القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (537) نور الدين الحكيم يثبت سقوط نبوءة المصلح الموعود، ونبوءة زواج الميرزا من محمدي بيجوم.





مقال (537) نور الدين الحكيم  يثبت سقوط نبوءة المصلح الموعود، ونبوءة زواج الميرزا من محمدي بيجوم.

https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/08/537_15.html?m=1


يعتمد الميرزا في إثبات نبوته على الأدلة السماوية، ويقصد بها تحقق النبوءات المستقبلية، ومن أهم النبوءات التي استمر الميرزا في انتظار تحققها، ولم تتحقق أمام عينيه حتى مات ؛ نبوءة المصلح الموعود، ونبوءة زواجه من قريبته محمدي بيجوم.

وفي هذا المقال أتيت بنصوص لنور الدين الحكيم، من كتاب يروي سيرته ، من تأليف أحد علماء الطائفة الأحمدية القاديانية ، وهو منشور في مكتبة الموقع الرسمي للأحمديين ، وهذه النصوص تثبت أن الميرزا لم يذكر أن ابنه بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود، كما تدعي الجماعة الاحمدية القاديانية بالكذب والتدليس.

أما سقوط نبوءة زواج الميرزا من محمدي بيجوم، فإن نص كلام نور الدين كما يظهر من الصفحة رقم 446 من كتاب ( حياة نور) يثبت أن النبوءة لم تتحقق، ولم يتم إلغاءها كما يدعي الميرزا ، ولا أنه سيتزوجها في السماء ، ولا كما يهرطق البعض من الأحمديين ، أن مرافقة اسم الميرزا مع اسم محمدي كما في اعتراض المعترضين ، فهو زواج مجازي ، وهذا كان المراد من الزواج في نبوءة الميرزا ، وبالتالي فإن النبوءة قد تحققت من وجهة نظر هؤلاء المهرطقين، إذن كما سترى إن رأي نور الدين أن النبوءة لم تتحقق بالتأكيد في زمن الميرزا، وانما تأجل تنفيذها في الاحفاد لكل من الميرزا و قريبته محمدي بيجوم،   وعلى العموم فإن تفصيل كلام نور الدين في هذا الأمر،  سوف أوضحه أكثر في مقال لاحق بالتفصيل بعون الله تعالى.

والان نعود إلى نبوءة المصلح الموعود في رأي نور الدين الحكيم.

معلوم أنَّ الخليفة الأول نور الدين الحكيم هو الصاحب الأول للميرزا، وكان يرافقه على الدوام، وكان أعلم الأحمديين على الإطلاق، فعِلْمُ نور الدين بتفاصيل عقيدة المصلح الموعود، وأهميتها عند الميرزا، وعند الطائفة الأحمدية القاديانية ، من الأمور الأساسية بلا شك، ومن الضروري، لو كان يعرف نور الدين أنّ الميرزا قد حدد أحدًا من أبنائه؛ أنه هو من سيكون المصلح الموعود، فكان واجبا عليه أن يصرح بهذا للجميع، ولكننا سنرى في النص التالي من كلام نور الدين، أنّ الميرزا من بعد ما قرر أن ابنه مبارك أحمد هو من سيكون المصلح الموعود ، ثم مات مبارك صغيرا، فلم يحدد الميرزا  أحدًا من أبنائه أنه هو من سيكون المصلح الموعود.


يقول مؤلف كتاب (حياة نور)([1]):" ثم قال حضرته رضي الله عنه([2]):"لقد ترك حضرة المرزا المحترم ستة أولاد؛ فالحمد لله رب العالمين، فإذا تبين أنّ واحدًا منهم أو من ذريتهم كان هو الابن الموعود أي عمانوئيل العظيم الذي جاء ذكره في نبوءة المسيح الموعود عليه السلام فكيف تستطيعون أنتم أو ذريتكم أن تواجهوا العالم في ذلك الوقت؟".

:التعليق:

أولا: يقصد نور الدين بقوله " لقد ترك حضرة المرزا المحترم ستة أولاد"، أنَّ للميرزا حينما مات كان له ستة أبناء أحياء:

 أربعة ذكور وبنتان، وبيانهم كالتالي([3]):

1- الابن (سلطان أحمد)([4]).

من زوج الميرزا غلام الأولى السيدة (حرمت بي بي).

ومن زوج الميرزا غلام الثانية السيدة (نصرت جيهان) الابناء التالين:

2- (بشير الدين محمود) المولود في سنة 1889

2- (البشير أحمد) المولود في سنة 1893

4- (شريف أحمد) المولود في سنة 1895

5- (مباركة بيجوم) المولودة في سنة 1897.

6- (أمة الحفيظ) المولودة في سنة 1901.


ثانيًا: المستفاد من رأي الحكيم نور الدين:

1-  لم ينص نور الدين بأي كلمة، أنَّ الميرزا قد حدد مَنْ مِنْ أبنائه سيكون المصلح الموعود بعد موت الابن مبارك أحمد، حيث قد نص الميرزا بالفعل أنَّ ابنه مبارك أحمد هو من سيكون المصلح الموعود، كما في كتاب (ترياق القلوب) 1899م في مواضع كثيرة من الكتاب.

2-  قول نور الدين: "واحدًا منهم أو من ذريتهم"، يعني أنّ المصلح الموعود، قد يكون أحد الأبناء الذكور الثلاثة([5])، ولا يقصد سلطان أحمد، لأنّ سلطان أحمد ليس من الزوجة الثانية، حيث أنّ الميرزا قد تنبأ بأنّ المصلح الموعود سيكون من الزوجة الثالثة، ثم ارتد بعد ذلك وقرر أنه من الثانية.

3-   أيضا يظهر جليًا من قول نور الدين: "واحدًا منهم أو من ذريتهم"، أنه إن لم يكن المصلح الموعود من الأبناء الثلاثة الحاليين الذكور، فقد يكون من ذرية الستة أبناء، أي من ذرية الذكور الأربعة([6])، أو من الأبناء الذكور من ذرية الإناث.

4-  كما يؤكد نور الدين على إحتمالية أن يكون المصلح الموعود من ذرية الميرزا، وليس بالضرورة من أبنائه الحاليين؛ بقوله "فكيف تستطيعون أنتم أو ذريتكم أن تواجهوا العالم في ذلك الوقت"، أي في وقت لاحق؛ حيث قد يكون المصلح من الذرية، وتكون المواجهة معه من ذرية المعارضين للأحمدية وقتها.

واضح أنًّ رأي نور الدين؛ أنَّ الميرزا غلام لم يحدد بعد موت ابنه مبارك أحمد، من سيكون المصلح الموعود، وهذا يعني بالتأكيد كذب وتدليس الجماعة الأحمدية القاديانية، وبخاصة البشير أحمد، وعالمهم الكبير جلال الدين شمس، وكل علماء الجماعة، في محاولاتهم المستميتة لإثبات تحقق نبوءة المصلح الموعود، وأنَّ الميرزا غلام قد قرر أنّ بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود.

والآن مع نصوص أخرى في كتاب (حياة نور) تؤكد ما قرره نور الدين الحكيم:

أولا: في صفحة 427 ينقلون كلاما لنور الدين، حيث يقول:"... إنني آمل أن المجدد أي من وعد بمجيئة كمظهر للقدرة الثانية سوف يظهر بعد ثلاثين سنة بإذن الله تعالى...".


ويكمل مؤلف الكتاب في صفحة 428 تعليقًا على ما قاله نور الدين:" إنّ كلمات نبوءة حضرة الخليفة الأول رضي الله عنه واضحة تمام الوضوح؛ حيث يقول: إنني آمل أن يظهر المجدد أي من وعد بمجيئة كمظهر للقدرة الثانية بعد ثلاثين سنة بإذن الله تعالى، ومن العجيب أن حضرته قد ذكر هذا الأمر في ديسمبر / كانون الأول 1912م أي عندما كان قد مضى عام 1912م، وكملت ثلاثين سنة في نهاية 1942م، فبعد هذا الموعد في بداية سنة 1944 قد قام حضرة الخليفة الثاني أيده الله تعالى بنصره العزيز بالإعلان أنه الخليفة الموعود والمصلح الموعود والابن الموعود. ولكن يجب ألا يفهم من هذا أن حضرته لم يكن مصلحا موعودا قبل عام 1944م. بل كان مصلحا موعودا من البداية، وعندما بدأ بصندوق "تحريك جديد" فقد بدأ بصفته مصلحًا موعودًا. وكان قد انكشف على حضرة الخليفة الأول الله وعلى بعض صلحاء الجماعة أنه أي مرزا بشير الدين محمود أحمد هو المصلح الموعود. ولكن ما كان لحضرته أن يعلن عن ذلك ما لم يطلعه الله تعالى عليه بكل وضوح".


وفي صفحة 429 يقول:"بعد سرد التلميحات والنبوءات المتعلقة بالمصلح الموعود من كلام سيدنا الخليفة الأول رضي الله عنه نرى من الضروري توضيح أمر متعلق بـ "نقطة جديرة بالحفظ" التي حكى فيها حضرته عن الخواجة سليمان رحمه الله. فلقد ذكر المولوي محمد يعقوب الفاضل رئيس قسم الكتابة السريعة بربوة أنه سمع بنفسه مرزا بشير أحمد رضي الله عنه يقول : لم يقصد الخليفة الأول رضي الله عنه أن مرزا محمود أحمد سيصبح خليفة في الثانية والعشرين من عمره وأن خلافته ستستمر إلى أن يبلغ الثامنة والسبعين. بل لم يرد رضي الله عنه إلا إفهام الناس أنه أي مرزا محمود أحمد سيتولى الخلافة في مقتبل العمر وستدوم خلافته بفضل الله تعالى فترة طويلة على شاكلة الخواجة سليمان التونسوي رحمه الله".

التعليق:

1-  قول نور الدين "إنني آمل"، يفيد عدم وجود أي نص من الميرزا غلام القادياني يفيد أن يكون بشير الدين محمود هو المصلح الموعود، وإلا لقال نور الدين "إني آمل ألا يتأخر بشير الدين في تنفيذ نبوءة الميرزا غلام".

2-  ثم لماذا تحديد مدة الثلاثين سنة؟؟ لو كان يعلم يقينا نور الدين أن بشير الدين محمود هو المصلح الموعود، فما المانع من التصريح من نور الدين بهذا، ويطالبه بتنفيذ نبوءة الميرزا غلام، فهل كان عمر بشير الدين محمود لا يسمح بذلك؟ لقد تم تعيين بشير الدين محمود كخليفة وكان عمره وقتها 25 سنة، فهل في هذا العمر ( 23 سنة) لم يستطع بشير الدين محمود الاعلان عن نفسه أنه هو المصلح الموعود ، وبخاصة لو كان هناك حتى نص د من الميرزا غلام يقيني يؤكد فيه أنه هو المصلح الموعود؟

3-  في بقية النص يقول الناقل لكلام نور الدين، أن بشير الدين محمود " كان مصلحا موعودا من البداية"، فإذا كان كذلك، فما سبب تأخير الاعلان، إلا أنه كان لا يوجد بالفعل أي نص من الميرزا غلام بتحديد من هو المصلح الموعود من بعد موت الابن مبارك أحمد.

4-  وبالرغم من الكشوف من نور الدين، ومن بعض صلحاء الجماعة- كما يدعي المؤلف، إلا أنه لم يستطع بشير الدين محمود الاعلان عن نفسه أنه المصلح الموعود، لأنه والجماعة يعلمون يقينا أن المصلح الموعود كان بالفعل هو مبارك أحمد الذي مات طفلا صغيرا ، واغلق باب هذه النبوءة نهائيا، وحتى من حدده الميرزا غلام بعد موت مبارك أحمد بديلا لمبارك أحمد، كما قال الميرزا غلام أنه ينتظر ابنا خامسا ينزل منزل المبارك، أي يكون بديلا لمبارك أحمد في تحقيق نبوءة المصلح الموعود، لم يأتي هذا الخامس، لأن الميرزا غلام مات قبل أن يولد له ولد خامس.

5-   وايضا الذي يؤكد عدم وجود أي نص من الميرزا غلام بتحديد من سيكون المصلح الموعود من بعد موت مبارك أحمد، أن بشير الدين محمود لم يستطع الاعلان أنه هو المصلح الموعود الا بعد الادعاء بالكشف من ربه يلاش العاج أنه هو المصلح الموعود، كما سنرى تفصيلا.

6-  قول المؤلف "ما لم يطلعه الله تعالى عليه بكل وضوح"، اي بالكشف،  وهذا يدل يدل بيقين أنه من قبل ذلك الكشف لبشير الدين محمود ما كان هناك نص واضح بتصريح من الميرزا غلام بأن بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود.

7-     ويقرون بأنّ كل كلام نور الدين بخصوص المصلح الموعود لم يكن الا تلميحات ونبوءات أي أمال وأمنيات[7]، أي لم يكن هناك أي تصريحات بنص من نور الدين بأن بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود.

8-  ثم يأتون بكلام للبشير أحمد ابن الميرزا و  مؤلف كتاب سيرة المهدي أن نور الدين حينما قال " محمود أحمد سيصبح خليفة في الثانية والعشرين من عمره"، كان يقصد أن بشير الدين محمود ممكن أن يتولى الخلافة مبكرا".

فإذا كان هذا تفسير البشير أحمد لكلام نور الدين، فهذا يعني أنه لم يكن هناك أي مانع إطلاقا أن يعلن بشير الدين محمود أنه المصلح الموعود في وقت مبكر أيضًا، وفي الحقيقة لم يكن المانع الا أنه لا يوجد ولا نص واحد أو حتى إشارة من الميرزا غلام بتحديد من سيكون المصلح الموعود بعد موت مبارك أحمد.

9-  وهذه صفات المصلح الموعود الواردة في نبوءة المصلح الموعود، فهل من له هذه الصفات لا يعرفه الناس وبخاصة نور الدين أو علماء الأحمدية المقربين للميرزا، أو لا يعرف بشير الدين محمود نفسه طوال هذه السنوات أنه هو المصلح الموعود؟

يقول الميرزا نقلا لبشارة ربه يلاش العاج:"أبشر فستعطى ولدًا وجيهًا طاهرًا. غلامًا زكيًا من صلبك وذريتك ونسلك، غلام جميل طاهر سينزل ضيفا عليك، إسمه عنموائيل وبشير. لقد أوتي روحا مقدسة، وهو مطهِّر([8]) من الرجس. هو نور الله. مبارك الذي يأتي من السماء، معه الفضل الذي ينزل بمجيئه سيكون صاحب الجلال والعظمة والثراء. سيأتي إلى الدنيا ويشفي الكثير من أمراضهم بنفسه المسيحي وببركة روح الحق .إنه كلمة الله، لأن رحمة الله وغيرته قد أرسلته بكلمة التمجيد. سيكون ذهينًا وفهيمًا بشكل خارق وحليم القلب . سوف يملأ بالعلوم الظاهرة والباطنة، أنه سيجعل الثلاثة أربعة (لم يتضح لي معنى هذا)([9]) إنه يوم الاثنين، مبارك يوم الاثنين([10]) ولد صالح كريم ذكر مبارك، مَظْهَرُ الأول والآخر، مظهَرُ الحقّ والعلاء، كأن الله نزل من السماء . ظهوره جد مبارك ومدعاة لظهوره جلال الله تعالى. بشرى لك، يأتيك نور مسحه الله بطيب رضوانه. سوف ننفخ فيه روحنا، وسيظله الله بظله. سوف ينمو سريعًا، ويكون وسيلة لفك رقاب الاسارى، وسيذيع صيته إلى أرجاء الأرض، وسيتبارك منه اقوام(149).ثم يرفع إلى نقطته النفسية: السماء.و كان أمرًا مقضيا "(إعلان 20/2/1886 م، ومجموعة الإعلانات، مجلد أول، 100 – 102)".


ثانيًا: والآن نأتي بكلام بشير الدين محمود الذي نقله جلال الدين شمس في كتاب التذكرة صفحة  169، وسنجد فيه التأكيد من محمود،  على عدم وجود نص سابق أو حتى إشارة من الميرزا غلام بتحديد من سيكون المصلح الموعود بعد موت مبارك أحمد.

