القائمة الرئيسية

الصفحات

التنقل السريع

     






    علاقة الميرزا بالقساوسة.


    لماذا يرفض الميرزا تقديم شكوى للحكومة الإنجليزية لمعاقبة القسيسين الذين شتموا وسبوا مقدساتنا؟ وهل الحكومة البريطانية فعلا محسنة وعادلة كما يدّعي الميرزا غلام؟

    كتب الميرزا غلام في كتابه (البلاغ) 1898 صفحة 30 أنه لا يصح تقديم مذكرة للحكومة كشكوى ضد قسيس كتب كتابًا اسمه (أمهات المؤمنين) وكان الكتاب كله سب وشتم للرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، وبحسب ادعاء الميرزا في كتاب (البلاغ) فقد تم نشر كتاب (أمهات المؤمنين) مجانًا للكثير من المسلمين، وقد أثار الكتاب موجة عارمة من الغضب بين المسلمين، وقامت بعض المنظمات الإسلامية في الهند بتقديم شكوى للحكومة لمعاقبة كاتب كتاب (أمهات المؤمنين)، وكان رأي الميرزا أنه يجب الرد على الكتاب بالأدلة وليس بالشكوى والمذكرات للحكومة لمعاقبة القسيس، وبخاصة أنّ الكتاب قد تم نشره بالفعل بشكل كبير على الناس ومشايخ وعموم المسلمين. فقال الميرزا إنّه قدم مذكرة بمنع المؤلفين في الأديان والمتناظرين من الإساءة للأديان الأخرى، أو – كما قال – حَصْرُ التأليف في الأديان بذكر المؤلفين لمحاسن دينهم فقط ولا يتعرضون للأديان الأخرى بأي إساءة.

    وفي الحقيقة كلام الميرزا كان صحيحًا في جزئية وجوب حصر الشبهات ضد الإسلام سواء في هذا الكتاب أو غيره ويقوم علماء المسلمين بالرد، ولكن ما الذي يمنع من الأخذ والعمل بكلا الأسلوبين؟ أقصد أسلوب الرد بالأدلة الثابتة، والآخر أسلوب تقديم المذكرات للحكومة لمعاقبة من يسب ويشتم في كتبه من جميع الأطراف سواء النصارى أو الهندوس أو المسلمين؟

    والآن سنعرف السبب الحقيقي الذي جعل الميرزا يرفض تقديم الشكاوى والمذكرات للحكومة لمعاقبة القساوسة المسيئين للرموز والمقدسات الإسلامية.

    يقول الميرزا: "إضافة إلى ذلك يجب أن تتأملوا أيضًا أنّ دين القساوسة هو دين ملكي([1])، لذا يجب أن يكون مقتضى أدبنا أن نعدّ حريتنا الدينية ثانوية، وأنْ نكون ممتنين للقساوسة إلى حد ما من هذا المنطلق، فإذا كانت الحكومة تحاسبهم فكم سنكون نحن جديرين بالمحاسبة، ولو قُطعت الأشجار الخضراء فما بال اليابسة؟ هل يمكن أن يبقى القلم في أيدينا في هذه الحالة؟ فكونوا حذرين وعدّوا الحرية الثانوية مغنمًا وادعوا لهذه الحكومة المحسنة التي تعدل بين الرعية كلها، ومن غير المناسب تماما أن نشكو القساوسة عند الحكومة" ([2]).

    ولنا أن نسأل الأحمديين القاديانيين أتباع الميرزا بعض الأسئلة من خلال الفقرة السابقة من كلام الميرزا:

    1- هل دين القساوسة لأنّه دين الدولة والحكومة والملكة يمنعنا من المطالبة بمعاقبة المسيء؟

    2- هل الحكومة البريطانية عادلة ومحسنة باعتبارها أنّ حرية المسلمين الدينية حرية ثانوية؟

    3- هل يجب أن نكون ممتنين ونعترف بإحسان القساوسة بالرغم من إنهم يسبون ويشتمون نبينا صلى الله عليه وسلم؟

    4- هل القساوسة يمثلون الأشجار الخضراء، أي النافعة للحكومة، والمسلمون يمثلون الشجر اليابس، أي غير المفيدة للحكومة؟ أليس هذا اعتراف بالنفع الذي يقدمونه القساوسة للحكومة من تنصير للمسلمين؟

    5- لماذا الخوف من محاسبة الحكومة للمسلمين إذا طالبوا بمعاقبة المسيء من القساوسة طالما لم يسيء المسلمون لأحد؟

    6- بعد كل ما سبق هل من غير المناسب أن نشكو القساوسة الشتامين المسيئين لديننا ورسولنا وأمهات المؤمنين؟

    ويؤكد الميرزا ما سبق في كتابه (ترغيب المؤمنين) سنة 1898 صفحة 82 ويقول: "بيد أن الدولة البريطانية لهؤلاء([3]) كالأواصر المؤملة، وللقسيسين حقوق على هذه الدولة، ونعلم أن نبذ حرمهم([4]) أمر لا ترضاه هذه السلطنة، وينصبها هذا القصد وتشق عليها هذه المعدلة، ولها علينا منن يجب ألا نلغيها، فلنصبر على ما أصابنا لعلنا نرضيها. وما نفعل بتعذيب المتنصرين".



    ([1]) أي ينتسب لدين المملكة البريطانية.

    ([2]) كتاب (البلاغ) 1898 في الصفحة 30.

    ([3]) يقصد للقساوسة.

    ([4]) يقصد للقساوسة.


    تعليقات