القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال ( 47 ) تأليف الميرزا غلام للشعر يثبت أنه دجال.



مقال ( 47 ) تأليف الميرزا غلام للشعر يثبت أنه دجال. 

الميرزا الغلام القادياني وإنشاء الشعر([1]).

سبحان الله القادر القدير، حافظ دينه وأنبيائه من عبث العابثين، ومن إدعاءات الكافرين بالنبوة بعد أن ختمها الله سبحانه وتعالى بالحبيب المختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد وضع الله سبحانه وتعالى علامات بيّنة في غاية الأهمية والظهور لمعرفة أغلب مدعي النبوة ومنها إنشاء وتأليف الشعر، فدائما ما يكون مدعو النبوة شعراء،وإنشاء وتأليف الشعر من أهم موانع النبوة ، فلقد أعلن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أنّ سيدنا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم  ما كان شاعرًا، ولا ينبغي له أن يكون شاعرًا سواء أكان ذلك قبل البعثة أو كان بعدها، وما لا ينبغي للنبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لغيره من الأنبياء، لأن الإشكالية الناتجة من أن يكون النبيّ شاعرًا من قبل البعثة هي هي في كل الأنبياء، فكلام الله تعالى للأنبياء والمطلوب إبلاغه للناس لا بد أن يكون على أعلى درجة من البلاغة بحيث لا يرقى إلى هذه البلاغة أحد من الإنس ولا من الجن في أي زمن من الأزمنة، فلا مقارنة بين دقة وبلاغة وحلاوة كلام الله تعالى وبين كلام البشر.، فإذا كان المدعي للنبوة هو في الأصل شاعر، فسيؤدي ذلك الى الشك في أن ما يدعيه هذا الرجل من كلام الله تعالى من تأليفه كما كان يؤلف قبل ادعاء البعثة كلامًا جميلًا منسقًا، وبالتالي فلا يصح أن يكون النبيّ شاعرًا ولا يصح للشاعر أن يكون نبيًّا، وكذلك لا يكون النبيّ كاهنًا، لأنه إذا ثبت تكهنه أي ادعاء علم الغيب قبل ادعاء النبوة، فسوف يشك الناس في أن ادعاءه للغيب من الله تعالى كذب، لأنه قبل النبوة كان يتكهن ويدعي علم الغيب، ولقد أقر الميرزا غلام القادياني بهذا المبدأ حينما أعلن في معرض الاعتراض على صعود سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء والنزول منها قبل يوم القيامة، فقال الميرزا غلام في كتابه (توضيح مرام) 1891م صفحة 64:" إنّ الأمر الذي لا يعتبر جائزًا للنبيّ عليه الصلاة والسلام الذي كان أفضل الأنبياء، بل عُدّ خارج سنة الله، كيف يجوز للمسيح عليه السلام؟ فمن الإساءة الشديدة أن نستبعد كمالًا بحق النبيّ عليه الصلاة والسلام ثم نقبل إمكانية الكمال نفسه بحق المسيح عليه السلام. هل يسع مسلمًا صادقًا أن يرتكب إساءة كهذه؟ كلا ثم كلا"، وفي كتاب (حمامة البشرى) 1894 صفحة 64 يقول الميرزا غلام:"واعلم أنّ القرآن لا يجّوز لأحد أن يرقى في السماوات بجسمه العنصري ويبقى فيها حيًا إلى يوم القيامة، وأنت تعلم أنّ طائفة من قريش إقترحوا سؤالات من عند أنفسهم، فكان منها أنهم قالوا لرسول الله عليه الصلاة والسلام : إنّا لا نؤمن بك حتى ترقى في السماء، فنزل في جوابهم:" قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولًا " وأنت تعلم أنّ رسولنا أفضل الرسل وخاتمهم وأحبهم إلى الله، فالأمر الذي لم يُجزْ له، فكيف يجوز لغيره؟ فتدبر يا أخي ..أيدك الله بالهام مبين".

فمن يدعي النبوة إذا ثبت أنه قام بتأليف الشعر سواء قبل الإدعاء بالنبوة أو أثنائها فاعلموا أنه كاذب كاذب كاذب، وهذه فيها الكفاية من حيث المبدأ لإثبات كذب الميرزا غلام في إدعائه النبوة لأنه كان شاعرًا بالأصل قبل إدعاء النبوة.

 

فعندما ادعت قريش أنّ سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم شاعر، وأنّ القرآن الكريم من تأليفه رد الله تعالى عليهم بأنه صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، بل لا ينبغي له أن يكون شاعرًا من الأصل كما في الآية :"وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ" (69) سورة يس، وأيضًا يقول الله تعالى :{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِين (47) }َ سورة الحاقة.

وقبل الإنتقال للنقطة التالية في مسألة الشعر، أحب أن أعرّج إلى تلبيس وتدليس الميرزا في مسألة إستحالة صعود عيسى عليه السلام للسماء مستدلًا بقول النبيّ صلى الله عليه وسلم كما في الآية :"قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولًا " فالفارق الذي لم ينتبه إليه الميرزا - بقصد أو بدون قصد – هو مَنْ هو الفاعل للإصعاد أو الرفع؟؟ فقريش سألت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الرقي، فقال ما أنا إلا بشر، وما كان يقصد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منع الرقي والصعود، وإنما الإنكار والإعتراض منه صلى الله عليه وسلم أنه كيف هو بنفسه يرقى ويرتفع إلى السماء والفعل منسوب له وبه، وإنما لو كان الفاعل هو الله تعالى فما المانع؟ فهل هناك حدود لقدرة الله تعالى؟ فهل من قدرات البشر المعتادة أنه إذا ألقِيَ به في النار فلا يحترق؟ كما حدث في قصة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا لو أن الله تعالى هو الذي قرر أن لا يحترق النبيّ؟ بل تكون النار بردًا وسلامًا عليه وليس فقط عدم الإحتراق، فالله أمر النار بتوقف خواصها التي أعطاها الله تعالى لها بنفسه، ويملك قطعًا إيقافها، ومن يرفض من القاديانيين حقيقة نار سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم وتوقف خاصية الحرق فيها، فعليه أن يراجع الكتاب القادياني المعروف وهو (سيرة المهدي) في الرواية 146 و147 وكان كلام الميرزا غلام القادياني نفسه وكلام إبنه الميرزا البشير أحمد مؤلف الكتاب على أنّ النار كانت حقيقية ولم تكن إستعارية وأنّ الله سبحانه وتعالى جعلها بردًا وسلامًا فعلًا - وليس كما يقول جُهّال القاديانية أنه من الممكن أن تكون ريحًا أطفأت النار -  ويقول إبن الميرزا البشير أحمد " إنّ الله تعالى يفعل ما يشاء بدلالة اسمه القادر والقدير".

