القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (369) هل بالتأكيد لا بد من موت أو قتل المفتري على الله بالكذب ؟





مقال (369) هل بالتأكيد لا بد من موت أو قتل المفتري على الله بالكذب ؟
يقول الله تعالى :
" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ " (18) سورة يونس
لقد بيّن الله تعالى هنا حقيقتين هامتين:
أولاهما؛ أنه لا يمكن أن ينجو من العذاب بحسب القانون الإلهي اثنان:
الأول: من اختلق الكلام من عند نفسه وعرضه على الناس على أنه كلام إلهي، والثاني: من ناصب العداء لمن يأتي بكلام من الله.

والحقيقة الثانية هي أن المفترين على الله كذبا لا يفلحون أبدًا في مرامهم، بمعنى أن الهدف الذي يذكرونه لبعثتهم لا يتحقق، وأن التعليم الذي يعرضونه للعالم لا يُكتب له الانتشار.
ولنتذكر أيضًا أن الله - سبحانه وتعالى - قد قال هنا: إن المفتري لا يفلح في هدفه، ولم يقل: إن المفتري لا يمكن أن يجمع حوله فريقًا من الناس أو أنه لن يزدهر ازدهارًا ماديًا.

كلا، بل من الممكن تمامًا أن يجمع حوله طائفة من الناس أو أن يحقق ثراءً ماديا.
ذلك أن لا أحد من المدّعين يقوم لمجرد جمع زمرة من الناس حوله، وإنما يذكر كل واحد منهم هدفًا روحانيًا من نشر شرع جديد أو تجديد شرع قديم، فما لم ينجح في نيل هدفه الحقيقي هذا فلن يعدّ مفلحًا.
وهذا مقياس عظيم لمعرفة صدق المدّعين أو كذبهم، ولا يمكن أن يستغله أي كذاب، كما أنه يبرئ الصادقين منهم مما يثار ضدهم من طعن واعتراض.

فمثلاً قُتل النبي يحيى - عليه السلام -، ولكن هذا لم يخلّ بهدفه شيئًا، ولم يقدح في كونه مفلحًا، لأن غاية بعثته كانت تتمثل في أن يعرِّف الناس بالمسيح ويمهد السبيل لتصديقه. وقد نال غايته هذه رغم قتله حيث كان حضرته بمثابة عالمٍ برزخي بالنسبة للأمة اليهودية، وقد بُعث إليهم ليهيئ النفوس لقبول المسيح - عليه السلام -، وقد حقق غاية بعثته هذه حيث بدأ اليهود فعلاً بانتظار ظهور المسيح بينهم، وقام كل أتباع يحيى بتصديق المسيح حتى لم تعد له جماعة مستقلة، بل كلهم انضموا إلى جماعة المسيح عليهما السلام.
وكما ذكرت آنفًا فإن هذا المقياس يكشف زيف وكذب المتنبئين الكذابين، ومثال ذلك الميرزا غلام
فقد ادّعى النبوّة، وأن عدد أتباعه وصل إلى مئات الآلاف، فإنه مع ذلك لن يُعَدَّ صادقًا بهذا الدليل.
ذلك أن غاية بعثته كما بيّن هو بنفسه هي أن يبرهن على أنه المسيح الموعود , و أنه جاء ليقتل الخنزير و يكسر الصليب و يعم السلام بين المسلمين من ناحية و بين المسلمين و غيرهم.
ولكن لم تتحقق له هذه الغاية في أي بيت ولا في أي يوم، بل على العكس من ذلك فقد ازدادت سطوة الصليب و زاد قتل الخنزير للمسلمين في الكثير من بقاع العالم , و بعكس مراد الميرزا زاد عدد الخارجين من الاحمدية و عدد المهينين له ، حتى بدأ كثير من الأوروبيين يصدقون القرآن الكريم و يدخلون في الاسلام و ليس الاحمدية وقد كانوا بالأمس القريب يكذبونه ويكفرون به.
ولو أن أميركا كلها اعتنقت الاحمدية القاديانية فلن يُعتبر الميرزا أيضًا مفلحًا ما لم تنتشر عقيدته وتتوطد في العالم كلّه.
د.ابراهيم بدوي
9/5/2020
منشوري هذا عبارة عن تفسير بشير الدين محمود للاية التي بصدر هذا المنشور و عملي فقط بدلتُ البهاء بالميرزا غلام .

و هذا هو النص الحرفي لكلام بشير الدين محمود ابن الميرزا و صاحب التفسير الكبير و الملقب بالمصلح الموعود .

