقابلتين: سلسلة موسى إلى عيسى، وسلسلة نبيّنا خيرِ
الورى إلى المسيح الموعود الذي جاء في زمنكم هذا، وإنه ما جاء من القريش كما أن
عيسى ما جاء من بني إسرائيل، وإنه عِلْمٌ لساعةِ كافّةِ الناس كما كان عيسى
عِلْمًا لساعة اليهود."
([11]) "ولما كان وعد المشابهة في سلسلتي الاستخلاف وعدًا أُكّد
بالنون الثقيلة من الله صادق الوعد الذي هو أوّلُ من وفّى، اقتضى هذا الأمر أن
يأتيَ الله بآخر السلسلة المُحَمَّدية خليفةٌ هو مثيل عيسى، فإن عيسى كان آخر
خلفاء ملة موسى كما مضى، ووجب ألا يكون هذا الخليفة من القريش ".
([12]) يقول الميرزا في كتاب (تذكرة الشهادتين) صفحة 47: "
والعلامة الرابعة عشر للمسيح أنه ما كان من بني إسرائيل، لكونه بلا أب، ولكن مع ذلك كان النبيّ الأخير من السلسلة
الموسوية، وولد في القرن الرابع عشر، من بعد موسى عليهما السلام، كذلك أنا؛ فلست
انحدر من قبيلة قريش، وقد بعثت في القرن الرابع عشر، وكنت الأخير مبعثا."
([18]) "إنَّ اللهَ يبعثُ لهذه الأمةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من
يُجدِّدُ لها دينَها".
الراوي: أبو هريرة، المحدث: أبو داود،
المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4291، خلاصة حكم المحدث: رواه عبدالرحمن
بن شريح لم يجز به شراحيل.
5/7/2021
تعليقات
إرسال تعليق