القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (525) الدليل الجديد على أن آية قطع وتين المتقول على الله تخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ولا تخص غيره.



 مقال (525) الدليل الجديد على أن آية قطع وتين المتقول على الله تخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ولا تخص غيره.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/05/425.html

في كتابي  "قطع الوتين" قلت إنّ محاولات الميرزا غلام وأتباعه كثيرة للاستدلال بآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة على صحة إدعائه للنبوة والرسالة، وكان من من أهم هذه الادعاءات أنّ الآيات من سورة الحاقة التي تتكلم على عقاب المُتَقَوِّل على الله سبحانه وتعالى، فكما أنها تخص سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم إلا أنها بالقياس عليه صلى الله عليه وسلم يجب تعميمها لتكون دليلًا نعرف به الصادق من المُتَقَوّل الكاذب، فإذا مرَّ على المتقول فترة زمنية تساوي مدة الوحي لسيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أي 23 سنة على الأقل ولم يمته أو يقتله الله تعالى فهو صادق، ويرى الأحمديون أن هذا ينطبق على حال الميرزا، وفي هذا البحث بفضل الله تعالى وتوفيقه أثبتُ بالأدلة خطأ ما ذهب إليه الميرزا غلام وأتباعه.

واليوم انتبهت إلى نص مهم جدًا في كتاب (التذكرة) الأحمدي، فقد ذكر فيه الميرزا غلام أن البعض من أصدقائه احتجوا لدى الميرزا غلام بأن آية قطع وتين المتقول على الله تعالى تخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط، ولم يكن لدى الميرزا دليلا علميا على ادعائه أن هذه الآية يمكن تطبيقها على كل من يتقول على الله تعالى، فماذا فعل الميرزا غلام ؟ 

ادعى أن الوحي والإلهام من ربه يلاش العاج جاءه وفهمه بأن ما فهمه الميرزا غلام هو الصحيح حصرا.

يعني الميرزا غلام يستدل على صحة تفسير الآية الكريمة بادعاء و ليس بأدلة معتبرة .

ولكن مَنْ هو أحد أصدقاء الميرزا غلام الذي خالف الميرزا في تفسير الآية الكريمة ؟ 

هو من أهم أصحاب الميرزا غلام كما يظهر من صورة الصفحة 405 المرفقة ، إنه محمد أحسن الأمروهي، وهل تعلمون من هو محمد أحسن الأمروهي ؟

هو الوحيد من أصحاب الميرزا الذي نقل الميرزا حواره مع علماء المسلمين في كتاب الميرزا (مناظرة دلهي)، وهو من كان يقوم بالتحسين في كتب الميرزا قبل الطباعة والنشر، كما ورد في كتاب (سيرة المهدي) تأليف البشير احمد ابن الميرزا، الرواية 104:" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حدثني المولوي شير علي أن المسيح الموعود؟ كان يقول: إن كتاباتي كلها منصبغة بصبغة الوحي لأنها كُتبت بتأييد خاص من الله تعالى. كان؟ يقول: في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها. كان المولوي المذكور يقول: كان الميرزا صاحب يرسل كتبه العربية ومسوداتها إلى الخليفة الأول والمولوي مُحَمَّد أحسن، وكان يوصيهما أن يحسّنوا إذا كان هناك ما يحتاج إلى التحسين. كان الخليفة الأول يقرأ المسودة ويرسلها كما هي ولكن المولوي مُحَمَّد أحسن كان يبذل جهدًا كبيرًا فيغير في بعض الأماكن كلمات بقصد التحسين. كان المولوي شير علي يقول: قال المسيح الموعود؟ في إحدى المرات: إن المولوي مُحَمَّد أحسن يقوم بالإصلاح والتحسين من ناحيته ولكني أرى أن كلمتي التي كتبتها هي المناسبة وفي محلها وهي الأفصح، أما ما كتبه المولوي المحترم فهو ضعيف، ولكني أبقي أحيانًا ما كتبه المولوي المحترم حتى لا يصاب بالإحباط بشطبي جميع كلماته المقترحة. أقول: كان دأب المسيح الموعود؟ أنه كان يرسل كراسات كتبه والتجارب الطباعية إلى العلماء مع هذه الوصية أن يحسنوا إذا وجدوا ما يحتاج إلى التحسين، وكان الغرض من ذلك أن يقرأ العلماء كتبه ويكونوا مطلعين على تعاليم الجماعة. هذا رأيي الشخصي وليس مبنيًا على رواية ما"

لم يستطع الميرزا غلام مواجهة محمد أحسن الأمروهي العالم الأحمدي الكبير إلا بمجرد الادعاء أن ربه يلاش العاج قال إن فهم الميرزا هو الصحيح حصرا.

وهذا هو نص كلام الميرزا غلام ، يقول:"احتجّ بعض (2) أصدقائي بحسن نيّة بأن قوله تعالى {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا ... } يخصّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط، فكيف يجوز لنا أن نستدلّ به على أن كل من يفتري على الله تعالى يهلك هو أيضًا؟ ... وفي الليلة التي شرحتُ فيها لصديقي هذه الأمورَ استولت علي الحالة التي تستولي علي عند نزول الوحي، وأُريتُ مشهدَ هذا الحوار مرة أخرى وتلقيتُ الوحي التالي:

"قُلْ إنّ هُدى الله هو الهدى."

أي: أن التفسير الذي فهَّمني الله تعالى لقوله {وَلَوْ تَقَوَّلَ ... } هو الصواب حصرا. (3) (الأربعين 4، الخزائن الروحانية، مجلد 17، ص 434 - 436)"

وفي الحاشية:  (2) ملحوظة من حضرة مرزا بشير أحمد - رضي الله عنه -: يتضح من رواية ميان وزير خان الأفغاني أن هذا إشارة إلى المولوي محمد أحسن. (انظرْ روايات الصحابة، مجلد 14، ص 363)

(3) المراد منه هو قول المسيح الموعود - عليه السلام - التالي: لو ادعى أحد النبوة وقال افتراءً منه إنه مأمور من عند الله تعالى، فمن المحال أن يعيش بقدر الزمن الذي عاشه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد إعلان نبوته. (الأربعين 4، الخزائن الروحانية، مجلد 17، ص 430("

وكما تلاحظون أنهم ذكروا اسم فقط محمد أحسن، ولكن الميرزا ذكر أن البعض من اصدقائه، يعني هناك غير محمد أحسن من احتجوا على الميرزا بنفس كلام محمد أحسن.

وإن شاء الله تعالى أضيف هذا النص السابق في النسخة الجديدة من كتابي، واضع رابط تحميلها قريبا .

وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) سورة الإسراء

والحمد لله رب العالمين.

د ابراهيم بدوي

27/5/2024





تعليقات

التنقل السريع