نص كلام محمود بالحرف : " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (18) سورة يونس
 شرح الكلمات:
 افترى: فرى الشيءَ فَرَيًا: قطعه وشقه. افترى عليه بالكذب: اختلقه (الأقرب).
 لا يفلح:
أفلح الرجل: فاز وظفر بما طلب. أفلح بالشيء: عاش به. أفلح زيد: نجح في سعيه وأصاب في عمله (الأقرب).
 مجرمون: أجرم: أذنب؛ عَظُمَ جرمه. وأجرم عليهم الجريمة: جنى. (الأقرب)
 التفسير: لقد بيّن الله تعالى هنا حقيقتين هامتين:
أولاهما؛ أنه لا يمكن أن ينجو من العذاب بحسب القانون الإلهي اثنان:
الأول: من اختلق الكلام من عند نفسه وعرضه على الناس على أنه كلام إلهي، والثاني: من ناصب العداء لمن يأتي بكلام من الله.
 والحقيقة الثانية هي أن
المفترين على الله كذبا لا يفلحون أبدًا في مرامهم، بمعنى أن الهدف الذي يذكرونه لبعثتهم لا يتحقق، وأن التعليم الذي يعرضونه للعالم لا يُكتب له الانتشار.
 إن القرآن الكريم في معظم الأحيان قد ذكر الافتراء الذي يعاقَب صاحبُه مقرونًا بكلمة الكذب، مع أن الافتراء وحده جريمة نكراء. وأرى أن الحكمة من وراء استخدام هذا الأسلوب القرآني هي أنه لو افترى أحد على الله تعالى بأمر صحيح حق فلربما لا يعاَقب بالجريمة المذكورة هنا، وإن عُدّ من المجرمين وعوقب بعقوبة أُخرى لا محالة. فعلى سبيل المثال قد يدّعي شخص أن الله تعالى أخبره بالرؤيا أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رسول صادق. فلو أنه لم يرَ أي رؤيا في الحقيقة فسيُعَدُّ مفتريًا، وإن لم يكن افتراؤه كذبًا، بل هو حق، ولا ضرر في افترائه على الناس، وإنما كَذَبَ كذبةً تخص ذاته، وجاء بعمل دمّر به تقواه هو، فلذلك لا يعاقَب بالعقوبة المذكورة في الآية، بل يلقى من العقوبة ما يلقاه أي كاذب عادي آخر.
 
ولنتذكر أيضًا أن الله - سبحانه وتعالى - قد قال هنا: إن المفتري لا يفلح في هدفه، ولم يقل: إن المفتري لا يمكن أن يجمع حوله فريقًا من الناس أو أنه لن يزدهر ازدهارًا ماديًا. كلا، بل من الممكن تمامًا أن يجمع حوله طائفة من الناس أو أن يحقق ثراءً ماديا. ذلك أن لا أحد من المدّعين يقوم لمجرد جمع زمرة من الناس حوله، وإنما يذكر كل واحد منهم هدفًا روحانيًا من نشر شرع جديد أو تجديد شرع قديم، فما لم ينجح في نيل هدفه الحقيقي هذا فلن يعدّ مفلحًا. وهذا مقياس عظيم لمعرفة صدق المدّعين أو كذبهم، ولا يمكن أن يستغله أي كذاب، كما أنه يبرئ الصادقين منهم مما يثار ضدهم من طعن واعتراض. فمثلاً قُتل النبي يحيى - عليه السلام -، ولكن هذا لم يخلّ بهدفه شيئًا، ولم يقدح في كونه مفلحًا، لأن غاية بعثته كانت تتمثل في أن يعرِّف الناس بالمسيح ويمهد السبيل لتصديقه. وقد نال غايته هذه رغم قتله حيث كان حضرته بمثابة عالمٍ برزخي بالنسبة للأمة اليهودية، وقد بُعث إليهم ليهيئ النفوس لقبول المسيح - عليه السلام -، وقد حقق غاية بعثته هذه حيث بدأ اليهود فعلاً بانتظار ظهور المسيح بينهم، وقام كل أتباع يحيى بتصديق المسيح حتى لم تعد له جماعة مستقلة، بل كلهم انضموا إلى جماعة المسيح عليهما السلام.
 
وكما ذكرت آنفًا فإن هذا المقياس يكشف زيف وكذب المتنبئين الكذابين، ومثال ذلك زعيم البهائيين "بهاء الله". فلنفترض أنه كان في الحقيقة قد ادّعى النبوّة، وليس الألوهية، وأن عدد أتباعه وصل إلى مئات الآلاف، فإنه مع ذلك لن يُعَدَّ صادقًا بهذا الدليل. ذلك أن غاية بعثته كما بيّن هو بنفسه هي أن يبرهن على أن الشريعة الإسلامية ناقصة ومنسوخة، وأنه قد جاء مكانها بشرع جديد؛ الشرع البهائي. ولكن لم تتحقق له هذه الغاية في أي بيت ولا في أي يوم، بل على العكس من ذلك فقد ازداد إقبال الناس على القرآن الكريم، حتى بدأ كثير من الأوروبيين يصدقون القرآن الكريم اليوم وقد كانوا بالأمس القريب يكذبونه ويكفرون به. فالشريعة الإسلامية التي جاء البهاء لإلغائها ونسخها على حد زعمهم تنال كل يوم رضًا وقبولاً لدى الناس، ولكن شريعته هو قد طُويت بيد النسيان. ولو أن أميركا كلها اعتنقت البهائية فلن يُعتبر البهاء أيضًا مفلحًا ما لم تنتشر شريعته وتتوطد في العالم كلّه. " انتهى النقل

 و التالي روابط لمقالات في نفس الموضوع :

مقال (367) قاعدة الميرزا العامة و هل قطع وتين المتقول على الله يقصد به الموت أو القتل يقينا ؟


مقال (052) كيف يفضح الله تعالى مدعي النبوة الميرزا الهندي نبي القاديانيين الاحمدي فضيحة علنية عالمية ؟ ؟ http://ibrahimbadawy2014.blogspot.com.eg/2016/02/052.html

 مقال (236) أدلة اختصاص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بآية قطع وتين المنقول على الله من كلام الميرزا غلام. https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2018/08/236.html


مقال (162) إثبات أن آية التقول على الله تعالى خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و ليس لغيره من المتقولين على الله بالكذب . https://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/2017/06/162.html








تعليقات

التنقل السريع