القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (464) هل الميرزا غلام يؤمن بالجن الشبحي على خلاف مع ابنه بشير الدين محمود الملقب بالمصلح الموعود ؟ الجزء الأول.

 


مقال (464) هل الميرزا غلام يؤمن بالجن الشبحي على خلاف مع ابنه بشير الدين محمود الملقب بالمصلح الموعود ؟ الجزء الأول.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2021/11/464.html

سنذكر في الجزء الأول أقوال و آراء الميرزا غلام القادياني في وجود الجِنِّ و هل هم خلق مختلف و مستقل عن الملائكة و البشر.

وما هي صفاتهم و ماهي الادلة على وجودهم ؟

و بإذن الله تعالى سنتكلم تفصيلا في الجزء الثاني عن رأي بشير الدين محمود ابن الميرزا غلام .

لماذا الاهتمام بموضوع الجِنِّة ؟ لأن الميرزا غلام القادياني كما يدعي هو و معه أتباعه أنه هو الحكم العدل , و أن من أهم أسباب بعثته للأمة الاسلامية أنه يوضح التفاسير الصحيحة للقرآن للمسلمين و لأنه مجدد و لأنه نبي و رسول فكلامه - كما قال هو - بحول الله و قوته و أن الله لا يتركه على خطأ طرفة عين , و أن الملهم لا يصح تفسير الهامه الا بنفسه و ليس بأحد غيره لأن فهمه لوحيه من الله ايضا . فحينما يخالف بشير الدين محمود تفسير الميرزا غلام فهو يناقض كل ما سبق اذ يرى ما لم يراه الميرزا , بل يناقض ما قاله الميرزا !!! لذلك فان الاهتمام بالتناقضات بين الميرزا و بين اتباعه سواء كان ابنه او غيره فهو من الامور التي تبين أن هذه الجماعة الاحمدية ليست جماعة دينية اسلامية كما تدعي و انما هي جماعة ضالة ربحية تسعى لجمع التبرعات و الاموال من الاتباع باغرائهم بالتفسيرات العقلانية للقرآن حتى لو خالفوا نبيهم الميرزا غلام .

قبل أن نبدأ بترتيب زمني لكتب الميرزا أحب أن آتي بملخص لكلام الميرزا غلام بما جاء في كتابه "مرآة كمالات الاسلام" الالهامي الكبير و المؤيد من الله و سوله – كما يدعي هو – ففي هذا الكتاب معلومات مهمة عن الجِنِّة و الجِنِّ, و سوف أنقل لكم النص كاملا لاحقا أثناء السرد الزمني من كتب الميرزا غلام .

و هذا هو ملخص كلام الميرزا غلام  :

  1-   أن الجِنِّة أرواح خبيثة .

  2-   و أن الله تعالى تكلم في سور الجِنِّ بلسان حال الجِنِّة.

 3-   وأنهم يعرفون بعض أخبار الغيب فيدلون بها للكهنة قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و أن هناك أحاديث كثيرة تؤيد ما جاء في سورة الجن .

 4-    و للانسان قرين من الجن يرافقه و يسمى شيطان و ابليس و هو داعي الشر, و كذلك قرين يرافقه من الملائكة و هو داعي الخير و يسمى الروح القدس.

 5-   و أن قوانا وحدها لا تكفي لاكتساب الخير أو الشر، بل نحن بحاجة إلى مُـمِدَّات ومعينات خارجية أي خارج الانسان , و أن هذا الدليل وحده يثبت وجود الملائكة و الجِنِّة.

 6-   و أن تلك الممدات والمعينات الموجودة في الخارج أي خارج الانسان لا نعلم كنهها وكيفيتها، ولكنه معلوم يقينا أنها ليست الله تعالى مباشرة ولا قوانا ومَلكاتنا بل هي خلقٌ آخر غير هذين القِسمين أي الله و الانسان ، وتملك كيانا مستقلا.

  وأن الجِنِّة لا يمكن رؤيتهم لعامة الناس -7

فيقول : ليس ضروريا أن نُري روحَ القدس أو الشيطانَ عيانا لكل قلب مظلم، وإن كان العارفون يرونهما إذ يمكن رؤيتهما في الكشوف.

  8-   ويقرر الميرزا غلام : أنه بهذه الطريقة يثبت وجود روح القدس والشياطين، ولا يثبت فقط بل يُرى بكل جلاء. ولكن الأسف على الذين أنكروا وجود الملائكة والشياطين متأثرين بظلمة الفلسفة الباطلة

  9-   ثم يقرر الميرزا غلام أن هذه المسألة من المسائل التي لإثباتها أفرده الله تعالى في استنباط الحقائق من القرآن الكريم.

    و نلاحظ موافقة ما يقرره الميرزا غلام بشكل ما مع ما جاء في القرآن الكريم  , بينما كما سنرى في الجزء الثاني أن بشير الدين محمود لا يقر اطلاقا بأن الجِنِّة مخلوقات مستقلة شبحية غير مرئية , و أن الإعتقاد بالشبحية وانهم خلق مستقلون غير الملائكة و البشر يتعارض من القرآن الكريم .

والان مع بعض النصوص من كلام الميرزا غلام كما ورد في كتبه بالترتيب الزمني:

أولا كتاب البراهين الأحمدية 1- 4 لسنة 1880 الى 1884 :

يقرر الميرزا غلام و هو يتكلم عن عظمة القرآن الكريم و رأي كفار قريش :

يقول :

" وحين رُدَّ عليهم في القرآن الكريم بأنه إذا كان القرآن من صُنع جماعة من العلماء والأدباء والشعراء فلهم أيضا أن يأتوا بنظيره مستعينين بجماعة مثلها حتى يثبت صدقهم. ولكنهم لزموا الصمت والوجوم وتخلوا عن هذا الرأي أيضا وأبدوا رأيا ثالثا وهو أنه قد أُلِّف بمساعدة الجن وليس ذلك من فعل البشر. ولقد ردّ الله تعالى على ذلك ردًّا مفحما حتى عجزوا عن أن ينبسوا تجاهه ببنت شفة كما في قوله تعالى: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (التكوير: 24-26)،

وقوله: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا( (الإسراء: 89)..

أيْ أن القرآن الكريم يشمل كل نوع من أمور الغيب، وبيان هذا القدر من الغيب ليس بوسع الجنّ...انتهى النقل

و يقول :

" فأكرر وأقول: قبل أن تتجشموا عناء البحث عن كلام مثل القرآن الكريم، من واجبكم أن تتأكدوا هل هناك كلام آخر ادّعى ما ادّعاه القرآن الكريم كما رأيتم في الآيات المذكورة آنفا؟ لأنه لو لم يدّع متكلِّم أن كلامه عديم النظير والمثال ويعجز عن مواجهته والإتيان بنظيره الجن والإنس كلهم أجمعون، لكان مَثل عدِّ كلامه عديم النظير دون مبرر كمثل ما يُقال في المثل الأردي ما مفاده: المدّعي لا يحرك ساكنا ولكن الشهود متحمسون." انتهى النقل

  نلاحظ  

أن الرأي الثالث الذي ذكره الميرزا غلام نقلا عن قريش هو نفس رأي الميرزا غلام في كتبه وبخاصة كتاب " مرآة كمالات الاسلام " .

الميرزا غلام يقرر أن الجِنِّة يعلمون بعض الغيب و لكنه ليس كما في القرآن و لا يسعهم ذلك , كما أنهم من غير البشر.

ثانيا كتاب فتح الاسلام توضيح مرام ازالة الاوهام 1890 

يقول الميرزا غلام :

"ولكن شريعة القرآن لم تفعل ذلك [إبراهيم بدوي : أي لا يسمح بعبادة الملائكة أو الجِنِّة، بل ذكرت النفوس النورانية، المرتبطة بالأجرام السماوية والعناصر والدخانات ارتباط الروح بالجسم، باسم الملائكة أو الجِنِّة " انتهى النقل

و لأن الميرزا غلام كان قد تعلم الكثير – كما يقرر هو – من علم الفلك على يد أبيه فهو يعلم جيدا أن هناك نفوس مرتبطة بالاجرام السماوية و غيرها ارتباط الروح بالجسد و أنها تسمى الملائكة و الجنة كما يدعي هو.

ثالثا : كتاب مناظرة دلهي 1891 

يذكر عالم الاحمدية محمد أحسن الامروهي أن الكفر و الكفار كانوا موجودين من قديم الازل متمثلا ذلك في كفار الجِنِّ .

يقول :

قلتُ: إن كفار الجِنّ كانوا موجودين، ففي أيّ زمن لم يوجد أيّ كافر؟انتهى النقل

رابعا : كتاب مرآة كمالات الاسلام 1892

يقول الميرزا غلام :

" والآن يجب أن يكون معلوما أن العرب بسبب الأفكار التي انتشرت فيهم من كهّانهم كانوا يعتقدون بشدة أنه عندما تسقط النجوم.. أيْ الشهب بكثرة يولَد شخص عظيم. وخاصة كهانهم الذين كانوا يُنشئون نوعا من العلاقة بالأرواح الخبيثة وكانوا يُدلون بأخبار الغيب "

ويقول :

" كما شهد الله تعالى في سورة الجن على هذا الحادث بلسان حال الجن فقال:

" وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا? (الجن: 9-10هناك أحاديث كثيرة تؤيد هذه الآيات

وقد أورد الإمام أحمد رحمة الله عليه الحديث التالي: "حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِيِه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِن الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِن الْمَلَائِكَةِ. قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ وَإِيَّايَ لَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ. انفرد بإخراجه مسلم

فمن هذا الحديث يتبين بكل وضوح أنه كما وُكِّل بالإنسان داعي الشر الذي يرافقه دائما، كذلك موكَّل بكل بشرٍ داعِ الخير أيضا الذي لا يهجره في حال من الأحوال بل هو قرينه ورفيقه دائما "

ويقول :

" بل بقدر ما نمعن النظر ونستخدم فكرنا وذهننا نرى بكل صراحة ووضوح أن هناك عِلَلا تتوسط بيننا وبين الله تعالى لنيل كل نوع من الفيض، وبواسطتها تنال كل قوة فيضا بقدر حاجتها. فمن هذا الدليل وحده يثبت وجود الملائكة والجِنَّة أيضا، لأن الذي نريد إثباته هو أن قوانا وحدها لا تكفي لاكتساب الخير أو الشر، بل نحن بحاجة إلى مُـمِدَّات ومعينات خارجية تملك تأثيرا خارقا للعادة، ولكن تلك الممِدَّات والمعينات ليست هي الله تعالى بذاته مباشرة ودون واسطة، بل بواسطة بعض الأسباب "

ويقول :

" إن مطالعة النواميس الطبيعية كشفت لنا بالقطع واليقين أن تلك الممدات والمعينات موجودة في الخارج وإن لم نعلم كنهها وكيفيتها، ولكنه معلوم يقينا أنها ليست الله تعالى مباشرة ولا قوانا ومَلكاتنا بل هي خلقٌ آخر غير هذين القِسمين، ويملك كيانا مستقلا. وعندما نسمِّي أحدهما الداعي إلى الخير فسندعوه روح القدس أو جبريل، وحين نسمي غيره داعيا إلى الشر نسميه شيطانا وإبليس أيضاليس ضروريا أن نُري روحَ القدس أو الشيطانَ عيانا لكل قلب مظلم، وإن كان العارفون يرونهما إذ يمكن رؤيتهما في الكشوف "

ويقول :

" ولكن ما سبيل الاستدلال للمحجوب إلا أن يؤمن بوجود ذلك المؤثِّر الحقيقي بالنظر إلى المتأثِّراتفبهذه الطريقة يثبت وجود روح القدس والشياطين، ولا يثبت فقط بل يُرى بكل جلاءولكن الأسف على الذين أنكروا وجود الملائكة والشياطين متأثرين بظلمة الفلسفة الباطلة، وبذلك أنكروا البينات والنصوص القرآنية الصريحة وسقطوا في هوّة الإلحاد لغبائهم. "

ويقول :

" فليكن واضحا هنا أن هذه المسألة من المسائل التي لإثباتها أفردني الله تعالى في استنباط الحقائق من القرآن الكريم، فالحمد لله على ذلك." انتهى النقل

خامسا : كتاب التبليغ 1893 

يقول الميرزا غلام  :

أيها الأعزةُ.. إن حضرة الله تعالى حضرةٌ عجيبةٌ، وفي أفعال الله أسرارٌ غريبةٌ، لا يبلغ فهم الإنسان إلى دقائقها أصلافمن تلك الأسرار تمثُّل الملائكة والجنِّ " اه

نلاحظ :

أن الميرزا غلام  يفرق بين الملائكة و بين الجنة فهم ليسوا كيانا واحدا .

و أن تمثل الملائكة مثل تمثل الجِنِّة, و التمثل هو الوجود في حالة مادية جديدة غير الحالة السابقة غير المرئية و تكون في الحالة الجديدة مرئية واضحة للكل لا فرق بين الانسان العادي في الرؤية و بين العارفين كما يقرر الميرزا و كما قرر في كتاب "مرآة كمالات الاسلام " .

سادسا كتاب حمامة البُشرى 1894 

يقول الميرزا غلام :

نزول الملائكة ونزول الجنة وغيرها.. متشابهة يشابه بعضها بعضا، ولا شك أن لها حقيقة واحدة من غير اختلاف وتفاوت، ولا شك أن هذه الواقعات كلها منسلكة في سلك واحدانتهى النقل

وفي قول آخر له ينعت سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  بأنه فخر الانس و الجان.

سابعا كتاب سِرُّ الخلافة 1894 

يخاطب الميرزا غلام أحد المعارضين فيقول :

ومع ذلك إن كنتَ يصعب عليك ذكرُ مجدد آخر الزمان باسم عيسى في أحاديث نبي الإنس ونبي الجان انتهى النقل

يقرهنا الميرزا غلام بأن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  كما أنه نبيّ الانس فهو أيضا نبيّ الجان , فلو كان الجان و الجِنِّة من البشر المختبئين في القصور كما يقرر بشير الدين محمود فلماذا يقول الميرزا غلام نبيّ الانس و نبي الجان فكان يكفي بأن يقول نبيّ الانس .

و في نص آخر شعري يقول الميرزا غلام مدحا لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  :

" فنوّرتْ ملّـةٌ  كانت  كمعدومٍ ضعفًا ورجمتْ ذراري الجانّ  بالشهبِ "

فهو هنا يقر بأن الجان بسبب بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم  يرجمون بالشهب , و أنهم يتوالدون و لهم ذراري .

ثامنا كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى 1902 

يمدح الميرزا غلام القرآن الكريم فيقول :

وإنه كلام الله المعجز ما قرع مثله آذانا، ولا يبلغه قول الجنّ والإنس شأنا " انتهى النقل

تاسعا : كتاب ينبوع المعرفة 1907 

يقول الميرزا غلام :

بعض الناس لا يؤمنون بوجود الله مع كونهم مسلمين، وقد ارتدى البعض لباس أتباع مذهب الطبيعة والفلسفة وأنكروا قدرات الله الخارقة للعادة. ويعيشون عيش التحرر والخلاعة تماما، يسخرون من الصلاة والصيام والحج والزكاة والجنة والنارينكرون الملائكة والجِنّ نهائيا انتهى النقل

انتهى كلامي بخصوص اعتقاد الميرزا غلام في الجِنِّة كما جاء في كتبه المنشورة بالموقع الرسمي للأحمديين .

و بعد كل هذا البيان الواضح من كلام الميرزا غلام بخصوص خلق الجِنِّة فكما رأينا من الكثيرمن الناس يكفرون بالقرآن الكريم مع وضوح ما فيه سواء في الماضي او حاليا أو مستقبلا فلا نستغرب أن من الاحمديين أتباع الميرزا غلام من يؤمن بكلام ابنه بشير الدين محمود ضاربين بكلا الميرزا غلام عرض الحائط أو يحملون كلام الميرزا غلام معانٍ لم تخطر حتى على بال الميرزا غلام نفسه .

والله المستعان

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

د.إبراهيم بدوي

6/11/2021


تعليقات

التنقل السريع