يقول جلال الدين شمس([11]): إنّ بشير الدين محمود قد أوحى اللّه إليه، بأنه هو المحقق لنبوءة المصلح الموعود:"لقد أعلن حضرة أمير المؤمنين([12]) -أيده اللّه تعالى بنصره العزيز- في خطبة الجمعة المباركة يوم 28/1/1944، بناءً على علم تلقاه من اللّه تعالى، أنّه هو المصلح الموعود، حيث قال: (أ): قد كشف اللّه تعالى هذا الأمر بحسب مشيئته أخيرًا، فآتاني من عنده علمًا بأن النّبوءات المتعلقة بالمصلح الموعود إنما تخصني أنا.

(ب): لقد قرأتُ اليوم تلك النّبوءات كلها أول مرة، وبعد قراءتها أستطيع بفضل اللّه تعالى القول بكل يقين وثقة إن اللّه تعالى قد حقق هذه النّبوءة في شخصي. ("الفضل"، يوم 1/2/1944، صفحة 6)".

التعليق على كلام بشير الدين محمود:

1-  طبعًا هذا مجرد ادعاء بلا أي دليل على أنّ اللّه أوحى إليه بذلك، ويستطيع أي دجال أن يقول نفس الكلام، وفي الحقيقة هذا الدليل منهم لا يساوي الحبر الذي كتب به، فالأحرى عدم مناقشة الادعاءات المجردة، بل على المدعي بالوحي والإلهام البيان والاثبات، وقد قال الميرزا متهمًا الآريين الهندوس أنّهم يدّعون أنّ كتابهم المقدس (الفيدا) أنه من عند الله تعالى، ولم يأتوا بأدلة على هذا الادعاء إلا من نصوص هي في كتابهم تقول أنّه من الله تعالى، فيصفهم الميرزا بأنهم غير عاقلين([13]):"من المؤسف أنّ هؤلاء الناس لا يدرون أنّ الادعاء بلا دليل ثم الإتيان بكلام هراء بناء على الادعاء نفسه وتسميته دليلا ليس من شيمة العاقلين".

2-     قول بشير الدين محمود:"قد كشف الله تعالى هذا الأمر بحسب مشيئته أخيرًا".

يعني أنه لم ينكشف من قبل، ولم يكن معروفًا وجود أي نص من كلام الميرزا قد عيّن أو حدد فيه أنّ محمود هو من سيكون المصلح الموعود، وهذا أكبر رد على الادعاء أنّ الميرزا قد عيّن وحدّدَ محمودًا أنه هو من سيكون المصلح الموعود.

3-     قول بشير الدين محمود:" لقد قرأتُ اليوم تلك النّبوءات كلها أول مرة".

هل من الممكن أن نقبل أنّ نبوءة كبيرة كنبوءة المصلح الموعود لم يقرأها بشير الدين محمود من قبل، وهل لم يكن يعرف بشير الدين محمود ما قاله الميرزا عن ابنه الذي سَيَخْلُفُه كما ورد في نبوءة يدعي الميرزا في شرحه لها أنها تخصه([14]):"إنّ ابنه المصلح الموعود يخلفه، وسيكون على أثره وأسوته ومتصبغًا بصبغته"([15])، فهل هذا الابن لم يقرأ تلك النبوءات حتى عام 1944م، أي بعد 36 سنة من موت الميرزا، هذا يعني أنه لم يقرأ كتب الميرزا حسب ما كان يوصي الميرزا أتباعه، وقد قال الميرزا:"من لا يقرأ كتبنا ثلاث مرات على الأقل فيه نوع من الكبر"([16]).


4-  قول بشير الدين محمود:"وبعد قراءتها أستطيع بفضل اللّه تعالى القول بكل يقين وثقة إنّ اللّه تعالى قد حقق هذه النّبوءة في شخصي".

فقول بشير الدين محمود هذا ليس بحجة، ويستطيع أي واحد من أبناء الميرزا أن يقول مثل هذا الكلام، أين الأدلة من كلام الميرزا الذي قرأها بشير الدين محمود، وقد استطاع بهذه الأدلة أن يقول بكل يقين وثقة إنّه هو المصلح الموعود؟ ولو كان ذلك صحيحًا فذِكْرُه أقوى حجة من ذِكْرِ محمود الخاص.

ثالثا: وفي صفحة 720 و721 ذكر مؤلف الكتاب حياة نور بعض الشبهات من المعارضين، حيث يعترضون على اعتبار محمود أنه المصلح الموعود والرد عليها، فكانت الشبهة؛ أن المجدد بعد الميرزا غلام لا يأتي الا على رأس القرن، فكانت اجابة المؤلف أو علماء الجماعة على هذه الشبهة، أنه لا يوجد في كلام الميرزا نص يقول فيه بأن المجدد المصلح الموعود يجب أن يأتي على رأس القرن.

ونحن بدورنا نقول للأحمديين: أين قال الميرزا بصراحة أو بالاشارة أن ابنه بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود.

رابعا: هذا ملخص لقصة نبوءة المصلح الموعود، ويليه سرد للأخطاء التي وقع فيها الميرزا في نبوءة المصلح الموعود:

ملخص لقصة المصلح الموعود([17]).

في سنة 1885 نشر الميرزا إعلانًا على نطاق واسع، أنّه من يتواجد معه في قاديان لمدة سنة فسوف يرى آيات إعجازية خارقة من الميرزا، فعرض عليه بعض الهندوس التردد عليه لمدة سنة؛ ليروا بأنفسهم هذه الآيات الإعجازية الخارقة، فذهب الميرزا إلى خارج قاديان للاعتكاف والدعاء لعل ربه يلاش يعطيه آية إعجازية، ولما عاد من الاعتكاف، أعلن في 20/2/1886م أنّ آيته الخارقة الاعجازية؛ أنّ ربه وعده بولادة ابن سيكون مصلحًا موعودًا، ولم يذكر في إعلانه هذا المدة التي سوف يولد فيها هذا الابن، فهذا مجرد ادعاء بوعد، وليس آية خارقة كما طلب الهندوس من الميرزا، فقام الميرزا في إعلان آخر، وأعلن أنّ هذا الابن المصلح الموعود سيولد في خلال تسع سنوات من بداية الإعلان بالنبوءة، أي في التسع سنوات التي تبدأ من فبراير 1886م، وأنّ ربه كشف عليه بتاريخ 8/4/1886م بأنّ ابنًا ذكرًا سيولَد قريبًا جدًا ولن يتجاوز مدة الحمل الواحد، وأنه من خلال إلهام آخر تبين منه أنّ ابنًا على وشك الولادة، أو في حمل تالٍ حتمًا، وأنّه كان يظن أنّ هذا الابن الموعود سيكون من زوجه الثانية السيدة نصرت جيهان، ولكن معظم الإلهامات أشارت له أنّ هذا الابن سيكون من زواج آخر([18]).


إِذَنْ يمكن اعتبار أنّ الآية الإعجازية التي يجب أن يراها الهندوس، والتي يجب أن تكون في خلال المدة المتفق عليها، هي أنّ مولودًا ذكرًا سوف يولد في الحمل الحالي أي الأول، فلا يمكن أن يكون الهندوس بالسذاجة لينتظروا الحمل التالي الذي سيقع بعد المدة المتفق عليها، أو أن ينتظروا لمدة تسع سنوات ليولد هذا الطفل الموعود، ثم ينتظروا لعشرات السنين ليعرفوا أنّ هذا الابن هو فعلًا من سيكون المصلح الموعود، فلا علاقة لهم بأنّ المولود الذكر الذي سوف يأتي في الحمل الحالي أو الذي بعده أنه هو من سيكون المصلح الموعود، فلكي يصبح ابن الميرزا الذكر مصلحًا موعودًا فهذا يتطلب عشرات السنين، فهل سينتظرون كل هذه السنوات ليعرفوا صدق الميرزا؟ واضح أنهم فقط ينتظرون آية إعجازية تحدث في خلال المدة المتفق عليها مع الميرزا.


قبل الولادة من الحمل الأول مباشرة قال الميرزا في إعلان بتاريخ 8-4-1886م:"أما الآن بعد نشر هذا الإعلان المذكور آنفا توجهت إلى الله مجددًا لانكشاف الأمر أكثر فكشف الله جلّ شأنه عليَّ اليوم بتاريخ 8/4/1886م بأنّ ابنًا سيولَد قريبًا جدًا ولن يتجاوز مدة حمل واحد يتبين من ذلك أن ابنًا على وشك الولادة، أو في حمل قريب منه حتمًا. ولكن لم يُكشف أنً الابن الذي سيولَد الآن هو ذلك الابن الموعود نفسه أم سيولد في وقت آخر في أثناء تسع سنوات".


إِذَنْ الآية الإعجازية التي تلبي مطلب الهندوس، هي أنّ الميرزا سينجب في الحمل الحالي ولدًا ذكرًا سواء كان هو من سيكون المصلح الموعود أم لا، ولكن كما سنرى لم يولد للميرزا في هذا الحمل الأول الذي يقع في الفترة المتفق عليها ولد ذكر، وإنما كان المولود بنت واسمها عصمت، فكان مولد هذه البنت في المدة المتفق عليه نكسة للميرزا، حيث لم تتحقق نبوءة أنّ المولود من الحمل الحالي أي الأول سيكون ذكرًا، وبالتالي لم تحدث آية إعجازية لحين ولادة البنت عصمت في 15-4-1886، وسينتظر الهندوس وغيرهم من معارضي الميرزا لوقوع آية خارقة في الشهور المتبقية من الفترة المتفق عليها، أي حتى نهاية سبتمبر 1886م.

وبالفعل انتهت المدة المتفق عليها، وثبت كذب الميرزا، حينما قال إنّه من يمكث عنده لمدة عام فسوف يرى آيات خارقة إعجازية، فبدأ الميرزا بعد فشله في إحداث آية خارقة في المدة المتفق عليها المحددة مع الهندوس، إلى توجيه أنظار الناس إلى أمر آخر، وهو نبوءة الابن الموعود، ولعلهم لا يتذكرون فشله في ما اتفق عليه مع الهندوس، وبالفعل لم أجد أي ذكر في كتب الميرزا لفشله في التحدي مع الهندوس.


ثم جاء الحمل الثاني، وجاء منه الابن الذكر الأول للميرزا في 07-08-1887، أي بعد انتهاء الفترة المحددة بين الهندوس والميرزا، والتي انتهت في آخر سبتمبر 1886م، فقال الميرزا إنّ هذا الابن هو من سيكون المصلح الموعود، وتغافل عما قاله إنه يجب أن يكون من الزواج الثالث، وظل الميرزا ينشر إلهامات تمجيدية إضافية على ما قاله سابقًا في الإعلان الأول في 20/2/1886، بخصوص هذا الطفل باعتباره مَنْ سيكون المصلح الموعود.


ثم مات هذا الطفل الذَكَر الأول في 4-11-1888 عن عمر سنة وثلاثة شهور، فقال الميرزا إنه فهم وحي نبوءة المصلح الموعود التي كانت في 20-2-1886م بالخطأ، وقد أصلح الوحي له الفهم، وإنّ نصوص النبوءة كانت لطفلين وليس لطفل واحد؛ جزء في النبوءة يخص الطفل الأول واسمه البشير الأول، وهو من مات، وكان إرهاصًا قبل وصول الابن الثاني، والجوء الآخر من نبوءة فبراير 1886م، يخص الطفل الثاني، وهو من سيكون المصلح الموعود، ولكننا سنجد أنّ الميرزا حينما وُلِد له ابنه الأخير (مبارك أحمد) في سنة 1899م، وقال إنّ (مبارك أحمد) هو من سيكون المصلح الموعود، أعاد الميرزا دمج جزئي النبوءة التي كانت لطفلين حسب ادعاء الميرزا، لتكون لطفل واحد وهو (مبارك أحمد) وليس لطفلين.


وفي نبوءة لاحقة أخرى قال الميرزا إنّ المصلح الموعود سيكون له عدة اسماء منها، محمود، وأكد على مسألة أنه سيولد في غضون 9 سنوات بتعبيرات قوية مثل الحتمية واليقين، وأنّ زوال السماوات والأرض ممكن، ويستحيل ألا يأتي هذا الابن خلال التسع سنوات.


ثم جاء الابن بشير الدين محمود في 12-01-1889، وقال الميرزا –كما سنرى- إنّه لا يعلم بالضبط هل هذا الابن بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود أم قد يكون غيره، وأنجب الميرزا بعد ذلك ابنه (البشير أحمد) في خلال المدة التسع سنوات المحددة، ثم بعد فترة التسع سنوات أنجب (شريف أحمد) في سنة 1895م، وحتى هذا الوقت لم يصدر أي خبر أو تلميح من الميرزا أنّ ابنه بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود.


ثم جاء الابن الرابع (مبارك أحمد) في 14-06-1899، أي بعد النبوءة بحوالي 13 سنة وثلاثة شهور، فقرر الميرزا في كتابه الشهير (ترياق القلوب) سنة 1899 أنّ ابنه (مبارك أحمد) هو المحقق لنبوءة المصلح الموعود، وذكر أدلة كثيرة على ذلك، منها أنّ الاسم (مبارك) موجود في نص النبوءة المنشورة في جريدة (رياض هند)، في الصفحة الثالثة العمود الثاني السطر السابع، كما سنرى لاحقًا بالصور من الجريدة، وأنّ (مبارك أحمد) هو من جعل الأبناء الثلاثة أربعة كما جاء في النبوءة، وكان عمر بشير الدين محمود وقت ولادة (مبارك أحمد) 10 سنوات وخمسة شهور وقت إعلان الميرزا أنّ (مبارك أحمد) هو من سيكون المصلح الموعود، ومازال الميرزا مُصِرًا على إهمال وعدم اعتبار بشير الدين محمود أنه هو من سيكون المصلح الموعود.


وأكرر ما قلتُه من قبل؛ أنّ الميرزا بعد ولادة ابنه (مبارك أحمد) ارتد مرة أخرى على ما قاله في السابق بعد موت الابن البشير الأول، فقد قال وقتها إنه فهم بالخطأ أنّ نصوص النبوءة لطفل واحد، ولكن الوحي أفهمه أنّ نصوص النبوءة لطفلين؛ الأول من مات، والآخر هو من سيكون المصلح الموعود، وارتداد الميرزا الذي أعنيه أنه لو كانت فعلًا الصفات المذكورة في الأسطر الأولى من نص النبوءة تخص الطفل الأول الذي مات رضيعًا، ولا تخص الطفل الثاني وهو مَنْ سيكون المصلح الموعود، فإنه لا يصح ادعاء أي علاقة إسمية أو وصفية محددة جاءت في السطور التي في أول نص النبوءة والتي تخص الطفل البشير الأول الذي مات رضيعًا مع من سيكون المصلح الموعود مثل الابن مبارك أحمد، وإذا فعل الميرزا ذلك أي قد ذكر بعض الصفات التي خصصها الميرزا للطفل الذي مات، واستدل بها على أنّها للطفل المسعود الذي سيكون هو المصلح الموعود كما فعل الميرزا مع ابنه (مبارك أحمد) أنه هو من سيكون المصلح الموعود، فهذا يعني أنّ الصفات المذكورة كلها في النبوءة من أولها إلى آخرها تخص من سيكون المصلح الموعود وأنّ النبوءة ليست منفصلة إلى جزئين كما ادعى من قبل، وبالفعل سنجد أنّ الميرزا نسب بعض الصفات التي ذُكرت في حق الابن الأول للابن مبارك أحمد.


وفي سنة 1905 كما في كتاب (سيرة المهدي) الرواية 13، يظهر بوضوح أنّ الميرزا حتى سنة 1905 لم يختر ابنه بشير الدين محمود ليكون المصلح الموعود([19])، فكيف نقبل ما يدّعيه علماء الأحمدية أنّ الميرزا قد اختار بشير الدين محمود قبل هذا التاريخ أي في (الإعلان الأخضر) سنة 1888، وإعلان (تكميل التبليغ) سنة 1889 ليكون هو المصلح الموعود.


