القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (367) قاعدة الميرزا العامة و هل قطع وتين المتقول على الله يقصد به الموت أو القتل يقينا ؟





مقال (367) قاعدة الميرزا العامة و هل قطع وتين المتقول على الله يقصد به الموت أو القتل يقينا ؟


 يقول الميرزاغلام أحمد مدعي النبوة في كتابه " التحفة الجولوروية " سنة 1902 الصفحة 12 بخصوص آية قطع الوتين للمتقول على الله تعالى :
" ... وجليٌّ أن استدلال القرآن الكريم لا يعتبر بديهيَ التحقق إلا إذا اُعترف بالقاعدة العامة أن الله - سبحانه وتعالى - لا يُمهل أبدا مفتريا يُضلُّ الناس مدّعياً أنه مبعوث من الله، لأن إمهاله له يُحدث الخلل في ملكوته ويرتفع التمييز بين الصادق والكاذب. " انتهى النقل

 و معنى كلام الميرزا أن استدلال الله تعالى بعدم إهلاك سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم حتى نزول هذه الآيات و بعدها سواء بالموت حتف الأنف أو القتل، فإن هذا الدليل لا يعتد بتحققه و وقوعه كدليل دليل قطعي في إثبات نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم إلا إذا اعترفنا و اتفقنا على وجود مبدأ و قاعدة عامة أساسية و هي أن الله لا يمهل المتقول عليه بالكذب بل لا بد من التصرف معه لحماية دين الله و حتى نستطيع التمييز بين الصادق و الكاذب .
و معلوم أننا حينما نقول "قاعدة عامة" فلا بد من أنها أساس و أصل للإحتكام إليها فيما تشمله هذه القاعدة و بخاصة وصفنا لها أنها عامة , فلا يقبل منها إلا الإطراد أي عدم تخلفها عند الإحتكام إليها .
و لنا أن نتسائل :
 أولا : لو قبلنا هذه القاعدة ، فبما أنها عامة و محكمة لأنها قاعدة فكان يجب أن يبين الميرزا فيها كيف سيحمي الله دينه من هذا المتقول على الله بالكذب ؟
 هل بالقتل ؟
 أم هل بالإماتة حتف الأنف أي من غير قتل ؟
 أم بغير ذلك ؟
 فإذا كان كل البشر يموتون أو يقتلون سواء الأنبياء أو غيرهم و سواء الكذبة أو الصادقين فكيف نعرف أن هذا المدعي المتقول بالكذب على الله قد عاقبه الله تعالى , بينما موت و قتل غيره لا يعتبر عقابا من الله ؟

 إن عدم القدرة على التمييز بين من أماته الله تعالى حتف أنفه أو من قتل عقابا أو بلا عقاب يجعل تطبيق هذه القاعدة باعتبار التمييز لا يكون إلا بالإماتة او القتل مستحيلا فعلا .
 و لبيان استحالة التمييز بالموت أو القتل بين الصادق و الكاذب نفترض الافتراض التالي :
 1- رجل في عمر الأربعين ادعى النبوة بالكذب و مات بعد عشر سنوات . 2- و رجل في عمر الأربعين ادعى النبوة بالكذب و قتل بعد عشر سنوات . 3- و رجل في عمر الأربعين لم يدعي النبوة و مات بعد عشر سنوات .
 4- و رجل في عمر الأربعين لم يدعي النبوة و قتل بعد عشر سنوات .

