لماذا كان الميرزا يظهر
العداوة للقساوسة ويعتبرهم الدجال، ووفي نفس الوقت يرفض محاكمتهم!!
يقول الميرزا: ".. وقد
بذلتُ قرابة 19 عاما في تأليف كتب تبين أنه يجب على المسلمين أن يخدموا هذه
الحكومة بصدق القلب، وأن يُبدوا طاعتهم ووفاءهم لها أكثر من أقوام أخرى. وقد
ألّفتُ للغرض نفسه بعض الكتب بالعربية وبعضها بالفارسية ونشرتها في بلاد نائية،
وأكّدت فيها مرارا للمسلمين وأملتُهم بأوجه معقولة إلى أن يطيعوا الحكومة قلبا
وقالبا، وقد أُوصلت هذه الكتب إلى بلاد العرب والشام وكابول وبخارَى. مع أنني أسمع
أن بعض المشايخ قليلي الفهم كفّروني بقراءتها واستنتجوا من عباراتي هذه أنني على
صلة مع الحكومة الإنجليزية خفيةً وخلسةً وأني أنال مقابلها منحة منها. ولكني علمت
على وجه اليقين أن هذه العبارات قد أثرت تأثيرا طيبا جدا على قلوب بعض الأذكياء،
فتابوا عن المعتقدات المتوحشة التي كانوا يعتنقونها على نقيض أهداف الحكومة. وكانت
عباراتي الدينية هذه ضد القساوسة دافعا قويا وراء تلك التأثيرات الطيبة وإلا
فإن القوة التي دعوت بها المسلمين إلى طاعة الحكومة ووبّختُ بها المشايخ العديمي
الفهم الساكنين على الحدود الذين كانوا يعيثون الفتنة كل يوم ويحرضون الأفغان على
المعارضة، ما كان المسلمون المتعصبون والجهال ليتحملوا هذه العبارات القوية في
تأييد الحكومة الإنجليزية بحال من الأحوال، أما الآن، حين يجد العاقلون في
كتاباتي مقالات في تأييد الدين من ناحية، ومن ناحية ثانية يتلقّون مني نصائح لنصح
الحكومة وطاعتها بإخلاص فلا يستطيعون أن يسيئوا بي الظن "([1]).
إذن كانت عبارات
الميرزا ضد القساوسة ليست لله، ولكنها كانت حتى يتحمل الناس عبارات الميرزا القوية
في تأييد الحكومة الإنجليزية، ومنع جهادها بالقوة، هذه الحكومة التي تسعى لتنصير
المسلمين، الحكومة التي تقوم بإعطاء الوظائف العالية للمتنصرين، الحكومة التي تنهب
مقدرات الهند والبلاد الأخرى.
([1]) كتاب (كشف الغطاء) 1898 صفحة 10.
تعليقات
إرسال تعليق