مقال (534) تعلم السفسطة من الميرزا غلام.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/08/534.html
السفسطة: هي مصطلح فلسفي يشير إلى نوع من الاستدلال يقوم على الخداع والمغالطة. بمعنى آخر، هي فن التلاعب بالألفاظ والبراهين لإقناع الآخرين بأفكار خاطئة أو مشكوك فيها. السفسطائي هو الشخص الذي يتقن هذا الفن ويستخدمه لتحقيق أغراض شخصية، مثل الفوز في الجدال أو التأثير على الرأي العام.
يسألون الميرزا عن النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول لا نبوة بعده صلى الله عليه وسلم، ولكن فقط خلفاء، ثم يقول في التوراة هناك رسل بعد موسى عليه السلام.
طيب طالما بعد سيدنا محمد فقط خلفاء، ما دخلنا بما في التوراة؟
أليست هذه هي السفسطة؟
رأي الميرزا بخصوص آية إكمال الدين:
1- يقول الميرزا([1]):"ثم
اعترض المعترض أنه ما دام الدين قد بلغ الكمال وتمت النعمة لم تعد هناك حاجة لمجدد
ولا لنبيّ. ولكن من المؤسف أن المعترض بقوله هذا قد اعترض على القرآن نفسه لأن القرآن
الكريم وعد بوجود الخلفاء في هذه الأمة كما سبق ذكره، وقال بأن الدين سيتمكّن
في عهدهم ويزول التزلزل والتذبذب، وسيُبدَّل الخوف أمنا. فلو لم يصح أيّ شيء من هذا
القبيل بعد اكتمال الدين لبطلت أيضًا الخلافة الممتدة على ثلاثين سنة بحسب زعم المعترض
لأنه ما دام الدين كان قد بلغ الكمال فلم تكن هناك حاجة لأحد. ولكن من المؤسف أن المعترض
الجاهل قدّم الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} بغير وجه
حق. متى قلنا بأن المجددين والمحدَّثين بمجيئهم إلى الدنيا يُنقصون في الدين
شيئا أو يزيدون([2])،
إنما قولنا إنه حينما يتراكم غبار الأفكار الفاسدة على التعليم المقدس بعد مرور الزمان
ويختفي وجه الحق الناصعُ يأتي المجددون والمحدَّثون والخلفاء الروحانيون لإراءة وجهه
الجميل([3]).
لا أدري من أين وممن سمع المعترض المسكين أن المجددين والخلفاء الروحانيين يغيِّرون
شيئا في الدين أو ينسخونه بعد مجيئهم إلى الدنيا. كلا، لا يأتون لنسخ الدين بل
يُبعثون لإراءة لمعانه وبريقه. وكما هناك آية في القرآن: {الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ} كذلك توجد في التوراة أيضًا آيات تفيد أن بني إسرائيل أُعطُوا
كتابا كاملا وجلاليا اسمه التوراة -هذا ما وصف به القرآنُ أيضًا التوراةَ- ومع ذلك
جاء بعد التوراة مئات الأنبياء في بني إسرائيل بغير كتاب جديد، وكان الغرض من مجيئهم
دائما أن يعيدوا مجددا إلى تعليم التوراة الحقيقي أناسا ابتعدوا عن تعليمها في زمنهم،
وليهبوا إيمانا حيا للذين تطرقت إلى قلوبهم الشبهات والإلحاد. فيقول الله جلّ شأنه
في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ
بِالرُّسُلِ} (1) ليؤيدوا تعليم التوراة ويصدِّقوها. ثم يقول في آية أخرى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا تَتْرى} (2). يتضح من كل هذه الآيات أن من عادة الله المستمرة أنه يرسل كتابه
ثم يرسل رسله حتما ليؤيدوه ويصدِّقوه. ولقد جاء لتأييد التوراة في زمن واحد قرابة أربع
مئة نبيّ ولا يزال الإنجيل يشهد على مجيئهم".
يسألون الميرزا عن النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول لا نبوة بعده صلى الله عليه وسلم، ولكن فقط خلفاء، ثم يقول في التوراة هناك رسل بعد موسى عليه السلام.
طيب طالما بعد سيدنا محمد فقط خلفاء، ما دخلنا بما في التوراة؟
أليست هذه هي السفسطة؟
د.ابراهيم بدوي
7/8/2024
تعليقات
إرسال تعليق