القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (362) الميرزا في سنة 1905 يقر بأنه لا توجد آية في القرآن تذكر الوحي له .



مقال (362) الميرزا في سنة 1905 يقر بأنه لا توجد آية في القرآن تذكر الوحي له .


يقول الله تعالى :
" وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) سورة البقرة
و يقول :
" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) سورة آل عمران
و الآيات المحكمة هي التي لها مدلول واحد و التي نلجأ إليها لمعرفة مدلولات الآيات المتشابهات أي الآيات ذات الدلالة الظنية , و معاني هذه الآيات المحكمة تكون بديهية واضحة .
و أما من يريد استخراج معان إضافية جديدة ليؤيد بها فكره و هواه فهو ممن وصفهم الله تعالى وقال :
 " الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ " .
و هذه شهادات من الميرزا غلام مدعي النبوة أنطقه الله بها ليظهر للناس أن كل ما قاله قبل سنة 1905 بخصوص وحيه وإلهامه و نبوته كان هراء و دجلا و تلبيسا على الناس ،  و هذا هو رأيه و شهادته في تفسيره للقرآن :
يقول الميرزا :
1- " {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
لقد حكم الله تعالى في هذه الآيات وحصر النجاة في أن يؤمن الناس بكتب الله ويعبدوه. والمعلوم أنه لا تناقض ولا اختلاف في كلام الله أبدا. وما دام الله جلَّ شأنه قد أناط النجاة باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن عدم الإيمانِ الإعراضُ عن هذه الآيات قطعيَّة الدلالة، والسعيُ إلى المتشابهات. ولا يخوض في المتشابهات إلا الذين أصيبت قلوبهم بمرض النفاق. " كتاب حقيقة الوحي.

إذن الذي يترك الآيات ذات المعاني القطعية المحكمة و يسعى في الآيات المتشابهة كالتي لها أكثر من معنى ليختار منها معنى يوافق هواه و يعتبره هو الأصل و يبني عليه معتقدا يخالف آيات أخرى قطعية الدلالة فهو كما حكم الميرزا أنه مصاب بنفاق في قلبه .
2- و هذه الشهادة الأخرى الأهم و هي في منتهى الأهمية يقول الميرزا :
" لقد خطر ببالي اليوم ( أي في شهر نيسان 1905)  بأن ذكر الإيمان بوحي القرآن الكريم وما قبله موجود في القرآن الكريم فلماذا لم يرد ذكر الإيمان بوحي أتلقاه أنا؟ " انتهى النقل.
هذه الشهادة من الميرزا كانت في سنة 1905 كما جاء في تفسير بعض آيات سورة البقرة للميرزا  كما سيتضح لاحقا.
إذن القول بأن هناك آيات تثبت نبوة الميرزا و وحيه و استمرار النبوة في كلام و كتب الميرزا في الفترة ما قبل شهادة الميرزا الأخيرة في 1905 هو من الدجل و الكذب من الميرزا و من أتباعه، فلا الآية " وآخرين منهم " في سورة الجمعة ولا الآية " انعمت عليهم " في الفاتحة ،  ولا الأحاديث , كل ذلك كان لا يوجد فيه أي دليل على وحي النبوة سواء التشريعية أو غير التشريعية بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
و هذا نص كلام الميرزا الأخير كاملا و مصدره :
" لقد خطر ببالي اليوم بأن ذكر الإيمان بوحي القرآن الكريم وما قبله موجود في القرآن الكريم فلماذا لم يرد ذكر الإيمان بوحي أتلقاه أنا؟ كنت أفكر في ذلك حين أُلقي في قلبي دفعة بأن الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} تتناول ثلاثة أنواع من الوحي: المراد من: {مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} هو وحي القرآن الكريم، ومن: {مَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} هو وحي الأنبياء السابقين، والمراد من: "الآخرة" هو وحي المسيح الموعود. الآخرة تعني: ما يأتي فيما بعد. فما هو ذلك الذي يأتي فيما بعد؟ يتبين من سياق الكلام أن المراد هنا هو الوحي الذي سينزل بعد القرآن الكريم لأن الحديث هنا يدور عن أقسام الوحي، أوله الذي نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - والثاني الذي نزل قبله والثالث الذي كان سينزل بعده - صلى الله عليه وسلم -. (مجلة مقارنة الأديان، المجلد 14، رقم 4، عدد آذار/نيسان 1905 م، ص 164 الحاشية)
طيب هل قبل هذا الموعد أي شهر نيسان سنة 1905 كان هناك تفسيرات للميرزا تفيد أن المقصود من اليقين بالآخرة هو اليقين بيوم الساعة و القيامة و ليس بالبعثة الآخرة أو الوحي المتأخر كما ادعى الميرزا لاحقا ؟
نعم هناك أقوال للميرزا تبين أن المعنى الواضح الجلي هو أن الآخرة يقصد بها يوم القيامة و ليس الوحي الأخير , و ما هذا القول بالوحي الأخير إلا تفسيرات باطنية بالرأي من غير أي دليل , و يستحق الميرزا ما قاله في أول هذا المنشور في وصف الذين يتبعون المتشابهات :
" ولا يخوض في المتشابهات إلا الذين أصيبت قلوبهم بمرض النفاق" .
و الآن مع بعض تفسيرات الميرزا لمعنى اليقين بالآخرة أنه اليقين بيوم القيامة :
1- في تفسيره للآية " وبالآخرة هم يوقنون "
يقول الغلام :
" إن طالب النجاة هو الذي يؤمن بكل ما أُنزل على خاتَم النبيين، نبي آخر الزمان، وبما أُنزل قبله على الأنبياء من الكتب والصحف. "وبالآخرة هم يؤقنون" كذلك طالب النجاة هو الذي يؤمن بالساعة الأخيرة أي بالقيامة والجزاء. (الحكم، المجلد 8، رقم 34 - 35، عدد 10 - 17/ 10/1904 م، ص 9)
2- و في تفسيره أيضا للآية " و بالآخرة هم يوقنون "
يقول الميرزا ؛
" الوسيلة الأقوى لكل الحسنات والصلاح من جملة الأسباب والوسائل الأخرى هي الإيمان بالآخرة. ولكن إذا عدَّ المرء الآخرة وما يتعلق بها قصصا وحكايات فاعلموا أنه مردود ومطرود من كِلا العالمينِ. وذلك لأن خوف الآخرة يجذب الإنسان - في حالة الخوف والخشوع - إلى نبع المعرفة الحقيقي. والمعرفة الصادقة لا تتأتى دون خشية الله وتقواه الحقيقية. اعلموا أن نشوء الوساوس عن الآخرة يشكل خطرا على الإيمان ويحدث الخلل في العاقبة الحسنة"
(تقرير الجلسة، عام 1897 م، ص 64)
إذن الميرزا يقر في سنة 1897 و سنة 1904 أن تفسير " وبالآخرة هم يوقنون " أنه اليقين بالآخرة بمعنى اليقين بيوم القيامة و ليس اليقين بالبعثة و الوحي في آخر الزمان ، و أن الميرزا كان يبحث طوال السنوات قبل شهر نيسان سنة 1905م على أي آية في القرآن يؤكد بها أنه يوحى إليه و أن هناك وحي نبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكنه لم يجد .
و أعيد أن كل الأدلة التي قالها الميرزا قبل سنة 1905 لإثبات وحي النبوة و الرسالة لم يكن إلا تلفيقا و تلبيسا و إقحاما لتفسيرات باطنية غير صحيحة لآيات القرآن هو من حيث المبدأ يرفضها و قد أتيت بأقواله في رفض إخراج ألفاظ القرآن الإصطلاحية إلى معانيها اللغوية أو الإجتهادية بالإلحاد و التفسير بالرأي.
 و الأمر المهم الآخر أن الله تعالى استخدم تعبير اليقين بالآخرة، و اليقين هو العلم بالأدلة الذي لا يشوبه شائبة فيقال يقن البئر أي أصبح ماء البئر صافيا لدرجة أن قاع البئر نراه بوضوح ، فإذا كان اليقين بالآخرة هو العلم اليقيني بوحي النبوة والرسالة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين هذه الآيات القرآنية التي تقيد قطعا وجود وحي النبوة و الرسالة للميرزا ؟
و كيف مع وضوحها اليقيني  لم يراها الحكم العدل الذي أعطاه الله دقائق العرفان في فهم و تفسير القرآن ؟
إن عدم وجود مثل هذه الآيات القرآنية هو ما جعل الميرزا يقحم التفسيرات الباطنية و التي بالرأي أي بلا أي دليل معتبر  ليدعم هواه و ما يحبه .
يقول الله تعالى :
" {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية : 23]

تابعوا المقال التالي المتعلق بنفس الموضوع :
مقال (180) الميرزا يتهم من يُخرج ألفاظ القرآن الإصلاحية إلى معانيها اللغوية أو الاجتهادية بالإلحاد و التفسير بالرأي .

و للحديث بقية
د.ابراهيم بدوي
18/3/2020

يقول الميرزا في كتابه "ازالة الاوهام " 1890 صفحة 284 : " لأنه من غير الممكن وبعيدٌ عن الفهم تماما أن يستخدم الله تعالى في كلامه الفصيح والبليغ - ولا سيما في محل النـزاع والصراع الذي هو بمنـزلة معركةٍ حامية الوطيس في علمه - كلمات شاذة ومجهولة لم تُستعمَل في أيّ مكان في كلامه قط. ولو فعل ذلك لكان معناه أنه يريد أن يترك خلقه يهيمون في متاهات الشبهات. والمعلوم أنه عز و جل لم يفعل ذلك " أه لا تنسى ريط النص السابق بمقال " وبالآخرة هم يوقنون ".

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع