مقال (107) هل ارادة الله تؤدي الى فشل الانبياء ؟
يقول الميرزا غلام:
" إنه من الثابت المتحقق على وجه القطعية و اليقين "
حينما يقول الميرزا غلام القادياني الجملة السابقة و هو يتكلم على قضية محددة فهل هناك مجال للقول أنه قالها مثلا للإلزام لغيره و أنها ليست من عقيدته ؟ أو أنه يقصد الاستعارة و المجاز و ليس الحقيقة؟
1- ما هي هذه القضية الخطيرة؟
2- هل هناك أدلة تتساوى في الصحة أو مع هذه الأدلة التي أثبتت و حققت هذه القضية ؟
3- ما هي المصادر لهذه الأدلة قطعية الثبوت و الدلالة ؟ ستجدون في المقال التالي أن الميرزا يؤمن بإحياء الموتى في الدنيا و لكن بوسائل متعددة منها مجرد لمس عظام نبي ميت ، أو عمل الترب اي القوة المغناطيسية أو مجرد الدعاء . تابعوا كلام الميرزا و اتهامه لسيدنا عيسى عليه السلام بأنه فشل في مهمته ، و اذا قيل إنما قصد يسوع المسيح الذي في الأناجيل و ليس عيسى القرآني ، فالإجابة أنه قال عيسى عليه السلام و هذا ينفي قصده يسوع المسيح كما أكد هذا عالم الأحمدية الكبير جلال الدين شمس في مقدمة كتاب " عاقبة اتهم " .
يا اتباع الميرزا غلام مدعي النبوة افيقوا
هل يأذن الله تعالى لنبيّ بأعمال إعجازية لشفاء المرضى تأييدا لهذا النبي فيؤدي هذا العمل إلى فشل هذا النبي في مهمته الأساسية و هي ترسيخ الهداية و التوحيد و الاستقامة الدينية في القلوب.
هكذا يقول الميرزا مدعي النبوة !!!
فمن المخطئ ؟
هل النبي أخطأ لأنه مارس عملا بكل قوة أراده الله له و أذن له به ؟
هل الله أخطأ لأنه لم يحسن - استغفر الله - اختيار الوسيلة المناسبة ؟
هل أصبح الاستدلال من كتب أهل الكتاب يعتبر من الأدلة الثابتة المتحققة القطعية اليقينية ؟
هل يصح من نبي أن يكره و يشمئز من أداة إعجازية أعطاها الله لأحد أنبيائه ليثبت بها نبوته ؟
يا أتباع الميرزا ، هل هذا الميرزا غلام نبيكم عاقل ؟.
و هذا نص كلام الميرزا كما في كتاب ازالة الاوهام ص 272 الحاشية مرفق صورة للصفحة :
"و من الثابت المتحقق على وجه القطعية و اليقين أن المسيح بن مريم عليه السلام [ ابراهيم بدوي: لاحظوا قوله : عليه السلام ] كان ماهرا في عمل الترب - بإذن من الله و أمره - مثل النبي اليسع ، و إن كان أقل درجة من درجة اليسع الكاملة ، إذ أن جثة اليسع أيضا قد أظهرت معجزة حيث عادت الحياة إلى ميت بلمس عظام جثته. و لكن لم تعد إلى الحياة جثتا اللصين اللذين صلبا مع المسيح نتيجة لمسهما جسمه .
على أية حال، إن هذه الأعمال المتعلقة بعمل الترب [ ابراهيم بدوي: التأثير المغناطيسي للأجسام و يسمى أيضا بالمسمرية نسبة للعالم الألماني مسمر ] التي قام بها المسيح كانت بناء على مقتضى الحال في ذلك الزمن لحكمة معينة. وليكن معلوما أن عمل الترب هذا ليس جديرا بالتقدير كما يزعم عامة الناس. ولولا كراهتي له واشمئزازي منه لكان هناك أمل قوي بفضل الله وتوفيقه ألا أكون أقل درجة من المسيح ابن مريم في إراءة هذه الأعاجيب، ولكنني أحب ذلك الطريق الروحاني الذي سلكه نبينا صلى الله عليه و سلم .
علما أن المسيح عليه السلام[ ابراهيم بدوي : لاحظوا قوله : عليه السلام ] أيضا لم يمارس هذا العمل المادي إلا بإذن من الله وأمره نظرا إلى الأفكار المادية والسفلية التي كانت مترسخة في طباع اليهود، وإلا ما كان المسيح ليحب هذا العمل.
وليتضح أن هناك نقطة سيئة جدا في هذا العمل المادي وهي أن الذي يمارس هذه الأعمال ويبذل قواه الذهنية والدماغية لإزالة الأمراض الجسدية باستمرار فإنه يضعف جدا روحانيا، بل تبطل رويدا رويدا تأثيراته الروحانية التي تؤثر في الروح وتزيل الأمراض الروحية، وقليل ما يتحقق على يده تنوير الباطن وتطهير النفوس الذي هو الهدف الحقيقي. لذلك فإن المسيح عليه السلام [ ابراهيم بدوي : لاحظوا قوله : عليه السلام ] ، وإن كان يبرئ الأمراض الجسدية بواسطة هذا العمل، ولكن مستوى عمله فيما يتعلق بترسيخ الهداية والتوحيد والاستقامة الدينية في القلوب بصورة كاملة كان منخفضا لدرجة كان قريبا من الفشل " انتهى النقل
افيقوا يرحمكم الله
د.ابراهيم بدوي
24-9-2016
تعليقات
إرسال تعليق