القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (226) هل انتصر الميرزا على القس آتهم و كسر الصليب و قتل الخنزير في المناظرة بينهما ؟






مقال (226) هل انتصر الميرزا على القس آتهم و كسر الصليب و قتل الخنزير في المناظرة بينهما ؟
في هذا المقال سوف أثبت لكم و من كلام الميرزا مدعي النبوة الهندي أن المناظرة التي جرت بينه و بين القس عبد الله آتهم في سنة 1893 لم تكن الا مناظرة عادية كأي مناظرة جرت بين المسلمين و النصارى و لم تسفر عن أي نصر للميرزا و فريقه المعاون له و إنما كل ما فيها و ما اعتبره الميرزا نصرا هو أن ربه يلاش العاجي جعل المناظرة مناسبة لبيان تحقق نبوءة موت القس آتهم أو أي أحد من أعضاء فريق النصارى  في خلال 15 شهر من انتهاء المناظرة , و طبعا لم يمت القس عبد الله آتهم أو أي أحد من أعضاء الفريق النصراني في هذه المدة المحددة كحد أقصى , و تعلل الميرزا بتوبة القس آتهم في سره , و طبعا هذا ما نفاه القس بنفسه فإن شرط عدم موت أحد اعضاء الفريق في الفترة المحدد هو الرجوع للحق و بحسب نص إعلان النبوءة - كما سنرى - فان الحق المقصود في اعلان الميرزا هو الايمان بعدم الوهية المسيح عليه السلام .
في كتاب "الحرب المقدس"/1893 صفحة من 308 الى 310 - و يقصد بالحرب المقدسة أي التي دارت بين الميرزا غلام مدعي النبوة و معه فريق من اتباعه و بين القس عبد الله آتهم و كان رئيسا لفريق معه .
يقول الميرزا :
"
وما كُشف عليّ هذه الليلة هو ما يلي: عندما دعوت الله تعالى بكل تضرع وابتهال، وسألته أن يحكم في هذا الأمر، وقلت إننا لسنا سوى بشر ضعفاء، وبدون حكمك لا نستطيع أن نحقق شيئا، أعطاني ربي هذه الآية بشارة منه، مؤدّاها أن الفريق الذي يتبع الباطل عمدا في هذا النقاش من بين الفريقين ويترك الإله الحق ويؤله الإنسان العاجز، فإن مصيره أن يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا شهر بكل يوم من أيام المناظرة، وأنه سيلقى ذلا وهوانا كبيرين شريطة ألا يرجع إلى الحق. أما الذي على الحق، ويؤمن بالله الحق، فإنه بذلك سوف ينال الإكرام. وحين تتحقق هذه النبوءة سوف يبصر بعض العميان، وسيمشي بها بعض العرج وسيسمع بعض الصم بحسبما أراد الله تعالى. فالحمد لله والمنة على أنه لو لم تظهر هذه النبوءة من الله تعالى لذهبت أيامنا هذه الخمسة عشر هدرا. إن من عادة الإنسان الظالم أنه لا يبصر وهو ينظر، ولا يستمع مع أنه يسمع، ولا يعقل مع أنه يفهم ويستمر في التجاسر والوقاحة، ولا يدري أن الإله موجود. أما الآن فقد آن أوان الحكم في الموضوع. كنتُ أستغرب مصادفة حضوري شخصيا هذه المناظرة، مع أن هناك أناسا كثيرين يقومون بنقاشات عادية؟ فقد تبينت الحقيقية الآن أن كل ذلك لإظهار آية. فأقرُّ في هذا المقام أنه لو ثبت بطلان هذه النبوءة، أي لو لم يسقط الفريق الكاذب في نظر الله في الهاوية بعقوبة الموت في غضون 15 شهرا من تاريخ اليوم لكنت جاهزا لتحمل كل نوع من العقوبة، سواء أأُهنتُ أو سُوِّد وجهي، أو وُضع حبلٌ في عنقي، أو قُتلتُ شنقا؛ فسأكون جاهزا لكل شيء. وأقول حلفا بالله جلّ شأنه بأنه تعالى سيفعل حتما ما قلتُ، سيفعل حتما، سيفعل حتما. يمكن أن تزول الأرض والسماء ولكن لن يزول كلامه.
والآن فإني أسأل عبد الله آتهم المحترم: إذا تحققت هذه الآية فهل تقبلها كدليل قاطع وكنبوءة من لدن الله تعالى ظهرت بحسب رغبتك أم لا؟ ألا تكون حينئذ برهانا قويا على أن رسول الله صلى الله عليه و سلم  الذي وصفتَه في كتابك "أندروناي بايبل" بأنه الدجّال، إنما هو رسول صادق؟ ما الذي أستطيع قوله أكثر من ذلك ما دام الله بنفسه قد حكم في الموضوع. هذا ليس مقام الاستهزاء بغير حق. إذا كنتُ كاذبا فأعِدّوا لي المشنقة، واعتبروني ملعونا أكثر من الشياطين والأشرار والملعونين كافة. ولكن إن كنتُ صادقا فلا تؤلِّهوا إنسانا. اقرأوا التوراة لتروا ما هو تعليمها الواضح والبيّن؟ وما هو التعليم الذي جاء به الأنبياء منذ القِدم؟ وإلى إية جهة مالت الدنيا كلها. والآن أستأذنكم دون أن أزيد على ذلك. والسلام على من اتبع الهدى. " انتهى النقل
التعليق :
1- قول الميرزا :
"مؤدّاها أن الفريق الذي يتبع الباطل عمدا في هذا النقاش من بين الفريقين ويترك الإله الحق ويؤله الإنسان العاجز، فإن مصيره أن يُلقى في الهاوية"
أي ان النبوءة كانت على فريق و ليست مخصصة للقس آتهم و هذا خبث من الميرزا لانه بموت اي من اعضاء الفريق يعتبره الميرزا غلام أحمد تحقق للنبوءة .
و يؤكد هذا الكلام أن الميرزا سأل القس في نهاية النص المنقول و قال :
"والآن فإني أسأل عبد الله آتهم المحترم: إذا تحققت هذه الآية فهل تقبلها كدليل قاطع وكنبوءة من لدن الله تعالى ظهرت بحسب رغبتك أم لا؟"
واضح أنه لو أن المقصود موت القس عبد الله آتهم فقط فكيف سيؤمن بالآية و تحقق النبوءة و هو ميت ؟ إذن المقصود بالفريق أي واحد من أعضاء الفريق و الحمد لله لم يمت أي من أعضاء الفريق ليظهر كذب و دجل الميرزا و أن هذه النبوءة لم تكن من الله تعالى و إنما من ربه يلاش العاجي .
2- قول الميرزا "ويترك الإله الحق ويؤله الإنسان العاجز" يؤكد أن الحق المقصود في النبوءة هو ترك الكفر و أن يؤمن فريق النصارى بالله و برسوله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , و ليس التوبة و الخوف في السر بل في العلن , و القول بالتوبة في السر هو قول يستطيع أن يقوله أي دجال يدعي الغيب و النبوة .
3- الميرزا بقوله "يسقط الفريق الكاذب في نظر الله في الهاوية بعقوبة الموت" يؤكد أن الهلاك المقصود في النبوءة هو الموت و ليس شيء آخر .
4- قول الميرزا " كنتُ أستغرب مصادفة حضوري شخصيا هذه المناظرة، مع أن هناك أناسا كثيرين يقومون بنقاشات عادية؟ فقد تبينت الحقيقية الآن أن كل ذلك لإظهار آية." يؤكد أن ما جرى في المناظرة لم يخرج عن كونه مناظرة أو حوار عادي بسيط بين المسلمين و النصارى كالسابق و اللاحق و ليس حربا مقدسة ,  و لم يعتبره الميرزا نصرا يستحق أن يقال به أنه كسر الصليب و قتل الخنزير.
و قول الميرزا "
. فالحمد لله والمنة على أنه لو لم تظهر هذه النبوءة من الله تعالى لذهبت أيامنا هذه الخمسة عشر هدرا. " يؤكد أنها كانت مناظرة فاشلة و احتاج الميرزا لمزيد من الوقت لعل أحد من الفريق النصراني يموت أو يحدث له أي أذي و يعتبره الميرزا عذاب و هوان فيقول بتحقق النيوءة .
5- قسم الميرزا بالله بإصرار و تكرار يلزم الميرزا و الأحمديين بعدم تأويل النبوءة و أنها لا بد من تحققها كما خرجت من لسان الميرزا كما في قوله :
" وأقول حلفا بالله جلّ شأنه بأنه تعالى سيفعل حتما ما قلتُ، سيفعل حتما، سيفعل حتما. يمكن أن تزول الأرض والسماء ولكن لن يزول كلامه."
فقد قال الميرزا في كتابه "حمامة البشرى"1893ص 28 فيما يخص القسم و الحلف في الكلام :
" و القسم يدل على أن الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه و لا إستثناء و إلا فأي فائدة من ذكر القسم ؟ فتدبر كالمفتشين المحققين " انتهى النقل.
إذن لا بد من تحقق النبوءة كما هي بالمعنى الظاهر و ليس بالتاويل , فهل تحققت النبوءة بمعناها الظاهر ؟
6- حدد الميرزا موعدا أقصى لتحقق النبوءة و هو موت أحد من الفريق في غضون 15 شهر , و هذا بإعتبار القسم و الحلف فكان لا بد من موت أحد أفراد الفريق في خلال هذه المدة و لا يتعداها , و نحتكم الى كلام الميرزا أيضا في كتاب الميرزا "بركات الدعاء" 1893 ص 5 فيما يخص نبوءة الميرزا بموت الهندوسي لوكهيرام بقوله : " و الحق أن عظمة النبوءة و هيبتها الذاتية ليست بحاجة الى تعيين اليوم و الساعة بل يكفي تعييم حد اقصى لنزول العذاب " انتهى النقل .
و الآن بات واضحا التالي :
لم تكن المناظرة إلا حوار عادي كما قال الميرزا .
لم ينتصر الميرزا و فريقه على النصارى و اعتبر الميرزا المناظرة هدر للوقت .
لم تتحقق النبوءة في الموعد المحدد لها كحد أقصى في موت أي من فيرق النصارى أو حتى تعرضه للأذى و الهوان .
و الله أعلى و أعلم
د.إبراهيم بدوي
‏27‏/07‏/2018‏















تعليقات

التنقل السريع