ثم يموت الابن (مبارك أحمد) في 16-09-1907 عن عمر 8 سنوات وثلاثة أشهر، ومازال الميرزا مُصِرًّا على عدم اختيار بشير الدين محمود ليكون المصلح الموعود، بل يصرح الميرزا أنّ ربه يلاش وعده بالإلهام أنه سيرزقه بابن خامس بديلًا لمبارك أحمد، ففي نفس يوم موت الطفل (مبارك أحمد) نجد يلاش العاج رب الميرزا يبشره بغلام حليم، يقول الميرزا([20]):"إنا نبشرك بغلام حليم"، ثم في شهر أكتوبر أي بعد أقل من شهر من موت (مبارك أحمد)، يقول يلاش للميرزا([21]):"إنّا نبشرك بغلامٍ حليمٍ ينـزِلُ منـزِلَ المبارك"، ثم بعد ذلك في يوم 7/11/1907 أي بعد شهرين من موت (مبارك أحمد)، نجد يلاش العاج مصرًا على وعد الميرزا بابن خامس، يقول له([22]):"سأهب لك غلاما زكيا، رب هب لي ذرية طيبة، إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى"، أي الذي سينزل منزل (مبارك أحمد) هو من سيكون المصلح الموعود بدلًا من مبارك أحمد، فهل رَزَقَ يلاش العاج عبده الميرزا أي ابن بعد موت مبارك أحمد؟

لا، لم يتزوج الميرزا زواجًا ثالثًا، ولم ينجب أي طفل بعد مبارك أحمد.


وفي سنة 1908 مات الميرزا، وكان بشير الدين محمود ساعتها شابًا وعمره 19 سنة وأربعة شهور، ولم يتول الخلافة بعد الميرزا، بل الذي تولى الخلافة الأحمدية رفيق الميرزا، الحكيم نور الدين، ثم مات نور الدين في سنة 1914، وحتى هذا الوقت بعد موت الميرزا، لم يعلن أحدٌ أنّ بشير الدين محمود هو المصلح الموعود، وذلك لأسباب سردتها بالتفصيل في الجزء الثالث من كتابي "حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية"، وهي نفس الأسباب التي جعلت الميرزا لا يعلن أنّ محمودًا هو من سيكون المصلح الموعود، وتولى بشير الدين محمود الخلافة بعد نور الدين ليكون الخليفة الأحمدي الثاني، وكان عمره وقتها 25 سنة وشهرين، ولم يعلن بشير الدين محمود أنّه هو المصلح الموعود، ثم في سنة 1944، أي بعد 30 سنة من توليه الخلافة، أو بعد 36 سنة من موت الميرزا، يعلن بشير الدين محمود أنه هو المصلح الموعود، وذلك من خلال وحي من يلاش رب بشير الدين محمود له، وأنه قرأ يومها تلك النّبوءات كلها أول مرة، فعرف أنه هو المقصود بالمصلح الموعود.


لو كانت هناك نصوص في كلام الميرزا تبيّن بشكل واضح أنّ بشير الدين محمود هو من سيكون المصلح الموعود، وأنّ كل هذه الصفات السماوية التي ذكرها الميرزا فعلًا موجودة في بشير الدين محمود، فهل كان بشير الدين محمود أو الجماعة تسمح لغير بشير الدين محمود - مثل نور الدين وهو ليس من نسل الميرزا - أن يتولى الخلافة بعد الميرزا، وتترك منصب المصلح الموعود فارغًا كل هذه السنوات.

كما أنّ عُمر بشير الدين محمود وقت موت الميرزا كان أكثر من 19 سنة، 

خامسا: هذا ملخص لأخطاء الميرزا الكثيرة في نبوءة واحدة وهي نبوءة المصلح الموعود تدل على أنّ الميرزا ليس نبيًّا:

تنبأ الميرزا الذي يعتبر نفسه الحَكَم العدل المعصوم وأنه لا ينطق إلا بإنطاق الرحمن، بأنّ المصلح الموعود سيكون من زواج ثالث وليس من الزّواج الثاني، ومات الميرزا ولم يتزوج زواجًا ثالثًا، فدل ذلك على أنه متكهن دجال.


قال الميرزا إنّ الابن الموعود إذا لم يأتِ من الحمل الأول فسيأتي من الحمل الثاني، وهذا أيضًا لم يحدث فلا بشير الدين محمود، ولا (مبارك أحمد) من الحمل الثاني.


قال الميرزا إنّ المصلح الموعود سيولد حتمًا في خلال تسع سنوات من 1886م، ثم نسخ كلامه هذا، وقال إنّ المصلح الموعود هو (مبارك أحمد)، وقد تحققت النّبوءة كما يتصور الميرزا بعد أكثر من 13 سنة، ونسي مدة التسع سنوات اليقينية الحتمية، ولمّا مات الابن (مبارك أحمد) بعد 22 سنة من نبوءة المصلح الموعود، قال الميرزا إنّ الله وعده أنه سوف يرزقه ابنًا خامسًا ينوب عن مبارك أحمد، ومات الميرزا ولم يولد له ولد خامس.


قال الميرزا إنّ المصلح الموعود سيكون له أسماء كثيرة منها فضل ومحمود، ثم نسخ كل هذا وقال إنّ المصلح الموعود اسمه (مبارك أحمد) واسمه مذكور في النّبوءة.


قال الميرزا إنّ ابنه الطّفل الذكر الأول من الزوج الثانية هو المصلح الموعود، فلمّا مات هذا الطّفل، قال إنه لم يفهم النّبوءة بشكل صحيح وأن النّبوءة لإثنين وليست لابن واحد.


بعد أن قال الميرزا إنّ النبوءة منقسمة إلى قسمين، القسم الأول للابن الذي مات، والقسم الآخر لمن سيكون المصلح الموعود، نكص الميرزا على عقبيه، واعتبر (مبارك أحمد) هو المصلح الموعود وهو مذكور في القسم الأول من النبوءة.


قال الميرزا في نبوءة 1886م، وهي نبوءة المصلح الموعود، إنّ يوم الإثنين يأتي فيه أرواح المباركين، إشارة إلى يوم ولادة المصلح الموعود المحتملة، ثم قال بعد ذلك إنّ عقيقة (مبارك أحمد) كانت يوم الإثنين حسب النبوءة، وهو يكذب لأن النّبوءة ليس فيها أي إشارة للعقيقة.


قال([25]) إنّ أولاده الأربعة ومنهم (مبارك أحمد) المصلح الموعود سيكونون أصحاب أعمار طويلة، فأمات اللّه الطّفل (مبارك أحمد) عن عمر تسع سنوات فقط، فثبت أنّ نبوءة طول عمر الأبناء الأربعة، مجرد كذبة وأنها لم تتحقق فثبت أنّ الميرزا كاذب كما قال هو نفسه في كتابه الأربعين:"فإذا ثبت بطلان نبوءة واحدة من ضمن مائة نبوءة فسأعترف بأني كاذب".


والخلاصة:

نبوءة واحدة استمرت 22 سنة من 1886م إلى موت الميرزا سنة 1908م، وهو ينتظر ولادة المصلح الموعود، وبعدها استمر الأمر في ضبابية في حياة بشير الدين محمود حتى سنة 1944م، أي بعد موت الميرزا بـ 36سنة حين أعلن بشير الدين محمود أنّ اللّه كشف عليه أخيرًا أنه هو المقصود بالمصلح الموعود، وليس غيره.


فمن اعتبر الميرزا القادياني مبعوثًا صادقاً من عند اللّه، بعد كل هذه الكوارث، ومن اعتبر أن هذه الجماعة الأحمدية القاديانية الكذابة المدلسة جماعة على منهاج النبوة، فلا  يلومنّ إلا نفسه.

 وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين.

 

د.إبراهيم بدوي

‏15‏/08‏/2024‏

 _________________________________________________________________

[1] كتاب (حياة نور) صفحة 446، تأليف شيخ عبد القادر الأحمدي؛ الهندوسي السابق، والكتاب عن سيرة الخليفة الأحمدي الأول نور الدين الحكيم.


[2] يقصد الخليفة الأحمدي الأول نور الدين الحكيم.


[3] كتاب (سيرة المهدي) تأليف البشير أحمد، رواية 59،"أولاد المسيح الموعود عليه السلام".


[4] لم يؤمن بالميرزا في حياته، ولكنه انضم للجماعة الأحمدية في 3/6/1930م (كتاب معلومات دينية صفحة 155).


[5] أي: بشير الدين محمود، والبشير أحمد، وشريف أحمد.


[6] بما فيهم أبناء ابن الميرزا سلطان أحمد.


[7] كما رأينا أنه يقصد بالنبوءات مجرد الأمل من نور الدين أن يظهر المجدد بعد 30 سنة.


[8] بتشديد وكسر حرف الهاء.


[9] هذا قول الميرزا كما في كتاب (التذكرة)، ومع العلم أن هذه الجملة" إنه سيجعل الثلاثة أربعة" لم يذكرها الميرزا في النَص الذي في كتاب (التبليغ).


[10] يقول الميرزا في نَص هذا الوحي في كتاب (التبليغ".(يوم الإثنين  فواهًا لك يا يوم الإثنين يأتي فيك أرواح المباركين،" إذَن الميرزا كان يتوقع أن يأتي المصلح الموعود في يوم الإثنين، فإذا جاء يومها يهلل الميرزا والأحمديون بتحقق النبوءة، وأنه جاء في اليوم الموعود، وإذا لم يأتِ في يوم الإثنين، قالوا لم تصرح النبوءة بأنه سيأتي يوم الإثنين، أليس هذا من مطاطية التنبؤات الميرزائية الفضفاضة.


[11] كتاب (التذكرة).صفحة 169.


[12] أي بشير الدين محمود.


[13] كتاب (ينبوع المعرفة) 1908 صفحة 68.


[14] أي الميرزا غلام.


[15] ذكرتُ هذه النبوءة في الجزء الأول.


[16] سيرة المهدي الرواية 410 - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثني المولوي شير علي أن حضرته كان يقول: من لا يقرأ كتبنا ثلاث مرات على الأقل فيه نوع من الكبر".


[17] تجدون تفصيل هذه القصة في الجزء الثالث من كتابي (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية).


[18] مع العلم فإنّ الميرزا لم يتزوج زواجًا ثالثًا حتى هلك في 1908م.


[19] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حدثتني والدتي المحترمة أن المسيح الموعود كان مرةً يتمشى في باحة بيتِ شريفٍ (أي أخي الصغير مرزا شريف أحمد) في الأيام التي كان يؤلف فيها كتيب الوصية. فقال لي أن أحد الإنجليز سأل المولوي مُحَمَّد علي: هل عيّن المرزا المحترم خليفة له كما يفعله بعض كبار الناس أم لا؟ ثم سألني قائلا: ما رأيك؟ هل أكتب ذلك عن محمود أو قال: هل أعيّنه؟ تقول والدتي: فقلت: اِفعَلْ كما تراه مناسبًا.


[20] كتاب (التذكرة) صفحة 786.


[21] كتاب (التذكرة) صفحة 790.


[22] كتاب (التذكرة) صفحة 795.


[23] كتاب (الحكم السماوي والآية السماوية) 1892 صفحة 91.


[24] أي الميرزا.


[25] كتاب (حقيقة الوحي) صفحة 205.بش











تعليقات

التنقل السريع