فهل نستطيع التمييز بين من مات أو قتل عقابا بسبب التقول على الله تعالى و بين غيرهم ممن ماتوا أو قتلوا في نفس الظروف من غير تقول على الله ؟
 ثانيا : نأخذ خطوة للأمام : هل بالفعل الآيات من سورة الحاقة التي قال فيها الله تعالى بأنه سيأخذ بيمين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و أنه سيقطع وتينه لو تقول عليه بعض الأقاويل , هل هو توعد بالإماتة أو القتل فعلا ؟
 و هذه هي الآيات : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) سورة الحاقة.
 ماذا لو قال قائل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه عندما مات إنما أماته الله تعالى لأنه متقول على الله بالكذب ؟
 أو قال أنه صلى الله عليه وسلم قد أخذ الله منه باليمين فكان يتألم قبل وفاته من أثر تسممه بسم اليهودية و أن الله قتله فعلا بتأثير السم أي قطع وتينه؟
 و مما سبق أرى أن التطبيق الظاهري الحرفي للآيات بالإماتة أو القتل لا يفيد في التمييز بين المدعي الكاذب و الصادق لثبوت قتل الأنبياء في القرآن الكريم أو على أقل تقدير فإن الله تعالى لم يصرح باستحالة قتل الأنبياء.
 و بالتالي لا بد من التفسير بالمجاز للآيات و هذا ما ورد فعلا في بعض التفاسير ، فقد ورد في بعض التفاسير باحتمال التفسير المجازي للآيات : تفسير مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي حيث قال بكلا القولين أي التفسير الحرفي و المجازي حيث قال :
 " ... إعلم أن حاصل هذه الوجوه أنه لو نسب إلينا قولاً لم نقله لمنعناه عن ذلك إما بواسطة إقامة الحجة فإنا كنا نقيض له من يعارضه فيه وحينئذ يظهر للناس كذبه فيه فيكون ذلك إبطالاً لدعواه وهدماً لكلامه وإما بأن نسلب عنده القدرة على التكلم بذلك القول وهذا هو الواجب في حكمة الله تعالى لئلا يشتبه الصادق بالكاذب " انتهى النقل.
 و في معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي:
 " وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَأَخَذْنَا بِيَدِهِ الْيُمْنَى، وَهُوَ مِثْلُ مَعْنَاهُ: لَأَذْلَلْنَاهُ وَأَهَنَّاهُ كَالسُّلْطَانِ إِذَا أَرَادَ الِاسْتِخْفَافَ بِبَعْضِ مَنْ يُرِيدُ يَقُولُ لِبَعْضِ أَعْوَانِهِ: خُذْ بِيَدِهِ فَأَقِمْهُ." انتهى النقل.
و نقل القرطبي قول أبي جعفر الطبري : إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب . كما يقول السلطان لمن يريد هوانه : خذوا يديه . أي لأمرنا بالأخذ بيده وبالغنا في عقابه ." انتهى النقل
و قال الطبري في تفسيره :
(لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) يقول: لأخذنا منه بالقوة منا والقدرة، ثم لقطعنا منه نياط القلب، وإنما يعني بذلك أنه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخره بها.وقد قيل: إن معنى قوله: (لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) : لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه؛ قالوا: وإنما ذلك مثل، ومعناه: إنا كنا نذله ونهينه، ثم نقطع منه بعد ذلك الوتين، قالوا: وإنما ذلك كقول ذي السلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه، خذ بيده فأقمه، وافعل به كذا وكذا، قالوا: وكذلك معنى قوله: (لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) أي لأهناه كالذي يفعل بالذي وصفنا حاله. " انتهى النقل
أما إذا قلنا بضرورة الإهلاك المادي بالموت أو القتل فما هي المدة التي سوف يترك الله تعالى المتقول عليه حتى يميته أو يقتله ؟   و كيف نثبت أن من قتل أو مات من الأنبياء أنه كان نبيا حقا و لم يكن متقولا على الله؟
 إذن من المحتمل فعلا أن يكون إهلاك مدعي النبوة الكاذب المتقول على الله بإذلاله و إهانته ببيان كذبه و فضحه فيظهر في كلامه ما يثبت أنه كذاب بإثبات التناقض في كلامه و كما في حال الميرزا غلام أن أصول الاستدلال العامة التي أقرها لإثبات نبوة الأنبياء مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تناقض كليا الخزعبلات التي يحاول إثبات نبوته بها مثل النبوءات الغيبية فقد حدث التحقق العكسي لهذه النبوءات الغيبية المستقبلية.
 بهذا يتم إهلاك المتقول على الله تعالى من أول أمره فلا ينخدع به عاقل أمين مع نفسه .
 و لقد أكد الله تعالى كل هذا و كرره مع الميرزا غلام طوال فترة تقوله على الله بكل الوسائل التي تجعل بيان دجله واضح كالشمس .
 فلقد علم الله تعالى أن الميرزا سيدعي النبوة و يتقول عليه فأعطاه القدرة على إنشاء الشعر و هذه كانت من اهم نواقض النبوة فما جعل الله شاعرا نبيا ولا نبيا شاعرا .
 و جعله يتعلم العرافة و الكهانة من والده و هذه أيضا من نواقض النبوة.
 و جعل من سيرته السذاجة و النهب و السرقة لمال والده و مصاحبة قطاع الطرق ، و انشراح قلبه و فرحه بعدم الحكم العادل على قريبه قاطع الطريق السارق .
و جعله الله تعالى يكتب كتابا كبيرا و هو كتاب البراهين الأحمدية فكتب فيه أصول الاستدلال عامة و انواع الأدلة ، و يدعي فيه أنه كتبه بتأييد من الله تعالى و مباركة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الرؤى  و أنه كتبه بقوة فوق العقل أي بالإلهام و يسطر في نفس الكتاب إثبات حياة سيدنا عيسى عليه السلام في السماء في ثلاث مواضع في الكتاب ، و يدعي أن الله تعالى أصلحه تمام الإصلاح قبل كتابة البراهين بسنوات و بالتالي فإذا خالف الميرزا ما أقره في كتابه البراهين الأحمدية الإلهامي هذا فقد ثبت أنه متناقض كذاب و دجال و هذا هو بالفعل إهلاك الميرزا و قطع وتينه .
 والله أعلى و أعلم .
 د.إبراهيم بدوي
 22/4/2020

 مقال (236) أدلة اختصاص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بآية قطع وتين المنقول على الله من كلام الميرزا غلام. https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2018/08/236.html


مقال (162) إثبات أن آية التقول على الله تعالى خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و ليس لغيره من المتقولين على الله بالكذب . https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/06/162.html

مقال (052) كيف يفضح الله تعالى مدعي النبوة الميرزا الهندي نبي القاديانيين الاحمدي فضيحة علنية عالمية ؟ ؟

تعليقات

التنقل السريع