إذن تأليف الميرزا غلام القادياني للشعر يثبت كذبه في إدعاء النبوة، فقد ثبت تأليفه للشعر من أول كتاب له وهو (البراهين الأحمدية) سواء باللغة الفارسية أو بالأوردية، وإذا كان هذا حال الميرزا أو غيره – وهذا مشهود – أنّ من يملك موهبة إنشاء الشعر يملك إنشاءه بأي لغة يتعلمها، وقد ثبت يقينًا تعلم الميرزا اللغة العربية من ثلاثة أساتذة وهذا بإقراره، فمن كانت عنده هذه الموهبة مثل الميرزا، وهي موجودة ومتكررة في الكثير من غير العرب الذين تعلموا اللغة العربية وكانوا يملكون موهبة تأليف الشعر، فبرعوا في إنشاء الشعر بالعربية ومنهم الشاعر غير العربي محمد إقبال وغيره.

وأحب في هذا المقام لكي يتضح هذا الموضوع أكثر أن أتشرف بكلام حضرة الشيخ العالم الجليل منظور أحمد جنيوتي في كتابه (الأصول الذهبية)، فهو أول من أشار – بحسب علمي- لموضوع نفي أن يكون النبيّ شاعرًا، وأنه لا يكون الشاعر نبيًّا أبدا، يقول حضرة الشيخ تحت العنوان"جهة كذب الميرزا الرابعة": شاعرية الميرزا، يعلم كل مسلم بألا يكون النبيّ شاعرًا، قال الله تعالى في القرآن الكريم ردًا على كفار مكة "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ" (69) سورة يس، كما قال الله تعالى عن القرآن الكريم نفسه "وما هو بقول شاعر". فالحاصل أنّ هذا الأمر مُسَلّم بألا يكون النبيّ شاعرًا، ومن كان شاعرًا فلا يمكن أن يكون نبيًّا وفق هذا الأصل، فكان المفروض أن لا يكون الميرزا القادياني شاعرًا وأن لا يجري على لسانه أي شعر، لكننا بعد التأمل في سيرة الميرزا علمنا أنه لم يكن شاعرًا فحسب بل كان مدعيًا بالشاعرية المعجزة، وقد كتب القصيدة الإعجازية لأظهار صدقه كما طبعت مجموعة كلامه المنظوم المسمى ب " الدر الثمين "، فهكذا من حكمة الله تعالى أن شاعرية الميرزا هذه صارت علمًا واضحًا على كذبه، ولعل الميرزا لم يدرك هذا الأمر ( أي أنّ النبيّ لا يكون شاعرا) وإلا لترك إنشاء الشعر تأييدًا لنبوته الكاذبة وما قاله من الأشعار قبل، لأمر بإضاعتها – فالأسف كل الأسف – ويكمل الشيخ منظور قائلا : قلق الميرزائيين: حينما يعرض على القاديانيين دليل كذب الميرزا المذكور يردون عليه قائلين بكل وقاحة :"ما الحرج في قول حضرة الميرزا الشعر؟ فإنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول الأشعار أيضاً"، نحو قوله صلى الله عليه وسلم حينما جرحت أصبعه :" هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت" وكقوله صلى الله عليه وسلم:"اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة"، فينبغي أن يعلم في هذا الباب أنّ هذه المقولات النبوية لا تدخل في تعريف الشعر إصطلاحًا، بل إنها صارت موزونة بلا قصد، أما الشعر فإنه يعرف ب " أنه كلام موزون مقصودًا "فيشترط القصد والإرادة في الكلام ليكون شعرًا، بخلاف أشعار الميرزا فإنها قد قيلت بالقصد والإرادة، فإنها دلالات بينة دون شك على كون الميرزا دجالًا وكذابًا . ثم الأمر الذي يعتبر عيبًا في أصل المتبوع كيف يكون خصلة حسنة بل ودليلًا للنبوة والصدق في التابع والظل والبروز؟ فيا للعجب !!! فانظروا هل عرض النبيّ صلى الله عليه وسلم الأشعار كدليل لصدقه؟ ".انتهى النقل من كلام فضيلة الشيخ منظور أحمد جنيوتي رحمه الله تعالى.



[1]  أول من تكلم في تعارض إنشاء الشعر مع النبوة بحسب علمي هو فضيلة شيخنا المحترم منظور أحمد شنيوتي في كتابه (الأصول الذهبية في نقد القاديانية).و نسأل الله تعالى العفو و العافية.

د.ابراهيم بدوي
 ‏2015‏-12‏-07.
13/3/2024

مقال (065) الميرزا غلام القادياني و كذبة إعجازه في اللغة العربية ، و بيان للعلوم التي درسها على يد أساتذة قبل ادعاء الولاية أو النبوة .

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع