مقال (546) الاختلافات بين الميرزا غلام وبين أتباعه في مسألة الخوارق التي جاء بها الأنبياء.
https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2024/11/546.html
هذا المقال فصل من فصول الجزء الرابع من كتابي "حقيقة الطائفة الاحمدية القاديانية".
الاختلافات بين الميرزا غلام وبين أتباعه في مسألة الخوارق التي جاء بها الأنبياء.
من أكثر
الموضوعات التي اختلف فيها علماء الطائفة الأحمدية القاديانية مع الميرزا غلام هي
المعجزات والخوارق التي جاء بها الأنبياء، ومع أنهم يقرون بها على الإجماْل، إلا
أنهم يفسرونها تفسيرات استعارية من غير قرينة لازمة صارفة للدلالة الحرفية للنصوص،
بل حتى الميرزا غلام نفسه قد تناقض مع نفسه في تفسير بعض الخوارق، فسوف نرى أنه في
نصوص ينكر التأويل للخوارق والمعجزات، بل يصف من يقول بالتأويل ومنهم الحكيم نور
الدين، أنه تكلف وتأويل لا داعي له، ونجده في أماكن أخرى وبخاصة المتعلقة بمعجزات
سيدنا عيسى عليه السلام يؤولها تأويلات متكلفة، وهو بتلك التأويلات التي لا يوجد
عليها قرينة لازمة صارفة قد نقض أصول التفسير التي أقرها بنفسه مثل؛ أنّ الأصل في
فهم النصوص القرآنية والحديثية أنّ نفهمها على ظاهرها ولا تأويل لها إلا بقرينة
قوية صارفة، وأنّ تفسير آيات القرآن الكريم لا يكون إلا بآيات متواترة من القرآن
الكريم، أو بحديث متصل صحيح مرفوع.
أبدا بما
استقر عليه الميرزا غلام في تفسيره للخوارق والمعجزات، ليس فقط التي منحها الله
تعالى الأنبياء بل أيضًا للأولياء بحسب ادعاء الميرزا غلام، ثم أثني برأي علماء
الطائفة في خوارق الأنبياء.
رأي الميرزا غلام في
خوارق الأنبياء والاولياء:
أولّا: لا بد من تأييد الله تعالى لمبعوثيه
بالمعجزات والخوارق.
1-
يقول
الميرزا غلام([1]):"لقد
تبين من بياني هذا أنه حري بالدين الحق أن تتوفر فيه حتما خاصية معجزة لا توجد في
غيره، وكذلك الإنسان الصادق على وجه الحقيقة أيضا بحاجة حتما إلى أن تحالفه
بعض التأييدات الإلهية المعجزة التي لا يوجد نظيرها في غيره بأي حال لكيلا
يحرم من ثروة القبول الإنسان ضعيف البنيان الذي يتعثر بأدنى الشبهات. تفكروا جيدا
أنه ما دامت حالة غفلة الناس وأوهامهم هي أنهم يقعون لشقاوتهم في الشبهات على
الرغم من ظهور مئات الآيات من مبعوثي الله الصادقين ونصرة الله إياهم في كل مجال،
فهم مع ذلك لا يستفيدون من آلاف الآيات بل يتورطون في أنواع من سوء الظن، فماذا
عسى أن تكون حالتهم إن لم يُعط المبعوث من الله آية سماوية فارقة ومميزة
بل كان مداره على الزهد المحض والعبادة الظاهرية فقط وهكذا ترك باب الظنون السيئة
مفتوحا؟! لذا فلم يرد الله الرحيم الكريم أن تهلك الدنيا بإنكارها دينا مقبولا أو
عبدا مقبولا عنده. فقد صدق الله الدين الحق بآيات دائمة وأعطى عباده
الصادقين آية فارقة بأفعاله الخارقة للعادة. الحق أن الله تعالى لم
يقصر قط في تزويد الدين المقبول وعباده المقبولين بالآيات المميزة، بل أظهرها
ساطعة أكثر من الشمس في كبد السماء وأبدى في تأييدهم أمورا لا يُسمع ولا يُرى
نظيرها في الدنيا".
2- ويقول الميرزا([2]):"وقد
كتبتُ أكثر من مرة أن قانون الله الجاري في الطبيعة قسمان: قانون مع الناس
العاديين وقانونٌ آخر للخواص".
3- ويقول([3]):"بل
ثبت بواقع الأمر وبواسطة المعرفة الصادقة والكاملة بأن قانون االله في الطبيعة تجاه
الناس ليس على نمط واحد فقط، بل لكل شخص قانون يليق بحالته".
4- ويقول([4]):"
لذا فقانون االله في الطبيعة الجاري لمثل هؤلاء الناس منذ القدم هو أنه سبحانه
وتعالى يأخذ بيدهم وتظهر عليهم آيات االله القوية التي تفوق العادة لتكميل يقينهم.
أي يرون الآيات التي تختلف عن سنة االله الجارية في عامة الناس".
5- ويقول([5]):"
فباختصار، إن قانون الله في الطبيعة ليس موحَّدا كما أن علاقة الناس مع الله أيضا
ليست على درجة واحدة. فالله تعالى يغير معاملته مع الإنسان بحسب معاملته مع الله
تعالى. إن أسراره عز وجل غير متناهية، فبقدر ما يزداد أحدٌ حبا وتتقدم قوة إخلاصه
يعامله الله تعالى أيضا معاملة جديدة. من هو أكثر عمًى من الذي يعتبر قانون الله
واحدا مع أناس مختلفين".
6- ويقول أيضًا([6]):"على
أية حال، دعوتُ في حضرة الله تعالى عند هذا الابتلاء فأخبرني سبحانه وتعالى -
إلهامًا- بأدوية لإزالة المرض، ورأيت في الكشف أنّ ملاكًا يضعها في فمي، فركّبت
ذلك الدواء، وبارك الله تعالى فيه لدرجةٍ أيقنت فيها يقينًا كاملًا؛ أني أعطِيتُ
القوة الكاملة التي يمكن أن ينالها في الدنيا أي شخص بتمام صحته، ورُزقت بأربعة
بنين. ولولا اعتبار الناس الأمر مبالغةً؛ لفصّلتُ هذا الأمر الحقَّ الذي أُعطيتُه
على سبيل الإعجاز وبصورة دائمة، حتى يُعْلم أن آيات ربنا القادر والقيوم تظهر بكل
الأساليب. وهو سبحانه وتعالى يهب لعباده الخواص ميزاتٍ خاصة في كل مجال، ولا
يشترك فيها أناس عاديون. لقد كنت في ذلك الزمن مثل الطفل ضعفاً، ثم وجدت
نفسي- بما وهبني الله تعالى من قوةٍ- بقوةِ خمسين رجلًا. لذلك أؤمن أنّ إلهنا على
كل شيء قدير".
ثانيًا: إقرار الميرزا غلام بحقيقة إحياء الموتى
كمعجزة خارقة من بعض أنبياء الله سبحانه وتعالى.
1- يقول الميرزا غلام([7]):"هذه
ليست مجرد نبوءة فحسب، بل هي آية سماوية عظيمة أراها الله تعالى تبيانا لصدق وعظمة
نبينا الرءوف الرحيم محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام. والحق أن هذه الآية أعلى
وأولى وأكمل وأفضل وأتم من إحياء الموتى بمئات المرات، لأن حقيقة احياء
الميت إنما هي استرجاع روح واحدة بالدعاء والابتهال عند الله تعالى
... الأمر الذي فيه للمعترضين كلام كثير([8])
... أمّا هنا فإن الله تعالى بفضله واحسانه وببركة خاتم الأنبياء عليه الصلاة
والسلام قد إستجاب دعاء هذا العبد المتواضع ووعد بإرسال روح مباركة تنتشر بركاتها
المادية والروحانية في الأرض كلها. فمع أن هذه الآية تبدو مساوية لآية إحياء
الموتى، إلا أن التدبر يكشف انها أفضل من إحياء الموتى مئات المرات. إن أرواح
الموتى إنما تعود بالدعاء، وهنا أيضا قد طُلبت روح بالدعاء، ولكن شتان بين هذه
الروح وتلك الارواح". ( اعلان يوم 22/3/1886 م يوم الاثنين، مجموعة الاعلانات
مجلد 1 ص_114 – 115).
2- ويقول الميرزا([9]):"إن
عودة الأموات حديثي الوفاة إلى الحياة لبضع دقائق أو سويعات نتيجة عملية
التركيز ليس مما يخالف سنن الكون. فما دمنا نرى بأم أعيننا أن بعض
الحيوانات تعود إلى الحياة بعد الممات باستخدام دواء ما فلماذا يستصعب ذلك في حالة
الإنسان ويُعدّ بعيدا عن القياس؟ (منه)".
وهذا
النص قطعي الثبوت والدلالة بأنّ إحياء الموتى سواء للبشر أو الحيوانات أمر معقول
ومتكرر ومشاهد ولا يعارض العقل، وطبعًا ورود كلام الميرزا في الحاشية يمنع تنطع
الأحمديين إذا قالوا إنما كان ذلك على سبيل المحاججة والإلزام من الميرزا غلام لمن
يتحاور معه بما يؤمنون به هم، وهو ليس من عقيدة الميرزا، واستدلال الميرزا غلام
بمثال إحياء الحيوانات الميتة بوسيلة ما، مثل الدواء يؤكد أنه يؤمن فعلًا بإحياء
الموتى على الحقيقة.
كما أنّ
هذا النص يثبت تنافض الميرزا غلام مع نفسه، حيث في موضع آخر نفى الموت الحقيقي لمن
أحياهم سيدنا عيسى عليه السلام، وقال إنهم كانوا مغشيًّا عليهم فقط ولم يموتوا
بالفعل.
يقول
الميرزا غلام([10]):"
الأموات الذين كانوا يُحيون بعمل التِّرْب على يد المسيح، أي
أن الموشكين على الموت الذين كانوا يعودون إلى الحياة من جديد، كانوا
يموتون في غضون بضع دقائق دون أدنى تأخير، لأن الطاقة الحيوية والحياة كانت تدبّ
فيهم بواسطة عمل التِّرْب مؤقتا فقط".
3- ويقول الميرزا غلام:" لقد تبيّن جليا من
بياني هذا أن هناك أسبابا قوية لإدخال الناس الجنةَ بحيث إن كل المؤمنين الصادقين سيدخلونها على
وجه تام قبل يوم الحساب . ثم لن يُخرَجوا
منها يومَ الحساب بل ستُقرَّب الجنة أكثر من ذي قبل. يجب أن يُفهَم من
مَثَل النافذة كيف تُقرَّب الجنةُ من القبر. هل تأتي الجنة إلى الأرض المتصلة
بالقبر؟ كلاّ، بل تُقرَّب الجنةُ روحانيا. كذلك سيكون أهل الجنة موجودين في ميدان
الحساب وفي الجنة أيضا روحانيا في الوقت نفسه. يقول نبينا الأكرم - صلى الله عليه
وسلم - ما مفاده: تحت قبري روضة الجنة([11]).
ففكِّروا جيدا إلى ما يشير إليه هذا الكلام. أما الحجة التي قدِّمت عن موت
"عُزَير" وعودته إلى الحياة بعد مئة عام، فلا تنفع معارضينا شيئا، لأنه
ما قيل قط إن عُزَيرا أُحيِي وأُرسل مرة ثانية إلى الدنيا، دار الهموم والأحزان،
حتى يستلزم ذلك مأساة إخراجه من الجنة، بل لو حُملت تلك الآية على معانيها
الظاهرية أيضا، لما ثبت شيء إلا تجلِّي قدرة الله التي أحيت عُزَيرا لحظةً واحدة
ليوهب له اليقين بقدرته - عز وجل -. ولكن المجيء إلى الدنيا كان مؤقتا فحسب، وبقي
عُزَيرٌ في الجنة في الحقيقة. وليكن معلوما أيضا أن جميع الأنبياء
والصِّدِّيقين يُحيَون بعد الممات ويُعطَون جسما نورانيا، وفي بعض الأحيان يقابلون
الأتقياء في اليقظة أيضا. وإن هذا العبد الضعيف صاحب تجربة في هذا المجال. فأيّة
غرابة لو أحيا الله تعالى عُزَيرا على هذا النحو؟ أما الاستنباط من هذا النوع من
الحياة أنه أُحيِيَ وأُخرج من الجنة فهو جهل غريب من نوعه، بل الحق أن تجلِّي
الجنة أعظم من هذه الحياة".
هنا الميرزا غلام يقر باعتبار المعنى
الظاهري للآيات بأن الله تعالى أحيا العزير فعلا ليوهب له اليقين بقدرته سبحانه
وتعالى، وهذه شهادة الميرزا غلام نقبلها، ولا نقبل رأيه في مسألة دخول من يموت من
المؤمنين الجنة قبل يوم القيامة ولا يخرج منها، وأن أهل الجنة سيكونوا موجودين في
ميدان الحساب وفي الجنة أيضا روحانيًّا في الوقت نفسه، فهذه العقيدة لا دليل قطعي
عليها.
4-
الإحياء
المادي باقرار الميرزا غلام، وإقراره بأنّ معجزات سيدنا عيسى عليه السلام كانت على
الحقيقة:
· يقول الميرزا غلام([12]):"فلا
شك أن من شأن المعجزات التي كانت تريها البِرْكَة مْنذ القدم أن تخلق شبهات كثيرة في
أمر عيسى عليه السلام عند المعارضين، وتظهر للعيان مشاكل كثيرة أمام إثبات أن
المسيح عليه السلام ما كان مكارا ومشعوذا كما زعم اليهود، بل كان رجلا صالحا([13])
لم يستفد من البِرْكَة القديمة شيئا في سبيل إراءة العجائب، بل أرى
المعجزات على وجه الحقيقة".
فإذا قرر الميرزا أنّ المسيح عليه السلام أرى المعجزات على وجه
الحقيقة، فلا يصح ولا يُقبل منه بعد ذلك، أو من غيره من أتباعه الادعاء بأنّ
معجزات سيدنا عيسى عليه السلام لم تكن على الحقيقة.
·
ويقول
الميرزا غلام([14]):"
أما ما يُطلَب من المعجزات([15])
مقابل معجزاتٍ في حياة المسيح الأول لتحقيق المماثلة، فقد شرحت هذا الأمر من قبل
وقلتُ بأنّ الإحياء المادي ليس بشيء، وإنما قد جئت للإحياء الروحي وهذا سيتحقق
حتما".
وهذه
إقرارات واضحة من الميرزا غلام بالإحياء المادي، أما قول الميرزا غلام
"الإحياء المادي ليس بشيء"، فكما قلتُ من قبل إنّ غرض الميرزا غلام
وأتباعه هو التهوين من معجزات الأنبياء وبخاصة سيدنا عيسى عليه السلام، وتعظيم ما
يفعله الميرزا غلام.
ثالثًا: إقرار الميرزا غلام بإيقاف خواص الأشياء.
1- وفي معرض بيان الفرق بين الآريا والبرهموسماج
والنصارى واليهود في علمهم بقدرة الله وصفات الله تعالى يقول الميرزا([16]):"فكما
يمكن أن يخلق الله تعالى أسبابًا خارجية لإزالة الحرارة من النار المشتعلة فتزول
حدتها، كذلك يمكن أن يخلق الله سبحانه وتعالى في النار نفسها أسبابًا لإزالة
صفة الإحراق منها تؤدي إلى إختفاء صفة الإحراق منها([17])
لأنه لا شيئ مستحيل أمام حِكمه وقدراته غير المتناهية . وحين
اعترفنا بأنّ حِكمه وقدراته غير متناهية وجب أن نؤمن أيضا أنه من المستحيل
أن نحيط بجميع حكمه وقدراته علما .فلا يمكن أن نسنَّ لحِكمه التي لا حد
لها وقدراته قانونًا. والشيء الذي لا نعلم حدوده نكون عاجزين عن الإحاطة به
علما.والمعلوم أننا كدائرة ضيقة وصغيرة جدا من عالم بني آدم، ولا نحيط
بهذه الدائرة الضيقة أيضا علما، فمن غباوتنا الشديدة أن نقيس حِكم الله
تعالى وقدراته غير المحدودة بهذا المقياس الصغير بل الأصغر".
التعليق: وبناءً
على كلام الميرزا غلام، فلا نقبل منه قوله إنّ الجاذبية الأرضية - كما يفهم
الميرزا غلام من الآية {ألم نجعل الأرض كفاتا} إنّ كفات الأرض يعني الجاذبية
الأرضية- تمنع أن يصعد سيدنا عيسى عليه السلام أو سيدنا مُحَمّد صلى الله عليه
وسلم إلى السماء في المعراج، فالله سبحانه وتعالى قادر على إيقاف خاصية الجاذبية
الأرضية، كما أوقف الحرارة في نار سيدنا إبراهيم عليه السلام، هذا لو تنزلنا مع
الميرزا غلام في تفسيره الخاطئ للآية المذكورة.
2- ويقول الميرزا([18]):" ألا تعرف كيف أنّب الله يهود زمان خاتم
النبيين، وخاطبهم وقال بقول صريح مبين: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ
فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ
بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ
ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ
فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ
عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى
لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ
وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا
عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا
ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)}([19])،
هذا ما جاء في القرآن وتقرأونه في كتاب الله الفرقان، مع أن ظاهر صورة هذا
البيان يُخالف أصل الواقعة، وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان. فإن الله ما
فَرَقَ بيهودِ زمانِ نبيِّنا بحرًا من البحار، وما أغرق آل فرعون أمام أعين تلك
الأشرار، وما كانوا موجودين عند تلك الأخطار، وما اتخذوا العجل وما كانوا في ذلك
الوقت حاضرين، وما قالوا يا موسى لن نؤمن حتى نرى الله جهرة بل ما كان لهم في زمان
موسى أثرًا([20])
وتذكرة، وكانوا معدومين فكيف أخذتهم الصاعقة، وكيف بُعِثوا من بعد الموت وفارقوا
الحِمام؟ وكيف ظلل الله عليهم الغمام؟ وكيف أكلوا المن والسلوى، ونجّاهم الله من
البلوى، وما كانوا موجودين، بل وُلدُوا بعد قرون متطاولة وأزمنة بعيدة مبعدة، ولا
تزر وازرة وزر أخرى، والله لا يأخذ رجلا مكان رجل وهو أعدل العادلين. فالسرّ فيه
أن الله أقامهم مقام آبائهم لمناسبةٍ كانت في آرائهم، وسماهم بتسمية أسلافهم
وجعلهم وُرثاء أوصافهم، وكذلك استمرت سُنة رب العالمين".
التعليق:
يقصد
الميرزا بالواقعة هي مجموعة الأمور التي ذكرها الله تعالى في الآية الكريمة، وقد
وقعت لبعض اليهود زمن سيدنا موسى عليه السلام مثل، شق البحر، ونجاة بني إسرائيل،
وإغراق فرعون وجنوده، وإتخاذ اليهود للعجل إلها، وصعقهم وبعثهم من موتهم والباقي
كما في الآيات.
ويقصد
الميرزا بالصورة الظاهرة في البيان القرآني في الآيات؛ أنّ الله تعالى يلوم اليهود
الذين عاصروا سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم على أفعال لم يفعلوها بل الفاعل
هم اليهود الأجداد.
ويظهر
لنا جليا من نص كلام الميرزا غلام إقرار الميرزا بأنّ الله تعالى أمات اليهود
الأجداد الذين طلبوا من سيدنا موسى عليه السلام أن يروا الله جهرة ثم بعثهم الله
تعالى رحمة منه من موتهم بالصاعقة ؟
ولا
يستطيع أن يتعلل أتباع الميرزا بأنّ الموت المذكور في الآية إنما يقصد به النوم أو
الإغماء، لإنّ الميرزا غلام قال أنهم فارقوا الحِمام - أي الموت - وذلك بعد ذكره
لبعثهم من الموت صراحة، وذلك على سبيل التأكيد أنه الموت الذي يفارق فيه الميت
الحياة وليس النوم أو الإغماء، وللعلم لم تذكر كلمة "الحِمام" في كلام
الميرزا في كل كتبه إلا بمعنى الموت الحقيقي.
وهذا
أبلغ رد على من قالوا إنّ الإحياء من الموت الذي قام به سيدنا عيسى عليه السلام
إنما هو إحياء وخلق إعجازي وليس حقيقيّ، لأنه – كما يدعون - من أحياهم سيدنا عيسى عليه السلام لم يمارسوا
الحياة الطبيعية من أكل وشرب وتكاثر وغير ذلك من الأمور الحياتية الطبيعية، ولكن
أحياهم لسويعات أو دقائق فقط، ولكن كما في الآيات الكريمة أثبت الله تعالى الإحياء
الحقيقي لليهود من الموت، ولم يَرِد أي الآيات السابقة ما يفيد أنّ الموت لحق بمن
أحياهم الله تعالى مباشرة بعد الإحياء من الموت وأنهم لم يمارسوا الأمور الحياتية
الطبيعية، بل الآيات تثبت العكس، أنّ الله تعالى قال بأنه أنزل عليهم المن والسلوى
وأكلوا وشربوا ولا فرق بينهم وبين الآخرين.
وعليه
فبثبوت إحياء الله تعالى للموتى في الدنيا، وإقرار الميرزا غلام بذلك، فهذا يكفي
لمن يتبنى عقيدة موت سيدنا عيسى عليه السلام في فترة بعثته الأولى، أنّ الله تعالى
سوف يبعثه مرة أخرى في الدنيا ليكمل مهماته التي ذكرها سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم.
رابعاً: لا يجوز إنكار المعجزات.
1-
ويروي
علماء الأحمدية في كتاب (الملفوظات)([21]):"قرأ
المولوي محمد أحسن الأمروهي على المسيح الموعود جزءا من تفسيره للجزء الأول من
القرآن. وجرى الحديث حول المعجزات فقال المسيح الموعود عليه السلام: "العلوم
الطبيعية لا تبقى على الحال نفسها دائما ولكن كلام الله صادق إلى الأبد. كان علماء
الطبيعة يظنون من قبل أنّ السماء تدور والأرض متحركة([22]).
أما الآن فيرون أنها تتحرك، فالبحوث المتجددة تأتي بنتائج مختلفة في كل يوم
جديد. لا يصح الإصرار على قول واحد كأنه كلام الله تعالى. لا يسع
الإنسان أن يصل إلى كنه كل شيء، لذا لا يجوز إنكار المعجزات على أننا لم نر هذا
الأمر حادثا. الإنسان ليس مطلعا على قوانين العالم كلها".
2- وفي كتاب (ينبوع المعرفة) في إجابة الميرزا غلام
على كلام الهندوس الآريين الذين ينكرون الأمور الإعجازية المادية التي يأيّد الله
تعالى بها الأنبياء لإثبات نبوتهم أمام الناس، ويتهمون الله تعالى بأنه يبدل
القوانين السائدة المعروفة.
يقول
الميرزا غلام([23]):"
ثم قال المحاضر([24])
إن بعض الناس يقولون بأنّ الله قادر على أن يبدِّل قانونه، وجواب ذلك هل يستطيع أن
يبدّل صفاته أيضا؟ يجب التدبر الآن ما أوهنه من جواب! صحيح أنّ الله تعالى غير
متبدِّل من حيث ذاته وكذلك صفاته أيضًا غير متبدلة، هذا لا يُنكره أحدٌ. ولكن
من أحاط بأعماله إلى يومنا هذا أو حددها في حدود؟ ومن يسعه القولُ بأنه وصل إلى
منتهى قدارته اللامتناهية والعميقة جدا؟ بل الحق أن قدراته غير محدودة وأعماله
عجيبة لا شاطئ لها ولكنه يغيّر قانونه أيضًا لعباده الخواص،
ولكن هذا التغيير أيضًا داخل في قانونه. عندما يحضر أحد عتباته
سبحانه وتعالى بروح جديدة ويُحدث في نفسه تغيُّرا خاصًا ابتغاء لمرضاته فقط عندها
يُحدث الله تعالى تغيّرًا من أجله وكأنّ الإله الذي ظهر على هذا العبد هو إله آخر
تمامًا وليس الذي يعلمه الناس عامة. فإنه سبحانه وتعالى يظهر كالضعيف لضعيف
الإيمان. ولكن الذي يأتي إليه بإيمان قوي جدًا يُريه اللهُ تعالى بأنه قويّ لنصرته.
وعلى هذا النحو تحدث التغيرات في صفات الله مقابل التغيرات في الناس. فمن كان فاقد
القوة من حيث الإيمان وكأنه ميت، ينسحب الله تعالى أيضًا من نصرته ويصمت وكأنه
مات. ولكنه تعالى يُحدث كل هذه التغيرات في قانونه بحسب قدوسيته. ولأنه
ما من أحد يقدر على الإحاطة بقانونه وحدِّه لذا من الحمق والغباوة المحضة
الاعتراضُ دون دليل قاطع وحجة بينة أنّ أمرًا كذا وكذا يخالف قانون الطبيعة لأنه
ليس بوسع أحد أن يبدي رأيه حول ما لم يتم تحديده إلى الآن وليس عليه دليل.
أما إنكار ما ثبت على وجه القطع واليقين فهو جهل مخجل. وما هو ثابت
أنّ الله تعالى واحد لا شريك له وهو قادر على كل ما لا يعارض قدسيته وكماله.
أما فيما يتعلق بقانون الطبيعة فالمعلوم أن الله تعالى خلق الإنسان من طين فقط
في البداية، أي كان هذا هو القانون السائد في الطبيعة حينذاك، أما الآن فيخلقه
الله من نطفة فهذا أيضا قانون الطبيعة. ثم إذا خلقه بطريقة أخرى بعد مرور زمن معين
فهل لنا أن نقول بأنّ هذه الطريقة تخرج عن نطاق القانون السائد في الطبيعة الذي لا
تحدّه حدود؟ فكل هذه الأفكار إنما هي أنواع جهل، والحق أنه لم
يحدِّده سبحانه وتعالى أحدٌ إلى الآن ولا قانونَه في حدود".
مختصر ما جاء في نصوص
الميرزا غلام السابقة:
·
كما أنّ
الله تعالى يخلق أسبابًا خارجية لإزالة الحرارة من النار، فله أن يخلق أسبابًا
داخلية في النار تؤدي إلى اختفاء صفة الإحراق للنار، فلا شيء مستحيل أمام حِكمه
وقدراته غير المتناهية.
·
من
المستحيل أن نحيط بجميع حكمه وقدراته علمًا، فلا يمكن أن نسنَّ لحِكمه التي لا حد
لها وقدراته قانونًا. والشيء الذي لا نعلم حدوده نكون عاجزين عن الإحاطة به علمًا،
فمن غباوتنا الشديدة أن نقيس حِكم الله تعالى وقدراته غير المحدودة بهذا المقياس
الصغير بل الأصغر، ولا يوجد من يحيط بأعمال الله تعالى ويعلم حدودها.
·
لا يسع
الإنسان أن يصل إلى كنه كل شيء، لذا لا يجوز إنكار المعجزات على أننا لم نر هذا
الأمر حادثًا، كما أنّ الإنسان ليس مطلعًا على قوانين العالم كلها.
·
لم يصل أحد
إلى العلم بمنتهى قدرات الله اللامتناهية والعميقة جدًا، كما لم يحط أحد
بأعماله أو بقانونه إلى يومنا هذا أو حدها في حدود.
·
إنّ الله
تعالى يغيّر قانونه لعباده الخواص، وأنّ الله سبحانه وتعالى يهب
لعباده الخواص ميزاتٍ خاصة في كل مجال، ولا يشترك فيها أناس عاديون، وأنّ هذا
التغيير أيضًا داخل في قانونه الذي قد لا يعلمه غيره، وأنّ التغييرات التي يحدثها
الله تعالى لا تعارض قدسيته وكماله.
·
من أحدث من
العباد تغييرًا لله في نفسه فإنّ الله تعالى يُحدث تغييرًا من أجله، ويقصد الميرزا
غلام أنّ الله تعالى يُحدث تغييرًا في قوانينه المعروفة خصيصًا لهذا العبد الذي
أحدث تغييرًا في نفسه لله.
·
من الحمق
والغباوة المحضة الاعتراضُ دون دليل قاطع وحجة بيّنة أنّ أمرًا كذا وكذا يخالف
قانون الطبيعة، لأنه ليس بوسع أحد أن يبدي رأيه حول ما لم يتم تحديده إلى الآن
وليس عليه دليل.
