مدونة ابراهيم بدوي
مقال (517) الميرزا غلام وابنه محمود يستغلان فقه نسخ الأحكام لتقرير تغييرات في عقيدة النبوة واختيار الله تعالى للأنبياء.
معلوم أن النبوة من أصول العقيدة، ومعلوم ان النبوة لا تنال الا بتسمية الله تعالى لمن يجتبيه نبيا، ولا تثبت النبوة بغير ذلك حتى لو كان المرء يدعي علم الغيب من الله، فالله تعالى بيّن أن صاحب موسى عليه السلام - الخضر -يعلم من لدن الله تعالى بعض الغيب اليقيني، ولكن الله تعالى لم يسمه نبيا، وبهذا بالفعل أقر الميرزا غلام بأن الخضر ليس بنبي ولا رسول لان الله لم يسمه نبيا في الكتاب اي في القرآن.
والنبي مهما كان قدره عند الله تعالى فان الله تعالى لا يمنح النبوة لأحد حتى لابنائه او اخوانه، ولنا في سيدنا نوح عليه السلام المثل فلم يكن ابنه نبيا بل كان كافرا منافقا، ولنا ايضا المثل في سيدنا موسى عليه السلام المثل، حيث طلب من الله تعالى ان يجعل اخاه هارون وزيرا يعينه، فجعله الله تعالى نبيا.
والميرزا غلام بفسه يقر بأن النبوات السابقة عليه اي من آدم الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت مباشرة (كتاب حقيقة الوحي صفحة 133 بالحاشية) .
ولكننا نجد بشير الدين محمود كي يثبت ان نبوة الميرزا حقيقية مثل نبوات الانبياء السابقين يقرر التالي:
1- انه لا يوجد في القرآن ما يثبت ان النبوات السابقة كان لا بد ان تكون بشكل مباشر.ويؤمن بذلك فقط بالاستنتاج و الاستنباط.
2- ويقرر انه لا يوجد في القرآن نفي ان تكون النبوة من خلال فيض نبي اخر، وبناء على ذلك يعتبر محمود انه من الجهل أن يقال انه لا بد من الاجتباء المباشر للنبوة ولا يكون من خلال فيض نبي آخر.
وبالتالي فان بشير الدين محمود يؤسس لمبدأ خطير: انه ما لا يوجد في القرآن تصريحا ويقبله العقل استنتاجا و استنباطا فيمكن اعتباره كأنه موجود بالفعل.
قد ينطبق هذا على فقه الاحكام، فما لا يحرمه الله ورسوله فهو حلال مباح الا اذا ثبت ضرره القطعي، ولكن العقيدة لا تثبت بهذه الطريقة، العقيدة تثبت فقط بالتصريح بنصوص قطعية، بل محمود نفسه يقرر هذا المر في كتابه (القدر الإلهي) صفحة 7 حيث يقول :"أعلموا أن جميع المسائل الإيمانية التي لا يُسلم أحد بدون الإيمان بها واردة في القرآن الكريم، ولا تنبني على الأحاديث لأنها لا تُفيد إلا علما ظنيا. فلا بد لنا من الرجوع إلى القرآن الكريم لمعرفة ما يدخل في الإيمانيات من مسائل. فما عُدّ إنكاره كفرًا في القرآن الكريم دخل في الإيمانيات، وما لم نعثر له على شهادة من القرآن الكريم فهمنا أن الكلمات المستخدمة فيه جاءت لبيان أهميتها والتأكيد عليها فحسب"انتهى النقل
فقول محمود "وما لم نعثر له على شهادة من القرآن الكريم"، فالشهادة لا تثبت الا بالتصريح ولاتثبت بالمجاز والاستعارة، ولا تثبت باعتبار ما ليس موجودا تصريحا فيمكن اعتباره موجود عقلا.
والذي يؤكد ان الاحمديين يحاولون استغلال فقه الاحكام المتغير للتدليس والتلبيس على الناس في امور النبوة و العقيدة، ان الميرزا يقرر في تفسيره لاية خاتم النبيين من سورة الاحزاب ان عدم سماح الله تعالى ان يسمى المجددون والمحدثون انبياء وهم يستحقونها بالفعل كما يدعي حتى لا يحط ذلك من عظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويحدث خللا وتناقضا في ختم النبوة، وذلك مثل تغير امر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من منعه لزيارة القبور الى السماح بذلك بعد استقرار العقيدة لدى المسلمين.
بل محمود يقرر ان كل كلام الميرزا في مسألة نبوته قبل سنة 1901 منسوخ بما قرره في سنة1901م وما بعدها، فيقول في كتابه (حقيقة النبوة) صفحة 159:".... فلما ثبت أنه عليه السلام [يقصد الميرزا غلام] استخدم كلمة النبي بحقه مرارا في كتبه التي ألّفها بعد عام 1901م، وكذلك لما تبين من كتاب "حقيقة الوحي" أنه غيّر معتقده عن النبوة بعد تأليف كتاب ترياق القلوب، فقد ثبت بجلاء أن العبارات المكتوبة قبل 1901م التي نفى فيها كونه نبيا منسوخة الآن ولا يجوز الاحتجاج بها" انتهى النقل.
اللهم اني قد بلغت
اللهم فاشهد
د.ابراهيم بدوي
16/12/2023
مقال (520) محاولة هدم الاسلام عن طريق عقائد مبتكرة من الطائفة الأحمدية القاديانية.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/04/520.html
مقال (514) هل أصول الايمان والاعتقاد نعرفها بالاستنتاج؟ أم بالتصريح ممن له الحق في بيان أصول الايمان؟
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2023/12/514.html
#مدونة_ابراهيم_بدوي
تعليقات
إرسال تعليق