القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (438) يطالب الله من يعبد آلهة غيره بالأدلة، والأحمديون يؤمنون بمدعي النبوة من غير دليل و يقولون "و إن يك كاذبا فعليه كذبه".

 



مقال (438) يطالب الله من يعبد آلهة غيره بالأدلة، والأحمديون يؤمنون بمدعي النبوة من غير دليل و يقولون "و إن يك كاذبا فعليه كذبه".

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/04/438.html?m=1

يستدل الأحمديون بأجزاء من آيات القرآن ليثبتوا باطلهم ، فيستدلون بالجزء " وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ "

ليقرروا المبدأ الباطل أنه ما علينا إلا أن نتبع من يدعي النبوة من غير طلب أي دليل، و إن يك كاذبا فعليه كذبه ، و إن كان صادقا و لم نتبعه فسوف يصيبنا بعض الذي يعدنا به ، و تجاهلوا بقية الآية الكريمة أن هذا الرجل المشار إليه في الآية قد جاء بالبيانات أي الأدلة القطعية التي تثبت أنه مرسل من عند الله تعالى.

قال تعالى: "وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ" [غافر : 28].

فنجد أن القرآن الكريم قد طالب من يعبدون آلهة باطلة بالأدلة التي تثبت صحة دعواهم هذه ، و إلا فهم كاذبون ، و بالرغم من أن مسألة الإله الواحد للكون حقيقة بديهية واضحة إلا أن القرآن لم يعتمد على أنها بديهية و لكنه طلب ممن يعتقد بوجود آلهة غير الله تعالى أن يثبتوا صحة هذا الإدعاء بالأدلة إن كان عندهم أدلة .

و بالرغم من أن هذا الأسلوب في القرآن شائع و متكرر إلا أننا نجد الكثير من الأحمديين القاديانية يتجاهلون هذا المبدأ البديهي الثابت نقلا و عقلا و يجنحون الى هوى النفس في اتباع مدعي النبوة من غير أي دليل قطعي الثبوت و الدلالة على نبوته .

و الأدهى من ذلك أنهم حتى خالفوا طريقة الميرزا غلام نبيهم نفسه حيث ينكر مسألة الإيمان بلا دليل و بخاصة في حواراته مع المسلمين و النصارى و الهندوس ( يمكن مراجعة كتاب " إتمام الحجة " تأليف الميرزا غلام الصفحة 60 و 61.

و سأستعرض بعض الآيات من القرآن الكريم المثبتة لمطالبة القرآن بالإتيان بالأدلة القطعية و قد سماها " سلطان " دلالة على أن الأدلة المطلوبة لا بد أن تكون في منتهى قوة الوضوح لإثبات صحة اعتقاد من يؤمنون بآلهة غير الله تعالى .

1- قال تعالى عن أهل الكهف في حوارهم : "هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا" [الكهف : 15]

و في تفسير القرطبي : 

يأتون عليهم بسلطان بين أي بحجة على عبادتهم الصنم . وقيل : عليهم راجع إلى الآلهة ; أي هلا أقاموا بينة على الأصنام في كونها آلهة ; فقولهم لولا تحضيض بمعنى التعجيز ; وإذا لم يمكنهم ذلك لم يجب أن يلتفت إلى دعواهم.


2- قال تعالى: "يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا" [النساء : 153] .

و في تفسير القرطبي : 

وآتينا موسى سلطانا مبينا أي حجة بينة وهي الآيات التي جاء بها ؛ وسميت سلطانا لأن من جاء بها قاهر بالحجة ، وهي قاهرة للقلوب ، بأن تعلم أنه ليس في قوى البشر أن يأتوا بمثلها 


3- قال تعالى: "وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" [الأنعام : 81] 

و في تفسير القرطبي : 

أي كيف أخاف مواتا وأنتم لا تخافون الله القادر على كل شيء ما لم ينزل به عليكم سلطانا أي حجة ; وقد تقدم . فأي الفريقين أحق بالأمن أي من عذاب الله : الموحد أم المشرك.

4- قال تعالى: "قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" [يونس : 68] 

و في تفسير القرطبي : 

إن عندكم من سلطان بهذا أي ما عندكم من حجة بهذا .

أتقولون على الله ما لا تعلمون من إثبات الولد له ، والولد يقتضي المجانسة والمشابهة والله تعالى لا يجانس شيئا ولا يشابه شيئا.

إذن واضح جدا مخالفة الكثير من الأحمديين للمنهج القرآني في إثبات صحة الإعتقاد بالمطالبة بالأدلة القطعية.

والله أعلى و أعلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

د ابراهيم بدوي

18/4/2021

مقالات متعلقة بنفس الموضوع : 

مقال (361) " وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ " https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2020/03/361.html 

مقالل (304) يقول الميرزا :ما يُقدَّم بلا دليل غير جدير بالقبول. https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2019/04/304.html   

تعليقات

التنقل السريع