·
ثابت أنّ
الله تعالى واحد لا شريك له، وهو قادر على كل ما لا يعارض قدسيته وكماله، وأما
إنكار ما ثبت على وجه القطع واليقين فهو جهل مخجل.
·
ويستدل
الميرزا غلام بتبدل خلق الله تعالى للناس من طين بقانون، ثم من نطفة بقانون، وقد
يخلق أيضًا بطرق أخرى لا نعلمها.
·
المطلعون
على قانون الله السائد في الطبيعة أولئك الذين لهم نصيب كامل في الأمور الروحانية
إضافة إلى العلوم الظاهرية أيضًا.
·
قانون الله
الجاري في الطبيعة قسمان: قانون مع الناس العاديين وقانونٌ آخر للخواص.
·
ليس على
نمط واحد فقط، بل لكل شخص قانون يليق بحالته.
·
من هو أكثر
عمًى من الذي يعتبر قانون الله واحدا مع أناس مختلفين.
النصوص من كلام البشير
أحمد([25]) كما في كتابه
(سيرة المهدي)، حيث جاء بكلام للميرزا غلام في المسألة موضوع البحث.
يقول
البشير أحمد([26]):"
بسمـ الله الرحمن الرحيم. حدثني الحافظ روشن علي وقال: حدثني الدكتور محمد إسماعيل
خان وقال: كنا جالسين ذات مرةٍ عند حضرته بمناسبة الجلسة بينما كانت طبخة الرز
المالح والحلو تُعدُّ في الخارج للضيوف، وفي هذه الأثناء أُرسِل لحضرته طعام من
بيته. كنا نظنّ أنه سيكون طعامًا فاخرًا شهيًّا، ولكن لما رأيناه وجدنا شيئًا من
الرز المسلوق وشوربة، ولم يكن يزيد عن طعام شخص واحد فقط. دعانا حضرته إلى
المشاركة معه في تناول الطعام فاشتركنا معه. يقول الراوي بأن الدكتور محمد إسماعيل
خان كان يقول: لقد أكلنا وشبعنا جميعًا مع أن عددنا كان كبيرًا. أقول([27]):أتعجب
ممن يدعون بالإيمان بالله ثم يشكّون في ظهور الخوارق. إذا سلّمنا بوجود
الإله القادر المطلق الذي بيده العالم كله، والذي هو خالق الأشياء ومالكها، لما
اشتبه وجود الخوارق، لأنه هو من أودع في الطعام هذه الميزة أن يكون كافيًا لشخص
واحد، أو ليس ذلك الإله بقادر على أن يودعه بتقدير خاص ومصلحة معينة خاصية
أن يملأ بطون عشرة أشخاص أو يشبع عشرين نفرًا؟ لو سلّمنا أن الله تعالى هو
من وضع خواص الأشياء، فلماذا لا يكون قادرًا على إحداث التغيير والتبديل
فيها بشكل مؤقت نظرًا لبعض حِكَمه الخاصة؟ فإذا كان الله هو القادر المطلق
فلا بد من أن نسلّم بأنه قادر على كل ما يمكن أن يسمى بالقدرة، كذلك الحال
بالنسبة إلى جميع صفاته الأخرى. ولقد أُمِرنا أن نؤمن بالقدر، والمراد منه
أن نؤمن بأن الأشياء أودعت من الله تعالى الخواص كلها، وأن الله تعالى قادر
على التغيير فيها بقدرته الخاصة. باختصار، أُمِرنا بالإيمان بالقدر
العام والقدر الخاص كليهما. أي ينبغي أن نؤمن أولا أن صفة الحرق في النار
لم تنشأ فيها تلقائيًا بل تولدت بأمر من الله تعالى، ثم ينبغي أن نؤمن بأن
الله تعالى قادر على تغيير هذه الصفة أو الخاصية أو تبديلها أو تعطيلها،
وينبغي أن نؤمن أيضا أن الله تعالى يري الناس أحيانًا مظاهر قدره الخاص بهذه
الطريقة من خلال عباده الخواص لإظهار ذاته ولإقامة الدليل على وجوده، وذلك
لأنه لا يمكن بدونه أن يستحكم إيمان المرء بالله تعالى. يجب التذكر
بأنه ليس هنالك أي فعل من أفعال الله عبثًا، بل هو مبني على حِكَمٍ كثيرة، ولا
يظهر أي أمر خارق للعادة إلا عندما تقتضيه الحكمة الإلهية ووفق ما تقتضيه
مشيئة الله، ولا تظهر الآية عندما يطالب بها الطالبُ ولا تظهر وفق مطالبته.
إن الله تعالى غنيّ، ولا يحتاج إلى أحد، بل العباد يحتاجون إليه فهو الذي
يقرر ما إذا كانت ثمة حاجة لإراءة آيةٍ أم لا.
ويقول
البشير أحمد([28]):"بسمـ
الله الرحمن الرحيم. حدثني شودري حاكم علي وقال: قال أحد الهندوس مرة معترضًا: كيف
صارت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم؟ فكتب الخليفة الأول بأن المراد من
النار هنا هو نار الخصومة والعداء. في تلك الأيام نفسها كان المسيح
الموعود جالسًا في المسجد الصغير وكنا ندلك قدميه، وكان المولوي نور الدين أيضا
جالسًا معه إذ ذكر أحد الإخوة الاعتراض المذكور وما ردّ عليه المولوي نور الدين،
فقال حضرته: ما الحاجة إلى هذا التكلّف، أنا موجود ههنا، فليرمِني
أحدٌ في النار وليختبر هل تتحول إلى برد وسلام لنا أم لا؟
أقول([29]):
وَجّه هذا الاعتراض أحدُ الآريا "دهرم بال" الذي ارتدّ عن الإسلام وألف
كتابًا بعنوان: "تركُ الإسلام" فألف الخليفة الأول كتاب: "نور
الدين" ردًّا عليه، وضمّنه الرد المذكور وهو أن المراد من النار هو نار
المعارضة، ولكن لما بلغ ذلك حضرته أنكره وقال بأنه لا حاجة لمثل هذا
التأويل، فإننا موجودون في هذا العصر فليرمِنا أحد المعارضين في النار وليختبر إذا
كان الله يخمدها أم لا؟ ولقد قال المسيح الموعود في مناسبة أخرى في بيت من
الشعر ومعناه: أيها الجاهل! لن تستطيع أن تضرّ بي شيئا بمكائدك، لأن نفسي هي تلك
التي إذا أدخلتْ في النار خرجتْ سليمةً منها. وهناك وحي لحضرته يسلط الضوء على هذا
المفهوم نفسه، ويقول الله تعالى فيه أنْ يوجّه حضرته للناس هذا الكلام: "لا
تخوِّفوني بالنار فإن النار خادمة لنا بل خادمةُ خدامِنا."
أقول([30]):
ذكر شودري حاكم علي في هذا السياق حادثةً أن أحدًا كان يدّعي اقتحام النار والخروج
منها سليمًا دون أن تضر به شيئًا. وبسبب معارضته لحضرته قال ذاكرًا اسمَه: إنه
يدّعي بكونه مسيحًا موعودًا، فإذا كان صادقًا في دعواه هذه فليأت إلى هنا ويدخل
معي في النار. يقول الراوي: تلقّيت من أحد الإخوة رسالة بهذا الخصوص فقدمتها إلى
حضرته، فقال: إنها شعوذة ليست إلا. لا يسعنا الذهاب إلى هناك، ولكن اكتبْ له أن
يأتي إلى هنا، ثم إذا دخل أمامي النار فلن يخرج منها حيًّا. فكتبت له ردّ حضرته،
إلا أنه لم يقبل دعوة حضرته.
أقول([31]):
يرتاب الجهلة أحيانًا في ظهور قدرة الله تعالى بسبب هذه الأمور، في
حين أن أعمال الإنسان لا تبدي إلا وجه إنسانٍ فيها مهما قام بالعجائب بناء على
علمه، أما الأمور الإلهية فتتسم بتجليات إلهية تري وجه الله وتعكسه. وعليه،
فما يأتيه من الله يتسم بعظمة خارقة، وما يأتي من الإنسان فله وقع آخر
تمامًا ولو كان في الظاهر مشابهًا لما يأتي من الله. ويتضح من المثال السابق أنه
كيف تبخر سحر الإنسان بإعلان حضرته عن إظهار قدرة الله. يبدو أن هذا الشخص كان يري
الناس بعض أعمال الشعوذة كما كان السحرة يقومون بها في عهد موسى. ولكن يبدو أن فضل
الله تعالى على المسيح الموعود في هذه القضية كان أكثر مما كان يحظى بها موسى إذ اضطر
موسى لإراءة آية ما لإبطال سحر السحرة، أما هنا فقد تبخر هذا السحر بمجرد
الإعلان عن إراءة الآية ولم يجرؤ العدو على البروز أمامه، فالحمد لله على
ذلك".
المستفاد
مما جاء في كتاب (سيرة المهدي):
·
يقر البشير
أحمد أنه ليس من الإيمان الشك في ظهور الخوارق، وأنّ هذا كما أنه من قدرة الله
تعالى على الخلق ودليل على وجوده، فهو أيضًا من قدرة الله تعالى على التغيير
والتبديل والتعطيل لمصلحة يراها عزوجل لبعض الخواص، وأنّ كل هذا أيضًا من الممكن
أن يحدث بالنسبة لصفاته الله سبحانه وتعالى الأخرى.
·
الجهلة هم
من يرتابون عند ظهور قدرة الله تعالى في إظهار الخوارق، وطالما سلمنا أنّ الله
تعالى هو من وضع خواص الأشياء، فلماذا لا يكون سبحانه وتعالى قادرًا على إحداث
التغيير والتبديل فيها بشكل مؤقت نظرًا لبعض حكمه الخاصة.
