من الآيات التي أراد الميرزا غلام مدعي النبوة القادياني الهندي الإستدلال بها كما في كتاب في كتاب التحفة الجولوروية صفحة 61 لإثبات موت سيدنا عيسى عليه السلام الآية 21 من سورة النحل و هي :
{أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)} [النحل :21]
فقال إن الله تعالى وصف كل المعبودات من دون الله بالأموات ، و عليه فإن سيدنا عيسى عليه السلام و هو معبود النصارى بالتأكيد من هؤلاء الأموات، و لا يصح الإعتقاد بحياته حتى الآن. و
نسي الميرزا أنه كان نبيا بحسب إدعائه في سنة 1882 و كان يقول بحياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء و أنه نازل آخر الزمان سنة 1883 أي بعد نبوته بسنة كما في كتاب "البراهين الأحمدية"/1884 الأجزاء الأربعة الأولى صفحة 573 و 579 و غيرهما أيضا في نفس الكتاب .
و الميرزا الضال المضل قصد غض القلب و البصر عن الآية التي قبل الآية المشار إليها مباشرة و نصها :
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) [النحل : 20]
ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى قد نسب خلق الطير من الطين لسيدنا عيسى عليه السلام بإذن الله تعالى، و بالتالي لا يصح أن يكون سيدنا عيسى من المعبودات التي وصفها الله تعالى بأنهم أموات غير إحياء.
و أيضا للرد على إدعاء الميرزا بعموم اشتمال الآلهة المعبودة من دون الله تعالى على سيدنا عيسى عليه السلام نقول :
إذا كان سيدنا عيسى عليه السلام مشتملا في الآية التي تخبر أن العابدين و آلهتهم من دون الله تعالى حصب جهنم؟ فهل سيدنا عيسى منهم أيضا أي في جهنم و أنه من حصبها؟
يقول الله تعالى : {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء : 98]
و أيضا فإن الأموات التي أشار إليهم الميرزا قد يكون المقصود منهم المشركون كما قال القرطبي في تفسيره و يقصد بالموت الكفر ، و بالتالي تعددت التفاسير المعتبرة للآية المشار إليها فيسقط اعتبار الآية قطعية الدلالة على ما قصده الميرزا .
والله أعلم وأعلى.
د ابراهيم بدوي 12/4/2020
الله يفتح عليك اكثر واكثر
ردحذف