القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (258) إلى أي منحدر نحن متجهون ؟ و اللبيب بالاشارة يفهم .

التنقل السريع


    مقال (258) إلى أي منحدر نحن متجهون ؟  و اللبيب بالإشارة يفهم .
    هل من الحرية أن تزيد من ألم الجائع الفقير ؟

    زادت في الفترة الأخيرة بعض التقليعات الخاصة بالأطعمة الجاهزة و توصيلها إلى المنازل و ليس هذا فقط بل يقوم البعض بالأكل و الشرب أمام الفقراء المحرومين الجائعين .
    و الحكاية أن الذين يقومون بتوصيل الأطعمة للناس لا يسترون الطعام أثناء تحركاتهم في الشوارع و الأزقة .
    تجد أن الدجاج المطهي اللذيذ قد غلفوه بأغلفة ملتصقة جدا بجسم الدجاجة فيعرف الفقير المحروم أن هذه دجاجة مطهية و الرائحة تفوح منها مما يسبب جريان اللعاب و التحسر و الألم بسبب أن الفقراء  لا يجدون مثل هذا الدجاج الجميل صاحب الغطاء اللاصق المبين و الموضح لتفاصيل جسم الدجاجة.
    و هل اكتفي أصحاب المطاعم بالغلاف اللاصق للدجاجة الموضح و المبين لتفاصيل جسد الدجاجة من الوركين و الزلمكة و غير ذلك  ؟ لا طبعا .
    قاموا بإحداث فتحات و شقوق في هذا الغلاف اللاصق لجسم الدجاجة فيرى الفقير المحروم ليس فقط تفاصيل جسم الدجاجة بل يرى أجزاء عارية من جسم الدجاجة نفسه .
    و هل اكتفى من اشترى الدجاج بالأكل داخل منزله ؟ لا طبعا، بل يقوم بالأكل أمام بيته و في الأماكن العامة و هو يعرف أن الفقراء الغلابة يرونه و يرون دجاجه الشهي اللذيذ بكل التفاصيل.
    يعني بصراحة معرض مكشوف للدجاج العاري سواء كان مغلفا بغلاف لاصق فقط أو بغلاف مع الشقوق و أجزاء من الغلاف شفافة .
    و الآن ماذا يفعل هذا الفقير المحروم و قد تعمد الناس بدعوى الحرية و ليس فقط أصحاب المطاعم أن يعرضوا طعامهم في الذهاب و الإياب بالأغلفة اللاصقة أو بشقوق في الأغلفة، غير طبعا روائح إضافية تزيد من العرض أبعادا شهية و مؤلمة ؟
    هل نلوم الفقير المحروم إذا احتال لسرقة مثل هذه الأطعمة المكشوفة و التهامها ؟ أم اللوم يقع أصلا على من تسبب في زيادة حالة الألم و المعاناة للفقير بدعوى الحرية ؟
    أليس هذا إيذاء للفقراء و ما أكثرهم في هذه السنوات ؟

    هل ممكن أن نتصور أن الله الحكيم العادل سيرضى عن مجتمع يفعل هذه الأمور أو يرضى به او لا ينكره  و يرفع المعاناة الإقتصادية و الغلاء و الأمراض عنه ؟
    و احقاقا للحق و حتى لا نظلم الناس يقوم البعض بتغطية رأس الدجاجة بغطاء حتى لا يرى الناس ريش رأس الدجاجة فبارك الله فيهم.
    و قديما قالوا لنا الأكل عورة .
    طيب هل أنتم فاهمون ما أقصد ؟
    لو أن هذا المقال غير مفهوم !!!
    أوضحه قليلا :
    الم يقولوا لنا قديما أن " الأكل عورة " ؟
    فهل من الذوق أن تترك الأكل عاري، حتى القليل منه ، فإذا لم يجذب إليه الذباب فسوف يؤلم الفقراء المحرومين.
    د ابراهيم بدوي
    13/11/2018

    مقال آخر له علاقة بهذا المقال :
    مقال (356) المغناطيس و علاقته بالنساء .





    تعليقات

    تعليق واحد
    إرسال تعليق
    1. مقال في غاية الروعة أحسنت يا دكتور وجزاكم الله خيرًا

      ردحذف

    إرسال تعليق