·
الخوارق لا
تظهر وفق مطالبة الناس، بل الله تعالى هو الذي يقرر ما إذا كانت ثمة حاجة لإراءة
آيةٍ خارقة أم لا، وهذا الإقرار من البشير أحمد يفيدنا في الرد على ما قال الميرزا
غلام، حينما قرر استحالة صعود البشر إلى السماء، حينما طلب كفار قريش من سيدنا
مُحَمّد صلى الله عليه وسلم الرقي إلى السماء، فقال صلى الله عليه وسلم
"سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا"([32])،
فقوله صلى الله عليه وسلم لا ينفي الإمكانية، بل ينفي أن يكون أمر الصعود كمعجزة
بيده صلى الله عليه وسلم، وإنما الأمر بيد الله سبحانه وتعالى يفعله وقتما يشاء.
·
الميرزا
غلام يستنكر مذهب (الحكيم نور الدين) في فهمه للنصوص التي جاءت بذكر الخوارق على
أنها استعارات، حيث اعتبر نور الدين نار سيدنا إبراهيم عليه السلام أنها نار
الفتنة والمعارضة، فقرر الميرزا غلام أنّ هذا من التأويل المتكلف، وهذا كلام صحيح
من الميرزا غلام، فالصحيح كما قال الميرزا غلام – كما رأينا- اعتبار المعنى
الظاهري للنصوص، ولا يحال إلى التأويل إلا بقرينة قوية صارفة.
·
وما في
النصوص السابقة إقرار صريح من الميرزا غلام بأنّ نار سيدنا إبراهيم عليه السلام
حقيقية، ولم تكن نارًا مجازية بمعنى نار الفتنة أو غير ذلك.
·
يحاول
الأحمديون كعادتهم التهوين من أعمال الأنبياء، وتعظيم أعمال الميرزا غلام في
مقابلها، حيث اعتبر البشير أحمد أنّ فضل الله تعالى على الميرزا غلام كان أكثر من
فضله عز وجل على سيدنا موسى عليه السلام في إظهار الخوارق، وعلى العموم هذا إقرار
من البشير أحمد أنّ سيدنا موسى عليه السلام أظهر للناس آية فعلية لإبطال سحر
السحرة، ولم تكن كشفًا كما يعتقد بشير الدين محمود.
فهل بقي
للأحمديين ومعهم خليفتهم الثاني بشير الدين محمود القائلين بعدم خرق الله تعالى
لأحد من الأنبياء أو غير الأنبياء قوانينه أو نواميسه الكونية حتى لو كان لإثبات
نبوته.
وأما
بالنسبة لأصول تفسير الآيات القرآنية:
·
يقول
الميرزا([33]):"
إذا استمع السادة القساوسة إلى نصْحنا هذا باهتمام فسوف يُثبتون عظمتهم ونجابتهم
لنا ويحققون حبهم للحق والسلام الذي يُعرَف به الصادق طيب القلب، وهذه النصيحة
تحتوي على أمرين فقط نحب أن نعرضهما على السادة القساوسة: أولهما
أنّ يجتنبوا- مقابل الإسلام- الرواياتِ الخرافية والحكايات التي لا أصل لها ولا
توجد في كتبنا المسلم بها والمقبولة وليست من عقائدنا، كما ينبغي أن لا ينحتوا
معاني القرآن الكريم من عندهم، يجب أن يفسروا بما يَثبت من آيات القرآن المتواترة
والأحاديث الصحيحة فقط، ومهما كان القساوسة مسموحًا لهم أن يتحرروا من كل قيد عند
ترجمة الإنجيل لكننا لسنا متحررين. وينبغي أن يتذكروا أن التفسير بالرأي في
ديننا معصيةٌ عظيمة، فحين يريدون أن يفسروا القرآن الكريم فيجب أن تؤيد تفسيرَهم
الآياتُ الأخرى من القرآن الكريم وتشرحه ولا تعارضه وتناقضه، لأن القرآن يفسر بعضه
بعضًا، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون هناك حديث صحيح مرفوع متصل إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفسِّرًا لذلك التفسير، لأن النبيّ
المقدس الكامل الذي نزل عليه القرآن الكريم هو أعلم بمعاني القرآن الكريم. باختصار
هذا هو الطريق الأتم والأكمل لتفسير القرآن الكريم، لكن إذا لم
يتوفر أيُ حديث صحيح مرفوع متصل فأدنى استدلال أن تفسر آية من آيات القرآن
الكريم في ضوء الآيات البينات الأخرى. أما إذا فسر أحدٌ بحسب ظنه
ورأيه دون الالتزام بهذين الشرطين فمرفوضٌ وباطل تماما، فلو التزم القس
عماد الدين هذا الطريق لما هلك نفسُه ولما تسبب في هلاك الآخرين".
·
كما يقول
الميرزا([34]):"
ونذكِّركم أنّ كتبنا المسلم والمعترف بها التي نعتقد فيها والتي نثق بها هي
كالتالي:أولًا: القرآن الكريم، لكن لا يغيبن عن البال أننا لا نقبل ولا نسلِّم
بمعنى لأي آية قرآنية إلا ما شهدتْ عليه الآيات الأخرى من القرآن الكريم، لأن
القرآن يفسر بعضه بعضًا، ثم إذا لم نجد تلك المرتبة اليقينية من آيات أخرى للقرآن
الكريم للعثور على معاني دقيقة ومؤكدة، فيشترط أن يدعم ذلك المعنى أيُ حديث صحيح
مرفوع متصل. باختصار إن التفسير بالرأي لا يجوز في ديننا إطلاقًا، فمن اللازم على
كل معترض ألا يخالف هذا الطريق عند إثارة أي اعتراض...".
·
ويكمل
الميرزا غلام:" كما ينبغي أن لا ينحتوا معاني القرآن الكريم من عندهم. يجب أن
يفسروا بما يَثبت من آيات القرآن المتواترة والأحاديث الصحيحة فقط".
·
ويقول
الميرزا غلام بخصوص أولوية العمل بالظاهر في النصوص القرآنية والحديثية([35]):"
فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تُفسَّر نظرا لظاهر الكلمات ويُحكم
عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينةٌ صارفة. ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن
لا تفسَّر خلافا للظاهر".
نصوص علماء الأحمدية
القاديانية كما في كتاب (شبهات وردود)([36])
التي تبين رأيهم في حدوث الخوارق وتفسيرها:
بالنسبة
للاختلافات والتناقضات بين ما قاله الميرزا غلام، وبين ما تؤمن به وتعتقده الطائفة
الأحمدية القاديانية، فسوف أنقل لكم في فقرات نصوصًا من كتاب (شبهات وردود)
الأحمديّ، حيث يوضحون فيه عقيدتهم في الخوارق التي منحها الله تعالى للأنبياء
صلوات الله تعالى وسلامه عليهم، وسأقوم بعون الله سبحانه وتعالى بالتعليق على ما
قالوه بيانًا لضلالهم وكذبهم ومخالفتهم للقرآن الكريم والسنة الصحيحة، بل مخالفتهم
حتى لِمَا أقره الميرزا غلام، وطريقتهم في هذا الكتاب عبارة عن سؤال من معترض ثم
الإجابة عليه.
الفقرة الأولى:
يقولون:"الاعتراض:
يقول السائل: لاحظت عدم اعترافكم بالخوارق المادية، ما الذي يدفعكم لتأويل معجزات
الأنبياء لجعلها موافقة للنواميس الكونية؟ هل تنشدون إسلامًا تتقبله عقول الغرب؟
الرد([37]):"نحن
لا ننشد إسلامًا تتقبله عقول الغربيين ولا الشرقيين، بل نريد الإسلام الذي أمر به
الله تعالى في كتابه وبيّنه نبيّه في سنته ولا يعنينا غير ذلك، بل
نتصدى له".
التعليق
على الفقرة الأولى:
ونحن
أيضا نريد الإسلام الذي أمر به الله تعالى في كتابه العزيز، وبيّنه نبيّه سيدنا
مُحَمّد صلى الله عليه وسلم في سنته، وليس ما جاء في كتب بعض الصوفية الذين
يهيمون في الأوهام، أو ما جاء في كتب أهل الكتاب المحرفة، كما أن التعبير
"بيّنه نبيّه في سنته"، أي أوضحه سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم
تمام الوضوح في أحاديثه، والبيان يعني الوضوح القاطع اليقينيّ، فلا يقال للنصوص
ظنية الدلالة بيّنات، كما صرح بذلك الميرزا غلام في كتابه (إتمام الحجة) 1893م
صفحة 60 و61، وكما قرر بشير الدين محمود صاحب كتاب (التفسير الكبير) في تفسيره
لسورة البقرة في شرحه لكلمة "البيّنات"، التي يؤيد الله تعالى بها
رسله.
فهل هناك
دليل قطعي واحد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة على نبوة الميرزا غلام!!!
هل هناك
دليل قطعي واحد فيهما على وجود نبوة بروزية أو ظلية أو مجازية أو نبوة ناقصة!!!
ألا
يستدل الميرزا وأتباعه من الأناجيل والتوراة المحرفة!!!
الفقرة
الثانية:
يقول
علماء الطائفة الأحمدية القاديانية:"ثم إننا لا نؤول معجزات الأنبياء لنجعلها
موافقة لنواميس الكون؛ فنواميس الكون لا نحيط بها علما. ونحن
لا نعرف كنه معجزات الأنبياء كلها، ولكننا نؤمن بها حتى لو لم
نفقهها جيدا، فما قاله الله حق؛ فهمناه أم لم نفهمه. لكننا نرفض
بعض التفسيرات المتعلقة بالأنبياء ومعجزاتهم، ليس لغرابتها ومخالفتها سنن الله، بل
لأنها مخالفة للنص القرآني وسياقه، ولأنه ليس عليها أي دليل. إذا، نحن
نؤمن أن معجزات الأنبياء خارقة للعادة والمألوف، ولكنها ليست مخالفة لسنن الله في
الكون، مع يقيننا بعدم إحاطتنا بسنن الله كلها".
التعليق
على الفقرة الثانية:
نتفق
معهم أنّ نصوص التفسير لا بد ألا تكون مخالفة للنص القرآني وسياقه، ويجب أن تكون
بدليل قطعي من آيات القرآن الكريم أو من الأحاديث المتصلة الصحيحة المرفوعة كما
يقر الميرزا كما رأينا، وسنرى معًا بإذن الله تعالى كيف أنّ الميرزا نفسه والخليفة
الثاني بشير الدين محمود قد خالفا الكثير من المبادئ التي قررها الميرزا بنفسه
لتفسير الآيات القرآنية تفسيرًا مقبولًا، وعلى سبيل المثال سوف نرى أنّ بشير الدين
محمود قد فسر سبب عدم إيذاء النار لسيدنا إبراهيم عليه السلام هو هطول المطر،
وأنّ المد والجزر هو ما حدث للبحر بعد ضرب سيدنا موسى عليه السلام له بعصاه،
بالرغم من عدم وجود أي شيء في الآيات الخاصة بهذه الموضوعات يفيد ذلك من قريب أو
بعيد، وسنرى أنه بتفسيره هذا قد عارض تفسير الميرزا غلام نفسه.
وإذا
كان مبدأ عدم الإحاطة بنواميس الكون يجعلنا لا نعارض نصًا ثابتًا واضحًا في القرآن
الكريم أو السنة الصحيحة، فلماذا لا يكون الهدهد الذي كلمه سيدنا سليمان عليه السلام هو فعلًا طير؟ ولماذا لا
تكون النملة فعلًا حشرة؟ فهل هناك مانع أن يختص الله تعالى بعض الأنبياء، بل بعض
الأولياء -كما رأينا من كلام الميرزا غلام وابنه البشير أحمد- بما لم يختص به
بقية البشر؟ وهل هناك دليل يمنع ذلك فنستند إليه في رفض مثل هذه الأمور الخارقة؟
الفقرة الثالثة:
ثم
يكمل علماء الطائفة الأحمدية القاديانية في كتاب (شبهات وردود):"لذا نؤمن أن
إبراهيم عليه السلام قد ألقي في النار، ونجا منها، ولكن لا نعرف وفق أي سنة من سنن
الله تمت هذه النجاة. نؤمن بهذا بكل يقين، لكن قد تكون هذه النار حقيقية وقد
تكون نار الفتنة والكيد، وقد تكون كلتيهما، لأن النص يحتمل ذلك كله، ونؤمن
أن عصا موسى عليه السلام قد أبطلت سحر السحرة، لكن لا
نعرف كيف تم هذا الإبطال، فسواء عرفنا التفصيل أم لم نعرف، فهذا لا يغير من
إيماننا بحدوث المعجزة".
التعليق
على الفقرة الثالثة:
باختصار
نأتي أولّا بكلام الميرزا غلام في بيانه هل عصا سيدنا موسى عليه السلام حقيقة أم
لا؟ وكيف أبطل الله تعالى بها سحر السحرة، وهل بعد تحول العصا إلى ثعبان مرات
متكررة؛ هل قامت بإبتلاع حبال السحرة بعد ظهورها على أنها ثعابين أم لا؟([38]).
·
يقول
الميرزا غلام([39]):"...
فإن عصا موسى بقيت عصا([40])
مع أنها تحوَّلت إلى ثعبان مرارا. وإن طيور عيسى، مع أن طيرانها
على سبيل المعجزة ثابت من القرآن الكريم، ولكنها بقيت طينا على أية حال.
ولم يقل الله تعالى مطلقا بأنها صارت حية أيضا".
·
3- ويقول
الميرزا([41]):"أما
الجواب فاعلم أنا نؤمن بإحياء إعجازي وخلق إعجازيّ، ولا نؤمن بإحياء
حقيقي وخلق حقيقي كإحياء الله وخلق الله، ولو كان كذلك لتشابه الخلق والإحياء،
وقال الله سبحانه: {فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ الله}، وما قال فيكون حيا بإذن
الله، وما قال فيصير طيرا بإذن الله. وإن مثل طير عيسى كمثل عصا موسى، ظهرت
كحية تسعى ولكن ما تركت للدوام سيرته الأولى. وكذلك قال المحققون إن طير
عيسى كان يطير أمام أعين الناس وإذا غاب فكان يسقط ويرجع إلى سيرته الأولى. فأين
حصل له الحياة الحقيقي؟ وكذلك كان حقيقة الإحياء، أعني أنه ما ردّ إلى ميت
قط لوازم الحياة كلها، بل كان يُري جلوة من حياة الميت
بتأثير روحه الطيب، وكان الميت حيا ما دام عيسى قائم([42])
عليه أو قاعدا، فإذا ذهب فعاد الميت إلى حاله الأول ومات. فكان هذا إحياء إعجازيا
لا حقيقيا، والله يعلم أن هذا هو الحقيقة الواقعة، ثم مازجها أغلاط بيان الناس،
وزادوا فيها ما شاءوا كما لا يخفى على من له شمة من العلم والبصيرة، فدقق النظر في
مطاوي الآيات ومعانيها ليكشف عنك الضلال والظلام وتكون من المتبصرين".
واضح من
كلام الميرزا التحول المتكررللعصا إلى ثعبان، وسماها الميرزا "حية"، مما
يدل على أنّ التحول إلى ثعبان لم يكن مجازيًا، بل بالحقيقة لتكرر التحول، والمجيء
بالعديد من أسماء الشيء المشار إليه.
وواضح
أيضًا أنّ مشكلة الميرزا ليست في تحول العصا إلى ثعبان حقيقيّ، وتحول الطين إلى
طير حقيقي يطير أمام الناس كما فعل سيدنا عيسى عليه السلام، ولكن مشكلة الميرزا هي
في الدوام والإستمرار على الحالة الجديدة، ونحن أيضًا لا نقول بالإستمرار
والديمومة، ولكن نؤمن بوقوع هذه الأفعال على سبيل الإعجاز من الأنبياء لمن حولهم
كأدلة على أنهم صلوات الله تعالى وسلامه عليهم من عند الله تعالى.
إذن مما
سبق من نصوص فإنّ الميرزا غلام يثبتُ أنّ سيدنا عيسى عليه السلام قد خلق بإذن الله
تعالى طيرًا وطار بالفعل، ويثبتُ أيضًا الميرزا غلام لعصا سيدنا موسى عليه السلام
التحول إلى ثعبان أو "حية" مرارًا، وليس مرة واحدة، مطابقًا لمَ في
القرآن الكريم، وأيضًا يثبتُ للعصا فعل الإبتلاع، وليس كما يقول الأحمديون
"لكن لا نعرف كيف تمّ هذا الإبطال".
الفقرة الرابعة:
ثم يكملون في كتاب (شبهات وردود): "ونحن
نؤمن أن الله تعالى قد نجى موسى عليه السلام من فرعون وأغرق فرعون وقومه، ولكن
ليس بشق البحر نصفين، لأن القرآن لم يقل ذلك، ولو قال ذلك لآمنا به،
وإنما بمعجزة من قبيل المد والجزر".
التعليق على الفقرة الرابعة:
إذن مبدأ الأحمديين أنهم يريدون أن
يكون اللفظ هو شق البحر نصفين صراحة، بلفظ (الشق) ولفظ (التنصيف)، ولا يؤمنون
بكلمات أخرى قالها الله تعالى، ولها عند الله تعالى بالتاكيد معان بلاغية أكبر
مما يريدون هم، فلنحاسب أتباع الميرزا غلام على هذا المبدأ:
فهل نصّ الله تعالى أو سيدنا
مُحَمّد صلى الله عليه وسلم على نبوة مجازية أو ظلية أو بروزية؟
سوف نحاسب الأحمديين لاحقًا على
الكثير والكثير من خلال كلامهم وما يستدلون به، فنستدل به عليهم بعون الله سبحانه
وتعالى.
والآن نأتي بكلام بشير الدين محمود
حيث يثبتُ الانشقاق والانفصال للبحر إلى فلقين اُي إلى جزئين.
يقول بشير الدين محمود في (التفسير الكبير)([43]):"
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ
فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ
الْآَخَرِينَ (64)} سورة الشعراء.
(شرح الكلمات: انفلق: انفلق أي
انشقّ. (الأقرب).
فِرق: الفِرق الطائفة من الشيء
المتفرّق([44]).
الطَود: الجبلُ العظيم؛ المُشْرِف
من الرمل؛ الهضبةُ. (الأقرب)".
ويكمل
بشير الدين محمود في (التفسير الكبير): يخبرنا الله تعالى هنا أنه أوحى إلى موسى
- عليه السلام - أن يضرب بعصاه البحر، فضربه، فانشق. والحق أنّ
قوله تعالى {فانفلق} أيضًا يشير إلى هذه الحقيقة، لأنّ الإنفلاق يعني الإنشقاق
والإنفصال. قد وردت في القرآن الكريم بصدد إنحسار ماء البحر كلمتان: {فرَقْنا}
و{فانفلقَ} (البقرة: 51، والشعراء: 64)، وكلاهما تدلان على معنى الانفصال".
