القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (218) اقرار الميرزا بخرق الله تعالى بقدرته اللامحدودة لقوانين الطبيعة السائدة و ذلك بقوانين لا نعلمها إثباتا لقدرته و تحقيقا لنبوة الأنبياء.






مقال (218) اقرار الميرزا بخرق الله تعالى بقدرته اللامحدودة لقوانين الطبيعة السائدة و ذلك بقوانين لا نعلمها إثباتا لقدرته و تحقيقا لنبوة الأنبياء.
في كتاب الميرزا "ينبوع المعرفة "/1908 م في اجابة الميرزا غلام أحمد على كلام الهندوس الآريين الذين ينكرون الأمور الإعجازية المادية التي يأيد الله تعالى بها الأنبياء لإثبات نبوتهم أمام الناس و يتهمون الله تعالى بأنه يبدل القوانين السائدة المعروفة .
و مختصر كلام الميرزا غلام أحمد :
  1.    يقول :لا يوجد من يحيط بأعمال الله تعالى و يعلم حدودها ؟.
  2.    و يقول :لم يصل أحد إلى العلم بمنتهى قدرات الله اللامتناهية و العميقة جدا .
  3.    و يقول :يغيّر الله  قانونه أيضا لعباده الخواص، ولكن هذا التغيير أيضا داخل في قانونه الذي قد لا يعلمه غيره .
  4.    و يقول : من أحدث من العباد تغييرا لله في نفسه فإن الله تعالى يحدث تغييرا من أجله و يقصد الميرزا غلام أحمد تغييرا في قوانينه المعروفة .
  5.    و يقول :من الحمق والغباوة المحضة الاعتراضُ دون دليل قاطع وحجة بينة أن أمرا كذا وكذا يخالف قانون الطبيعة لأنه ليس بوسع أحد أن يبدي رأيه حول ما لم يتم تحديده إلى الآن وليس عليه دليل.
  6.    و يقول :ثابت أن الله تعالى واحد لا شريك له وهو قادر على كل ما لا يعارض قدسيته وكماله و أما إنكار ما ثبت على وجه القطع واليقين فهو جهل مخجل.
  7.    و يستدل الميرزا غلام أحمد بتبدل خلق الله تعالى للناس من طين بقانون ثم من نطفة بقانون و قد يخلق أيضا بطرق أخرى لا نعلمها .
و هذا نص كلام الميرزا غلام أحمد بالكامل :
" ثم قال المحاضر [إبراهيم بدوي :  يقصد الهندوسي الآري ]  إن بعض الناس يقولون بأن الله قادر على أن يبدِّل قانونه، وجواب ذلك هل يستطيع أن يبدّل صفاته أيضا؟ يجب التدبر الآن ما أوهنه من جواب! صحيح أن الله تعالى غير متبدِّل من حيث ذاته وكذلك صفاته أيضا غير متبدلة، هذا لا يُنكره أحدٌ. ولكن من أحاط بأعماله إلى يومنا هذا أو حددها في حدود؟ ومن يسعه القولُ بأنه وصل إلى منتهى قدارته اللامتناهية والعميقة جدا؟ بل الحق أن قدراته غير محدودة وأعماله عجيبة لا شاطئ لها ولكنه يغيّر قانونه أيضا لعباده الخواص، ولكن هذا التغيير أيضا داخل في قانونه. عندما يحضر أحد عتباته سبحانه و تعالى  بروح جديدة ويُحدث في نفسه تغيُّرا خاصا ابتغاء لمرضاته فقط عندها يُحدث الله تعالى تغيّرا من أجله وكأن الإله الذي ظهر على هذا العبد هو إله آخر تماما وليس الذي يعلمه الناس عامة. فإنه سبحانه و تعالى  يظهر كالضعيف لضعيف الإيمان. ولكن الذي يأتي إليه بإيمان قوي جدا يُريه اللهُ تعالى بأنه قويّ لنصرته. وعلى هذا النحو تحدث التغيرات في صفات الله مقابل التغيرات في الناس. فمن كان فاقد القوة من حيث الإيمان وكأنه ميت، ينسحب الله تعالى أيضا من نصرته ويصمت وكأنه مات. ولكنه تعالى يُحدث كل هذه التغيرات في قانونه بحسب قدوسيته. ولأنه ما من أحد يقدر على الإحاطة بقانونه وحدِّه لذا من الحمق والغباوة المحضة الاعتراضُ دون دليل قاطع وحجة بينة أن أمرا كذا وكذا يخالف قانون الطبيعة لأنه ليس بوسع أحد أن يبدي رأيه حول ما لم يتم تحديده إلى الآن وليس عليه دليل. أما إنكار ما ثبت على وجه القطع واليقين فهو جهل مخجل. وما هو ثابت أن الله تعالى واحد لا شريك له وهو قادر على كل ما لا يعارض قدسيته وكماله. أما فيما يتعلق بقانون الطبيعة فالمعلوم أن الله تعالى خلق الإنسان من طين فقط في البداية، أي كان هذا هو القانون السائد في الطبيعة حينذاك، أما الآن فيخلقه الله من نطفة فهذا أيضا قانون الطبيعة. ثم إذا خلقه بطريقة أخرى بعد مرور زمن معين فهل لنا أن نقول بأن هذه الطريقة تخرج عن نطاق القانون السائد في الطبيعة الذي لا تحدّه حدود؟ فكل هذه الأفكار إنما هي أنواع جهل، والحق أنه لم يحدِّده ( أحدٌ إلى الآن ولا قانونَه في حدود." انتهى النقل.
و يقول أيضا :
" إذًا، إن نسبة قانون الطبيعة الذي يقدّمونه إلى قانون الله الجاري في الطبيعة كنسبة جزء بالألف من قطرة ماء إلى البحر"انتهى النقل 
و يقول :
"
فباختصار، إذا كان أحد مطلعا على قانون الله السائد في الطبيعة فهم أولئك الذين لهم نصيب كامل في الأمور الروحانية والعلوم الظاهرية أيضا. والذي لم يرى شيئا في هذا العالم لم يرى شيئا من قانون الطبيعة أيضا." انتهى النقل 
فهل بقي للاحمديين و معهم خليفتهم الثاني المصلح الموعود القائلين بعدم خرق الله تعالى لاحد من الأنبياء أو غير الأنبياء  قوانينه أو نواميسه الكونية حتى لو كان لاثبات نبوته .
د.إبراهيم بدوي
‏21‏/02‏/2018‏

تعليقات

التنقل السريع