وبعد كل
هذا البيان لمعاني الكلمات يقول بشير الدين محمود بأنّ المد والجزر هو الذي حدث،
والسؤال من أين جاء بشير الدين محمود بما يثبتُ أنّ الذي حدث هو المد والجزر؟ ومن
أين جاء علماء الاحمدية في كتابهم (شبهات وردود) بأنّ الذي حدث هو المد والجزر؟
ألم يقولوا إنّهم يرفضون التفسير إلا
بدليل من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة!!!
ما
المانع في أن يشق الله تعالى البحر فيصبح كل جزء منفصل مثل الجبل العظيم؟ هل لا
يستطيع الله تعالى ذلك؟ وهل هذا يتعارض مع قدسية الله تعالى؟ وهل هناك دليل عندهم
يمنع هذا؟ ألم يقر الميرزا كما رأينا بأنّ قوانين الله تعالى في الطبيعة غير
محدودة ولا محصورة، وأنّ الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء خلافًا لم يعرفه الناس
من قوانين للطبيعة تأييدًا لأنبيائه.
والذين
يرفضون الخوارق كما وردت بظاهر النصوص ويذهبون إلى التأويل، فما قولهم في تحول
العدم وهو (الحبر الأحمر) في الكشف للميرزا إلى قطرات مادية مرئية ملموسة صبغت
ملابس الميرزا غلام والرجل الذي كان بجواره – كما يروي الميرزا غلام.
وهذا أحد
النصوص التي ذكر فيها الميرزا غلام واقعة الحبر الأحمر، وبقية النصوص قد ذكرتُها
تفصيلًا في فصل مستقل في الجزء الأول من كتاب (حقيقية الطائفة الأحمدية
القاديانية).
يقول
الميرزا غلام([45]):"
لقد رأينا بأم أعيننا مئات الأمور الخارقة للعادة التي لو لم نشهد بعدها أن إلهنا
قادر على كل شيء في الحقيقة وليس محتاجا إلى مادة، لكنا مذنبين جدا. قبل قرابة
أربعة عشر عاما رأيت في الكشف أني كتبت بعض الأمور على ورقة راغبا في حدوثها على
هذا النحو. ثم رأيت أني قدمت تلك العبارة أمام ربي القادر ليوقع عليها حتى تحدث
الأمور على النحو المطلوب. فوقع عليها ربي بقلمه بالحبر الأحمر الذي كان يشبه
الدم، بل خيل إلي أنه دم في الحقيقة. ولكن قبل التوقيع هر قلمه فسقطت على قطرات من
ذلك الدم. فاستيقظت وجدا وشوقا وحبا على أن الله تعالى حقق بغيتي ووقع على كتابتي
دون تردد. كان أحد أصحابي واسمه ميان عبد الله السنوري موجودا عندي حينذاك. فبدأ
يصرخ مستغربا ويقول: من أين سقطت هذه القطرات الحمراء؟ وكما رأيت في الكشف سقوط
القطرات الحمراء الرطبة، كذلك سقطت على قميصي في الظاهر أيضا وسقط بعضها على السيد
عبد الله، فما قولكم الآن؟ هذا كله كان كشفا فقط، فكيف وجدت قطرات الدم في الظاهر
؟ ومن أية مادة جاء ذلك الدم؟ بماذا يمكن للآريين أن يردوا على ذلك إلا أن يقولوا
بأنها قصة زائفة اخترعتها أنا من عندي. لقد سجلت القصة نفسها في كتابي : "كحل
لعيون الآريا أيضا لأني ألفته في تلك الأيام. ولكن لما كانت هذه آية ظهرت مقابل
الآريين لذا أظن أنها كانت إشارة إلى قتل البانديت ليكهرام، وكذلك إلى تفشي
الطاعون. وعلى غرار ذلك هناك مئات الآيات الدالة على قدرات مثلها ظهرت للعيان بغير
مادة. من لم ير تلك القدرات فماذا رأى من ربه !! منه".
إذن يقر
الميرزا غلام باستمرار قدرة الله تعالى على الخلق من العدم، وأنّ الاعتقاد بأنّ
الله تعالى لا يستطيع الخلق من العدم لا يليق إلا بالذي اطلع على جميع أسرار الله
تعالى، وإلا فهو تدخل دون مبرر، والذي سيقول فور سماعه لهذه الأمور بمنتهى التكبر
بأنه محال محض وفكرة باطلة يتورط في غرور العقل وخداعه، كما يقرر الميرزا غلام أنّ
من لا يؤمن بمثل هذه الخوارق فلا معنى إيمانه أصلًا، ويقر بأنّ الإنسان الذي لا
يقدر على استيعاب أمور بسيطة، فعليه ألا ينكر إن لم يدرك بعضًا من أفعال الله
تعالى، بل يجب الإيمان بها بصدق القلب.
وطالما
أوجد رب الميرزا غلام الحبر الأحمر في ثيابه وثياب من معه، من غير وجود له قبل ذلك
الوقت، أي خلق من العدم، فقد فعل الميرزا ذلك - بحسب اعتقاده - بقدرة الله، فلماذا
لا يفعل الله سبحانه وتعالى مع الأنبياء من الخوارق وقد نص عليها في كتابه بقدرة
الله أيضًا!
ولماذا
لا يرقى سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إلى السماء أيضًا بقدرة الله وليس
بذاتيته!
ولماذا
الإنكار أن يرفع الله سبحانه وتعالى سيدنا عيسى الى السماء، ويبقى فيها آلاف
السنين، بقدرة الله أيضًا.
فإذا كان
تعامل الله تعالى مع الخواص كما يدعي ويؤمن الميرزا كما رأينا، فما بال الأحمديين
ينكرون ما فعله الله تعالى مع سيدنا المسيح عليه السلام من خوارق وإنْ يبقيه آلاف
السنسن في السماء، ما لكم كيف تحكمون!!!
ولا يفوتني
أن أذكر كلام بشير الدين محمود الخليفة الأحمدي الثاني، حينما ذكر واقعة الحبر
الأحمر، وقد ربط بينها وبين حادثة شق الصدر لسيدنا مُحَمّد صلى الله عليه وسلم([46])،
وسيظهر لنا كمية التناقض بينه وبين الميرزا غلام، وحتى بينه وبين نفسه. ثم أنقل
لكم نصًا من كلام بشير الدين محمود يبين القدر العقلي له، وهل منْ بهذا الغباء
والتناقض يُقبل منه آراء دينية !!!
أولّا:
يقول بشير الدين محمود([47]):"باختصار،
من الخطأ القول أن ما جرى مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان حادثا ماديًّا،
كلا بل كان كشفًا أرى الله نبيّه إياه، وإرساءً لعظمته وحبه - صلى الله عليه وسلم
- في أسرة مرضعه حليمة أشرك الله تعالى أحد أبنائها أيضًا في هذا الكشف، إذ علِم
الجميعُ من خلال شهادته أنه سيكون لهذا الولد "مُحَمَّد" - صلى الله
عليه وسلم - شأن عظيم، ثم لكي يؤكد الله تعالى لهم أنه هو الذي أراه هذا
الكشف جعَل علامة ظاهرة على صدر مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - ليكون الجميع
شاهدين على هذا الحادث؛ وذلك كما ألقى الله قطراتِ الحبر الأحمر على
ثياب المسيح الموعود - عليه السلام - في الظاهر، ليكون الناس شاهدين على هذه الآية.
لا شك أن الروايات الصحيحة لا تذكر وجود علامة ظاهرة على صدر الرسول - صلى الله
عليه وسلم -، ولكننا لسنا بحاجة إلى إنكارها، فما دام الله
قادرا على خلق قطرات الحبر الأحمر على ثياب المسيح الموعود - عليه السلام -، فلا
غرابة في أن يجعل علامة ظاهرة على صدر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تأكيدًا لهذا
الكشف. ففيما يتعلق بوقوع هذا الحادث على شكل كشف من الكشوف الروحانية،
فلا ننكر صحته، ولكن فيما يتعلق باعتباره حادثا ماديا فهذا خلاف للعقل عندنا...".
يقر بشير
الدين محمود أنه ليس بحاجة لانكار واقعة شق الصدر، بالرغم من أنها لم تروى في
أحاديث صحيحة، وسبب عدم الإنكار أنّ مثلها قد حدث للميرزا غلام كما في واقعة الحبر
الأحمر، فهل المطلوب منا أن نرى بأم أعيننا معجزات الأنبياء التي حدثت من قبل حتى نصدقها!!!،
وبنفس المبدأ؛ فمن حق أي انسان ألا يصدق واقعة الحبر الأحمر طالما لم يراها بأم
عينه، وبهذا المبدأ الفاسد تسقط كل النصوص التي تذكر معجزات الأنبياء طالما لم
نراها نحن.
ثانيًا:
يقول بشير الدين محمود([48]):"
لقد مررت شخصيا بتجربة غريبة. كانت عندي بندقية هوائية في أثناء السفر إلى لاهور
الذي توفي المسيح الموعود عليه السلام فيه، فاصطدت حمامة، وعندما حملتها لذبحها
رأيت أن هناك عقدة قرب بطنها عُقدت بغصن شجرة. وحين فككتها علمت أنها أصيبت بجرح،
وخاطته كما يخيط الجراح جرحًا. يبدو أنها خاطته بمنقارها أو حمامة أخرى
خاطته لها. وعندما اصطدتها كان الجرح قد اندمل، قمت بحل العقدة فرأيت أن
الجرح قد اندمل كليا، ونما من تحته جلد جاف".
هل ممكن
أن يتخيل الإنسان أنّ رجلًا ملهمًا، ويوحى إليه، ويوصف بأنه المصلح الموعود في
الطائفة الأحمدية القاديانية الذي وصفه أبوه الميرزا غلام بعدد أكثر من 52 صفة عُليا،
منها أنه "كأن الله نزل من السماء"، وهو روح مباركة ويشفي الأرواح، وهو
صاحب أهم تفسير للطائفة الأحمدية القاديانية (التفسير الكبير)، يقول هذا الرجل
وكان عمره وهو يروي القصة 65 سنة، وعمره زمن الحادثة 18 سنة، أنّ حمامة قد جُرحت
وقامت بحياكة الجرح بنفسها، أو أنّ حمامة أخرى حَاكت لها جرحها!!!
هذا
الرجل يتبنى التفسير العقلاني للقرآن الكريم، فلا يرى أنّ هدهد سيدنا سليمان عليه
السلام كان طيرًا حقيقيًا بل هو رجل عسكري، وكذلك نملة سيدنا سليمان امرأة واسمها
نملة، ويرى أنّ نار سيدنا ابراهيم عليه السلام أطفأتها الريح ولم يوقف ربنا خاصية
الإحراق للنار، وأنّ سيدنا موسى عليه السلام لم يشق البحر، وإنما هي ظاهرة المد
والجذر، يعني يرفض الخوارق الربانية للأنبياء والمرسلين، ولكنه بكل فخر يرى أنّ
حمامة مجروحة حاكت نفسها، أو حمامة أخرى قامت بدور الطبيب الجراح.
الفقرة الخامسة:
ويكملون
في كتاب (شبهات وردود):"وننكر أن تكون ناقة صالح قد خرجت من الصخر، لأن الله
تعالى لم يقل هذا، وننكر أن يكون المسيح قد أحيا الأموات ماديًا، لأن الله تعالى
وحده هو المحيي، ولا بد من حمل الإحياء على الإحياء الروحاني كما حملنا إحياء
الرسول له على الإحياء الروحاني في قوله تعالى "اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ". كما ننكر أي تفسير
لا دليل عليه، خصوصا إن كان اهتمامه بالمبالغة والغرائب والعجائب، وما
أكثر ذلك في التفاسير!. باختصار، ننكر أي تفسير لا دليل عليه، أو هناك دليل
ينقضه. فهذا هو عمادنا لا غير".
التعليق
على الفقرة الخامسة:
نعم
ننكر أي تفسير لا دليل عليه سواء كان فيه مبالغة وغرائب وعجائب، أو ليس فيه كل
ذلك، وبنفس المبدأ ننكر أيضًا أي إعتقاد لا دليل عليه، فلا دليل في شرعنا الحنيف
على وجود لأي نبوة بروزية أو ظلية أو مجازية أو استعارية أو اصطلاحية أو ناقصة أو
غير تامة، كما يسمي الميرزا غلام نبوته بكل هذه الاسماء.
أمّا
بالنسبة لإحياء الموتى ماديًا فقد رأينا إعتقاد الميرزا غلام الجازم بإمكانية
إحياء الموتى ماديًا، ولا يعنينا رأيه؛ أنه إحياء دون إحياء للتهوين من هذا
الإحياء المادي للأنبياء، وليمنع حتى لو ثبت الرأي القائل بموت سيدنا عيسى عليه
السلام، ثم إعادة بعثه مرة أخرى في الدنيا قبل يوم القيامة، وأعيد، إننا نتمسك
بإقراره بأنه إحياء ماديّ، ونرفض رأيه الشخصيّ فلا دليل عليه، فقد قال الله تعالى
بالإحياء للموتى لسيدنا عيسى عليه السلام بإذن الله تعالى، وإحياء اليهود بعد
موتهم بالصاعقة كما في سورة البقرة، وغير ذلك كثير في القرآن الكريم، وهذا هو
الظاهر، ويبقى على المنكر للظاهر والذي يريد التأويل أن يأتي بالدليل، كما قرر
الميرزا بأسبقية التفسير بالظاهر إلا في وجود قرينة قوية صارفة.
وأمّا
استدلال الأحمديين بالآية في قوله تعالى {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما
يحييكم}، على أنّ إحياء الموتى المقصود في عموم القرآن الكريم إنما يُقصد به
الهداية فهو استدلال باطل، حيث أنّ الله سبحانه وتعالى في الآية كان يكلم أحياءً
بالفعل، فكيف يقصد الإحياء المادي لهم وهم أحياء؟ واضح أنّ الله تعالى يقصد
الإحياء الروحاني بمعنى الإيمان في مقابل الموت بمعنى الكفر،.
وأعيد
للأهمية، معلوم أنّ المعنى الظاهري للكلمات هو الأولى بالإعتبار، إلا إذا كانت
هناك قرينة لازمة تخرج الكلمة من معناها الظاهري إلى معنى مجازي، فمن أراد إثبات
أنّ الإحياء للموتى في عموم القرآن الكريم سواء أكان من الله تعالى في الدنيا أو
كان من عباد له كإعجاز، فليأتوا بالقرينة اللازمة.
[1] كتاب (البراهين الأحمدية) 1905 الجزء 5 صفحة 61.
[2] كتاب (ينبوع المعرفة) 1908م صفحة 130.
[3] كتاب (ينبوع المعرفة) 1908م صفحة 130.
[4] كتاب (ينبوع المعرفة) 1908م صفحة
131.
[5] كتاب (ينبوع المعرفة) 1908م صفحة
131.
[6] كتابه (ترياق القلوب) 1899م صفحة 107.
[7] كتاب ( التذكرة) بتاريخ 22/3/1886م
صفحة 140 في الحاشية في معرض كلام الميرزا على النبوءة الخاصة بابنه المصلح
الموعود في الإلهام "وسيتبارك منه اقوام".
[8] لا يعترض أحد على المعنى الإستعاري للاحياء للموتى أي هداية الضالين
والكفار، وإنما الاعتراض على الإحياء الحقيقي الفعلي للميت الذي فارقت نفسُه
جسدَه.
[9] كتاب (أسئلة ثلاثة لمسيحي والرد عليها) 1892م صفحة 422
بالحاشية..
[10] كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 271 بالحاشية.
[11] يقول المترجم في الحاشية:" يبدو أن المسيح الموعود - عليه السلام
- قد ذكر الحديث بالمعنى هنا، ولعل أقرب حديث لهذا المعنى هو قوله - صلى الله عليه
وسلم -:"مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ"
(مسند أحمد). (المترجم).
[12] كتاب (البراهين الأحمدية) 1884 ج 4 صفحة 166.
[13] يقصد سيدنا عيسى عليه السلام.
[14] كتاب (إزالة الأوهام) 1891م صفحة 118.
[15] أي ما يطلبه الناس من الميرزا غلام من معجزات، كما كانت لسيدنا عيسى عليه السلام
معجزات.
[16] كتاب (البراهين الأحمدية) 1884م الجزء الرابع ص 414.
[17] وهذا رأي الميرزا غلام في نار سيدنا إبراهيم عليه السلام كما سنرى.
[18] كتاب (سر الخلافة)
1894م صفحة 75.
[19] سورة البقرة.
[20] يقول الناشر:سهو من الناسخ، والصحيح "أثر".
[21] كتاب (الملفوظات) المجلد 8 بتاريخ 22/1/1906م صفحة 216.
[22]في الحاشية قال الناشر أن الصحيح "غير متحركة" وأن هذا من
خطأ النساخ.
[23] كتاب ( ينبوع المعرفة) 1908م صفحة 98.
[24] يقصد الهندوسي الآري.
[25] هو ابن الميرزا غلام، ومؤلف كتاب(سيرة المهدي) .
[26] كتاب (سيرة المهدي) الرواية 146.
[27] أي رأي البشير أحمد.
[28] كتاب (سيرة المهدي) الرواية 147.
[29] أي البشير أحمد.
[30] أي البشير أحمد.
[31] أي البشير أحمد.
[32] يقول الله تعالى:{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى
فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا
نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) سورة
الاسراء.
[33] كتاب (الديانة الآرية) 1895 صفحة 99.
[34] كتاب (الديانة الآرية) 1895 صفحة 106.
[35] كتاب (التحفة الجولوروية) 1902م صفحة 88.
[36] كتاب (شبهات وردود) من جمع وتأليف علماء الطائفة الأحمدية
القاديانية، وهم يقومون بالتحديث له كلما أثيرت بعض الاعتراضات عليهم، ولا توجد
نسخ مطبوعة ورقيًا لهذا الكتاب، أي أنه فقط نسخ متجددة تنشر على الشبكة
العنكبوتية، وغالب النسخ غير مرقمة الصفحات.
[37]أي رد علماء الطائفة الأحمدية القاديانية على الاعتراض.
[38] أفردت فصلًا كاملًا في هذا الجزء الرابع لموضوع عصا سيدنا موسى عليه
السلام.
[39] كتاب (مرآة كمالات الإسلام) 1892.
[40] يقصد بعد انتهاء مهمتها.
[41] كتاب (حمامة البشرى) 1894 صفحة 188.
[42] يقول الناشر:
سهو، والصحيح: "قائما". (الناشر).
[43] كتاب (التفسير الكبير) الجزء 7 سور الشعراء صفحة 180.
[44] أي المنفصل عن بعضه.
[45] كتاب (نسيم الدعوة) 1903م صفحة 133.
[46] موضوع الكشوف والاشتراك فيها ممن حول صاحب الكشف قد أفردتُ له فصلًا
كاملًا في الجزء الأول من كتاب (حقيقية الطائفة الأحمدية القاديانية).
[47] كتاب (التفسير الكبير) الجزء 9، سورة الشرح، صفحة 183 وما بعدها.
[48] كتاب السياحة الروحانية صفحة 681.
تعليقات
إرسال تعليق